أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: الطبقة الثالثة الثلاثاء 29 مارس 2011, 1:50 pm | |
| الطبقة الثالثة وهم من التابعين
20- يحيى بن وثاب الأسدي الكوفي القاريء العابد أحد الأعلام مولى بني أسد روى عن ابن عباس وابن عمر رضي الله عنهم وعن مسروق وعبيدة السلماني وزر وأبي عبد الرحمن السلمي وأبي عمرو الشيباني وعلقمة والأسود وقرأ على بعضهم قال أبو عمرو الداني أخذ القراءة عرضا عن علقمة والأسود ومسروق والشيباني وأبي عبد الرحمن قلت الثبت أنه قرأ القرآن كله على عبيد بن نضيلة صاحب علقمة كل يوم آية قال أبو بكر بن عياش عن عاصم قال تعلم يحيى بن وثاب من عبيد بن نضيلة آية آية وكان والله قارئا قلت قرأ عليه الأعمش وطلحة بن مصرف وأبو حصين الأسدي وحمران بن أعين وحدث عنه عاصم بن أبي النجود وأبو العميس عتبة المسعودي وأبو حصين عثمان بن عاصم وآخرون قال محمد بن جرير الطبري يحيى بن وثاب مولى بني كاهل من بني أسد بن خزيمة كان مقريء الكوفة في زمانه وقال أحمد بن عبدالله العجلي تابعي ثقة مقريء الكوفة وكان يؤم قومه فأمر الحجاج أن لا يؤم بالكوفة إلا عربي فقال ليحيى قومه اعتزل فقال الحجاج من هذا قالوا يحيى بن وثاب قال ما له قالوا أمرت أن لا يؤم إلا عربي فنحاه قومه فقال ليس عن مثل هذا نهيت قال فصلى بهم يوما ثم قال اطلبوا إماما غيري إنما أردت أن لا تستذلوني فإذا صار الأمر إلي فأنا لا أؤمكم وقال الأعمش كان يحيى بن وثاب إذا قضى الصلاة مكث ما شاء الله تعرف فيه كآبة الصلاة وقال عبيد الله بن موسى كان الأعمش يقول يحيى بن وثاب أقرأ من بال على تراب وقال شعيب الصريفيني حدثنا يحيى بن آدم سمعت حسن بن صالح يقول قرأ يحيى على علقمة وقرأ علقمة على ابن مسعود فأي قراءة أفضل من هذه وروي عن زائدة قلت للأعمش على من قرأ يحيى قال على علقمة والأسود ومسروق وقال يحيى بن معين حدثنا ابن أبي زائدة قال قال الأعمش كان يحيى بن وثاب لا يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم لا في عرض ولا في غيره وقال يحيى بن عيسى الرملي عن الأعمش قال كان يحيى بن وثاب من أحسن الناس قراءة وربما اشتهيت تقبيل رأسه لحسن قراءته وكان إذا قرأ لم تحس في المسجد حركة كأن ليس في المسجد أحد قلت كان يحيى بن وثاب ثقة إماما كبير القدر قال الأعمش كنت إذا رأيته قلت هذا قد وقف للحساب ، قال أبو محمد بن قتيبة توفي سنة ثلاث ومئة 0
21- الحسن بن أبي الحسن البصري أبو سعيد سيد أهل زمانه علما وعملا قرأ القرآن على حطان الرقاشي عن أبي موسى روى القراءة عنه يونس بن عبيد وأبو عمرو بن العلاء وسلام الطويل فيما قيل وغيرهم ومناقبة وأخباره يطول شرحها توفي سنة عشر ومئة 0
22- عيسى بن عبد الرحمن ابن أبي ليلى الأنصاري الكوفي قرأ القرآن على أبيه قرأ عليه أخوه محمد بن عبد الرحمن القاضي وأبوهما ممن قرأ على علي رضي الله عنه وعيسى وثقه ابن معين وله رواية قليلة في السنن 0
23- مجاهد بن جبر الإمام أبو الحجاج مولى السائب بن أبي السائب المخزومي المكي المقريء المفسر أحد الأعلام قرأ على ابن عباس وروى عن عائشة وأبي هريرة وسعد وعبدالله بن عمرو وجماعة من الصحابة رضي الله عنهم قرأ عليه ابن كثير وأبو عمرو وابن محيصن وغيرهم وحدث عنه قتادة والحكم وعمرو بن دينار وأيوب ومنصور والأعمش وابن عون وخلق وجاء عنه أنه قرأ القرآن على ابن عباس ثلاثين مرة والذي صح عنه أنه قال عرضت القرآن على ابن عباس ثلاث عرضات أقفه عند كل آية أسأله فيم نزلت وكيف كانت وقال شباب العصفري عن معاذ المعلم سمع أبا مرثد سمعت مجاهدا يقول ختمت القرآن على ابن عباس تسعا وعشرين مرة قال قتادة أعلم من بقي في التفسير مجاهد وقال سلمة بن كهيل كان مجاهد ممن يريد بعلمه الله وعن مجاهد قال ربما أخذ لي ابن عمر بالركاب وقال الأعمش كنت إذا رأيت مجاهدا ازدريته متبذلا كأنه خربندج قد ضل حماره قلت توفي سنة ثلاث ومئة وقد نيف على الثمانين 0
24- يحيى بن يعمر العدواني أبو سليمان البصري أخذ القراءة عرضا عن أبي الأسود الدؤلي وسمع ابن عباس وابن عمر وعائشة وأبا هريرة وروى أيضا عن أبي ذر وعمار بن ياسر رضي الله عنهم قرأ عليه أبو عمرو بن العلاء وعبدالله بن أبي إسحاق الخضرمي وحدث عنه قتادة ويحيى بن عقيل وعطاء الخراساني وسليمان التيمي وإسحاق بن سويد وولي قضاء خراسان لقتيبة بن مسلم وهو أول من نقط المصحف وكان فصيحا مفوها عالما أخذ العربية عن أبي الأسود ثم إن قتيبة عزله لما بلغه عنه شرب المنصف قال عمران القطان عن قتادة عن نصر بن عاصم عن عبدالله بن فطيمة عن يحيى بن يعمر قال قال عثمان رضي الله عنه في القرآن لحن ستقيمه العرب بألسنتها قال خليفة توفي يحيى بن يعمر قبل سنة تسعين 0
25- سعيد بن جبير ابن هشام الإمام العلم أبو عبدالله الأسدي الوالبي مولاهم الكوفي قرأ على ابن عباس قرأ عليه أبو عمرو والمنهال بن عمرو وقد حدث عن ابن عباس وعدي بن حاتم وابن عمر وعبدالله بن مغفل وأبي هريرة رضي الله عنهم وغيرهم روى عنه الحكم وأيوب وجعفر بن أبي المغيرة ومحمد بن سوقة والأعمش وخلق كثير فعن أشعث بن إسحاق قال كان يقال لسعيد بن جبير جهبذ العلماء وعن ابن عباس رضي الله عنه قال يا أهل الكوفة تسألوني وفيكم سعيد بن جبير خرج سعيد مع ابن الأشعث على الحجاج ثم اختفى وتنقل في النواحي ثم أتى به الحجاج فقتله لكونه قوى نفسه ولم يعتذر إليه وكان سعيد من سادة التابعين علما وفضلا وصدقا وعبادة ثبت عنه أنه قال لابنه ما يبكيك ما بقاء أبيك بعد سبع وخمسين سنة قال الفضل بن سويد الضبي دعاه الحجاج وأنا شاهد فأقبل يعاتبه معاتبة الرجل ولده فانفلتت من سعيد كلمة فقال إن ابن الأشعث عزم علي قال ربيعة الرأي كان سعيد بن جبير من العلماء العباد قلت استشهد بواسط في شعبان سنة خمس وتسعين وروى عمرو بن ميمون بن مهران عن أبيه قال مات سعيد بن جبير وما على وجه الأرض أحد إلا وهو محتاج إلى علمه وقال إسماعيل بن عبد الملك كان سعيد بن جبير يؤمنا في رمضان فيقرأ ليلة بقراءة ابن مسعود وليلة بقراءة زيد وعن هلال بن يساف قال دخل سعيد بن جبير الكعبة فقرأ القرآن في ركعة وقيل إنه كان يختم في كل ليلتين رضي الله عنه 0
26- حمران بن أعين مولى بني شيبان كوفي مقريء كبير قال أبو عمرو الداني أخذ القراءة عرضا وسماعا عن عبيد بن نضيلة وأبي حرب بن أبي الأسود ويحيى بن وثاب عرض عليه حمزة الزيات وقد سمع من أبي الطفيل عامر بن واثلة وأبي جعفر الباقر حدث عنه الثوري وإسرائيل قال الكسائي قلت لحمزة على من قرأت قال على ابن أبي ليلى وحمران بن أعين قلت فحمران على من قرأ قال على عبيد بن نضيلة رواه ابن مجاهد عن شيخين كلاهما عن هارون عن الكسائي وقد خولف فيه فقال محمد بن الحسن بن عطية قرأت على أبي وقرأ على حمزة وقرأ حمزة على حمران وقرأ حمران على يحيى بن وثاب عن عبيد بن نضيلة وقرأ عبيد على ابن مسعود وقد اختلف في عبيد بن نضيلة المقريء والثبت أنه قرأ على علقمة عن ابن مسعود وكذا اختلف في حمران فقيل أيضا قرأ على أبي الأسود الديلي نفسه والله أعلم وقراءة حمزة عليه متيقنة قال ابن معين حمران ضعيف وقال النسائي ليس بثقة وقال أبو داود كان رافضيا توفي في حدود الثلاثين ومئة 0
27- نصر بن عاصم الليثي ويقال الدؤلي البصري النحوي قرأ القرآن على أبي الأسود الديلي وسمع من مالك بن الحويرث وأبي بكرة الثقفي قال الداني روى عنه القراءة عرضا عبدالله بن أبي إسحاق الخضرمي وأبو عمرو بن العلاء وسمع منه قتادة وروى عنه الحروف مالك بن دينار ويقال إنه أول من نقط المصاحف وخمسها وعشرها وقال خالد الحذاء هو أول من وضع العربية وقال أبو داود كان من الخوارج قلت وممن روى عنه الزهري وعمرو بن دينار وحميد بن هلال وثقة النسائي وغيره وتوفي قديما قبل سنة مئة.
28- يزيد بن القعقاع أبو جعفر القاريء أحد العشرة مدني مشهور رفيع الذكر قرأ القرآن على مولاه عبدالله بن عياش بن أبي ربيعة المخزومي وفاقا وقال غير واحد قرأ أيضا على أبي هريرة وابن عباس رضي الله عنهم عن قراءتهم على أبي بن كعب وصلى بابن عمر وحدث عن أبي هريرة وابن عباس وهو قليل الحديث تصدى لإقراء القرآن دهرا فورد أنه أقرأ الناس من قبل وقعة الحرة حتى قيل إنه قرأ على زيد بن ثابت ولم يصح قرأ عليه نافع بن أبي نعيم وسليمان بن مسلم بن جماز وعيسى بن وردان الحذاء وعبدالرحمن بن زيد بن أسلم وحدث عنه مالك الإمام وعبد العزيز الدراوردي وعبدالعزيز بن أبي حازم وقد وثقه يحيى بن معين والنسائي قال أبو عبيد في كتاب القراءات كان أبو جعفر يقريء الناس قبل وقعة الحرة حدثنا بذلك عنه إسماعيل بن جعفر أخبرنا عمر الطائي أخبرنا زيد الكندي إجازة أخبرنا أبو الحسن بن توبة أخبرنا ابن هزارمرد أخبرنا عمر الكتاني أخبرنا ابن مجاهد حدثنا محمد بن الجهم حدثنا سليمان بن داود حدثنا إسماعيل بن جعفر قال قال لي سليمان بن مسلم أخبرني أبو جعفر أنه كان يقريء في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الحرة وكانت الحرة سنة ثلاث وستين وأخبرني أنه كان يمسك المصحف على مولاه عبدالله بن عياش بن أبي ربيعة وكان من أقرإ الناس قال وكنت أرى كل ما يقرأ وأخذت عنه قراءته وأخبرني أبو جعفر أنه أتي به إلى أم سلمة وهو صغير فمسحت على رأسه ودعت له بالبركة وعن ابن أبي الزناد قال كان أبو جعفر يقدم في زمانه على عبد الرحمن بن هرمز الأعرج وعن سليمان بن عباد سألت أبا جعفر متى القرآن قال زمن معاوية وروى مطرف بن عبدالله عن مالك عن أبي جعفر القاريء قال رأيت عمر إذا أهوى ليسجد يمسح الحصا لموضع جبهته مسحا خفيفا وروى محمد بن إسحاق المسيبي عن أبيه عن نافع قال كان أبو جعفر يقوم الليل فإذا أصبح جلس يقريء الناس فيقع عليه النوم قيقول لهم خذوا الحصا فضعوه بين أصابعي ثم ضموها فكانوا يفعلون ذلك وكان النوم يغلبه فقال أراني أنام على هذا فإذا رأيتموني قد نمت فخذوا خصلة من لحيتي فمدوها قال فيمر عبدالله بن عياش مولاه فيرى ما يفعلون به فيقول أيها الشيخ ذهبت بك الغفلة فيقول أبو جعفر إن هذا الشيخ في خلقه شيءدوروا بنا وراء القبر موضعا رواها ابن مجاهد حدثنا عبدالله ابن أبي بكر حدثنا أبي حدثنا محمد بن إسحاق قال عبدالله بن وهب حدثنا ابن زيد بن أسلم قال قال رجل لأبي جعفر مولى ابن عياش وكان في دينه فقيها وفي دنياه أبله هنيئا لك ما أتاك من القرآن فقال ذاك إذا أحللت حلاله وحرمت حرامه وعملت بما فيه ابن وهب عن عبدالرحمن بن زيد بن أسلم قال كان أبو جعفر يصلي خلف القراء في رمضان يلقنهم يؤمر بذلك وكان بعده شيبة جعلوه كذلك وعن مالك بن أنس قال أبو جعفر القاريء إذا مر سائل وهو يصلي بالليل دعاه فيستتر منه ثم يلقي إليه إزاره أحمد بن عبد الرحمن بن وهب عن عمه قال قال لي مالك كان أبو جعفر القاريء رجلا صالحا يفتي الناس بالمدينة وقال يونس بن حبيب حدثنا قتيبة بن مهران حدثنا سليمان بن مسلم ابن جماز سمعت أبا جعفر يحكي لنا قراءة أبي هريرة في إذا الشمس كورت التكوير يحزنها شبه الرثاء فأما قراءة أبي جعفر فدارت على أحمد بن زيد الحلواني عن قالون عن عيسى بن وردان الحذاء عن أبي جعفر قرأ بها الفضل بن شاذان الداري وجعفر بن الهيثم عن الحلواني وأقرأ بها الزبير بن محمد العمري عن قراءته على قالون بإسناده وأقرأها سليمان بن داود الهاشمي عن سليمان بن مسلم بن جماز عن أبي جعفر وأقرأها الدوري عن إسماعيل بن جعفر عن أبي جعفر أو عن رجل عنه وأقرأه أبو جعفر طرقا عدة مذكورة في الكامل قال ابن وهب حدثني ابن زيد بن أسلم عن سليمان بن مسلم قال رأيت أبا جعفر القاريء على الكعبة فقلت أبا جعفر قال نعم أقريء إخواني السلام وخبرهم أن الله تعالى جعلني من الشهداء الأحياء المرزوقين وأقريء أبا حازم السلام وقل له يقول لك أبو جعفر الكيس الكيس فإن الله تعالى وملائكته يتراؤون مجلسك بالعشيات قال وحدثنا سليمان بن مسلم أخبرني أبو جعفر حين كان يمر به نافع يقول أترى هذا كان يأتيني وهو غلام فيقرأ علي ثم كفر بي وهو يضحك قال سليمان وشهدت أبا جعفر حين احتضر جاء أبو حازم ومشيخة فأكبوا عليه يصرخون به فلم يجبهم قال شيبة وكان ختنه على ابنه أبي جعفر ألا أريكم منه عجبا قالوا بلى فكشف عن صدره فإذا دوارة بيضاء مثل اللبن فقال أبو حازم وأصحابه هذا والله نور القرآن قال سليمان فقالت لي أم ولده بعدما مات صار ذلك البياض غرة بين عينيه وروى محمد بن إسحاق المسيبي حدثني أبي عن نافع قال لما غسل أبو جعفر القاريء نظروا ما بين نحره إلى فؤاده مثل ورقة المصحف فما شك من حضره أنه نور القرآن رحمه الله قلت قد اختلفوا في تاريخ وفاته فقال محمد بن المثنى العنزي توفي سنة سبع وعشرين ومئة وقال آخر سنة ثمان وعشرين وقال خليفة سنة اثنتين وثلاثين وقيل سنة إحدى وثلاثين وقيل سنة ثلاث وثلاثين عن ينف وتسعين سنة 0
29- يزيد بن رومان المدني أبو روح القاريء مولى آل الزبير بن العوام قرأ القرآن على عبدالله بن عياش بن أبي ربيعة وسمع من عروة بن الزبير وصالح بن خوات وقيل إنه روى عن أبي هريرة وقرأ على ابن عباس وليس بشيء وهو ثقة ثبت حديثه في الكتب الستة وهو أحد شيوخ نافع في القراءة وثقة ابن معين وغيره وكان فقيها قارئا محدثا قال ابن سعد كان عالما ثقة كثير الحديث قلت حدث عنه أبو حازم الأعرج وعبيدالله بن عمر ومحمد بن إسحاق وجرير بن حازم ومالك بن أنس وجماعة قال وهب بن جرير حدثنا أبي قال رأيت محمد بن سيرين ويزيد بن رومان يعقدان الآي في الصلاة وروى مطرف عن مالك عن يزيد بن رومان أنه قال كان الناس يقومون في زمان عمر بن الخطاب رضي الله عنه بثلاث وعشرين ركعة في رمضان توفي سنة عشرين ومئة وقيل سنة تسع وعشرين وقيل سنة ثلاثين ومئة ولم يذكر أبو عمرو الداني إلا هذا القول.
29- يزيد بن رومان المدني أبو روح القاريء مولى آل الزبير بن العوام قرأ القرآن على عبدالله بن عياش بن أبي ربيعة وسمع من عروة بن الزبير وصالح بن خوات وقيل إنه روى عن أبي هريرة وقرأ على ابن عباس وليس بشيء وهو ثقة ثبت حديثه في الكتب الستة وهو أحد شيوخ نافع في القراءة وثقة ابن معين وغيره وكان فقيها قارئا محدثا قال ابن سعد كان عالما ثقة كثير الحديث قلت حدث عنه أبو حازم الأعرج وعبيدالله بن عمر ومحمد بن إسحاق وجرير بن حازم ومالك بن أنس وجماعة قال وهب بن جرير حدثنا أبي قال رأيت محمد بن سيرين ويزيد بن رومان يعقدان الآي في الصلاة وروى مطرف عن مالك عن يزيد بن رومان أنه قال كان الناس يقومون في زمان عمر بن الخطاب رضي الله عنه بثلاث وعشرين ركعة في رمضان توفي سنة عشرين ومئة وقيل سنة تسع وعشرين وقيل سنة ثلاثين ومئة ولم يذكر أبو عمرو الداني إلا هذا القول.
31- شيبة بن نصاح ابن سرجس بن يعقوب المدني المقريء الإمام مولى أم سلمة رضي الله عنها وأحد شيوخ نافع في القراءة وقاضي المدينة ومقرئها مع أبي جعفر أدرك أم المؤمنين عائشة وأم سلمة رضي الله عنهما وقرأ القرآن على عبدالله بن عياش بن أبي ربيعة ووهم من قال إنه قرأ على أبي هريرة وابن عباس رضي الله عنهما فإنه لم يدرك ذلك وقد مسحت أم سلمة رأس شيبة وهو صغير وقد حدث عن القاسم بن محمد وخالد بن مغيث وأبي سلمة بن عبد الرحمن وأبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث وغيرهم وهو قليل الحديث صدوق بعيد الصيت في القراءة قرأ عليه نافع وإسماعيل بن جعفر وسليمان بن مسلم بن جماز وحدث عنه ابن جريج وابن إسحاق وأبو زكير يحيى بن محمد بن قيس وأبو ضمرة أنس بن عياض وآخرون وقيل كنيته أبو ميمونة قال الدوري حدثنا إسماعيل بن جعفر قال قرأت على شيبة بن نصاح مولى أم سلمة فكان إمام أهل المدينة في القراءة قال إسماعيل وأخبرني سليمان بن مسلم أن شيبة أخبره أنه أتي به إلى أم سلمة وهو صغير فمسحت رأسه وبركت عليه قلت وكذا غلط من قال إن أبا جعفر وشيبة كانا يقرئان في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الحرة قاله محمد بن سعدان عن يعقوب بن جعفر ابن أبي كثير بل قد نقل ذلك عن أبي حعفر وحده وهو أسن من شيبة بكثير ووالد زوجة شيبة وقال قالون كان نافع أكثر اتباعا لشيبة منه لأبي جعفر وقال النسائي وغيره شيبة ثقة قلت خرج له النسائي وحده حديثا واحدا وقال قتيبة الأصبهاني حدثنا سليمان بن مسلم رجع شيبة إلى قراءة أبي جعفر حين مات أبو جعفر وقال خليفة بن خياط توفي سنة ثلاثين ومئة 0
32- مسلم بن جندب أبو عبدالله المدني القاريء القاص مولى هذيل قرأ القرآن على عبدالله بن عياش المخزومي مقريء المدينة وحدث عن أبي هريرة وحكيم بن حزام وابن عمر وابن الزبير وأسلم مولى عمر وغيرهم قرأ عليه نافع الإمام وتأدب عليه عمر بن عبد العزيز وحدث عنه ابنه عبدالله بن مسلم وزيد بن أسلم ومحمد بن عمرو بن حلحلة ويحيى بن سعيد الأنصاري وابن أبي ذئب وآخرون وكان من فصحاء أهل زمانه وكان يقص بالمدينة وروى معمر عن يحيى بن أبي كثير عن مسلم بن جندب عن ابن عمر رضي الله عنهما قال المكاتب عبد ما بقي عليه درهمان وروى ابن أبي ذئب عن مسلم بن جندب عن الزبير بن العوام رضي الله عنه فذكر حديثا وهذا مرسل فلا يغتر به ولا أحسب رواية مسلم عن حكيم وأبي هريرة إلا منقطعة وقال محمد بن الضحاك الحزامي عن مالك بن أنس قال جاء رجل إلى سعيد بن المسيب فقال يا أبا محمد أي الأيام خير قال سل عن ذلك القاص مسلم بن جندب فذهب فسأله فقال يوم النحر ثم رجع إلى سعيد فأخبره فقال سعيد أعرابي يعظم الدماء أعظم هذه الأيام يوم الجمعة وقال ابن وهب حدثني نافع قال سألت مسلم بن جندب عن قوله تعالى كأنهم إلى نصب يوفضون المعارج قال إلى غاية فسألته عن ردءا يصدقني القصص قال الردء الزيادة وقال الحلواني عن قالون قال كان أهل المدينة لا يهمزون حتى همز ابن جندب فهمزوا مستهزئين ويستهزيء بهم وقال عباس بن الفضل عن جعفر بن الزبير قال كان مسلم بن جندب يقرأ علينا غدوة ثلاثين آية وعشية ثلاثين آية قلت وما علمت في مسلم جرحة وقد روى له الترمذي ومات في خلافة هشام بن عبد الملك بعد سنة عشر ومئة تقريبا 0
33- عبدالله بن عامر اليحصبي إمام أهل الشام في القراءة عبدالله بن عامر بن يزيد بن تميم بن ربيعة أبو عمران على الأصح وقيل أبو عامر وقيل أبو نعيم وقيل أبو عليم وقيل أبو عبيد وقيل أبو محمد وقيل أبو موسى وقيل أبو معبد وقيل أبو عثمان الدمشقي ثابت النسب إلى يحصب بن دهمان أحد حمير وحمير من قحطان وبعضهم يتكلم في نسبه والصحيح أنه صريح النسب قال خالد بن يزيد المري سمعت عبدالله بن عامر يقول قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولي سنتان وانتقلت إلى دمشق ولي تسع سنين وأما أيوب بن تميم فروى عن يحيى بن الحارث الذماري أن ابن عامر ولد سنة إحدى وعشرين من الهجرة قال أبو عمرو الداني عبدالله بن عامر القاضي اليحصبي يكنى أبا عمران وقيل أبا نعيم أخذ القراءة عرضا عن أبي الدرداء وعن المغيرة بن أبي شهاب صاحب عثمان وقيل عرض على عثمان نفسه رضي الله عنه وروى عنه القراءة عرضا يحيى الذماري قلت ولي قضاء دمشق بعد أبي إدريس الخولاني وحدث عن معاوية وفضالة بن عبيد والنعمان بن بشير وواثلة بن الأسقع وقرأ أيضا على فضالة بن عبيد روى عنه محمد بن الوليد الزبيدي وربيعة بن يزيد وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر وعبدالله بن العلاء بن زبر وآخرون له حديث في صحيح مسلم وكان على نظر عمارة جامع دمشق قال هشام بن عمار حدثنا عراك بن خالد حدثنا يحيى بن الحارث قال قرأت على ابن عامر وقرأ على المغيرة بن أبي شهاب وقرأ المغيرة على عثمان رضي الله عنه قال هشام وهذا أصح عندنا وذلك أن الوليد بن مسلم حدثنا عن يحيى بن الحارث عن ابن عامر انه قرأ على عثمان رضي الله عنه أبو مسهر الغساني عن الوليد وأيوب بن تميم عن يحيى بن الحارث عن ابن عامر قال قال لي فضالة بن عبيد أمسك علي هذا المصحف ولا تردن علي ألفا ولا واوا فسيأتي أقوام لا يسقط عليهم ألف ولا واو قال هشام بن عمار حدثني الهيثم بن عمران قال كان رأس المسجد بدمشق زمن الوليد عبدالله بن عامر وكان يزعم أنه من حمير وكان يغمز في نسبه وقال يحيى بن الحارث كان ابن عامر قاضي الجند وكان رئيس المسجد لا يرى فيه بدعة إلا غيرها وروي أن ابن عامر لم يقرأ على عثمان بل سمع قراءته في الصلاة وقال هشام بن عمار حدثنا صدقة بن خالد عن يحيى بن الحارث قال حدثني من سمع عثمان رضي الله عنه يقرأ غرفة يعني عبدالله بن عامر قال أبو مسهر عن عبدالله بن العلاء عن عمرو بن المهاجر إن عبدالله بن عامر استأذن على عمر بن عبدالعزيز فلم يأذن له وقال الذي ضرب أخاه يعني عطيه بن قيس أن رفع يديه إن كنا لنؤدب عليها بالمدينة قال سعيد بن عبدالعزيز ضرب ابن عامر عطية بن قيس لكونه رفع يديه في الصلاة قال عطية بن قيس فمصعني مصعات الفسوي في تاريخه حدثنا هشام بن عمار حدثنا الهيثم بن عمران قال كان رأس المسجد بدمشق في زمن عبدالملك وبعده عبدالله بن عامر اليحصبي وكان يغمز في نسبه فجاء رمضان فقالوا من يؤمنا فذكروا المهاجر بن أبي المهاجر فقيل ذاك مولى ولسنا نريد أن يؤمنا مولى فبلغت سليمان بن عبدالملك فلما استخلف بعث إلى المهاجر فقال إذا كان أول ليلة من رمضان قف خلف الإمام فإذا تقدم ابن عامر فخذ بثيابه واجذبه وقل تأخر فلن يتقدمنا دعي وصل أنت يا مهاجر ففعل قال أحمد بن عبدالله العجلي ابن عامر شامي ثقة وروى محمد بن شعيب بن شابور عن يحيى بن الحارث عن عبدالله بن عامر أنه قرأ على أبي الدرداء هذا خبر غريب وعليه أعتمد الداني وغيره في أن ابن عامر قرأ على أبي الدرداء والذي عند هشام وابن ذكوان والكبار أن ابن عامر إنما قرأ على المغيرة المخزومي عن عثمان وهذا هو الحق قال هارون بن موسى الأخفش حدثنا عبدالله بن ذكوان قال قرأت على أيوب بن تميم وقال لي إنه قرأ على يحيى الذماري وقرأ يحيى على ابن عامر وقرأ ابن عامر على رجل قال هارون لم يسمه لنا ابن ذكوان وسماه لنا هشام بن عمار فقال إن الذي لم يسمه لكم ابن ذكوان والمغيرة بن أبي شهاب المخزومي وقد قرأ المغيرة على عثمان رضي الله عنه وقال علي بن موسى حدثنا إسحاق بن أبي إسرائيل حدثنا الوليد بن مسلم عن يحيى بن الحارث أنه قرأ على ابن عامر وأنه قرأ على المغيرة بن أبي شهاب وأن المغيرة قرأ على عثمان قد ذكرنا رواية هشام عن الوليد وفيها إسقاط المغيرة وأن هشاما ضعف ذلك ووهاه قال خليفة ومحمد بن سعد وابن جرير توفي ابن عامر سنة ثماني عشرة ومئة 0
34- عبد الله بن كثير ابن المطلب الإمام أبو معبد مولى عمرو بن علقمة الكناني الداري المكي إمام المكيين في القراءة أصله فارسي وكان داريا بمكة وهو العطار مأخوذ من قوله عطر دارين ودارين موضع بنواحي الهند وقيل في نسبته الداري إنه قرشي من بني عبدالدار قاله البخاري وقال أبو بكر بن أبي داود الدار بطن من لخم وهو رهط تميم الداري وعن الأصمعي قال الداري الذي لا يبرح في داره ولا يطلب معاشا وعنه قال كان عبدالله بن كثير عطارا قلت هذا هو الحق فلا يبطله اشتراك الأنساب وابن كثير من أبناء فارس الذين بعثهم كسرى إلى صنعاء فطردوا عنها الحبشة قلت قرأ على عبدالله بن السائب المخزومي وعلى مجاهد ودرباس مولى ابن عباس وحدث عن عبدالله بن الزبير وعبدالرحمن بن مطعم وعمر بن عبدالعزيز وتصدر للإقراء وصار إمام أهل مكة في ضبط القرآن قرأ عليه أبو عمرو بن العلاء وشبل بن عباد ومعروف بن مشكان وإسماعيل بن عبدالله بن قسطنطين وطائفة وحدث عنه أيوب السختياني وابن جريج وجرير بن حازم والحسين ابن واقد وعبدالله بن أبي نجيح وحماد بن سلمة وقرة بن خالد والحارث بن قدامة وخلق سواهم وقال سفيان بن عيينة رأيته يخضب بالصفرة ويقص للجماعة وقال ابن معين ثقة قلت بعض القراء يغلط ويورد هذه الأبيات لعبدالله بن كثير بني كثير كثير الذنوب ففي الحل والبل من كان سبه وإنما هي لمحمد بن كثير أحد شيوخ الحديث بعد المئتين والله أعلم وبلغنا أن عبدالله بن كثير كان فصيحا بليغا مفوها أبيض اللحية طويلا جسيما أسمر أشهل العينين يخضب بالحناء عليه سكينة ووقار وقال ابن عيينة حضرت جنازته سنة عشرين ومئة وقال غيره عاش خمسا وسبعين سنة قلت فيكون مولده ظنا في سنة خمس وأربعين ومات شيخه عبدالله بن السائب رضي الله عنه بعيد السبعين وقد قرأ على أبي بن كعب وقرأ مجاهد على ابن عباس وحديث ابن كثير مخرج في الكتب الستة 0
35- عاصم بن ابي النجود الأسدي مولاهم الكوفي القارىء الإمام أبو بكر أحد السبعة واسم أبيه بهدلة على الصحيح قرأ القرآن على أبي عبدالرحمن السلمي وزر بن حبيش الأسدي وحدث عنهما وعن أبي وائل ومصعب بن سعد بن أبي وقاص وجماعة وقيل إنه روى عن الحارث بن حسان البكري ورفاعة بن يثربي التميمي أو التيمي رضي الله عنهما وهو معدود في التابعين روى عنه عطاء بن أبي رباح وأبو صالح السمان وهما من شيوخه ومن كبار التابعين وقرأ عليه خلق كثير فإنه تصدى لإقراء كتاب الله تعالى منهم الأعمش والمفضل بن محمد الضبي وحماد بن شعيب وأبو بكر بن عياش وحفص بن سليمان ونعيم بن ميسرة وروى عنه أبو عمرو بن العلاء وحمزة بن حبيب والحمادان والخليل بن أحمد أحرفا من القراءة وسليمان التيمي وسفيان الثوري وشعبة وأبان وشيبان وأبو عوانه وسفيان بن عيينة وخلق وإليه انتهت الإمامة في القراءة بالكوفة بعد شيخه أبي عبدالرحمن السلمي قال أبو بكر بن عياش لما هلك أبو عبدالرحمن جلس عاصم يقرأ الناس وكان عاصم أحسن الناس صوتا بالقرآن وقال أبو خيثمة وغيره اسم أبي النجود بهدلة وقال الفلاس بهدلة أمه وقال أبو عبيد كان من قراء الكوفة يحيى بن وثاب وعاصم بن أبي النجود والأعمش وهم من بني أسد موالي ابن الأصبهاني ومحمد بن إسماعيل قالا حدثنا أبو بكر بن عياش عن عاصم عن الحارث بن حسان قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر وبلال قائم متقلد سيفا قال أبو بكر بن عياش سمعت أبا إسحاق السبيعي يقول ما رأيت أحدا أقرأ من عاصم بن أبي النجود وقال يحيى بن آدم حدثنا حسن بن صالح قال ما رأيت أحدا قط كان أفصح من عاصم بن أبي النجود إذا تكلم كاد يدخله خيلاء وقال عفان حدثنا حماد بن سلمة أخبرنا عاصم بن أبي النجود قال ما قدمت على أبي وائل من سفر إلا قبل كفي وقال عبدالله بن أحمد بن حنبل سألت أبي عن عاصم بن بهدلة فقال رجل صالح خير ثقة فسألته أي القراءة أحب إليك قال قراءة أهل المدينة فإن لم يكن فقراءة عاصم أبو كريب حدثنا أبو بكر قال لي عاصم مرضت سنتين فلما قمت قرأت القرآن فما أخطأت حرفا منجاب بن الحارث حدثنا شريك قال كان عاصم صاحب همز ومد وقراءة سديدة أبو بكر بن عياش عن أبي إسحاق عن شمر بن عطية قال فينا رجلان أحدهما أقرأ الناس لقراءة زيد عاصم والآخر أقرأ الناس لقراءة عبدالله الأعمش وقال أحمد بن عبدالله العجلي عاصم بن بهدلة صاحب سنة وقراءة كان رأسا في القرآن قدم البصرة فأقرأهم قرأ عليه سلام أبو المنذر وكان عثمانيا قرأ عليه الأعمش في حداثته ثم قرأ على يحيى بن وثاب وقال أبو بكر بن عياش كان عاصم نحويا فصيحا إذا تكلم مشهور الكلام وكان الأعمش وعاصم وأبو حصين كلهم لا يبصرون جاء رجل يوما يقود عاصما فوقع وقعة شديدة فما كهره ولا قال له شيئا وقال حماد بن زيد عن عاصم قال كنا نأتي أبا عبد الرحمن ونحن غلمة أيفاع وقال أبو بكر بن عياش قال عاصم من لم يحسن من العربية إلا وجها واحدا لم يحسن شيئا وقال لي عاصم ما أقرأني أحد حرفا إلا أبو عبد الرحمن وكان أبو عبد الرحمن قد قرأ على علي رضي الله عنه فكنت أرجع من عنده فأعرض على زر وكان زر قد قرأ على عبدالله رضي الله عنه فقلت لعاصم لقد استوثقت رواها يحيى بن آدم عنه وروى جماعة عن عمرو بن الصباح عن حفص الغاضري عن عاصم عن أبي عبد الرحمن عن علي رضي الله عنه بالقراءة وذكر عاصم أنه لم يخالف أبا عبد الرحمن في شيء من قراءته وأن أبا عبد الرحمن لم يخالف عليا في شيء من قراءته وروى أحمد بن يونس عن أبي بكر بن عياش قال كل قراءة عاصم قراءة أبي عبد الرحمن إلا حرفا وروى أبو بكر عن عاصم كان أبو عمرو الشيباني يقريء الناس في المسجد الأعظم فقرأت عليه ثم سألته عن آية فاتهمني بهوى فكنت إذا دخلت المسجد يشير إلي ويحذر أصحابه مني رواها يحيى بن أدم عنه وروي عن حفص بن سليمان قال قال لي عاصم ما كان من القراءة التي أقرأتك بها فهي القراءة التي قرأت بها على أبي عبد الرحمن السلمي عن علي رضي الله عنه وما كان من القراءة التي أقرأت بها أبا بكر بن عياش فهي القراءة التي كنت أعرضها على زر بن حبيش عن ابن مسعود رضي الله عنه وقال سلمة بن عاصم كان عاصم بن أبي النجود ذا نسك وأدب وفصاحة وصوت حسن وقال يزداد بن أبي حماد حدثنا يحيى بن آدم حدثنا أبو بكر قال لم يكن عاصم يعد ألم آية ولا حم آية ولا كهيعص آية ولا طه ولا نحوها وقال زياد بن أيوب حدثنا أبو بكر قال كان عاصم إذا صلى ينتصب كأنه عود وكان عاصم يوم الجمعة في المسجد إلى العصر وكان عابدا خيرا أبدا يصلي ربما أتى حاجة فإذا رأى مسجدا قال مل بنا فإن حاجتنا لا تفوت ثم يدخل فيصلي حسين الجعفي عن صالح بن موسى قال سمعت أبي يسأل عاصم بن أبي النجود قال يا أبا بكر على ما تضعون هذا من علي رضي الله عنه خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر رضي الله عنهما وعلمت مكان الثالث فقال عاصم ما نضعه إلا أنه عنى عثمان رضي الله عنه هو كان أفضل من أن يزكي نفسه رضي الله عنه وقال أبو بكر بن عياش دخلت على عاصم وهو في الموت فقرأ ردوا إلى الله مولاهم الحق بكسر الراء وهي لغة هذيل وقال أبو هاشم الرفاعي حدثنا يحيى حدثنا أبو بكر قال دخلت على عاصم فأغمي عليه فأفاق ثم قرأ ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق ألا له الحكم وهو أسرع الحاسبين فهمز فعلمت أن القراءة منه سجية وثقه أبوزرعة وجماعة وقال أبو حاتم محله الصدق وقال الدارقطني في حفظه شيء توفي عاصم في آخر سنة سبع وعشرين ومئة وقال إسماعيل بن مجالد سنة ثمان وعشرين رواه البخاري عن أحمد بن سليمان عنه فلعله في أولها مات وحديثه مخرج في الكتب الستة وليس حديثه بالكبير رحمه الله تعالى وأعلى ما يقع لنا القرآن العظيم من جهته فإنني قرأت القرآن كله على أبي القاسم سحنون المالكي عن أبي القاسم الصفراوي عن أبي القاسم بن عطية عن ابن الفحام عن ابن نفيس عن السامري عن الأشناني عن عبيد بن الصباح عن حفص عن عاصم عن أبي عبد الرحمن عن علي رضي الله عنه وعن زر عن عبدالله عن النبي صلى الله عليه وسلم عن جبريل عليه السلام عن الله عز وجل فنسأل الله أن يجعله شاهدا لنا وشافعا.
36- سليمان بن مهران الأعمش الإمام العلم أبو محمد الأسدي الكاهلي مولاهم الكوفي أصله من أعمال الري رأى أنسا رضي الله عنه يصلي وروى عن عبدالله بن أبي أوفى وأبي وائل وزيد بن وهب وإبراهيم النخعي وسعيد بن جبير ومجاهد وأبي عمرو الشيباني وخلق وقرأ القرآن على يحيى بن وثاب وورد أيضا أنه قرأ على زيد بن وهب وزر بن حبيش وعرض القرآن على أبي العالية الرياحي ومجاهد وعاصم بن بهدلة وأقرأ الناس ونشر العلم دهرا طويلا ويقال ختم عليه القرآن ثلاثة أنفس قرأ عليه حمزة الزيات وغيره وروى عنه الحكم بن عتيبة مع تقدمه وشعبة والسفيانان وزائدة وجرير بن عبد الحميد وأبو معاوية ووكيع وأبو أسامة وعبيد الله بن موسى وأبو نعيم وخلق لا يحصون وكان مولده سنة إحدى وستين قال ابن عيينة كان الأعمش أقرأهم لكتاب الله وأحفظهم للحديث وأعلمهم بالفرائض وقال أبو حفص الفلاس كان الأعمش يسمى المصحف من صدقه وقال يحيى القطان هو علامة الإسلام وقال وكيع بقي الأعمش قريبا من سبعين سنة لم تفته التكبيرة الأولى وقال الخريبي ما خلف الأعمش أعبد منه وكان صاحب سنة وللأعمش ملح ونوادر وإساءة أخلاق على المحدثين وهم مع ذلك يحتملون أخلاقه خرج يوما إليهم فقال لولا أن في منزلي من هو أبغض إلي منكم ما خرجت إليكم وجاء أن حائكا سأله ما تقول في الصلاة خلف الحائك قال لا بأس بها على غير وضوء وقيل له ما تقول في شهادة الحائك قال تقبل مع عدلين وقال عيسى بن يونس لم نر نحن مثل الأعمش وما رأيت الأغنياء عند أحد أحقر منهم عند الأعمش مع فقره وحاجته وقال علي بن عثام عن أبيه قال قيل للأعمش ألا تموت فنحدث عنك قال كم من حب أصبهاني قد انكسر على رأسه كيزان كثيرة وقال أحمد بن عبدالله العجلي كان الأعمش ثقة ثبتا يقال إنه ظهر له أربع آلاف حديث ولم يكن له كتاب وكان يقريء الناس القرآن رأس فيه وكان فصيحا وكان أبوه من سبي الديلم وكان لا يلحن حرفا وكان فيه تشيع يسير ولم يختم عليه إلا ثلاثة طلحة بن مصرف وكان أسن منه وأبان بن تغلب وأبو عبيدة بن معن قلت قد ذكرنا أن حمزة عرض عليه القرآن توفي في ربيع الأول سنة ثمان وأربعين ومئة 0
37- حميد بن قيس الأعرج أبو صفوان المكي القاريء أخو عمر سندل قرأ القرآن على مجاهد ثلاث مرات وروى عن مجاهد وعطاء والزهري وغيرهم قال أبو عمرو الداني روى عنه القراءة عرضا أبو عمرو بن العلاء وسفيان بن عيينة وإبراهيم بن يحيى بن أبي حية وجنيد بن عمرو وعبد الوارث التنوري وسمع منه مالك والثوري قلت وحدث عنه أيضا معمر وابن عيينة وغيرهم وثقة أبو داود وهو قليل الحديث قال ابن عيينة حدثنا حميد بن قيس مولى بني فزارة وقال جنيد بن عمرو قرأت على حميد بن قيس الأعرج مولى آل الزبير وقال إسماعيل بن أبي أويس حدثنا أبي عن حميد بن قيس المكي مولى بني أسد بن عبد العزى وقال عبدالله بن مسلم بن قتيبة حميد بن قيس مولى آل الزبير وكان قاريء أهل مكة وكان كثير الحديث فارضا حاسبا قرأ على مجاهد وقال البخاري قال ابن معين هو مولى منظور بن سيار الفزاري وقال بعضهم مولاه من قبل الأم قلت هذا الجمع بين القولين إن ولاءه لبني فزارة من قبل الأم ولبني أسد من قبل الأب وقال ابن عيينة قال حميد كل شيء أقرؤه فهو قراءة مجاهد قال ابن عيينة كان حميد بن قيس أفرضهم وأحسبهم وكانوا لا يجتمعون إلا على قراءته ولم يكن بمكة أحد أقرأ منه ومن ابن كثير قال خليفة توفي في سنة ثلاثين ومئة وقال محمد بن سعد توفي في خلافة السفاح0
38- محمد بن عبد الرحمن بن محيصن السهمي مولاهم المكي قاريء أهل مكة مع ابن كثير وحميد الأعرج ومنهم من يسميه عمر ومن القراء من سماه عبد الرحمن بن محمد بن محيصن ومنهم من سماه محمد بن عبدالله بن محيصن حكى هذين القولين ابن مجاهد وقال مصعب الزبيري هو عبد الرحمن بن محيصن بن أبي وداعة ولابن محيصن رواية شاذة في كتاب المبهج وغيره وهو في الحديث ثقة احتج به مسلم قرأ القرآن على سعيد بن جبير ومجاهد ودرباس مولى ابن عباس وحدث عن أبيه وصفية بنت شيبة ومحمد بن قيس بن مخرمة وعطاء قرأ عليه شبل بن عباد وأبو عمرو بن العلاء وعيسى بن عمر القاريء وحدث عنه ابن جريج وهشيم وابن عيينة وعبدالله بن المؤمل المخزومي قال ابن المديني قلت لسفيان هذا يعني عمر بن محيصن الذي كان قارئا ها هنا قال نعم وقال بعضهم هذا الصواب فإن محمدا أسن من عمر كذا قال هذا وقد سماه محمد بن عبد الرحمن شبل بن عباد وغير واحد وسماه أبو عبدالله الحاكم وأبو أحمد السامري عبدالله بن محيصن وسماه ابن معين وابن عدي عمر فهذه ستة أقوال في اسمه والله أعلم توفي سنة ثلاث وعشرين ومئة بمكة رحمه الله تعالى 0 |
|