منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

soon after IZHAR UL-HAQ (Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.


 

 سورة هود الآيات من 106-110

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 48824
العمر : 71

سورة هود الآيات من 106-110 Empty
مُساهمةموضوع: سورة هود الآيات من 106-110   سورة هود الآيات من 106-110 Emptyالإثنين 18 نوفمبر 2019, 12:42 am

فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ (١٠٦)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

والذين حكموا على أنفسهم بالشقاء لخروجهم عن منهج الله؛ يجمعهم الشقاء؛ لكنهم يدخلون النار أفراداً وزُمَراً.

والحق -سبحانه- يقول: (وَسِيقَ ٱلَّذِينَ كَـفَرُوۤاْ إِلَىٰ جَهَنَّمَ زُمَراً) (الزمر: 71). وفي آية أخرى يقول -سبحانه-: (كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَّعَنَتْ أُخْتَهَا) (الأعراف: 38).

وهكذا نفهم أن الكافرين -في الوصف الثابت- أشقياء، لكنهم لحظة دخول النار إنما يدخلونها أفراداً؛ بل ويدخل معهم بعض من المسلمين العصاة، ويتلقى كل واحد منهم عقابه المناسب لما ارتكب من الذنوب والمعاصي؛ ويعاني كل منهم من شقاء يتناسب مع آثامه؛ وبذلك يجتمعون في الشقاء ويختلفون في نوع وكمية العذاب؛ كلٌّ حسب ذنوبه، ولا يظلم ربك أحداً.

وجاء الحق -سبحانه- هنا بالفعل "شقوا" ليبيِّن لنا أنهم هم الذين اختاروا الشقاء؛ وأتوا به لأنفسهم؛ لأن الحق -سبحانه- خلق عباده وترك لكل منهم حق الاختيار؛ وأنزل لهم المنهج؛ ليصونوا أنفسهم؛ وأعان -من اختار الإيمان- على الطاعة.

ثم يذكر الحق -سبحانه- في نفس الآية موقف مَنْ أدخلوا على أنفسهم الشقاء، فيقول عنهم: (فَفِي ٱلنَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ) (هود: 106).

ونحن نعلم أن الذي يتنفس في النار سيخرج الهواء من صدره ساخناً مثلما يأخذ الشهيق ساخناً.

ويواصل الحق -سبحانه وتعالى- وَصْفَ ما يتلقاه أهل الشقاء في النار، فيقول -سبحانه-: (خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ ٱلسَّمَاوَاتُ وَٱلأَرْضُ...).



سورة هود الآيات من 106-110 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 48824
العمر : 71

سورة هود الآيات من 106-110 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة هود الآيات من 106-110   سورة هود الآيات من 106-110 Emptyالإثنين 18 نوفمبر 2019, 12:43 am

خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ (١٠٧)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

وكلمة "الخلود" تفيد المكث طويلاً؛ مكوثاً له ابتداء ولا نهاية له؛ وإذا أبِّد فهو تأكيد للخلود.

والذين شقوا إنما يدخلون النار؛ بدءاً من لحظة: (يَوْمَ يَأْتِ لاَ تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلاَّ بِإِذْنِهِ) (هود: 105).

وهو عذاب لا نهاية له بالنسبة للكافرين.

وأما عذاب المسلم العاصي على ما ارتكب من آثام؛ فبدايته من لحظة انتهاء الحساب إلى أن تنتهي فترة عذابه المناسبة لمعاصيه؛ ويدخل الجنة من بعد ذلك.

ولهذا قال الحق -سبحانه-: (إِلاَّ مَا شَآءَ رَبُّكَ) (هود: 107).

وهكذا ينقص الحق -سبحانه- الخلود في النار بالنسبة لأنصاف المؤمنين، فالحق -سبحانه- (فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ) (هود: 107) ولا يحكمه أي شيء.

وإياكم أن تظنوا أن قدر الله يحكمه؛ فالقدر فِعْلُه، ولا أحد يسأل الله -سبحانه- عمَّا يفعل؛ لأن ذات الله هي الفاعلة؛ فإن شاء -سبحانه- أن ينقص خلود مسلم عاصٍ في النار؛ فالنقص يكون في النهاية؛ وبذلك يتحقق أيضاً نقص خلوده في الجنة، لأنه لا يدخلها إلا بعد أن يستوفي عقابه.

وبهذا التصور ينتهي الإشكال الذي اختلف حوله مائة وخمسون عالماً؛ فقد ظن بعضهم أن الحق -سبحانه- يغلق أبواب النار على من أدخلهم إياها، ويستمر ذلك إلى ما لا نهاية، وكذلك من دخل الجنة من البداية سيظل فيها أبداً، ولن يُلحق الله أصحاب الكبائر بالجنة، ومن قال بذلك الرأي إنما يُسوِّي بين من ارتكب الكبيرة وبين الكافر بالله، وهذا أمر غير متصور، وهو بعيد عن رحمة الله.

وإذا كان هذا البعض من العلماء قد استدل على رأيه بالآية الكريمة التي جاءت في سورة الجن، والتي يقول فيها الحق -سبحانه-: (إِلاَّ بَلاَغاً مِّنَ ٱللَّهِ وَرِسَالاَتِهِ وَمَن يَعْصِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً) (الجن: 23).

فنحن نقول: إن الحق -سبحانه- يربِّب لطفه للكافر حتى يؤمن، وللعاصي حتى يتوب، وهذا من رحمة الله -سبحانه-، فتأبيد الخلود في العذاب لم يرد إلا في آيتين، وهذا دليل على عظيم رحمة الله وسِعَة عفوه -سبحانه- ولذلك قيل عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إنه رحمة الله للعالمين؛ وكلمة "العالمين" جمع "عالَم" والعالَم هو ما سِوى  ولذلك هناك رحمة للكافر؛ هي عطاء الله له في الدنيا.

وهكذا نعلم أن الله -سبحانه- هو الذي يملك نواميس الكون، ولم يتركها تفعل وحدها، بل يزاول -سبحانه- سلطانه عليها، وما دام القدر هو فعله -سبحانه-؛ فهو يغيِّر فيه كما يشاء.

فهو -سبحانه- رب الزمان والمكان والحركة، وما دام هو رب كل شيء فإنه فعال لما يريد، وهنا تخضع أبدية الزمان لمراده ومشيئته.

وقول الحق -سبحانه-: (مَا دَامَتِ ٱلسَّمَٰوَاتُ وَٱلأَرْضُ) (هود: 107).

نفهم منه أن الجنة أو النار لابد أن يوجد لهما ما يعلوهما ويظللهما، ولابد أن يوجدا فوق أرض ما.

وإذا قال قائل: إن الحق -سبحانه- قد ذكر في القرآن أن السماء سوف تمور وتنفطر.

نقول رداً عليه: لا تأخذ آية في القرآن إلا بضميمة مثيلاتها.

ولذلك قال الحق -سبحانه-: (يَوْمَ تُبَدَّلُ ٱلأَرْضُ غَيْرَ ٱلأَرْضِ وَٱلسَّمَٰوَاتُ) (إبراهيم: 48).

والحق -سبحانه- يورث أرض الجنة لمن يشاء؛ لأنه -سبحانه- هو القائل على لسان المؤمنين يوم القيامة: (وَأَوْرَثَنَا ٱلأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ ٱلْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَآءُ) (الزمر: 74).

أو لأن الإنسان له أغيار، وما حوله له أغيار.

ومن العجيب أن الإنسان المخدوم بالمادة الجامدة؛ وبالنبات النامي؛ وبالحيوان الذي يحس ويتحرك؛ هذا الإنسان قد يكون أطول عمراً من بعض المخلوقات المسخَّرة لخدمته؛ لكنه أقل عمراً من الشمس ومن القمر.

لكن الحق -سبحانه- هنا يصور عمر الإنسان في الآخرة؛ فكأنه -سبحانه- يعطي الأمد على أطول ما عرفنا من الأعمار؛ ولذلك قال -سبحانه-: (مَا دَامَتِ ٱلسَّمَٰوَاتُ وَٱلأَرْضُ) (هود: 107).

وإذا علَّق الله -سبحانه- شيئاً على شيء، فلابد أن يوجد هذا التعليق.

والحق -سبحانه- يتكلم عن أهل النار من الكفار، فيقول تعالى: (وَلاَ يَدْخُلُونَ ٱلْجَنَّةَ حَتَّىٰ يَلِجَ ٱلْجَمَلُ فِي سَمِّ ٱلْخِيَاطِ) (الأعراف: 40).

فهل سيلج الجمل في سَمِّ الخِياط؟

إن ذلك محال.

ولذلك أقول: فلنأخذ التعليقات في نطاق أنه -سبحانه-: (فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ) (هود: 107).

وقد جاء في الكتاب قول سيدنا عيسى عليه السلام: (إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ) (المائدة: 118).

فكان مقتضى السياق أن يقول -سبحانه-: وإن تغفر لهم فإنك أنت الغفور الرحيم.

وهذه نظرة سطحية لمدلولات القرآن، بعقول البشر، أما ببلاغة الحق -سبحانه- فيكون الأمر مخالفاً، فأمر التعذيب أو الغفران موكول لله -سبحانه- بيده وحده، وليس لأحد أن يسأله لِمَ فعل هذا؟

ولِمَ ترك هذا؟

لذلك كان هذا هو معنى العزة؛ ولذلك كان -سبحانه- عزيزاً، وهو -سبحانه- أيضاً حكيم في أي أمر يحكم فيه سواء أكان بالتعذيب أو المغفرة.

لذلك جاء -سبحانه- بالخاتمة التي تثبت للحق -سبحانه- التعذيب أو المغفرة.

ففي تعذيب الكافرين قال -سبحانه-: (فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ) (هود: 107).

وفي الكلام عن الطائعين الذين أدخلوا الجنة قال -سبحانه-: (وَأَمَّا ٱلَّذِينَ سُعِدُواْ فَفِي ٱلْجَنَّةِ...).



سورة هود الآيات من 106-110 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 48824
العمر : 71

سورة هود الآيات من 106-110 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة هود الآيات من 106-110   سورة هود الآيات من 106-110 Emptyالإثنين 18 نوفمبر 2019, 12:43 am

وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ (١٠٨)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

فالحق -سبحانه- يعطي المؤمنين ما شاء، ويؤكد خلودهم في الجنة، وعطاؤه لهم لا مقطوع ولا ممنوع.

وبعد ذلك يقول الحق -سبحانه-: (فَلاَ تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِّمَّا يَعْبُدُ هَـٰؤُلاۤءِ...).



سورة هود الآيات من 106-110 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 48824
العمر : 71

سورة هود الآيات من 106-110 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة هود الآيات من 106-110   سورة هود الآيات من 106-110 Emptyالإثنين 18 نوفمبر 2019, 12:44 am

فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِمَّا يَعْبُدُ هَٰؤُلَاءِ مَا يَعْبُدُونَ إِلَّا كَمَا يَعْبُدُ آبَاؤُهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِنَّا لَمُوَفُّوهُمْ نَصِيبَهُمْ غَيْرَ مَنْقُوصٍ (١٠٩)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

فهل كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- في مرية؟

هل كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- في شك؟

لا.

ولكنه قول الآمر الأعلى -سبحانه- للأدنى، ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- في صدد هذا الأمر؛ وبذلك ينصرف أمر الحق -سبحانه- إلى الدوام.

مثلما قال الحق -سبحانه- للنبي -صلى الله عليه وسلم-: (أَقِمِ ٱلصَّلاَةَ) (الإسراء: 78).

وكان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يقيم الصلاة قبلها، ولكن قول الحق -سبحانه- هنا إنما يمثل بداية التشريع.

ومثل هذا أيضاً قول الحق -سبحانه- في خطاب النبي -صلى الله عليه وسلم-: (يَٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ ٱتَّقِ ٱللَّهَ وَلاَ تُطِعِ ٱلْكَافِرِينَ وَٱلْمُنَافِقِينَ) (الأحزاب: 1).

فهل كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا يتقي الله؟

نقول: لا.

إنما هو لإدامة التقوى، فإنه إذا أمر الأعلى الأدنى بأمر هو بصدد فعله، انصرف هذا الأمر إلى الدوام، واتباع أمته للتقوى والإعراض عن النفاق والكفر، وهو خطاب للرسول وأمته، فللرسول الدوام والترقي والحصانة، ولأمته الاتباع لمنهج الله.

ومثل هذا قوله تعالى: (يَآأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ) (البقرة: 153).

وهو -سبحانه- يناديهم بالإيمان؛ لأنهم اعتقدوا اعتقاد الألوهية الواحدة، ومن يسمع منهم هذا الخطاب عليه أن يداوم على الإيمان.

وما دام قد آمن بالإله الواحد قبل الخطاب، فقد استحق أن ينال التكريم من الحق -سبحانه- بأن يخاطبه ويصفه بأنه من المؤمنين، فإذا نُودِي عليهم بهذه الصفة فهي علامة السمو المقبول.

وإذا طُلبت الصفة ممن توجد الصفة فيه، فاعلم أنه -سبحانه- يطلب دوام الصفة فيه واستمرارها، وفي الاستمرارية ارتقاء.

وقول الحق -سبحانه- هنا: (مِّمَّا يَعْبُدُ هَـٰؤُلاۤءِ) (هود: 109).

نجد أن التحقيق لا يثبت لهم عبادة؛ لأن معنى العبادة ائتمار عابدٍ بأمر معبود.

وهؤلاء إنما يعبدون الأصنام، وليس للأصنام منهج يسير عليه من آمنوا بها.

ولكن الحق -سبحانه- أثبت لهم هنا أنهم عبدوا الأصنام، وهم قد قالوا من قبل: (مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَآ إِلَى ٱللَّهِ زُلْفَىۤ) (الزمر: 3).

وهو إيمان فقد حجية التعقل الإيماني، أي: أن تستقبل أنت بذاتك القضية الإيمانية وتناقشها لتدخل عليها باقتناع ذاتك.

وهم قد دخلوا إلى الإيمان بعبادة الأصنام باقتناع الغير، وهم الآباء، فإيمانهم إيمان تقليد، وفي التقليد جفاف الفطرة السليمة وهو لا ينفع.

ونحن نعلم أن الحق -سبحانه وتعالى- قد جعل النِّسَب في الكون إما ليثبت نسبة إيجابية، أو نسبة سلبية.

(مَا يَعْبُدُونَ) (هود: 109).

أي: على ما قالوا إنه عبادة، ولكنه ليس عبادة، لأن العبادة تقتضي أمراً ونهياً، وليس للأصنام أوامر أو نواهٍ، وعبادتهم هي عبادة تقليدية للآباء؛ ولذلك قالوا: (بَلْ نَتَّبِعُ مَآ أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَآءَنَآ) (البقرة: 170).

ولذلك يقرر الحق -سبحانه- هنا جزاءهم، فيقول تعالى: (وَإِنَّا لَمُوَفُّوهُمْ نَصِيبَهُمْ غَيْرَ مَنقُوصٍ) (هود: 109).

أي: سنعطيهم جزاءهم كاملاً؛ لأنهم يفسدون في الكون، رغم أن الحق -سبحانه- قد جعل لكل منهم حق الاختيار في أن يفعل الشيء أو لا يفعله، وإن لم تنضبط حركة الاختيار، فالتوازن الاجتماعي يصير إلى اختلال.

وما دام للإنسان حق الاختيار؛ فقد أنزل الحق -سبحانه- له المنهج الذي يضم التكاليف الإيمانية.

وهم حين قلدوا الآباء قد ساروا في طريق إفساد الكون؛ لذلك يُوفِّيهم الحق -سبحانه- نصيبهم من العذاب.

والمفهوم من كلمة "النصيب" أنها للرزق، ويذكرها الحق -سبحانه- هنا لتقرير نصيب من العذاب، وفي هذا تهكم عليهم، وسخرية منهم.

ويقول الحق -سبحانه- بعد ذلك: (وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَىٰ ٱلْكِتَابَ فَٱخْتُلِفَ فِيهِ...).



سورة هود الآيات من 106-110 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 48824
العمر : 71

سورة هود الآيات من 106-110 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة هود الآيات من 106-110   سورة هود الآيات من 106-110 Emptyالإثنين 18 نوفمبر 2019, 12:45 am

وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ (١١٠)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

وسورة هود هي السورة الوحيدة في القرآن التي جاء فيها ذكر رسول واحد مرتين، فقد ذكر الحق -سبحانه- أنه أمر موسى عليه السلام بأن يذهب إلى فرعون، وأن يريه الآيات، ولم يزد، ثم انتقل من ذلك الإبلاغ فقال -سبحانه-: (يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ) (هود: 98).

أي: أنه أعقب أولية البلاغ بالختام الذي انتهى إليه فرعون يوم القيامة، فيُورِد قومه النار.

ثم يأتي الحق -سبحانه- هنا إلى موسى عليه السلام بعد ابتداء رسالته؛ ولذلك يقول تعالى: (وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَىٰ ٱلْكِتَابَ) (هود: 110).

ونحن نعلم أن ذِكْر موسى عليه السلام في البداية كان بمناسبة ذِكْر ما له علاقة بشعيب عليه السلام حين ورد موسى ماء مدين، ولكن العجيب أنه عند ذِكْر شعيب لم يذكر قصة موسى معه، وإنما ذكر قصة موسى مع فرعون.

وقد علمنا أن موسى عليه السلام لم يكن آتياً إلى فرعون إلا لمهمة واحدة، هي أن يرسل معه بني إسرائيل ولا يعذبهم.

وأما ما يتأتى بعد ذلك من الإيمان بالله فقد جاء كأمر تبعيٍّ، لأن رسالة موسى عليه السلام لم تكن إلا لبني إسرائيل؛ ولذلك جاء هنا بالكتاب ليبلغه إلى بني إسرائيل منهجاً، أما في الموضع الأول فقد ذكر -سبحانه- الآيات التي أرسل بها موسى إلى فرعون.

ونحن نعلم أن سورة هود عرضت لمواكب الرسل: نوح، وهود، وصالح، وشعيب، وإبراهيم - عليهم جميعاً السلام - وجاء الحديث فيها عن موسى عليه السلام مرتين: مرة في علاقته بفرعون، ومرة في علاقته ببني إسرائيل.

وفي كل لقطة من اللقطات مهمة أساسية من مهمات المنهج الإلهي للناس عموماً، من أول آدم عليه السلام إلى أن تقوم الساعة؛ إلا أنه عند ذكر كل رسول يأتي باللقطة التي تعالج داءً موقوتاً عند القوم.

فالقَدْر المشترك في دعوات كل الرسل هو قوله -سبحانه-: (ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُمْ مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُهُ) (الأعراف: 59).

ثم يختلف الأمر بعد ذلك من رسول لآخر، فمنهم من يأمر قومه ألا يعبدوا الأصنام؛ ومنهم من يأمر قومه ألا ينقصوا الكيل والميزان.

وهكذا نجد في كل لقطة مع كل رسول علاج داء من داءات تلك الأمة، أما الإسلام فقد جاء ليعالج داءات البشرية كلها؛ لذلك جمعت كل القيم الفاضلة في القرآن كمنهج للبشرية.

لذلك فالحق -سبحانه- لا يقص علينا القصص القرآني للتسلية، أو لقتل الوقت، أو لتعلم التاريخ؛ ولكن لنلتقط العبرة من رسالة كل رسول إلى أمته التي بعث إليها ليعالج داءها.

وبما أن أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- ستكون آخر عهدٍ لالتقاء البشر بالبشر، وستكون فيها كل أجواء وداءات الدنيا، لذلك فعليهم التقاط تلك العبر؛ لأن رسالتهم تستوعب الزمان كله، والمكان كله.

والحق -سبحانه- هنا يقول: (وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَىٰ ٱلْكِتَابَ فَٱخْتُلِفَ فِيهِ) (هود: 110).

ونحن نعلم أنه إذا تقدم أمران على ضمير الغيبة؛ فيصح أن يعود الضمير إلى كل أمر منهما.

وقوله -سبحانه-: (فَٱخْتُلِفَ فِيهِ) (هود: 110) يصح أن يكون الاختلاف في أمر موسى، ويصح أن يكون الاختلاف في أمر الكتاب، والخلاف في واحد منهما يؤدي إلى الخلاف في الآخر؛ لأنه لا انفصال بين موسى عليه السلام، والكتاب الذي أنزله الله عليه.

وهكذا فالأمران يلتقيان: أمر الرسالة في الكتاب، وأمر الرسول في الاصطفاء؛ ولذلك لم يجعلهما الحق -سبحانه- أمرين، بل هما أمر واحد؛ لأن الرسول لا ينفصل عن منهجه.

وقوله الحق: (آتَيْنَا مُوسَىٰ ٱلْكِتَابَ) (هود: 110) أمر يتعلق بفعل الحق -سبحانه-، ولله ذات، ولله صفات، ولله أفعال.

وهو -سبحانه- مُنزَّه في ذاته عن أي تشبيه، ولله صفات، وهي ليست ككل الصفات، فالحق -سبحانه- موجود، وأنت موجود، لكن وجوده قديم أزليٌّ لا ينعدم، وأنت موجود طارىء ينعدم.

ونحن نأخذ كل ما يتعلق بالله -سبحانه- في إطار: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) (الشورى: 11).

فإذا تكلم الحق -سبحانه- عن الفعل فخذ كل فعلٍ صدر عنه بقوته -سبحانه- غير النهائية.

وقوله -سبحانه- هنا: (آتَيْنَا مُوسَىٰ ٱلْكِتَابَ) (هود: 110).

نفهم منه أن هذا الفعل قد استلزم صفات متكاملة، علماً وحكماً، وقدرةً، وعفواً، وجبروتاً، وقهراً، فهناك أشياء كثرة تتكاتف لتحقيق هذا الإتيان.

وقد يسأل سائل: وما دام موسى عليه السلام قد أوتي الكتاب، واختُلف فيه، فلماذا لم يأخذ الحق -سبحانه- قوم موسى كما أخذ قوم نوح، أو قوم عاد، أو قوم ثمود، أو بقية الأقوام الذين أخذهم الله بالعذاب؟

ونقول: ما نجوا من عذاب الله بقدرتهم؛ بل لأن الحق -سبحانه- قد جعل عذابهم آجلاً، وهو يوم الحساب.

ولذلك قال -سبحانه- في الآية نفسها: (وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ) (هود: 110).

وبذلك حكم الحق حكماً فاصلاً، كما حكم على الأمم السابقة التي كانت مهمة رسلهم هي البلاغ، ولم تكن مهمة رسلهم أن يحاربوا من أجل إرساء دعوة أو تثبيت حق؛ ولذلك كانت السماء هي التي تتدخل بالأمر النهائي.

لكن اختلف الأمر في رسالة موسى عليه السلام، فقد سبق فيه قول  بالتأجيل للحساب إلى يوم القيامة.

ثم يقول الحق -سبحانه- هنا: (وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مُرِيبٍ) (هود: 110).

كأنهم في شك من يوم القيامة، وفي شك من الحساب، مثل قوله -سبحانه- في أول الآية عن الاختلاف في الكتاب وموسى عليه السلام ويقول الحق -سبحانه- بعد ذلك: (وَإِنَّ كُـلاًّ لَّمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمَالَهُمْ...).



سورة هود الآيات من 106-110 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
سورة هود الآيات من 106-110
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» سورة ص الآيات من 26-29
» سورة هود الآيات من 001-005
» سورة هود الآيات من 081-085
» سورة طه الآيات من 016-020
» سورة هود الآيات من 006-010

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الـقــــــــــــــرآن الـكـــــــــــــــريـم :: مجمـــوعــة تفاســـــير :: خواطر الشعراوي :: هـود-
انتقل الى: