طلاب الصومال في الأزهر
في سنة ١٩٥١ ذهب الشيخ مع مجموعة من الطلبة إلى الأزهر الشريف ، في بعثة للدراسة ، لم يكن أحد منهم يعرف كيف يمسك القلم ويكتب في ورق حيث اعتادوا على اللوح والخط ، عندما رأى مشايخ الأزهر ذلك ، كتبوا إلى الإدارة أن طلبة الصومال غير مؤهلين للتعليم الجامعي ، ولكن الإدارة أخبرتهم أن يحاولوا تعليمهم حيث إنهم أول فوج للبعثة لتعريب الصومال وإقامة علاقات ثقافية مع الصومال ،
في بداية المحاضرات عندما كان المشايخ يشرحون للطلبة لاحظوا أن الطلبة الصوماليين يتهامسون وهم يتضاحكون ، فغضب الشيخ على سوء سلوكهم وأوقف أحدهم وكان " محمد معلم " رحمه الله وقال له لماذا تتضاحكون " فقال يا شيخ هذه الدروس يدرسه صبياننا وكان يقصد كتاب " ألفية ابن مالك " ولم نات لنتعلم هذا ، بل ما يليق بالتعليم الجامعي ،
فاستغرب الشيخ وقال صبيانكم يتعلمون ألفية ابن مالك؟؟
فرد عليه بل نحفظها عن ظهر قلب هو وكتاب المنهاج ، فصعِق الشيخ وقال " اقرأ " أسمع فقرأ ، ثم أوقف آخر وقال له أكمل فأكمل ثم الثالث والرابع والكل يقرأ عن ظهر قلب ،
عندما انتهت المحاضرة ، طلب الدكتور من طلاب الصومال البقاء وذهب وأحضر دكاترة الإدارة وكان فيهم " عبدالحليم محمود " الذي أصبح شيخ الأزهر فيما بعد وقال لهم اسمعوا لهولاء الطلبة واختبروهم في الفقه الشافعي / المنهاج / الفية ابن مالك ، فصعقوا جميعاً
قال الشيخ:
هنا " قام شيخ الأزهر عبدالحليم محمود وقبّل رؤسهم وقال " الصومال بعثت إليكم بعلمائها لا طلبتها ، وأمر الإدارة أن تخصص لهم محاضرات تليق بمستواهم العلمي حيث يفوق المنهج الموضوع للطلبة في أولى جامعة ، وأمر أن يكون هو المشرف على تعليمهم شخصيا.
كان ال٢٠ الأوائل في تلك الدفعة ٨ منهم صوماليون ، مما أدهش مشيخةالأزهر ، كيف لطلبة لم يدخلوا مدرسة نظامية قط أن يكونوا الأوائل في الأزهر ،
ولذا أكرم الشيخ ، شيخه عبدالحليم محمود بان سماني على اسمه اكراماً وعرفاناً لهذا الشيخ الجليل الذي تعهد ان يكون المشرف المباشر على تعليمه ، وأصبح الشيخ " محمد معلم " المفسر القرآن الأول في الصومال وكانت له حلقات تفسير يحضرها الجميع
المشايخ / السياسيين / طلبة العلم / الشعب ،
رحم الله آبائنا العلماء