أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52691 العمر : 72
| موضوع: الطبقة الأولى الثلاثاء 29 مارس 2011, 1:36 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم كتاب معرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصار محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الذهبي أبو عبد الله الطبقة الأولى الذين عرضوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله عنهم: 1- عثمان بن عفان: عثمان بن عفان ابن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب أمير المؤمنين أبو عمرو وأبو عبدالله القرشي الأموي ذو النورين رضي الله عنه أحد السابقين الأولين وأحد من جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ عليه المغيرة بن أبي شهاب المخزومي ويقال قرأ عليه ابن عامر وليس بشيء إنما قرأ على المغيرة عنه وحدث عنه بنوه أبان وعمرو وسعيد وحمران بن أبان وابن عباس وعبدالله بن عمر بن الخطاب وأنس بن مالك رضي الله عنهم أجمعين والسائب بن يزيد وأبو أمامة بن سهل وأبو عبد الرحمن السلمي والأحنف بن قيس وطارق بن شهاب وخلق كثير. تزوج بابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم رقية رضي الله عنها فولدت له عبد الله وبه كان يكنى ثم كني بابنه عمرو فلما توفيت رقية ليالي بدر زوجه النبي صلى الله عليه وسلم بأختها أم كلثوم رضي الله عنها وكان معتدل الطول حسن الوجه كبير اللحية أسمر بعيد ما بين المنكبين يخضب بالصفرة قال السائب رأيته فما رأيت شيخا أجمل منه قلت سقت أخباره في تاريخ الإسلام قتل شهيدا في داره مظلوما قاتل الله قاتله في ثامن عشر ذي الحجة سنة خمس وثلاثين وله اثنتان وثمانون سنة على الصحيح رضي الله عنه. 2- علي بن أبي طالب: علي بن أبي طالب ابن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب أمير المؤمنين أبو الحسن الهاشمي رضي الله عنه أحد السابقين الأولين لم يسبقه الى الإسلام إلا خديجة رضي الله عنها واختلف فيه وفي أبي بكر رضي الله عنهما أيهما أسلم أول ولكن إسلام الصديق كان أنفع للإسلام وأكمل لأن عليا رضي الله عنهما أسلم وله ثمان سنين وقيل تسع سنين وقيل ابن عشر سنين وقيل ابن اثنتي عشرة سنة وقيل ابن ثلاث عشرة وقيل ابن خمس عشرة قال ابن عيينة عن جعفر الصادق عن أبيه إن عليا قتل وهو ابن ثمان وخمسين سنة قال المؤلف هذا يطابق أنه أسلم وله ثمان سنين لأن النبي صلى الله عيله وسلم بعث فأقام بمكة عشرا وبالمدينة عشرا وعلى قول من يقول أقام بمكة ثلاث عشر سنة كما قال الشاعر ثوى في قريش بضع عشرة حجة فيكون علي أسلم وله خمس سنين أو نحوها وروى عبد الله بن محمد بن عقيل عن أبن الحنفية قال قتل أبي وله ثلاث وستون سنة وكذا قال أبو إسحاق السبيعي وأبو بكر بن عياش وجماعة ورواه فرات بن السائب عن ميمون بن مهران عن أبن عمر وهو رواية أخرى عن أبي جعفر الباقر وقال الهيثم بن عدي وأبو بكر بن البرقي عاش سبعا وخمسين سنة ومناقب علي رضي الله عنه يضيق المكان عنها وقد أفردت سيرته في كتاب سميته فتح المطالب في أخبار علي بن أبي طالب أجمع المسلمون على أنه قتل شهيدا يوم قتل وما على وجه الأرض بدري أفضل منه ضربه ابن ملجم المرادي صبيحة سابع عشرة من رمضان سنة أربعين من الهجرة بالكوفة وكان قد جمع القرآن بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وقال الشعبي لم يجمع القرآن أحد من الخلفاء الأربعة إلا عثمان وقال أبو بكر بن عياش عن عاصم قال ما أقرأني أحد حرفا إلا أبو عبد الرحمن السلمي وكان قد قرأ على علي رضي الله عنه فكنت أرجع من عنده فأعرض على زر وكان زر قد قرأ على ابن مسعود فقلت لعاصم لقد استوثقت قلت هذا يرد على الشعبي قوله وقال علي بن رباح جمع القرآن في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة علي وعثمان وأبي بن كعب وعبدالله بن مسعود وقال حماد بن زيد أخبرنا أيوب عن ابن سيرين قال مات أبو بكر رضي الله عنه ولم يختم القرآن وقال ابن علية عن منصور بن عبد الرحمن عن الشعبي قبض أبو بكر وعمر وعلي رضي الله عنهم ولم يجمعوا القرآن وقال يحيى بن آدم قلت لأبي بكر بن عياش تقولون إن عليا رضي الله عنه لم يقرأ القرآن قال أبطل من قال هذا وروى عاصم بن أبي النجود عن أبي عبد الرحمن السلمي قال ما رأيت أحدا كان أقرأ من علي وقال ابن سيرين يزعمون أن عليا كتب القرآن على تنزيله فلو أصبت ذلك الكتاب لكان فيه علم. 3- أبي بن كعب: أبي بن كعب ابن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار أبو المنذر الأنصاري رضي الله عنه أقرأ الأمة عرض القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم أخذ عنه القراءة ابن عباس وأبو هريرة وعبد الله بن السائب وعبدالله بن عياش بن أبي ربيعة وأبو عبد الرحمن السلمي وحدث عنه سويد بن غفلة وعبد الرحمن بن أبزى وأبو المهلب وآخرون شهد بدرا والمشاهد كلها ومناقبه كثيرة وكان ربعة من الرجال شيخا أبيض الرأس واللحية روى سلام عن زيد العمي عن أبي الصديق الناجي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أرحم هذه الأمة بها أبو بكر وذكر الحديث وفيه وأقرؤهم لكتاب الله أبي بن كعب سلام ضعيف وزيد حسن الحديث وقال حماد بن سلمة عن عاصم الأحول عن أبي قلابة إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أقرؤهم أبي بن كعب هذا مرسل جيد وقال ابن أبي مليكة سمعت ابن عباس يقول قال عمر رضي الله عنه أقضانا علي وأقرؤنا أبي وقال قتادة عن أنس رضي الله عنه إن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي إني أمرت أن أقرأ عليك وفي لفظ أن أقرئك القرآن قال الله سماني لك قال نعم فبكى أبي وقال أيوب سمعت أبا قلابة عن أبي المهلب قال كان أبي يختم القرآن في ثمان إسناده صحيح وقال له النبي صلى الله عليه وسلم ليهنك العلم أبا المنذر وقال عمر رضي الله عنه يوم موت أبي اليوم مات سيد المسلمين توفي بالمدينة قال ابن معين سنة عشرين أو تسع عشرة وقال الواقدي ومحمد بن عبدالله بن نمير ومحمد بن يحيى والترمذي سنة اثنتين وعشرين قلت أبي بن كعب أقرأ من أبي بكر ومن عمر وبعد هذا فما استخلف النبي صلى الله عليه وسلم أبيا بل استخلف أبا بكر على الصلاة وقد قال صلى الله عليه وسلم يؤم القوم اقرؤهم لكتاب الله الحديث وهذا مشكل قال أبو وائل عن مسروق عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول استقرؤوا القرآن من أربعة عبدالله بن مسعود وسالم مولى أبي حذيفة ومعاذ بن جبل وأبي بن كعب رضي الله عنهم. 4- عبدالله بن مسعود: عبدالله بن مسعود ابن غافل بن حبيب بن شمخ بن قار بن مخزوم بن صاهلة بن كاهل بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار أبو عبد الرحمن الهذلي المكي حليف بني زهرة رضي الله عنه كان من السابقين الأولين ومن مهاجرة الحبشة شهد بدرا واحتز رأس أبي جهل فأتى به النبي صلى الله عليه وسلم كان أحد من جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقرأه وكان يقول حفظت من في رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعين سورة قرأ عليه علقمة ومسروق والأسود وزر بن حبيش وأبو عبد الرحمن السلمي وطائفة وتفقه به خلق كثير وكانوا لا يفضلون عليه أحدا في العلم وأمه أم عبد هذلية أيضا من المهاجرات الأول وكان ابن أم عبد يخدم النبي صلى الله عليه وسلم ويلزمه ويحمل نعل النبي صلى الله عليه وسلم إذا خلعها وكان آدم خفيف اللحم لطيف القد أحمش الساقين حسن البزة طيب الرائحة موصوفا بالذكاء والفطنة أسلم قبل عمر رضي الله عنه وقد قال له النبي صلى الله عليه وسلم إنك لغليم معلم وقال حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس رضي الله عنه إن النبي صلى الله عليه وسلم آخى بين الزبير وابن مسعود وقال أبو موسى ما كنت أحسب ابن مسعود وأمه إلا من أهل البيت لكثرة دخولهم وخروجهم وقال تمسكوا بعهد ابن أم عبد وقال حذيفة ما أعلم أحدا أقرب سمتا ولا هديا ودلا برسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يواريه بيته من ابن أم عبد وقال أبو وائل عن عبد الله قال لقد علم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أني أقرؤهم لكتاب الله وقال أبو مسعود والله لا أعلم أحدا تركه رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلم بكتاب الله تعالى من هذا وأشار الى ابن مسعود رواه مسلم وقال زيد بن وهب جاء ابن مسعود الى مجلس عمر رضي الله عنهما فجعل يكلم عمر ويضاحكه فكاد الجلوس يوازونه من قصره فلما ولى قال عمر كنيف مليء علما وقال أبو موسى مجلس كنت أجالسه ابن مسعود أوثق في نفسي من عمل سنة وقال الأعمش عن عمارة بن عمير عن حريث بن ظهير قال جاء نعي عبد الله إلى أبي الدرداء فقال ما ترك بعده مثله اتفق أن عبدالله وفد من الكوفة فمات بالمدينة في آخر سنة اثنتين وثلاثين رضي الله عنه. 5- زيد بن ثابت: زيد بن ثابت بن الضحاك ابن زيد بن لوذان بن عمرو بن عبد عوف ابن غنم بن مالك بن النجار أبو سعيد وأبو خارجة الأنصاري الخزرجي النجاري المقريء الفرضي كاتب النبي صلى الله عليه وسلم وأمينه على الوحي رضي الله عنه كان أسن من أنس بسنة وكان شابا ذكيا ثقفا جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وجمعه في صحف لأبي بكر الصديق رضي الله عنه ثم تولى كتابة مصحف عثمان رضي الله عنه الذي بعث به عثمان نسخا إلى الأمصار قرأ عليه أبو هريرة وابن عباس في قول وروى عنه ابنه خارجة وابن عمر وأنس وعبيد بن السباق وعطاء بن يسار وحجر المدري وعروة وطاووس وآخرون وشهد الخندق وبيعة الرضوان وكان عمر رضي الله عنه يستخلفه على المدينة إذا حج قال أنس جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد وأبي ومعاذ وأبو زيد الأنصاريون قال محمد بن سعد حدثنا محمد بن عمر حدثني الضحاك بن عثمان عن الزهري قال قال ثعلبة بن أبي مالك سمعت عثمان يقول من يعذرني من ابن مسعود غضب إذ لم أوله نسخ القرآن فهلا غضب على أبي بكر وعمر وهما عزلاه عن ذلك ووليا زيدا فاتبعت أمرهما وقال وكيع عن سفيان عن خالد الحذاء عن أبي قلابة عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أفرض أمتي زيد بن ثابت وقال الشعبي غلب زيد الناس على القرآن والفرائض داود بن أبي هند عن الشعبي قال لم يجمع القرآن في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم غير ستة كلهم من الأنصار زيد بن ثابت وأبو زيد ومعاذ بن جبل وأبي بن كعب وأبو الدرداء ونسي السادس رواه إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي فسمى السادس سعد بن عبيد وزاد آخر وهو مجمع بن جارية فقال قرأ أيضا القرآن إلا سورة أو سورتين أو ثلاثا قال حفص عن عاصم عن أبي عبد الرحمن قال لم أخالف عليا في شيء من قراءته إلا في التابوت كان زيد يقرؤها بالهاء وعلي بالتاء قلت له مناقب جمة وتوفي سنة خمس وأربعين على الأصح. 6- أبو موسى الأشعري: عبد الله بن قيس بن سليم بن حضار الأشعري اليماني رضي الله عنه هاجر الى النبي صلى الله عليه وسلم فقدم عليه عند فتح خيبر وحفظ القرآن والعلم ولئن قصرت مدة صحبته فلقد كان من نجباء الصحابة وكان من أطيب الناس صوتا سمع النبي صلى الله عليه وسلم قراءته فقال لقد أوتي هذا مزمارا من مزامير آل داود وقد استغفر له النبي صلى الله علي وسلم واستعمله على زبيد وعدن ثم ولي إمرة الكوفة والبصرة لعمر رضي الله عنه وحكمه علي رضي الله عنه على نفسه في شأن الخلافة لجلالته وفضله فمكر به عمرو وخدعه قرأ عليه أبو رجاء العطاردي وحطان الرقاشي روى عنه بنوه أبو بكر وأبو بردة وموسى وإبراهيم وربعي بن جراش وزهدم الجرمي وسعيد بن المسيب وخلق سواهم وافتتح أصهبان زمن عمر ومحاسنه كثيرة توفي في ذي الحجة سنة أربع وأربعين على الصحيح رضي الله عنه. 7- أبو الدرداء عويمر بن زيد: ويُقال ابن عبدالله ويُقال ابن ثعلبة الأنصاري الخزرجي رضي الله عنه حكيم هذه الأمة قرأ القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وقد تأخر إسلامه عن بدر وأبلى يوم أحد بلاء حسنا وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين سلمان وكان عند مقدمه المدينة آخى بين المهاجرين والأنصار وهذان أسلما بعد ذلك بمدة فآخى بينهما وقد ولي أبو الدرداء قضاء دمشق وكان من العلماء الحلماء الألباء يقال إن عبدالله بن عامر قرأ عليه وروى عنه أنس وأبو أمامة وزوجته أم الدرداء وابنه بلال وعلقمة وجبير بن نفير وسعيد بن المسيب وما أحسبه لقيه وأبو إدريس الخولاني وخالد بن معدان وغيرهم توفي سنة اثنتين وثلاثين وما خلف بالشام كلها بعده مثله رضي الله عنه قال سويد بن عبدالعزيز كان أبو الدرداء إذا صلى الغداة في جامع دمشق اجتمع الناس للقراءة عليه فكان يجعلهم عشرة عشرة وعلى كل عشرة عريفا ويقف هو في المحراب يرمقهم ببصره فإذا غلط أحدهم رجع إلى عريفه فإذا غلط عريفهم رجع إلى أبي الدرداء يسأله عن ذلك وكان ابن عامر عريفا على عشرة كذا قال سويد فلما مات أبو الدرداء خلفه ابن عامر وعن مسلم ابن مشكم قال قال لي أبو الدرداء اعدد من يقرأ عندي القرآن فعددتهم ألفا وست مئة ونيفا وكان لكل عشرة منهم مقرىء وكان أبو الدرداء يكون عليهم قائما وإذا أحكم الرجل منهم تحول إلى أبي الدرداء رضي الله عنه. فهؤلاء الذين بلغنا أنهم حفظوا القرآن في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وأخِذَ عنهم عرضاً وعليهم دارت أسانيد قراءة الأئمة العشرة وقد جمع القرآن غيرهم من الصحابة كمعاذ بن جبل وأبي زيد وسالم مولى أبي حذيفة وعبدالله بن عمر وعتبة بن عامر ولكن لم تتصل بنا قراءتهم فلهذا اقتصرت على هؤلاء السبعة رضي الله عنهم واختصرت أخبارهم فلو سقتها كلها لبلغت خمسين كراساً.
|
|