منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

IZHAR UL-HAQ

(Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.

أحْـلامٌ مِـنْ أبِـي (باراك أوباما) ***

 

 سورة يوسف الآيات من 096-100

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52683
العمر : 72

سورة يوسف الآيات من 096-100 Empty
مُساهمةموضوع: سورة يوسف الآيات من 096-100   سورة يوسف الآيات من 096-100 Emptyالخميس 21 نوفمبر 2019, 8:09 am

فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَىٰ وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيرًا قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (٩٦)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

وحين حضر البشير، وهو كما تقول الروايات كبير الإخوة؛ ويُقال أيضاً: إنه يهوذا؛ وهو مَنْ رفض أن يُغادِرَ مِصْرَ إلا بعد أن يأذن له والده، أو يأتي حَلٌّ من السَّماء لمشكلة بقاء بنيامين في مصر، بعد اتهام أعوان العزيز له بالسرقة، طبقاً لما أراده يُوسُف ليستبقي شقيقه معه.

ولما جاء هذا البشير ومعه قميص يُوسُف؛ فألقاه على وجه الأب تنفيذاً لأمر يُوسُف -عليه السلام- وبذلك زال سبب بكاء يعقوب، وفَرِح يعقوب فرحاً شديداً؛ لأنه في أيام حُزنهِ على يُوسُف، وابيضاض عينيه من كثرة البُكاء حدَّثه قلبه بالإلهام من الله أن يُوسُفَ ما زال حيّاً؛ وكان البُكاء عليه من بعد ذلك هو بًكاءٌ من فرْط الشوق لرؤية ابنه.

وكذلك قد يكون يُوسُف قد علم بالوحي من الله أن إلقاء القميص على وجه أبيه يَرُدُّ إليه بصره، بإذن من الحق سبحانه وتعالى، فضلاً عن أن الفرح له آثار نفسية تنعكس على الحالة الصحية، وهكذا تجلَّتْ انتصارات الحقِّ والنبوة.

وقال يعقوب -عليه السلام-: (أَلَمْ أَقُلْ لَّكُمْ إِنِّيۤ أَعْلَمُ مِنَ ٱللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ) (يُوسُف: 96).

ولم يَقُلْ ذلك إذلالاً لهم، بل ليُعطي الثقة والتوثيق لأخبار كل نبي، وأن الواقع قد أيَّدَ الكلام الذي قاله لهم: (يٰبَنِيَّ ٱذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُف وَأَخِيهِ وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ ٱللَّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ ٱللَّهِ إِلاَّ ٱلْقَوْمُ ٱلْكَافِرُونَ) (يُوسُف: 87).

فإذا جاءكم خَبَرٌ من معصوم؛ إيَّاكم أن تقفوا بعقولكم فيه؛ لأن العُقول تأخذ مُدْركات الأشياء على قَدْرها، وهناك أشياء فوق مُدْركات العقول.

وحِين يُحدِّثكم معصوم عَمَّا فوق مُدْركات عقولكم إيَّاكم أن تُكذِّبُوه؛ سواءٌ فهمتم ما حدَّثكم عنه، أو لم تستوعبوا حديثه عَمَّا فوق مُدْركات العقول.

وهنا يُقِرُّ إخوة يُوسُفَ بذنوبهم فيقول الحق سبحانه: (قَالُواْ يٰأَبَانَا ٱسْتَغْفِرْ لنا...).



سورة يوسف الآيات من 096-100 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52683
العمر : 72

سورة يوسف الآيات من 096-100 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة يوسف الآيات من 096-100   سورة يوسف الآيات من 096-100 Emptyالخميس 21 نوفمبر 2019, 8:11 am

قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ (٩٧)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

وهم هنا يُقِرُّون بالذنب، ويُحدِّثون والدهم بنداء الأبوة كي يستغفر لهم ما ارتكبوه من ذنوب كثيرة، فقد آذَوْا أباهم وجعلوه حزيناً، ولا يسقط مثل هذا الذنب إلا بأن يُقِرَّ به مَنْ فعله، ونلحظ أنهم قالوا: (إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ) (يُوسُف: 97).

أي: أنهم كانوا يعلمون الصواب، ولم يفعلوه.

ويأتي الحق سبحانه بما قاله يعقوب: (قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّيۤ).



