منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

IZHAR UL-HAQ

(Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.

أحْـلامٌ مِـنْ أبِـي (باراك أوباما) ***

 

 إنسانية النبي صلي الله عليه وسلم وأثرها

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52561
العمر : 72

إنسانية النبي صلي الله عليه وسلم وأثرها Empty
مُساهمةموضوع: إنسانية النبي صلي الله عليه وسلم وأثرها   إنسانية النبي صلي الله عليه وسلم وأثرها Emptyالخميس 01 فبراير 2018, 3:57 am

إنسانية النبي صلي الله عليه وسلم وأثرها Insania


إنسانية النبي صلي الله عليه وسلم وأثرها
إعــــداد فضيـــلة الشيـــخ: السـيـد طـــه
غـفــــر الله له ولوالديــــه وللمسلـمــــين
=========================
الحمد لله رب العالمين...
أرسل نبيه رحمة للعالمين.. فهداهم من ضلالة.. وعلّمهم من جهالة.. وأخرجهم من ظلمات الجهل إلي نور العلم والإيمان.

فقال تعالي: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (107) الأنبياء.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له.. له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو علي كل شيئٍ قدير..

وصف حال نبيه صلي الله عليه وسلم في القرآن الكريم في قوله تعالى: “فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا (6)” (الكهف).

وأشهد أن سيدنا محمد رسول الله صلي الله عليه وسلم شملت رحمته البر والفاجر.. والقريب والبعيد.. والعدو والصديق.. فكان رحمةً مهداه من الله عز وجل.

فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” يَأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا أَنَا رَحْمَةٌ مُهْدَاةٌ ” المستدرك علي الصحيحين.

فاق الورى بكماله *** سبق الورى بجماله
عظمت جميع خصاله *** صلوا عليه وآله


فاللهم صل علي سيدنا محمد وعلي آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلي يوم الدين..

أمَّا بعــــــــد:
فيا أيها المؤمنون
إن الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم له حلاوة تتذوقها القلوب المؤمنة، وتهفو إليها الأرواح الطاهرة، وهو فى ذاته قُربة كبرى يَتَقَرَّبُ بها إلى الله كل مُريدٍ لرضوانه وثوابه جل وعلا.

إننا نرى في سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الإنسان الحاني الرحيم، الذي لا تفلت من قلبه الذكي شاردة من آلام الناس وآمالهم إلا لبَّاها ورعاها، وأعطاها من ذات نفسه كل اهتمام وتأييد.

نرى فيه الإنسان الذي يكتب إلى ملوك الأرض طالباً إليهم أن ينبذوا غرورهم الباطل، ثم يصغي في حفاوة ورضىً إلى أعرابي حافي القدمين يقول في جهالة: “اعدل يا محمد، فليس المَالُ مالك، ولا مال أبيك“.

نرى فيه العابد الأوَّاب الذي يقف في صلاته، يتلو سورةً طويلةً من القرآن في انتشاء وغِبطة لا يُقايض عليها بملئ الأرض تيجاناً وذهباً، ثم لا يلبث أن يسمع بكاء طفل رضيع كانت أمُّه تُصلي خلفه في المسجد فيُضَحّي بغبطته الكبرى، وحُبُورَهُ الجيَّاش، ويُنهي صلاته على عجل رحمة بالرضيع الذي كان يبكي، وينادي أمَّه ببكائه.

نرى فيه الإنسان الذي وقف أمامه جميع الذين شَنُّوا عليه الحرب والبغضاء، وقفوا أمامه صاغرين، ومثّلوا بجثمان عَمِّهِ الشهيد حمزة، ومضغوا كبده في وحشية ضارية، فيقول لهم، وهو قادر على أن يُهلكهم: اذهبوا فأنتم الطُّلقَاء.

نرى فيه الإنسان الذي يجمع الحطب لأصحابه في بعض أسفارهم، ليستوقدوه ناراً تُنضج لهم الطعام، ويرفض أن يتميَّز عليهم.

نرى فيه الإنسان الذي يرتجف حين يبصر دابةً تحمل على ظهرها أكثر مِمَّا تطيق.

نرى فيه الإنسان الذي يحلب شاته، ويخيط ثوبه، ويخصف نعله.

نرى فيه الإنسان، وهو في أعلى درجات قوته، يقف بين الناس خطيباً فيقول: “مَنْ كُنْتُ جَلَدْتُ له ظهراً فهذا ظهري فليستقدْ منه”.

صلي الله عليه وسلم فِدَاكَ أبي وأمي وحياتي كلها يا رسول الله:
فيا مصطفى ولأنت ساكن مهجتي روحي فداك وكل ما ملكت يدي
إني وقفت لنصرة دينك همتي وسعادتي ألا بغيرك اقتدي
لك معجزات باهرات جمة وأجلها القرآن خير مؤيدي
ما حرفت أو غيرت كلماته شلت يد الجاني وشاه المعتدي
وأنا المحب ومهجتي لا تنثني عن وجدها وغرامها بمحمد
قد لامني فيه الكفور ولو درى نعم الإيمان به لكان مساعدي
يا رب صلِّ على الحبيب محمد واجعله شافعنا بفضلك في غدِ


لهذا كان موضوعنا اليوم:
(إنسانية النبي صلي الله عليه وسلم وأثرها)

من خلال هذه العناصر الرئيسية التالية:
1ـ مظاهر الإنسانية في حياة النبي صلي الله عليه وسلم.
2ـ أثر الجانب الإنساني في حياة الناس.
3ـ حاجتنا إلي إشاعة الجوانب الإنسانية.
4ـ كيف نحيي المشاعر الإنسانية؟


العنصر الأول:
مظاهر الإنسانية في حياة النبي صلي الله عليه وسلم:
1 ـ إنسانية النبي صلي الله عليه وسلم بالعامة:
روي ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم أنه قال: (لن تؤمنوا حتى تراحموا)، قالوا: يا رسول الله، كلنا رحيم، قال: (إنه ليس برحمة أحدِكم صاحبه، ولكنها رحمة العامَّة)؛ رواه الطبراني ورجاله ثقات.

عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضى الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ”الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا مَنْ فى الأرض يرحمكم من فى السماء. (أخرجه ابو داود) وقال الطيبي: أتى بصيغة العموم ليشمل جميع أصناف الخلق، فيرحم البر والفاجر، والناطق، والبهم، والوحوش والطير.

الكل يرحم بعضهم بعضاً، الرئيس يرحم المرؤسين، والأب يرحم الابن، والزوج يرحم الزوجة، والغني يرحم الفقير، والقوي يرحم الضعيف، والجار يرحم جاره، الكل يتراحم فيما بينهم حتي يصدق فينا قول النبي صلي الله عليه وسلم في الحديث الذي أخرجه البخاري ومسلم عن النعمان ابن بشير رضي الله عنهما: عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (مَثَلُ المؤمنين في تَوَادِّهِمْ وتَرَاحُمِهِمْ وتَعَاطُفِهِمِ: مثلُ الجسد، إِذا اشتكى منه عضو: تَدَاعَى له سائرُ الجسد بالسَّهَرِ والحُمِّى).

وعن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الراحمين يرحمهم الله، وأرشد المؤمنين إلى التزام الرحمة فقال لهم: (ارحموا مَنْ في الأرض يرحمكم مَنْ في السماء) رواه الترمذي.

وقد وصلت الإنسانية في حياة النبي أقصاها حتي يقدم الجانب الإنساني علي بعض التكاليف الهامة في مصير الأمة مثل الجهاد في بعض الحالات الاستثنائية، فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رجلاً جاء إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم، يغشاه الفرح الكبير، تغمره الفرحة العارمة ليبايع النبي صلى الله عليه وسلم على الهجرة معه، وعلى الجهاد في سبيل الله تحت رايته، يقول له: ”يا رسول الله جئت أبايعك على الهجرة والجهاد، وتركت أبواي يبكيان” فيقول له عليه الصلاة والسلام: (ارجع إليهما فأضحكهما كما أبكيتهما) ]النسائي[.

إن بسمة تعلو شفتي أبٍ حنون، وتكسو وجه أمٍ متلهفة، لا تُقَدَّرُ عند محمد صلى الله عليه وسلم بثمن، حتى حينما يكون الثمن جهاداً في سبيل الله، يثبت دعوته، وينشر في الآفاق البعيدة رايته، وحينما تتم العبادة على حساب رحمة الوالدين تتحول إلى عقوق، والنبي صلى الله عليه وسلم يركز على الرحمة تركيزاً شديداً كلما اشتدت إليها الحاجة.

في كل المؤثرات النفسية تجد للنبي صلى الله عليه وسلم منهجاً يهتدي به السالكون.. وحيث كان بشراً سوياً، ونبياً رحيماً جعل نصيب النفوس واصطحاب الحالات الفردية ممازجاً للعبادات الشرعية، حين يكون الأمر جماعياً، أما حين ينفرد الإنسان فشأنه في نفسه.

وأيضاً نجد النبي صلي الله عليه وسلم يوصي بالتخفيف في الصلاة عند بكاء الصبي اشفاقاً عليه وعلي أمه، وشفقة علي المريض والضعيف وذا الحاجة.

فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا صلَّى أحدكم للناس فليخفّف، فإن في الناس الضعيف والسقيم وذا الحاجة، وإذا صلى أحدكم لنفسه فليطوِّل ما شاء”.

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إني لأدخل الصلاة أريدُ إطالتَها فأسمع بكاء الصبي، فأخفِّفُ من شدَّة وجْدِ أمِّه به”.

ويوصي بالوقوف مع المُعسر وصاحب الحاجة ويبين أنَّ هذا أفضل من  الإعتكاف في مسجده صلي الله عليه وسلم، فروي أنه كان هناك إنسان معتكف في مسجد النبي, رأى رجلاً كئيباً، قال له: مالي أراك كئيباً؟ قال: ديون لزمتني ما أطيق سدادها، قال: لِمَنْ؟ قال: لفلان، فهذا ابن عباس قال: أتحب أن أكلمه لك؟ قال: إذا شئت، فخرج ابن عباس من مُعْتَكَفِهِ، والاعتكاف في رمضان من أجَلِّ العبادات، قال له واحد: يا بن عباس أنسيت أنك مُعتكف؟ قال: لا والله ما نسيت أني مُعتكف، ولكن سمعت صاحب هذا القبر، والعهد به قريب، وبكى ابن عباس (لأن أمشي مع أخ في حاجته خيرٌ لي من صيام شهر، واعتكافه في مسجدي هذا).

هذا إن دَلَّ فإنما يدل علي الجوانب الإنسانية مقدمة في حياتنا لأن بها نستحق ونستوجب رحمة الله تعالي ونصر الله عز وجل، لكن في حياة المسلمين ظلم يهتز له عرش الرحمن، وقهر، وسحق، وتضييق من إنسان مسلم لإنسان مسلم، لا رحمة، لا أحد يرحم أحداً، إذا تراحمنا يرحمنا الله، وإذا قسا بعضنا على بعض سقطنا من عين الله ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.



إنسانية النبي صلي الله عليه وسلم وأثرها 2013_110


عدل سابقا من قبل أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn في الإثنين 29 مارس 2021, 11:28 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52561
العمر : 72

إنسانية النبي صلي الله عليه وسلم وأثرها Empty
مُساهمةموضوع: رد: إنسانية النبي صلي الله عليه وسلم وأثرها   إنسانية النبي صلي الله عليه وسلم وأثرها Emptyالخميس 01 فبراير 2018, 4:00 am

2ـ إنسانية النبي صلي الله عليه وسلم بالضعفاء:
لقد أقَرَّ الإسلام حقوقاً للضعفاء والفقراء والمساكين، واهتمَّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم بالضعفاءِ الذين لا مالَ لهم ولا عشيرةَ، فكان يقبلُ من محسنِهم ويتجاوزُ عن مسيئِهم، ويسعى في حوائِجهم، ويرفعُ عنهم الضرَّ والأذى ولو بكلمةٍ تُغضِبُهم.

عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ عَنْ عَائِذِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ أَبَا سُفْيَانَ أَتَى عَلَى سَلْمَانَ وَصُهَيْبٍ وَبِلَالٍ فِي نَفَرٍ فَقَالُوا وَاللَّهِ مَا أَخَذَتْ سُيُوفُ اللَّهِ مِنْ عُنُقِ عَدُوِّ اللَّهِ مَأْخَذَهَا قَالَ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ أَتَقُولُونَ هَذَا لِشَيْخِ قُرَيْشٍ وَسَيِّدِهِمْ فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ فَقَالَ يَا أَبَا بَكْرٍ لَعَلَّكَ أَغْضَبْتَهُمْ لَئِنْ كُنْتَ أَغْضَبْتَهُمْ لَقَدْ أَغْضَبْتَ رَبَّكَ فَأَتَاهُمْ أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ يَا إِخْوَتَاهْ أَغْضَبْتُكُمْ قَالُوا لَا يَغْفِرُ اللَّهُ لَكَ يَا أَخِي) [رواه مسلم].

وكانَ النبيُّ صلي الله عليه وسلم يُعلِّمُ أصحابَهُ أنَّ المالَ والوجاهةَ الاجتماعيةَ والمناصبَ المرموقةَ لا تُضفي على الإنسانِ فضلًا لا يستحقُّه، وأنْ الفقرَ وقلةَ المالِ والجاهِ لا يسلبُ الإنسانَ شرفًا يستحقُّه.

روي البخاري من حديث سهل بن سعد قال: مَرَّ رجل علينا ونحن جلوس عند النبي صلى الله عليه وسلم، فقال لرجل عندنا: (ماذا تقول في هذا الرجل؟!).. قال: يا رسول الله هذا من أشراف أهل المدينة.. هذا من أحسنهم حسباً ونسباً.. هذا من أكثرهم مالاً.. هذا حَرِيٌ.. إن خطب يُخطب.. وإن تكلّم يُسمع.. وإن شَفع يُشفَّع.. فسكت النبي صلى الله عليه وسلم.. ثم مَرَّ رجل آخر فقال للرجل نفسه: (فماذا تقول لهذا الرجل؟ قال يا رسول الله: هذا من فقراء الأنصار هذا لا حسب ولا نسب.. هذا حَريٌ.. إن خطب ما يُخطب، وإن تكلّم ما يُسمع.. وإن شفع ما يُشفَّع.. فقال الصادق المصدوق: (هذا يعني الفقير اللذي لا حسب ولا نسب هذا خير من ملئ الأرض من مثل هذا.. هذا الذي في نظرك الذي إذا تكلم ما يُسمع، وإذا شفع ما يُشفَّع، وإذا خطب ما يُخطب (هذا خير من ملئ الأرض من مثل هذا) (رواه البخاري ).

وقالَ النبيُّ (صلى الله عليه وسلم): (ألا أخبرُكم بأهلِ الجنةِ؟ كلُّ ضعيفٍ متضعِّفٍ، لو أقسمَ على اللهِ لأبرَّهُ، ألا أخبرُكم بأهلِ النارِ؟ كلُّ عُتُلٍ جواظٍ مستكبرٍ).
قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح.
(العتل): الغليظ الجافي.
(الجواظ): الفاجر.

ومن اهتمامِ النبيِّ صلي الله عليه وسلم بشأنِ الضعفاءِ أنَّ امرأةً سوداءَ كانتْ تقُمُّ المسجدَ، ففقدها رسولُ اللهِ (صلى الله عليه وسلم)، فسألَ عنها، فقالوا: ماتتْ. فقالَ (صلى الله عليه وسلم): (أفلا كنتم آذنتموني)، فكأنهم صغَّروا أمرَها. فقال النبيُّ (صلى الله عليه وسلم): (دلوني على قبرِها» فدلّوه فصلَّى عليها) رواه البخاري ومسلم.

إنَّ المجتمعَ الذي يشعرُ فيه الفقيرُ والمسكينُ والضعيفُ بأهميتِهِ واهتمامِ المسؤولينَ والقادةِ والقوانينِ به لهو مجتمعٌ التكافلِ والرحمةِ والإنسانيةِ الذي ينعمْ به الجميعُ ويسعدوا بظلالِهِ.

يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ وَليَ أمْرَ الناسِ، ثم أغلقَ بابهُ دون المسكينِ والمظلومِ وذوي الحاجةِ، أغلقَ اللهُ تباركَ وتعالى أبوابَ رحمتهِ دونَ حاجتهِ وفقرهِ أفقرَ ما يكونُ إليها» رواه أحمد.

وفي الجملةِ كانَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يهيبُ بالأمةِ كلِّها أنْ تقفَ لنصرةِ المظلومِ أيًّا كان مستواه ومكانتهِ؛ حيثُ ربطَ بين هذه القضيةِ وقضيةِ كرامةِ الأمةِ نفسِها، فقال: (كيفَ يقدسُ اللهُ أمَّةً لا يؤخذُ لضعيفِها من شديدِها حقَّه وهو غير متعتعٍ) رواه ابن ماجه.

وتصل إنسانية النبي صلي الله عليه وسلم بهؤلاء المساكين الذين تسوقهم ضرورات العيش إلى الدَّين، ثم تعجزهم ضآلة الدَّخل عن السداد، فيُعانون من أجل الديون فالدَين همّ بالليل وذُلّ بالنهار، هؤلاء يأسو جراحهم النبي صلى الله عليه وسلم، إنه لا يملك أن يقول للدائن: تنازل عن حقك، فالنبي صلى الله عليه وسلم خير مَنْ يصون الحُقوق، لكنه يهب الدَّائن شفاعته، وقلبه، وحبه إذا هو أرجأ مَدِينَهُ، وصبر عليه حتى تحين ساعة فرج قريب.

فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: (مَنْ أنظر مُعسِراً أو وضع له، أظلّهُ اللهُ يوم القيامة تحت ظل عرشه يوم لا ظِلَّ إلا ظِلّهُ) ]رواه أحمد والترمذي000]3 ـ إنسانية النبي صلي الله عليه وسلم بالعصاة والمذنبين:
وأحوج الناس إلى الرحمة هم العُصاة والمُذنبون، ولكنهم يحتاجون إلى رحمة التوجيه والهداية لطاعة الله، فإن الإسلام رحمة، والهداية والالتزام رحمة، وهناك أممٌ تنتظر منك أن تدلهم عليها، وأن تهديهم بإذن الله إليها، وأن تأخذ بمجامع قلوبهم إلى الله، فتحببهم في طاعة الله ومرضاته، قال صلى الله عليه وسلم: (أنا رحمة مهداة).

فعن بريدة رضي الله عنه قال: جاءت الغامدية فقالت: يا رسول الله إني قد زنيت فطهرني وإنه ردَّها فلما كان الغد قالت: يا رسول الله لمِ َتردني؟ لعلك أن تردني كما رددت ماعزًا فوالله إني لحبلى، قال: إما لا فاذهبي حتى تلدي. فلما ولدت أتته بالصبي في خِرْقَةٍ قالت: هذا قد ولدته قال: اذهبي فأرضعيه حتى تفطميه. فلما فطمته أتته بالصبي في يده كِسْرَةَ خبز فقالت: هذا يا نبيَّ الله قد فطمته وقد أكل الطعام فدفع الصبي إلى رجل من المسلمين، ثم أمر بها فحُفِرَ لها إلى صدرها وأمر الناس فرجموها، فأقبل خالد بن الوليد بحجر فرمى رأسها فتنضح الدَّمُ على وجه خالد فسبَّها، فسمع نبي الله صلى الله عليه وسلم سَبَّهُ إيَّاها فقال: مهلاً يا خالد، فوالذي نفسي بيده لقد تابت توبة لو تابها صاحبُ مَكْسٍ لغُفِرَ له، ثم أمر بها فَصَلَّى عليها ودُفِنَتْ”.

4ـ إنسانية النبي صلي الله عليه وسلم بالحيوان:
لقد أخبر النبي صلي الله عليه وسلم أن الجنة فتحت أبوابها لإمرأة بغي من بغايا بني إسرائيل لمجرد أنها سقت كلباً عطشاناً فأخرج مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة بسنده إلى أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ”إن امرأة بغياً رأت كلباً في يوم حار يطيف ببئر قد أدلع لسانه من العطش فنزعت له بموقها أي استقت له بخفها فغفر لها”.

فقد غفر الله لهذه البَغِي ذنوبها بسبب ما فعلته من سقي هذا الكلب.

وأخبر النبي صلي الله عليه وسلم أن النار فتحت أبوابها لامرأة حبست هرَّة لا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض، فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “عُذِّبَتْ امرأة في هِرَةٍ لم تطعمها ولم تسقها، ولم تتركها تأكل من خشاش الأرض” (أخرجه البخاري ومسلم). وقد حَرَّمَ الإسلام تعذيب الحيوان ولعن المخالفين على مخالفتهم، فقد روى مسلم بسنده إلى ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم مَرَّ على حمار قد وسم في وجهه فقال: “لَعَنَ اللهُ الذي وسمه” وفي رواية له: ”نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الضَّرب في الوجه وعن الوسم في الوجه.

وقد حرَّمت الشريعة الإسلامية تصبير البهائم أي أن تحبس لترمى حتى تموت كما حرَّمت المُثَلَة وهي قطع أطراف الحيوان.

فقد روي عن ابن عمر أنه قال:
“نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن أن تصبر بهيمة أو غيرها للقتل”. (أخرجه الإمام أحمد).

وأخرج البخاري ومسلم عن المنهال بسنده إلى عبد الله بن عمر أنه قال: “لعن النبي صلى الله عليه وسلم من مثّل بالحيوان”.

لقد رحم رسول الله صلى الله عليه وسلم الحيوان الأعجم من أن يُجوَّع أو يُحمَّل فوق طاقته..

فقال في رحمة بالغة حين مَرَّ على بعير قد لحقه الهزال:
“اتَّقُوا اللَّهَ فِي هَذِهِ الْبَهَائِمِ الْمُعْجَمَةِ ‏فَارْكَبُوها صَالِحَةً وَكُلُوهَا صَالِحَةً” [ أبو داود وابن خزيمة وقال الشيخ الألباني: صحيح].

بل هو يرحم الحيوان حتى في حالة ذبحه، فإن كان لابد أن يُذبَح فلتكن عملية الذبح هذه رحيمة، فيقول: “إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ الْإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ فَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا الْقِتْلَةَ وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذَّبْحَ وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ فَلْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ” [أخرجه مسلم وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجة، وأحمد، والدارمي، وابن حبان].

بل إنه صلى الله عليه وسلم يتجاوز البهائم إلى الطيور الصغيرة التي لا يُنتفع بها الإنسان كنفعه بالبهائم، وانظر إلى رحمته بعصفور!!

يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“مَنْ قَتَلَ عُصْفُورًا عَبَثًا‏ عَجَّ‏ ‏إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَقُولُ: يَا رَبِّ إِنَّ فُلَانًا قَتَلَنِي عَبَثًا وَلَمْ يَقْتُلْنِي لِمَنْفَعَةٍ” [أخرجه النسائي، وأحمد، وابن حِبَّان، والطبراني في المعجم الكبير، والبيهقي].

إنَّ دعوة الإسلام للرفق والرحمة بالحيوان هي من باب أولى دعوة لاحترام الإنسان والرحمة به، فإذا كان الإسلام رحيماً بالكائن الذي لا ينطق ولا يعقل ولا يمتلك أحاسيس الإنسان ومشاعره ولا كرامته وموقعه، فما بالك بأكرم الخلق وأفضل الكائنات.

وكل ذلك يؤكد عظمة هذا الدين وأنه دين يعني بكل الجوانب الإنسانية لأن في ذلك سعادة الإنسان وأمنه.


إنسانية النبي صلي الله عليه وسلم وأثرها 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52561
العمر : 72

إنسانية النبي صلي الله عليه وسلم وأثرها Empty
مُساهمةموضوع: رد: إنسانية النبي صلي الله عليه وسلم وأثرها   إنسانية النبي صلي الله عليه وسلم وأثرها Emptyالخميس 01 فبراير 2018, 4:03 am

5 ـ إنسانية النبي صلي الله عليه وسلم مع غير المسلم:
لقد شملت إنسانية النبي صلي الله عليه وسلم القريب والبعيد والمسلم وغير المسلم فرأينا سلوك المسلمين مع المحاربين من غير المسلمين، أساسه قوله تعالى: (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم، إن الله يحب المقسطين، إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم، ومَن يتولهم فأولئك هم الظالمون) (الممتحنة: 8 – 9).

فالبِرُّ والقِسْطُ مطلوبان من المسلم للناس جميعاً، ولو كانوا كفاراً بدينه، ما لم يقفوا في وجهه ويحاربوا دعاته، ويضطهدوا أهله.

لقد كان النبي صلي الله عليه وسلم حريصاً علي دعوتهم، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه: كان غلام يهودي يخدم النبي صلى الله عليه وسلم فمرض، فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعُودُه، فقعد عند رأسه، فقال له: أسلم. فنظر إلى أبيه وهو عنده، فقال له: أطع أبا القاسم صلى الله عليه وسلم، فأسلم، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول: الحمد لله الذي أنقذه من النار) رواه البخاري.

فكان صلي الله عليه وسلم يحمل متاع المرأة العجوز وهي كافرةً به، ولم تكن تعرفه حتى إذا أوصلها لبيتها حذَّرتْه من اتباع مَنْ يدَّعِي النُّبوة، فأخبرها النبي صلى الله عليه وسلم أنه محمدُ بن عبد الله فما كان من المرأة إلا أن أعلنت إسلامها في الحال وشهدت بحُسن أخلاق النبي صلي الله عليه وسلم!!

وكان إذا ذبح شاةً وأمر بتوزيع جزءٍ منها على الجيران لا ينسى أن يوصي: “هل أهديتم إلى جارنا اليهودي؟”

وتَروي كُتُبُ السّيَر أنه صلي الله عليه وسلم بكى لَمَّا رأى جنازةَ مشركٍ، ولَمَّا سُئِلَ عن سبب بُكائه صلي الله عليه وسلم قال: “نَفْسٌ تفلَّتت مِنِّي إلى النار”.

وتبلغ إنسانيته صلي الله عليه وسلم بأعدائه القِمَّةَ السَّامِقَةَ عندما يتعرَّض لإيذائهم، ففي هذه المَواطِنِ التي يفقد فيها الرُّحماء رحمتَهم، عندما تَعَرَّضَ للسُّباب والضَّرب من أهل الطّائف، ونزل مَلَكُ الجِبَالِ في صُحبة جبريل صلي الله عليه وسلم يعرض على النبي صلي الله عليه وسلم أن يُطْبِقَ عليهمُ الأخشبين، يقول النبي صلي الله عليه وسلم قولته المشهورة: ”اللهم اهدِ قومي فإنهم لا يعلمون”.

وفي هذا القول جَمَعَ النبيُ صلي الله عليه وسلم مقاماتِ الإحسان كلها، فقد عفا عنهم، والتمس لهم العُذْرَ بجهلهم، ثم دعا لهم.

ولم يكن هذا موقفًا فريدًا للنبي صلي الله عليه وسلم بل كان هذا خُلُقَهُ مع مَنْ خالفه وحاربه، كما في قوله صلي الله عليه وسلم: “اللهم اهدِ دوساً، اللهم اهدِ ثقيفاً، اللهم اهدِ أمَّ أبي هريرة”.

6ـ إنسانية النبي صلي الله عليه وسلم في الحروب:
لقد وصلت إنسانية الرسول صلي الله عليه وسلم في أعلي صُوَرِهَا وأسمي معانيها، بأبي أنت وأمي يارسول الله.

فنجد رسول الله صلي الله عليه يغضب عندما يجد امرأةً مقتولةً وهو يَمُرُّ في إحدي الغزوات فقال ما كانت هذه لتقاتل، بل ينهي عن قتل النساء والشيوخ والإطفال ومَنْ لا مشاركة له في القتال.

إن المُتأمِّلَ لحروب رسول الله مع أعدائه سواء من المشركين، أو اليهود، أو النصارى، ليجِد حُسن خُلق رسول الله مع كل هؤلاء الذين أذاقوه ويلات الظلم والحيف والبطش، إلاّ أنه كان يعاملهم بعكس معاملاتهم له.

فإذا تَأمَّلْنَا وصَيَّةَ رسول الله لأصحابه المجاهدين الذين خرجوا لرد العدوان نجد في جنباتها كمال الأخلاق ونُبل المقصد فها هو ذا رسولُ الله يوصي عبد الرحمن بن عوف عندما أرسله في شعبان سنة (6هـ) إلى قبيلة كلب النصرانية الواقعة بدومة الجندل؛ قائلاً: “اغْزُوا جمِيعًا فِي سبِيلِ اللهِ، فقاتِلُوا مَنْ كَفَرَ بِاللهِ، لا تَغُلُّوا، ولا تَغْدِرُوا، ‏ولا‏ ‏تُمثِّلُوا، ‏ولا تَقْتُلُوا ولِيدِاً، فهذا عهْدُ اللهِ وسِيرةُ نبِيِّهِ فِيكُمْ” (رواه الحاكم وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. وقال الذهبي في التلخيص: صحيح. والطبراني: في المعجم الأوسط.

وكذلك كانت وصيَّةَ رسول الله للجيش المُتَّجِهِ إلى معركة مؤتة؛ فقد أوصاهم قائلاً: “‏اغْزُوا بِاسْمِ اللهِ فِي سبِيلِ اللّهِ، قاتِلُوا مَنْ كفر بِاللهِ، اغْزُوا ولا ‏تغُلُّوا، ‏ولا ‏تغْدِرُوا، ‏‏ولا ‏تمْثُلُوا، ‏ولا تقْتُلُوا ولِيدًا، أوِ امْرأةً، ولا كبِيرًا فانِيًا، ولا مُنْعزِلاً بِصوْمعةٍ”. (أخرجه الإمامُ مسلم في صحيحه، وأبو داود، والترمذي، والبيهقي).

ثم تَجَلَّتْ إنسانيته صلي الله عليه وسلم يوم فتح مكة، وقد فعل أهلُها به وبأصحابِه ما فعلوا.. قال عمر: لَمَّا كان يوم الفتح ورسول الله بمكة أرسل إلى صفوان بن أمية، وإلى أبي سفيان بن حرب، وإلى الحارث بن هشام، قال، عمر: فقلت لقد أمكنني الله منهم، لأعرفنهم بما صنعوا، حتى قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: “مثلي ومثلكم كما قال يوسف لإخوته: لا تثريبَ عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين.

قال عمر: فافتضحتُ حياءً من رسول الله صلي الله عليه وسلم من كراهية أن يكون بدَرَ مني، وقد قال لهم رسول الله صلي الله عليه وسلم ما قال!!

بل إن إنسانية النبي صلي الله عليه وسلم من الصفات التي تأصَّلت في حياة النبي صلي الله عليه وسلم في أشد الأوقات وأصعبها، لم يتميَّز عن غيره من أصحابه ولم يطلب الراحة لنفسه دون غيره ولكنه يشارك كل الآلام والأحزان…

ولو تأمَّلنا السيرة النبوية لوجدنا العَجَبَ.. العُجَابَ:
ففي غزوة الخندق التي وقعت في شوال من السنة الخامسة للهجرة كثيراً من المواقف الإنسانية الرائعة، فقد انتصرت فيها الشورى، وانتصر في الشورى رأي العبد السابق سلمان الفارسي، الذي اقترح إنشاء الخندق في مواجهة أحزاب يصل عددهم إلى عشرة آلاف مقاتل سوف يُهاجمون المدينة استفادت من الأساليب الحربية للفُرس الذين كان ينتمي إليهم. وإنه لموقف إنساني رائع كذلك أن يَشترك ثلاثة آلاف مسلم في حفر الخندق، يقودهم الرَّسُولُ بنفسه، يتحمَّل حِصَّةً من العمل مثلما يتحمَّلون، ويتحمَّل معهم الجوع أكثر مِمَّا يتحمَّلون، ويقودهم إلى الأمل والتفاؤل في ظلِّ هذه الظُلمة المُحيطة بهم، والتي زُلزِل فيها بعض المؤمنين زلزالاً كبيرًا، وظهَر أمْرُ بعض المنافقين.

وقد كانت حِصَّةُ كل رجل القيام بحفْر طول ذراعٍ من الخندق في عُمق لا يستطيع الذي يسقط فيه أن يَخرج منه مع فرسه، وقام بتوزيع العاملين عشرةً، عشرة، وقام بينهم التنافس الكريم في الجدِّ والتحمل، وكان الرسول وهو يعمل معهم ويدفعهم إلى التنافس، يُسرّي عنهم بإنسانيَّته المُشرقة الوضَّاءة.

وينشد وهم ينشدون معه:
اللهمَّ لا عيش إلا عيشُ الآخرة فاغفِر اللهمَّ للأنصار والمهاجرَه

وأيضًا كان الصحابة ينشدون:
نحن الذين بايَعوا محمدًا على الجهاد ما بقِينا أبداً

وكانوا مع الرسول ينشدون أيضاً:
اللهم لولا أنت ما اهتَدينا ولا تَصَدَّقنا ولا صَلَّينا
فأنْزِلنْ سكينةً علينا وثبِّت الأقدام إن لاقَينا
إنَّ الأُولي قد بَغوا علينا وإن أرادُوا فِتنة أبَينا


وكان عليه السلام يَرفع صوته:
(أبَينا، أبَينا)

ولنا أن نتخيَّل وأن نُحاول أن نرسُم في ذهننا من وراء حُجُبِ التاريخ هذه اللقطة الرائعة التي يجتمع فيها ثلاثة آلاف مسلم على الحُبِّ والولاء لدينهم وقائدهم، وهم يعملون بشيء من التنافس على الثواب العظيم، ولا ننسى منظر القائد النبي الأعظم الذي يعمل بينهم ويَكسِر الأحجار كما يكسرون، ويَحملها كما يحملون، ويشترك في الأكل إن وجدوا طعاماً، وفي الجوع إن لم يَجدوا، وينشد معهم الأناشيد المؤكدة لشكر الله الذي هداهم للإيمان، والثقة بالتالي في عبور الامتحان.

وبثقة كبيرة لا يُمكن أن تتأتَّى وسط هذا الامتحان إلا من نبيٍّ معصومٍ مُلهَمٍ، يضرب أمامهم حجراً قويّاً، لم يستطيعوا كسْره، قائلاً: (بسم الله)، فيَلمَعُ بريقٌ تحت الضَّربة، فيقول: (الله أكبر‍؛ أعْطِيتُ مفاتيح الشَّام، والله إني لأُبصر قصورها الحُمر – إن شاء الله)، ثم يَضرب ضربة ثانية، فيَلمَع بريقٌ من ضربته، فيقول: (الله أكبر أعْطِيتُ مفاتيح فارس، والله إني لأبصر قصر المدائن الأبيض)، ثم يضرب الثالثة، فيبرقُ أيضاً بريقٌ تحت الضَّربة، فيقول: (الله أكبر، أُعْطِيتُ مفاتيح اليَمَن، والله إني لأُبصر أبواب صنعاء من مكاني الساعة).

يروي سيدنا جابر ابن عبدالله رضي الله عنهما مشهداً رائعاً لرسول الله صلي الله عليه وسلم فيقول:
إنا يوم الخندق نحفر فعرضت كُدَيَةٌ شديدة، فجاءوا إلي النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا هذه كُدَيَةٌ عَرَضَتْ في الخندق، فقال: أنا نازل، ثم قام وبطنه معصوبٌ بحجر، ولبثنا ثلاثة أيام لا نذوق ذواقاً، فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم المِعْوَلَ فضرب فعاد كثيباً أُهِيل، فقلت: يا رسول الله ائذن لي إلى البيت. فقلت لامرأتي: رأيت بالنبي صلى الله عليه وسلم شيئاً ما كان في ذلك صبر، أفعندك شيءٌ؟ قالت: عندي شعيرٌ وعَنَاقٌ، فذبحت العَنَاقَ، وطحنتُ الشعير، حتى جعلنا اللحم في البُرْمَةِ، ثم جئت النبي صلى الله عليه وسلم والعجين قد انكسر، والبُرْمَةِ بين الأكافي قد كادت أن تنضُج، فقلت: طُعَيْمٌ لي؛ فقم أنت يا رسول الله ورجل أو رجلان، قال: كم هو؟ فذكرت له. قال: كثيرٌ طيبٌ! قال: قل لها لا تنزع البُرمة ولا الخُبز من التَّنور حتى آتي فقال: قوموا. فقام المهاجرون والأنصار، فلما دخل على امرأته قال: ويحك! جاء النبي صلى الله عليه وسلم، والمهاجرون والأنصار معه، قالت: هل سألك؟ قلت: نعم. فقال: ادخلوا ولا تضاغطوا، فجعل يقسم الخبز ويجعل عليه اللحم، ويخمر البُرمة والتَّنور إذا أخذوا منه، ويقرب إلى أصحابه، ثم ينزع، فلم يزل يكسر الخبز ويغرف حتى شبعوا وبقي بقية قال: كلي هذا وأهدي، فإن الناس أصابتهم مجاعة) رواه الإمام البخاري.

إنها لقطة من أعظم لقطات التاريخ الإنساني، حين يعمل ويأكل ويجوع جنبًا إلى جنبٍ أعظمُ رجل ونبي عرَفته الإنسانية، يعمل مع العبيد، ومع الأحرار، أبيضهم وأسودهم، غنيِّهم وفقيرهم، والأكثر من ذلك أنه ينشد معهم أناشيد الإيمان، ويفتح لهم آفاق الأمل في ظل هذا الحصار الشديد عليه الصلاة والسلام.


إنسانية النبي صلي الله عليه وسلم وأثرها 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52561
العمر : 72

إنسانية النبي صلي الله عليه وسلم وأثرها Empty
مُساهمةموضوع: رد: إنسانية النبي صلي الله عليه وسلم وأثرها   إنسانية النبي صلي الله عليه وسلم وأثرها Emptyالخميس 01 فبراير 2018, 4:06 am

العنصر الثاني: أثر الجانب الإنساني في حياة الناس:
لقد استطاع النبي صلي الله عليه وسلم بفضل ربه عز وجل أن يؤسس لأعظم دولة عرفها التاريخ، حيث أخرج للوجود أمة ومكن لعبادة الله تعالي في الأرض، ووضع أسس العدالة الإجتماعية، وحول جيل كامل من رعاة البقر إلي قادة للأمم، استطاع بفضل الله تعالي أن يخرج للعالم كله المواهب والعبقريات العظيمة من أمثال عمر ابن الخطاب وخالد ابن الوليد وعمرو ابن العاص وعكرمة ابن أبي جهل…. وحوَّلهم من جيل لا يعرف إلا الفوضي إلا جيل يعرف النظام والعدل.

وحينما نستعرض حوار المحبة والقيم الإنسانية لرسول الله صلي الله عليه وسلم مع الانصار حين خَصَّ المهاجرين ببعض العطايا ولم يعط الانصار منها شيئاً وفي هذه الاثناء دخل عليه سعد بن عباده، فقال يارسول الله: إن هذا الحَيَّ من الانصار قد وجدوا عليك في أنفسهم لِمَا صنعت في هذا الفِيءَ الذي أصبت، يقصد العطايا التي خَصَّ بها الرسول المهاجرين، ثم اضاف سعد: قسمت في قومك، وأعطيت عطايا عظاماً في قبائل العرب ولم يكن منها شيءٌ للانصار، فسأله رسول الله: أين أنت من هذا يا سعد؟ فَرَدَّ سعد: ما أنا إلا من قومي، وهنا قال له رسول الله صلي الله عليه وسلم: اجمع لي قومك في مكان أشار إليه رسول الله صلي الله عليه وسلم: امتثل سعد لأمر رسول الله صلي الله عليه وسلم وجمع الانصار في المكان الذي أشار إليه رسول الله صلي الله عليه وسلم وفي هذا الاجتماع خرج رسول الله وهو في منتهي الثقة والمودة مع هؤلاء الرجال الذين كانت لهم مواقف تتسم بالإيثار والتضحية والشهامة. 

وبعد أن حمد الله وأثني عليه قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: يا معشر الانصار: مقالة بلغتني عنكم تشير إلي العتاب لمشاعر وجدتموها في أنفسكم عليَّ ألم آتكم ضلالاً فهداكم الله وعالة فاغناكم؟ الا تجيبوني يا معشر الانصار، فقالوا: بماذا نجيبك يارسول الله؟ لله ورسوله المن والفضل فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم بكل الشفافية: أما والله لو شئتم لقلتم فلصدقتم ولصدقتم: اتيتنا مكذباً فصدقناك، ومخذولاً فنصرناك، وطريداً فآويناك، وعائلاً فآسيناك، أوجدتم يا معشر الأنصار في أنفسكم مشاعر تجذبكم نحو زهرة الدنيا ومتاعها، لقد تألّفت قلوبكم أيها القوم فأسلمتم ووكلتم إلي إسلامكم، ألا ترضون يا معشر الأنصار أن يذهب الناس بالشاة والبعير وترجعوا برسول الله إلي رحالكم، فوالذي نفس محمدٍ بيده لولا الهجرة لكنت من الأنصار، ولو سلك الأنصار شِعْبَاً "طريقاً" وسلك الناس شِعْبَاً، لسَلَكْتُ شِعْبَ الأنصار وأبناء الأنصار وأبناء أبناء الأنصار.

حديث من القلب الرحيم يقطر صفاء ومودة ومحبة وقيَماً انسانية تؤكد مدي أثر هذه القيم في النفوس.

وبعد أن استمع الأنصار لهذا الحديث من سيد الخلق صلي الله عليه وسلم انتابهم البُكاء تأثراً بتلك المشاعر الطيبة التي فاض بها الحب والتقدير لمواقف هؤلاء الرجال، وقالوا في نفسٍ واحدٍ: رضينا برسول الله قسماً وحظاً، ثم انصرفوا وتفرَّقوا ومشاعرهم تزداد حباً وتقديراً لرسول الله صلي الله عليه وسلم.

قواعد راسخة أرسي دعائمها رسول الله صلي الله عليه وسلم وتركها لنا جميعاً، فهل نتذكر هذه القيم التي ربطت بين رسول الله صلي الله عليه وسلم وأصحابه، فنحييها في حياتنا حتي يعم الخير بلادنا.

العنصر الثالث: حاجتنا إلي إشاعة الجوانب الإنسانية:
أيّها المسلمون:
ألا ما أحْوَجَ البشريَّةَ إلى هذهِ المعاني الإسلاميَّةِ السَّامية، وما أشَدَّ افتقارَ الناسِ إلى التخلُّق بالرَّحمة التي تُضمِّدُ جِرَاحَ المَنكوبين، وتحثُّ على القيامِ بحقوقِ الوالدَين والأقربين، والتي تواسِي المستضعَفين، وتحنو على اليتامَى والعاجِزين، وتحافِظ على حقوقِ الآخرين، وتحجز صاحبَها عن دِماء المعصومين من المسلمين وغير المسلمين، وتصون أموالَهم مِن الدّمار والهلاك، وتحثّ على فِعل الخيراتِ ومجانبَة المحرّمات.

العنصر الرابع:
كيف نحيي المشاعر الإنسانية:
1 ـ قراءة كتاب الله عز وجل:
فمن أعظم الأسباب التي تعين على إحياء المشاعر الإنسانية وتيسر للإنسان طريقها: قراءة كتاب الله جل جلاله، قال العلماء: إن الرحمة لا تدخل إلى قلبٍ قاسٍ، والقلوب لا تلين إلا بكلام الله، ولا تنكسر إلا بوعد الله ووعيده وتخويفه وتهديده، فمن أكثر تلاوة القرآن، وأكثر من تدبر القرآن كسر الله قلبه ودخلت فيه الرحمة.

2 ـ تذكر مشاهد الآخرة:
كذلك من الأسباب التي تعين على إحياء المشاعر الإنسانية : تذكر الآخرة، فإن العبد إذا تذكر مشاهد الآخرة، وصور نفسه كأنه قائمٌ بين يدي الله تجادل عنه حسنته، ويقف بين يدي الله عز وجل وقد نشر له ديوانه، وبدت له أقواله وأفعاله، إذا تصور مثل هذه المواقف قادته إلى الله وحببت إلى قلبه الخير وجعلت أشجانه وأحزانه كلها في طاعة الله ومرضاته.

3 ـ معرفة سيرة السَّلف الصَّالح:
ومن أعظم الأسباب التي إحياء المشاعر الإنسانية: قراءة سيرة السلف الصالح، الأئمة المهديين من الصحابة والتابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين، والوقوف على ما كانوا عليه من الأخلاق الجميلة والآداب الكريمة، كل ذلك يحرك القلوب إلى المشاعر العظيمة الجياشة نحو الآخرين ويجعل فيها شوقاً إلى الإحسان إلى الناس، وتفريج كرباتهم، وقل أن تجلس في مجلس فيذكر فيه كريمٌ بكرمه، أو يذكر المحسن فيه بإحسانه إلا خشع قلبك.

فهذه أمُّنَا عائشة رضي الله عنها وأرضاها يأتيها عطاؤها من أمير المؤمنين معاوية رضي الله عن الجميع وهي صائمة ثلاثون ألف درهم وهي في أشد الحاجة، فتوزعها على الفقراء إلى فلان وآل فلان، ولم تبق منها شيئاً حتى غابت عليها الشمس، فالتمست طعاماً تفطر عليه فلم تجد . فسير الرجال وسير الصالحين وسير الأخيار تحرك القلوب إلى الخير، والله تعالى يقول في كتابه: "وَكُلّاً نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ" [هود:120].

فالله يثبت قلوب الصالحين على الصلاح والبر ما سمعوا بأمرٍ صالح وما سمعوا بسيرة عبدٍ صالح، نسأل الله العظيم أن يجعل لنا ولكم في ذلك أوفر العظة والعبرة.

4 ـ معاشرة الرحماء:
كذلك أيضاً مما يحرك القلوب إلى الرحمة والإحسان إلى الناس: معاشرة الرحماء، فانظر في إخوانك وخلانك، فمن وجدت فيه الرحمة ورقة القلب وسرعة الاستجابة لله، فاجعله أقرب الناس منك، فإن الأخلاق تعدي، فإذا عاشر العبد الصالحين أحس أنه في شوق للرحمة، وأحس أنه في شوق للإحسان إلى الناس، ودعاه ذلك إلى التشبه بالأخيار، فكم من قرينٍ اقترن بقرينه، كان من أقسى الناس قلباً، فأصبح ليناً لان قلبه بصحبة الصالحين.

كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه أشد الناس قلباً وأعظمهم صلابة، فلما كسر الله قلبه بالإسلام، كان من أرحم الناس بالمسلمين رضي الله عنه وأرضاه؛ لأنه عاشر رسول الأمَّة وإمام الرُّحماء فتأثر به، حتى قال العلماء رحمهم الله: كان أرحم الناس بالناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم.

5- الاختلاط بالضعفاء، والمساكين، وذوي الحاجة:
فإنَّه ممَّا يرقِّق القلب، ويدعو إلى الرَّحْمَة والشفقة بهؤلاء وغيرهم.

أسأل الله العظيم أن يُلين قلوبنا وأن يُصلح ذات بيننا وأن يُوَحِّدَ صفوفنا وأن ينصرنا علي أنفسنا وعدونا إنه ولي ذلك والقادر عليه.
آمين يارب العالمين.


إنسانية النبي صلي الله عليه وسلم وأثرها 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
إنسانية النبي صلي الله عليه وسلم وأثرها
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» لماذا لم يصم النبي -صلى الله عليه وسلم- صيام داود عليه السلام
» قصة يوسف عليه الصلاة والسلام وكيف أنها من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم
» نساء في بيت النبي ( صلى الله عليه وسلم ) أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ( 2 )
» عظم قدر النبي صلى الله عليه وسلم
» لماذا منع النبي صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب من الزواج على فاطمة رضي الله عنهما ؟

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: رســول الله صلى الله عليه وسلم :: كتابات عن رسول الله-
انتقل الى: