(71) السَّائِحُونَ الوَافِدُونَ إلى اليَابَانِ:
عَرَفَتْ الحُكُومَة اليابانية أنَّ السَّائحين الوافدين إليها لم يفدوا إلَّا ليستفيدوا منها الفوائد العُظمى فضربت ضريبة عليهم تختلفُ قيمتها بحسب درجات الوافدين، وأقلُّ مَا يُؤَخَذُ على الفرد الواحد “ين” والين عشرة غروش بالعملة المصرية.

وقد بلغ عدد ما أخذته من السَّائحين في سنة 1903 “18708009” ين، وفي سنة 1904 “12900545” ين، وفي سنة 1905 “25354000” ين، وفي سنة 1906 “25942607” ين، وهذا ولا شك باب من أبواب الإيرادات في الحكومة اليابانية التي بها تَرَقَّتْ ماليتها بالنظر لمصرفها، فلو أنَّ حكومتنا جعلت ضريبة على السَّائحين، (ولو غير الإنكليز) لحصلت منهم على مبالغ طائلة لا سيما وأنَّ الفوائد التي يتحصَّلُ عليها السَّائحون من مصر أكثر منها في اليابان، ولكن شتان بين أمَّة عرفت كيف ترقى بلادها وأمَّة إلى الآن تجود على الغرباء وهي في أشَدِّ الحاجة إلى ما تَجُودُ به، هدانا اللهُ إلى سُبُلِ الرَّشَادِ ومَوَاضِعَ السَّدَادِ.