سورة يوسف الآيات من 096-100 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52683
العمر : 72

سورة يوسف الآيات من 096-100 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة يوسف الآيات من 096-100   سورة يوسف الآيات من 096-100 Emptyالخميس 21 نوفمبر 2019, 8:13 am

قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (٩٨)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

ونلحظ أن يُوسُف قد قال لهم من قبل: (لاَ تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ ٱلْيَوْمَ يَغْفِرُ ٱللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ ٱلرَّاحِمِينَ) (يُوسُف: 92).

لكن والدهم هنا في الآية -التي نحن بصدد خواطرنا عنها- يقول: (سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّيۤ) (يُوسُف: 98).

ولم يَقُلْ: "سأستغفر لكم ربي"، وهذا يدل على أن الكبار يحتاجون لوقت أكبر من وقت الشباب؛ لذلك أجَّل يعقوب الاستغفار لِمَا بعد.

والشيخ الألوسي في تفسيره يقول: "إنما كان ذلك لأن مطلوبات البِرِّ من الأخ لإخوته غير مطلوبات البِرِّ من ابن لأبيه؛ لأن الأخ ليس له نفس حق الأب؛ لذلك يكون غضب الأب أشدَّ من غضب الأخ".

ثم إن ذنوبهم هنا هي من الذنوب الكبيرة التي مَرَّ عليها وعلى تأثيرها على الأب زَمَنٌ طويلٌ.

ويُقالُ: إن يعقوب -عليه السلام- قد أخَّرَ الاستغفار لهم إلى السَّحَرِ، لأن الدُّعَاءَ فيه مُستجَابٌ.

وينقلنا الحق سبحانه من بعد ذلك إلى لحظة اللقاء بين يُوسُف -عليه السلام- وأهله كلهم، بعد أن انتقلوا إلى حيث يعيش يُوسُف، فيقول سبحانه: (فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَىٰ يُوسُف...).



سورة يوسف الآيات من 096-100 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52683
العمر : 72

سورة يوسف الآيات من 096-100 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة يوسف الآيات من 096-100   سورة يوسف الآيات من 096-100 Emptyالخميس 21 نوفمبر 2019, 8:16 am

فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَىٰ يُوسُف آوَىٰ إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ (٩٩)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

ونعلم أن الجَدَّ إسحاق لم يكُنْ موجوداً، وكانوا يُغلِّبون جهة الأُبوة على جهة الأمومة، ودخلت معهم الخالة؛ لأن الأم كانت غير موجودة.

ويبدو أن يُوسُف قد استقبلهم عند دخولهم إلى مصر استقبال العظماء، فاستقبلهم خارج البلد مرة ليريحهم من عناء السفر ويستقبلهم وجهاء البلد وأعيانهم؛ وهذا هو الدخول الأول الذي آوى فيه أبويْه.

ثم دخل بهم الدخول الثاني إلى البلد بدليل أنه قال: (ٱدْخُلُواْ مِصْرَ إِن شَآءَ ٱللَّهُ آمِنِينَ) (يُوسُف: 99).

ففي الآية دخولان.

وقول الحق سبحانه: (آوَىٰ إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ) (يُوسُف: 99).

يدل على حرارة اللقاء لمغتربين يجمعهم حنان، فالأب كان يشتاق لرؤية ابنه، ولابُدَّ أنه قد سمع من إخوته عن مكانته ومنزلته، والابن كان مُتشوِّقاً للقاء أبيه.

وانفعالات اللقاء عادة تُترك لعواطف البشر، ولا تقنينَ لها، فهي انفعالات خاصة تكون مزيجاً من الود، ومن المحبة، ومن الاحترام، ومن غير ذلك.

فهناك مَنْ تلقاه وتكتفي بأن تسلم عليه مُصَافحة، وآخر تلتقي به ويغلبُك شوقك فتحتضنه، وتقول ما شِئتَ من ألفاظ الترحيب.

كل تلك الانفعالات بلا تقنين عباديّ، بدليل أن يُوسُف -عليه السلام- آوى إليه أبويه، وأخذهما في حضنه.

والمثل من حياة رسولنا -صلى الله عليه وسلم- في سياق غزوة بدر حيث كان يستعرض المقاتلين، وكان في يده -صلى الله عليه وسلم- قَدَحٌ يعدل به الصفوف، فمَرَّ بسواد بن غزية من بني عدي بن النجار، وهو مُستنصل عن الصف -أي خارج عنه، مما جعل الصف على غير استواء- فطعن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في بطنه بالقدح وقال له: "اسْتَوِ يا سواد".

فقال سواد: أوجعتني، وقد بعثك الله بالحق والعدل فأقِدْني.

فكشف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن بطنه وقال -صلى الله عليه وسلم-: "استقد".

فاعتنقه سَواد وقَبَّل بطنه.

فقال -صلى الله عليه وسلم-: "ما حملك على هذا يا سواد؟”.

قال: يا رسولَ الله، قد حضر ما ترى -يقصد الحرب- فأردت أن يكون آخر العهد بك أن يمسَّ جِلْدي جلدك.

فدعا له رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالخير.

ويقول الحق سبحانه بعد ذلك: (وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى ٱلْعَرْشِ...).



سورة يوسف الآيات من 096-100 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52683
العمر : 72

سورة يوسف الآيات من 096-100 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة يوسف الآيات من 096-100   سورة يوسف الآيات من 096-100 Emptyالخميس 21 نوفمبر 2019, 8:23 am

وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَٰذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (١٠٠)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

وقد رفع يُوسُف أبويه على العرش لأنه لم يُحِبَّ التَّمَيُّزَ عنهم؛ وهذا سُلوكٌ يدلُّ على المحبَّة والتقدير والإكرام.

والعرش هو سريرُ المُلك الذي يُدِيُر منه الحاكم أمور الحكم.

وهم قد خَرُّوا سُجَّداً لله من أجل جمع شمل العائلة، ولم يخرِّوا سُجَّداً ليُوسُف، بل خَرُّوا سُجَّداً لِمَنْ يُخَرّ سُجُوداً إليه، وهو الله.

وللذين حاولوا نقاش أمر سُجُودَ آل يعقوب ليُوسُف أقول: هل أنتم أكثر غَيْرةً على الله منه سبحانه؟

إنه هو سبحانه الذي قال ذلك، وهو سبحانه الذي أمر الملائكة من قَبْل بالسجود لآدمَ فلماذا تأخذوا هذا القول على أنه سُجُودٌ لآدم؟

والمؤمن الحَقُّ يأخذ مسألة سجود الملائكة لآدم؛ على أنه تنفيذ لأمر الحق سبحانه للهَمِّ بالسجود لآدم، فآدم خلقه الله من طين، ونفخ فيه من روحه؛ وأمر الملائكة أن تسجد لآدم شكراً لله الذي خلق هذا الخَلْق.

وكذلك سجود آل يعقوب ليُوسُف هو شكر لله الذي جمع شملهم، وهو سبحانه الذي قال هذا القول، ولم يُجرِّم سبحانه هذا الفعل منهم، بدليل أنهم قَدَّموا تحية ليُوسُف هو قادر أن يردَّها بمثلها.

ولم يكن سجودهم له بغرض العبادة؛ لأن العبادة هي الأمور التي تُفعل من الأدنى تقرباً للأعلى، ولا يقابلها المعبود بمثلها؛ فإنْ كانت عبادة لغير الله فالله سبحانه يُعاقب عليها؛ وتلك هي الأمور المُحرَّمة.

أما العبادة لله فهي اتباع أوامره وتجنُّب نواهيه؛ إذن: فالسجود هنا استجابة لنداء الشكر من الكل أمام الإفراج بعد الهم والحزن وسبحانه يُثيب عليها.

أما التحية يُقدِّمها العبد، ويستطيع العبد الآخر أن يردَّ بمثلها أو خَيْرٍ منها، فهذا أمر لا يحرمه الله، ولا دَخْل للعبادة به.

لذلك يجب أن نفطن إلى أن هذه المسألة يجب أن تُحرَّر تحريراً منطقيّاً يتفق مع معطيات اللغة ومقتضى الحال، ولو نظرنا إلى وضع يعقوب -عليه السلام-، وما كان فيه من أحزان وموقف إخوته بين عذاب الضمير على ما فعلوا وما لاقوه من متاعب لأيقنَّا أن السُّجُود المُراد به شكر من بيده مقاليد الأمور بدلاً من خلق فجوات بلا مبرر وَهُمْ حين سجدوا ليُوسُف؛ هل فعلوا ذلك بدون علم الله؟

طبعاً لا.

