منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
الحــواس فـي القـــرآن الكـــريــم أحكـام صـلاة المـريض وطهـارته إلــــــــى كــــــــــل زوجـيــــــــــن مـــن أقـــــوال شيـــــخ الإســــلام لا عـلـيـك مـا فـاتـك مـن الـدنـيــا رؤية الخاطب مخطوبته قبل العقد شــاعر العـاميــة بيــرم التـونسي أحْلامٌ مِنْ أبِي باراك أوباما كُــــتُـبٌ غَــــــيُّـرَتْ الـعَـالَــــــمْ مــصـــــر التي فـي خــاطـــــري الزعيـم الثــائر أحـمـــد عـــرابي مـحـاسـن العقيـــدة الإسـلامـيـــة الرحـالة: أبي الحسن المسعـودي رضـــي الله عـنـهـــم أجـمـعـــين الأسئلة والأجــوبــة في العقيــدة النـهـضــة اليـابـانـيــة الـحـديثــة الحجاج بـن يــوســف الـثـقـفــي قـصــة حـيـاة ألـبرت أيـنـشـتــاين الأمثـــال لأبـي عبيــد ابن ســلام الإسـلام بيـن الـعـلـم والـمــدنـيــة
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

soon after IZHAR UL-HAQ (Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.


 

 المجلد الثاني

اذهب الى الأسفل 
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى



عدد المساهمات : 51501

المجلد الثاني - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المجلد الثاني   المجلد الثاني - صفحة 2 Emptyالأحد 01 يوليو 2018, 1:20 pm

باب ما يجيء من المصادر مثنى منتصباً على إضمار الفعل المتروك إظهاره
وذلك قولك‏:‏ حنانيك كأنه قال‏:‏ تحننا بعد تحنن ‏"‏ كأنه يسترحمه ليرحمه ‏"‏ ولكنهم حذفوا الفعل لأنه صار بدلاً منه‏.‏

ولا يكون هذا مثنى إلا في حال إضافة كما لم يكن سبحان الله ومعاذ الله إلا مضافاً‏.‏

فحنانيك لا يتصرف كما لا يتصرف سبحان الله وما أشبه ذلك‏.‏

قال الشاعر وهو طرفة بن العبد‏:‏ أبا منذر أفنيت فاستبق بعضنا حنانيك بعض الشر أهون من بعض وزعم الخليل رحمه الله أن معنى التثنية أنه أراد تحننا بعد تحنن كأنه قال‏:‏ كلما كنت في رحمة وخير منك فلا ينقطعن وليكن موصولاً بآخر من رحمتك‏.‏

ومثل ذلك‏:‏ لبيك وسعديك وسمعنا من العرب من يقول‏:‏ سبحان الله وحنانيه كأنه قال‏:‏ سبحان الله واسترحاماً كما قال‏:‏ سبحان الله وريحانه يريد‏:‏ واسترزاقه‏.‏

وأما قولك‏:‏ لبيك وسعديك فانتصب ‏"‏ هذا ‏"‏ كما انتصب سبحان الله وهو أيضاً بمنزلة قولك إذا أخبرت‏:‏ سمعاً وطاعة‏.‏

إلا أن لبيك لا يتصرف كما أن سبحان الله وعمرك الله وقعدك الله لا يتصرف‏.‏

ومن العرب من يقول‏:‏ سمع وطاعة أي أمرى سمع وطاعة بمنزلة‏:‏ فقالت حنان ما أتى بك هاهنا وكما قال‏:‏ سلام‏.‏

والذي يرتفع عليه حنان وسمع وطاعة غير مستعمل كما أن الذي ينتصب عليه لبيك وسبحان الله غير مستعمل‏.‏

وإذا قال‏:‏ سمعاً وطاعة فهو في تزجية السمع والطاعة كما قال‏:‏ حمداً وشكراً على هذا التفسير‏.‏

ومثل ذلك‏:‏ حذاريك كأنه قال‏:‏ ليكن منك حذر بعد حذر كما أنه أراد بقوله لبيك وسعديك‏:‏ إجابة بعد إجابة كأنه قال‏:‏ كلما أجبتك في أمر فأنا في ‏"‏ الأمر ‏"‏ الآخر مجيب وكأن هذه التثنية أشد توكيداً‏.‏

ومثله إذا أنه قد يكون حالاً وقع عليه الفعل قول الشاعر وهو عبد بني الحسحاس‏:‏ إذا شق برد شق بالبرد مثله دواليك حتى ليس للبرد لابس أي مداولتك ومداولة ‏"‏ لك ‏"‏‏.‏
وإن شاء كان حالاً‏.‏

ومثله أيضاً‏:‏ ضرباً هذاذيك وطعناً وخضاً ومعنى ‏"‏ تثنية ‏"‏ دواليك أنه فعل من اثنين لأني إذا داولت فمن كل واحد منا فعل‏.‏

وكذلك هذاذيك كأنه يقلو‏:‏ هذا بعد هذ من كل وجه‏.‏

وإن شاء حمله على أن الفعل وقع هذاً بعد هذا ‏"‏ فنصبه ‏"‏ على الحال‏.‏

وزعم يونس أن لبيك اسم واحد ولكنه جاء على ‏"‏ هذا ‏"‏ اللفظ في الإضافة كقولك‏:‏ عليك‏.‏

وزعم الخليل أنها تثنية بمنزلة حواليك لأنا سمعناهم يقولون‏:‏ حنان‏.‏

وبعض العرب يقول‏:‏ ‏"‏ لب ‏"‏ فيجريه مجرى أمس وغاق ولكن موضعه نصب‏.‏

وحواليك بمنزلة حنانيك‏.‏

ولست تحتاج في هذا الباب إلى أن تفرد لأنك إذا أظهرت الاسم تبين أنه ليس بمنزلة عليك وقد قالوا‏:‏ حوالك ‏"‏ فأفردوا ‏"‏ كما قالوا‏:‏ حنان‏.‏

قال الراجز‏:‏ أهدموا بيتك لا أبا لكا وحسبوا أنك لا أخا لكا وأنا أمشي الدألى حوالكا وقال‏:‏ دعوت لما نابني مسوراً فلبي فلبي يدي مسور فلو كان بمنزلة على لقال‏:‏ فلبي يدي مسور لأنك تقول‏:‏ على زيد وإذا أظهرت الاسم‏.‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى



عدد المساهمات : 51501

المجلد الثاني - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المجلد الثاني   المجلد الثاني - صفحة 2 Emptyالأحد 01 يوليو 2018, 1:25 pm

باب ذكر معنى لبيك وسعديك
المجلد الثاني - صفحة 2 1910
وما اشتقا منه وإنما ذكر ليبين لك وجه نصبه كما ذكر معنى سبحان الله‏.‏

حدثنا أبو الخطاب أنه يقال للرجل المداوم على الشيء لا يفارقه ولا يقلع عنه‏:‏ قد ألب فلان على كذا وكذا‏.‏

ويقال‏:‏ قد أسعد فلان فلاناً على أمره وساعده فالإلباب والمساعدة دنو ومتابعة‏:‏ إذا ألب على الشيء فهو لا يفارقه وإذا أسعده فقد تابعه‏.‏

فكأنه إذا قال الرجل للرجل‏:‏ يا فلان فقال‏:‏ لبيك وسعديك فقد قال له‏:‏ قرباً منك ومتابعة لك‏.‏

فهذا تمثيل وإن كان لا يستعمل في الكلام كما كان براءة الله تمثيلاً لسبحان الله ولم يستعمل‏.‏

وكذلك إذا قال‏:‏ لبيك وسعديك يعني بذلك الله عز وجل فكأنه قال‏:‏ أي رب لا أنأى عنك في شيء تأمرني به‏.‏

فإذا فعل ذلك فقد تقرب إلى الله بهواه‏.‏

وأما قوله‏:‏ وسعديك فكأنه يقول‏:‏ أنا متابع أمرك وأولياءك غير مخالف‏.‏

فإذا فعل ذلك فقد تابع وطاوع وأطاع‏.‏

وإنما حملنا على تفسير لبيك وسعديك لنوضح به وجه نصبهما لأنهما ليسا بمنزلة سقياً وحمداً وما أشبه هذا‏.‏

ألا ترى أنك تقول للسائل عن تفسير سقياً وحمداً‏:‏ إنما هو سقاك الله سقياً وأحمد الله حمداً وتقول‏:‏ حمداً بدل من أحمد الله وسقياً بدل من سقاك الله‏.‏

ولا تقدر أن تقول‏:‏ ألبك لباً وأسعدك سعداً ولا تقول‏:‏ سعداً بدل من أسعد ولا لباً بدل من ألب‏.‏

فلما لم يكن ذاك فيه التمس له شيء من غير لفظه معناه كبراءة الله حين ذكرناها لنبين معنى سبحان الله‏.‏

فالتمست ‏"‏ ذلك ‏"‏ للبيك وسعديك واللفظ الذي اشتقا منه إذ لم يكونا فيه بمنزلة الحمد والسقي في فعلهما ولا يتصرفان تصرفهما‏.‏

فمعناهما القرب والمتابعة فمثلت بهما النصب في لبيك وسعديك كما مثلت ببراءة النصب في سبحان الله‏.‏

ومثل ذلك تمثيلك‏:‏ أفة وتفة إذا سئلت عنهما بقولك‏:‏ أنتنا لأن معناهما وحدهما واحد مثل تمثيلك بهراً بتباً ودفراً بنتناً‏.‏

وأما قولهم‏:‏ سبح ولبى وأفف فإنهما أراد أن يخبرك أنه قد لفظ بسبحان الله وبلبيك وبأف فصار هذا بمنزلة قوله‏:‏ قد دعدع وقد بأبأ إذا سمعته يلفظ بدع وبقوله‏:‏ بأبي‏.‏

ويدلك على ذلك قولهم‏:‏ هلل إذا قال‏:‏ لا إله إلا الله‏.‏

وإنما ذكرت هلل وما أشبهها لتقول قد لفظ بهذا‏.‏

ولو كان هذا بمنزلة كلمته من الكلام لكان سبحان ‏"‏ الله ‏"‏ ولب وسعد مصادر مستعملة متصرفة في الجر والرفع والنصب والألف واللام ولكن سبحت ولبيت بمنزلة هللت ودعدعت إذا قال‏:‏ دع ولا إله إلا الله‏.‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى



عدد المساهمات : 51501

المجلد الثاني - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المجلد الثاني   المجلد الثاني - صفحة 2 Emptyالأحد 01 يوليو 2018, 1:29 pm

باب ما ينتصب فيه المصدر المشبه به على إضمار الفعل المتروك إظهاره
المجلد الثاني - صفحة 2 1910
وذلك قولك‏:‏ مررت به فإذا له صوت صوت حمار ومررت به فإذا له صراخ صراخ الثكلى‏.‏ ‏

"‏ و ‏"‏ قال الشاعر وهو النابغة الذبياني‏:‏ مقذوفة بدخيس النحض بازلها له صريف صريف القعو بالمسد وقال‏:‏ لها بعد إسناد الكليم وهدئه ورنة من يبكى إذا كان باكيا فإنما انتصب هذا لأنك مررت به في حال تصويت ولم ترد أن تجعل الآخر صفة للأول ولا بدلاً منه‏.‏

ولكنك لما قلت‏:‏ له صوت علم أنه قد كان ثم عمل فصار قولك‏:‏ له صوت بمنزلة قولك‏:‏ فإذا هو يصوت فحملت الثاني على المعنى‏.‏

وهذا شبيه في النصب لا في المعنى بقوله تبارك وتعالى‏:‏ ‏"‏ وجاعل الليل سكناً والشمس والقمر حسبانا ‏"‏ لأنه حين قال‏:‏ ‏"‏جاعل الليل‏"‏ فقد علم القارئ أنه على معنى جعل ‏"‏ فصار كأنه قال‏:‏ وجعل الليل سكناً ‏"‏ وحمل الثاني على المعنى‏.‏ 

فكذلك ‏"‏ له ‏"‏ صوت فكأنه قال‏:‏ فإذا هو يصوت ‏"‏ فحمله على المعنى فنصبه كأنه توهم بعد قوله له صوت‏:‏ يصوت ‏"‏ صوت الحمار أو يبديه أو يخرجه صوت حمار ولكنه حذف هذا لأنه صار ‏"‏ له صوت ‏"‏ بدلاً منه‏.‏

فإذا قلت‏:‏ مررت به ‏"‏ فإذا هو ‏"‏ يصوت صوت الحمار فعلى الفعل غير حال‏.‏

فإن قلت‏:‏ صوت حمار ‏"‏ فألقيت الألف واللام ‏"‏ فعلى إضمارك فعلاً بعد الفعل المظهر سوى الفعل المظهر وتجعل صوت حمار مثالاً عليه يخرج الصوت أو حالاً كما أردت ذلك حين قلت‏:‏ فإذا له صوت‏.‏

وإن شئت أوصلت إليه يصوت فجعلته العامل فيه كقولك‏:‏ يذهب ذهاباً‏.‏

ومثل ذلك‏:‏ مررت به فإذا له دفع دفعك الضعيف‏.‏

ومثل ذلك أيضاً‏:‏ مررت به فإذا له دق دقك بالمنحاز حب الفلفل‏.‏

ويدلك ‏"‏ على أنك ‏"‏ إذا قلت‏:‏ ‏"‏ فإذا ‏"‏ له صوت صوت حمار فقد أضمرت فعلاً بعد ‏"‏ له صوت ‏"‏ وصوت حمار انتصب على أنه مثال أو حال يخرج عليه الفعل أنك إذا أظهرت الفعل الذي لا يكون المصدر بدلاً منه احتجت إلى فعل آخر تضمره‏.‏

فمن ذلك قول الشاعر‏:‏ إذا رأتني سقط أبصارها دأب بكار شايحت بكارها ويكون على غير الحال ‏"‏ وإن شئت بفعل مضمر كأنك قلت‏:‏ تدأب فيكون أيضاً مفعولاً وحالاً كما يكون غير حال ‏"‏‏.‏

فما لا يكون حالاً ويكون على الفعل قول الشاعر وهو رؤبة‏:‏ لوحها من بعد بدن وسنق تضميرك السابق يطوى للسبق ‏"‏ وإن شئت كان على‏:‏ أضمرها وإن شئت كان على‏:‏ لوحها لأن تلويحه تضمير ‏"‏‏.‏

ومثله قوله وهو العجاج‏:‏ ناج طواه الأين مما وجفا طي الليالي زلفاً فزلفا سماوة الهلال حتى احقوقفا وقد يجوز أن تضمر فعلاً آخر كما أضمرت بعد ‏"‏ له صوت ‏"‏ يدلك على ذلك أنك لو أظهرت فعلاً لا يجوز أن يكون المصدر مفعولاً عليه صار بمنزلة‏:‏ له صوت وذلك قوله وهو أبو كبير ما إن يمس الأرض إلا منكب منه وحرف الساق طي المحمل صار ‏"‏ ما إن يمس الأرض ‏"‏ بمنزلة له طي لأنه إذا ذكر ذا عرف أنه طيان‏.‏

وقد يدخل في صوت حمار‏:‏ إنما أنت شرب الإبل ‏"‏ إذا ‏"‏ مثل ‏"‏ بقوله ‏"‏‏:‏ إنما أنت شرباً‏.‏

فما كان معرفة كان مفعولاً ولم يكن حالاً وشركته النكرة‏.‏ 

وإن شئت جعلته حالاً عليه وقع الأمر وهو تشبيهه للأول يدلك على ذلك أنك لو أدخلت ‏"‏ مثل ‏"‏ ههنا كان حسناً وكان نصباً فإذا أخرجت ‏"‏ مثل ‏"‏ قام المصدر النكرة مقام مثل لأنه مثله نكرة فدخول مثل يدلك على أنه تشبيه‏.‏

فإذا قلت‏:‏ فإذا هو يصوت صوت حمار فإن شئت نصبت على أنه مثال وقع عليه الصوت وإن شئت نصبت على ما فسرنا وكان غير حال وكأن هذا جواب لقوله‏:‏ على أي حال وكيف ومثله‏.‏

وكأنه قيل له‏:‏ كيف وقع الأمر أو جعل المخاطب بمنزلة من قال ذلك فأراد أن يبين كيف وقع الأمر وعلى أي مثال فانتصب وهو موقوع فيه وعليه وعمل فيه ما قبله وهو الفعل‏.‏

وإذا كان معرفة لم يكن حالاً وكان على فعل مظهر إن جاز أن يعمل فيه أو على مضمر إن لم يجز المظهر كما ينتصب ‏"‏ طي المحمل ‏"‏ على غير ‏"‏ يمس ‏"‏‏.‏

وإن شئت قلت‏:‏ له صوت صوت حمار وله صوت خوار ثور وذلك إذا جعلته صفة وإن كان معرفة لم يجز أن يكون صفة لنكرة كما لا يكون حالاً‏.‏

وسترى هذا مبيناً في بابه إن شاء الله‏.‏

وزعم الخليل أنه يجز له صوت صوت الحمار على الصفة لأنه تشبيه فمن ثم جاز أن توصف النكرة به‏.‏

وزعم الخليل رحمه الله أنه يجوز أن يقول الرجل‏:‏ هذا رجل أخو زيد إذا أردت أن تشبهه بأخي زيد‏.‏

وهذا قبيح ضعيف لا يجوز إلا في موضع الاضطرار ولو جاز هذا لقلت‏:‏ هذا قصير الطويل تريد‏:‏ مثل الطويل‏.‏

فلم يجز هذا كما قبح أن تكون ‏"‏ المعرفة ‏"‏ حالاً للنكرة إلا في الشعر‏.‏

وهو في الصفة أقبح لأنك تنقض ما تكلمت به فلم يجامعه في الحال كما فارقه في الصفة‏.‏

وسيبين لك في بابه إن شاء الله تعالى‏.‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى



عدد المساهمات : 51501

المجلد الثاني - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المجلد الثاني   المجلد الثاني - صفحة 2 Emptyالأحد 01 يوليو 2018, 1:32 pm

هذا باب يختار فيه الرفع
المجلد الثاني - صفحة 2 1910
وذلك قولك‏:‏ له علم علم الفقهاء وله رأي رأي الأصلاء‏.‏

وإنما كان الرفع في هذا الوجه لأن هذه خصال تذكرها في الرجل كالحلم والعلم والفضل ولم ترد أن تخبر بأنك مررت برجل في حال تعلم ولا تفهم ولكنك أردت أن تذكر الرجل بفضل فيه وأن تجعل ذلك خصلة قد استكملها كقولك‏:‏ له حسب حسب الصالحين لأن هذه الأشياء وما يشبهها صارت تحلية عند الناس وعلامات‏.‏

وعلى هذا الوجه رفع الصوت‏.‏

وإن شئت نصبت فقلت‏:‏ له علم علم الفقهاء كأنك مررت به في حال تعلم وتفقه وكأنه لم يستكمل أن يقال‏:‏ له عالم‏.‏

وإنما فرق بين هذا وبين الصوت لأن الصوت علاج وأن العلم صار عندهم بمنزلة اليد والرجل‏.‏

ويدلك على ذلك قولهم‏:‏ له شرف وله دين وله فهم‏.‏

ولو أرادوا أنه يدخل نفسه في الدين ولم يستكمل أن يقال‏:‏ له دين لقالوا‏:‏ يتدين وليس بذلك ويتشرف وليس له شرف ويتفهم وليس له فهم‏.‏

فلما كان هذا اللفظ للذين لم يستكملوا ما كان غير علاج بعد النصب في قولهم‏:‏ له علم علم الفقهاء‏.‏

وإذا قال‏:‏ له علم علم الفقهاء فهو يخبر عما قد استقر فيه قبل رؤيته وقبل سمعه منه أو رآه يتعلم فاستدل بحسن تعلمه على ما عنده من العلم ولم يرد أن يخبر أنه إنما بدأ في علاج العلم في حال ليقه إياه لأن هذا ليس مما يثنى به وإنما الثناء في هذا الموضع أن يخبر بما استقر فيه ولا يخبر أن أمثل شيء كان منه التعلم في حال لقائه‏.‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى



عدد المساهمات : 51501

المجلد الثاني - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المجلد الثاني   المجلد الثاني - صفحة 2 Emptyالأحد 01 يوليو 2018, 1:36 pm

هذا باب ما يختار فيه الرفع إذا ذكرت المصدر الذي يكون علاجاً
المجلد الثاني - صفحة 2 1910
وذلك إذا كان الآخر هو الأول‏.‏

وذلك نحو قولك‏:‏ له صوت صوت حسن لأنك إنما أردت الوصف كأنك قلت‏:‏ له صوت حسن وإنما ذكرت الصوت توكيداً ولم ترد أن تحمله على الفعل لما كان صفة وكان الآخر هو الأول كما قلت‏:‏ ما أنت إلا قائم وقاعد حملت الآخر على أنت لما كان الآخر هو الأول‏.‏

ومثل ذلك‏:‏ له صوت أيما صوت وله صوت مثل صوت الحمار لأن أيا والمثل صفة أبدا‏.‏

وإذا قلت‏:‏ أيما صوت فكأنك قلت‏:‏ له صوت حسن جداً وهذا صوت شبيه بذلك‏.‏

فأي ومثل هما الأول‏.‏

فالرفع في هذا أحسن لأنك ذكرت اسماً يحسن أن يكون هذا الكلام منه يحمل عليه كقولك‏:‏ هذا رجل مثلك وهذا رجل حسن وهذا رجل أيما رجل‏.‏

وأما‏:‏ له صوت صوت حمار فقد علمت أن صوت حمار ليس بالصوت الأول وإنما ‏"‏ جاز ‏"‏ رفعه على سعة الكلام كما جاز لك أن تقول‏:‏ ما أنت إلا سير‏.‏

فكأن الذين يقولون‏:‏ صوت حمار اختاروا هذا كما اختاروا‏:‏ ما أنت إلا سيراً إذ لم يكن الآخر هو الأول فحملوه على فعله كراهة أن يجعلوه من الاسم الذي ليس به كما كرهوا أن يقولوا‏:‏ ما أنت إلا سير إذا لم يكن الآخر هو الأول‏.‏

فحملوه على فعله فصار له صوت صوت حمار ينتصب على فعل مضمر كانتصاب ‏"‏ تضميرك السابق ‏"‏ على الفعل المضمر‏.‏

وإن قلت‏:‏ له صوت أيما صوت أو مثل صوت الحمار أو له صوت صوتاً حسناً جاز‏.‏

زعم ذلك الخليل رحمه الله‏.‏

ويقوي ذلك أن يونس وعيسى جميعاً زعما أن رؤبة كان ينشد هذا البيت نصباً‏:‏ فيها ازدهاف أيما ازدهاف يحمله على الفعل الذي ينصب صوت حمار لأن ذلك الفعل لو ظهر نصب ما كان صفة وما كان غير صفة لأنه ليس باسم تحمل عليه الصفات‏.‏

ألا ترى أنه لو قال‏:‏ مثل تضميرك أو مثل دأب بكار نصب‏.‏

فلما أضمروه فيما يكون غير الأول أضمروه أيضاً فيما يكون هو الأول كأنه قال‏:‏ تزدهف أيما ازدهاف ولكنه حذفه لأن له ازدهاف قد صار بدلاً من الفعل‏.‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى



عدد المساهمات : 51501

المجلد الثاني - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المجلد الثاني   المجلد الثاني - صفحة 2 Emptyالأحد 01 يوليو 2018, 1:40 pm

هذا باب ما الرفع فيه الوجه
المجلد الثاني - صفحة 2 1910
وذلك قولك‏:‏ هذا صوت صوت حمار لأنك لم تذكر فاعلاً ولأن الآخر هو الأول حيث قلت‏:‏ ‏"‏ هذا ‏"‏‏.‏

فالصوت هذا ثم قلت‏:‏ هو صوت حمار لأنك سمعت نهاقاً‏.‏

فلا شك في رفعه‏.‏

وإن شبهت أيضاً فهو رفع لأنك لم تذكر فاعلاً يفعله وإنما ابتدأته كما تبتدئ الأسماء فقلت‏:‏ هذا ثم بنيت عليه شيئاً هو هو فصار كقوله‏:‏ هذا رجل رجل حرب‏.‏

وإذا قلت‏:‏ له صوت فالذي في اللام هو الفاعل وليس الآخر به فلما بنيت أول الكلام كبناء الأسماء كان آخره أن يجعل كالأسماء أحسن وأجود فصار كقولك‏:‏ هذا رأس رأس حمار وهذا رجل أخو حرب إذا أردت الشبه‏.‏

ومن ذلك‏:‏ عليه نوح نوح الحمام على غير صفة لأن الهاء التي في عليه ليست بفاعل كما أنك إذا قلت‏:‏ فيها رجل فالهاء ليست بفاعل فعل بالرجل شيئاً فلما جاء على مثال الأسماء كان الرفع الوجه‏.‏

وإن قلت‏:‏ لهن نوح نوح الحمام فالنصب لأن الهاء هي الفاعلة‏.‏

يدلك على ‏"‏ ذلك ‏"‏ أن الرفع في هذا وفي عليه أحسن لأنك إذا قلت‏:‏ هذا أو عليه فأنت لا تريد أن تقول مررت بهذه الأسماء تفعل فعلاً ولكنك جعلت ‏"‏ عليه ‏"‏ موضعاً للنوح و ‏"‏ هذا ‏"‏ مبنى عليه نفسه‏.‏

ولو نصبت كان وجهاً لأنه إذا قال‏:‏ هذا صوت أو هذا نوح أو عليه نوح فقد علم أن مع النوح والصوت فاعلين فحمله على المعنى كما قال‏:‏ ليبك يزيد ضارع لخصومة ومختبط مما تطيح الطوائح.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى



عدد المساهمات : 51501

المجلد الثاني - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المجلد الثاني   المجلد الثاني - صفحة 2 Emptyالأحد 01 يوليو 2018, 1:42 pm

هذا باب لا يكون فيه إلا الرفع
المجلد الثاني - صفحة 2 1910
وذلك قولك‏:‏ له يد الثور وله رأس رأس الحمار لأن هذا اسم ولا يتوهم على الرجل أنه يصنع يداً ولا رجلاً وليس بفعل‏.‏

وذلك قولك‏:‏ صوته صوت حمار وتلويحه تضميرك السابق ووجدي بها وجد الثكلى لأن هذا ابتداء فالذي يبنى على الابتداء بمنزلة الابتداء‏.‏

ألا ترى أنك تقول‏:‏ زيد أخوك فارتفاعه كارتفاع زيد أبدا فلما ابتدأه وكان محتاجاً إلى ما بعده لم يجعل بدلاً من اللفظ بيصوت وصار كالأسماء‏.‏

قال الشاعر ‏"‏ وهو مزاحم العقيلي ‏"‏‏:‏ وجدي بها وجد المضل بعيره بنخلة لم تعطف عليه العواطف وكذلك لو قلت‏:‏ مررت به فصوته صوت حمار‏.‏

فإن قال‏:‏ فإذا صوته يريد الوجه الذي يسكت عليه دخله نصب لأنه يضمر بعد ما يستغنى عنه‏.‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى



عدد المساهمات : 51501

المجلد الثاني - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المجلد الثاني   المجلد الثاني - صفحة 2 Emptyالثلاثاء 03 يوليو 2018, 9:54 am

باب ما ينتصب من المصادر
المجلد الثاني - صفحة 2 1910
لأنه عذر لوقوع الأمر فانتصب لأنه موقوع له ولأنه تفسير لما قبله لم كان وليس بصفة لما قبله ولا منه فانتصب كما انتصب درهم في قولك‏:‏ عشرون درهماً‏.‏

وذلك قولك‏:‏ فعلت ذاك حذار الشر وفعلت ذاك مخافة فلان وادخار فلان‏.‏

قال الشاعر هو ‏"‏ حاتم ‏"‏ بن عبد الله ‏"‏ الطائي‏:‏ واغفر عوراء الكريم ادخاره وأعرض عن شتم اللئيم تكرما وقال الآخر وهو النابغة الذبياني‏:‏ وحلت بيوتي في يفاع ممنع يخال به راعي الحمولة طائراً حذاراً على أن لا تنال مقادتي ولا نسوتي حتى يمتن حرائرا وقال آخر وهو الحارث بن هشام‏:‏ فصفحت عنهم والأحبة فيهم طمعاً لهم بعقاب يوم مفسد وقال الراجز وهو العجاج‏:‏ والهول من تهول القبور وفعلت ذاك أجل كذا ‏"‏ وكذا ‏"‏‏.‏

فهذا كله ينتصب لأنه مفعول له كأنه قيل له‏:‏ لم فعلت كذا ‏"‏ وكذا ‏"‏ فقال‏:‏ لكذا ‏"‏ وكذا ‏"‏ ولكنه لما طرح اللام عمل فيه ما قبله كما عمل في ‏"‏ دأب بكار ‏"‏ ما قبله حين طرح مثل وكان حالاً‏.‏

وحسن فيه الألف واللام لأنه ليس بحال فيكون في موضع فاعل حالاً‏.‏

ولا يشبه بما مضى من المصادر في الأمر والنهي ونحوهما لأنه ليس في موضع ابتداء ولا موضعاً يبنى على مبتدأ‏.‏

فمن خالف باب رحمة الله عليه وسقيا لك وحمدا لك‏.‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى



عدد المساهمات : 51501

المجلد الثاني - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المجلد الثاني   المجلد الثاني - صفحة 2 Emptyالثلاثاء 03 يوليو 2018, 9:57 am

باب ما ينتصب من المصادر
المجلد الثاني - صفحة 2 1910
لأنه حال وقع فيه الأمر فانتصب لأنه موقوع فيه الأمر وذلك قولك‏:‏ قتلته صبراً ولقيته فجاءة ومفاجأةً وكفاحاً ومكافحةً ولقيته عياناً وكلمته مشافهةً وأتيته ركضاً وعدواً ومشياً وأخذت ذلك عنه سمعاً وسماعاً‏.‏

وليس كل مصدر وإن كان في القياس مثل ما مضى من هذا الباب يوضع هذا الموضع لأن المصدر ههنا في موضع فاعل إذا كان حالاً‏.‏

ألا ترى أنه لا يحسن أتانا سرعةً ولا أتانا رجلةً كما أنه ليس كل واطرد في هذا الباب الذي قبله لأن المصدر هناك ليس في موضع فاعل‏.‏

ومثل ذلك قول الشاعر وهو زهير بن أبي سلمى‏:‏ فلأياً بلأي ما حملنا وليدنا على ظهر محبوك ظماء مفاصله كأنه يقول‏:‏ حملنا ‏"‏ وليدنا ‏"‏ لأياً بلأي كأنه يقول‏:‏ ‏"‏ حملناه ‏"‏ جهداً بعد جهد‏.‏

هذا لا يتكلم به ولكنه تمثيل‏.‏

ومثله قول الراجز‏:‏ ومنهل وردته التقاطاً ‏"‏ أي فجاءةً ‏"‏‏.‏

واعلم أن هذا الباب أتاه النصب كما أتى الباب الأول ولكن هذا جواب لقوله‏:‏ كيف لقيته كما كان الأول جواباً لقوله‏:‏ لمه وهذا ما جاء منه في الألف واللام وذلك قولك‏:‏ أرسلها العراك‏.‏

قال لبيد بن ربيعة‏:‏ فأرسلها العراك ولم يذدها ولم يشفق على نغص الدخال وليس كل المصادر في هذا الباب يدخله الألف واللام كما أنه ليس كل مصدر في باب الحمد لله والعجب لك تدخله الألف واللام وإنما شبه بهذا حيث كان مصدراً وكان غير الاسم الأول‏.‏

وهذا ما جاء منه مضافاً معرفةً وذلك قولك‏:‏ طلبته جهدك كأنه قال‏:‏ اجتهاداً‏.‏

وكذلك طلبته طاقتك‏.‏

وليس كل مصدر يضاف كما أنه ليس كل مصدر تدخله الألف واللام في هذا الباب‏.‏

وأما فعلته طاقتي فلا تجعل نكرة كما أن معاذ الله لا تجعل نكرة‏.‏

ومثل ذلك‏:‏ فعله رأى عيني وسمع أذني قال ذاك‏.‏

وإن قلت‏:‏ سمعاً جاز إذا لم تختص نفسك ولكنه كقولك‏:‏ أخذته عنه سماعاً‏.‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 51501
العمر : 72

المجلد الثاني - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المجلد الثاني   المجلد الثاني - صفحة 2 Emptyالثلاثاء 03 يوليو 2018, 10:00 am

هذا باب ما جعل من الأسماء مصدراً
المجلد الثاني - صفحة 2 1910
كالمضاف في الباب الذي يليه وذلك قولك‏:‏ مررت به وحده ومررت بهم وحدهم ومررت برجل وحده‏.‏

ومثل ذلك في لغة أهل الحجاز‏:‏ مررت بهم ثلاثتهم وأربعتهم وكذلك إلى العشرة‏.‏

وزعم الخليل رحمه الله أنه إذا نصب ثلاثتهم فكأنه يقول‏:‏ مررت بهؤلاء فقط لم أجاوز هؤلاء‏.‏

كما أنه إذا قال‏:‏ وحده فإنما يريد‏:‏ مررت به فقط لم أجاوزه‏.‏

وأما بنو تميم فيجرونه على الاسم الأول‏:‏ إن كان جراً فجراً وإن كان نصباً فنصباً وإن كان رفعاً فرفعاً‏.‏

وزعم الخليل أن الذين يجرونه فكأنهم يريدون أن يعموا كقولك‏:‏ مررت بهم كلهم أي لم أدع منهم أحداً‏.‏

وزعم الخليل رحمه الله حيث مثل نصب وحده وخمستهم أنه كقولك‏:‏ أفردتهم إفراداً‏.‏

فهذا تمثيل ولكنه لم يستعمل في الكلام‏.‏

ومثل خمستهم قول الشماخ‏:‏ أتتني سليم قضها بقضيضها تمسح حولي بالبقيع سبالها كأنه قال‏:‏ انقضاضهم ‏"‏ أي ‏"‏ انقضاضاً‏.‏

ومررت بهم قضهم بقضيضهم كأنه يقول‏:‏ مررت بهم انقضاضاً‏.‏

فهذا تمثيل وإن لم يتكلم به كما كان إفراداً تمثيلاً‏.‏

وإنما ذكرنا الإفراد في وحده والانقضاض في قضهم لأنه إذا قال‏:‏ قضهم فهو مشتق من في معنى الانقضاض لأنه كأنه يقول‏:‏ انقض آخرهم على أولهم‏.‏

وكذلك وحده إنما هو من معنى التفرد فكذلك أيضاً يكون خمستهم نصباً إذا أردت معنى الانفراد فإن أردت أنك لم تدع منهم أحداً جررت كما كان ذلك في قضهم‏.‏

وبعض العرب يجعل قضهم بمنزلة كلهم يجريه على الوجوه‏.‏


المجلد الثاني - صفحة 2 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 51501
العمر : 72

المجلد الثاني - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المجلد الثاني   المجلد الثاني - صفحة 2 Emptyالثلاثاء 03 يوليو 2018, 10:06 am

هذا باب ما يجعل من الأسماء مصدراً كالمصدر الذي فيه الألف واللام نحو العراك
المجلد الثاني - صفحة 2 1910
وهو قولك‏:‏ مررت بهم الجماء الغفير والناس فيها الجماء الغفير‏.‏

فهذا ينتصب كانتصاب العراك‏.‏

وزعم الخليل رحمه الله أنهم أدخلوا الألف واللام في هذا الحرف وتكلموا به على نية مالا تدخله الألف واللام وهذا جعل كقولك‏:‏ مررت بهم قاطبة ومررت بهم طراً ‏"‏ أي جميعاً إلا أن هذا نكرة لا يدخله الألف واللام كما أنه ليس كل المصادر بمنزلة العراك كأنه قال‏:‏ مررت بهم جميعاً‏.‏

فهذا تمثيل وإن لم يتكلم به‏.‏

فصار طراً ‏"‏ وقاطبة بمنزلة سبحان ‏"‏ الله ‏"‏ في بابه لأنه لا يتصرف كما أن طراً وقاطبة لا يتصرفان وهما في موضع المصدر ولا يكونان معرفةً ولو كانا صفةً لجريا على الاسم أو بنيا على الابتداء فلم يوجد ذا في الصفة‏.‏

وقد رأينا المصادر قد باب ما ينتصب أنه حال يقع فيه الأمر وهو اسم وذلك قولك‏:‏ مررت بهم جميعاً وعمةً وجماعةً كأنك قلت‏:‏ مررت بهم قياماً‏.‏

وإنما فرقنا بين هذا الباب والباب الأول لأن الجميع وعامةً اسمان متصرفان تقول‏:‏ كيف عامتكم وهؤلاء قوم جميع‏.‏

فإذا كان الاسم حالاً يكون فيه الأمر لم تدخله الألف واللام ولم يضف‏.‏

لو قلت‏:‏ ضربته القائم تريد‏:‏ قائماً كان قبيحاً ولو قلت‏:‏ ضربتهم قائميهم تريد‏:‏ قائمين كان قبيحاً‏.‏

فلما كان كذلك جعلوا ما أضيف ونصب نحو خمستهم بمنزلة طاقته وجهده ‏"‏ ووحده ‏"‏ وجعلوا الجماء الغفير بمنزلة العراك وجعلوا قاطبة وطرا إذا لم يكونا اسمين بمنزلة الجميع وعامة كقولك‏:‏ كفاحاً ومكافحة وفجاءة‏.‏

فجعلت هذه كالمصادر المعروفة البينة كما جعلوا عليك ورويدك كالفعل المتمكن وكما جعلوا سبحان الله ولبيك بمنزلة حمداً وسقياً‏.‏

فهذا تفسير الخليل رحمه الله وقوله‏.‏

وزعم يونس أن وحده بمنزلة عنده وأن خمستهم والجماء الغفير وقضهم كقولك‏:‏ جميعاً وليس مثله لأن الآخر هو الأول عند يونس في المسألة الأولى وفاه إلى في ههنا غير الأول وأما طرا وقاطبة فأشبه بذلك لأنه جيد أن يكون حالاً غير المصدر نكرة والذي نأخذ به الأول‏.‏

وأما كلهم وجميعهم وأجمعون وعامتهم وأنفسهم فلا يكن أبداً إلا صفة‏.‏

وتقول‏:‏ هو نسيج وحده لأنه اسم مضاف إليه بمنزلة نفسه إذا قلت‏:‏ هذا جحيش وحده وجعل يونس نصب وحده كأنك قلت‏:‏ مررت برجل على حياله فطرحت ‏"‏ على ‏"‏ فمن ثم قال‏:‏ هو مثل عنده‏.‏

وهو عند الخليل كقولك‏:‏ مررت به خصوصاً‏.‏

ومررت بهم خمستهم مثله ومثل قولك‏:‏ مررت بهم عما‏.‏

ولا يكون مثل جميعاً لما ذكرت لك وصار وحده بمنزلة خمستهم لأنه مكان قولك‏:‏ مررت به واحده ‏"‏ فقام وحده مقام واحده ‏"‏‏.‏

فإذا قلت‏:‏ وحده فكأنك قلت هذا‏.‏


المجلد الثاني - صفحة 2 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 51501
العمر : 72

المجلد الثاني - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المجلد الثاني   المجلد الثاني - صفحة 2 Emptyالثلاثاء 03 يوليو 2018, 11:03 am

هذا باب ما ينتصب من المصادر توكيداً لما قبله
المجلد الثاني - صفحة 2 1910
وذلك قولك‏:‏ هذا عبد الله حقا وهذا زيد الحق لا الباطل وهذا زيد غير ما تقول‏.‏

وزعم الخليل رحمه الله أن قوله‏:‏ هذا القول لا قولك إنما نصبه كنصب غير ما تقول لأن ‏"‏ لا قولك ‏"‏ في ذلك المعنى‏.‏

ألا ترى أنك تقول‏:‏ هذا القول لا ما تقول فهذا في موضع نصب‏.‏

فإذا قلت‏:‏ لا قولك فهو في موضع لا ما تقول‏.‏

ومثل ذلك في الاستفهام‏:‏ أجدك لا تفعل كذا وكذا كأنه قال‏:‏ أحقا لا تفعل كذا وكذا وأصله من الجد كأنه قال‏:‏ أجدا ولكنه لا يتصلاف ولا يفارقه الإضافة كما كان ذلك في لبيك ومعاذ الله‏.‏

وأما ‏"‏ غير ما تقول ‏"‏ فلا تعرى من أن تكون في هذا الموضع مضافة إلى اسم معروف نحو قولك لأنه لو قال غير قول أولا قولاً لم يكن في هذا بيان لأنه ليس كل قول باطلا وإنما يريد أن يحقق الأول بأمر معروف‏.‏

ولو قال‏:‏ هذا الأمر غير قيل باطل كان حسنا لأنه قد وكد أول كلامه بأمر معروف وقد اختصه فصار بمنزلة قولك‏:‏ لا قولك حين جعله مضافاً لأنك قد اختصصته من جميع القول بإضافتك وأنه يسوغ أن يكون قوله باطلا ولا يسوغ أن يكون جميع الأقوال باطلا‏.‏

ومن ذلك قولك‏:‏ قد قعد البتة ولا يستعمل إلا معرفة بالألف واللام كما أن جهدك وأجدك لا يستعملان إلا معرفة بالإضافة‏.‏

وأما الحق والباطل فيكونان معرفة بالألف واللام ونكرة لأنهما لم ينزلا منزلة ما لم يتمكن من المصادر كسبحان وسعديك ولكنهم أنزلوهما منزلة الظن وكذلك اليقين لأنك تحقق به كما تفعل ذلك بالحق‏.‏

فأنزل ما ذكرنا غير هذا بمنزلة عمرك الله وقعدك الله‏.‏


المجلد الثاني - صفحة 2 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 51501
العمر : 72

المجلد الثاني - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المجلد الثاني   المجلد الثاني - صفحة 2 Emptyالثلاثاء 03 يوليو 2018, 11:07 am

هذا باب ما يكون المصدر فيه توكيداً لنفسه نصباً
المجلد الثاني - صفحة 2 1910
وذلك قولك‏:‏ له على ألف درهم عرفاً‏.‏

ومثل ذلك قول الأحوص‏:‏ إنى لأمنحك الصدود وإننى قسماً إليك مع الصدود لأميل وإنما صار توكيداً لنفسه لأنه حين قال‏:‏ له على فقد أقر واعترف وحين قال‏:‏ لأميل علم أنه بعد حلف ولكنه قال‏:‏ عرفاً وقسماً وتوكيداً كما ‏"‏ أنه إذا ‏"‏ قال‏:‏ سير عليه فقد علم أنه كان سير ثم قال‏:‏ سيراً توكيداً‏.‏

واعلم أنه قد تدخل الألف واللام في التوكيد في هذه المصادر المتمكنة التي تكون بدلاً من اللفظ بالفعل‏:‏ كدخولها في الأمر والنهي والخبر والاستفهام فأجرها في هذا الباب مجراها هناك‏.‏

وكذلك الإضافة بمنزلة الألف واللام‏.‏ فأما المضاف فقول الله تبارك وتعالى‏:‏ ‏"‏ وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب صنع الله ‏"‏ وقال الله تبارك وتعالى‏:‏ ‏"‏ ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم‏.‏

" وعد الله لا يخلف الله وعده ‏"‏‏.‏

وقال جل وعز‏:‏ ‏"‏ الذى أحسن كل شيء خلقه ‏"‏‏.‏

وقال جل ثناؤه‏:‏ ‏"‏ والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم كتاب الله عليكم ‏"‏‏.‏

ومن ذلك‏:‏ الله أكبر دعوة الحق‏.‏

لأنه لما قال جل وعز‏:‏ ‏"‏ مر السحاب ‏"‏ وقال‏:‏ ‏"‏ أحسن كل شيء ‏"‏ علم أنه خلق وصنع ولكنه وكد وثبت للعباد‏.‏

ولما قال‏:‏ ‏"‏ حرمت عليكم أمهاتكم ‏"‏ حتى انقضى الكلام علم الخاطبون أن هذا مكتوب عليهم مثبت عليهم وقال‏:‏ كتاب الله توكيدا كما قال‏:‏ صنع الله وكذلك‏:‏ وعد الله لأن الكلام الذي قبله وعد وصنع فكأنه قال جل وعز‏:‏ وعداً وصنعاً وخلقاً وكتاباً‏.‏

وكذلك‏:‏ دعوة الحق لآنه قد علم أن قولك‏:‏ الله أكبر دعاء الحق ولكنه توكيد كأنه قال‏:‏ دعاء حقا‏.‏

قال رؤبة‏:‏ إن نزارا أصبحت نزارا دعوة أبرار دعوا أبرارا لأن قولك‏:‏ أصبحت نزاراً بمنزلة‏:‏ هم على دعوة بارة‏.‏

وقد زعم بعضهم أن كتاب الله ‏"‏ نصب ‏"‏ على قوله‏:‏ عليكم كتاب الله‏.‏

وقال‏:‏ قوم صبغة الله منصوبة على الأمر وقال بعضهم‏:‏ لا بل توكيدا والصبغة‏:‏ الدين‏.‏

وقد يجوز الرفع فيما ذكرنا أجمع على أن يضمر شيئاً هو المظهر كأنك قلت‏:‏ ذاك وعد الله وصبغة الله أو هو دعوة الحق على هذا ونحوه رفعه‏.‏

ومن ذلك قوله جل وعز‏:‏ ‏"‏ كأن لم يلبثوا إلا ساعة من نهار بلاغ ‏"‏ كأنه قال‏:‏ ذاك بلاغ‏.‏

واعلم أن هذا الباب أتاه النصب كمنصوب بما قبله من المصادر في أنه ليس بصفة ولا من اسم قبله وإنما ذكرته لتؤكد به ولم تحمله على مضمر يكون ما بعده رفعاً وهو مفعول به‏.‏

ومثل نصب هذا الباب قول الشاعر وهو الراعى‏:‏ دأبت إلى أن ينبت الظل بعد ما تقاصر حتى كاد في الآل يمصح وجيف المطايا ثم قلت لصحبتى ولم ينزلوا أبردتم فتروحوا لأنه قد عرف أن قوله ‏"‏ دأبت ‏"‏‏:‏ سرت لما ذكر في صدر قصيدته فصار دأبت بمنزلة أوجفت عنده فجعل وجيف المطايا توكيداً لأوجفت الذي هو في ضميره‏.‏

واعلم أن نصب هذا ‏"‏ الباب ‏"‏ المؤكد به العام منه وما وكد به نفسه ينصب على إضمار فعل غير كلامك الأول لإنه ليس في معنى كيف ولا لم كأنه قال‏:‏ أحق حقاً فجعله بدلاً كظنا من أظن ولا أقول قولك وأقول غير ما تقول وأتجد جدك وكتب الله تبارك وتعالى كتابه وادعوا دعاء حقا وصبغ الله صبغة ولكن لا يظهر الفعل لأنه صار بدلاً منه بمنزلة سقيا‏.


المجلد الثاني - صفحة 2 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 51501
العمر : 72

المجلد الثاني - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المجلد الثاني   المجلد الثاني - صفحة 2 Emptyالثلاثاء 03 يوليو 2018, 11:12 am

باب ما ينتصب من المصادر لأنه حال صار فيه المذكور
المجلد الثاني - صفحة 2 1910
وذلك قولك‏:‏ أما سمنا فسمين وأما علماً فعالم‏.‏

وزعم الخليل رحمه الله أنه بمنزلة قولك‏:‏ أنت الرجل علماً وديناً وأنت الرجل فهماً وأدباً أي أنت الرجل في هذه الحال‏.‏

وعمل فيه ما قبله وما بعده ولم يحسن في هذا الوجه الألف واللام كما لم يحسن فيما كان حالاً وكان في موضع فاعل حالا‏.‏

وكذلك هذا فانتصب المصدر لأنه حال مصير فيه‏.‏

ومن ذلك قولك‏:‏ أما علماً فلا علم له وأما علماً فلا علم عنده وأما علماً فلا علم وتضمر له لأنك إنما تعني رجلاً‏.‏

وقد يرفع هذا في لغة بني تميم والنصب في لغتها أحسن ‏"‏ لأنهم يتوهمون الحال ‏"‏‏.‏

فإن أدخلت الألف واللام رفعوا لأنه يمتنع من أن يكون حالاً‏.‏

وتقول‏:‏ أما العلم فعالم بالعلم وأما العلم فعالم بالعلم‏.‏

فالنصب على أنك لم تجعل العلم الثاني العلم الأول الذي لفظت به قبله كأنك قلت‏:‏ أما العلم فعالم بالأشياء‏.‏

وأما الرفع فعلى أنه جعل العلم الآخر هو العلم الأول فصار كقولك‏:‏ أما العلم فأنا عالم به وأما العلم فما أعلمني به‏.‏

فإن جعلت الهاء غير العلم الأول نصبت كأنك قلت‏:‏ أما علماً فما أعلمني بعبد الله‏.‏

وإذا قلت‏:‏ أما الضرب فضارب فهذا ينتصب على وجهين‏:‏ على أن يكون الضرب مفعولا كقولك‏:‏ أما عبد الله فأنا ضارب ويكون نصباً على قولك‏:‏ أما علماً فعالم كأنك قلت‏:‏ أما ضرباً فضارب فيصير كقولك‏:‏ أما ضربا فذو ضرب‏.‏

وقد ينصب أهل الحجاز في هذا الباب بالألف واللام لأنهم قد يتوهمون في هذا الباب غير الحال وبنو تميم كأنهم لا يتوهمون غيره فمن ثم لم ينصبوا في الألف واللام وتركوا القبح‏.‏

فكأن الذي توهم أهل الحجاز الباب الذي ينتصب لأنه موقوع له نحو قولك فعلته مخافة ذلك‏.‏

وذلك قولهم‏:‏ أما النبل فنبيل وأما العقل فهو الرجل الكامل كأنه قال‏:‏ هو الرجل الكامل العقل والرأي أي للعقل والرأي وكأنه أجاب من قال‏:‏ لمه وعلى هذا الباب فأجر جميع ما أجريته نكرة حالا إذا أدخلت فيه الألف واللام‏.‏

قال الشاعر‏:‏ ألا ليت شعرى هل إلى أم معمر ** سبيل فأما الصبر عنها فلا صبرا وأما بنو تميم فيرفعون لما ذكرت لك فيقولون‏:‏ أما العلم فعالم كأنه قال‏:‏ فأنا أو فهو عالم به‏.‏

وكان إضمار هذا أحسن عندهم من أن يدخلوا فيه مالا يجوز كما قال سبحانه‏:‏ ‏"‏ يوماً لا تجزى نفس ‏"‏ أضمر ‏"‏ فيه ‏"‏ وقال الشاعر ‏"‏ عبد الرحمن بن حسان ‏"‏‏:‏ أي فليس لنا منك جود‏.‏

ومما ينتصب من الصفات حالاً كما انتصب المصدر الذي يوضع موضعه ولا يكون إلا حالاً قوله‏:‏ أما صديقاً مصافياً فليس بصديق مصاف وأما طاهراً فليس بطاهر وأما عالماً فعالم‏.‏

فهذا نصب لأنه جعله كائناً في حال علم وخارجا من حال طهور ومصادقة‏.‏

والرفع لا يجوز هنا لأنك قد أضمرت صاحب الصفة وحيث قلت أما العلم فعالم فلم تضمر مذكورا قبل كلامك وهو العلم فمن ثم حسن في هذا الرفع ولم يجز الرفع في الصفة‏.‏

ولا يكون في الصفة الألف واللام لأنه ليس بمصدر فيكون جواباً لقوله لمه وإنما المصدر تابع له ووضع في موضعه حالا‏.‏

واعلم أن ما ينتصب في هذا الباب فالذي بعده أو قبله من الكلام قد عمل فيه كما عمل في الحذر ما قبله إذا قلت‏:‏ أكرمته حذر أن أعاب وكما عمل في قوله‏:‏ أتاه مشياً وماشياً‏.‏
(بحمد الله وتوفيقه انتهى نسخ وتنسيق المجلد الثاني)
بواسطة إدارة منتدى (إنما المؤمنون إخوة)


المجلد الثاني - صفحة 2 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
المجلد الثاني
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 2 من اصل 2انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2
 مواضيع مماثلة
-
» المجلد الثاني
» المجلد الثاني
» صور المجلد الثاني
» المجلد الأول
» فتاوى دار الإفتاء المصرية: المجلد الثاني

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الـثـقــافـــــــــة والإعـــــــــلام :: كـتــــاب سـيـبـويــــــه-
انتقل الى: