| | 30 فَضِيلَةً للأَذَان | |
| | كاتب الموضوع | رسالة |
---|
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 51967 العمر : 72
| موضوع: 30 فَضِيلَةً للأَذَان الإثنين 16 يوليو 2018, 5:43 am | |
| 30 فَضِيلَةً مِنْ فَضَائِلِ الأَذَان مُقَدِّمَةٌ الحمدُ لله الَّذِي روَّح أهلَ الإِخلاصِ بنسيم قربه، وحذَّر يومَ الحساب بجسيمِ كربِه، وحفظ السالكَ نحوَ رضاه في سِرْبه، وأكرَمَ المؤمنَ إذْ كتب الإِيمانَ في قلبِه, ودَعَا المُذْنِبَ إلى التوبةِ لغفرانِ ذنبه.
أحمدُه حمدَ عابدٍ لربه، معتذرٍ إليه من تقصيرِهِ وذنبِه، وأشهدُ أن لا إِلهَ إِلاَّ الله وحدَه لا شريكَ له شهادةَ مُخلِصٍ من قلبِه، وأشهد أن محمداً عبدُه ورسولُه المصطفى من حِزبه، صلَّى الله عليه وعلى أبي بكرٍ خيرِ صحبِه، وعلى عمرَ الَّذِي لا يسِيرُ الشيطانُ في سِرْبِه، وعلى عثمانَ الشهيد وما كانَ في صفِّ حَرْبِه، وعلى عليٍّ مُعينِه في حَرْبه، وعلى آلِهِ وأصحابِه ومن اهتد(ى) بهدْيِه، وسلَّم تسليماً.
قال ابن القيم: وأمّا هَدْيُه (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) فى الذِّكر عند الأذان وبعدَه، فشرع لأُمَّته منه خمسة أنواع: - أحدها: أن يقول السامع كما يقول المؤذِّن، إلا فى لفظ: "حىّ على الصلاة"، "حىّ على الفلاح" فإنه صح عنه إبدالُهما ب "لا حَوْلَ ولاَ قُوَّةَ إلاَّ باللَّهِ" ولم يجئ عنه الجمعُ بينها وبين: "حىّ على الصلاة"، "حىّ على الفلاح" ولا الاقتصارُ على الحيعلة. وهَدْيُه (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) الذى صح عنه إبدالُهما بالحوقلة، وهذا مقتضى الحكمة المطابقةِ لحال المؤذِّن والسامع، فإن كلمات الأذان ذِكْرٌ، فَسَنَّ للسامع أن يقولها، وكلمة الحيعلة دعاءٌ إلى الصلاة لمن سمعه، فَسَنَّ للسامع أن يَسْتَعِينَ على هذه الدعوة بكلمة الإعانة وهى: "لا حَوْلَ ولاَ قُوَّةَ إلاَّ باللَّهِ العَلِّى العظيم".
- الثانى: أن يقول: وأَنَا أَشْهَدُ أنْ لا إلهَ إلاَّ اللَّهُ، وأنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ، رَضِيتُ بِاللَّه رَباً، وَبالإسْلاَمِ دِينَاً، وبِمُحَمَّدٍ رَسُولاً، وَأَخْبَرَ أنَّ مَنْ قَالَ ذلِكَ غُفِرَ لَهُ ذَنْبُهُ.
- الثالث: أن يُصلِّىَ على النبىِّ صلى الله عليه وسلم بعدَ فَراغه من إجابة المؤذِّن، وأكْمَلُ ما يُصلَّى عليه بِهِ، ويصل إليه، هى الصلاة الإبراهيمية كما علَّمه أُمَّته أن يُصلُّوا عليه، فلا صلاَةَ عليه أكملُ منها وإن تحذلق المتحذلقون.
- الرابع: أن يقولَ بعد صلاته عليه: "اللَّهُمَّ رَبَّ هذِهِ الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ، والصَّلاةِ القَائِمَةِ، آتِ مُحَمَّداً الوَسِيلَةَ والفَضِيلَةَ، وابْعَثْهُ مَقَاماً مَحْمُوداً الذى وعَدْتَهُ إنَّكَ لا تُخْلِفُ المِيعَادَ" هكذا جاء بهذا اللفظ: "مقاماً محموداً" بلا ألف ولا لام، وهكذا صح عنه (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ).
- الخامس: أن يدعوَ لنفسه بعد ذلك، ويسألَ اللَّه من فضله، فإنه يُسْتَجَاب له، كما فى "السنن" عنه (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): "قُلْ كَمَا يَقُولُونَ -يَعْنِى المُؤَذِّنِينَ- فَإذَا انْتَهيْتَ فَسَلْ تُعْطَهْ".
وذكر الإمام أحمد عنه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ قَالَ حينَ يُنَادِى المُنَادِى: اللَّهُمَّ رَبَّ هذِهِ الدَّعْوَةِ التَّامَّة وَالصَّلاةِ النَّافِعَةِ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَارْضَ عَنْهُ رِضَىً لا سَخَطَ بَعْدَهُ، اسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُ دَعْوَتَه".
وقَالت أمُّ سلمة رضى اللَّه عنها: علَّمنى رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم أن أقول عند أذان المغرب: "اللَّهُمَّ إنَّ هذَا إقْبَالُ لَيْلِكَ، وَإدْبَارُ نَهَارِكَ، وَأَصْوَاتُ دُعَاتِكَ، فَاغْفِرْلى" ذكره الترمذى.
وذكر الحاكم فى "المستدرك" من حديث أبى أُمامة يرفعه أنه كان إذا سمع الأذان قال: "اللَّهُمَّ رَبِّ هَذِهِ الدَّعْوةِ التَّامَّةِ المُسْتَجَابَةِ، والمُسْتَجَابِ لَهَا، دَعْوةِ الحَقِّ وَكَلِمَةِ التَّقْوَى، تَوَفَّنى عَلَيْهَا وَأَحْيِنِى عَلَيْهَا، وَاجْعَلْنِى مِنْ صَالِحِى أهْلِهَا عَمَلاً يَوْمَ القِيَامَةِ"، وذكره البيهقى من حديث ابن عمر موقوفاً عليه.
وذُكر عنه (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) أنه كان يقول عند كلمةِ الإقامة: "أقَامَهَا اللَّهُ وأدَامَهَا".
وفى السنن عنه (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): "الدُّعَاءُ لاَ يُرَدُّ بينَ الأذَانِ والإقامَةِ" قالوا فما نقولُ يا رسول اللَّه؟ قال: "سَلُوا اللَّه العَافِيةَ فى الدُّنْيَا والآخِرَةِ" حديث صحيح.
وفيها عنه: "سَاعَتَانِ، يَفْتَحُ اللَّهُ فِيهمَا أبْوابَ السَّمَاءِ وقَلَّما تُرَدُّ عَلَى دَاعٍ دَعْوتُه: عِنْدَ حُضُورِ النِّدَاءِ، والصَّفِّ فى سَبِيلِ اللَّه". وقد تقدَّم هَدْيُه فى أذكار الصلاة مفصَّلاً والأذكارِ بعد انقضائها، والأذكار فى العيدين، والجنائز، والكسوف، وأنه أمر فى الكسوف بالفزع إلى ذكر اللَّه تعالى، وأنه كان يسبِّح فى صلاتها قائماً رافعاً يديه يُهلِّل ويُكبِّر ويَحْمَدُ ويدعو حتى حُسِر عن الشمس، واللَّه أعلم.
وقال ابن الجوزي: اعلموا -إخواني- أن الله عز وجل قد قدَّر الصلوات وقدَّمها على غيرها من العبادات، وإنما يحافظ عليها من يعرف قدرها، ويرجو أجرها، ويخاف العقاب على تركها، وهذه صفة المؤمن، وإنما يتوانى عنها ناقص الإيمان إن تكاسل، وكافر إن تهاون...
واعلموا -إخواني- أن من أحب المخدوم أحب الخدمة له، لو عرف العبد من يناجي، لم يقبل على غيره، والصلاة صلة بين العبد وبين ربه...
الستر الأول: الأذان، كالإذن في الدخول.
وستر التقريب الإقامة: فإذا كشف ذلك الغطاء لاح للمتقي قرة العي، فدخل في دائرة دار المناجاة «أرحنا بها يا بلال»، فقد «جعلت قرة عيني في الصلاة» اكشف يا بلال ستر التقريب عن الحبيب...
يا بطال: لو سافرت بلداً لم تربح فيه حزنت على فوات ربحك وضياع وقتك، أفلا يبكي من دخل في الصلاة على قرة العين ثم خرج بغير فائدة؟...
يصلي فيرسلها كالطيور... إذا أرسلت من حصار القفص يقوم ويقعد مستعجلاً... كمثل الطروب إذا ما رقص...
إخواني: لا تقنعوا بالحركات، فإن الله لا ينظر إلى صوركم...
يا هذا: إنما يُصاد الطائر بمحبوبه من الحب، ومحبوب القلب الطاهر ذكر الله عز وجل، فحرام على قلبك، على قلبك الحائم حول جيف الهوى، ألق له حب الذكر على فخ الصدق في حديقة الصور لعله يقع في شبكة المعرفة. ***** بِصَوْتِكَ أَنْعِشْ وَرُدَّ الصَّفَاءْ وَجَلْجِلْ نِدَاءً بِجَوِّ السَّمَاءْ وَشَنِّفْ بِلَحْنِكَ أَسْمَاعَنَا وَأَطْرِبْ رُبُوعَ الدُّنَا بِالغِنَاءْ وَأَيْقِظْ نُفُوسَ الوَرَى مِنْ كرًى وَرُدَّ إِلَيْهِمْ لَذِيذَ الهَنَاءْ أَيَا رَافِعًا صَوْتَ حَقِّ الخُلُودِ هَزِيجًا يُدَوِّي بِغَيْرِ انْتِهَاءْ وَيَا عَازِفًا نَغْمَةَ المُتَّقِينَ بِأَوْتَارِ قُدْسٍ تُعِيدُ النَّقَاءْ وَيَا دَاعِيًا أَنْفُسَ المُسْغِبِينَ لِزَادِ الصَّلاةِ، وَأَزْكَى غِذَاءْ تُذَكِّرُنَا بِالثَّوَابِ الجَلِيلِ حَبَاكَ الكَرِيمُ جَزِيلَ العَطَاءْ عَلَى صَوْتِكَ العَذْبِ فِي صُبْحِنَا يُلاطِفُ أَسْمَاعَنَا كَالهَوَاءْ فَيُحِيِي صَدَاهُ زُهُورَ الرُّبَى وَيُطْرِبُ طَيْرًا، فَيَحْلُو الغِنَاءْ فَأَنْتَ إِذَا حَانَ لَفْحُ الهَجِيرِ شِفَاءُ الْتِيَاحٍ، وَسَاقِي ظِمَاءْ وَأَنْتَ لَنَا بِاغْتِبَاقِ الزَّمَانِ مِنَ الرَّاحِ كَأْسٌ يُزِيلُ العَنَاءْ فَغَرِّدْ أَيَا رَاحَةَ المُؤْمِنِينَ لِتَزْكُو قُلُوبٌ بِنَفْحِ الدُّعَاءْ فَبُورِكْتَ مِنْ مُشْعِرٍ لِلفَلاحِ وَمَنْ قَدْ تَجَسَّدَ فِيهِ النِّدَاءْ وَخُلْدًا لأَعْوَادِكَ الطَّاهِرَاتِ تُرَدَّدُ فِينَا صَبَاحَ مَسَاءْ فَيَا صَادِحًا لا تَزَالُ الدُّفُوفُ عَلَيْكَ بِأَحْقَادِهَا وَالعَدَاءْ يُطَاوِلُ ضَوْضَاؤُهَا فِي الظَّلامِ عُرُوجَكَ فِي طُرُقَاتِ الضِّيَاءْ تَغُذُّ المَسِيرَ إِلَى أُفُقٍ وَتَخْلُدُ حَيْثُ السَّنَا وَالبَهَاءْ وَتَهْوِي الدُّفُوفُ بِوَادٍ سَحِيقٍ تَضِلُّ بِلا عَوْدَةٍ وَانْتِهَاءْ قَهَرْتَ صَدَاهَا وَأَخْرَسْتَهَا وَظَلَّتْ لُحُونُكَ تَاجَ البَقَاءْ وَتَبْقَى إِلَى مَا يَشَاءُ الإِلَهُ كَنَهْرٍ يَمُدُّ التُّرَابَ سَخَاءْ تُعَانِقُكَ الرِّيحُ فِي كُلِّ وَقْتٍ وَتَمْلأُ بِالطُّهْرِ رُوحَ الفَضَاءْ وَتَلْبَسُكَ الأَرْضُ خَاشِعَةً فَتَرْفَعُ كَفَّ المُنَى وَالرَّجَاءْ يَمُوجُ بِكَ الكَوْنُ فِي غَمْرَةٍ رَحِيقِيَّةِ الخَتْمِ وَالإِبْتِدَاءْ فَمَا بَعْدَ هَذَا الجَمَالِ جَمَالٌ وَمَا بَعْدَ ذَا الِاحْتِفَاءِ احْتِفَاءْ فَبُورِكْتَ يَا بُلْبُلَ النَّشْأَتَيْنِ وَيَا مَقْطَعًا فِي نَشِيدِ السَّمَاءْ *****
عدل سابقا من قبل أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn في الإثنين 14 يناير 2019, 8:44 am عدل 1 مرات |
| | | أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 51967 العمر : 72
| موضوع: رد: 30 فَضِيلَةً للأَذَان الإثنين 16 يوليو 2018, 5:49 am | |
| 30 فَضِيلَةً مِنْ فَضَائِلِ الأَذَان 1.شُهودٌ للمؤذنين يوم الدِّين فطوبى للمؤذنين: وعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: (قَالَ لِي أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ -رضي الله عنه-: إِنِّي أَرَاكَ تُحِبُّ الْغَنَمَ وَالْبَادِيَةَ, فَإِذَا كُنْتَ فِي غَنَمِكَ أَوْ بَادِيَتِكَ فَأَذَّنْتَ بِالصَلَاةِ, فَارْفَعْ صَوْتَكَ بِالنِّدَاءِ, سَمِعْتُ النَّبِيَّ (صلى الله عليه وسلم) يَقُولُ: " لَا يَسْمَعُ مَدَى صَوْتِ الْمُؤَذِّنِ جِنٌّ وَلَا إِنْسٌ وَلَا شَجَرٌ, وَلَا حَجَرٌ إِلَّا شَهِدَ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ).
قال الحافظ رحمه الله: "ويشهد لهذا القول رواية من قال: "يغفر له مدَّ صوته"، بتشديد الدال، أي: بقدر مدِّه صوتَه".
قال الخطّابي رحمه الله: "وفيه وجه آخر هو أنه كلام تمثيل وتشبيه، يريد أن المكان الذي ينتهي إليه الصوت لو يقدر أن يكون ما بين أقصاه وبين مقامه الذي هو فيه ذنوب تملأ تلك المسافة غفرها الله". 2. المؤذن مُؤتَمنٌ: عن عائشة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله ((صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)) يقول: "الإمامُ ضامنٌ، والمؤذن مُؤتَمنٌ، فأرْشَدَ الله الأئمةَ، وعَفَا عن المؤذنين".
قال العلامة المناوي: (الامام ضَامِن) أَي متكفل بِصِحَّة صَلَاة المقتدين لارتباط صلَاتهم بِصَلَاتِهِ (والمؤذن مؤتمن) أَي أَمِين على صَلَاة النَّاس وصيامهم وسحورهم وعَلى حرم النَّاس لاشرافه على دُورهمْ فَعَلَيهِ الِاجْتِهَاد فِي أَدَاء الْأَمَانَة فِي ذَلِك. 3.المؤذّنون هُمْ خيارُ عبادِ اللهِ: عن ابن أبي أوفى رضي الله عنه؛ أن النبي ((صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)) قال: "إن خيارَ عبادِ اللهِ الذين يراعون الشمسَ والقمرَ والنجومَ لذكرِ الله".
قال العلامة الصنعاني: (إن خيارَ عباد الله الذين يراعون الشمس والقمر والأظلة لذكر الله تعالى) المراد بذكر الله: الصلوات، والمعنى: يراعون أوقاتها وفيه مأخذ على أنه يستدل بالشمس والقمر على أوقات العبادات.
4.المؤذّنون أطولُ الناسِ أعناقاً يومَ القيامةِ: عن معاويةَ رضي الله عنه قال: سمعتُ رسول الله ((صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)) يقول: "المؤذّنون أطولُ الناسِ أعناقاً يومَ القيامةِ".
قال العلامة السيوطي: المؤذنون أطول النَّاس أعناقا بِفَتْح الْهمزَة جمع عنق قيل مَعْنَاهُ أَكثر النَّاس تشوفا إِلَى رَحْمَة الله لِأَن المتشوف يُطِيل عُنُقه إِلَى مَا يتطلع إِلَيْهِ فَمَعْنَاه كَثْرَة مَا يرونه من الثَّوَاب وَقيل إِذا ألْجم النَّاس الْعرق يَوْم الْقِيَامَة طَالَتْ أَعْنَاقهم لِئَلَّا ينالهم ذَلِك الكرب وَقيل مَعْنَاهُ أَنهم سادة ورؤساء وَالْعرب تصف السَّادة بطول الْعُنُق وَقيل أَكثر أتباعا وَقيل أَكثر أعمالا وَرُوِيَ إعناقا بِكَسْر الْهمزَة إسراعا إِلَى الْجنَّة من سير الْعُنُق.
5 - 8: يُغفَرُ للمؤذن مُنتهى أذانه، وَيستغفرُ له كلُّ رَطبٍ ويابسٍ سَمِعه ويُصَدِّقُه كلُّ رطْبٍ ويابسٍ, وله مثلُ أجرِ من صلّى معه: عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله ((صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)): "يُغفَرُ للمؤذن مُنتهى أذانه، وَيستغفرُ له كلُّ رَطبٍ ويابسٍ سَمِعه".
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي ((صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)) قال: "المؤذنُ يُغفَر له مدى صوتِهِ، ويُصَدِّقُه كلُّ رطْبٍ ويابسٍ".
رواه أحمد واللفظ له، وأبو داود، وابن خزيمة في "صحيحه" وعندهما: "ويشهد له كلُّ رَطْبٍ ويابسٍ"، والنسائي، وزاد فيه: "وله مثلُ أجرِ من صلّى معه". وعن البراءِ بن عازب رضي الله عنه؛ أن نبيَّ الله ((صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)) قال: "إن الله وملائكتَه يصلُّون على الصفٍ المُقَدَّمِ، والمؤذِّنُ يغفرُ له مدى صوتِهِ، ويُصَدِّقُه من سمعه مِن رَطبٍ ويابسٍ، وله مثل أجر من صلّى معه".
قال العلامة الهروى: («الْمُؤَذِّنُ يُغْفَرُ لَهُ مَدَى صَوْتِهِ») -بِفَتْحِ الْمِيمِ وَالدَّالِ- أَيْ: نِهَايَتَهُ، كَذَا فِي النِّهَايَةِ...
وَقِيلَ: أَيْ لَهُ مَغْفِرَةٌ طَوِيلَةٌ عَرِيضَةٌ عَلَى طَرِيقِ الْمُبَالَغَةِ أَيْ: يَسْتَكْمِلُ مَغْفِرَةَ اللَّهِ إِذَا اسْتَوْفَى وُسْعَهُ فِي رَفْعِ الصَّوْتِ، وَقِيلَ: يُغْفَرُ خَطَايَاهُ وَإِنْ كَانَتْ بِحَيْثُ لَوْ فُرِضَتْ أَجْسَامًا لَمَلَأَتْ مَا بَيْنَ الْجَوَانِبِ الَّتِي يَبْلُغُهَا، وَالْمَدَى عَلَى الْأَوَّلِ نُصِبَ عَلَى الظَّرْفِ، وَعَلَى الثَّانِي رُفِعَ عَلَى أَنَّهُ أُقِيمَ مَقَامَ الْفَاعِلِ...
وَقَالَ الطِّيبِيُّ: مَدَى صَوْتِهِ أَيِ: الْمَكَانَ الَّذِي يَنْتَهِي إِلَيْهِ الصَّوْتُ، لَوٍ قُدِّرَ أَنْ يَكُونَ مَا بَيْنَ أَقْصَاهُ وَبَيْنَ مَقَامِ الْمُؤَذِّنِ ذُنُوبٌ لَهُ تَمْلَأُ تِلْكَ الْمَسَافَةَ لَغَفَرَهَا اللَّهُ لَهُ، فَيَكُونُ هَذَا الْكَلَامُ تَمْثِيلًا...
قِيلَ: مَعْنَاهُ: يُغْفَرُ لِأَجْلِهِ كُلُّ مَنْ سَمِعَ صَوْتَهُ فَحَضَرَ لِلصَّلَاةِ الْمُسَبِّبَةِ لِنِدَائِهِ، فَكَأَنَّهُ غُفِرَ لِأَجْلِهِ...
وَقِيلَ: مَعْنَاهُ يُغْفَرُ ذُنُوبُهُ الَّتِي بَاشَرَهَا فِي تِلْكَ النَّوَاحِي إِلَى حَيْثُ يَبْلُغُ صَوْتُهُ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ يُغْفَرُ بِشَفَاعَتِهِ ذُنُوبُ مَنْ كَانَ سَاكِنًا أَوْ مُقِيمًا إِلَى حَيْثُ يَبْلُغُ صَوْتُهُ، وَقِيلَ: يُغْفَرُ بِمَعْنَى يَسْتَغْفِرُ أَيْ: يَسْتَغْفِرُ لَهُ كُلُّ مَنْ يَسْمَعُ صَوْتَهُ...
(وَيَشْهَدُ لَهُ كُلُّ رَطْبٍ) أَيْ: نَاهٍ (وَيَابِسٍ) أَيْ: جَمَادٍ مِمَّا يَبْلُغُهُ صَوْتُهُ، وَتُحْمَلُ شَهَادَتُهَا عَلَى الْحَقِيقَةِ لِقُدْرَتِهِ تَعَالَى عَلَى إِنْطَاقِهِمَا أَوْ عَلَى الْمَجَازِ بِقَصْدِ الْمُبَالَغَةِ قَالَهُ ابْنُ الْمَلَكِ".
9.استغفارُ النبي الأمينِ للمؤذِّنين: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ((صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)): "الإمام ضامنٌ، والمؤذن مؤتمَن، اللهم أرشِد الأئمةَ، واغْفِرْ للمؤذِّنين".
قال العلامة المناوي: (الامام ضَامِن) أَي متكفل بِصِحَّة صَلَاة المقتدين لارتباط صلَاتهم بِصَلَاتِهِ (والمؤذن مؤتمن) أَي أَمِين على صَلَاة النَّاس وصيامهم وسحورهم وعَلى حرم النَّاس لاشرافه على دُورهمْ فَعَلَيهِ الِاجْتِهَاد فِي أَدَاء الْأَمَانَة فِي ذَلِك (اللَّهُمَّ أرشد الْأَئِمَّة) أَي دلهم على اجراء الْأَحْكَام على وَجههَا (واغفر للمؤذنين) مَا فرط مِنْهُم فِي الْأَمَانَة الَّتِي حملوها قَالَ الأشرفي وَاسْتدلَّ بِهِ على تَفْضِيل الْأَذَان عَلَيْهَا لِأَن حَال الْأمين أفضل من الضمين. قَالَ الطَّيِّبِيّ: وَيُجَاب بِأَن هَذَا الْأمين يتكفل بِالْوَقْتِ فَحسب وَهَذَا الضَّامِن متكفل بأركان الصَّلَاة ومتعمد إِلَى السفارة بَين الْقَوْم وَبَين رَبهم فِي الدُّعَاء وَأَيْنَ أَحدهمَا من الآخر كَيفَ لَا وَالْإِمَام خَليفَة الرَّسُول والمؤذن بِلَال وَلذَا فرق بَين الدُّعَاء بالارشاد وَبَينه فِي الغفران لِأَن الارشاد لدلَالَة الموصلة إِلَى البغية والغفران مَسْبُوق بذنب أ.هـ.
10- 12: مَنْ أَذَّنَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً, وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ, وَكُتِبَ لَهُ بِكُلِّ أَذَانٍ سِتُّونَ حَسَنَةً, وَبِكُلِّ إِقَامَةٍ ثَلَاثُونَ حَسَنَةً: فمن أذن اثنتي عشرة سنة وجبت له الجنة:فعَنِ ابْنِ عُمَرَ, أَنَّ النَّبِيَّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) قَالَ: «مَنْ أَذَّنَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً, وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ, وَكُتِبَ لَهُ بِكُلِّ أَذَانٍ سِتُّونَ حَسَنَةً, وَبِكُلِّ إِقَامَةٍ ثَلَاثُونَ حَسَنَةً». 13.أجرُ الأذانِ أجرٌ عظيمٌ: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ((صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)): "لو يعلم الناسُ ما في النداءِ والصفِّ الأولِ، ثم لم يجدوا إلا أنْ يَسْتَهِموا عليه؛ لاسْتهموا، ولو يعلمون ما في التَّهجيرِ؛ لاسْتَبَقوا إليه، ولو يعلمون ما في العَتَمةِ والصبحِ؛ لأتوهما ولو حَبْواً"..
قال العلامة الهروى: (لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ): أَيْ: لَوْ عَلِمُوا فَفِي الْمُضَارِعِ إِشَارَةٌ إِلَى اسْتِمْرَارِ الْعِلْمِ، وَأَنَّهُ مِمَّا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ عَلَى بَالِ (مَا فِي النِّدَاءِ): أَيِ: التَّأْذِينِ وَالْإِقَامَةِ مِنَ الْفَضْلِ وَالثَّوَابِ. أُطْلِقَ مَفْعُولُ يَعْلَمُ، وَلَمْ يُبَيِّنْ أَنَّ الْفَضِيلَةَ مَا هِيَ لِيُفِيدَ ضَرْبًا مِنَ الْمُبَالَغَةِ، وَأَنَّهُ مِمَّا لَا يَدْخُلُ تَحْتَ الْعِبَارَةِ وَنَظِيرُهُ قَوْلُهُ تَعَالَى {فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ} [طه: 78] وَكَذَا تَصْوِيرُهُ حَالَةَ الِاسْتِبَاقِ بِالِاسْتِهَامِ فِيهِ مُبَالَغَةٌ، لِأَنَّهُ لَا يَقَعُ إِلَّا فِي أَمْرٍ يُتَنَافَسُ فِيهِ، لَا سِيَّمَا إِخْرَاجُهُ مَخْرَجَ الْحَصْرِ" (وَالصَّفِّ الْأَوَّلِ): وَهُوَ الَّذِي غَيْرُ مَسْبُوقٍ بِصَفٍّ آخَرَ، فَيَشْمَلُ الْجِهَاتِ الْأَرْبَعَ خَلْفَ الْكَعْبَةِ، بَلْ رُبَّمَا تَتَرَجَّحُ الْجِهَةُ الَّتِي هِيَ أَقْرَبُ إِلَى الْكَعْبَةِ، وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ: الْأَوَّلُ عِنْدَنَا هُوَ الَّذِي يَلِي الْإِمَامَ، وَإِنْ تَخَلَّلَهُ أَوْ حَجَزَ بَيْنَهُمَا نَحْوَ سَارِيَةٍ أَوْ مِنْبَرٍ اهـ.
وَإِنَّمَا أَخَّرَهُ عَنِ النِّدَاءِ دَلَالَةً عَلَى تَهْيِيءِ الْمُقَدِّمَةِ الْمُوَصِّلَةِ إِلَى الْمَقْصُودِ الَّذِي هُوَ الْمُثُولُ وَالْوُقُوفُ بَيْنَ يَدَيْ رَبِّ الْعِزَّةِ (ثُمَّ لَمْ يَجِدُوا): أَيْ: لِلتَّمَكُّنِ مِنَ النِّدَاءِ وَالصَّفِّ (إِلَّا أَنْ يَسْتَهِمُوا): أَيْ: بِأَنْ يَقْتَرِعُوا (عَلَيْهِ): أَيْ: عَلَى السَّبْقِ إِلَيْهِ، وَالِاسْتِهَامُ: الِاقْتِرَاعُ. قِيلَ: سُمِّيَ بِذَلِكَ، لِأَنَّهَا سِهَامٌ يُكْتَبُ عَلَيْهَا الْأَسْمَاءُ، فَمَنْ وَقَعَ لَهُ مِنْهَا سَهْمٌ فَازَ بِالْحَظِّ الْمَقْسُومِ، وَالتَّقْدِيرُ: بِالِاسْتِهَامِ وَطَلَبِ السَّهْمَ بِالْقُرْعَةِ (لَاسْتَهَمُوا) : يَعْنِي لَتَنَازَعُوا فِي النِّدَاءِ وَالصَّفِّ، حَتَّى اخْتُصُّوا بِالنِّدَاءِ، وَأَخَذُوا الْمَوْضِعَ مِنَ الصَّفِّ الْأَوَّلِ بِالْقُرْعَةِ، وَأَتَى بِثُمَّ الْمُؤْذِنَةِ بِتَرَاخِي رُتْبَةِ الِاسْتِبَاقِ عَنِ الْعِلْمِ.
قَالَ بَعْضُهُمْ: وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ بِالنِّدَاءِ الْإِقَامَةَ، عَلَى تَقْدِيرِ مُضَافٍ، وَهُوَ أَوْفَقُ لِمَا بَعْدَهُ أَيْ: لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي حُضُورِ الْإِقَامَةِ وَتَحْرِيمَةِ الْإِمَامِ وَالْوُقُوفِ فِي الصَّفِّ الْأَوَّلِ، وَثُمَّ هُنَا لِلْإِشْعَارِ بِتَعْظِيمِ الْأَمْرِ وَبُعْدِ النَّاسِ عَنْهُ (وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي التَّهْجِيرِ): أَيْ: فِي الْمُسَارَعَةِ إِلَى الطَّاعَةِ مِنَ الْفَضِيلَةِ وَالْكَرَامَةِ (لَاسْتَبَقُوا): أَيْ: لَبَادَرُوا (إِلَيْهِ): قَالَ الطِّيبِيُّ: لَمَّا فَرَغَ مِنَ التَّرْغِيبِ فِي الصَّفِّ الْأَوَّلِ عَقِبَهُ بِالتَّرْغِيبِ فِي إِدْرَاكِ أَوَّلِ الْوَقْتِ، وَكَذَا وَجَبَ أَنْ يُفَسَّرَ التَّهْجِيرُ بِالتَّبْكِيرِ، كَمَا ذَهَبَ إِلَيْهِ الْكَثِيرُونَ فِي النِّهَايَةِ، التَّهْجِيرُ: التَّبْكِيرُ إِلَى كُلِّ شَيْءٍ وَالْمُبَادَرَةُ إِلَيْهِ، وَهِيَ لُغَةٌ حِجَازِيَّةٌ أَرَادَ الْمُبَادَرَةَ إِلَى وَقْتِ الصَّلَاةِ اهـ.
وَقِيلَ: التَّهْجِيرُ: السَّيْرُ فِي الْهَاجِرَةِ وَهِيَ نِصْفُ النَّهَارِ عِنْدَ اشْتِدَادِ الْحَرِّ إِلَى صَلَاةِ الظُّهْرِ وَإِلَى صَلَّاةِ الْجُمُعَةِ، وَفَسَّرَهُ الْأَكْثَرُونَ بِالتَّبْكِيرِ، أَيِ: الْمُضِيِّ إِلَى الصَّلَاةِ فِي وَقْتِهَا.
14- 16: ومَنْ أذَّنَ في رَأْسِ شَظِيَّة,عَجَبَ منه وغَفَرَ لَهُ باري البريَّة, وَأَدخلَهُ جنَّةً عليَّة: فَعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ (صلى الله عليه وسلم) يَقُولُ: «يَعْجَبُ رَبُّكَ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ رَاعِي غَنَم فِي رَأْسِ شَظِيَّةٍ. بِجَبل، يُؤَذِّنُ بِالصَّلاَةِ وَيُصَلِّي، فَيَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: اُنظُروا إِلَى عَبْدِي هَذَا يُؤذِّنُ وَيُقِيمُ للِصَّلاَة يَخَافُ مِنِّي، قَدْ غَفَرْتُ لِعَبْدِي وَأَدْخَلتهُ الْجَنَّة». قال العلامة الألباني: في قوله صلى الله عليه وسلم (يَعْجَبُ رَبُّكَ مِنْ رَاعِي غَنَمٍ فِي رَأْسِ شَظِيَّةِ بْجَبَلِ يُؤَذِّنُ بِالصَّلَاةِ وَيُصَلِّي فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي هَذَا يُؤَذِّنُ وَيُقِيمُ الصَّلَاةَ يَخَافُ مِنِّي قَدْ غَفَرْتُ لِعَبْدِي وَأَدْخَلْتُهُ الْجَنَّةَ) استحباب الأذان لمن يصلي وحده, وبذلك ترجم له النسائي, وقد جاء الأمر به وبالإقامة في بعض طرق حديث المسئ صلاته, فلا ينبغي التساهل بهما.
17- 18: مَنْ أقَامَ الصَّلَاةَ في أَرضٍ فَلَاه؛ صلّى معه مَلَكاه, وإنْ أذنَ وأقام؛ صلى خلفه من جنود الله ما لا يُرى طرفاه: عن سلمانَ الفارسي رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله ((صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)): "إذا كان الرجل بأرضِ قِيٍّ، فحانت الصلاةُ، فليتوضّأ، فإنْ لم يجد ماءً فليتيمّم، فإنْ أقام؛ صلّى معه مَلَكاه، وإنْ أذنَ وأقام؛ صلى خلفه من جنود الله ما لا يُرى طرفاه".
19.الأذان سببٌ للإِجَارَةِ من النيرَانِ: عن أنس بن مالكٍ رضي الله عنه قال: سمع النبي ((صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)) رجلاً وهو في مَسيرٍ له يقول: (الله أكبر الله أكبر)، فقال نبيُّ الله ((صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)): "على الفطرة". فقال: (أشهد أن لا إله إلا الله). قال: "خرجَ من النارِ" فاستَبَقَ القومُ إلى الرَّجُلِ، فإذا راعِي غنمٍ حَضَرتْه الصلاة فقام يؤذّن. |
| | | أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 51967 العمر : 72
| موضوع: رد: 30 فَضِيلَةً للأَذَان الإثنين 16 يوليو 2018, 5:53 am | |
| 20.وترديدُ الأذان من هدى النبي العَدنَان: وعن أبي سعيد الخُدري رضي الله عنه قال: قال رسول ((صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)): "إذا سمعتُم المؤذنَ، فقولوا مثلَ ما يقولُ المؤذنُ". "فقولوا مثل ما يقول المؤذن" أي فأجيبوه بحكاية ألفاظ الأذان، فإن سمعتم الكلمات فعليكم محاكاته لفظاً لفظاً ومتابعته كلمة كلمة، فإذا قال: أشهد أن لا إله إلاّ الله قلتم بعده: أشهد أن لا إله إلاّ الله، وهكذا في بقية الجمل، وإن لم تسمعوا كلماته أتيتم بالأذان كله جملة واحدة. الحديث: أخرجه الستة.
ويُستفاد منه: أنه يُسن لمن سمع الأذان إجابة المؤذن ومحاكاته لفظاً لفظاً وجملة جملة إلى آخر الأذان حتى في الحيعلتين، وهو قول بعض أهل العلم: لعموم هذا الحديث حيث قال: " فقولوا مثل ما يقول "، وقد اختلف في ذلك العلماء، كما قال العيني: فقال النخعي والشافعي وأحمد في رواية، ومالك في رواية: ينبغي لمن سمع الأذان أن يقول كما يقول المؤذن حتى يفرغ من أذانه، وهو مذهب أهل الظاهر أيضاً، وقال الثورى وأبو حنيفة وأبو يوسف ومحمد وأحمد في الأصح، ومالك في رواية: يقول سامع الأذان مثل ما يقول المؤذن إلاّ في الحيعلتين، فإنه يقول فيهما لا حول ولا قوة إلاّ بالله.
قال العلامة الألباني: واعلم أن العلماء اختلفوا هنا في موضعين: الاول: في حكم إجابة المؤذن فذهب قوم من السلف وغيرهم إلى وجوب ذلك على السامع عملا بظاهر الأمر الذي يقتضي الوجوب وبه قال الحنفية وأهل الظاهر وابن رجب كما في (الفتح).
وخالفهم آخرون فقالوا: ذلك على الاستحباب لا على الوجوب حكى ذلك كله الطحاوي في (شرح المعاني).
وفي (شرح مسلم): (الصحيح الذي عليه الجمهور أنه مندوب). وبهذا قال الشافعية وبعض علمائنا الحنفية.
قال الحافظ: (واستدل للجمهور بحديث أخرجه مسلم وغيره أنه صلى الله عليه وسلم سمع مؤذنا فلما كبر قال: (على الفطرة) فلما تشهد قال: (خرج من النار).
قال: فلما قال عليه الصلاة والسلام غير ما قال المؤذن علمنا أن الأمر بذلك للاستحباب وتعقب بأنه ليس في الحديث أنه لم يقل مثل ما قال فيجوز أن يكون قاله ولم ينقله الراوي اكتفاء بالعادة ونقل القول الزائد ويحتمل أن يكون ذلك وقع قبل صدور الأمر ويحتمل أن يكون الرجل لما أمر لم يرد أن يكون نفسه في عموم من خوطب بذلك).
قلت: ولعل من حجة الجمهور ما في (الموطأ) أن الصحابة كانوا إذا أخذ المؤذن بالأذان يوم الجمعة أخذوا هم في الكلام فإنه يبعد جدا أن تكون الإجابة واجبة فينصرف الصحابة مع ذلك منها إلى الكلام فراجع (الموطأ).
ومثله ما رواه ابن سعد عن موسى بن طلحة بن عبيد الله قال: رأيت عثمان بن عفان والمؤذن يؤذن وهو يتحدث إلى الناس يسألهم ويستخبرهم عن الأسعار والأخبار. وسنده صحيح على شرط الشيخين.
والموضع الثاني: اختلفوا في الإجابة كيف تكون على أربعة مذاهب: (1) أن يقول مثل قول المؤذن حتى في الحيعلتين وهو مذهب بعض السلف كما في (شرح المعاني) (86) عملا بقوله صلى الله عليه وسلم: (فقولوا مثل ما يقول). (2) أن يقول مثل قوله إلا في الحيعلتين فيقول مكانهما: (لا حول ولا قوة إلا بالله) وهذا مذهب الجمهور الشافعية وغيرهم عملا بحديث عمر ومعاوية المفصل. (3) أن يجمع بين الحيعلة والحوقلة. وهو مذهب بعض المتأخرين من الحنفية كابن الهمام وغيره وهو وجه عند الحنابلة.
قال الحافظ: (وحكى بعض المتأخرين عن بعض أهل الأصول أن الخاص والعام إذا أمكن الجمع بينهما وجب إعمالهما) قال: (فلم لا يقال: يستحب للسامع أن يجمع بين الحيعلتين والحوقلة وهو وجه عند الحنابلة).
(4) أن يحوقل تارة ويحيعل تارة. وبه قال ابن حزم وبعض المحققين من متأخري الحنفية. وهو الحق إن شاء الله تعالى لأن فيه إعمالا للحديثين العام والخاص كلا في حدود معناهما وأما الجمع بينهما -كما في المذهب الثالث- ففيه تركيب معنى لا يقول به كل من الخاص والعام كما لا يخفى.
وكذلك قال ابن المنذر: (يحتمل أن يكون ذلك من الاختلاف المباح فيقول تارة كذا وتارة كذا).
وهذا التنويع له أمثلة كثيرة في الشرع كأدعية الاستفتاح وغيرها كما سيأتي بيان ذلك هناك وتقدم مثله في أنواع الأذان. قال الشيخ محمد أنور الكشميري في (فيض الباري): (فالسنة عندي أن يجيب تارة بالحيعلة وتارة بالحوقلة وما يتوهم أن الحيعلة في جواب الحيعلة يشبه الاستهزاء فليس بشيء لأنه في جملة الكلمات كذلك إن أراد بها الاستهزاء -والعياذ بالله- وإلا فهي كلمات خير أريد بها الشركة في العمل لينال بها الأجر فإنها نحو تلاف لما فاته من الأذان فلا بد أن يعمل بعمله ليشترك في أجره).
وقال في الحاشية بعد أن ذكر كلام ابن الهمام في (الجمع): (وبالجملة كنت أقوم إلى نحو خمس عشرة سنة على ما حققه ابن الهمام رحمه الله فأجمع بينهما في جواب الأذان ثم تحقق لدي أن مراد الشرع هو التخيير دون الجمع وهو السنة في باب الأذكار وليس الجمع إلا رأي ابن الهمام والشيخ الأكبر).
(ويجيب أحيانا حين يسمع المؤذن [يتشهد] بقوله: (وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله رضيت بالله ربا وبمحمد رسولا وبالإسلام دينا) فإنه من قال ذلك غفر له ذنبه).
هو من حديث سعد بن أبي وقاص عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من قال حين يسمع المؤذن) فذكره وقال في آخره: (غفر له ذنبه). أخرجه مسلم وأبو داود والنسائي وعنه ابن السني والحاكم وأحمد كلهم من طريق قتيبة بن سعيد: ثنا الليث عن الحكيم بن عبد الله بن قيس عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عنه. وقال الترمذي: (حديث حسن صحيح). وقال الحاكم: (صحيح) ووافقه الذهبي.
وهو كما قالا لكنهما وهما في الاستدراك على مسلم وقد أخرجه بالسند ذاته. ثم أخرجه مسلم وابن ماجه أيضا والطحاوي وأحمد من طرق أخرى عن الليث به. ثم أخرجه الطحاوي من طريق عبيد الله بن المغيرة عن الحكيم بن عبد الله ابن قيس... فذكره مثله بإسناده وزاد أنه قال: (من قال حين يسمع المؤذن يتشهد).
وإسناده هكذا: ثنا روح بن الفرج قال: ثنا سعيد بن كثير بن عفير قال: ثني يحيى بن أيوب عن عبيد الله بن المغيرة.
وهذا سند صحيح رجاله كلهم ثقات مترجم لهم في (تهذيب التهذيب) وفيه هذه الزيادة التي تعين متى يقال هذا الدعاء وهو حين يتشهد المؤذن.
وهي زيادة عزيزة قلما توجد في كتاب فتشبث بها.
وقد قال السندي في حاشيته على ابن ماجه: قوله: (من قال حين يسمع الأذان) الظاهر حين يفرغ من سماع أذانه وإلا فالجمع بينه وبين مثل ما يقول المؤذن حالة الأذان مشكل).
قلت: قد عينت تلك الزيادة متى يقول ذلك وأنه قبل الفراغ من الأذان.
وظاهر الحديث أن ذلك يكفيه عن متابعة المؤذن فيما يقول لاسيما على قول من يقول: إن المتابعة غير واجبة وهو قول الجمهور وحينئذ فلا ضرورة إلى الجمع وعليه فلا إشكال. والله أعلم بحقيقة الحال.
ويشهد لهذا الظاهر ويقويه ظاهر حديث عبد الله بن مسعود مرفوعا: (ما من مسلم يقول إذا سمع النداء فيكبر المنادي فيكبر ثم يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله فيشهد على ذلك ثم يقول: اللهم أعط محمداً الوسيلة...) الحديث وسنده صحيح كما سيأتي إن شاء الله تعالى.
(ويجوز له أن يقتصر أحيانا على قوله: (وأنا وأنا) بدل قول المؤذن: أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمداً رسول الله) كذلك كان يفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم.
هو من حديث عائشة رضي الله عنها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا سمع المؤذن يتشهد قال: (وأنا وأنا) أخرجه أبو داود والحاكم من طريق هشام بن عروة عن أبيها عنها. وقال الحاكم: (صحيح الإسناد) ووافقه الذهبي.
قلت: وهو على شرط مسلم فإنه أخرجه من طريق سهل بن عثمان العسكري: ثنا حفص بن غياث عن هشام به، وسهل هذا من شيوخ مسلم وباقي رجاله رجال الستة، وأما أبو داود فأخرجه عن إبراهيم بن مهدي: ثنا علي بن مسهر عن هشام وإبراهيم هذا وثقه أبو حاتم وبقية رجاله رجال الشيخين، ورواه ابن حبان في (صحيحه) كما في (الترغيب) وبوب عليه: (باب إباحة الاقتصار عند سماع الأذان على: وأنا وأنا).
ذكره في (فيض القدير) وقال: (أي يقول عند شهادة أن لا إله إلا الله: وأنا. وعند أشهد أن محمداً رسول الله: وأنا)، وللحديث شاهد من رواية عبد الله بن سلام في (المجمع).
(ثانيا: إذا فرغ من الإجابة يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم فإنه مَنْ صلى عليه صلاة صلى الله عليه بها عشراً).
وفيه حديث عبد الله بن عمرو بن العاص: أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ثم صلوا عليَّ فإنه مَنْ صلى عليَّ صلاةً صلى اللهُ عليه بها عشراً ثم سلوا الله لي الوسيلة فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبدٍ من عباد الله وأرجو أن أكون أنا هو فمَنْ سأل لي الوسيلة حلّت له الشفاعة).
رواه مسلم وأبو داود والنسائي وعنه ابن السني والترمذي والطحاوي وأحمد من طرق عن كعب بن علقمة سمع عبد الرحمن بن جبير أنه سمع عبد الله بن عمرو. وقال الترمذي: (حديث حسن صحيح).
(وصيغ الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم الثابتة عنه صلى الله عليه وسلم كثيرة جمعتها في كتاب الصلاة بثلاث صيغ نذكر هنا أخصرها وأجمعها وهي: (اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما صليت وباركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد). أخرجه الطحاوي وغيره كما سيأتي وسنده صحيح.
وكم أحسن صنعاً الحافظ ابن السني رحمه الله حيث عقد باباً خاصاً بعد باب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عند الأذان الذي ساقه من حديث ابن عمرو هذا فقال: (باب كيف الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم) ثم ساق سنده إلى كعب بن عجرة قال: قلت: يا رسول الله صلى الله عليك هذا السلام عليك قد علمناه فكيف الصلاة عليك؟ قال: (قولوا: اللهم صل على محمد...) الحديث أخرجه الستة وغيرهم وسيأتي في الصلاة.
فقد أشار ابن السني بذلك إلى أنه ينبغي أن يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم بعد الأذان بالوارد عنه صلى الله عليه وسلم مما عمله أمته. |
| | | أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 51967 العمر : 72
| موضوع: رد: 30 فَضِيلَةً للأَذَان الإثنين 16 يوليو 2018, 5:56 am | |
| 21.وترديدُ الأذان سببٌ لدخولِ الجنانِ: فإذا قلت كما يقول المؤذن خالصاً من قلبك دخلت الجنة بإذن الله: فعَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): "إِذَا قَالَ الْمُؤَذِّنُ: اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، فَقَالَ أَحَدُكُمْ: اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، ثُمَّ قَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، قَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، ثُمَّ قَالَ: أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ قَالَ: أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، ثُمَّ قَالَ: حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، قَالَ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ، ثُمَّ قَالَ: حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ، قَالَ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ، ثُمَّ قَالَ: اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، قَالَ: اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، ثُمَّ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مِنْ قَلْبِهِ دَخَلَ الْجَنَّةَ".
وعن أبي هريرةَ رضي الله عنه قال: كنا مع رسول الله ((صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ))، فقام بلالٌ ينادي، فلما سكت، قال رسول الله ((صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)): "مَن قال مثلَ هذا يقيناً دخلَ الجنةَ". قال الشيخ الألْبَانِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: وعلى من يسمع الإقامة مثل ما على من سمع الأذان من الإجابة, والصلاة على النبي (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) وطلب الوسيلة له, وذلك لعموم قوله (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): «إِذَا سَمِعْتُمُ الْمُؤَذِّنَ فَقُولُوا مِثْلَمَا يَقُولُ» ولأن الإقامةَ أذانٌ لغة, وكذلك شرعاً لقوله (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) "بين كل أذانين صلاة" يعني أذاناً وإقامة.أهـ .
وقال رَحِمَهُ اللهُ: فإن هناك طائفة من المنتمين للسنة في مصر وغيرها تؤذن كل تكبيرة على حدة: (الله أكبر), (الله أكبر), عملاً بهذا الحديث زعموا, والتأذين على هذه الصفة مما لا أعلم له أصلاً في السنة, بل ظاهر الحديث الصحيح خلافه, فقد روى مسلم في "صحيحه" من حديث عمر بن الخطاب مرفوعاً (إذا قال المؤذن: الله أكبر الله أكبر, فقال أحدكم: الله أكبر الله أكبر, ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله, قال: أشهد أن لا إله إلا الله... الحديث). ففيه إشارة ظاهرة إلى أن المؤذن يجمع بين كل تكبيرتين, وأن السامع يجيبه كذلك, وفي "شرح صحيح مسلم" للنووي ما يؤيد هذا فليراجعه من شاء.
ومما يؤيد ذلك ما ورد في بعض الأحاديث أن الأذان كان شفعاً شفعاً.
وقال رَحِمَهُ اللهُ: والمستحب أن يقول كما يقول المقيم: "قد قامت الصلاة" لعموم قولـه (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): «إِذَا سَمِعْتُمُ الْمُؤَذِّنَ فَقُولُوا مِثْلَمَا يَقُولُ» وتخصيصه بحديث أن بلالاً رَضِىَ اللهُ عَنْهُ أخذ في الإقامة فلما قال: قد قامت الصلاة, قال النبي (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): "أقامها الله وأدامها" لا يجوز لأنه حـديث واهٍ, وقد ضعفه النووي والعسقلاني وغيرهم.أهـ. 22 -23: مَنْ رَدَّدَ الأذان ثُمَّ صَلَّى عَلَى النبيِّ وسألَ لَهُ الوَسيلَةَ صلّى الله عليه بها عشراً، وَحَلَّتْ لَهُ الشَفَاعَةُ: عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنّه سمع النبي ((صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)) يقول: "إذا سمعتم المؤذنَ فقولوا مثلَ ما يقولُ، ثم صلُّوا عليَّ؛ فإنه من صلّى عليَّ صلاةً صلّى الله عليه بها عشراً، ثم سلُوا الله لي الوسيلةَ؛ فإنّها منزلةٌ في الجنة لا تنبغي إلا لعبدٍ من عباد الله، وأرجو أنْ أكون أنا هو، فمَن سأل الله لي الوسيلة حلّت له الشفاعةُ".
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن رسول الله ((صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)) قال: "مَن قال حين يسمعُ النداءَ: (اللهم ربَّ هذه الدعوة التامة، والصلاةِ القائمة، آتِ محمداً الوسيلةَ والفضيلةَ، وابْعثه مقاماً محموداً الذي وعدتَه)؛ حلَّت له شفاعتي يوم القيامة". "من قال حين يسمع النداء" أي من قال هذه الصيغة المأثورة من الدعاء عند فراغ المؤذن من الأذان وانتهائه منه وهي: "اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمداً الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته وجبت له شفاعتي" أي ثبتت له شفاعة النبي (صلى الله عليه وسلم)، واستحقها بدعائه هذا، وأدركته يوم القيامة. و"الوسيلة" منزلة في أعلى الجنة، والمراد "بالدعوة التامة" الأذان، سمى دعوة لما فيه من دعوة الناس إلى الصلاة، ووصف بالتمام لاشتماله على عقائد الإِيمان من التوحيد والتصديق بالرسالة المحمدية و"الصلاة القائمة" هى الصلاة الحاضرة التي يؤذن لها و"الفضيلة": هي منزلة عليا يمتاز بها نبينا (صلى الله عليه وسلم) عن سائر الخلق و"المقام المحمود" مقام الشفاعة.
ويُستفاد من الحديث: أنه يُستحب لمن جمع الأذان أن يدعو بهذه الصيغة المأثورة لكى يَسْعد بشفاعة المصطفى (صلى الله عليه وسلم)، فقد بشَّر النبيُ مَنْ قالها بشفاعته حيث قال: "حلَّت له شفاعتي". الحديث: أخرجه أيضاً الأربعة.
قال الشيخ الألْبَانِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: وفي هذا الحديث ثلاث سنن تهاون بها أكثر الناس: إجابة المؤذن والصلاة على النبي (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) بعد الفراغ من الإجابة, ثم سؤال الوسيلة له (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)...
ومن العجيب أن ترى بعض هؤلاء المتهاونين بهذه السنن أشد الناس تعصباً وتمسكاً ببدعة جهر المؤذن بالصلاة عليه (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) عقب الأذان...
مع كونه بدعة اتفاقاً فإن كانوا يفعلون ذلك حباً بالنبي (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) فهلا اتبعوه في هذه السُّنَّة, وتركوا تلك البدعة.أهـ.
وقال الألْبَانِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: قد اشتهر على الألسنة زيادة (الدرجة الرفيعة) في هذا الدعاء, وهي زيادة لا أصل لها في شيء من الأصول المفيدة .أهـ. 24 -25: إذا نوديَ بالصلاةِ أدبَرَ الشيطانُ وإذا ثُوِّبَ أدبَرَ: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ((صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)): "إذا نوديَ بالصلاةِ أدبَرَ الشيطانُ وله ضُراطٌ؛ حتى لا يسمعَ التأذينَ، فإذا قُضِي الأذانُ أقبلَ، فإذا ثُوِّبَ أدبَرَ، فإذا قُضِيَ التثويبُ أقبلَ، حتى يخطُرَ بين المرءِ ونفسِه، يقولُ: اذكُرْ كذا، اذكر كذا، لِما لم يكنْ يَذْكُر من قَبلُ، حتى يَظَلَّ الرجلُ ما يدري كم صلّى".
قال الخطّابي رحمه الله: "التثويب هنا الإقامة، والعامة لا تعرف التثويب إلا قول المؤذن في صلاة الفجر "الصلاة خير من النوم".
ومعنى (التثويب): الإعلام بالشيء، والإنذار بوقوعه، وإنما سميت الإقامة تثويباً لأنه إعلام بإقامة الصلاة، والأذان إعلام بوقت الصلاة". وعن جابر رضي الله عنه قال: سمعتُ رسول الله ((صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)) يقول: "إنّ الشيطانَ إذا سمع النداءَ بالصلاة ذهبَ حتى يكون مكان (الرَّوْحاءِ) ". قال الراوي: و (الروحاء) من المدينة على ستة وثلاثين ميلاً.
قال العلامة ابن عثيمين: إذا أذن المؤذن أدبر الشيطان وله ضراط كراهة أن يسمع ذكر الله عز وجل وهذا هو معنى قوله تعالى من شر الوسواس الخناس الذي يخنس عند ذكر الله عز وجل ويختفي ويبعد لأن الشيطان أكره ما عنده عبادة الله وأبغض ما عنده من الرجال عباد الله وأحب ما يحب الشرك بالله عز وجل والمعاصي لأنه يأمر بالفحشاء {الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء} فيحب من الناس أن يأتوا ما لم يأمر الله به ويكره أن يأتوا ما أمر الله عز وجل فإذا أذن المؤذن ولى وأبعد عن مكان الأذان حتى يخرج بعيدا عن البلاد لئلا يسمع الأذان فإذا انتهى الأذان أقبل حتى يغوي بني آدم فإذا أقيمت الصلاة فإنه في حال الإقامة أيضا يولي ويدبر ثم إذا فرغت الإقامة أقبل حتى يحول بين المرء وقلبه في صلاته يقول له اذكر كذا اذكر كذا اذكر كذا... حتى لا يطيق المصلي وهذا أمر يشهد له الواقع فإن الإنسان أحيانا ينسى أشياء فإذا دخل في الصلاة فتح الشيطان عليه باب التذكر حتى جعل يذكرها ويذكر أن رجلاً جاء إلى أبي حنيفة رحمه الله وقال إنه استودع وديعة ونسيها فقال له اذهب فتوضأ فصل ركعتين وستذكرها ففعل الرجل فتوضأ ودخل في الصلاة فذكره إياها الشيطان وهذا أمر يشهد له الواقع وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم أراد النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث فائدتان عظيمتان, بيان فضل الأذان وأنه يطرد الشياطين ولهذا استحب الكثير من العلماء إذا ولد المولود أول ما يولد أن يؤذن في أذنه حتى يطرد الشيطان عنه وبعضهم يقول: يؤذن في أذنه حتى يكون أول ما يسمع ذكر الله عز وجل وعلى كل حال فالأذان يطرد الشياطين ولكن هل إذا أذن الإنسان في غير وقت الأذان هل يطرد الشياطين؟ الله أعلم لكن ذكر الله على سبيل العموم يطرد الشياطين لأن معنى الخناس الذي يخنس عند ذكر الله عز وجل.
*التثويب في أذان الفجر: قال العلامة الألباني: إنما يشرع التثويب في الأذان الأول للصبح، الذي يكون قبل دخول الوقت بنحو ربع ساعة تقريباً، لحديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: "كان في الأذان الأول بعد الفلاح: الصلاة خير من النوم مرتين".
رواه البيهقي، وكذا الطحاوي في "شرح المعاني"، وإسناده حسن كما قال الحافظ.
وحديث أبي محذورة مطلق، وهو يشمل الأذانين، لكن الأذان الثاني غير مراد، لأنه جاء مقيداً في رواية أخرى بلفظ: "وإذا أذنت بالأول من الصبح فقل: الصلاة خير من النوم، الصلاة خير من النوم".
أخرجه أبو داود والنسائي والطحاوي وغيرهم، وهو مخرج في "صحيح أبي داود"، فاتفق حديثه مع حديث ابن عمر، ولهذا قال الصنعاني في "سبل السلام" عقب لفظ النسائي: "وفي هذا تقييد لما أطلقته الروايات.
قال ابن رسلان: وصحح هذه الرواية ابن خزيمة. قال: فشرعية التثويب إنما هي في الأذان الأول للفجر، لأنه لإيقاظ النائم، وأما الأذان الثاني فإنه إعلام بدخول الوقت، ودعاء إلى الصلاة. اه من "تخريج الزركشي لأحاديث الرافعي".
ومثل ذلك في "سنن البيهقي الكبرى" عن أبي محذورة: أنه كان يثوب في الأذان الأول من الصبح بأمره صلى الله عليه وسلم. قلت: وعلى هذا ليس "الصلاة خير من النوم" من ألفاظ الأذان المشروع للدعاء إلى الصلاة والإخبار بدخول وقتها، بل هو من الألفاظ التي شرعت لإيقاظ النائم، فهو كألفاظ التسبيح الأخير الذي اعتاده الناس في هذه الأعصار المتأخرة عوضا عن الأذان الأول".
قلت: وإنما أطلت الكلام في هذه المسألة لجريان العمل من أكثر المؤذنين في البلاد الإسلامية على خلاف السنة فيها أولاً، ولقلة من صرح بها من المؤلفين ثانياً، فان جمهورهم -ومن ورائهم السيد سابق- يقتصرون على إجمال القول فيها، ولا يبينون أنه في الأذان الأول من الفجر كما جاء ذلك صراحة في الأحاديث الصحيحة، خلافاً للبيان المتقدم من ابن رسلان والصنعاني جزاهما الله خيراً.
ومما سبق يتبين أن جعل التثويب في الأذان الثاني بدعة مخالفة للسنة، وتزداد المخالفة حين يعرضون عن الأذان الأول بالكلية، ويصرون على التثويب في الثاني، فما أحراهم بقوله تعالى: (أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير)، (لو كانوا يعلمون). |
| | | أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 51967 العمر : 72
| موضوع: رد: 30 فَضِيلَةً للأَذَان الإثنين 16 يوليو 2018, 6:01 am | |
| 26.وَدُعَاءٌ عِنْدَ الأَذَان مأثور يغفرُ لك بسبَبِهِ العَزِيزُ الغَفُور: فعَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) أَنَّهُ قَالَ: «مَنْ قَالَ حِينَ يَسْمَعُ الْمُؤَذِّنَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، رَضِيتُ بِاللهِ رَبًّا وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولًا، وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا، غُفِرَ لَهُ ذَنْبُهُ».
قال العلامة أبو الحسن المباركفوري: قوله: (من قال حين يسمع المؤذن) أي قوله، وهو يحتمل أن يكون المراد به حين يسمع تشهده الأول أو الأخير، وهو قوله آخر الأذان: لا إله إلا الله، وهو أنسب، ويمكن أن يكون معنى يسمع يجيب، فيكون صريحاً في المقصود وأن الثواب المذكور مرتب على الإجابة بكمالها مع هذه الزيادة، ولأن قوله بهذه الشهادة في أثناء الأذان ربما يفوته الإجابة في بعض الكلمات الآتية. كذا في المرقاة. (أشهد) الخ.
كذا في رواية لمسلم بغير لفظ أنا، وبغير الواو، وفي أخرى له: وأنا أشهد، وكذا وقع عند أحمد والترمذي وأبي داود والنسائي وابن ماجه. قال السندي في حاشية النسائي: قوله حين يسمع المؤذن أي يقول: أشهد أن لا إله إلا الله، فقوله: وأنا أشهد، عطف على قول المؤذن، أي وأنا أشهد كما تشهد.
(رضيت بالله رباً) تمييز، أي بربوبيته، وبجميع قضائه وقدره، وقيل: حال أي مربياً، ومالكاً، وسيداً، ومصلحاً.
(وبمحمد رسولاً) أي بجميع ما أرسل به، وبلغه إلينا من الأمور الاعتقادية وغيرها.
(وبالإسلام) أي بجميع أحكام الإسلام من الأوامر والنواهي. (ديناً) أو إعتقاداً أو انقياداً.
(غفر له ذنبه) أى من الصغائر جزاء لقوله من قال حين يسمع المؤذن.
27.ودُعاء يسير حِينَ تَسْمَعُ النِّدَاءَ يشفع لك بسببه خَاتَمُ الأنبيَاء: فعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) قَالَ: "مَنْ قَالَ حِينَ يَسْمَعُ النِّدَاءَ: اللَّهُمَّ رَبَّ هَذِهِ الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ، وَالصَّلاَةِ القَائِمَةِ آتِ مُحَمَّدًا الوَسِيلَةَ وَالفَضِيلَةَ، وَابْعَثْهُ مَقَامًا مَحْمُودًا الَّذِي وَعَدْتَهُ، حَلَّتْ لَهُ شَفَاعَتِي يَوْمَ القِيَامَةِ".
(اللهم) يعني ياالله وَالْمِيمُ عِوَضٌ عَنِ الْيَاءِ فَلِذَلِكَ لَا يَجْتَمِعَانِ.
قَالَهُ الْعَيْنِيُّ (رَبَّ) مَنْصُوبٌ عَلَى النِّدَاءِ وَيَجُوزُ رَفْعُهُ عَلَى أَنَّهُ خَبَرُ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ أَيْ أَنْتَ رَبُّ هَذِهِ الدَّعْوَةِ وَالرَّبُّ الْمُرَبِّي الْمُصْلِحُ لِلشَّأْنِ وَلَمْ يُطْلِقُوا الرَّبَّ إِلَّا فِي اللَّهِ وحده وفي غيره على التقييد با ضافة كَقَوْلِهِمْ رَبُّ الدَّارِ وَنَحْوَهُ قَالَهُ الْعَيْنِيُّ (هَذِهِ الدَّعْوَةِ) بِفَتْحِ الدَّالِ وَفِي الْمُحْكَمِ الدَّعْوَةُ وَالدِّعْوَةُ بِالْفَتْحِ وَالْكَسْرِ.
قُلْتُ قَالُوا الدَّعْوَةُ بِالْفَتْحِ فِي الطَّعَامِ وَالدِّعْوَةِ بِالْكَسْرِ فِي النَّسَبِ وَالدُّعْوَةُ بِالضَّمِّ في الحرب والمراد بالدعوة ها هنا أَلْفَاظُ الْأَذَانِ الَّتِي يُدْعَى بِهَا الشَّخْصُ إِلَى عِبَادَةِ اللَّهِ تَعَالَى.
قَالَهُ الْعَيْنِيُّ وَفِي الْفَتْحِ زَادَ الْبَيْهَقِيُّ مِنْ طَرِيقِ مُحَمَّدِ بْنِ عَوْنٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَيَّاشٍ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ هَذِهِ الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ وَالْمُرَادُ بِهَا دَعْوَةُ التوحيد كقوله تعالى له دعوة الحق (التَّامَّةِ) صِفَةٌ لِلدَّعْوَةِ وُصِفَتْ بِالتَّمَامِ لِأَنَّ الشَّرِكَةَ نَقْصٌ أَوِ التَّامَّةِ الَّتِي لَا يَدْخُلُهَا تَغْيِيرٌ وَلَا تَبْدِيلٌ بَلْ هِيَ بَاقِيَةٌ إِلَى يَوْمِ النُّشُورِ أَوْ لِأَنَّهَا هِيَ الَّتِي تَسْتَحِقُّ صِفَةَ التمام وما سواها فمعرض للفساد.
وقال بن التِّينِ وُصِفَتْ بِالتَّامَّةِ لِأَنَّ فِيهَا أَتَمَّ الْقَوْلِ وَهُوَ لَا إِلَهِ إِلَّا اللَّهُ.
وَقَالَ الطِّيبِيُّ مِنْ أَوَّلِهِ إِلَى قَوْلِهِ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ هِيَ الدَّعْوَةُ التَّامَّةُ (وَالصَّلَاةِ الْقَائِمَةِ) أَيِ الدَّائِمَةِ الَّتِي لَا يُغَيِّرُهَا مِلَّةٌ وَلَا يَنْسَخُهَا شَرِيعَةٌ وأنها قائمة ما دامت السماوات وَالْأَرْضُ (آتِ) أَيِ اعْطِ وَهُوَ أَمْرٌ مِنَ الْإِيتَاءِ وَهُوَ الْإِعْطَاءُ (الْوَسِيلَةَ) هِيَ الْمَنْزِلَةُ الْعَلِيَّةُ وَقَدْ فَسَّرَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَوْلِهِ فَإِنَّهَا مَنْزِلَةٌ فِي الْجَنَّةِ كَمَا مَرَّ فِي الْحَدِيثِ السَّابِقِ وَوَقَعَ هَذَا التَّفْسِيرُ فِي رِوَايَةِ مُسْلِمٍ أَيْضًا (وَالْفَضِيلَةَ) أَيِ الْمَرْتَبَةَ الزَّائِدَةَ عَلَى سَائِرِ الْخَلَائِقِ وَيَحْتَمِلُ أَنْ تَكُونَ مَنْزِلَةٌ أُخْرَى أَوْ تَفْسِيرًا لِلْوَسِيلَةِ (وَابْعَثْهُ مَقَامًا مَحْمُودًا) أَيْ يُحْمَدُ الْقَائِمُ فِيهِ وَهُوَ مُطْلَقٌ فِي كُلِّ مَا يَجْلُبُ الْحَمْدَ مِنْ أَنْوَاعِ الْكَرَامَاتِ وَنُصِبَ عَلَى الظَّرْفِيَّةِ أَيِ ابْعَثْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَقِمْهُ مَقَامًا مَحْمُودًا أَوْ ضَمَّنَ ابْعَثْهُ مَعْنَى أَقِمْهُ أَوْ عَلَى أَنَّهُ مَفْعُولٌ بِهِ وَمَعْنَى ابْعَثْهُ أَعْطِهِ وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ حَالًا أَيِ ابْعَثْهُ ذَا مَقَامٍ مَحْمُودِ. قَالَهُ الْحَافِظُ.
وَقَالَ فِي الْمِرْقَاةِ وَإِنَّمَا نَكَّرَ الْمَقَامِ لِلتَّفْخِيمِ أَيْ مَقَامًا يَغْبِطُهُ الْأَوَّلُونَ وَالْآخِرُونَ مَحْمُودًا يَكِلُّ عَنْ أَوْصَافِهِ أَلْسِنَةُ الْحَامِدِينَ. (الَّذِي وَعَدْتَهُ) زَادَ فِي رِوَايَةِ الْبَيْهَقِيِّ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ وَقَالَ الطِّيبِيُّ الْمُرَادُ بِذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى عَسَى أَنْ يبعثك ربك مقاما محمودا وَأُطْلِقَ عَلَيْهِ الْوَعْدُ لِأَنَّ عَسَى مِنَ اللَّهِ واقع كما صح عن بن عُيَيْنَةَ وَغَيْرِهِ وَالْمَوْصُولُ إِمَّا بَدَلٌ أَوْ عَطْفُ بَيَانٍ أَوْ خَبَرُ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ وَلَيْسَ صِفَةً للنكرة.
ووقع في رواية النسائي وبن خُزَيْمَةَ وَغَيْرِهِمَا الْمَقَامُ الْمَحْمُودُ بِالْأَلِفِ وَاللَّامِ فَيَصِحُّ وصفه بالموصول.
قال بن الْجَوْزِيِّ وَالْأَكْثَرُ عَلَى أَنَّ الْمُرَادَ بِالْمَقَامِ الْمَحْمُودِ الشَّفَاعَةُ وَقِيلَ إِجْلَاسِهِ عَلَى الْعَرْشِ وَقِيلَ عَلَى الكرسي ووقع في صحيح بن حِبَّانَ مِنْ حَدِيثِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ مَرْفُوعًا يَبْعَثُ اللَّهُ النَّاسَ فَيَكْسُونِي رَبِّي حُلَّةً خَضْرَاءَ فَأَقُولُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ أَقُولَ فَذَلِكَ الْمَقَامُ الْمَحْمُودُ وَيَظْهَرُ أَنَّ الْمُرَادُ بِالْقَوْلِ الْمَذْكُورِ هُوَ الثَّنَاءُ الَّذِي يُقَدِّمُهُ بَيْنَ يَدَيِ الشَّفَاعَةِ وَيَظْهَرُ أَنَّ الْمَقَامَ الْمَحْمُودَ هُوَ مَجْمُوعُ مَا يَحْصُلُ لَهُ فِي تِلْكَ الْحَالَةِ قَالَهُ الْحَافِظُ (إلا) وفي البخاري بدون إلا وهو الظواهر وَأَمَّا مَعَ إِلَّا فَيُجْعَلُ مَنْ فِي قَوْلِهِ مَنْ قَالَ اسْتِفْهَامِيَّةٌ لِلْإِنْكَارِ قَالَهُ فِي فَتْحِ الْوَدُودِ (حَلَّتْ لَهُ) أَيْ وَجَبَتْ وَثَبَتَتْ (الشَّفَاعَةُ) فِيهِ بِشَارَةٌ إِلَى حُسْنِ الْخَاتِمَةِ وَالْحَضُّ عَلَى الدُّعَاءِ فِي أَوْقَاتِ الصَّلَوَاتِ لِأَنَّهُ حَالُ رَجَاءِ الْإِجَابَةِ.
28.والدُّعَاءُ بَعْدَ الأَذَان مُسْتَجَابٌ بِإِذنِ الرحيمِ الرحمن: عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما: أنّ رجلاً قال: يا رسولَ الله! إن المؤذّنين يَفْضُلونَنَا، فقال رسول الله ((صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)): "قلْ كما يقولون، فإذا انتهيتَ فَسَلْ؛ تُعطَه".
وعن أنسِ بنِ مالكٍ رضي الله عنه أن رسول الله ((صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)) قال: "الدعاءُ بين الأذان والإقامة لا يُردُّ".
وعن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: قال رسول الله ((صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)): "ساعتان تُفتَح فيهما أبوابُ السماء، وقلّما تُرَدُّ على داعٍ دعوتُه؛ عند حضور النِّداةِ، والصفِّ في سبيل الله".
وفي لفظ قال: "ثِنْتانِ لا تُرَدّان -أو قلّما يُردّان-: الدعاءُ عند النداءِ، وعند البأْسِ؛ حين يُلحِمُ بعضهم بعضاً".
قال العلامة أبو الحسن المباركفوري: قوله: (لا يرد الدعاء بين الأذان والإقامة) بل يقبل ويُستجاب، يعني فادعوا كما في رواية ابن حبان، وفيه دليل على قبول الدعاء في هذا الوقت، إذ عدم الرد يراد به القبول، ولفظ الدعاء بإطلاقه شامل لكل دعاء، ولابد من تقييده بما في الأحاديث الأخرى الصحيحة من أنه ما لم يكن دعاء بإثم أو قطيعة رحم، فالدعاء في هذا الوقت مستجاب لكن بعد جمع شروط الدعاء وأركانه وآدابه، فإن تخلف شيء منها فلا يلوم إلا نفسه.
29- 30: إذا أُقِيمَ للصلاةِ فُتحتْ أبوابُ السماء، واستُجيبَ الدعاءُ عن جابرٍ رضي الله عنه؛ أن النبي -(صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)- قال: "إذا ثُوَّبَ بالصلاةِ فُتحتْ أبوابُ السماء، واستُجيبَ الدعاءُ". ***** حُسنُ خَاتِمَةِ المُؤذنين: وفاة مؤذن مسجد في دمياط أثناء رفع الأذان لفظ الحاج حسن ربيع “مؤذن مسجد” التوحيد برأس البر التابع إلى محافظه دمياط أنفاسه الأخيرة يوم الجمعة الماضية وذلك اثناء رفع الاذان.
حيث قال أحد المترددين على المسجد بالمدينه حول “مؤذن مسجد” “إنه كان بين الحين والآخر يتكلم عن حسن الخاتمة لبعض الناس ويقول: " نفسي ربنا يختم لي خاتمة حسنة".
يُذكر أن الحاج حسن “مؤذن مسجد” قد صلي صلاه الجمعة وبالتزامن مع رفع أذان العصر وأثناء الأذان قال :أشهد ألا إله إلا الله, ولفظ أنفاسه الأخيرة فيما تجمع الأهالي والمصلين حوله إلا إنه قد فارق الحياة. وما إن وصل إلى آخر كلمات الأذان: لا إله إلا الله خر ساقطاً على الفراش. رجل عاش أربعين سنة يؤذن للصلاة لا يبتغي إلا وجه الله، وقبل الموت مرض مرضاً شديداً فأقعده في الفراش وأفقده النطق، فعجز عن الذهاب إلى المسجد، فلما اشتد عليه المرض بكى ورأى المحيطون به على وجهه أمارات الضيق وكأنه يخاطب نفسه قائلاً: يا رب أؤذن لك أربعين سنة وأنت تعلم أني ما ابتغيت الأجر إلا منك، وأُحرم من الأذان في آخر لحظات حياتي، ثم تتغير ملامح هذا الوجه إلى البشر والسرور ويقسم أبناؤه أنه لما حان وقت الأذان وقف على فراشه واتجه إلى القبلة ورفع الأذان في غرفته، وما إن وصل إلى آخر كلمات الأذان: لا إله إلا الله خر ساقطاً على الفراش، فأسرع إليه بنوه فوجدوه قد مات. مؤذن في جدة يلفظ أنفاسه الأخيرة وهو يقرأ القرآن أثناء صلاة الفجر! صحيفة المرصد: تداول مغردون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو لمؤذن في جدة لفظ أنفاسه الأخيرة و هو يحتضن القران الكريم أثناء صلاة الفجر.
ويظهر في الفيديو رجل مسن تعجب من جلسة المؤذن المتوفي ليسأل عن حاله و لكن جاء الرد صادم من مصور المقطع حينما أشار إلى أنه قد يكون قد فارق الحياة. ***** إذا ما دعا داعي الهدى في المآذنِ وجالَ صَداهُ في القُرى والمَدائنِ أُصَلّي على المختارِ طه وصَحْبِهِ نبيِّ الورى المنصورِ صافي المعادنِ رأيتُ تهاليلَ المنائرِ مُؤْنسي إذا مالَها غيري بشادٍ وشادِنِ وهلْ بُعِثَ الإيمانُ إلاّ بصوتِها ورَفَّتْ تباشيرُ الهدى في المواطِنِ إذا شدَّني صوتُ الأذانِ بسحْرِهِ فما عادَ يُغْريني هزارُ الجنائِنِ يُغَلْغِلُ في صدري شعاعاً من الهدى أراهُ من الأسقامِ والهمِّ صائِني فألقى طيوفَ الأتقياءِ مواكباً تُطاردُ إبليسَ الذي كان شائني إذا ما سرى صوتُ المُؤَذِنِ غَطَّني بنورٍ شفاني من جميع البراثِنِ وعامَ فؤادي في خِضَمٍّ من التقى به تهتدي في النائِباتِ سفائني فكمْ أذكرُ الرحمنَ جَهْراً فأنتشي وأذكرهُ حيناً بِسِرّي وباطني وأجعلُ لَفظَ اللهِ حِرْزاً يصونني من الشَرِّ في صدري وفوق مساكني رأيتُ اسمهُ في المئذناتِ وفي السما وفي الكوكبِ السَّاري وفي كُلِّ كائنِ فكم باسْمِهِ أردى قوياً مُماذِقاً وكم باسْمِهِ رَدَّ الحقوقَ لواهِنِ وكم باسْمِهِ أحيا المواطنَ بالحيا وجادَ على أهلِ البوادي بمازِنِ فيا مئذنات في المساجدِ أذِّني وهَيّجي بلمْحِ النورِ فَيْضَ كوامِني. وَأَخِيرًا إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَحْظَى بِمُضَاعَفَةِ هَذِهِ الأُجُورِ وَالحَسَنَاتِ فَتَذَكَّرْ قَوْلَ سَيِّدِ البَرِّيَّاتِ: «مَنْ دَلَّ عَلَى خَيْرٍ فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِ فَاعِلِهِ».
فَطُوبَي لِكُلِّ مَنْ دَلَّ عَلَى هَذَا الخَيْرِ واتَّقَى مَوْلَاهُ، سَوَاءً بِكَلِمَةٍ أَوْ مَوْعِظَةٍ اِبْتَغَى بِهَا وَجْه اللهِ، كَذَا مِنْ طَبْعَهَا رَجَاءَ ثوابها وَوَزَّعَهَا عَلَى عِبَادِ اللهِ، وَمَنْ بَثَّهَا عَبْرَ القَنَوَاتِ الفَضَائِيَّةِ، أَوْ شَبَكَةِ الإِنْتِرْنِت العَالَمِيَّةِ، وَمِنْ تَرْجَمَهَا إِلَى اللُّغَاتِ الأَجْنَبِيَّةِ، لِتَنْتَفِعَ بِهَا الأُمَّةُ الإِسْلَامِيَّةُ، وَيَكْفِيهُ وَعْدُ سَيِّدِ البَرِّيَّةِ: «نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مِنَّا حَدِيثًا، فَحَفِظَهُ حَتَّى يُبَلِّغَهُ، فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ، وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ لَيْسَ بِفَقِيهٍ».
أَمُــوتُ وَيَبْقَـى كُــلُّ مَــا كَتَبْتُه فيَالَيْتَ مَنْ قَرَأَ دَعَا لَيَا عَسَى الإِلَـــــــهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنَى وَيَغْفِــرَ ليِ سُوءَ فَعَالِيا
كَتَبَهُ أَبُو عَبْدِ الرَحْمَنِ الدكتور: أَحْمَدُ مُصْطَفَى متولي غفر الله له ولوالديه وللمسلمين dr_ahmedmostafa_CP@yahoo.com (حُقُوقُ الطَّبْعِ لِكُلِّ مُسْلِمٍ عَدَا مَنْ غَيَّرَ فِيهِ أَوْ اسْتَخْدَمَهُ فِي أَغْرَاضٍ تِجَارِيَّةٍ). الفِهْرِسُ: مُقَدِّمَةٌ 30 فَضِيلَةً مِنْ فَضَائِلِ الأَذَان 1.شُهودٌ للمؤذنين يوم الدِّين فطوبى للمؤذنين: 2. المؤذن مُؤتَمنٌ: 3.المؤذّنون هُمْ خيارُ عبادِ اللهِ: 4.المؤذّنون أطولُ الناسِ أعناقاً يومَ القيامةِ: 5-8: يُغفَرُ للمؤذن مُنتهى أذانه، وَيستغفرُ له كلُّ رَطبٍ ويابسٍ سَمِعه ويُصَدِّقُه كلُّ رطْبٍ ويابسٍ, وله مثلُ أجرِ من صلّى معه: 9.استغفارُ النبي الأمينِ للمؤذِّنين: 10-12: مَنْ أَذَّنَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً, وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ, وَكُتِبَ لَهُ بِكُلِّ أَذَانٍ سِتُّونَ حَسَنَةً, وَبِكُلِّ إِقَامَةٍ ثَلَاثُونَ حَسَنَةً: 13.أجرُ الأذانِ أجرٌ عظيمٌ: 14-16: ومَنْ أذَّنَ في رَأْسِ شَظِيَّة,عَجَبَ منه وغَفَرَ لَهُ باري البريَّة, وَأَدخلَهُ جنَّةً عليَّة: 17-18: مَنْ أقَامَ الصَّلَاةَ في أَرضٍ فَلَاه؛ صلّى معه مَلَكاه, وإنْ أذنَ وأقام؛ صلى خلفه من جنود الله ما لا يُرى طرفاه: 19. الأذان سببٌ للإِجَارَةِ من النيرَانِ: 20.وترديدُ الأذان من هدى النبي العَدنَان: 21..وترديدُ الأذان سببٌ لدخولِ الجنانِ: 22-23: مَنْ رَدَّدَ الأذان ثُمَّ صَلَّى عَلَى النبيِّ وسألَ لَهُ الوَسيلَةَ صلّى الله عليه بها عشراً، وَحَلَّتْ لَهُ الشَفَاعَةُ: 24-25: إذا نوديَ بالصلاةِ أدبَرَ الشيطانُ وإذا ثُوِّبَ أدبَرَ: * التثويب في أذان الفجر: 26.وَدُعَاءٌ عِنْدَ الأَذَان مأثور يغفرُ لك بسبَبِهِ العَزِيزُ الغَفُور: 27.ودُعاء يسير حِينَ تَسْمَعُ النِّدَاءَ يشفع لك بسببه خَاتَمُ الأنبياء... 28.والدُّعَاءُ بَعْدَ الأَذَان مُسْتَجَابٌ بِإِذنِ الرحيمِ الرحمن: 29-30: إذا أُقِيمَ للصلاةِ فُتحتْ أبوابُ السماء، واستُجيبَ الدعاءُ حُسنُ خَاتِمَةِ المُؤذنين وفاه مؤذن مسجد في دمياط أثناء رفع الاذان وما إن وصل إلى آخر كلمات الأذان: لا إله إلا الله خر ساقطاً على الفراش مؤذن في جدة يلفظ أنفاسه الأخيرة وهو يقرأ القرآن أثناء صلاة الفجر! وَأَخِيرًا الفِهْرِسُ |
| | | | 30 فَضِيلَةً للأَذَان | |
|
مواضيع مماثلة | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |