وحِّد القِبلة (قصيدة)
د. عبدالحكيم الأنيس
وحِّد القِبلة
كفُّ كفِّي عَنْ طَرْقِ بابِ الخلائِقْ (1)
واطرقي بالرجاءِ بابَ الخالِقْ
الغنيُّ المُغني تبارَكَ كَمْ ذا
باب فضلٍ أتاحَهُ للطارِقْ
أيُّها السَّاهمُ المُفكِّرُ رفقًا
لا تكنْ بالذي تُعانيهِ ضائِقْ
وحِّدِ القِبلةَ التي أنتَ عنها
في اضطرابٍ، وكُنْ بربِّك واثِقْ
يطلعُ الفجرُ بعد ليلٍ طويلٍ
ونرى الغيثَ بعد مَرِّ الصواعِقْ
لا تُعَرِّضْ بما يَهمُّك وارفعْ
بالدُّعاءِ الصريحِ تلك العلائِقْ
حسبُكَ اللهُ في المُلِمّة عونًا
حسبُكَ الكافلُ الرحيمُ الرازِقْ
وعسى أنْ ترى المُرادَ سريعًا
إنْ يكن في الضلوعِ قلبٌ صادِقْ
وعسى دمعةٌ تكونُ دعاءً
رُبَّ دمعٍ عن الحوائجِ ناطِقْ
سيِّدي إنني ببابِكَ أشكو
لكَ همًّا للقلبِ والنفسِ حارِقْ
فتولَّ العبدَ الضعيفَ بلطفٍ
واكفهِ يا قويُّ تلك العوائِقْ
أنتَ يا ربِّ مُنْقذي مِنْ همومي
أنتَ يا ربِّ مَفْزَعي في الطوارِقْ
ذاقَ طعمَ الإيمانِ مَنْ كان يَرضى
بكَ ربًّا في يُسْرهِ والمَضائِقْ
سوف يسلو مُرَّ الهمومِ إذا ما
كان مِنْ حُلْوِ نفحةٍ لكَ ذائِقْ
نظرة منكَ تملأ القلبَ نورًا
وسرورًا وتجعلُ العيشَ شائِقْ
(1) أي: يا كفُّ كفّي...
رابط الموضوع:
https://www.alukah.net/literature_language/0/114216/#ixzz6IMeVQH6z