ومن بعد ذلك نجد قول يُوسُف لأبيه: (وَقَالَ يٰأَبَتِ هَـٰذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقّاً) (يُوسُف: 100).

وقد كانت الرُّؤيا هي أول لَقْطة في قصة يُوسُف -عليه السلام- حيث قال الحق ما جاء على لسان يُوسُف لأبيه: (إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ) (يُوسُف: 4).

وقوله في الآية -التي نحن بصدد خواطرنا عنها-: (قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقّاً) (يُوسُف: 100).

أي: أمراً واقعاً، وقد رآه والد يُوسُف وإخوته لحظة أنْ سجدوا ليُوسُف سجودَ الشكر والتحية لا سجود عبادة، وقد سجد الإخوة الأحد عشر والأب والخالة التي تقوم مقام الأم، ورؤيا الأنبياء كما نعلم لابُدَّ أن تصير واقعاً.

ولقائل أن يقول: وماذا عن رُؤْيا إبراهيم -عليه السلام- التي أمره فيها الحق سبحانه أن يذبح ابنه؛ فقام إلى تنفيذها؛ واستسلم إسماعيل لأمر الرُّؤْيا.

نقول: إن الأنبياء وحدهم هم الملتزمون شرعاً بتنفيذ رؤاهم؛ لأن الشيطان لا يُخايلهم؛ فهم معصومون من مخايلة الشيطان.

أما إنْ جاء إنسان وقال: لقد جاءتني رؤيا تقول لي نَفِّذ كذا.

نقول له: أنت غير مُلْزم بتنفيذ ما تراه في منامك من رُؤَى؛ فليس عليك حكم شرعي يلزمك بذلك؛ فضلاً عن أن الشيطان يستطيع أن يُخايلك.

أما تنفيذ إبراهيم -عليه السلام- لما رآه في المنام بأن عليه أن يذبح ابنه، وقيام إبراهيم بمحاولة تنفيذ ذلك؛ فسببه أنه يعلم بالتزامه الشرعي بتنفيذ الرُّؤيا.

وقد جاء لنا الحق سبحانه بهذا الذي حدث ليبين لنا عِظَم الابتلاءات التي مرَّتْ على إبراهيم، وكيف حاول أن يتم كل ما توجهه له السماء من أوامر، وأن ينفذ ذلك بدقّة.

وقال الحق سبحانه مُصوِّراً ذلك: (وَإِذِ ٱبْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً) (البقرة: 124).

وكانت قمة الابتلاءات هي أن يُنفِّذ بيديه عملية ذبح الابن؛ ولذلك أؤكد دائماً على أن الأنبياء وحدهم هم المُلْزمون بتنفيذ رُؤاهم، أما أي إنسان آخر إنْ جاءته رُؤْيا تخالف المنهج؛ فعليه أن يعتبرها من نزغ الشيطان.

ويتابع الحق سبحانه ما جاء على لسان يُوسُف: (وَقَدْ أَحْسَنَ بَيۤ إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ ٱلسِّجْنِ) (يُوسُف: 100).

ولقائل أنْ يسأل: ولماذا لم يذكر يُوسُف الأحداثَ الجِسَام التي مرَّتْ به في تَسَلسُلها؛ مثل إلقاء إخوته له في الجُبِّ؟

نقول: لم يُرِدْ يُوسُف أن يذكر ما يُكدِّر صَفْو اللقاء بين العائلة من بعد طول فراق.

ولكنه جاء بما مرّ به من بعد ذلك، من أنه صار عبداً، وكيف دخل السجن؛ لأنه لم يستسلم لِغُواية امرأة العزيز، وكيف مَنَّ الله عليه بإخراجه من السجن، وما أن خرج من السجن حتى ظهرت النعمة، ويكفي أنه صار حاكماً.

وقد يقول قائل: إن القصة هنا غير مُنْسجمة مع بعضها، لأن بعضاً من المواقف تُذكر؛ وبعضها لا يُذْكر.

نقول: إن القصة مُنْسجمة تماماً، وهناك فارق بين قصص التاريخ كتاريخ؛ وبين قَصص يوضح المواقف الهامة في التاريخ.

والمناسبة في هذه الآية هي اجتماع الإخوة والأب والخالة، ولا داعي لذكر ما يُنغِّص هذا اللقاء؛ خصوصاً؛ وأن يُوسُف قد قال من قبل: (قَالَ لاَ تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ ٱلْيَوْمَ يَغْفِرُ ٱللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ ٱلرَّاحِمِينَ) (يُوسُف: 92).

