أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: أخلاقه مع الخدم (صلى الله عليه وسلم) الخميس 18 يونيو 2020, 3:53 pm | |
| أخلاقه -صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ- مع الخدم:• هل علم أحدٌ في التاريخ كلِّه خادمًا يثني على سيِّده، مثل ما قال خادم رسول الله -صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ-؟! • يقول أنس -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- كلامًا ما أعجبه! وشهادة ما أصدقها! وثناء ما أعطره! عن حال رسول الله -صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ- معه؛ قال: "خدمت رسول الله -صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ- عشر سنين، والله ما قال لي أفٍّ قطُّ، ولا قال لي لشيءٍ: لم فعلت كذا؟ وهلَّا فعلت كذا!!" (314).
• عشر سنوات كاملة، ليست أيامًا أو شهورًا؛ إنه عمرٌ طويلٌ؛ فيه الفرح والترح، والحزن والغضب، وتقلبات النفس واضطرابها، وفقرها وغناها، ومع هذا فلم ينهره ولم يأمره- بأبي هو وأمي عليه الصلاة والسلام- بل ويكافئه ويطيب خاطر خادمه، ويلبي حاجته وحاجة أهله، ويدعو لهم.
يقول أنس -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-: قالت أمي: يا رسول الله، خادمك ادع الله له، قال: "اللَّهمَّ أكثر ماله وولده، وبارك له فيما أعطيته" (315).
• وعن عائشة رضي الله تعالى عنها، قالت: "ما ضرب رسول الله -صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ- شيئًا قطُّ بيده، ولا امرأةً ولا خادمًا، إلَّا أن يجاهد في سبيل الله" (316).
• وعن عائشة -رضي الله عنها-، قالت: "ما خيِّر رسول الله -صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ- بين أمرين قطُّ، إلَّا وأخذ أيسرهما، ما لم يكن إثمًا، فإن كان إثمًا كان أبعد النَّاس منه، وما انتقم رسول الله -صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ- لنفسه قي شيءٍ قطُّ، إلَّا أن تنتهك حرمة الله، فينتقم بها لله" (317).
• وكان -صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ- يهتمُّ برعاية خدمه، ويتفقد أحوالهم وأمورهم الخاصة، ويعينهم على أمور معاشهم؛ ويعودهم إذا مرضوا، ويبتدئهم بالسؤال عن حاجتهم، ولم يكن هذا الأمر حديثًا عابرًا منه -صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ-، بل كان يشغل باله ويتابعه ويسأل عنه؛ ولا ينتظر حتى يسألوه هم؛ فعن ربيعة بن كعبٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-، خادم رسول الله -صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ-، قال: قال لي رسول الله -صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ-: "سلني أعطك" قلت: يا رسول الله، أنظرني؛ أنظر في أمري. قال: "فانظر في أمرك". قال: فنظرت، فقلت: إنَّ أمر الدُّنيا ينقطع، فلا أرى شيئًا خيرًا من شيءٍ آخذه لنفسي لآخرتي؛ فدخلت على النَّبيِّ -صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ-، فقال: "ما حاجتك؟". فقلت: يا رسول الله، اشفع لي إلى ربِّك، عزَّ وجلَّ؛ فليعتقني من النَّار. فقال: "من أمرك بهذا؟". فقلت: لا والله، يا رسول الله، ما أمرني به أحدٌ، ولكنِّي نظرت في أمري؛ فرأيت أَّن الدُّنيا زائلةٌ من أهلها؛ فأحببت أن آخذ لآخرتي. قال: "فأعنِّي على نفسك بكثرة السُّجود" (318).
• وقد امتدَّت عنايته -صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ- بخدمه لتشمل غير المؤمنين به، وذلك كما فعل مع الغلام اليهودي الذي كان يخدمه؛ فعن أنسٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-، قال: كان غلام ٌيهوديٌّ يخدم النَّبيَّ -صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ-، فمرض؛ فأتاه النَّبيُّ -صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ-، يعوده، فقعد عند رأسه، فقال له: "أسلم" فنظر إلى أبيه، وهو عنده؛ فقال له: أطع أبا القاسم -صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ- فأسلم، فخرج النَّبيُّ -صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ- وهو يقول: "الحمد لله الَّذي أنقذه من النَّار" (319).
• كما كان -صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ- يبذل نفسه الشريفة ووقته؛ لأجل قضاء حاجات الضعفاء والمساكين، رغم اشتغاله بالأمور العظام والمهام الجسام؛ فعن عبد الله بن أبي أوفى -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-، قال: "كان النَّبيُّ -صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ- لا يأنف ولا يستنكف أن يمشي مع الأرملة والمسكين؛ فيقضي لهما حاجتهما" (320).
• وعن أنس بن مالك -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-، أنَّ امرأةً كان في عقلها شيءٌ، فقالت: يا رسول الله، أنَّ لي إليك حاجةً، فقال رسول الله -صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ-: "انظري أيَّ السِّكك شئت؛ حتَّى أقضي لك حاجتك" فخلا معها في بعض الطُّرق، حتَّى فرغت من حاجتها (321).
وصدق الله: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ)
***• هذا غيضٌ من فيضٍ، وقطرةٌ من محيطٍ، من خصال وأخلاق أعظم إنسان عرفته البشرية -صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ-، جمعتها على عجلٍ؛ مساهمةً متواضعة، وكلماتٍ مختصرة؛ لعلنا ندرك جانبًا يسيرًا من جوانب العظمة، في حياة سيد الخلق، وحبيب الحق -صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ-.*** |
|