| الباب السادس: في بحوث تتعلق بالكسوة | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 51846 العمر : 72
| موضوع: الباب السادس: في بحوث تتعلق بالكسوة الخميس 08 أغسطس 2019, 9:09 pm | |
| الباب السادس: في بحوث تتعلق بالكسوة وفيه ثمانية فصول: الفصل الأول: في الإشهاد الشرعي بتسليم الكسوة الشريفة للسادن قبل العهد السعودي جرت العادة قديمًا بكتابة إشهاد شرعي بتسليم الكسوة بكاملها من مأمور تشغيلها إلى المحاملي (من في عهدته المحمل والكسوة) ليوصلها إلى البلد الحرام، ويذكر في هذا الإشهاد أجزاء الكسوة وأوصافها، وكان يحضر هذا الإشهاد نائب من قبل سماحة قاضي مصر، وأمير الحج لتلك السنة وغيرهم من الشهود ويشهد فيه المحاملي على نفسه أنه قبض واستلم من مأمور تشغيل الكسوة جميع أجزاء كسوة الكعبة.
وعند وصولها إلى مكة المكرمة تنقل إلى دار سادن الكعبة من آل الشيبي، وتسلم له وفق إشهاد شرعي مماثل بحضور أمير الحج وأمير الجيش وأمين الصرة والمحاملي المصري، ثم تحفظ الكسوة في دار آل الشيبي حتى صباح الثامن من ذي الحجة هذا ما كان من أمر التسليم في العهد المصري.
وهذا نص للإشهاد الشرعي بتسليم الكسوة الشريفة. هذا نص إشهاد شرعي حرر في سنة 1321هـ بمحكمة مصر الكبرى الشرعية في يوم الثلاثاء 15 ذي القعدة سنة 1321هـ الموافق 2 فبراير سنة 1904م أذن فضيلتلو قاضي أفندي مصر حالاً لحضرة الشيخ محمد ناجي أحد أعضاء المحكمة المذكورة بسماع ما يأتي ذكره فيه، ولكاتبيه هما الشيخ محمد سعيد ومحمد مصطفى أفندي الكاتب كلاهما بالمحكمة المذكورة بكتابة ما يأتي ذكره فيه، فلدى حضرة العضو المومى إليه بحضور الكاتبين المذكورين بالمجلس المنعقد بمسجد سيدنا ومولانا الإمام أبي عبد الله الحسين رضي الله تعالى عنه الكائن بمصر المحروسة بالقرب من خان الخليلي والجامع الأزهر بقسم الجمالية في الساعة العاشرة صباحًا من اليوم المرقوم أشهد على نفسه الحاج محمد أحمد المحاملي الساكن بالدرب الأصفر بالقسم المذكور ابن المرحوم أحمد مصطفى بن مصطفى شهوده الإشهاد الشرعي وهو بأكمل الأوصاف المعتبرة شرعًا...
أنه قبض واستلم واستوفى ووصل إليه من حضرة عبد الله فائق بك مأمور تشغيل الكسوة الشريفة حالاً الساكن بشارع المحجر بقسم الخليفة بمصر ابن المرحوم إسماعيل بك الحاضر هو معه بهذا المجلس جميع كسوة بيت الله الحرام المشتملة على 8 أحزمة و4 رنوك مركبة على حملين من الثمانية أحمال الآتي ذكرها فيه، مزركشة الثمانية أحزمة والأربعة رنوك بالمخيش الأبيض والأصفر المطلي بالبندقي الأحمر على الحرير الأسود والأطلس الحرير الأخضر المبطن بالبفت الأبيض والنوار القطن المركبات الثمانية أحزمة المذكورة على ثمانية أحمال حرير أسود مكتوب ومبطن بالبفت الأبيض والنوار القطن، اثنان من الثمانية أحمال المذكورة، كل منهما تسعة أثواب، كل ثوب منها طوله 26 ذراعًا بالذراع البلدي، طول كل ذراع منها 57 متر وكسر، واثنان من الثمانية أحمال المذكورة، كل 8 أثواب من الأثواب المذكورة والأربعة أحمال باقي الثمانية أحمال المذكورة اثنان منها سبعة أثواب ونصف من الأثواب المذكورة، والاثنان الباقيان كل منها ستة أثواب ونصف من الأثواب المذكورة.
وستارة لبيت الله الحرام المعبر عنها بالبرقع المزركشة بالمخيش الأبيض والأصفر المطلي بالبندقي الأحمر على الحرير الأسود والأطلس الحرير الأخضر والأحمر المبطنة بالبفت الأبيض والنوار القطن والأطلس الحرير الأخضر بها خمسة شراريب حرير أسود وقصب وكنتير ومخيش وستة أزررة فضة مطلية بالبندقي الأحمر، و12 شرابة صغيرة حرير أحمر وقصب وكنتير، و12شمسية مزركشة على الحرير الأحمر.
وكسوة مقام سيدنا ومولانا إبراهيم خليل الرحمن عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة وأتم التسليم المبطنة بالبفت الأبيض المزركشة بالمخيش الأبيض والأصفر المطلي بالبندقي الأحمر على الحرير الأسود والأطلس الحرير الأخضر والأحمر بها أربعة شراريب حرير أسود وقصب وكنتير ومخيش وعشر شمسيات مزركشة بالمخيش الأبيض والأصفر المطلي بالبندقي الأحمر بها سجق قطن شبكة بقيطان قطن وأزررة شراريب من قطن هندي أحمر وأصفر وبها ترتر أحمر.
وكيس مفتاح بيت الله الحرام المزركش بالمخيش الأصفر المطلي بالبندقي الأحمر على الأطلس الحرير الأخضر به ترتر ملون وكنتير أصفر مبطن بالأطلس الحرير الأخضر به شرابتان قصب وكنتير وقيطان قصب.
وستارة باب سطح بيت الله الحرام المعروف بباب التوبة داخل بيت الله الحرام المزركشة بالمخيش الأبيض والأصفر المطلي بالبندقي الأحمر على الحرير الأسود والأطلس الأخضر والأحمر المبطنة بالبفت الأبيض والنوار القطن والأطلس الحرير الأخضر بها ترتر.
وستارة باب مقصورة سيدنا ومولانا إبراهيم الخليل المشار إليه المزركشة بالمخيش الأبيض والأصفر المطلي بالبندقي الأحمر على الحرير الأسود والأخضر والأحمر، بها خمسة أزررة فضة مطلية بالبندقي الأحمر وعشر شمسيات مزركشة بالمخيش الأبيض والأصفر على الأطلس الحرير الأحمر، بها عشرة شراريب صغيرة حرير وقصب المبطنة بالبفت الأبيض والأطلس الحرير الأخضر.
وستارة باب منبر الحرم الشريف المكي المزركشة بالمخيش الأبيض والأصفر المطلي بالبندقي الأحمر على الحرير الأسود والأخضر المبطنة بالبفت الأبيض والنوار القطن والأطلس الحرير الأخضر.
وثلاثة مجاديل أي حبال قطن احتياج تعليق الكسوة الشريفة على بيت الله الحرام.
وإحدى وأربعين عصفورة أي حبل قطن مجدول احتياج الحلق، وغلايتين من النحاس مغطاتين مملوئتين بماء الورد الباش احتياج غسيل بيت الله الحرام.
حسب المعتاد قبضًا وتسلمًا واستيفاءً ووصولاً شرعياً، حسب اعتراف المشهد المذكور بذلك يوم تاريخه بهذا المجلس، بحضور كل من سعادة إبراهيم رفعت باشا أمير الحج الشريف، وحضره أحمد زكي بك مدير الأموال المقررة بنظارة المالية المصرية حالاً، وأمين الصرة في هذا العام، وحضرة السيد محمود الببلاوي شيخ مسجد ومقام سيدنا ومولانا أبي عبد الله الحسين رضي الله تبارك وتعالى عنه، ومحمد عمر أفندي الكاتب وأمين مخزن مصلحة الكسوة العارف كل منهم للمشهد المذكور عينًا واسمًا ونسبًا وأنه الحاضر بهذا المجلس واتصافه بالأوصاف المعتبرة شرعًا.
وعلى المشهد المذكور الخروج من عهدة ذلك جميعه وتسليمه من له ولاية ذلك بمكة المشرفة حسب المعتاد في ذلك. صدر ذلك بحضور وشهادة من ذكر أعلاه في يوم الأربعاء سادس عشر القعدة الموافق ثالث فبراير المرقوم. اهـ. ويُعطى لمحرر الأشهاد الذي ينتدبه القاضي ثلاث جنيهات ومائتين وثمانين مليمًا، منها 880 مليمًا نقدية، ومائة وأربعين قرشًا ثمن فروة 2 و100 قرش ثمن فرجية جوخ. اهـ. * * * |
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 51846 العمر : 72
| موضوع: رد: الباب السادس: في بحوث تتعلق بالكسوة الخميس 08 أغسطس 2019, 9:12 pm | |
| الفصل الثاني: في الإشهاد الشرعي بتسليم الكسوة في العهد السعودي وبعد ما أصبحت كسوة الكعبة تنسج وتصنع في مكة المكرمة فقد اختلف عَمَّا كان في مصر.
يقول المؤذن: عقب الانتهاء من صناعة الكسوة وإعدادها وتجهيزها استعدادًا لنقلها إلى بيت الله الحرام، يقيم المصنع حفلاً صغيرًا بحضرة كل من وزير الحج والأوقاف، وسادن بيت الله الحرام من آل الشيبي وبعد الاطلاع على الكسوة الجديدة وتفقد أجزائها يتم تقديم ورقة مُدَوَّنٌ عليها أجزاء الكسوة ومحتوياتها ومقاساتها إلى الشيخ الشيبي، حيث يوقع على استلامها من قبل المصنع ممثلاًِ في وزير الحج والأوقاف، ويُختم الحفل بتسليم وزير الحج والأوقاف كيس مفتاح باب الكعبة إلى الشيخ الشيبي رمزًا لاستلام الكسوة الشريفة بكاملها، ومِنْ ثَمَّ يقوم المختصون في المصنع فيما بعد بنقلها إلى الحرم الشريف لإسدالها على الكعبة في اليوم المعلوم. * * * |
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 51846 العمر : 72
| موضوع: رد: الباب السادس: في بحوث تتعلق بالكسوة الخميس 08 أغسطس 2019, 9:24 pm | |
| الفصل الثالث: اليوم الذي تُكْسَى فيه الكعبة لم يكن الوقت محددًا لإكساء الكعبة بالكسوة الجديدة، فقد اختلفت الروايات في إكسائها في العصور المختلفة، ففي عصر الملك تُبَّعُ الحميري وما بعده إلى ما قبل بني هاشم كانت تكسى الكعبة إذا تمزقت الكسوة الأولى؛ لأن تبعًا الحميري عند مقدمه إلى مكة كسا كساءين في فترة وجيزة؛ لأنه أري في النوم أن يكسوها فكسا الأنطاع، ثم أري أن يكسوها فكساها الوصائل.
وقد تأثر تُبَّعُ تأثرًا بليغًا، فأوصى عند مغادرته مكة ولاة مكة من جرهم وخزاعة بالعناية بالبيت، فكانوا يعنون بها عناية فائقة على اختلاف طبقاتهم بكسوة الكعبة تأسيًا بتبع، وأخذوا يهدون إليها الأكسية المختلفة، فتتجمع لدى السدنة فيحتفظون بها، فإذا بلي ثوب في أي وقت أبدلوه بثوب جديد من خزانة الكعبة من غير أن ينـزعوا منها الثوب القديم.
وذكر القلقشندي عن ابن أبي مليكة قال: بلغني أن الكعبة كانت تكسى في الجاهلية كسى شتى، كانت البدن تجلل الحبر والبرود والأكسية وغير ذلك من عصب اليمن، وكان يهدى للكعبة هدايا من كُسى شتى سوى جلال البدن، حبر وخز وأنماط، فتكسى منه الكعبة، ويجعل ما بقي في خزانة الكعبة، فإذا بلي منها شيء أخلف عليها مكانه ثوبٌ آخر، ولا ينزع مما عليها شيء.
ولذلك يقول الكردي: في عصر الملك تُبَّعُ الحميري وما بعده كانت تكسى كلما تمزقت الكسوة الأولى، سواء كانت من القماش أو الحصير أو الجلود.
وفي عصر الجاهلية قبيل عصر النبي -صلى الله عليه وسلم- كانت تكسى يوم عاشوراء، قبل أن يُفرض رمضان، وكان يومًا تستر فيه الكعبة، فلما فرض الله رمضان قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (من شاء أن يصومه فليصمه، ومن شاء أن يتركه فليتركه).
قال الحافظ في شرح الحديث: ويستفاد من الحديث أيضًا معرفة الوقت الذي كانت الكعبة تكسى فيه من كل سنة، وهو يوم عاشوراء، وقد تغير ذلك بعد، فصارت تكسى في يوم النحر، وصاروا يعمدون إليه في ذي القعدة، فيعلقون كسوته إلى نحو نصفه، ثم صاروا يقطعونها، فيصير البيت كهيئة المحرم، فإذا حل الناس يوم النحر كسوه الكسوة الجديدة.
وأخرج الأزرقي عن ابن جريج قال: كانت الكعبة فيما مضى أنها تكسى يوم عاشوراء إذا ذهب آخر الحاج، حتى كانت بنو هاشم، وكانوا يعلقون عليها القميص يوم التروية من الديباج؛لأن يرى الناس ذلك عليها بهاءًا وجمالاً، فإذا كان يوم عاشوراء علقوا عليها الإزار.
وبعد عصر الجاهلين الذين كانوا يكسونها يوم عاشوراء تغير الأمر بعض الشيء، فقد تقدم في هذا البحث في الباب الأوَّل في الفصل الخامس والسادس ما ملخصه: أنّ سيدنا عثمان رضي الله عنه اتخذ للكعبة كسوتين، الأولى بالديباج يوم التروية (الثامن من ذي الحجة) والأخرى بالقباطي يوم السابع والعشرين من رمضان، ثم جاء معاوية رضي الله عنه، واتخذ للكعبة كسوتين أيضًا اقتداء بسيدنا عثمان رضي الله عنه، إلا أنه غير تاريخ إلباسها، فجعل الكسوة الأولى من الديباج، وكانت تلبس يوم عاشوراء، والثانية من القباطي، وتكسى بها في آخر شهر رمضان المبارك.
وروى الأزرقي عن جده أنه قال: كانت الكعبة تكسى في كل سنة كسوتين، كسوة ديباج، وكسوة قباطي، فأما الديباج فتكساه يوم التروية فيعلق عليها القميص ويُدَلَّى ولا يخاط، فإذا صدر الناس من منى خيط القميص وترك الإزار، حتى يذهب الحاج لئلا يخرقوه، فإذا كان عاشوراء عُلق عليها الإزار، فوصل بالقميص، فلا تزال هذه الكسوة الديباج عليها حتى يوم 27 من شهر رمضان، فتكسى القباطي للفطر، فلما كانت خلافة المأمون رُفع إليه أن الديباج يبلى ويتخرق قبل أن يبلغ الفطر، ويرقع حتى يَسْمُج، فسأل مبارك (أو ابن مبارك) الطبري مولاه وهو يومئذ على بريد مكة وصوافيها، في أي كسوة الكعبة أحسن؟ فقال لـه: في البياض، فأمر بكسوة من ديباج أبيض، فعلقت سنة ست ومائتين (206) وأرسل بها إلى الكعبة، فصارت الكعبة تكسى ثلاث كسى، الديباج الأحمر يوم التروية، وتكسى القباطي يوم هلال رجب، وجعلت كسوة الديباج الأبيض التي أحدثها المأمون يوم سبع وعشرين شهر رمضان للفطر، فهي تكسى إلى اليوم ثلاث كسى، ثم رفع إلى المأمون أيضًا أن إزار الديباج الأبيض الذي كساها (الذي يخاط في العاشوراء) يتخرق ويبلى في أيام الحج من مس الحاج قبل أن يُخاط عليها الديباج الأحمر الذي يخاط في العاشوراء، فبعث بفضل إزار ديباج أبيض تكساه يوم التروية أو يوم السابع (من ذي الحجة) فيستر به ما تخرق من الإزار الذي كسيته للفطر إلى أن يخاط عليها إزار الديباج الأحمر في العاشوراء.
ثم رفع إلى أمير المؤمنين جعفر المتوكل على الله أن إزار الديباج الأحمر يبلى قبل هلال رجب من مس الناس وتمسحهم بالكعبة، فزاد إزارين مع الإزار الأول، فأذال قميصها الديباج الأحمر وأسبله حتى بلغ الأرض، ثم جعل الأزر فوقه، في كل شهرين إزار، وذلك في سنة أربعين ومائتين لكسوة سنة إحدى وأربعين ومائتين، ثم نظر الحَجَبَة، فإذا الإزار الثاني لا يحتاج إليه، فوضع في تابوت الكعبة، وكتبوا إلى أمير المؤمنين أن إزارًا واحدًا مع ما أذيل من قُمُصها يجزئها (فخربها تحريف) فصار يبعث بإزار واحد تكساه بعد ثلاثة أشهر، ويكون الذيل ثلاثة أشهر، قال أبو الوليد: ثم أمر أمير المؤمنين جعفر المتوكل على الله بإذالة القميص القباطي حتى بلغ الشاذروان الذي تحت الكعبة (الكسوة خطأ) في سنة ثلاث وأربعين ومائتين.
هذا ما ذكره الأزرقي المتوفى في حدود سنة (250هـ) أو في سنة 244هـ.
وقال ابن عبد ربه المتوفى سنة 328هـ: والبيت كله مستوفى إلا الركن الأسود، فإن الأستار تفرج منه القامة والنصف، وإذا دنا وقت الموسم كسي القباطي، وهو ديباج أبيض خراساني، فتكون تلك الكسوة ما دام الناس مُحرمين، فإذا حلّ الناس وذلك يوم النحر حَلّ البيت، فكسي الديباج الأحمر الخراساني، وفي دارات مكتوب فيها...
وقال ابن جبير المتوفى سنة 614هـ في رحلته التي كانت إلى الحجاز في سنة 579هـ: ما تفيد أن الكسوة سيقت إلى الكعبة يوم النحر، ووضعت في السطح أعلى الكعبة، ثم كسيت بها الكعبة، وأسبل عليها يوم الثالث عشر من ذي الحجة، وكانت الكسوة في تلك السنة خضراء يانعة تقيد الأبصار حُسنًا.
وقال الفاسي المتوفى سنة 832هـ: والكسوة تكسى في عصرنا هذا يوم النحر من كل سنة إلا أن الكسوة في هذا اليوم تسدل عليها من أعلاها، ولا تُسبل حتى تصل إلى منتهاها على العادة، وهي شاذروان الكعبة إلا بعد أيام من النحر، وذكر أيضًا: أنه في بعض السنين كسيت في رابع ذي الحجة، وفي بعضها ثالث ذي الحجة.
وذكر الحافظ ابن حجر المتوفى سنة 85هـ في شرح حديث عائشة وقد تقدم: وقد تغيَّر ذلك بعد، فصارت تُكسي في يوم النحر..
هذا مختصر ما مرت الكسوة به من ناحية وقت إكسائها على الكعبة، وأما في أيامنا هذه فتعلق الكسوة القديمة في أوائل ذي الحجة حين اشتداد زحام الحجاج إلى قريب من النصف، فإذا كان اليوم السابع من ذي الحجة يكسون الجزء المكشوف ثوبًا أبيض ويسميه العامة إحرام البيت، ثم في يوم عرفة حينما يخلوا المسجد من الحجاج لكونهم في عرفات يلبسون الكسوة الجديدة، ويسبلونها إلى قدر النصف، وتبقى هكذا إلى أن يخف الزحام، فيسدل إلى آخرها في أواخر ذي الحجة.
هذا وقد عمل الكردي جدولاً في التاريـخ القويـم (4/208) لبيان الأيام التي كانت تُكسى فيها الكعبة المعظمة وأنا أذكره هنا للفائدة: العصور الأيام عصر الملك تبع الحميري وما بعده: تُكسي الكعبة إذا تمزقت الكسوة الأولى سواء كانت من القماش أو الحصير أو الجلود.
عصر النبي -صلى الله عليه وسلم- وما قبله أيام بني هاشم: تُكسى يوم عاشوراء وتُكسى يوم التروية (ثامن ذي الحجة) ويعلق عليها الإزار يوم عاشوراء.
عصر ابن عمر رضي الله عنه: تُكسى يوم النحر "عاشر ذي الحجة".
عصر معاوية ابن أبي سفيان رضي الله عنه: تُكسى يوم عاشوراء، وفي آخر رمضان.
عصر المأمون: تُكسى أول رجب، وفي 27 رمضان، وفي يوم التروية.
من بعد القرن السادس تقريبًا إلى عصرنا الحاضر: تُكسى مرة واحدة، وذلك في صباح يوم النحر من كل عام وإلى وقتنا هذا، وهو سنة 1387هـ. والله أعلم بما يكون عليه الحال في المستقبل. * * * |
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 51846 العمر : 72
| موضوع: رد: الباب السادس: في بحوث تتعلق بالكسوة الخميس 08 أغسطس 2019, 9:27 pm | |
| الفصل الرابع: ألوان الكسوة وأنواعها في العصور المختلفة ومتى استقر اللون الأسود وكيف اختير لم تكن الكسوة على لون واحد ثابت منذ عرفت الكعبة الكسوة، بل كانت الألوان مختلفة متعددة كما تعددت أنواع الكسوة نفسها.
تقول فريال داود عبد الخالق في مقال في مجلة (المورد العراقية): أما ألوان هذه الكسوات فكانت تأتي عفوية وبطريق الصدف، فالأعرابي الذي يقوم بوضع ما يملك من كسوة لا يحدد اللون الذي عملت منه هذه الكسوة، فقد كانت الكعبة تُكسى بكسوات من الوصائل، وهي ثياب حمر مخططة إلى جانب ذلك تُكسى بكسوات صُفر وخُضر حيث تخبرنا أم زيد بن ثابت الأنصاري في الجاهلية أنها رأت على الكعبة مطارق خَزّ خضر وصفر.
ثم قالت: وعندما عملت الكسوة من نسيج القباطي الأبيض ومن نسيج الديباج فحددت الألوان، فقد شاع استعمال الديباج الأحمر، ثم استبدل بالديباج الأبيض، وذلك في عهد الخليفة العباسي المأمون، والظاهر أن الديباج الأبيض يكون أكثر سمكًا ومتانة من الديباج الأحمر.
وروى الأزرقي بسنده عن عمرو بن الحكم السلمي قال: نذرت أمي بدنة تنحرها عند البيت الحرام وجللتها شقتين من شعر ووبر، فنحرت البدنة، وسترت الكعبة بالشقتين، والنبي -صلى الله عليه وسلم- يومئذ بمكة لم يهاجر، فأنظر إلى البيت يومئذ، وعليه كُسا شتى من وصائل وأنطاع، وكرار، وخز، ونمارق عراقية أي ميسانية، كل هذا قد رأيته عليه.
يقول القلقشندي بعد أن ذكر بعض الروايات في الأكسية: حاصل الأمر أن الذي كسيته الكعبة الأنطاع، وحبرات اليمن والبرود والكرار والأنماط والنمارق ومطارق الخز الأخضر والأصفر، والأكسية وشقاق الشعر والوبر وغير ذلك.
وقد تقدم فيما سبق من المباحث: أن الكسوة كانت من البرود اليمانية، والقباطي المصرية والديباج الخراساني وغير ذلك من الأنواع.
ويقول حامد عباس: ليس هناك تحديد لنوع الكُسا التي علقت على الكعبة في عهد إسماعيل عليه السلام، لكن قيل: إن عدنان كساها بالأنطاع وكساها تبع الخصف، ثم رأى أن يكسوها أحسن من ذلك فكساها الملاء والوصائل، ثم كانت هناك كسا شتى تتجمع على بعضها، فقد روى الأزرقي أن الكعبة كانت تُكْسَى في الجاهلية كسا شتى، كانت البدنة تجلل الحبرة والبرود والأكسية وغير ذلك من عصب اليمن، وكان هذا يُهدى للكعبة سوى جلال البدن هدايا من كسا شتى: خَزّ، وحبر، وأنماط.
وقال إبراهيم باشا: وكساها أبو النصر الأستراباذي سنة 466هـ كسوة بيضاء من عمل الهند.
وجاء في (مجلة المورد) تحت عنوان (نسيج الكسوة وألوانها): ذكرنا أن الكعبة كانت قد كسيت في الجاهلية بالخصف، والمعافر، والملاء، والوصائل، والعصب، والمسوح، والأنطاع، وهي إما جلود حيوانات كالأنطاع أو من الشعر الغليظ كالمسوح رقيقة كانت كالملاء أو خشنة الملمس كالخصف بالإضافة إلى عدة أنواع من المنسوجات كانت تصنع خصيصًا لعمل كسوة الكعبة قبل الإسلام، واستمر استعمالها بعد كالقباطي.
هذا وقد تقدم تحت عنوان (الكسوة في عهد سعود الكبير): أنه كسا الكعبة من القز الأحمر، ثم كساها بالديباج الأسود، والقيلان الأسود.
وذكر القلقشندي: أن الفاطميين خلفاء مصر في إمارة أبي الحسن جعفر من السليمانيين على مكة في سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة كسوا الكعبة البياض، ثم رفع (لعله رجع) الأمر في خلفاء بني العباس ببغداد إلى شعارهم من السواد، فألبسوا الكعبة الديباج الأسود، ثم جرى ملوك مصر عند استيلائهم على الحجاز على إلباسها السواد.
وقال الفاسي: وذكر بعض العلماء حكمة حسنة في سواد كسوة الكعبة، لأنا روينا عن ابن أبي الضيف مفتي مكة أن بعض شيوخه قال له: يا محمد تدري لم كسا البيت السواد؟ فقال: لا، قال: كأنه يشير إلى أنه فقد أناسًا كانوا حوله، فلبس السواد حزنًا عليهم.
قلت: هذا الذي ذكره الفاسي رحمه الله وعبّر عنه بالحكمة الحسنة ليس بجيد، لأن البيت ظاهره جماد، من أين للفاسي رحمه الله أو لمن نقل منه بدون نص من الكتاب والسنة أن البيت فقد أناسًا كانوا حوله، فلبس السواد حزنًا عليهم، كما أن البيت لا يلبس ما يلبس بنفسه بل غيره يلبسه.
والصواب في سبب سواد الكسوة هو ما ذكره العلامة العطار في كتابه، فقال: لم يكن للكسوة لون خاص، ولا نسيج خاص، بل كانت من نسيج أو جلد من أي لون كان حتى كسا الخليفة العباسي الناصر لدين الله الديباج الأسود وكان السواد شعار العباسيين، وتوفي الناصر سنة 622هـ، وصار لون الكسوة من بعده أسود.
ويقول حامد عباس: وبدأت تُكْسَى الكعبة بالديباج الأسود منذ كساها الناصر لدين الله أبو العباس أحمد الخليفة العباسي، وقد بدأ حكمه سنة 575هـ واستمرت إلى يومنا هذا.
وقال أحمد بن محمد الأسدي في تاريخه: وأول من كسا الديباج الأسود الناصر العباسي بعد أن كساها الديباج الأخضر أولاً، فاستمر الديباج الأسود إلى يومنا هذا.
وقال العطار في نهاية هذا البحث: وللكعبة كسوتان: إحداهما من ظاهرها، ولونها السواد، وأما الثانية فهي من داخلها، ولم تكن سوداء، بل ذات ألوان غير السواد كالأخضر والأحمر.
ونختم هذا البحث ببيتين من الشعر في سواد كسوة الكعبة لمهلهل الدمياطي: يروق لي منظر البيت العتيق إذا بدا لطـرفي في الإصبــاح والطفل كــأن حلته السـوداء قد نسجت من حبة القلب أو من أسود المقل * * * |
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 51846 العمر : 72
| موضوع: رد: الباب السادس: في بحوث تتعلق بالكسوة الخميس 08 أغسطس 2019, 9:32 pm | |
| الفصل الخامس: في تفسير الكلمات الغريبة الواردة في الكسوة وردت كلمات كثيرة في ذكر أنواع الكسوة، وغالبها غريبة، وأنا أنقل تفسيرها من كلام الأديب أحمد عبد الغفور عطار مرتبًا لها على الحروف الأبجدية، وهي غير مرتبة في كتابه: الأنطاع: مفردها نطع (على وزن عنب وعقل وعلم وعمل): بساط من الجلد.
الأنماط: واحدها نَمَطٌ، بفتح النون والميم، وهو ضرب من البُسُط، وثوب من صوف ملوَّن، له خَمْل رقيق يُطرح على الهودج.
البرود اليمانية: البُرد (على وزن قفل): كسا مخطط، وجمعه أبراد وأبْرُد وبُرُود.
الحبرات: مفردها حبرة (بفتح الحاء والباء) وهي ما كان من البرود مخططًا، وهو ثوب من قطن أو كتان كان يصنع باليمن وملاءة من الحرير، يقال: بُرْد حَبَرٌ على الوصف، وبُرْد حَبَرة على الإضافة.
الخَصَف والخصاف: الأولى بالتحريك، وهو فتح الأول والثاني، والثاني بكسر الخاء جمع خَصَفَة، وهي الثوب الغليظ.
الديباج: ثوب سداه ولحمته حرير.
العَصْب: برود يمانية يعصب غزلها، أي يجمع ويشد، ثم يصبغ بعضه، وينسج مع غير المصبوغ، فيأتي موشى، ويقال له: بُرْدٌ عَصْبٌ بالوصف، وبُرْد عَصْبٍ بالإضافة.
القباطي: جمع قُبْطية، بضم القاف، وهو ثوب من ثياب مصر، منسوب إلى القبط، والضم فيها من تعبير النسب، وهذا في الثياب، وأما في الناس فقِبْطِيّ بكسر القاف.
القز: الإبريسم أو ضرب منه، وهو حرير طبيعي من دود القَزّ.
القيلان: نسج غليظ.
الكرار: مفرده كَر بفتح الكاف: جنس من الثياب، وبالضم الكساء.
المسوح: جمع مِسْح بكسر الميم وسكون السين: وهو ثوب من الشعر غليظ، ويقال له: البلاس، ويجمع المسح على أمساح أيضًا.
المطارف: مفردها مِطْرف أو مُطْرف، رداء أو ثوب من خز مربع ذو أعلام.
المعافر: في الأصل اسم بلد باليمن، سميت به الثياب المعافرية التي تصنع فيه.
الملاء: جمع مُلاءة بضم الميم في المفرد والجمع، وهي ثوب لين رقيق نسج واحد وقطعة واحدة.
النمارق: مفردها نُمْرُقَة، وهي الوسادة، وقيل: البساط، وقيل: الثوب.
الوصائل: جمع وصيلة، وهي ثوب أحمر مخطط يماني. * * * |
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 51846 العمر : 72
| موضوع: رد: الباب السادس: في بحوث تتعلق بالكسوة الخميس 08 أغسطس 2019, 9:36 pm | |
| الفصل السادس: في ذكر إحرام الكعبة برفع الكسوة وإكساءها كساءً أبيضاً والحكمة في ذلك حينما يشتد الزحام في أوائل ذي الحجة تعلق الكسوة القديمة للكعبة المعظمة إلى قدر النصف، ثم لما يأتي اليوم السابع من ذي الحجة تُكسى الكعبة في الجزء المكشوف كساء أبيض، يسمى إحرام الكعبة في هذه الأيام، ويبدو أن في الخمسينات من القرن الماضي لا تُكسى الكساء الأبيض، بل الكسوة ترفع إلى الأعلي مقلوبة، والمعروف أن تحت الكسوة السوداء يوجد قماش أبيض ثخين، فلما ترفع الكسوة إلى الأعلى مقلوبة يظهر القماش الأبيض على الكسوة السوداء، فهذا هو إحرام الكعبة في السابق، والله أعلم.
يقول الغازي تحت عنوان "ذكر إحرام الكعبة": وفي اليوم السابع والعشرين من شهر ذي القعدة تشمر أستار الكعبة الشريفة إلى نحو ارتفاع قامة ونصف من جهاتها الأربع صونًا لها من الأيدي أن تنتهبها، ويسمون ذلك إحرام الكعبة، وهو يوم مشهود بالحرم الشريف.
وجاء في مجلة المنهل: كنا في عهد الطفولة نسمع الناس يقولون يوم التروية: (أحرمت الكعبة)، وهم يعنون أنها عريت من الكسوة القديمة، وعلق في حائطها الأعلى ثوبها الجديد.. ووضع في محيطها الأدنى ستار من (البفتة) الناصعة البياض، وكان ذلك لحكمة يجهلها الصغار وأكثر الكبار، وهي أن لا يمزق الثوب الجديد بأيدي المتمسكين والمتبركين!! وفي تاريخ الطبري المكي:
عن ابن خديج قال: كانت الكعبة فيما مضى إنما تُكْسَى يوم عاشوراء إذا ذهب آخر الحاج، حتى كانت (بنو هاشم) فكانوا يعلقون عليها (القميص) يوم التروية من الديباج لأن يرى الناس ذلك عليها بهاء وجمالاً فإذا كان يوم عاشوراء علقوا عليها (الإزار).
وعن الأزرقي قال: حدثنا جدي قال: كانت الكعبة تُكسى في كل سنة كسوتين كسوة ديباج، وكسوة قباطي، فأما الديباج فتكساه يوم التروية فيعلق القميص، ويدلى، ولا يخاط، فإذا صدر الناس من (منى) خيط (القميص) وترك الإزار حتى يذهب الحاج لئلا يخرقوه، فإذا كان يوم عاشوراء علق عليها الإزار، فوصل بالقميص فلا تزال هذه الكسوة... الديباج حتى يوم سبع وعشرين من رمضان تُكْسَى (القباطي) للفطر اهـ.
قلت: والذي عليه العمل الآن هو الكسوة بأكملها قميصًا وإزارًا مرة واحدة مع التعليق لها يوم التروية وإسدالها يوم الإفاضة، مع التحفظ بمقدار ذراعين أو ثلاثة من أسفلها اتقاء التخريق والتمزيق من الأيدي، فذلك هو ما كان يسمى بإحرام الكعبة في أذهان العامة والصغار. انتهى من المنهل.
ويبدو أن عادة ما تسمى إحرام الكعبة قديمة من عدة قرون، قبل عهد ابن بطوطة الذي حج عام 728هـ وذكر في وصف حجه إحرام الكعبة هذا، جاء في مجلة المنهل: كنا ونحن أطفال صغار نعتبر أبرز علامات دخول أيام الحج عمليًا متى رأينا الكعبة المشرفة قد شمرت أستارها، وأحيطت بالبياض، وتأزرت به من أدناها، وذلك في يوم 27 ذي القعدة من كل عام، وكان لذلك رنة فرح ونشوة بالغة، ويطلق الناس على ذلك (إحرام الكعبة) وما الإحرام إلا للناسكين والملبين والوافدين بقصد الاعتمار أو أداء الفريضة، وإنما كانت ترفع الكسوة عنها إلى الأعلى اتقاء تمزيقها من أيدي الطائفين واحتفاظًا بالثوب وسلامته ثم تُكْسَى يوم العاشر من ذي الحجة يوم عيد الأضحى ولا يسدل كله، بل يبقى أيامًا معلقًا بالحبال لنفس الغاية، وصونًا له من الأيدي التي كانت تحرص على تلمسه وانتزاع بعض الأوصال منه تبركًا وإهداء، وقرأت في رحلة (ابن بطوطة) أبو عبد الله محمد بن عبد الله..
وقد حج عام 728هـ أول حجة له، ثم عام 732هـ في وصفه لما شاهده بمكة المكرمة قوله: (وفي اليوم السابع والعشرين من شهر ذي القعدة تشمر أستار الكعبة الشريفة (زادها الله تعظيمًا) إلى نحو ارتفاع قامة ونصف من جهاتها الأربع صونًا لها من الأيدي أن تنتهبها، قال: ويسمون ذلك (إحرام الكعبة) وهو يوم مشهود بالحرم الشريف، ولا تفتح الكعبة المقدسة في ذلك اليوم حتى تنقضي الوقفة بعرفة.
قلت: ومن ذلك يُعلم أن (التعبير بإحرام الكعبة) إنما كان قديمًا وقبل عدة قرون وهو لا يعدو أن يكون تشبيهًا لها بالحجاج المحرمين بمناسبة مناسك الحج، أما أنها لا تفتح بعد 27 القعدة حتى تنقضي الوقفة، فقد يكون ذلك مما كان في عصره قبل ستمائة سنة ونيف، أما في زماننا هذا فإنها تفتح لغسلها يوم 6 ذي الحجة من كل عام، ويحضر ذلك الحكام السابقون، وجلالة الملك حاليًا وعظماء الوفود الإسلامية مما هو مشاهد منذ عرفنا الحياة حتى الآن انتهى من المنهل.
وقال باسلامة بعد أن نقل كلام عبد ربه المتوفى سنة (328هـ) في (العقد الفريد) بواسطة الفاسي: فعُلم من وصف ابن عبد ربه أن ثوب الكعبة كان من الديباج الأحمر، وأنه مكتوب فيه، وأنه كان يوضع للكعبة في موسم الحج إزار أبيض مثل ما هو جار في العصر الحاضر الذي يسمى إحرام الكعبة، ثم في يوم النحر تُكْسَى الكعبة كسوتها الجديدة، فظهر أن هذه القاعدة قديمة منذ أكثر من ألف سنة، ولم تكن بالمحدثة.
وبعضهم أرجع "إحرام الكعبة" إلى عهد المأمون.
يقول عبد الله الكردي: إحرام الكعبة المشرفة: هو إلباسها الإزار الأبيض من أسفلها إلى ما فوق الحجر الأسود بقليل، ويرجع تاريخ ذلك إلى زمن المأمون، وعندما ترتدي الكعبة المشرفة إزارها الأبيض يقول الناس: أحرمت الكعبة، وإحرامها معناه تثبيت أن ذلك اليوم هو السابع من شهر ذي الحجة، فتحدد بموجبه الوقفة بعرفة.
وقد ذكر طلحة الشيبي سبب إحرام الكعبة بالتفصيل فقال: إحرامها هو إحاطتها بإزار أبيض من الخارج، والداعي لهذا العمل أنّ وسائل الإعلام الحالية كانت مفقودة في الأزمان القديمة، فكانوا يعلنون عن حاجتهم بواسطة شخص يسمى المنادي ينادي في الشوارع، ويتكرر ذلك النداء في كل شارع، يقول المنادي مثلاً ثبت لدى المحكمة الشرعية بمكة المكرمة أن يوم الوقوف بعرفات هو يوم الخميس، فلذلك جرى إعلانه للجميع، والحاضر يعلم الغائب بذلك والسلام.
ويكرر النداء بقدر الإمكان، ولما كان من الضروري إعلان الحجاج بطريقة واضحة عن ثبوت يوم الوقوف بعرفات كان سدنة الكعبة المشرفة (آل الشيبي) يطوون عن ثوب الكعبة الخارجي في صباح اليوم السابع من شهر ذي الحجة في كل عام حتى يرتفع الثوب مترين عن الأرض ويثبتون القسم المطوي على الكسوة نفسها بالخياطة أيضًا.
فيكون هذا إعلام للناس بحلول اليوم السابع، ويقولون بين مظاهر الفرح بهذه المناسبة أحرمت الكعبة، والغرض من هذا الإحرام حفظ الكسوة من التمزق بسبب الزحام، وهي إشارة للحجاج ليبدأوا حجهم بالطلوع إلى منى في اليوم التالي الموافق الثامن من شهر ذي الحجة، وهو يوم التروية حسب السنة النبوية، ثم يقفون بعرفة في اليوم التاسع (وهكذا كل عام) وهذا الإحرام ينتهي حين تظهرالكعبة في كسوتها الجديدة يوم عيد النحر وهو اليوم العاشر من شهر ذي الحجة من كل عام.
ولا أعرف متى بدأت عادة الإحرام وهي مستمرة إلى الآن. * * * |
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 51846 العمر : 72
| |
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 51846 العمر : 72
| |
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 51846 العمر : 72
| موضوع: رد: الباب السادس: في بحوث تتعلق بالكسوة الخميس 08 أغسطس 2019, 10:11 pm | |
| الباب السابع: في بحوث فقهية وغيرها وفيه ثلاثة فصول: الفصل الأول: أوليات كسوة الكعبة المعظمة مع ما يتعلق بها • أوّل من كسا الكعبة مطلقا إسماعيل بن إبراهيم عليهما وعلى نبينا السلام. • أوّل من كسا الكعبة كسوةً كاملةً تُبّع الحميري وهو أسعد بن معديكرب. • أوّل من كسا الكعبة الديباج والحرير قبل الإسلام من الرجال خالد ابن جعفر بن كلاب. • أوّل من كسا الكعبة الديباج والحرير قبل الإسلام من النساء نتيلة بنت جناب قاله الدارقطني. • أوّل من كسا الكعبة بالديباج في الإسلام / قيل: هو عبد الله بن الزبير وقيل: هو عثمان بن عفان رضي الله عنه، وقيل: يزيد بن معاوية، وقيل الحجاج وقيل غير ذلك(من غير تحديد لون الديباج). • أوّل من كسا الكعبة بالديباج الأسود / الناصر لدين الله أبو العباس أحمد الخليفة العباسي. • أوّل سنة كسيت الكعبة بالديباج الأسود واستمرت حتى الآن هي سنة 575هـ. • أوّل امرأة في التاريخ كست الكعبة وحدها، هي نُتَيْلة بنت جناب (بالجيم) زوج عبد المطلب وأمّ العباس. • أوّل من تفرد بكسوة الكعبة من الأفراد أبو ربيعة بن المغيرة بن عبدالله جَدّ الشاعر عمر بن أبي ربيعة. • أوّل حريق وقع في الكسوة عام الفتح بيد امرأة كانت تجمر الكعبة، وفي أثناء ذلك طارت شرارة إلى الكسوة التي كساها بها المشركون فاحترقت فعريت الكعبة. • أوّل صحابي كان يكسو الكعبة من ماله، هو عبد الله بن عمر بن الخطاب، فكان يسلم شيبة بن عثمان سادن الكعبة القباطي من صنع مصر والحبرة من صنع اليمن ليكسو بهما الكعبة. • أوّل من كسا الكعبة ثلاث كسوات فوق بعضها البعض ســنة 160هـ هو الخليفة العباسي المهدي. • أوّل من كسى الكعبة ثلاث كسوات ثلاث مرات في أوقات مختلفة في السنة في عهد الخليفة العباسي المأمون وذلك في سنة 206هـ الأولى من الديباج الأحمر وتكساها يوم التروية، والثانية من القباطي وتكساها في غرة رجب، والثالثة من الديباج الأبيض، وتكساها في (27) من شهر رمضان المبارك. • أوّل من كسا الكعبة من الملوك بعد انقضاء دولة بني العباس من بغداد هو الملك المظفر يوسف صاحب اليمن وذلك سنة 659هـ. • أوّل من كسا الكعبة من ملوك مصر بعد زوال الدولة العباسية هو السلطان الظاهر بيبرس البندقداري عام 661هـ. • أوّل من أمَرَ بتطويف المحمل وكسوة الكعبة المشرفة بالقاهرة، هو الملك الظاهر بيبرس ملك مصر. • أوّل سنة طِِيف بالمحمل وكسوة الكعبة بأمر الملك الظاهر بيبرس هي سنة 675هـ. • أوّل سنة تغير طراز (حزام) كسوة الكعبة من حرير أبيض إلى حرير أصفر سنة 797هـ. • أوّل من بَدَأ بالطراز المذهب السلطان سليم خان من آل عثمان. • أوّل من أحدَثَ المحمل اليماني هو الوزير مصطفى باشا المعروف بالنَّشَّار المتولي على اليمن من جهة السلطان سليمان خان. • أوّل سنة أُحدِث المحمل اليماني هي سنة 963هـ. • أوّل من أمَرَ بالاحتفال الرسمي في مكة المكرمة عند دخول المحمل وفيه كسوة الكعبة المعظمة هو خديوي مصر عباس حلمي باشا. • أوّل سنة بَدَأ الاحتفال الرسمي لدخول المحمل والكسوة الشريفة إلى مكة المكرمة هي سنة 1309هـ. • أوّل من كسا الكعبة بكسوة صنعت بمكة المكرمة بمعمل الكسوة هو جلالة الملك عبد العزيز طيب الله ثراه وذلك عام 1346هـ. • أوّل من وقف ثلاث قرى من مصر لصنع كسوة الكعبة هو الملك الصالح إسماعيل بن الملك الناصر ابن قلاوون. • أوّل من وقف سبع قرى أخرى من قرى مصر لمصاريف كسوة الكعبة وضمها إلى القرى الثلاث السابقة هو السلطان سليمان بن سليم العثماني. • أوّل سنة وقف فيها ثلاث قرى لصنع كسوة الكعبة المشرفة هو سنة 750هـ. • أوّل من حَلّ وقف كسوة الكعبة هو محمد علي باشا حينما تولى حكم مصر. • أوّل كسوة صُنِعت في مكة المكرمة في مصنعها بجياد في نهاية سنة 1346هـ. • أوّل مصنع تم بناءه في مكة المكرمـة بجياد في أواسط ســنة 1346هـ. • أوّل خطاط ورسام الّذي كتب على حزام كسوة الكعبة هو محمد أديب آفندي. • أوّل مدير لمصنع كسوة الكعبة هو الشيخ عبد الرحمن مظهر من علماء الهند. • أوّل من نال جائزة وشهادة تقدير بسبب إنجاز كسوة الكعبة بالاتقان والسرعة هو المدير الأول للمصنع الشيخ عبد الرحمن مظهر. • أوّل كسوة كسيت الكعبة المعظمة مصنوعة بالكامل بأيدي العمال الوطنيين كسوة عام 1352هـ. • أوّل مدير لمصنع كسوة الكعبة اشترطت عليه الحكومة السعودية أن يقوم بتعليم العمال السعوديين فَنّ النسيج والتطريز وصنوف الحياكة هو الحاج محمد خان من الهند. • أوّل مدير سعودي تم تعيينه لمصنع الكسوة هو الشيخ أحمد سالم الجوهري. • أوّل سنة تم فيها تعيين مدير سعودي لمصنع كسوة الكعبة هو سنة 1352هـ. • أوّل كسوة صنعت في مكة المكرمة في أقصر مدة (أي في خمسة أو ستة أيام) هو كسوة عام 1345هـ. • أوّل كسوة أرسلت مصر بعد التوقف دام إحدى عشر سنة كسوة عام 1356هـ. • أوّل كسوة صنعت في مصنع الكسوة بجرول بعد توقفها من مصر في المرة الثانية كسوة عام 1382هـ. • أوّل سنة نُقل فيها عمل الكسوة في المصنع الجديد بأم الجود هو سنة 1397هـ 7 ربيع الثاني. • أوّل كسوة داخلية للكعبة المشرفة كسيت من انتاج مصنع الكسوة بمكة المكرمة هو عام 1363هـ. • أوّل من جعل الكسوة من بيت مال المسلمين هو الخليفة الثاني عمر ابن الخطاب رضي الله عنه. • أوّل من كتب إلى مصر أن تحاك كسوة الكعبة هناك، ثم ترسل إلى مكة المكرمة هو الخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه أيضًا. • أوّل من اختار مدينة "تنيس" من المدن المصرية لصنع كسوة الكعبة لشهرتها في المنسوجات الثمينة خلفاءُ بني العَبّاس. • أوّل ستارة باب الكعبة المنقوشة وضعت على باب الكعبة كانت سنة 810هـ. • أوّل كسوة صُنعت بالأيدي عدا الحزام كسوة عام 1345هـ. • أوّل من قَرَّر للكعبة كسوتين، الأولى بالديباج يوم التروية، والأخرى بالقباطي يوم السابع والعشرين من رمضان، هو الخليفة الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنه. • أوّل من أمر بتجريد الكعبة من كُسا الجاهلية حتى لا يكون مِمّا مسه المشركون شيء هو معاوية بن سفيان رضي الله عنه. • أوّل من باشر عمليًا بتجريد الكعبة من كُسا الجاهلية هو شيبة بن عثمان. • أوّل من أبطل قدوم المحمل (وفيه كسوة الكعبة) إلى مكة المكرمة هو جلالة الملك عبد العزيز طيب الله ثراه. * * * |
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 51846 العمر : 72
| موضوع: رد: الباب السادس: في بحوث تتعلق بالكسوة الخميس 08 أغسطس 2019, 10:19 pm | |
| الفصل الثاني: حكم التبرك بالكسوة الشريفة التبرك من البركة، ومن معاني البركة: النماء والزيادة، جاء في كتاب جمهرة اللغة: يقال: لا بارك الله فيه أي لا نَمَّاه، وفي معجم مقاييس اللغة: قال الخليل: البركة من الزيادة والنماء.
ومن معاني البركة: السعادة، قال الفراء في قول الله تعالى: (رحمت الله وبركاته عليكم أهل البيت) (هود: من الآية 73)، قال: البركات السعادة.
وفسَّر ابن الأثير قوله -صلى الله عليه وسلم-: فحنكه وبركه عليه أي دعا له بالبركة. والتبرُّك: مصدر تَبَرَّك يتبرّك تبركًا، وهو طلب البركة، والتبرك بالشيء طلب البركة بواسطته، فقد جاء في بعض كتب اللغة: تبركت به أي تيمنت به.
واليُمن: البركة، وتيمنت به: تبركت، وقال ابن الأثير: وقد تكرر ذكر (اليمن) في الحديث، وهو البركة، وضده الشؤم.
ويبدو من البحث في معاني البركة لغة وفي استعمالاتها في القرآن: أن التبرُّك هو طلب البركة، والتبرُّك بالشيء طلب البركة بواسطته، والبركة في القرآن والسنة: ثبوت الخير ودوامه أو كثرة الخير وزيادته أو اجتماعهما معًا يقول الدكتور ناصر الجديع بعد أن بحث معنى البركة بحثًا مستفيضًا: فيمكن أن نقول: بأن معنى التبرك بشيء ما: طلب حصول الخير بمقارنة ذلك وملابسته، ثم قال: ولكن هل يجوز فعل هذا التبرك مطلقًا؟ والجواب: بالنفي، حيث إن الشارع الحكيم قد أبان الأمور والأشياء التي يستحب أو يجب طلب البركة منها والتماس كثرة الخير عن طريقها، وخاصة أن طلب الخير والحرص عليه مما يحث عليه ديننا الحنيف.
وما عدا تلك الأشياء فلا يجوز التبرك به، لأن ما ليس بمشروع في الدين فهو ممنوع.. ثم قال: والخلاصة: أن التبرك مشروع في الإسلام، ولكن ليس مشروعًا على الإطلاق، بل منه ما هو ممنوع.
وبعد هذا التمهيد المختصر: أعود إلى أصل الموضوع الذي أريد بيان حكمه، وهو التبرك بالكسوة الشريفة وتعليق الكسوة مبروزة على الجدران والتزين بها هو عادة تكون بدافع التبرك بها، فهل يجوز التبرك بالكسوة الشريفة بأي شكل من أشكال التبرك، فقد بحثت حسب المقدور فما وجدت نصًا صريحًا من السلف في القرون المفضلة تبركوا بكسوة الكعبة، وقد حمل الأستاذ إبراهيم حلمي ما قام به سيدنا عمر بن الخطاب من تقسيم الكسوة القديمة على الحجاج على التبرك، فقال: يتبرك العديد من المسلمين في جميع مشارق الأرض ومغاربها بكسوة الكعبة المشرفة، ثم قال: ومسألة التبرك بقطع من كسوة الكعبة المشرفة ليست وليدة العصور الحديثة أو القريبة العهد منها، بل هي قديمة منذ عهد الفاروق (عمر بن الخطاب) رضي الله عنه، فكان ينـزع كسوة الكعبة المشرفة كل سنة، ويستبدل بها أخرى جديدة، ويُقسم الأولى بين الحجاج.
قلت: لا دليل في عمل عمر بن الخطاب رضي الله عنه هذا على التبرك بالكسوة الشريفة، ولم ينقل الأستاذ إبراهيم حلمي لفظه بتمامه، وقد تقدم لفظه في بحث " الكسوة في عهد الخلفاء الراشدين ".
ولفظه كما جاء في أخبار مكة: "كان (عمر بن الخطاب) ينـزع كسوة البيت في كل سنة، فيقسمها على الحجاج فيستظلون بها على السمر بمكة".
والعلة واضحة في هذا اللفظ: وهي الاستظلال على السمر بمكة، وليست التبرك بها، ولفظ شيبة بن عثمان الذي ذكره الأزرقي أقرب إلى ما استدل به الأستاذ إبراهيم حلمي، وهو في رواية ابن أبي مليكة الطويلة التي ذكرها الأزرقي، وفيها:... فرأيت شيبة جردها، حتى لم يبق عليها شيئًا مما كان عليها، وخلق جدرانها كلها وطيبها، ثم كساها تلك الكسوة التي بعث بها معاوية إليها، وقسم الثياب التي كانت عليها بين أهل مكة، وكان ابن عباس رضي الله عنه حاضرًا بالمسجد الحرام وهم يجردونها، قال: فما رأيته أنكر ذلك، ولا كرهه.
ففي هذه الرواية: لم تذكر العلة التي ذكرت في الرواية السابقة، إلا أن الروايات الأخرى تدل على أن أهل مكة كانوا يلبسون تلك الثياب، لا يحتفظون للتبرك، فقد أخرج الأزرقي عن عبد الحميد بن جبير بن شيبة، قال: جرد شيبة بن عثمان الكعبة قبل الحريق، وفي هذه الرواية: فكان شيبة يكسو تلك الثياب، فرأى على امرأة حائض ثوبًا من كسوة الكعبة، فرفعه شيبة، فأمسك ما بقي من الكسوة حتى هلكت يعني الثياب.
وعمل شيبة بن عثمان هذا كان من رأيه، ثم بعد ذلك سأل عائشة رضي الله عنها فقال: يا أم المؤمنين، يجتمع عليها الثياب فيكثر، فنعمد إلى بيار فنحفرها ونعمقها، فيدفن فيها ثياب الكعبة لكي لا تلبسها الحائض، قالت عائشة: ما أصبت، وبئسما صنعت، لا تعد لذلك، فإنّ ثياب الكعبة إذا نزعت عنها لا يضرها من لبسها من حائض أو جنب، ولكن بعها.
فلم يبق دليل على التبرك بالكسوة الشريفة بعمل شيبة بن عثمان أيضًا.
فالذين كانوا يتولون قسمة الكسوة الشريفة إذ ذاك يقصدون بها سد حاجة الفقراء المحتاجين إلى الاكتساء بها ونحوه، لا يقصدون أن يتبركوا بها. والله أعلم.
وكما تقدَّم بأني لم أجد نصًا من السلف بجواز التبرك بالكسوة الشريفة.
وقد ذكروا في طيب الكعبة، فقال عز الدين بن جماعة: قال الشافعية: لا يجوز أخذ شيء من طيب الكعبة لا للتبرك ولا لغيره، ومن أخذ شيئًا من ذلك لزم رده إليها، فإن أراد التبرك أتى بطيب من عنده فمسحها به ثم أخذ.
وذكر عن الإمام أحمد من رواية المروذي قال: لا يأخذ من طيب البيت شيئًا فإن أراد أن يستشفي فليأت من عنده فليلزقه على البيت ثم يأخذ.
فقد جوز الشافعية التبرك بالطيب الذي لزق بالكعبة ثواني معدودة، فمن باب أولى جواز التبرك عندهم بالكسوة التي لزقت بالكعبة سنة كاملة، وكذا يقال فيما نقل عن الإمام أحمد رحمه الله بالاستشفاء بالطيب الذي لزق بالكعبة ثواني معدودة والله أعلم.
إلا أن الذين جوزوا التبرك والاستشفاء بطيب الكعبة لم يأتوا بدليل من الكتاب والسنة ولا من عمل الصحابة والتابعين، هذا وقد كثرت في زماننا هذا الخرافات والبدع، فالتساهل في هذه المسائل تجر العوام إلى محظورات، فالمنع من التبرك بالطيب والكسوة أولى سدًا للذرائع ومنعًا للجهال في الوقوع في المنكرات. والله أعلم.
وقد أفتى سماحة مفتي الديار السعودية الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمة الله عليه بمنع التبرك بالكسوة، فقال في فتواه: ... أما في زماننا هذا زمن الخرافات زمن الغلو والتبرك بغير الله الذي هو الواقع الآن في كسوة الكعبة، فنجدهم يبيعون القطعة الصغيرة منها بالثمن الكثير على الحاج الغريب لأجل التبرك بها، وهذا لا يجوز، وتمكينهم من ذلك لا يجوز شرعًا، بل هو من معاونتهم على الإثم والعدوان...
ثم ذكر رحمه الله عن استحقاق آل الشيبي للكسوة القديمة، فقال: أما موضوع الكسوة القديمة للكعبة المشرفة فإنه ليس لآل الشيبي في هذه الكسوة حق من حيث الشرع، لكن حيث كان الولاة المتقدمون قد عودوهم إعطاءهم إياها، وكانوا متشوفين لذلك، ولهم مكانة لسدانتهم لهذا البيت المطهر، فينبغي للإمام وفقه الله أن يعوضهم عنها من بيت المال ما يراه كافيًا لتطييب نفوسهم، ولا يدفع الكسوة إليهم لما يفضي إليه ذلك من بيعها المنتهي إلى حصولها في أيدي الجهلة المتعلقين بها على وجه التبرك والتمسح بها الذي لا تجيزه الشريعة، لكن تحفظ تلك الكسوة في مكان مصون تحت أيدي حفاظ لها أمناء ولو تلف بأرضة أو غيرها فإن ذلك لا يضر شرعًا، وأكثر ما فيه أنه فوات جزء من المال، وارتكاب ذلك أسهل من ارتكاب ما يجر العوام والجهال إلى ما هو محظور شرعًا، وفي ذلك حراسة لعقائد الناس.
وقد رأيت أمرًا ملكيًا حول هذا الموضوع، لعله صدر بعد هذه الفتوى، جاء في جريدة البلاد: "تعويض آل الشيبي بقيمة ثوب الكعبة بعد منع بيعه" صدر أمر ملكي كريم بمنع بيع قصاصات ثوب الكعبة المنتزع كما هي العادة، وأن تقوم هيئة الأمر بالمعروف بنـزع الثوب، وتسليمه لإدارة الأوقاف، ليتم حفظه هناك، وأن تصرف لآل الشيبي التعويض الكامل عن قيمة الكساء المنتزع. * * * |
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 51846 العمر : 72
| موضوع: رد: الباب السادس: في بحوث تتعلق بالكسوة الخميس 08 أغسطس 2019, 10:24 pm | |
| الفصل الثالث: حكم التصرف في كسوة الكعبة من المعلوم شرعًا والمعروف لدى الجميع أن سدانة البيت حق شرعي ثابت لآل الشيبي منذ أن قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: خذوها يا بني أبي طلحة، خذوا ما أعطاكم الله ورسوله تالدة خالدة، لا ينزعها منكم إلا ظالم، هم الذين يحتفظون بمفتاحها ويتوارثون كسوتها، وقد جرت العادة منذ صدر الإسلام أن الكسوة الجديدة تسلم لهم، وهم الذين يقومون بإلباس الكعبة بالكسوة الجديدة، وهم الذين ينـزعون الكسوة القديمة بعد إلباسها الجديدة وكانوا يتصرفون في القديمة، وقد روى الأزرقي عن ابن أبي نجيح قوله: إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان ينـزع كسوة البيت في كل سنة، فيقسمها علي الحجاج فيستظلون بها على السمر بمكة.
وفي رواية أخرجها الأزرقي أيضًا عن ابن أبي مليكة يقول: كانت على الكعبة كسى كثيرة من كسوة أهل الجاهلية من الأنطاع والأكسية والكرار والأنماط، فكانت ركامًا بعضها فوق بعض، فلما كسيت في الإسلام من بيت المال كان يخفف عنها الشيء بعد الشيء، وكانت تكسى في خلافة عمر وعثمان رضي الله عنهما القباطي يؤتى به من مصر، غير أن عثمان رضي الله عنه كساها سنة برودًا يمانية أمر بعملها عامله على اليمن يعلى بن منبه، فكان أول من ظاهر لها كسوتين، فلما كان معاوية كساها الديباج مع القباطي، فقال شيبة بن عثمان: لو طرح عنها ما عليها من كسى الجاهلية فخفف عنها حتى لا يكون مما مسه المشركون شيء لنجاستهم، فكتب في ذلك إلى معاوية بن أبي سفيان وهو بالشام، فكتب إليه أن جردها، وبعث إليه بكسوة من ديباج وقباطي وحبرة، قال: فرأيت شيبة جردها، حتى لم يترك عليها شيئًا مما كان عليها، وخلق جدرانها كلها وطيبها، ثم كساها تلك الكسوة التي بعث بها معاوية إليها، وقسم الثياب التي كانت عليها على أهل مكة، وكان ابن عباس حاضرًا في المسجد الحرام وهم يجردونها، قال: فما رأيته أنكر ذلك ولا كرهه.
هذه الرواية تدل على أن آل الشيبي السدنة لم يكونوا يستفيدون من الكسوة القديمة بالبيع، بل كانوا يقسمونها على أهل مكة، والذين كانوا يأخذونها يستفيدون منها ارتداء واستظلالاً، والشيبيون لم يتقاضوا من الناس أجرة، ولم يكن أي مانع وقتئذ بالارتداء والاستظلال لعدم وجود الآيات ولفظ الجلالة، كما هو الحال الآن، وقد اختلف الحال الآن مما قبله؛ لأن كسوة الكعبة الآن لا يخلو جزء منها إلا ومكتوب عليه اسم الجلالة أو آية من الآيات القرآنية أو بعضها، فلا يقال بجواز استعمالها في الأشياء المهانة، والله أعلم.
وذكر الحافظ ابن حجر عن الفاكهي من كتابه (كتاب مكة): من طريق علقمة بن أبي علقمة عن أمه عن عائشة رضي الله عنها قالت: دخل علي شيبة الحجبي فقال: يا أم المؤمنين إن ثياب الكعبة تجتمع عندنا فتكثر، فننزعها ونحفر بئارًا فنعمقها وندفنها لكي لا تلبسها الحائض والجنب، قالت: بئسما صنعت، ولكن بعها، فاجعل ثمنها في سبيل الله وفي المساكين، فإنها إذا نزعت عنها لم يضر من لبسها من حائض أو جنب، فكان شيبة يبعث بها إلى اليمن، فتباع له فيضعها حيث أمرته.
وهذه الرواية أخرجها الأزرقي أيضًا.
وأخرج نحوها عن ابن عباس أيضًا.
وقال الباجوري من الشافعية: ويحرم أخذ طيب الكعبة، فمن أراد التبرك بذلك مسحها بطيب نفسه ثم أخذه، وأما سترته (أي كسوته) فإن كانت من بيت المال فللإمام أن يصرفها مصارف بيت المال بيعًا أو إعطاء أو نحو ذلك لئلا تتلف بالبلى وإن كانت موقوفة تعين بيعها وصرفها في مصالح الكعبة، وإن كانت ملكًا للكعبة بأن ملكها مالكها للكعبة فلقيمها ما يراه، وإن وقف لها شيء على أن تؤخذ من ريعه، فإن شرط الواقف فيها شيئًا من بيع أو إعطاء أو نحو ذلك اتبع، وإن لم يشترط فيها شيئًا فللناظر بيعها وصرف ثمنها في كسوة أخرى، فإن شرط الواقف تجديدها كل عام ولم يشترط فيها شيئًا اتبعت العادة الجارية في زمن الواقف العالم بها، كما هو الواقع الآن بمصر، فإن الواقف لها وهو شجرة الدر على ما قيل لم يشترط فيها شيئًا وشرط تجديدها كل عام مع علمه بأن بني شيبة يأخذونها فلهم أخذها على الراجح ويجوز لمن أخذها لبسها ولو جنبًا وحائضًا ولا يحرم تنجيسها.
وقال ابن جماعة: قال أبو الفضل بن عبدان من الشافعية: لا يجوز قطع شيء من أستار الكعبة، ولا نقله ولا بيعه ولا شراؤه ولا وضعه بين أوراق المصحف، ومن حمل شيئًا منه لزمه رده بخلاف ما يتوهمه العامة يشترون من بني شيبة.
وقال أبو عمرو بن الصلاح: الأمر فيها (في الكسوة) إلى الإمام يصرفها في بعض مصارف بيت المال بيعًا أو إعطاء، واحتج بما رواه الأزرقي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان ينـزع كسوة الكعبة كل سنة فيقسمها على الحجاج.
ونقل عن الإمام أحمد من رواية المروذي قوله: ثياب الكعبة يتصدق بها.
وفي موضع آخر: قد كان شيبة يتصدق بخلقان الكعبة.
وحكي عنه صاحب التلخيص: أنه يجوز بيعها إذا خلقت. والله أعلم.
وقال الطبري بعد أن نقل من الأزرقي قول عمر وابن عباس وعائشة وغيرهم: فيما تقدم من الأحاديث دلالة على جواز لبس ثياب الكعبة لذي الحاجة، وللمشتري لها ممن يجوز له بيعها، وللناظر في أمرها البيع وصرف الثمن لما ذكرته عائشة إلا أن تحتاج إلى عمارة فصرفه فيها أولى، وله أيضًا قسمتها فيمن يراه على ما دل عليه حديث عمر الأول، ثم ذكر عن ابن الصلاح قوله الذي تقدم قبل قليل، ونقل عن الحليمي قوله: لا ينبغي أن يؤخذ من كسوة الكعبة شيء.
ثم قال: قلت: والأمر فيه عندي على ما تقدم، ويؤيد ما ذكرناه عن عمر وعائشة وأم سلمة، ويحمل على المحتاجين، وإن كان ظاهر اللفظ يعم جميع الحاج.
قال قطب الدين النهرواني الحنفي: ومذهب علمائنا رضي الله عنهم في ذلك رجوع أمره إلى السلطان؛ وقال الإمام فخر الدين قاضي خان رحمه الله في كتاب الوقف من فتواه: ديباج الكعبة إذا صارت خلقًا يبيعه السلطان، ويستعين به في أمر الكعبة؛ لأن الولاية فيه للسلطان لا لغيره، وقال الإمام أبو بكر الحدادي: لا يجوز قطع شيء من الكعبة ولا بيعه ولا شراؤه، ولا وضعه بين أوراق المصحف، ومن حمل شيئًا من ذلك فعليه رده، ولا عبرة بما يتوهمه الناس أنهم يشترون ذلك من بني شيبة، فإنهم لا يملكونه، فقد روي عن ابن عباس وعائشة أنهما قالا: ببيع ذلك؟ ويجعل ثمنه في سبيل الله تعالى.
ونقل عن القرطبي من المالكية: كسوة الكعبة حبس عليها كحصرها وقناديلها فلا يملكها أحد، وقال الزركشي من علماء الشافعية في قواعده عن ابن عبدان: أمنع من بيع كسوة الكعبة، وأوجب رد من حمل منها شيئًا.
ثم قال القطب النهرواني: والذي يظهر لي أن كسوة الكعبة المشرفة إن كانت من قبل السلطان من بيت مال المسلمين فأمرها راجع لمن يعطيها من قبله، لمن شاء من الشيبيين أو غيرهم، وإن كانت من أوقاف السلطان وغيره، فأمرها راجع إلى شرط الواقف فيها، فهي لمن عينها لهم، وإن جهل شرط الواقف فيها عمل بما جرت به العوائد السابقة كما هو الحكم في سائر الأوقاف، وكسوة الكعبة الشريفة الآن من أوقاف السلاطين، ولم يعلم شروط الواقف فيها، وقد جرت عادة بني شيبة أنهم يأخذون لنفسهم الكسوة العتيقة بعد وصول الكسوة الجديدة فيُبَقَّون على عاداتهم فيها.
وقال علي بن عبد القادر الطبري: وكل من الكسوتين (الداخلي والخارجي) إذا نُزع يستحقه بنو شيبة، كما أفتى بذلك جم غفير من علمائنا المتأخرين وغيرهم من الحنفية، وهي مستحقة لهم شرعًا كاستحقاقهم السدانة، ومراعاة الأكبر فالأكبر عرف لهم لا ينظر إليه شرعًا، كما صرح به العلماء.
ويقول محمد صالح الشيبي: قال الزهري والفاكهي: ويؤخذ من السنة ومما أفتت به أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أن كسوة الكعبة المعظمة من زمن النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا نزعت من فوق الكعبة تعطى إلى السدنة، وكان شيبة لا يعلم جواز التصرف حتى استفتى أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، فأفتته ببيعها والتصرف في ثمنها وجواز لبسها للحائض والجنب فأخذ يتصرف فيها.
وأما قول أم المؤمنين ببيعها والتصدق بثمنها ظاهر؛ لأن كل شخص إذا استغنى عن شيء وفي بقائه إتلاف له يؤمر ببيعه، والتصدق بثمنه أفضل من إتلافه، وهذا لا يدل على عدم جواز أكل السدنة من ثمن الكسوة، بل الأفضل للإنسان أن يبدأ بنفسه ثم بما يليه، والصدقة بيد قابضها، فكيف وأن الكسوة هي حق من حقوق السدنة. انتهى.
وقال أيضًا بعد أن نقل قول عائشة من فتح الباري: قال ابن بطال: والذي يظهر جواز قسمة الكسوة العتيقة، إذ في بقائها تعريض لإتلافها، ولا جمال في كسوة عتيقة مطوية، ثم قال: ويحتمل أن يكون القصد منه منفعة أهل الكعبة وسدنتها.
ونقل الشيبي عن العلامة قطب الدين الحنفي قوله: والذي يظهر لي أن الكسوة يعمل فيها بما جرت به العوائد السالفة إذا جهل شرط الواقف وكسوة الكعبة الآن من أوقاف السلاطين، ولا يعلم شرط الواقف فيها، وقد جرت عادة بني شيبة أنهم يأخذون لأنفسهم الكسوة العتيقة بعد وصول الكسوة الجديدة فيبقون على حالهم وعادتهم فيها.
وهذا أعظم دليل على جواز التصرف في بيع كسوة الكعبة وانتفاع السدنة بثمنها خصوصًا في هذه الأزمنة التي تقوم فيها الكسوة ببعض نفقاتهم.
قلت: لم أر في قول قطب الدين ما ذهب إليه المؤلف الشيبي من تجويز بيعها وانتفاع السدنة بثمنها. والله أعلم.
وقال حسن بن عبد القادر الشيبي: أما حكم كسوة الكعبة المعظمة فهو أنه يجوز بيع الكسوة العتيقة بما أفتت به أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، وأفتى به كثير من العلماء، وأن التصرف فيها للسدنة حجبة الكعبة المعظمة فاتحيها بني شيبة، وهم خدمتها وسدنتها بموجب ما ورد في النصوص الشرعية وأفتى به العلماء اتباعًا لما أثبتهم وأيدهم عليه -صلى الله عليه وسلم- والصحابة والقرابة والتابعون بأن كل ما يزيل (يزال) ويخرج من الكعبة بيت الله الحرام هو لسدنتها بني أبي طلحة الشيبيين الذين هم من زمنه -صلى الله عليه وسلم- إلى يومنا هذا وإلى يوم القيامة إن شاء الله تعالى وبيدهم المفتاح مادة ومعنى، فهي خصوصية في حقهم وما ورد في النصوص الفقهية في خصوص المساجد والمعابد أن كل ما زاد فيها هو لخدمتها.
وثالثًا من حيث إن الكسوة الشريفة للكعبة المعظمة وقف من أوقاف السلاطين كما مر، وأن العادة التي تداولت وجرت فيه شرطه هو أن حجبة الكعبة المعظمة بني شيبة يأخذون الكسوة العتيقة لأنفسهم ويقتسمونها بينهم بالسوية ذكورًا وإناثًا وأطفالاً، وأن المولود منهم في يومه يستحق كما يستحق الشيخ منهم، ويجعلون لأسنهم أي شيخهم سهمين كما هي عادتهم في تقسيم الهدايا من الزوار بينهم، وإلى يومنا هذا هذه عاداتهم، والقضاء بما جرت به العادة بالمعلوم أمر معمول عليه في الشريعة في أبواب متعددة من أبواب الفقه تشهد له مسائل كثيرة. انتهى.
قال عبد الكريم الأحمد آبادي: قال في السراج الوهاج: لا يجوز قطع شيء من كسوة الكعبة ولا نقله ولا بيعه ولا شراؤه ولا وضعه بين أوراق المصحف، ومن حمل شيئًا من ذلك فعليه رده ولا عبرة بما يتهمونه الناس أنهم يشترونه من بني شيبة فإنهم لا يملكونه.
ونقل عن تتمة الفتاوى عن محمد في سترة الكعبة يعطى منها إنسان، فإن كان شيء له ثمن (يأخذه، وإن لم يكن له ثمن فلا بأس به).
وقال ابن ظهيرة: يجوز بيع ثياب الكعبة عندنا إذا استغنت عنه، وقال به جماعة من فقهاء الشافعية وغيرهم، ويجوز الشراء من بني شيبة، لأن الأمر مفوض إليهم من قبل الإمام، نص عليه الطرسوسي من أصحابنا في شرح منظومته ووافقه السبكي من الشافعية، ثم قال: وعليه عمل الناس.
وقال الفاسي: إن العلماء اختلفوا في جواز بيع كسوة الكعبة، فنقل جواز ذلك عن عائشة وابن عباس وجماعة من الفقهاء الشافعية وغيرهم، ومنع من ذلك ابن القاضي وابن عبدان من الشافعية، وذكر الحافظ صلاح الدين خليل بن كيكلدي العلائي الشافعي في قواعده أنه لا يتردد في جواز ذلك الآن لأجل وقف الإمام ضيعة معينة على أن يصرف ريعها في كسوة الكعبة، والوقف بعد استقرار هذه العادة والعلم بها فينـزل لفظ الواقف عليها، قال: وهذا ظاهر لا يعارضه المنقول المتقدم. * * * |
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 51846 العمر : 72
| موضوع: رد: الباب السادس: في بحوث تتعلق بالكسوة السبت 10 أغسطس 2019, 6:19 am | |
| المــــلاحق • صورة للكسوة الرابعة التي صُنعت في مكة المكرمة عام 1349هـ • صورة للكسوة الثانية التي صنعت في مكة المكرمة بعد إعادة المصنع عام 1383هـ • صورة للكسوة الشريفة في هذا العصر بعد التطور الهائل • صورة لموكب المحمل المصري في عام 1946م في عهد الملك فاروق الأول • صورة للمحمل المصري في عام 1948م في عهد الملك فاروق الأول • صورة فيها عثمان باشا والي الحجاز يستقبل المحمل المصري عام 1885م الكسوة الرابعة التي صنعت في مكة المكرمة في مصنعها في أجياد عام 1349هـ، وقد أنشئ المصنع عام 1346هـ جريدة أم القرى العدد (331) سنة 1349هـ ثاني كسوة بعد إعادة المصنع صنعت في مكة المكرمة بأيد وطنية عام 1383هـ جريدة البلاد / العدد (1391) 3/12/1383هـ صورة لكسوة الكعبة المشرفة في العصر الحاضر مع حزامها وبعض القناديل التي تزين بها الثوب
|
|
| |
| الباب السادس: في بحوث تتعلق بالكسوة | |
|