وسبق أن قال لهم بلطف من يلتمس لهم العذر بالجهل: (هَلْ عَلِمْتُمْ مَّا فَعَلْتُم بِيُوسُف وَأَخِيهِ إِذْ أَنتُمْ جَاهِلُونَ) (يُوسُف: 89).

وهو هنا في الآية -التي نحن بصدد خواطرنا عنها- يذكر إحسان الحق سبحانه له فيقول: (هَـٰذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقّاً) (يُوسُف: 100).

ويُثني على الله شاكراً إحسانه فيقول: (وَقَدْ أَحْسَنَ بَيۤ إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ ٱلسِّجْنِ) (يُوسُف: 100).

وهو إحسان له في ذاته، ثم يذكر إحسان الله إلى بقية أهله: (وَجَآءَ بِكُمْ مِّنَ ٱلْبَدْوِ) (يُوسُف: 100).

وكلمة "أحسن" -كما نعلم- مرة تتعدَّى بـ إلى، فتقول: "أحسن إليه"، ومرة تتعدَّى بالباء، فنقول: "أحسن به"، وهو هنا في مجال "أحسن بي".

أي: أن الإحسان بسببه قد تعلَّق بكل ما اتصل به؛ فجعله حاكماً، وجاء بأهله من البدو؛ أما الإحسان إليه فيكون محصوراً في ذاته لا يتعدَّاه.

وجعل الحق سبحانه الإحسان هنا قسمين: قسم لذاته؛ وقسم للغير، واعتبر مجيء الأهل من البدو إحساناً إليه، لأن البَدْو قوم يعيشون على الفطرة والانعزالات الأسرية، ولا تَوطُّن لهم في مكان، ولا يضمُّهم مجتمع، وليس لهم بيوتٌ مبنية يستقِرُّون فيها، ولكنهم يتبعون أرزاقهم من منابت الكلأ ومساقط المياه، ويحملون رِحَالهم إلى ظهر الجمال متنقلين من مكان لآخر.

وتخلو حياتهم من نِعَم الحضارة.

ففي الحضارة يحضر إليك كل ما تطلب، ولكن الحياة في البدو تُحتِّم أن يذهب الإنسان إلى حيث يجد الخير؛ ولذلك تستقر الحياة في الحضر عنها في البادية.

ويعطينا الشاعر أحمد شوقي -رحمة الله عليه- صورة تُبيِّنُ الفارق بين البدو والحضر، حين صنع مناظرة بين واحدة تتعصَّبُ للبدو، وأخرى تتعصَّبُ للحضر.

فقال: فأنا مِنَ البِيدِ يا ابن جُرَيج ومن هذه العِيشَة الجَافِيه ومن حَالبِ الشاة في موضعٍ ومن مُوقِد النارِ في نَاحِيه مُغَنِّيكُمو معبدٌ والغَريق وقَيْنتنا الضبع العَاوِيه هُمْ يأكلونَ فُنونَ الطهاةِ ونحن نأكل ما طَهَتِ المَاشِيه فابن جريج يشكو السَّأَم من حياة البادية، حيث لا يرى إلا المناظر المُعَادة من حَلْبٍ لشاة، أو إشعال نار، ولا يسمع كأهل الحضر صوت المُغنِّين المشهورين في ذلك الزمن؛ بل يسمع صوت الضِّبَاع العاوية، ولا يأكل مثل أهل الحضر ما قام بِطَهْيهِ الطُّهاة؛ بل يأكل اللبن وهو ما تقدمه لهم الماشية.

وتردُّ ليلى المتعصِّبة للبادية: قد اعتسفتْ هِنْدُ يا ابنَ جرَيج وكانت على مَهْدِها قَاسيه فَمَا البِيِد إلاّ دِيَارُ الكِرَام ومنزِلةُ الذِّمَمِ الوَاقِيه لها قِبْلةُ الشمسِ عند البُزُوغِ وللحضَرِ القِبلةُ الثَّانِيه ونحنُ الرَّياحِين مِلْء الفضاءِ وهُنَّ الرَّياحِينُ في آنِيه ويَقْتُلنا العِشْقُ والحَاضِراتُ يَقُمْنَ مــن العِــشق في غَامِيه.

وقولها "اعتسفت" يعني "ظلمت"، أي: أن هنداً ظلمت البيد يا ابن جريج، ثم جاءت بميزات البدو؛ فأوضحت أن بنات البادية كالرياحين المزروعة في الفضاء الواسع، عكس بنات الحَضَر التي تشبه الواحدة منهن الريحانة المزروعة في أُصص الزرع، أو أي آنية أخرى.

ثم تأتي إلى القيم؛ فتفخر أن بنت البادية يقتلها العِشْق، ولا تنال ممَّنْ تعشق شيئاً؛ فتنسلّ وتموت، أما بنت الحضر؛ فصحتها تأتي على الحب.

وهنا في الآية -التي نحن بصدد خواطرنا عنها- يشكر يُوسُف ما مَنَّ به الله عليه، وعلى أهله الذين جاء بهم سبحانه من البادية، ليعيشوا في مصر ذات الحضارة الواسعة؛ وبذلك يكون قد ضخَّم الفرق بين ما كانوا يعيشون فيه من شَظَف العيش إلى حياة اللين والدَّعة.

ثم يلمس ما كان من إخوته تجاهه فيقول: (مِن بَعْدِ أَن نَّزغَ ٱلشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِيۤ) (يُوسُف: 100).

وهذا مَسٌّ لطيف لِمَا حدث، وقد نسبه يُوسُف للشيطان؛ وصَوَّره على أنه "نَزْغ".

أي: أنه لم يكن أمراً مستقراً على درجة واحدة من السُّوء.

أي: أن ما فعله الشيطان هو مجرد وَخْزة تُنبِّه إلى الشيء الضار فيندفع له الإنسان، وهي مأخوذة من المِهْماز الذي يُروِّض به مدرب الخيل أيَّ حصان، فهو ينغزه بالمِهْماز نزغة خفيفة، فيستمع وينفذ ما أمره به، فالنَّغْز تنبيه لمهمة، ويختلف عن الطَّعْن.

والحق سبحانه ينبهنا إلى ما يفعله الشيطان؛ فيقول لنا: (وَإِمَّا يَنَزَغَنَّكَ مِنَ ٱلشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَٱسْتَعِذْ بِٱللَّهِ) (الأعراف: 200).

وكُلٌّ منا يعلم أن الشيطان عدوٌّ له عداوة مُسبقة، وحين تستعيذ بالله من الشيطان، فأنت تكتسب حَصَانه من الشيطان.

وسبحانه القائل: (إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ ٱلشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ) (الأعراف: 201).

أي: أن الإنسان حين يتذكر العداوة بينه وبين الشيطان؛ فعليه أن يشحن نفسه بالمناعة الإيمانية ضد هذا النَّزْغ.

ويُذيِّل الحق سبحانه الآية الكريمة بقول يُوسُف: (إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَآءُ إِنَّهُ هُوَ ٱلْعَلِيمُ ٱلْحَكِيمُ) (يُوسُف: 100).

فسبحانه هو المُدَبِّرُ الذي لا تَخْفى عليه خافية أبداً، وكلمة "لُطْف" ضد كلمة "كثافة" فاللطيف هو الذي له جِرْم دقيق، والشيء كلما لَطُف عَنُفَ؛ لأنه لا توجد عوائق تمنعه.

ولا شيء يعوقُ اللهَ أبداً، وهو العليم بموقع وموضع كل شيء، فهو يجمع بين اللطف والخبرة، فلُطْفه لا يقف أمامه أي شيء، ولا يوجد ما هو مستور عنه، ولا يقوم أمام مراده شيء، وسبحانه خبير بمواضع الأشياء، وعِلْمه سبحانه مُطْلق، وهو حكيم يُجرِي كل حَدَث بمراد دقيق، ولا يضيف إليه أحد أيَّ شيء، فهو صاحب الكمال المطلق.

ويذكر الحق سبحانه بعد ذلك مناجاة يُوسُف لله سبحانه: (رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ ٱلْمُلْكِ...).



سورة يوسف الآيات من 096-100 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
سورة يوسف الآيات من 096-100
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» سورة يوسف الآيات من 036-040
» سورة يوسف الآيات من 041-045
» سورة يوسف الآيات من 046-050
» سورة يوسف الآيات من 051-055
» سورة يوسف الآيات من 056-060

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الشيخ محمد متولي الشعـراوي :: يوسف-
انتقل الى: