ممن وكل إلى نفسه بسبب ما كان يشطح به من كلام المحبة والتعلق بالمحبة ، سنون ، أبو القاسم الخواص والذي يسمى بسنون المحب : أشعاره تذوب بها الحجر ، عندما تقعد وتقرأ أشعاره تذوب الحجر من كثرة شدة وقعها ، وهذا كان عبارة عن ترجمة لما في قلبه ، صح المعاني والألفاظ تذهب إلى اتجاه والمعنى الذي يريده في اتجاه آخر , مبدأ ابتلاء سنون ، لما وجد نفسه قوي وعزيمته حديد قال: والحقيقة أبو نعيم في الحلية أتى بطرف صالح من قضيتة ، والخطيب البغدادي في تاريخ بغداد أتى بطرف آخر ، وأنا لم أحاول أن أعمل ترجمة كبيرة لسنون ، لكن حاولت أن أحضر بعض أشعاره التي تدل على عظيم المحبة ، أول مبدأ قصته قال:
فليس لي في سواك حظ | فكيف ما شئت فابتليني |
هذه البداية ، فحصر فيه البول من ساعته لكي يتبول لا يستطيع ، عض على الأرض وجلس يتمرغ علي الأرض ولم يتحمل مثل ذلك ، كما دخل النبي ﷺ دخل على عباس فوجده يتألم ويدعوا ويقول الله إن كنت معذبي بشيء في الآخرة فعذبني به في الدنيا ، فقال له النبي ﷺ يا عباس يا عم رسول الله لا تستطيع ، ولكن سل الله العفو في الدنيا وفي الآخرة ، طالما كلمة قلها صح وتراعي قدر نفسك في الموضوع , أنا مبتلى ببلاء معين أقول اللهم اغفر لي اللهم ارحمني ، اللهم ارفع عني ، ولا أقدر أن أقول اللهم شدد علي ، الله إن كنت معذبي فأشدد عليَّ ، لأن لا أحد يتحمل بلاء الدنيا ، حتى بلاء الدنيا لا أحد يتحمله ، وممكن بلاء الدنيا يجعله لا يستطيع أن يجمع قلبه ولا عقله ولا يعرف يصلي ولا يعرف يدعوا وغير ذلك .لكن إذا كانت كلمة تخرج من العبد فالرسول ﷺ علم الصحابة كيف يقولون في مثل هذا ، مسائل المرض ومثل هذا .سنون عمل هذه الحدوتة والخطيب البغدادي ذكر أبياتًا أخري الحقيقة أشد من هذه ، أن سنون تعرض للبلاء ، ونفخ صدره على الآخر وقال لله- عز وجل-: فكيف ما شئت فابتليني ، فلما حُبس فيه البول نام من كثرة الغم وأنا لا أعرف كيف نام لأن الذي حبس فيه البول لا يعرف أن ينام ، هو نام قليلاً ، فرأى رؤية أنه يمسك الكيس الذي يتبول فيه كالقسطرة ، ماسك هذا الكيس معه بيديه ويمشي فمر على أحد الصالحين وشكي له حاله ، ماذا أعمل ؟ فقال له عليك بصبيان الكتاتيب ، فكان يمر على الكتاتيب والأولاد الذين يحفظون القرءان ويقول لهم: استغفروا الله لعمكم الكذاب ، الذي ادعى أنه سيصبر ثم عجز فلا يتقاوى على الله أحد ، إنما يسأل الله عز وجل العفو والعافية في الدنيا والآخرة أنظر إلى أبيات سنون بن أحمد بن حمزة يقول:
أنا راضٍ بطول صدك عني | ليس إلا لأن ذاك هواك |
فامتحن بالجفى صبري على | ودي ودعني معلقًا برجاك |
طبعًا أنا قلت لكم الألفاظ تذهب إلى مكان والمعني الذي يقصده في مكان آخر ، إنما هو يناجي ربه- عز وجل- ، المعنى الذي عنده أنه يناجي ربه- تبارك وتعالي ، ويقول:
الديك بل قل أن يفديك ذو دنفٍ | هل في المذلة للمشتاق من عار |
بي منك شوق لو أن الصخر يحمله | تفطر الصخر عن مستوقد النار |
قد دب حبك في الأعضاء من جسدي | دبيب لفظي من روحي وإضماري |
ولا تنفست إلا كنت مع نفسي | وكل جارحة من خاطري جاني |
والدنف: هو المرض .
ويقول أيضًا :
شغلت قلبي عن الدنيا ولذتها | فأنت والقلب شيء غير مفترق |
وما تطابقت الأحداق من سنة | إلا وجدتك بين الجفن والحدق |
ومن أبياته الجميلة يقول:
ولو قيل طأ في النار أعلم أنه | رضا لك أو مدن لنا من وصالك |
لقدمت رجلي نحوها فوطأتها | سرورًا لأني قد خطرت ببالك |
وأيضًا يقول:
وكان فؤادي خاليًا قبل حبكم | وكان بذكر الخلق يلهو ويمرح |
فلما دعا قلبي هواك أجابـه | فلست أراه عن فنائك يبرح |
البين: أي الفراق ، وهذا أعظم ما يعذب به العاشق أو المحب ، أعظم ما يعذب به المحب الفراق ، أنه يفارق من يحب ، فهو يدعوا على نفسه إن كان كاذب .
رميت ببين منك إن كنت كاذبًا | وإن كنت في الدنيا بغيرك أفرح |
وإن كان شيء في البلاد بأسرها | إذا غبت عن عيني بعيني أملح |
أي لا توجد حاجة مليحة تصادف عيني إذا أنت غبت
فإن شئت واصلني وإن شئت لا تصل | فلست أرى قلبي لغيرك يصلح |
فسنون كان عنده هيجان المحبة وكان الرواة يسيرون وراءه يسجلون ما يقوله سنون المحب هذا الذي يضرب به المثل في المحبة ، يذكر أبو نعيم في الحلية والخبر هذا أنا مستغربه ، لأن فيه بعض رواة الخبر لم أعرفهم ، يقول أنه بلغ سنون أن رجلاً غنيًا تصدق بأربعين ألف درهم ، فذهب لأحد أصحابه وقال أيغلبنا هؤلاء ، نحن ليس معنا مال وهؤلاء الذين يتصدقون بأربعين ألف هل سيغلبونا ، قال له ماذا نفعل ؟ قال قم بنا نصلي أربعين ألف ركعة ، على أساس أن الركعة أفضل من الدراهم .سنون الحب هذا لما قال:
فليس لي في سواك حظٌ | فكيف ما شئت فابتليني |
ومن أدعى الصبر وكل إلى نفسه ، لذلك في حديث صهيب الرومي ذكر النبي وهذا الحديث أصله في صحيح مسلم لكنه عند أحمد وغيره مقدمة لحديث الساحر والراهب كان النبي ﷺ يذكر نبيًا من الأنبياء ، فنظر هذا النبي إلى قومه وكانوا قومًا شجعان ، كلهم مغاوير وفرسان وغير ذلك فأعجب بهم بينه وبين نفسه وقال من يقوم لهؤلاء ، من في الدنيا يستطيع أن يحاربهم ، هؤلاء مغاوير وأي أحد يقف أمامهم سيغلبوه فأوحى الله إليه أن اختر قتله من الذين سأقول لك عليهم ، إما يبعث عليهم طاعونًا أو مرضًا ، وإما يقتلون بعض أو شيء آخر ، فاستشار قومه ففضلوا الموت ، أن تأتي عليهم ريح أو شيء آخر ، فبعد هذه ، كان النبي يقول( اللهم بك أصول وبك أحول) ,لماذا عوقب قوم هذا النبي ؟ لأنه وكل النصر إليهم قال من يقوم لهؤلاء ، لا أحد يستطيع أن يغلبهم ، فالنبي ﷺ ليتحاشى مثل هدا , قال:" اللهم بك أصول وبك أحول ولا حول ولا قوة إلا بك " .وربنا- عز وجل- يقول:﴿ لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ ﴾(التوبة:25) ، فتأمل يوم حنين وتأمل يوم بدر يوم بدر خرجوا لا لقتال ، إنما للقاء العير ، ثلاثمائة وأربعة عشر عدة قوم طالوت كانوا يعتقبون البعير الواحد كانوا يقتسمون التمرات ، حتى لما نظر إليهم النبي ﷺ وقد ضربت الحرب أوزارها ولم يعد هناك خيار إلا القتال ، ولم يكن معهم فرس إلا فرس المقداد بن الأسود ولا سلاح ولا غير ذلك ، وخرجوا حاسرين الدروع ، أي لا يوجد معهم دروع والدروع الحديد كان يلبسها المقاتلون ، لا يوجد مقاتل يدخل الحرب بالسيوف مكشوف الذراع ، وإلا لو واحد ضربه بالسيف على ذراعه انتهت قضية فبماذا سيحارب ,فكانوا يلبسون الدرع واللئمة ، واللئمة مثل الخوذة بحيث أنه يتلاشي ضرب السيف على الرأس أو على الذراع فكانوا حاسرين وقريش خرجت للحرب واستعدت بألف رجل وجاءت بقبضها وقضيبها كما قال أبو جهل ، نرد بدرًا ونشرب الخمر وتغنينا القيان ويسمع بنا العرب فلا يزالون يهابوننا أبدًا .والرسول- ﷺ نظر إلي الصحابة مع قلتهم وذلتهم كما قال الله- عز وجل- قال:" اللهم إنهم عالة فاحملهم ، عراة فاكسهم ، جياع فأطعمهم ، اللهم إن تهلك هذه العصابة لا تعبد في الأرض " ، فنزل جبريل عليه السلام والخبر أنتم جميعًا تعرفونه ، فكم بين بدر وحنين ؟، ما الذي حدث في حنين ؟ نظر بعض الصحابة إلى بعض وقالوا لن نهزم اليوم من قلة ، فلما بدأت الحرب تشتد ولوا مدبرين ، حتى نادي الرسول ﷺ كما في حديث أنس نادي نداءين فصل بينهما فصلاً قال: " هلموا إلي يا أصحاب سورة البقرة ، ثم قال: أنا عبد الله ورسوله " حتى جمع الصحابة .
فالإنسان لا يكل نفسه إلى نفسه طرفة عين :وكان النبي- ﷺ يستعيذ أن يوكل إلى نفسه طرفة عين فإنما أنت بالله ، الإنسان لا يدعي نجاحًا ولا يدعي صبرًا ولا يدعي علمًا ، إنما ينسب ذلك إلى الله وليست قصة موسى والخضر منكم ببعيد كما في الصحيحين
وَسَبَبُ الْقِصَّةِ وَرِحْلَةٌ مُوْسَىْ:كلمة قالها موسى لما وعظ بني إسرائيل فرقت القلوب وذرفت العيون ، فمضى موسى- عليه السلام- فتبعه رجل فقال يا كليم الله تعلم أحدًا في الأرض هو أعلم منك ؟ قال له: لا ، فعتب الله عز وجلَّ عليه أنه لم يرد العلم إليه .وقال له بلى إن لي عبداً بمجمع البحرين هو أعلم منك ، فرحل موسى- عليه السلام- هذه الرحلة الطويلة إلى الخضر ليتعلم منه ثلاثة مسائل بسبب أنه قال: لا أعلم أحدًا في الأرض هو أعلم مني .
فَالإِنْسَانُ يَنْبَغِيْ حَتَّىَ فِيْ بَابِ الْفَتَاوَىْ أَنَّ يُظْهِرُ الْتَبَرِّي مِنْ الْحَوْلِ وَالْقُوَّةِ :أنا أستغرب على الجماعة الذين أذا سأله أحد في فتوى ، يقول له ، حلال ، حلال ، حلال ، في رقبتي وأنا سمعته كثيرًا يقول في رقبتي وأنا المسئول عن هذا أمام الله يوم القيامة ، من الذي يمكن أن يتجرأ ويقول مثل هذا الكلام ، الأئمة الكبار كانوا يخافون ، لما قيل لأحمد لما لا تقول حلال وحرام ؟ تلا قوله تعالي:﴿ وَلا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ ﴾ (النحل:116) .أليس يخطئ العالم ، دلالة الدليل قد تكون خفيه والفهم كما قلنا نعمه من الله وممكن الإنسان الفاضل العالم يند عنه شيءٌ يدركه الصغير الذي هو أقل منه في العلم ، فالواحد يظهر التبري من الحول والقوة ويقول هذا ما ظهر لي ، لذلك كلمة يعجبني ولا يعجبني كانت متكررة على لسان الأئمة الأربعة ، يقول يعجبني أن يفعل ذلك ، وقد يقول يعجبني فيما هو واجب ، فأي إنسان لا يفهم المصطلحات يقول يعجبني ، فيقال أنه يفتي بذوق ، مسألة ذوق ، يعجبني ولا يعجبني ، المسألة ليست هكذا .هو لا يريد أن يتكلم الكلام الواضح الصريح وهذا كله خوفًا من أن يسأل يوم القيامة ، قد لا يحرر الإنسان المسألة والوقت يضيق عن تحريرها فيفتى بقول غيره ثم يتبين أنه مخطئ ، وهذه مسألة الإنسان يتعرض لها ، وليست كل مسألة جزئية الإنسان يحرر القول فيها ، وأركن المستفتي حتى أرى نهاية القصة وآخرها ، إنما أفتي بقول أهل العلم ممن سبقونا ، نعم يكون عندي راجح في المسألة بدلالة قول أهل العلم لكن ممكن أطلع غلطان في الآخر ,قضية من القضايا أنا متبنيها مثلاً ، مثل قضية وجوب زكاة الحلي ، الحلي التي تتزين به المرأة وتتحلى به من أول ما قرأت الأبحاث كلها أرى وجوب إخراج المرأة لزكاة الحلي ، ووقفت بعض ما طبعت بعض الكتب المسندة على بعض الآثار عن الصحابة أو أمهات المؤمنين ممن كانوا لا يرون إخراج زكاة حلي الزينة ، إنما يوجب إخراج الزكاة عن الكنز فقط ، وأنا أعرف منذ زمن أن هذا هو مذهب الأئمة الثلاثة ، مذهب أبو حنيفة والشافعي ومالك ومذهب أحمد- رحمة الله عليه- ، وأحمد له في المسألة أكثر من قول لكن القول الأشهر عند الحنابلة الوجوب ، وأنا كنت متبني هذا القول ، لأن الدار قطنى كان قد ضعف الحديث القائل بالوجوب لأنه جهل أحد رواة الإسناد وقال محمد بن عمر مجهول ، وهو ليس مجهول وهو محمد بن عمر بن عطاء ألليثي وهذا رجل حسن الحديث .الحديث الذي كان يقولون بعدم الوجوب لأن الحديث ضعيف وضعفه الدار قطني ، لا لما ثبت عندي قلت بمقتضاه ، ممكن الإنسان يغير رأيه في المسألة ، ويمكن كما قلت لكم في مرة من المرات أن أبا عبيد القاسم غير مذهبه في الوضوء لما أحدث رجل بجانبه في صلاة الجمعة ، وتجد أئمة كالشافعي له قولان ، القول القديم والقول الجديد ، وأحمد أكثر الأئمة الأربعة في هذه المسألة ، ممكن ساعات تجد له في المسألة خمسة أقوال وليس قولين فقط ، بل خمسة أقوال .
لذلك القاضي أبو يعلى عمل كتاب الروايتين والوجهين وحاول أن يرى منصوص أحمد ويزيف ويصحح وهذا الكلام ، فممكن الإمام يكون يفتي بقول ثم يرجع عن هذا القول ، وفيه بعض الروايات قد تنسب للإمام ولا تصح من جهة الإسناد ، مثل ما ينسب للإمام أحمد- رحمه الله- أنه يجيز قراءة القرءان على المقابر وذكروا في ذلك رواية هذه الرواية باطلة من جهة الإسناد أو فيها راوي مجهول وفيها راوي ضعيف وأظن فيها علة أيضًا ، أي أن الإسناد به ثلاث علل . أن الإمام أحمد ذهب في زيارة أو في جنازة للمقابر فوجد رجل يقرأ القرءان في المقابر ، فقال له: لا تقرأ فإن القراءة عندنا بدعة ، وهم راجعين قال له بعض أصحابه كيف تقول بدعة ؟ وقد حدثنا فلان عن فلان قال له: ارجع إليه فقل له يقرأ ، وهذه الرواية لم تثبت أصلاً ، ولكنها موجودة كمنصوص لأحمد في بعض كتب الحنابلة ، لأن كثير من الفقهاء لا يعرف صحة الأسانيد ولا هذا الكلام ، فأي رواية يجدها سواء عن النبي- عليه الصلاة والسلام أو عن الصحابة أو حتى عن الإمام ممكن يأخذها ويتبناها ويعمل قول في هذه المسألة .فالإنسان المتصدر للفتاوى لأن العلم واسع كالمحيط ، وهو لا يستطيع أن يحيط بكل جزئيات العلم فينبغي أن يكون مشفقًا على نفسه ، لا يأتي فيقول ضعها في رقبتي أو أنا مسئول أمام الله ، فأنت مسئول سواء قلت أو لم تقل ، لماذا تتعجل غدًا ستسأل ،﴿ وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ ﴾(الصافات:24) وهناك بعض الناس كنت أظن فيه التحري بكل أسف له وظيفة مرموقة وهذا الكلام من ثلاث أيام في هذا المسجد أعطاني واحد كتاب عن الختان للإناث ، اسمه ختان الإناث ليس من شعائر الإسلام ، وهذا عنوان الكتاب وأصدرته وزارة الأوقاف ، ومكتوب فيه عدة مقالات ، فيه مقال لواحد معين فيه بيني وبينه علاقة قديمة وقرأت مقاله فوقف شعري مما قرأت ، أن هذا ليس من الإسلام ولا تمد إلى الإسلام بصلة ولا ، ولا ، ولا ، وتكلم كلام أنا لا أصدق أن هذا الإنسان ممكن أن يقول هذا الكلام ، فاتصلت به وقلت له حدث كذا وكذا وكذا ، فأنت كيف تقول هذا الكلام ، هذا الكلام منسوب لك أم أنت قلته ؟ ، قال كيف هذا الكلام ، اقرأ لي ، قلت له كذا كذا كذا ، قال غريبة ، قلت له لا ليست غريبة هذا في وسط مقالك صفحة ستة عشر أيضًا . فكيف يمكن أن تقول هذا الكلام ، ليس من الإسلام في شيء ، قال: الأحاديث ضعيفة ، قلت له: أنت لست متخصص ولا الذي أعلى منك متخصص ، كلكم في الحديث عوام ، لماذا تقولون الموضوعات والأكاذيب والمناكير في كل أحاديثكم ، وأتيت على هذه وقلت أنه ضعيف ، لماذا هذه الذي صار ضعيفاً ، وكل أحاديثكم وفتاواكم تقولون غير ذلك .ويطلع واحد منصبه كبير يقول: الألباني أول من ابتدع عدم العمل بالحديث الضعيف ، والأئمة كلهم يقولوا بالحديث الضعيف واقرأ في سنن أبي داود وسنن النسائي تجده مشحون بالضعيف ، بل ممكن لا تجد في الباب حديث واحد صحيح ، لا في أبي داود ولا في الترمذي ولا بن ماجة ، مما يدل على أن الأئمة كانوا يحتجون بالحديث الضعيف ، وهذا الكلام كلام غير صحيح يرد عليه بكلمة واحدة ، لأنه شافعي المذهب ، أن الإمام الشافعي علق القول في خمسين مسألة على صحة الحديث وقال: لو صح الحديث لقلت به ، والحافظ بن حجر العسقلاني جمع هذه المسائل وأنا لم أرى كتابه ، لكن أنا أعرف أنهم خمسين مسألة من كتب البيهقي ، لا أعرف إن كان الحافظ جمع فأوعى أم لا ؟ لكن اسم كتاب الحافظ بن حجر ، اسمه( المنحة فيما علق الشافعي به على الصحة) .فما معني أن يقول الشافعي لو صح لقلت به يا أولي الألباب ، المسألة واضحة كالشمس ، لا يوجد الألباني تجد الدنيا مظلمة وهذه كلها مزالق أقدام ، .
لِذَلِكَ نَقُوُلُ أَيُّ إِنْسَانٍ مُتَصَدِّرَ لِتَعْلِيْمِ لَابُدَّ أَنْ يَحْتَرِزَ بَعْدَ الْفَتْوَىْ يَقُوْلُ الْلَّهُ أَعْلَمُ وَيَكُوْنَ مُشْفِقا عَلَىَ نَفْسِهِ:لأن الله- عز وجل- قال: ﴿ وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ ﴾ كل إنسان سيسأل عن فعله لاسيما أهل العلم الذين يعتبروا منارات ويعتبروا كرأس العين ، الدنيا كلها تشرب ، فإذا تسممت رأس العين الدنيا الجماهير كلها ستموت ، فالحرص على أن يكون رأس العين نقية هذه ضرورة دينية .
انْتَهَى الْدَّرْس الْرَّابِع