قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.
يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب):"لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين)فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُمِصْرَعلى سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض،والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
المهندس حسن فتحيفيلسوف العمارة ومهندس الفقراء:هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية،وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول،اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن،ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كوروناغير المتوقعة للبشريةأنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباءفيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض..فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي"رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي(رحمه الله)قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني،وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.
موضوع: الباب السادس والأربعون في الخلق وصفاتهم وأحوالهم الإثنين 17 ديسمبر 2018, 12:24 am
الباب السادس والأربعون في الخلق وصفاتهم وأحوالهم وذكر الحسن والقبيح والقصر والألوان والثياب وما أشبه ذلك
وفيه فصول الفصل الأول في الحُسن ومحاسن الأخلاق
وإلى سيدنا محمد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ينتهي الحُسْنُ والجمال. كان سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- ربعة من القوم لا بائناً من طول ولا تقتحمه عين من قصر أبيض اللون مشرباً بحمرة أدعج العينين مفلج الثنايا دقيق المسربة أزهر الجبين واضح الخد أقنى الأنف كأن عنقه إبريق فضة ظاهر الوضاءة يتلألأ وجهه تلألؤ القمر شثن الكفين مسبح القدمين واسع الصدر من لبته إلى سرته شعر يجري كالقضيب ليس في بطنه ولا صدره شعر غير أشعر الذراعين والمنكبين لم يبلغ شيبه في رأسه ولحيته عشرين شعرة ضخم الكراديس أنور المتجرد إذا مشى كأنما ينحط من صبب وإذا التفت التفت جميعا بين كتفيه خاتم النبوة كأنه زر حجلة أو بيض حمامة لونه كلون جسده أبلج حسن الخلق وسيماً قسيماً في جبينه زجج وفي عينيه دعج وفي عنقه سطع وفي لحيته كثافة إن صمت فعليه الوقار وإن تكلم سما وعلاه البهاء أجمل الناس وأبهاهم من بعيد وأحسنهم وأكملهم من قريب كأنما منطقه خرزات نظم يتحدرن.
قال أنس رضي الله عنه: ما رأيت من ذي لمة سوداء في حلة حمراء أحسن من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
ومدحه حسَّان بن ثابت رضي الله عنه فقال: ( وأحسن منك لم ترقط عيني ... وأجمل منك لم تلد النساء ) ( خُلِقْتَ مبرأ من كل عيبٍ ... كأنك قد خلقت كما تشاء )
اللهم صلى وسلم عليه واجعله شفيعاً لِمَنْ يُصلّي عليه.
وقال ما حَسَّنَ اللهُ خَلق عبد وخُلقه إلا استحيا أن يطعم لحمه النار وقد كان المتوكل رحمه الله من أحسن الخلفاء العباسية وجهاً وأبهاهم منظراً وكان مصعب بن الزبير من أحسن الناس وجهاً.
حكي إنه كان جالساً بفناء داره يوماً بالبصرة فإذا جاءت امرأة فوقفت تنظر إليه فقال لها ما وقوفك يرحمك الله فقالت طفئ مصباحنا فجئنا نقتبس من وجهك مصباحاً.
وقيل لإعرابية ظريفة ما بال شفتيك مشققة فقالت إن التين إذا حلا تشقَّق والورد يتشقَّق إذا مسَّه الندى.
وكانت لبابة بنت عبد الله بن عباس رضي الله تعالى عنهم من أجمل الناس وجهاً وكانت عند الوليد بن عتبة بن أبي سفيان فكانت تقول ما نظرت وجهي في مرآة مع إنسان إلا رحمته من حسن وجهي إلا الوليد فكنت إذا نظرت إلى وجهي مع وجهه رحمت وجهي من حسن وجهه.
قال الشاعر: ( ولو أنها في عهد يوسف قطعت ... قلوب رجال لا أكف نساء )
وقال كثير: ( لو أن عزة حاكمت شمس الضحى ... في الحسن عند موفق لقضى لها )
ومما جاء في محاسن الخلق منظوماً على الترتيب من الفرق إلى القدم: ما قيل في الشعر كان يقال من تزوج امرأة أو اتخذ جارية فليتحسن من شعرها فإن الشعر الحسن أحد الوجهين.
قال بكر بن النطاح ( بيضاء تسحب من قيام شعرها ... وتغيب فيه وهو وجه أسحم ) ( فكأنها فيه نهار ساطع ... وكأنه ليل عليها مظلم )
وللمتنبي: ( نشرت ثلاث ذوائب من شعرها ... في ليلة فأرت ليالي أربعاً ) ( واستقبلت قمر السماء بوجهها ... فأرتني القمرين في وقت معاً )
وله أيضاً: ( لبسن الوشي لا متجملات ... ولكن كي يصن به الجمالا ) ( وضفرن الغدائر لا لحسن ... ولكن خفن في الشعر الضلالا )
وقال الصفدي: ( لولا شفاعة شعره في صبه ... ما كان زار ولا أزال سقاما ) ( لكن تنازل في الشفاعة عنده ... فغدا على أقدامه يترامى )
وقال ابن الصائغ: ( ثنى غصنا ومد عليه فرعا ... كحظ حين أطلب منه وصلا ) ( وبليله على الأرداف منه ... فلم أر مثل ذاك الفرع أصلا )
وقال آخر: ( أرخى ثلاثا يوم حمامه ... ذوائبا تعبق منها الغوال ) ( فقلت والقصد ذؤاباته ... واسهرى في ذي الليالي الطوال )
وقال آخر: ( بدت ثريا قرطها وشعرها ... متصل بكعبها كما ترى ) ( يا عجبا لشعرها لما ابتدى ... من الثريا فانتهى إلى الثرى )
وقال ابن المعتز: ( توارت عن الواشي بليل ذوائب ... لها من محيا واضح تحته فجر ) ( يغطى عليها شعرها بظلامه ... وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر )
عدل سابقا من قبل أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn في الخميس 27 ديسمبر 2018, 9:10 am عدل 1 مرات
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
موضوع: رد: الباب السادس والأربعون في الخلق وصفاتهم وأحوالهم الإثنين 17 ديسمبر 2018, 12:31 am
ومما قيل في الأصداغ: قال ابن المعتز: ( ريم يتيه بحسن صورته ... عبث النعاس بلحظ مقلته ) ( وكأن عقرب صدغه وقفت ... لما دنت من ورد وجنته )
وقال العادلي: ( وعهدي بالعقارب حين تشتو ... يخفف لدغها ويقل ضرا ) ( فما بال الشتاء أتى وهذي ... عقارب صدغها تزداد شرا )
وقال آخر: ( وما ضره نار بخديه ألهبت ... ولكن بها قلب المحب يعذب ) ( عناقيد صدغيه بخديه تلتوي ... وأمواج ردفيه بخصريه تلعب ) ( شربت الهوى صرفا زلالا وإنما ... لواحظه تسقى وقلبي يشرب )
وقال آخر: ( حل القبا ولوى صدغيه فانعقدا ... واحيرتي بين محلول ومعقود ) ( وأسكرتني ثناياه وريقته ... هل هذه الخمر من تلك العناقيد )
ومما قيل في مدح العذار قال أبو فراس بن حمدان: ( يا من يلوم على هواه جهالة ... انظر إلى تلك السوالف تعذر ) ( حسنت وطاب نسيمها فكأنها ... مسك تساقط فوق خد أحمر )
وقال محمد بن وهب: ( صدودك والهوى هتكا استتاري ... وساعدني البكاء على اشتهاري ) ( وكم أبصرت من حسن ولكن ... عليك لشقوتي وقع اختباري ) ( ولم أخلع عذارا فيك إلا ... لما عاينت من خلع العذار )
وقال آخر: ومعذر رقت حواشي خده ... فقلوبنا وجدا عليه رقاق ) ( لم يكس عارضه السواد وإنما ... نفضت عليه سوادها الأحداق )
وقال آخر: ( أصبحت سلطان القلوب ملاحة ... وجمال وجهك للبرية عسكر ) ( طلعت طلائع وجنتيك مغيرة ... بالنصر يقدمها اللؤاء الأخضر )
وقال آخر: ( يا ذا الذي خط العذار بخده ... خطين هاجا لوعة وبلابلا ) ( ما صح عندي أن لحظك صارم ... حتى حملت بعارضيك حمائلا )
وقال آخر: ( من لا رأى كعبة الحسن التي حرست ... بالنمل حيث مقام النحل في فمه ) ( فلينظر النمل أضحى فوق عارضه ... يطوف سبعا وسبعا حول مبسمه )
وقال بدر الدين الدماميني: ( تحدث ليل عارضه بأني ... سأسلوه وينصرم المزار ) ( فأشرق صبح غرته ينادي ... حديث الليل يمحوه النهار )
وقال آخر: ( وقالوا تسلى فقد شأنه ... عذار أراحك من صده ) ( فقلت وهممتم ولكنني ... خلعت العذار على خده )
سيدي أبو الفضل بن أبي الوفاء: ( على وجنتيه جنة ذات بهجة ... ترى لعيون الناس فيها تزاحما ) ( حمى ورد خديه حماة عذاره ... فيا حسن ريحان العذار حماحمى )
وقال ابن نباتة: ( وبمهجتي رشأ يميس قوامه ... فكأنه نشوان من شفتيه ) ( شغف العذار بخده ورآه قد ... نعست لواحظه فدب عليه )
وقال الموصلي: ( لحديث نبت العارضين حلاوة ... وطلاوة هامت بها العشاق ) ( فإذا نهاني المرء قلت ترفقوا ... فاليكم هذا الحديث يساق )
وقال آخر: ( أصبحت مكسورا بسهم لحاظه ... ومقيدا من صدغه ولسانه ) ( حتى بدا سيف العذار مجردا ... فخشيت يقتلني وذا من شأنه )
وقال آخر: ( يا صاح قد حضر المدام ومنيتي ... وحظيت بعد الهجر بالايناس ) ( وكسا العذار الخد حسنا فاسقني ... واجعل حديثك كله في الكأس )
وقال ابن نباته: ( وضعت سلاح الصبر عنه فما له ... يغازل بالألحاظ من لا يغازله ) ( وسال عذار فوق خديه سائل ... على خده فليتق الله سائله )
ومما قيل في ذم العذار قال الشاعر: ( غدا لما التحى ليلا بهيما ... وكان كأنه قمر منير ) ( وقد كتب السواد بعارضيه ... لمن يقرأ وجاءكم النذير )
وقال آخر في ذمه: ( قلت لأصحابي وقد مر بي ... منتقيا بعد الضيا بالظلم ) ( بالله يا أهل ودي قفوا ... ثم انظروا كيف زوال النعم )
وقال آخر: ( ما زال ينتف ريحانا بعارضه ... حتى استطال عليه صار يحلقه ) ( كأنما طور سينا فوق عارضه ... طول الزمان فموسى لا يفارقه )
وقال آخر: ( ما زال يحلف لي بلك ألية ... أن لا يزال مدى الزمان مصاحبي ) ( لما جنى نزل العذار بخده ... فتعجبوا لسواد وجه الكاذب )
قال ابن المعتز: ( يا رب إن لم يكن في وصل طمع ... ولم يكن فرج من طول جفوته ) ( فاشفت السقام الذي في لحظه مقلته ... واستر ملاحة خديه بلحيته )
ومما قيل في الجبين والحواجب قال خالد الكاتب: ( لها من ظباء الرمل عين مريضة ... ومن ناضر الريحان خضرة حاجب ) ( ومن يانع الأغصان قد وقامة ... ومن حالك الحبر اسوداد الذوائب )
وقال آخر: ( غزاني الهوى في جيشه وجنوده ... وهب على الجيش من كل جانب ) ( بميسرة أجنادها أعين المها ... وميمنة تقضي بزج الحواجب )
وقال آخر: ( أيا قمرا تبسم عن أقاح ... ويا غصبا يميل مع الرياح ) ( جبينك والمقبل والثنايا ... صباح في صباح في صباح )
ومما قيل في العيون قال الأصمعي ما وصف أحد العيون بمثل ما وصف أحمد بن الرقاع في قوله: ( وكأنها دون النساء أعارها ... عينيه أحور من جآذر جاسم ) ( وسنان أقصده النعاس تلاعبت ... في جفنه سنة وليس بنائم )
وقال ابن المعتز: ( عليم بما تحت العيون من الهوى ... سريع بكسر اللحظ والقلب جازع ) ( فيجرح أحشائي بعين مريضة ... كما لان متن السيف والحد قاطع )
وقال الأخطل: ( ولا تلمم بدار بني كليب ... ولا تقرب لها أبدا رحالا ) ( ترى فيها بوارق مرهفات ... يكدن يكدن بالحرق الرجالا )
وقال آخر: ( ومريض جفن ليس يصرف طرفه ... نحو امرئ إلا رماه بحتفه ) ( قد قلت إذ أبصرته متمايلا ... والردف يجذب خصره من خلفه ) ( يا من يسلم خصره من ردفه ... سلم فؤاد محبه من طرفه )
وقال أبو هتان: ( أخو دنف رمته فاقصدته ... سهام من جفونك لا تطيش ) ( فواتك لا يقال سوى احورار ... بهن ولا سوى الأهداب ريش ) ( أصبن فؤاد مهجته فأضحى ... سقيما لا يموت ولا يعيش ) ( كئيبا إن ترحل عنه جيش ... من البلوى أناخ به جيوش )
وقال آخر: ( وجاؤا إليه بالتعاويذ والرقى ... فصبوا عليه الماء من شدة النكس ) ( وقالوا به من أعين الجن نظرة ... ولو أنصفوا قالوا به أعين الأنس )
وقال عز الدين الموصلي: ( لها عين لها غزو وغزل ... مكحلة ولي عين تباكت ) ( وحاكت في فعائلها المواضي ... فيا لك مقلة غزلت وحاكت )
وقال برهان الدين القيراطي: ( شبه السيف والسنان بعيني ... من لقتلي بين الأنام استحلا ) ( فأتى السيف والسنان وقالا ... حدثا دون ذاك حاشى وكلا )
وله أيضاً: ( بأبي أهيف المعاطف لدن ... حسد الأسمر المثقف قده ) ( ذو جفون مذ رمت منها كلاما ... كلمتني سيوفهن بحده )
وقال بدر الدين بن حبيب: ( عيناه قد شهدت بأني مخطئ ... وأتت بخط عذاره تذكارا ) ( يا حاكم الحب ائتد في قتلتي ... فالخط زور الشهود سكارى )
وقال جلال الدين بن خطيب داريا: ( شهدت جفون معذبي بملالة ... مني وأن وداده تكليف ) ( لكنني إلم أنأ عنه لأنه ... خبر رواه الجفن وهو ضعيف )
وقال الشيخ عز الدين الموصلي: ( يا مقلة الحب مهلا ... فقد أخذت بثارك ) ( وأنت يا وجنتيه ... لا تحرقيني بنارك )
وقال ابن الصائغ: ( لمثلي من لواحظها سهام ... لها في القلب فتك أي فتك ) ( إذا رامت تشك به فؤادا ... يموت المستهام بغير شك )
وقال الصلاح الصفدي: ( يا عاذلي على عين محجبة ... خف سحر ناظرها فالسحر فيه خفى ) ( وخذ فؤادي ودعه نصب مقلتها ... لا ترم نفسك بين السهم والهدف )
وقال آخر: ( بسهم أجفانه رماني ... فذبت من هجره وبينه ) ( إن مت ما لي سواه خصم ... لأنه قاتلي بعينه )
وقال آخر: ( سهام الجفن كم قتلت لنفس ... مبراة من السلوى زكية ) ( فما أقوى جفونك وهي مرضى ... وأقدرها على قتل البرية )
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
موضوع: رد: الباب السادس والأربعون في الخلق وصفاتهم وأحوالهم الإثنين 17 ديسمبر 2018, 12:37 am
ومما قيل في الخال للصلاح الصفدي: ( بروحي خده المحمر أضحى ... عليه شامه شرط المحبة ) ( كأن الحسن يعشقه قديما ... فنقطه بدينار وجبه )
ولابن الصائغ: ( بروحي أفدي خاله فوق خده ... ومن أنا في الدنيا فأفديه بالمال ) ( تبارك من أخلى من الشعر خده ... وأسكن كل الحسن في ذلك الخال )
للشيخ جمال الدين بن نباتة: ( لله خال على خد الحبيب له ... في العاشقين كما شاء الهوى عبث ) ( أورثته حبه القلب القتيل به ... وكان عهدي بأن الخال لا يرث )
وقال آخر: ( يا سالبا قمر السماء جماله ... ألبستني في الحزن ثوب سمائه ) ( أحرقت قلبي فارتمي بشرارة ... علقت بخدك فانطفت في مائه )
للشيخ تقي الدين بن حجة: ( قلت للخال إذ بدا ... في نقا جيده السعيد ) ( فزت يا عبد قال لي ... أنا عبد لكل جيد )
وقال ابن أيبك: ( في الجانب الأيمن من خدها ... نقطة مسك اشتهى شمها ) ( حسبته لما بدا خالها ... وجدته من حسنها عمها )
وقال الحسين بن الضحاك: ( يا صائد الطير كم ذا ... باللحظ تضني وتسبي ) ( نصبت نقطة خال ... فصدت طائر قلبي )
ومما قيل في الخدود قال ابن المعتز: ( صل بخدي خديك تلق عجيبا ... من معان يحار فيها الضمير ) ( فبخديك للربيع رياض ... وبخدي للدموع غدير )
وقال آخر: ( ورد الخدود ونرجس اللحظات ... وتصافح الشفتين في الخلوات ) ( شيء أسر به وأعلم أنه ... وحياته أحلى من اللذات )
ومما قيل في الثغور قال يوسف بن مسعود الصواف: ( بروحي من ولى فولى بمهجتي ... وولى منامي وهو كالوصل شارد ) ( حمى ثغره مني بسيف لحاظه ... وحتام يحمى ثغره وهو بارد )
وقال آخر: ( أنفقت كنز مدامعي في ثغره ... وجمعت فيه كل معنى شارد ) ( وطلبت منه جزاء ذلك قبلة ... فمضى وراح تغزلي في البارد )
وقال آخر: ( رأى ثغر من أهوى عذولي فقال لي ... ولم يدر أن اللوم في خده يغري ) ( شغلت بهذا وارتبطت بحسنه ... وأحسن ما كان الرباط على ثغر )
وقال ابن ريان: ( لاحت على مبسمه المشتهى ... ثلاث شامات غدت في التثام ) ( لا تعجبوا إن كثرت حوله ... فالمنهل العذب كثير الزحام )
ومما قيل في طيب الريق والنكهة قال ذو الرمة: ( أسيلة مجرى الدمع هيفاء طفلة ... عروب كايماض الغمام ابتسامها ) ( كأن على فيها وما ذقت طعمه ... زجاجة خمر فيها مدامها )
وقال شهاب الدين الكردي: ( ذكرت ريح حبيبي ... بشرب راح تعطر ) ( وليس ذا بعجب ... فالشيء بالشيء يذكر )
وقال غيره: ( رشفت ريقا حلوا ... ولم يكن لي صبر ) ( وسوف أحظى بوصل ... فأول الغيث قطر )
وقال الصلاح الصفدي: ( نقل الأراك بأن ريقه ثغره ... من قهوة مزجت بماء الكوثر ) ( قد صح ما نقل الأراك لأنه ... يرويه نصا عن صحاح الجوهري )
وقال آخر: ( ثلاث تجمعن في ثغرها ... ملاح أدلتها واضحة ) ( فإن قيل ما هي قل لي أقل ... هي الطعم واللون والرائحة )
وقال آخر: ( يا رب ممتنع الوصال محجب ... بستوره كالبدر بين غيومه ) ( دارت مراشفه علي وكأسه ... فسكرت في الحالين من خرطومه )
وقال آخر: ( أريقا من رضابك أم رحيقا ... رشفت فكدت منه لن أفيقا ) ( وللصهباء أسماء ولكن ... جهلت بأن في الأسماء ريقا )
ومما قيل في حُسن الحديث قال البحتري: ( ولما التقينا والنقا موعد لنا ... تعجب رائي الدر حسنا ولاقطه ) ( فمن لؤلؤ تجلوه عند ابتسامها ... ومن لؤلؤ عند الحديث تساقطه )
وقال سلم الخاسر: ( ظللنا فبتنا عند أم محمد ... بيوم ولم نشرت شرابا ولا خمرا ) ( إذا صمتت عنا ضجرنا لصمتها ... وإن نطقت هاجت لالبابنا سكرا )
وقال ابن الرومي: ( يمسي ويصبح معرضا فكأنه ... ملك عزيز قاهر سلطانه ) ( ليست اسائته بناقصة له ... در يساقطه إلي لسانه )
وما أحسن هذه الأبيات وهي من طارف الشعر ووافره وناقده وجيد الكلام وبارع الوصف: ( وكل حديث الناس إلا حديثها ... رجيع وفيما حدثتك الطرائف ) ( جرحن باعناق الظباء واعين الجآذر ... وارتجت بهن الروادف ) ( رجحن بأرداف ثقال وأسوق ... جزال وأعضاء عليها المطارف )
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
موضوع: رد: الباب السادس والأربعون في الخلق وصفاتهم وأحوالهم الإثنين 17 ديسمبر 2018, 12:41 am
ومما قيل في رقة البشرة قال ابن المعتز: ( نضت عنها القميص لصب ماء ... فورد خدها فرط الحياء ) ( وقابلت الهواء وقد تعرت ... بمعتدل أرق من الهواء ) ( ومدت راحة كالماء منها ... إلى ماء عتيد في إناء ) ( فلما قضت وطرا وهمت ... على عجل إلى أخذ الرداء ) ( رأت شخص الرقيب على تدان ... فاسبلت الظلام على الضياء ) ( فغاب الصبح منها تحت ليل ... وظل الماء يقطر فوق ماء )
وقال آخر: ( تغير عن مودته وحالا ... وكان مواصلا فطوى الوصالا ) ( وعلمه التدلل كيف هجري ... فليت الوصل كان له دلالا ) ( ترى من فوق حقويه قضيبا ... إذ ما حركته خطاه مالا ) ( إذا كلمته أثرت فيه ... وإن حركته فالخمر سالا )
وقال بشار: ( وما ظفرت عيني غداة لقيتها ... بشيء سوى أطرافها والمحاجر ) ( كحوراء من حور الجنان غريرة ... يرى وجهه في وجهها كل ناظر )
ومنه أخذ أبو نواس قوله: ( نظرت إلى وجهه نظرة ... فأبصرت وجهي في وجهه )
وقال آخر: ( توهمه قلبي فأصبح خده ... وفيه مكان الوهم من نظري أثر ) ( ومر بفكري جسمه فجرحته ... ولم أر جسما قط تجرحه الفكر )
وقال آخر: ( سقى الله روضا قد تبدى لناظر ... به شادن كالغصن يلهو ويمرح ) ( وقد نضحت خداه من ماء ورد ... وكل إناء بالذي فيه ينضح )
وقال آخر: ( وأهيف خده كسي احمرارا ... وحاز الحسن فهو بلا شبيه ) ( فلو أخجلته بالقول جهدي ... لحمرة خده ما بان فيه )
ومما قيل في التقبيل لمظفر الأعمى: ( قبلته فتلظى جمر وجنته ... وفاح من عارضيه العنبر العبق ) ( وجال بينهما ماء ولا عجب ... لا ينطفى ذا ولا ذا منه يحترق )
وقال آخر: ( سألته في ثغره قبلة ... فقال ثغري لم يجز لثمه ) ( فها كهافي الخد واقنع بها ... ما قارب الشيء له حكمه )
وقال صاحب حماة: ( قال الذي تيمني ... قولوا لمن خبلته ) ( يروم مني قبلة ... لو مات ما قبلته )
وللشيخ عز الدين الموصلي: ( كالزرد المنظوم أصداغه ... وخده كالورد لما ورد ) ( بالغت في اللثم وقبلته ... في الخد تقبيلا يفك الزرد )
وقال آخر: ( رأيت الهلال على وجهه ... فلم أدر أيهما أنور ) ( سوى أن ذاك بعيد المزار ... وهذا قريب لمن ينظر ) ( وذاك يغيب وذا حاضر ... وما من يغيب كمن يحضر ) ( ونفع الهلال قليل لنا ... ونفع الحبيب لنا أكثر )
وقال ابن صابر: ( قبلت وجنته فألفت جيده ... خجلا وماس بعطفه المياس ) ( فانهل من خديه فوق عذاره ... عرق يحاكي الطل فوق الآس ) ( فكأنني استقطرت ورد خدوده ... بتصاعد الزفرات من أنفاسي )
وقال آخر: ( قبلت رجل حبيبي ... فازور واحمر خدا ) ( وقال تلثم رجلي ... لقد تنازلت جدا ) ( فقلت ما جئت بدعا ... ولا تجاوزت حدا ) ( رجل سعت بك نحوي ... حقوقها لا تؤدي )
ومما قيل في الوجه الحسن قال ابن نباتة: ( إنسية في مثال الجن تحسبها ... شمسا بدت بين تشريق وتغميم ) ( شقت لها الشمس ثوبا من محاسنها ... فالوجه للشمس والعينان للريم )
وقال عبد الله بن أبي خبيص: ( تصد من غير علة ... بالعز أضحت مذلة ) ( كأنها حين تدنو ... شمس عليها مظلة ) ( وأن أضاءت بليل ... تفوق نور الأهلة )
وقال آخر: ( أقسم بالله وآياته ... ما نظرت عيني إلى مثله ) ( ولا بدا وجهه طالعا ... الا سألت الله من فضله )
وقال آخر: ( أقيمي مكان البدر إن أفل البدر ... وقومي مقام الشمس قد أمها الفجر ) ( ففيك من الشمس المنيرة نورها ... وليس لها منك التبسم والثغر )
وقال عمر بن أبي ربيعة: ( ذات حسن إن تغب شمس الضحى ... فلنا من وجهها عنها خلف ) ( أجمع الناس على تفضيلها ... وهواهم في سوى هذا اختلف )
أخذ أبو تمام هذا المعنى فرده إلى المدح فقال: ( لو أن إجماعنا في فضل سؤدده ... في الدين لم يختلف في الأمة اثنان )
وقال آخر: ( يا مفردا في الحسن والشكل ... من دل عينيك على قتلي ) ( البدر من شمس الضحى نوره ... والشمس من نورك تستملي )
وقال آخر: ( ففي أربع مني حلت منك أربع ... فما أنا أدري أيها هاج لي كربي ) ( أوجهك في عيني أم الريق في فمي ... أم النطق في سمعي أم الحب في قلبي ) فلما سمعه اسحق بن يعقوب الكندي قال هذا تقسيم فلسفي وجعله العلوي خمسة فقال ( وفي خمسة مني حلت منك خمسة ... فريقك منها في فمي طيب الرشف ) ( ووجهك في عيني ولمسك في يدي ... ونطقك في سمعي وعرفك في أنفي )
وقال ابن نباتة: ( أيها العاذل الغبي تأمل ... من غدا في صفاته القلب ذائب ) ( وتعجب لطرة وجبين ... إن في الليل والنهار عجائب )
وقال محمود المخزومي: ( رأيتك في الشمس المنيرة غدوة ... فكنت على عيني أبهى من الشمس ) ( لأنك تزهو إن بدا الليل بهجة ... وشمس الضحى ليست تضيء إذا تمنى )
وقال آخر: ( إذا احتجبت لم يكفك البدر وجهها ... وتكفيك فقد البدر إن غرب البدر ) ( وحسبك من خمر مذاقة ريقها ... ووالله ما من ريقها حسبك الخمر )
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
موضوع: رد: الباب السادس والأربعون في الخلق وصفاتهم وأحوالهم الإثنين 17 ديسمبر 2018, 12:46 am
ومما قيل في البنان المخضب قال ابن الرومي: ( وقفت وقفة بباب الطاق ... ظبية من مخدرات العراق ) ( بنت سبع وأربع وثلاث ... أسرت قلب صبها المشتاق ) ( قلت من أنت يا غزال فقالت ... أنا من لطف صنعة الخلاق ) ( لا ترم وصلنا فهذا بنان ... قد صبغناه من دم العشاق )
وقال الراضي بالله: ( قالوا الرحيل فأنشبت أظفارها ... في خدها وقد اعتلقت خطابها ) ( فظننت أن بنانها من فضة ... قطفت بنور بنفسج عنابها )
وقال آخر: ( لما اعتنقنا للوداع وأعربت ... عبراتنا عنا بدمع ناطق ) ( فرقن بين محاجر ومعاجر ... وجمعن بين بنفسج وشقائق )
وقال آخر: ( ولما تلاقينا رأيت بنانها ... مخضبة تحكى عصارة عندم ) ( فقلت خضبت الكف بعدي أهكذا ... يكون جزاء المستهام المنيم ) ( فقالت وأذكت في الحشى لاعج الجوى ... مقالة من بالود لم يتبرم ) ( بكيت دما يوم النوى فمسحته ... بكفي فاحمرت بناني من دمي )
وقال آخر: ( دنوت عشية التوديع مني ... ولي عينان بالدم تجريان ) ( فلم يمسحن إكراما جفوني ... ولكن رمن تخضيب البنان )
ومما قيل في النحور قال دعبل: ( أتاح لك الهوى بيضا حسانا ... تباهى بالعيون وبالنحور ) ( نظرت إلى النحور فكدت تقضي ... فكيف إذا نظرت إلى الحضور )
ومما قيل في نعت النهود قال العباس بن الأحنف: ( والله لو أن القلوب كقلبها ... ما رق للولد الضعيف الوالد ) ( جال الوشاح على قضيب زانه ... تفاح صدر ما حوته ناهد )
وقال آخر: ( ومحبوبة عند الوداع رأيتها ... تنشف دمعا بالرداء الممسك ) ( وتبكي حذار البين منها بدمعة ... تسيل على الخدين في حسن مسلك ) ( فتحست مجرى الدمع من وجناتها ... بقية طل فوق ورد ممعك ) ( وقد سفرت عن غرة بابلية ... وصدر به نهد بحق مفكك )
وقال عمر بن كلثوم: ( تراك إذا دخلت على خلاء ... قد امتدت عيون الكاشحينا ) ( لنهد مثل حق العاج حسنا ... حصينا من أكف اللامسينا )
وقال آخر: ( بصدرها كوكبا در كأنهما ... ركنان لم يدنسا من لمس مستلم ) ( صانتهما بستور من غلائلها ... فالناس في الحل والركنان في الحرم )
وقال آخر: ( صدور فوقهن حقاق عاج ... ودر زانه حسن اتساق ) ( يقول الناظرون إذا رأوه ... أهذا الحلي من هذي الحقاق ) ( وما تلك الحقاق سوى ثدي ... جعلن من الحقاق على وفاق ) ( نواهد لا يعد لهن عيب ... سوى منع المحب من العناق )
وقال آخر: ( لقد فتكت عيون الغيد فينا ... ببيض مرهفات وهي سود ) ( وتطعننا القدود إذا التقينا ... بسمر من اسنتها النهود )
ومما قيل في الأرداف والخصور ابن الرومي: ( وشربت كأس مدامة من كفها ... مقرونة بمدامة من ثغرها ) ( وتمايلت فضحكت من أرادفها ... عجبا ولكني بكيت لخصرها )
الطنبغا المحاربي: ( ردفه زاد في الثقالة حتى ... أقعد الخصر والقوام السويا ) ( نهض الخصر والقوام وقالا ... فضعيفان يغلبان قويا )
وقال آخر: ( يا خصره كم جفاء ... تبدي وأنت نحيل ) ( يا ردفه ملت عني ... ما أنت إلا بخيل )
القيراطي: ( بدت روادف بدري ... تحت الحنين لعيني ) ( فقلت يا بدر هذا ... حقا خيال لحيني )
وقال آخر: ( أسائلها أين الوشاح وقد سرت ... معطلة منه معطرة النشر ) ( فقالت وأومت للسوار نحلته ... إلى معصمي لما تلقلق في خصري )
وقال آخر: ( بيض وسمر مقلتاه وقده ... بدر وليل وجنتاه وشعره ) ( أقسى من الحجر الأصم فؤاده ... وأرق من شكوى المتيم خصره )
وقال آخر: ( رخيمات المقال مدللات ... جواعل في الثرى قضبا جذالا ) ( جمعن فخامة وخلوص جيد ... رقدا بعد ذلك واعتدالا )
ومما قيل في المعاصم قال عمر بن ابي ربيعة: ( حسروا الوجوه بأذرع ومعاصم ... ورنوا بنجل للقلوب كوالم ) ( حسروا الأكمة عن سواعد فضة ... فكأنما انتصبت متون صوارم )
ومما قيل في اعتدال القوام قال صلاح الدين الصفدي: ( تقول له الأغصان مذ هز عطفه ... أتزعم أن اللين عندك ما ثوى ) ( فقم نحتكم للروض عند نسيمه ... لتقضي على من مال منا إلى الهوى )
وقيل ليس لأحد من شعراء العرب في نعت محاسن النساء من الأوصاف البارعة مع جودة السبك ورقة اللفظ ما لذي الرمة حتى كأنه حضري من أهل المدن لا من أهل الوبر.
وقال القاضي مجد الدين بن مكانس ( أقول لحبي قم ومل يا معذبي ... كميلة خود غير السكر حالها ) ( ولا تلة عن شيء إذا ما حكيتها ... فقام كغصن البان لينا وما لها )
وقال آخر: ( ومحكم أعطافه ... في قتل صب ما غوى ) ( فاعجب لعادل قده ... في النفس يحكم بالهوى )
وقال آخر: ( ومهفهف عني يميل ولم يمل ... يوما إلى فصحت من ألم الجوى ) ( لم لا تميل إلي يا غصن النقا ... فأجاب كيف وأنت من أهل الهوى )
ومما قيل في الساق قال ذو الرمة: ( لم أنسه إذ قام يكشف عامدا ... عن ساقه كاللؤلؤ البراق ) ( لا تعجبوا إن قام فيه قيامتي ... إن القيامة يوم كشف الساق )
وقال آخر: ( جاءت بساق أبيض أملس ... كلؤلؤ يبدو لعشاقها )
وقال ابن منقذ: ( بدر ولكنه قريب ... ظبي ولكنه أنيس ) ( إن لم يكن قده قضيبا فما لأعطافه تميس )
ومما قيل في مشي النساء قال بعضهم: ( يهززن للمشي أطرافا مخضبة ... هز الشمال ضحى عيدان نسرين ) ( أو كاهتزاز رديني تداوله ... أيدي الرجال فزاد المتن في اللين )
وقال آخر: ( يمشين مشي قطا البطاح تأودا ... قب البطون رواجح الأكفال ) ( فكأنهن إذا أردن زيارة ... يقلعن أرجلهن من أوحال )
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
موضوع: رد: الباب السادس والأربعون في الخلق وصفاتهم وأحوالهم الإثنين 17 ديسمبر 2018, 12:51 am
ومما قيل في العناق وطيبه لابن المعتز: ( ما أقصر الليل على الرافد ... وأهون السقم على العائد ) ( كأنني عانقت ريحانة ... تنفست في ليلها البارد ) ( فلو ترانا في قميص الدجى ... حسبتنا في جسد واحد )
وقال آخر: ( وموشح نازعت فضل وشاحه ... وأعرته من ساعدي وشاحا ) ( بات الغيور يشق جلدة وجهه ... وأمال أعطافا علي ملاحا )
وقال ابن المعدل: ( أقول وجنح الدجى مسبل ... والليل في كل فج يد ) ( ونحن ضجيعان في مسجد ... فلله ما ضمنا المسجد ) ( أيا غد إن كنت لي محسنا ... فلا تدن من ليلتي يا غد ) ( ويا ليلة الوصل لا تقصري ... كما ليلة الهجر لا تنفد )
وقال آخر: ( ليل رقيق الطرتين تظلمت ... كواكبه من بدره المتألق ) ( لهونا بغزلان الصريمة تحته ... نميت الهوى ما بين صدر ومرفق )
قال ابن المعتز: ( وكم عناق لنا وكم قبل ... مختلسات حذار مرتقب ) ( نقر العصافير وهي خائفة ... من النواطير يانع الرطب )
وقال ديك الجن: ( ومعدولة مهما أمالت أزارها ... فغصن وأما قدها فقضيب ) ( لها القمر الساري شقيق وإنها ... لتطلع أحيانا له فيغيب ) ( أقول لها والليل مرخ سدوله ... وغصن الهوى غض النبات رطيب ) ( لأنت المنى يا زين كل مليحة ... وأنت الهوى أدعى له فأجيب )
وقال علي بن الجهم: ( سقى الله ليلا ضمنا بعد فرقة ... وأدنى فؤادا من فؤاد معذب ) ( فبتنا جميعا لو تراق زجاجة ... من الخمر فيما بيننا لم تسرب )
وقال آخر: ( يا ليل دم لي لا أريد براحا ... حسبي بوجه معذبي مصباحا ) ( حسبي به نورا وحسبي ريقه ... خمرا وحسبي خده تفاحا ) ( حسبي بمضحكه إذا استضحكته ... مستغنيا عن كل نجم لاحا ) ( طوقته طوق العناق بساعد ... وجعلت كفي للثام وشاحا ) ( هذا هو اليوم النعيم فخلنا ... متعانقين فلا نريد براحا )
وقال آخر: ( ولم أنس ضمي للحبيب على رضا ... ورشفي رضابا كالرحيق المسلسل ) ( ولا قوله لي عند تقبيل خده ... تنقل فلذات الهوى في التنقل )
ومما قيل في السمن قال الربيع بن سليمان سمعت الشافعي رضي الله عنه يقول ما رأيت سميناً عاقلاً إلا محمد بن الحسن.
قال الشاعر: ( لا أعشق الأبيض المنفوخ من سمن ... لكنني أعشق السمر المهازيلا ) ( إني امرؤ أركب المهر المضمر في ... يوم الرهاب وغيري يركب الفيلا )
ومما قيل في مدح الألوان والثياب مدح البياض قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- البياض نصف الحُسن وكان أبيض أزهر اللون مشرباً بحمرة.
قال الشاعر: ( بيض الوجوه كريمة أحسابهم ... شم الأنوف من الطراز الأول )
ومما قيل في مدح السواد قيل لبعضهم ما تقول في السواد؟ قال النور في السواد.
أراد بذلك نور العينين في سوادهما.
وقال بعضهم: ( قالوا تعشقتها سوداء قلت لهم ... لون العوالي ولون المسك والعود ) ( إني امرؤ ليس شأن البيض مرتفعا ... عندي ولو خلت الدنيا من السود )
وقال الحيقطان: ( لئن كنت جعد الرأس واللون فاحم ... فأني بسيط الكف والعرض أزهر ) ( وإن سواد اللون ليس بضائري ... إذا كنت يوم الروع بالسيف أخطر )
دخل إبراهيم بن المهدي على المأمون فقال إنك لنعم الخليفة الأسود فقال إبراهيم نعم فتمثل المأمون ببيت نصيب فقال: ( إن كنت عبدا فنفسي حرة كرما ... أو أسود اللون إني أبيض الخلق )
ثم قال يا عم أخرجنا الهزل إلى الجد فأنشد إبراهيم: ( ليس يزرى السواد بالرجل الشهم ... ولا بالفتى الأريب الأديب ) ( إن يكن للسواد فيك نصيب ... فبياض الأخلاق منك نصيبي )
وقال آخر: ( لام العواذل في سوداء فاحمة ... كأنها في سواد القلب تمثال ) ( وهام في الخال أقوام وما علموا ... أني أهيم بشخص كله خال )
وقيل لمدني كيف رغبتم في السواد؟ فقال لو وجدنا بيضاء لسودناها.
وقال آخر: ( يكون الخال في خد قبيح ... فيكسوه الملاحة والجمالات ) ( فكيف يلام ذو عشق على من ... يراها كلها في الخد خالا )
وقال آخر: ( فاستحسنوا الخال في خد فقلت لهم ... إني عشقت مليحا كله خال )
وقال أبو حاتم المدني ينشد: ( ومن يك معجبا ببنات كسرى ... فإني معجبا ببنات حام )
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
موضوع: رد: الباب السادس والأربعون في الخلق وصفاتهم وأحوالهم الإثنين 17 ديسمبر 2018, 12:55 am
وقد قال الشاعر: ( أحب لحبها السودان حتى ... أحب لحبها سود الكلاب )
وقال آخر: ( أشبهك المسك وأشبهته ... قائمة في لونه قاعده ) ( لا شك إذ لونكما واحد ... أنكما من طينة واحدة )
ومما قيل في الصفرة قال الشاعر: ( أصفراء كان الهجر منك مزاحا ... ليالي كان الود منك مباحا ) ( كأن نساء الحي ما دمت فيهم ... قباحا فلما غبت صرن ملاحا )
وقال آخر: ( قالوا به صفرة شانت محاسنة ... فقلت ما ذاك من عيب به نزلا ) ( عيناه مطلوبة في ثار من قتلت ... فلست تلقاه إلا خائفا وجلا )
ومما قيل في طول اللحية: قيل إن اللحية الطويلة عش البراغيث.
ونظر يزيد الشيباني إلى رجل ذي لحية عظيمة تلتف على صدره وإذا هو خاضب فقال له يا هذا إنك من لحيتك في مؤنة فقال أجل ولذلك أقول: ( لها درهم للدهن في كل جمعة ... وآخر للحناء ينتدبان ) ( ولولا نوال من يزيد بن مزيد ... لأصبح في حافاتها الحمنان )
وقال إسحاق بن خلف في قصير طويل اللحية: ( ماشيت داود فاستضحكت من عجب ... كأنه والد يمشي بمولود ) ( ما طول داود إلا طول لحيته ... يظن داود فيها غير موجود )
وقال ابن المقفع: ( تأملت أسواق العراق فلم أجد ... دكاكينهم إلا عليها المواليا ) ( جلوسا عليها ينفضون لحاءهم ... كما نفضت عجف البغال المخاليا )
ومما جاء في عظم الخلقة والطول والقصر قيل خرب القهندر فبرزت منه جماجم أموات فتصدعت جمجمة فانتثرت أسنانها فوزن السن منها فكان وزنها أربعة أرطال فأتى بها إلى ابن المبارك فجعل يقلبها ويتعجب من عظمها ثم قال: ( إذا ما تذكرت أجسامهم ... تصاغرت النفس حتى تهون )
وأراد ملك الروم أن يباهي أهل الاسلام فبعث إلى معاوية رجلين أحدهما طويل والثاني قصير شديد القوة فدعا الطويل بقيس بن سعد بن عبادة فنزع قيس سراويله ورمى بها إليه فلبسها الطويل فبلغت ثدييه فلاموا قيسا على نزع السراويل فقال: ( أردت لكيما يعلم الناس أنها ... سراويل قيس والوفود شهود ) ( وكي لا يقولوا خان قيس وهذه ... سراويل عاد أحرزتها ثمود ) ( وإلي من القوم اليمانين سيد ... وما الناس إلا سيد ومسود )
ثم دعا معاوية للرجل الشديد في قوته بمحمد بن الحنفية فخيره بين أن يقعد فيقيمه أو يقوم فيقعده فغلبه في الحالتين وانصرفا مغلوبين.
وقيل كان سلمة بن مرة الناموسي أسر امرأ القيس بن النعمان اللخمي الملك وكان الناموسي قصيرا مقتحما واللخمي طويلا جسيما فقالت بنت امرئ القيس يا هذا القصير أطلق أبي فسمعها سلمة بن مرة فقال: ( لقد زعمت بنت امرئ القيس أنني ... قصير وقد أعيا أباها قصيرها ) ( ورب طويل قد نزعت سلاحه ... وعانقته والخيل تدمى نحورها )
وقالوا عظم اللحية يدل على البله وعرضها على قلة العقل وصغرها على لطف الحركة وإذا وقع الحاجب على العين دل على الحسد والعين المتوسطة في حجمها تدل على الفطنة وحسن الخلف والمروءة والتي يطول تحديقها تدل على الحمق والتي تكسر طرفها تدل على خفة وطيش والشعر على الأذن يدل على جودة السمع والأذن الكبيرة المنتصبة تدل على حمق وهذيان.
ومما قيل في القبح والدمامة: أراد رجل أن يكتب كتابا لبعض أصحابه فلم يجد من يرسله معه إلا رجلا وحش الصورة بشع المنظر فلم يقدر على تحليته لفرط دمامته فكتب إلى صاحبه يأتيك بهذا الكتاب آية على آيات الله تعالى وقدرته فدعه يذهب إلى نار الله وسقره.
ومر أبو الأسود الدؤلي بمجلس لبني بشير فقال بعض فتيانهم كأن وجهه وجه عجوز راحت إلى أهلها بطلاقها.
وقال الجاحظ ما أخجلني قط إلا امرأة مرت بي إلى صائغ فقالت له اعمل مثل هذا فبقيت مبهوتا ثم سألت الصائغ فقال هذه المرأة أرادت أن أعمل صورة شيطان فقلت لا أدري كيف أصوره فأتت بك إلى لأصوره على صورتك.
وفي الجاحظ يقول الشاعر: ( لو يمسخ الخنزير مسخا ثانيا ... ما كان إلا دون قبح الجاحظ ) ( رجل ينوب عن الجحيم بوجهه ... وهو العمى في عين كل ملاحظ ) ( ولو أن مرآة جلت تمثاله ... ورآه كان له كأعظم واعظ )
وقال الأصمعي رأيت بدوية من أحسن الناس وجها ولها زوج قبيح فقلت يا هذه أترضين أن تكوني تحت هذا؟ فقالت يا هذا لعله أحسن فيما بينه وبين ربه فجعلني ثوابه وأسأت فيما بيني وبين ربي فجعله عذابي أفلا أرضى بما رضى الله به؟.
وحَجَّ مُخنث فرأى رجلاً قبيح الوجه يستغفر فقال يا حبيبي ما أراك أن تبخل بهاذا الوجه على جهنم.
وقال بعضهم لرجل طلع لي دمل في أقبح المواضع فقال له كذبت هذا وجهك ليس فيه شيء وخرج رجل قبيح الوجه إلى المتجر فدخل اليمن فلم ير فيها أحسن منه وجها فقال: ( لم أر وجها حسنا ... منذ دخلت اليمنا ) ( فيا شقاه بلدة ... أحسن من فيها أنا )
وخطب رجل عظيم الأنف امرأة فقال لها قد عرفت أني رجل كريم المعاشرة محتمل المكاره فقالت لا شك في احتمالك المكاره مع حملك هذا الأنف أربعين سنة.
وقال الشاعر في رجل كبير الأنف: ( لك وجه وفيه قطعة أنف ... كجدار قد أدعموه ببغله ) ( وهو كالقبر في المثال ولكن ... جعلوا نصبه على غير قبله )
وقال آخر: ( لك أنف من أنوف ... أنفت منه الأنوف ) ( أنت في القدس تصلي ... وهو في البيت يطوف )
ومما جاء في الثقلاء قال مطيع بن إياس: ( قلت لعباس أخينا ... يا ثقيل الثقلاء ) ( أنت في الصيف سموم ... وجليد في الشتاء ) ( أنت في الأرض ثقيل ... وثقيل في السماء )
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
موضوع: رد: الباب السادس والأربعون في الخلق وصفاتهم وأحوالهم الإثنين 17 ديسمبر 2018, 12:58 am
ومما جاء في الملابس وألوانها والعمائم ونحوها قال الله تعالى: ( وأما بنعمة ربك فحدث )
وقال تعالى: ( يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد )
وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده" وقال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: "تعمَّموا تزدادوا جمالاً" وقال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: "العمائم تيجان العرب".
وكان الزبير ابن العوام يقاتل يوم بدر وعليه عمامة صفراء فنزلت الملائكة وعليهم عمائم صفر قد أرخوها.
وبعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عبد الرحمن بن عوف إلى دومة الجندل فتخلّف عن الجيش وأتى إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعليه عمامة سوداء من خز فنقضها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعمَّمه بيده وأسدلها بين كتفيه قدر شبر وقال هكذا اعتم يا ابن عوف.
وبعث ملك الروم إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- جُبَّة ديباج فلبسها ثم كساها عثمان.
وكان سعيد بن المسيب يلبس الحلة بألف درهم ويدخل المسجد فقيل له في ذلك فقال إني أجالس ربي.
ومما قيل في لبس السواد قول أبي قيس: ( رأيتك في السواد فقلت بدرا ... بدا في ظلمة الليل البهيم ) ( وألقيت السواد فقلت شمس ... محت بشاعها ضوء النجوم )
وقدم تاجر إلى المدينة يحمل من خمر العراق فباع الجميع إلا السود فشكا إلى الدارمي ذلك وكان الدارمي قد نسك وتعبد فعمل بيتين وأمر من يغني بهما في المدينة وهما هذان البيتان: ( قل للمليحة في الخمار الأسود ... ماذا فعلت بزاهد متعبد ) ( قد كان شمر للصلاة إزاره ... حتى قعدت له بباب المسجد )
قال فشاع الخبر في المدينة إن الدارمي رجع عن زهده وتعشَّق صاحبة الخمار الأسود فلم يبق في المدينة مليحة إلا اشترت لها خماراً أسود فلما أنفذ التاجر ما كان معه رجع الدارمي إلى تعبُّده وعمد إلى ثياب نسكه فلبسها.
وقال آخر في لابسة الأحمر: ( وشمس من قضيب في كثيب ... تبدت في لباس جلناري ) ( سقتني ريقها صرفا وحيت ... بوجنتها فهاجت جل ناري )
وقال آخر في لابسه ثوب خمري: ( في ثوبها الخمري قد أقبلت ... بوجنة حمراء كالجمر ) ( فملت سكرا حين أبصرتها ... لا تنكروا سكري من الخمر )
وقال الصنوبري في لابسة أخضر: ( وجارية أدبتها الشطاره ... ترى الشمس من حسنها مستعاره ) ( بدت في قميص لها أخضر ... كما ستر الورق الجلناره ) ( فقلت لها ما اسم هذا اللباس ... فأبدت جوابا لطيف العبارة ) ( شققنا مرائر قوم به ... فنحن نسميه شق المرارة )
وقال حكيم لابنه إياك أن تلبس ما يديم الملك نظره إليك به واعلم أن الوشي لا يلبسه إلا الأحمق أو ملك وعليك بالبياض.
وقال بعض الأمراء لحاجبه أدخل علي عاقلاً فأتاه برجل فقال بم عرفت عفله؟ فقال رأيته يلبس الكتان في الصيف والقطن في الشتاء والملبوس في الحر والجديد في البرد.
وقيل كان لأبرويز عمامة طولها خمسون ذراعاً إذا اتسخت ألقاها في النار فيحترق الوسخ ولا تحترق وكان له رداء حسن يتلون كل ساعة وسراويل مجوهرة وتكة من أنابيب الزمرد وقيل الأقبية لباس الفرس والقراطق لباس الهند والأزر لباس العرب.
وسُئِلَ بعض العرب عن الثياب فقال الصفر أشكل والحمر أجمل والخضر أقبل والسود أهول والبيض أفضل.
وقال أفلاطون الصبغ الشقائقي والروائح الزعفرانية تسكن الغضب والصبغ الياقوتي والروائح الوردية تحرك السرور وإذا قرب اللون الأحمر إلى اللون الأصفر تحركت القوة العشقية وإذا مزجت الحمرة بالصفرة تحركت القوة الغريزية وإذا مزجت التفاحية بالحمرة تحركت الطبائع كلها.
وكان مصعب بن الزبير يقول لكل شيء راحة وراحة البيت كنسه وراحت الثوب طيه.
وقال بعض الأعراب رأيت في البصرة برودا كأنها نسجت بأنواع الربيع.
ودخل بعض العذريين على معاوية وعليه عباءة فازدراه فقال يا أمير المؤمنين إن العباءة لا تكلمك وإنما يكلمك من فيها.
ومما قيل فيمن رذل لبسه وعرف نفسه: قال الأصمعي رأيت أعرابيا فاستنشدته فأنشدني أبياتا وروى أخبارا فتعجبت من جماله وسوء حاله فسكت سكتة ثم قال ( أأخي إن الحادثات ... عركنتي عرك الأديم ) ( لا تنكرن أن قد رأيت ... أخاك في طمري عديم ) ( إن كان أثوابي رثاث ... فإنهن على كريم )
قال بعضهم وقيل للشافعي رحمه الله تعالى: ( علي ثياب لو تقاس جميعها ... بفلس لكان الفلس منهن أكثرا ) ( وفيهن نفس لو يقاس ببعضها ... نفوس الورى كانت أجل وأكبرا ) ( وما ضر نصل السيف أخلاق غمده ... إذا كان عضبا حيث وجهه برى )
ودخل بعضهم على الرشيد فازدراه فأنشده: ( ترى الرجل الخفيف فتزدريه ... وفي أثوابه أسد هصور ) ( ويعجبك الطرير فتبتليه ... فيخلف ظنك الرجل الطرير ) ( لقد عظم البعير بغير لب ... فلم يستغن بالعظم البعير ) ( يصرفه الصبي بغير وجه ... ويحبسه على الخسف الجرير ) ( وتضربه الوليدة بالهراوي ... فلا عار عليه ولان نكير ) ( فإن أك في شراركمو قليلا ... فاني في خياركمو كثير )
ويُقال كُلْ ما تشتهيه نفسك والبس ما تشتهيه الناس.
وقد نظمه مَنْ قال: ( إن العيون رمتك إذ فاجأتها ... وعليك من مهن الثياب لباس ) ( أما الطعام فكل لنفسك ما اشتهت ... واجعل لباسك ما اشتهته الناس )
وفي هذا القدر كفاية والله أعلم بالصواب وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.