(54) الزكاة:
وفي الزكاة كُنَّا نُبَيِّنُ لهم أن الإنسان إذا كان الواجب عليه أن يتفقَّد أقاربه، وأهله ويواسيهم، ويسأل عن الفقير فيهم فيساعده على المعاش ببذل الأموال والجاه، فكذلك المُسْلِمون جعلهم الدِّين كأهل العائلة الواحدة، فيجب على الغني أن يجود على الفقير صَوْنًا لماء وجهه من ذلِّ السؤال، ومن هذا فوائد جَمَّةً منها: أنها تقوي رابطة الجامعة الإسلامية لما يكون من المودة والمحبة المتبادلة بين المُسْلِمين بسبب جُودِ الغني على الفقير، ومنها أنها سبب لحصول الأمن العام في البلاد فتمتنع السرقة؛ لأن أكثر وقوعها يكون من الفقراء الذين يندفعون إليها بعامل الفقر، ومنها نفي التحاسد الذي هو من أكبر عوامل فساد البلاد والعائلات، ومنها تطهير للمال، فتحصل البركة وهي النماء والزيادة، ومنها الحث على الكرم وهو ملاك الفضائل، والتنفير من البخل وهو أكبر الرذائل، ومنها الغلبة على النفس؛ لأنها تضنُّ بالشيء العزيز لديها، وهكذا من كُلِّ الوجوه التي تضمنها الزكاة.