منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

IZHAR UL-HAQ

(Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.

أحْـلامٌ مِـنْ أبِـي (باراك أوباما) ***

 

 سورة يوسف الآيات من 046-050

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52683
العمر : 72

سورة يوسف الآيات من 046-050 Empty
مُساهمةموضوع: سورة يوسف الآيات من 046-050   سورة يوسف الآيات من 046-050 Emptyالإثنين 18 نوفمبر 2019, 10:03 pm

يُوسُف أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ (٤٦)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

وقوله: (أَيُّهَا ٱلصِّدِّيقُ) (يُوسُف: 46)، يدلُّ على أنه قد جرَّبه في مسائل مُتعدِّدة، وثبت صِدْقُهُ.

و"صِدِّيق" لا يقتصر معناها على أنه صادق في كل أقواله؛ وصادق في كل أفعاله، وصادق في كل أحواله، ولكن معناها يتسع لِيدُلَّنا على أن الصِّدق ملازم له دائماً في القول وفي الفعل.

أما في الأقوال فصدقه واضح؛ لأنه يقول القضية الكلامية ولها واقع من الخارج يدلُّ عليها.

وأما صدق الأفعال فهو ألاَّ تُجرِّب عليه كلاماً، ثم يأتي فعله مخالفاً لهذا الكلام؛ وهذا هو مَنْ نطلق عليه "صِدِّيق".

ونحن نعلم أن حركات الإنسان في الحياة تنقسم قسمين؛ إما قول وإما فعل؛ والقول أداته اللسان، والفعل أداته كل الجوارح.

إذن: فهناك قول، وهناك فعل؛ وكلاهما عمل؛ فالقول عمل؛ والرؤية بالعين عمل؛ والسمع بالأذن عمل، والمسُّ باليد عمل.

لكن القول اختصَّ باللسان، وأخذتْ بقية الجوارح الفعل؛ لأن الفعل هو الوسيلة الإعلامية بين متكلم وبين مخاطب، وأخذ شق الفعل.

وهكذا نعلم أن الفعل قسمان: إما قول؛ وإما فعل.

والصِّدِّيق هو الذي يصدُق في قوله، بأن تطابق النسبة الكلامية الواقع، وصادق في فعله بألاَّ يقول ما لا يفعل.

ولذلك قال الحق سبحانه: (كَبُرَ مَقْتاً عِندَ ٱللَّهِ أَن تَقُولُواْ مَا لاَ تَفْعَلُونَ) (الصف: 3) .

ونعلم أن ساقي الملك كانت له مع يُوسُف تجربتان: التجربة الأولى: تجربة مُعَايشته في السجن هو وزميله الخباز، وقولهما له: (إِنَّا نَرَاكَ مِنَ ٱلْمُحْسِنِينَ) (يُوسُف: 36).

وكان قولهما هذا هو حيثية سؤالهم له أن يُؤوِّل لهما الرؤييين: (قَالَ أَحَدُهُمَآ إِنِّيۤ أَرَانِيۤ أَعْصِرُ خَمْراً وَقَالَ ٱلآخَرُ إِنِّي أَرَانِيۤ أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزاً تَأْكُلُ ٱلطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ ٱلْمُحْسِنِينَ) (يُوسُف: 36).

والتجربة الثانية: هي مجيء واقع حركة الحياة بعد ذلك مطابقاً لتأويله للرؤييين.

ولذلك يقول له هنا: (يُوسُف أَيُّهَا ٱلصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَّعَلِّيۤ أَرْجِعُ إِلَى ٱلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ) (يُوسُف: 46).

أي: أفتِنَا في رُؤيا سبع بقرات سِمَان؛ يأكلهن سبعُ بقرات شديدة الهُزَال، وسبع سُنْبلات خُضْر، وسبع أُخر يابسات، لَعلِّي أرجع إلى الناس لعلهم يعلمون.

وقوله: (أَفْتِنَا) (يُوسُف: 46).

يوضح أنه لا يسأل عن رؤيا تخصُّه؛ بل هي تخص رائياً لم يُحدده، وإنْ كنا قد عرفنا أنها رُؤيا الملك.

وقوله: (لَّعَلِّيۤ أَرْجِعُ إِلَى ٱلنَّاسِ) (يُوسُف: 46).

