أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: هل الدعاء بـ " اللهم أرنا فيهم يومًا أسوداً " من سب الدهر؟ الأحد 27 مارس 2011, 12:21 am | |
| هل الدعاء بـ " اللهم أرنا فيهم يومًا أسوداً " من سب الدهر؟
السؤال: هل الدعاء بقولهم: " اللهم أرنا فيهم يومًا أسودًا " يعتبر من سب الدهر؟ وجزاكم الله خيرًا.
الجواب:
الحمد لله
أولا: هذا الدعاء غير مأثور، ولم نقف عليه في شيء من كتب السنة.
ثانيا: لا حرج في الدعاء بهذه الكلمات، ولا يعد ذلك من سب الدهر؛ لأن المراد وصف اليوم بالشدة والكرب، فهو كقول لوط عليه السلام: ( هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ ) هود/77، وكقوله تعالى: ( إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ ) القمر/19، وقوله: ( فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ) فصلت/16، ونحو هذا مما فيه وصف أو إخبار عن الشدة والقسوة، ولا يراد به سب اليوم أو ذمه، ففرق بين الإخبار المجرد، وبين إراد الذم والسب والتنقص.
ثم إن وصف اليوم بأنه أسود، لا يراد به العموم؛ بل المراد به أنه أسود عليهم، أو أسود بالنسبة لهم؛ لما ينالهم فيه ـبحول الله وطولهـ من العذاب والنكال.
قال ابن القيم رحمه الله: " فلا ريب أن الأيام التي أوقع الله سبحانه فيها العقوبة بأعدائه وأعداء رسله كانت أياما نحسات عليهم، لأن النحس أصابهم فيها؛ وإن كانت أيام خير لأوليائه المؤمنين؛ فهي نحس على المكذبين، سعد للمؤمنين؛ وهذا كيوم القيامة فإنه عسير على الكافرين يوم نحس لهم، يسير على المؤمنين يوم سعد لهم.
قال مجاهد: ( أيام نحسات ): مشائيم...؛ فسعود الأيام ونحوسها إنما هو بسعود الأعمال وموافقتها لمرضاة الرب، ونحوس الأعمال مخالفتها لما جاءت به الرسل، واليوم الواحد يكون يوم سعد لطائفة، ونحس لطائفه، كما كان يوم بدر يوم سعد للمؤمنين، ويوم نحس على الكافرين " انتهى. "مفتاح دار السعادة" (2/194).
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: " سب الدهر ينقسم إلى ثلاثة أقسام:
الأول: أن يقصد الخبر المحض دون اللوم، فهذا جائز، مثل أن يقول: تعبنا من شدة حر هذا اليوم أو برده، وما أشبه ذلك؛ لأن الأعمال بالنيات، ومثل هذا اللفظ صالح لمجرد الخبر، ومنه قول لوط عليه الصلاة والسلام: ( هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ ) هود/77.
الثاني: أن يسب الدهر على أنه هو الفاعل، كأن يعتقد بسبه الدهر أن الدهر هو الذي يقلب الأمور إلى الخير والشر؛ فهذا شرك أكبر لأنه اعتقد أن مع الله خالقا؛ لأنه نسب الحوادث إلى غير الله، وكل من اعتقد أن مع الله خالقا فهو كافر، كما أن من اعتقد أن مع الله إلها يستحق أن يعبد فإنه كافر.
الثالث: أن يسب الدهر لا لاعتقاد أنه هو الفاعل، بل يعتقد أن الله هو الفاعل، لكن يسبه لأنه محل لهذا الأمر المكروه عنده؛ فهذا محرم، ولا يصل إلى درجة الشرك، وهو من السفه في العقل والضلال في الدين؛ لأن حقيقة سبه تعود إلى الله سبحانه؛ لأن الله تعالى هو الذي يصرف الدهر ويكون فيه ما أراد من خير أو شر، فليس الدهر فاعلا، وليس هذا السبب يكفر؛ لأنه لم يسب الله تعالى مباشرة" انتهى من "مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين" (10/ 823).
والله أعلم .
موقع الإسلام سؤال وجواب |
|