هو تحرُّز واحتياط في قضية لا يجزم بها؛ وهو احتياط في واقع قدر الله مع الإنسان، والسائل قد أخذ أسلوب الاحتياط؛ ليخرجه من أن يكون كاذباً، فهو يعلم أن أمر عودته ليس في يده؛ ولذلك يُعلمنا الله: (وَلاَ تَقْولَنَّ لِشَاْىءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذٰلِكَ غَداً * إِلاَّ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ وَٱذْكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَىٰ أَن يَهْدِيَنِ رَبِّي لأَقْرَبَ مِنْ هَـٰذَا رَشَداً) (الكهف: 23-24).

وساعة تقول: "إن شاء الله" تكون قد أخرجتَ نفسك من دائرة الكذب؛ وما دُمْتَ قد ذكرتَ الله فهو سبحانه قادر على أن يَهديك إلى الاختيار المناسب في كل أمر تواجه فيه الاختيار.

فكأن الله يُعلِّم عباده أن يحافظوا على أنفسهم، بأن يكونوا صادقين في أقوالهم وأفعالهم؛ لأنك مهما خططتَ فأنت تخطط بعقل موهوب لك من الله؛ وحين تُقدِم على أيِّ فعل؛ فأيُّ فعل مهما صَغُر يحتاج إلى عوامل متعددة وكثيرة، لا تملك منها شيئاً؛ لذلك فعليك أنْ تردَّ كلَّ شيء إلى مَنْ يملكه.

وهنا قال الساقي: (لَّعَلِّيۤ أَرْجِعُ إِلَى ٱلنَّاسِ) (يُوسُف: 46).

وبذلك يُعلِّمنا الحق سبحانه الاحتياط.

وأضاف الحق سبحانه على لسان الرجل: (لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ) (يُوسُف: 46).

وكأن الرجل قد عرف أنه حين يأخذ التأويل من يُوسُف -عليه السلام-؛ ويعود به إلى الناس؛ فهو لا يعلم كيف يستقبلون هذا التأويل؟

أيستقبلونه بالقبول، أم بالمُحاجَّة فيه؟

أو يستقبلون التأويل بتصديق، ويعلمون قَدْرك ومنزلتك يا يُوسُف؛ فيُخلِّصوك مما أنت فيه من بلاء السجن.

وقوله تعالى: (لَّعَلِّيۤ أَرْجِعُ إِلَى ٱلنَّاسِ) (يُوسُف: 46).

قد يدفع سائلاً أن يقول: مَنِ الذي كلَّف الساقي بالذَّهاب إلى يُوسُف؛ أهو الملك أم الحاشية؟

ونقول: لقد نسبها الساقي إلى الكل؛ للاحتياط الأدائي.

ويقول الحق سبحانه من بعد ذلك: (قَالَ تَزْرَعُونَ...).



سورة يوسف الآيات من 046-050 2013_110


عدل سابقا من قبل أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn في الثلاثاء 19 نوفمبر 2019, 5:46 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52683
العمر : 72

سورة يوسف الآيات من 046-050 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة يوسف الآيات من 046-050   سورة يوسف الآيات من 046-050 Emptyالإثنين 18 نوفمبر 2019, 10:09 pm

قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تَأْكُلُونَ (٤٧)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

وهذه بداية تأويل رُؤْيا الملك.

والدَّأْب معناه: المُواظبة؛ فكأن يُوسُف -عليه السلام- قد طلب أن يزرع أهل مصر بدأبٍ وبدون كسل.

ويتابع: (فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تَأْكُلُونَ) (يُوسُف: 47).

أي: ما تحصدونه نتيجة الزرع بجِدٍّ واجتهاد؛ فلكم أنْ تأكلوا القليل منه، وتتركوا بقيته محفوظاً في سنابله.

والحفظ في السنابل يُعلِّمنا قَدْر القرآن، وقدرة مَنْ أنزل القرآن سبحانه، وما آتاه الله جل علاه ليُوسُف -عليه السلام- من علم في كل نواحي الحياة، من اقتصاد ومقومات التخزين، وغير ذلك من عطاءات الله، فقد أثبت العلم الحديث أن القمح إذا خُزِّن في سنابله؛ فتلك حماية ووقاية له من السُّوس.

وبعض العلماء قال في تفسير هذه الآية؛ إن المقصود هو تخزين القمح في سنابله وعيدانه.

وأقول: إن المقصود هو تَرْك القمح في سنابله فقط؛ لأن العيدان هي طعام الحيوانات.

ونحن نعلم أن حبَّة القمح لها وعاءان؛ وعاء يحميها؛ وهو ينفصل عن القمحة أثناء عملية "الدَّرْس"؛ ثم يطير أثناء عملية "التذرية" مُنفصِلاً عن حبوب القمح.

ولحبَّة القمح وعاء ملازم لها، وهو القشرة التي تنفصل عن الحبَّة حين نطحن القمح، ونسميها "الرَّدَّة" وهي نوعان: "رَدَّة خشنة" و"رَدَّة ناعمة".

ومن عادة البعض أن يَفصِلوا الدقيق النقي عن "الرَّدَّة"، وهؤلاء يتجاهلون -أو لا يعرفون- الحقيقة العلمية التي أكدت أن تناول الخبز المصنوع من الدقيق الأبيض الخالي من "الرَّدَّة" يُصيبُ المعدة بالتلبُّك.

فهذه القشرة الملازمة لحبة القمح ليست لحماية الحبَّة فقط؛ بل تحتوي على قيمة غذائية كبيرة.

وكان أغنياء الرِّيف في مصر يقومون بتنقية الدقيق المطحون من "الرَّدَّة" ويسمُّونه "الدقيق العلامة"؛ الذي إنْ وضعت ملعقة منه في فمك؛ تشعر بالتلَبُّك؛ أما إذا وضعت ملعقة من الدقيق الطبيعي المُمتزج بما تحتويه الحَبَّة من "رَدَّة"؛ فلن تشعر بهذا التلبُّك.

ويمتنُّ اللهُ على عباده بذلك في قوله الحق: (وَٱلْحَبُّ ذُو ٱلْعَصْفِ وَٱلرَّيْحَانُ) (الرحمن: 12).

وقد اهتدى عُلمَاءُ هذا العصر إلى القيمة الفاعلة في طَحْن القمح، مع الحفاظ على ما فيه من قشر القمح، وثبت لهم أن مَنْ يتناول الخُبز المصنوع من الدقيق النقي للغاية؛ يُعاني من ارتباك غذائي يُلجِئه إلى تناول خبز مصنوع من قِشْر القمح فقط، وهو ما يسمَّى "الخُبز السِّن"؛ ليُعوِّضَ في غذائه ما فقده من قيمة غذائية.

وهنا يقول الحق سبحانه: (فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تَأْكُلُونَ) (يُوسُف: 47).

وهكذا أخبر يُوسُف السَّاقي الذي جاء يطلب منه تأويل رُؤْيا الملك؛ بما يجب أن يفعلوه تحسُّباً للسنوات السبع العجاف التي تلي السبع سنوات المزدهرة بالخُضْرة والعطاء، فلا يأكلوا مِلْء البطون؛ بل يتناولوا من القمح على قَدْر الكفاف: (إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تَأْكُلُونَ) (يُوسُف: 47).

ويتابع الحق سبحانه ما جاء على لسان يُوسُف -عليه السلام- من بقية التأويل لحُلْم الملك: (ثُمَّ يَأْتِي مِن...).



سورة يوسف الآيات من 046-050 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52683
العمر : 72

سورة يوسف الآيات من 046-050 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة يوسف الآيات من 046-050   سورة يوسف الآيات من 046-050 Emptyالإثنين 18 نوفمبر 2019, 10:13 pm

ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَٰلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تُحْصِنُونَ (٤٨)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

وهكذا أوضح يُوسُف -عليه السلام- ما سوف يحدث في مصر من جَدْب يستمر سبع سنوات عجاف بعد سبع سنوات من الزرع الذي يتطلّب هِمَّة لا تفتُر.

وقوله سبحانه في وصف السَّبع "سنوات" بأنها: (شِدَادٌ) (يُوسُف: 48)، يعني: أن الجَدْب فيها سوف يُجهِد الناس؛ فإنْ لم تكُنْ هناك حصيلة تَمَّ تخزينها من محصول السَّبع السَّنوات السَّابقة، فقد تحدُث المجاعة، وليعصم الناسُ بطونهم في السَّنوات السَّبع الأولى، وليأكلوا على قَدْر الضرورة؛ ليضمنوا مواجهة سنوات الجَدْب.

ونحن نعلم أن الإنسان يستبقي حياته بالتنفس والطعام والشراب؛ والطعام إنما يَمْري على الإنسان، ويعطيه قوة يواجه بها الحياة.

ولكن أغلب طعامنا لا نهدف منه القوة فقط؛ بل نبغي منه المُتعة أيضاً، ولو كان الإنسان يبغي سَدَّ غائلة الجوع فقط، لاكتفى بالطعام المسلوق، أو بالخبز والإدام فقط، لكننا نأكل للاستمتاع.

ويتكلم الحق سبحانه عن ذلك فيقول: (فَكُلُوهُ هَنِيئاً مَّرِيئاً) (النساء: 4).

أي: بدون أن يضرَّكَ، ودون أن يُلجِئك هذا الطعام إلى المُهْضِمات من العقاقير.

وهذا هو المقصود من قول الحق سبحانه: (هَنِيئاً) (النساء: 4).

أما المقصود بقوله: (مَّرِيئاً) (النساء: 4).

فهو الطعام الذي يفيد ويمدُّ الجسم بالطاقة فقط؛ وقد لا يُستساغ طعمه.

وهنا قال الحق سبحانه: (ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذٰلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تُحْصِنُونَ) (يُوسُف: 48).

وبطبيعة الحال نفهم أن السنوات ليست هي التي تأكل؛ بل البشر الذين يعيشون في تلك السنوات هم الذين يأكلون.

ونحن نفهم ذلك؛ لأننا نعلم أن أي حدث يحتاج لزمان ولمكان؛ ومرة يُنسب الحَدث للزمان؛ ومرة يُنسب الحَدث للمكان.

والمثال على نسبة الحَدث للمكان هو قول الحق سبحانه: (وَسْئَلِ ٱلْقَرْيَةَ ٱلَّتِي كُنَّا فِيهَا وَٱلّعِيْرَ) (يُوسُف: 82).

وطبعاً نفهم أن المقصود هو سؤال أهل القرية التي كانوا فيها، وأصحاب القوافل التي كانت معهم.

وهنا في الآية -التي نحن بصدد خواطرنا عنها-؛ نجد الحدث منسوباً للزمان؛ وهم سيأكلون مما أحصنوا إلا قليلاً؛ لأنهم بعد أن يأكلوا لابد لهم من الاحتفاظ بكمية من الحبوب والبُذُور لاستخدامها كتقاوي في العام التالي لسبع سنوات موصوفة بالجدب.

وقوله تعالى: (مِّمَّا تُحْصِنُونَ) (يُوسُف: 48).

نجده من مادة "حصن" وتفيد الامتناع؛ ويقال: "أقاموا في داخل الحصن" أي: أنهم إنْ هاجمهم الأعداء؛ يمتنعون عليهم؛ ولا يستطيعون الوصول إليهم.

ويقول الحق سبحانه: (وَٱلْمُحْصَنَاتُ مِنَ ٱلنِّسَآءِ) (النساء: 24).

أي: المُمْتنعات عن عملية الفجور؛ وهُنَّ الحرائر.

وأيضاً يقول الحق سبحانه: (وَٱلَّتِيۤ أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا) (الأنبياء: 91).

أي: التي أحكمتْ صيانة عِفَّتها، وهي السيدة مريم البتول عليها السلام، وهكذا نجد مادة "حصَن" تفيد الامتناع.

ويقول الحق سبحانه بعد ذلك: (ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ...).



سورة يوسف الآيات من 046-050 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52683
العمر : 72

سورة يوسف الآيات من 046-050 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة يوسف الآيات من 046-050   سورة يوسف الآيات من 046-050 Emptyالإثنين 18 نوفمبر 2019, 10:16 pm

ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَٰلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ (٤٩)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

ونلحظ أن هذا الأمر الذي تحدث عنه يُوسُف -عليه السلام- خارج عن تأويل الرُّؤيا؛ لأن ما احتوته رُؤيا الملك هو سبع بقرات عِجَافٍ يأكلن سبع بقرات سِمَانٍ؛ وسبع سُنبلات خُضْر وأُخَر يابسات.

وأنهى يُوسُف -عليه السلام- تأويل الرُّؤيا، وبعد ذلك جاء بحُكم العقل على الأمور؛ حيث يعود الخِصْب العادي ليُعطيهم مثلما كان يُعطيهم من قبل ذلك.

وهذا يمكن أن يُطلق عليه "غَوْث"؛ لأننا نقول "أغِثْ فلاناً" أي: أَعِنْ فلاناً: لأنه في حاجة للعون، والغيث ينزل من السماء لِيُنهِي الجَدْب.

وقوله: (يُغَاثُ ٱلنَّاسُ) (يُوسُف: 49).

أي: يُعانون بما يأتيهم من فضل الله بالضروري من قوت يُمسك عليهم الحياة.

ويُذيِّل الحق سبحانه الآية بقوله: (وَفِيهِ يَعْصِرُونَ) (يُوسُف: 49).

أي: ما يمكن عَصْره من حبوب أو ثمار؛ مثل: السمسم، والزيتون، والعنب، والقصب، أو البلح، وأنت لن تعصر تلك الحبوب أو الثمار إلا إذا كان عندك ما يفيض عن قوت ذاتك وقوت مَنْ تعول.

وهكذا أوضح لنا الحق سبحانه أنهم سوف يُرزَقُونَ بخير يفيض عن الإغاثة؛ ولهم أن يدَّخروه، وما سبق في آيات الرُّؤيا وتأويلها هو حوار بين يُوسُف الصديق -عليه السلام- وبين ساقي الملك.

ولاحظنا كيف انتقل القرآن من لقطة عجز الحاشية عن الإفتاء في أمر الرُّؤيا، وتقديم السَّاقي طلباً لأنْ يرسلوه كي يُحضِر لهم تأويل الرُّؤيا، ثم جاء مباشرة بالحوار بين يُوسُف والسَّاقي.

هنا ينتقل القرآن إلى ما حدث، بعد أن عَلِمَ المَلِكُ بتأويل الرُّؤيا، فيقول سبحانه: (وَقَالَ ٱلْمَلِكُ...).



سورة يوسف الآيات من 046-050 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52683
العمر : 72

سورة يوسف الآيات من 046-050 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة يوسف الآيات من 046-050   سورة يوسف الآيات من 046-050 Emptyالإثنين 18 نوفمبر 2019, 10:26 pm

وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَىٰ رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ (٥٠)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

ومعنى ذلك أن السَّاقي ذهب إلى مجلس الملك مباشرة، ونقل له تأويل الرُّؤيا، وأصرَّ الملك أنْ يأتوا له بهذا الرجل؛ فقد اقتنع بأنه يجب الاستفادة منه؛ وعاد السَّاقي ليُخرِج يُوسُف من السِّجن الذي هو فيه.

لكنه فُوجِيءَ برفض يُوسُف للخروج من السِّجن، وقوله لِمَنْ جاء يصحبه إلى مجلس الملك: (ٱرْجِعْ إِلَىٰ رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ ٱلنِّسْوَةِ ٱللاَّتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ) (يُوسُف: 50).

وهكذا حرص يُوسُف على ألاَّ يستجيب لِمَنْ جاء يُخلِّصه من عذاب السِّجن الذي هو فيه؛ إلا إذا بَرِئَتْ ساحته براءةً يعرفها الملك؛ فقد يكون من المُحتمل أنهم ستروها عن أذن الملك.

وأراد يُوسُف -عليه السلام- بذلك أن يُحقِّق المَلِك في ذلك الأمر مع هؤلاء النسوة اللاتي قَطَّعْنَ أيديهن؛ ودَعَوْنَهُ إلى الفحشاء.

واكتفى يُوسُف بالإشارة إلى ذلك بقوله: (إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ) (يُوسُف: 50).

ويُخفي هذا القول في طيَّاته ما قالته النسوة من قبل ليُوسُف بضرورة طاعة امرأة العزيز في طلبها للفحشاء.

وهكذا نجد القصص القرآني وهو يعطينا العِبْرة التي تخدمنا في واقع الحياة؛ فليست تلك القصص للتسلية، بل هي للعبرة التي تخدمنا في قضايا الحياة.

وبراءة ساحة أي إنسان هو أمْرٌ مُهِمٌ؛ كي تزُول أيُّ ريبة من الإنسان قبل أن يُسند إليه أي عمل.

وهكذا طلب يُوسُف -عليه السلام- إبراء ساحته، حتى لا يَقُولَنَّ قائل في وشاية أو إشاعة "همزاً أو لَمْزاً": أليس هذا يُوسُف صاحب الحكاية مع امرأة العزيز، وهو مَنْ راودته عن نفسه؟

وها هو رسولنا -صلى الله عليه وسلم- يقول: "عَجِبْتُ لصبر أخي يُوسُف وكرمه -والله يغفر له- حيث أُرْسِل إليه ليُستفتَى في الرُّؤيا، وإن كنت أنا لم أفعل حتى أخرج، وعَجِبْتُ من صبره وكرمه -والله يغفر له- أُتِي ليَخرج فلم يَخرج حتى أخبرهم بعُذره، ولو كنت أنا لبادرت الباب، ولكنه أحَبَّ أن يكون له العُذر".

وشاء نبينا -صلى الله عليه وسلم- أن يُوضِّح لنا مكانة يُوسُف من الصَّبر وعِزَّةِ النَّفس والنزاهة والكرامة فقال -صلى الله عليه وسلم-: "إن الكريمَ، ابن الكريم، ابن الكريم، ابن الكريم يُوسُف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم.

قال -لو لبثتُ في السِّجن ما لبثَ، ثم جاءني الرَّسُولُ أجبتُ ثم قرأ -صلى الله عليه وسلم-: (فَلَمَّا جَآءَهُ ٱلرَّسُولُ قَالَ ٱرْجِعْ إِلَىٰ رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ ٱلنِّسْوَةِ ٱللاَّتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ) (يُوسُف: 50)".

وهكذا بيَّنَ لنا الرسولُ -صلى الله عليه وسلم- مكانة يُوسُف من الصَّبر والنزاهة، وخشيته أن يخرج من السِّجن فَيُشَار إليه: هذا مَنْ رَاوَدَ امرأة سيده.

وفي قول الرسول -صلى الله عليه وسلم- إشارة إلى مُبالغة يُوسُف في ذلك الأمر، وكان من الأحوط أن يخرج من السِّجن، ثم يعمل على كَشْف براءته.

ومعنى ذلك أن الكريم لا يستغل المواقف استغلالاً أحمق، بل يأخذ كل موقف بقدْره ويُرتِّب له؛ وكان يُوسُف واثقاً من براءته، ولكنه أراد ألاَّ يكون الملكُ آخر مَنْ يعلم.

وصدق رسولنا -صلى الله عليه وسلم- حين قال: "دَعْ ما يَرِيبُك إلى ما لا يَرِيبك، فإن الصدقَ طُمأنينة، وإن الكَذِبَ رَيْبَة".

وكان -صلى الله عليه وسلم- يرى أن الإيمان بالله يقتضي ألاَّ يقف المؤمن موقفَ الرِّيبة؛ لأن بعض الناس حين يَرَوْنَ نَابِهاً، قد تثير الغيرةُ من نباهته البعضَ؛ فيتقوَّلون عليه.

لذلك فعليك أن تحتاطَ لنفسك؛ بألاَّ تقف موقف الرِّيبة، والأمر الذي تأتيك منه الرِّيبة؛ عليك أن تبتعد عنه.

ولنا في رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أسوة حسنة، فقد جاءته زَوْجُهُ صفية بن حُيي -رضي الله عنها- تزوره وهو معتكف في العشر الأواخر من رمضان، فتحدثت عنده ساعة من العِشَاءِ، ثم قامتْ تنقلبُ -أي: تعود إلى حُجرتها- فقام معها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، حتى إذا بلغت باب المسجد الذي عند مسكن أم سلمة زوج رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، مَرَّ بهما رجُلان من الأنصار فسلَّما على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثم نفذا، فقال لهما رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: "على رِسْلِكُمَا، إنما هي صفية بنت حُيي. قالا: سُبْحَانَ الله يا رسول الله، وكَبُرَ عليهما ما قال. قال: إن الشَّيطان يجري من ابن آدم مبلغ الدَّم، وإني خشيتُ أن يقذف في قلوبكما".

وهنا -في الموقف الذي نتناوله بالخواطر-، نجد الملك وهو يستدعي النِّسوة اللاتي قطَّعن أيديهن، ورَاودْنَ يُوسُف عن نفسه، وهو ما يذكره الحق سبحانه: (قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ...).



سورة يوسف الآيات من 046-050 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
سورة يوسف الآيات من 046-050
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» سورة يوسف الآيات من 051-055
» سورة يوسف الآيات من 056-060
» سورة يوسف الآيات من 061-065
» سورة يوسف الآيات من 066-070
» سورة يوسف الآيات من 071-075

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الشيخ محمد متولي الشعـراوي :: يوسف-
انتقل الى: