منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

IZHAR UL-HAQ

(Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.

أحْـلامٌ مِـنْ أبِـي (باراك أوباما) ***

 

 آداب زيارة المدينة في ضوء الكتاب والسُّنَّة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52561
العمر : 72

آداب زيارة المدينة في ضوء الكتاب والسُّنَّة Empty
مُساهمةموضوع: آداب زيارة المدينة في ضوء الكتاب والسُّنَّة   آداب زيارة المدينة في ضوء الكتاب والسُّنَّة Emptyالإثنين 01 يناير 2018, 8:59 am

آداب زيـــــارة المدينــة
في ضوء الكتاب والسُّنَّة

جمع وإعداد: وليد بن صقر الحميدي
غـفـــر اللهُ له ولوالديه والمسلميـــن
======================
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا مَن يهده الله فلا مُضل له ومَن يُضلل فلا هادي له وأشهد إلا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسُولُه الّلهُمَّ صَلِّ وسلِّم وبارك على عبدك ورسُولِكَ نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

وبعد:
إنَّ كلمة المدينة حينما تَرنُّ في الآذان سُرعان ما تهفو قلوبُ أهل الإسلامِ وتتطلعُ إليها محبةً لها ولساكنها عليهِ أفضل الصَّلاة والسَّلام، فهيَ المدينة التي ارتبطَ ذكرها بعزِّ الإسلام وأفُولُ نَجْمِ أهل الأوثان.

فُتِحَت المدينة بالدَّعوةِ والقرآن ولم تُفتح بالسَّيف والسِّنان، فتبوَّأت قيادة الأرض ومَنْ عليها وحَملت إلى البشرية مَشاعلَ الهدايةِ ومصابيح الحضارة، فَتَحَرَّرُوا مِنْ نَيْرِ العُبودِية ورقِّ الهَوى والشَّهوات فتنفَّسُوا رَيَاحِينَ السَّعادة ونَالُوا مجد الحُرّيَّة.

رَوَى البُخاريُّ ومسلمٌّ عن أبي هرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ): «أُمِرْتُ بِقَرْيَةٍ تَأْكُلُ الْقُرَى، يَقُولُونَ: يَثْرِبَ، وَهِيَ الْمَدِينَةُ» (1).

فمنذ وضع رسولُ اللهِ (صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ) قَدَمَهُ فيها تحوَّلَت المدينة من قرية لا تُذكر بين حِرَارٍ سُودٍ إلى أعظم مدينة على وجه الأرض تحمِلُ مصابِيحَ النُّور والهدايةِ، وترفع راية العلم والحضارة، فتَحَوَّلَ الناس فيها ومَنْ حوْلَهَا مِن ظلمات الشِّركِ إلى نُور التوحِيد، ومِنْ الشَّقاء إلى السَّعادة، ومن الضَّلال إلى الهدَايةِ، ومن التفرُّق والاختلافِ إلى الوحدةِ والائتلاف، فتكَوَّنَ فيها تحت راية رَسُولِ اللهِ (صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ) وفي مدرسته جِيلٌ ما عَرَفَ التَّاريخُ مِثَلهُ في العِلْم والخُلُق والشَّجاعةِ والعِزِّ والبُطُولات، والتَّرَاحُمِ والتَّلاحُمِ والإيثَار.

وها نحن بعد أربعة عشر قرناً من الزمانِ نتفَيَّأ ظِلَالَ هذا الدِّين الوَارفة في رُبى هذه المدينة الشريفة الطاهرة، نتذكرُ ذلك العهد الزَّاهر، ونشُمّ عَبِيْرهُ الطيِب كلما اقتربنا من سيرة سيد الخلق أفضل مَنْ مشى على الغبراء وأَظَلتْهُ السَّماء (صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ) (2).

      أنا المدينة من في الكون يجهــــــلني؟!     
أم من يروم من الثقلين إنكــــاري
      أنا المدينة أعلـــى الله منـــزلتـــــــــي      
وأبهج الكون من حسني وأنواري
      لا غرو إذ كنت؛ فالوحيـــــان قـــد نزلا     
بي واستضفت قديماً صاحب الغـــارِ
      وقبل ذلك بي الآيــــــات قـــد لهــــجت     
فاســـتفتها تلـــق فيــــها صدق آثاري
     إن الحديـــث جمــــــيل حــــين أذكـــره     
عني؛ فدونك من مكنون أزهــــاري
     لما أتانــــــي رســــــــول الله أيقـــظني     
من غفــــلة وفســــــاد ساد أفكاري
     وكان منــــــي رجـــــــال طالمـا صدقوا     
ما عاهـــــدوا الله في جــــهر وإسرارِ
     وإن منهــــــــم رســـــول الله أفضل من      
يمشي على الأرض من بدو وحُضَّارِ
    صلى الإله عليــه كـــــــلما امتـــــــــلأت      
بطـــــحاء مكــــــــة من ضيف وزوارِ
    هل بعـــد ذلك لي فـــي الكــــــــون منقبة     
إذ كان أحمد من أهلي وأصهـــــاري؟
    من ذلك الحــــين كــــان الدين منتـــصراً     
ولا ثبـــــــــات لأمــــــــر غير نصــــــــــارِ(3).


ومن هنا جاء اختياري لهذا الموضوع:
"آداب زيارة المدينة (4) في ضوء الكتاب والسنة" وكذلك لكثرة ما يقع من أخطاء ومخالفات في الزيارة واللهَ أسأل أن يجعله خالصاً لوجهه الكريم.

واقتضت خطة البحث في هذا الموضوع أن تكون في مقدمة، وتمهيد، وثلاثة فصول وخاتمة.

وذلك على النحو الآتي:
المقدمة:
وتشمل ما يلي:
سبب اختيار الموضوع.
أهمية الموضوع..
خطة البحث.

التمهيد:
ويشمل اربعة مباحث:
المبحث الأول: الموقع الجغرافي.
المبحث الثاني: التركيبة السكانية لأهل المدينة.
المبحث الثالث: أسماءها.
المحبث الرابع: حدود حرمها.

الفصل الأول:
خصائص المدينة المنورة وفضل سكناها وفيه مبحثان:
المبحث الأول: خصائص المدينة المنورة.
المبحث الثاني: فضل سُكناها.

الفصل الثاني:
فضائل مساجد وأماكن في المدينة المنورة وفيه ثلاث مباحث:
المبحث الأول: فضل المسجد النبوي.
المبحث الثاني: فضل مسجد قباء.
المبحث الثالث: بعض الأماكن الفاضلة بالمدينة.

الفصل الثالث:
أحكام زيارة المدينة المنورة وآدابها وفيه ثلاث مباحث:
المبحث الأول: أحكام الزيارة المشروعة وآدابها.
المبحث الثاني: أحكام الزيارة الممنوعة.
المبحث الثالث: أحاديث ضعيفة وموضوعة في الزيارة.

هذا وحسبي أني بذلت غاية جهدي في إخراج هذا البحث على الوجه الذي رجوت فيه السَّداد والصواب من الله عز وجل ما استطعت، مع العلم بأن الكمال لا يكون إلا لله وحده، والخطأ والنقص والتقصير من طبيعة البشر فما كان من توفيق في هذا البحث إلى الصواب فهو من الله وحده، وما كان من خطأ ونقص وتقصير فهو مني ومن الشيطان، واستغفر الله وأتوب إليه من خطئي وتقصيري وأسأله إخلاص النية في القول والعمل في السر والعلن.
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين.

وكتبه:
وليد بن صقر الحميدي.
==============
موقعها الجغرافي
تقع المدينة في المنطقة الغربية من المملكة العربية السعودية على خط العرض 24 , 28 درجة شمالاً وخط الطول 36 , 39 درجة شرقاً (5).

والمناخ فيها شديد الحرارة وقليل الأمطار خاصة في فصل الصيف حيث تصل درجات الحرارة فيه إلى ما يقارب الخمسين درجة مئوية ومعروف عن المدينة حرارتها ونُدرة المياه فيها من قديم الزمان، وهذا يفسر وجود عدد كبير من الآبار فيها، وترتفع المدينة عن سطح البحر 625 متراً تقريباً وتبعد عن مكة المكرمة 430 كم وعن جدة 379كم وعن الطائف 520 كم وعن الرياض 980 كم وتنتشر فيها الجبال والتلال والمزارع والحرار بشكل واسع (6).

وقد كانت المدينة النبوية محاطة بسور عظيم وكان الهدف من بنائه حماية المدينة من الأعراب ومنع دخولهم مسلحين حتى زال بسبب هدم السيول له وكانت بداية ذلك سنة: (1366هـ) ولعدم الحاجة إليه بسبب شيوع الأمن (7) ولله الحمد والمنَّة.

ولعلي أشير هنا إلى إشارة لطيفة ذكرها الشيخ الدكتور: يحي بن إبراهيم اليحي حفظه الله (8) أن "المناخ لم يكن عائقاً عن الإنتاج" فالمدينةُ تميَّزتْ كغيرِهَا منْ المُدنِ في جزيرةِ العربِ بمناخٍ حارٍ في الصيفِ وباردٍ في الشتاءِ، وهذا قدرٌ منِ أقدارِ اللهِ لهذهِ المدينةِ وحكمةٌ أرادَهَا اللهُ لها، لا ينبغي للمسلمِ أن يتضجَّرَ أو يتضايقَ منهُ.

ومعْ ذلكَ فلا يعتبرُ المناخُ عائقاً للإنتاجِ ولا عقبةً في العطاءِ والعملِ، ولم يكنْ يوماً منْ الأيامِ حجرَ عثرةٍ أمامَ الأمةِ المسلمةِ، كيفَ وقدْ قادَ أهلُها جميعَ أهلِ الأرضِ قاطبةً وقذفتْ إليها الأرضُ كُلُّهَا بأرزاقِهَا وأقوَاتِهَا طائعةً راغبةً، أو خائفةً راغمةً.

ولقدْ بشَّرَ رسولُ اللهُ (صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ) منْ صبرَ على لأوائها بالأجرِ الكبيرِ، والثوابِ العظيمِ، وهذهِ خاصيةٌ منْ خصائصِ المدينةِ النبويةِ لا يُشَارِكُهَا فيها غَيْرُهَا.

ففي صحيحِ مسلمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ) قَالَ: «لا يَصْبِرُ عَلَى لأْوَاءِ الْمَدِينَةِ وَشِدَّتِهَا أَحَدٌ مِنْ أُمَّتِي إِلا كُنْتُ لَهُ شَفِيعاً يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَوْ شَهِيداً»(9).

وفسرتْ اللأواءُ بالشدةِ وعطفتْ الشدةُ عليها للتفسيرِ والتأكيدِ، أو أنَّ الشدةَ ما يصيبُ الإنسانَ منْ الحرِ والبردِ، واللأواءُ ما قدْ يُصيبهُ بها منْ ضِيقِ العيشِ أو تعسَّرِ الكسبِ. (ا.هـ)

التركيبة السكانية لأهل المدينة
يعتبر سكان المدينة في الوقت الحالي مزيج مختلط من أرجاء العالم الإسلامي بحكم مكانة المدينة الدينية، وهجرة الكثير لها للمجاورة وهروباً من الواقع الأليم في بلادهم وخاصة في أوقات احتلال البلاد الإسلامية فيما يسمى بالاستعمار.

ومجمل السكان يتكونون من العناصر التالية:
1- العرب: من أهل المدينة الأصليين أو من أرجاء الجزيرة العربية أو من خارجها.
2- الهنود: ويقصد بهم سكان القارة الهندية التي تشمل الهند وباكستان وبنجلادش.
وكثير من هؤلاء من الأغنياء والعلماء الذين  مكثوا في المدينة بعد أداء فريضة الحج رغبة في المجاورة.
وقد كان لهم نفع واضح للمنطقة بإنشاء المشروعات التعليمية والأعمال الخيرية.
3- الأتراك: وقد كان وجودهم بسبب الحكم العثماني.
4- الأفارقة.
5- سكان آسيا الوسطى: ويطلق عليهم أهل الحجاز البخاريون، وقد قدم أكثرهم بعد احتلال الروس لبلادهم.
6- الأفغان: وهم أقل من سابقيهم(10).

أسماءها
قال ابن حجر -رحمه الله-: "قال عمر بن شبة فى ((أخبار المدينة)): من رواية زيد بن أسلم قال قال النبي (صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ): (للمدينة عشرة أسماء هى: المدينة، وطابة وطيْبَة، والمطَّيِّبة، والمسكينة، والدار، وجابرة، ومجبُورة, ومنيرة ويثرب) ومن طريق محمد بن أبي يحي قال: "(لم أَزل أَسمِع أَن للمدينة عشرة أَسماء هي المدينة، وطَيْبَة، وطابَة، والمطيبّةَ، والمسكينة، والمدرى، والجَابِرَة، والمَجْبُورَة، والمَحَبّبة، والمَحْبُوبَة) ورواه الزبير في أخبار المدينة من طريق بن أبي يحي مثله وزاد (والقاصمة) ومن طريق أبي سهل بن مالك عن كعب الأحبار قالقال: نجد فى كتاب اللَّه الذى أنزل على موسى أنَّ اللَّه قال للمدينة (يا طيبة يا طابة يا مسكينة، لا تقبلى الكنوز؛ أرفع أجاجيرك على القرى) وروى الزبير في أخبار المدينة من حديث عبدالله بن جعفر قال(سمى الله المدينة الدار واايمان) ومن طريق عبدالعزيز الداراوردي قال: بلغني أن لها أربعن اسماً (11).

ومن أسماء المدينة النبوية الثابتة في السنة مايلي:
1- المدينة: 
قال تعالى: "ما كان لأهل المدينة ومن حولهم من الأعراب أن يتخلفوا عن رسول الله ولا يرغبوا بأنفسهم عن نفسه …" (12).

* عن أبى هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): (أمِرْتُ بقَرْيَةٍ تأكلُ القُرى، يقولون يثربَ وهى المدينة، تنفى النَّاس كما ينفى الكِيرُ خبثَ الحديد) (13).

"واسم المدينة؛ ففيه قولان لأهل اللغة:
أما الأول أنها مشتقة من دان اي أطاع والدين الطاعة
وأما الثانى: أنها مشتقة من مدن بالمكان إذا أقام به، وجمع المدينة مُدن ومن بإسكان الدال وضمها ومدائن بالهمز وتركه والهمز أفصح وبه جاء القرآن"(14).

2- طابة:
إما من الطِّيب، وهو الرائحة الحسنة، وإما من طيب العيش بها، أو لحلول الطيِّب بها، أو لغير ذلك من الأقوال التي ذكرها العلماء في هذا المعنى (15). 

*عن جابر بن سمرة -رضي الله عنه- قال سمعت رسول الله (صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ) يقول: "إن الله تعالى سمى المدينة طابة"(16).

*عن أبى حُميْدٍ الساعدى -رضي الله عنه- قال: خرجنا مع رسول الله (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) فى غزوة تبوك، وساق الحديث وفيه: ثُمَّ أقبلنا حتَّى قدمـنا وادى القرى، فقال رسولُ الله (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): ((إنى مُسْرعٌ، فمَنْ شـاء منكم فليُسرعْ معى، ومَنْ شاء فليمكُثْ))، فخرجنا حتى أشرفنا على المدينة، فقال: ((هذه طابَةٌ))(17).
 
3- طيبة:
وسبب تسميتها كسبب تسميتها بطابة، إذ الأصل واحد، كما جاء في حديث الجساسة، وهو حديث فاطمة بنت قيس قوله (صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ): "هذه طيبة. هذه طيبة. هذه طيبة"(18).
 
*عن زيد بن ثابت -رضي الله عنه- أن رسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم خرج إلى أحُدٍ، فرجع أناسٌ خرجوا معه، فكان أصحابُ رسولِ الله فيهم فرقتان: فرقةٌ تقول نقتلهم، وفرقةٌ تقول لا، فأنزل اللهُ  ((فَمَا لكُمَ فى المُنَافِقينَ فِئتين))، فقال رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((إنَّها طَيْبةُ -يعنى المدينة-، وإنَّها تنفى الخبثَ كما تنفى النَّارُ خبثَ الفضَةِ)) (19).

"قال العلامة ابن منظور فى ((لسان العرب)):

((الطَّاب: الطَّيِّبُ والطِّيبُ أيضاً، يُقالان جميعاً. وشئٌ طابٌ أى طيِّبٌ، إما أن يكون فاعلاً ذهبـت عينه، وإما أن يكون فِعْلاً))(20)".

4- الدار: والمراد دار الهجرة.
كما قال تعالى: "والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم …"، قال ابن كثير -رحمه الله-: ثم قال تعالى مادحاً للأنصار، ومبينا فضلهم وشرفهم وكرمهم وعدم حسدهم وإيثارهم مع الحاجة فقال: "والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم"أي سكنوا دار الهجرة من قبل المهاجرين وآمنوا قبل كثير منهم (21).
 
وهناك صفات للمدينة وردت في السنة، ذكرها بعض العلماء ضمن أسماء المدينة(22):
*    الدرع الحصينة:
عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- أن رسول الله (صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ) قال: "رأيت كأني في درع حصينة … فأوَّلت أن الدرع المدينة …"الحديث (23).

*    مدخل الصدق:
عن ابن عباس -رضي الله عنه- ما قال: كان رسول الله (صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ) بمكة، ثم أمر بالهجرة وأنزل عليه"وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطاناً نصيراً" (24).

"وأسماء المدينة كثيرة جداً يقول المناوي لها نحو مائة اسم وقال الإمام النووي: لا يُعرف في البلاد أكثر أسماء منها ومن مكة وذكر ابن حجر أن بعض المتأخرين ذكر أن أسماءها تُقارب الألف اسم" (25).

حدود حرمها
لقد جاء في تحديد المدينة حديثان صحيحان وهما:
*ما رواه علي -رضي الله عنه- مرفوعاً: "المدينة حرم ما بين عير إلى ثور، فمَنْ أحدث فيها حدثاً أو آوى محدثاً؛ فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفٌ ولا عدلٌ" متفق عليه (26).
 
قال الشيخ: أبو محمد أحمد بن محمد بن شحاتة الألفي:
قوله ((ما بين عيرٍ إلى ثور)) استشكل هذا اللفظ جماعة، وقالوا: ليس بالمدينة ثور؛ إنما هو بمكة، واستظهر القائلُ ذلكَ بما جاء فى رواية البخارى ((من عائر إلى كذا)) قال: فكأنه يرى أن ذكر ((ثور)) وَهْمٌ فأسقطه.

وحُكى مثل ذلك عــن مصعب الزبيرى، وأبى عبيد، وأقرَّه الحافظ أبو بكر الحازمى.

قال فى ((المؤتلف فى أسماء الأماكن)) فى حديث ((حرم المدينة ما بين عير إلى أحد)): ((هذه الرواية صحيحة، وقيـل إلى ثـور وليس لها معنى)).

قال ابن السِّيد فى ((المثلث)):
((عيْرٌ اسم جبلٍ بقرب المدينة، وهو بفتح العين المهملة، وسكون الياء آخر الحروف)).

وقال الحافظ الزركشى فى ((إعلام السَّاجد)):
((وذكر الإمام أبو محمد عبد السلام بن مزروع البصرى: إنه لما خرج رسولاً من صاحب المدينة إلى العراق كان معه دليلٌ، يذكر له الأماكن والأجبل، فلما وصلا إلى أحــد إذا بقربه جبلٌ صغيرٌ، فسأله: ما اسم هذا الجبل؟ قال: هذا يسمى ثوراً. قال شيخنا: وسمعت الشيخ  محمداً أبا المليحى يقول: إن المحب الطبرى قال: ثور جبل بالمدينة رأيته غير مرَّةٍ وحددتُه، وقال المطرى: بل خلف أحُدٍ من شماليه؛ تحته جبلٌ صغيرٌ مدوَّرٌ يسمى ثوراً، يعرفه أهل المدينة،  خلفٌ عن سلفٍ، ووعرة شرقية، وهما حد الحرم)).

*    قلت: 
ليس بعجيبٍ أن يتناسى الناس بعض المعالم والأماكن، وأن يغيروا أسمائها، فلا يعلمها مع تعاقب الأزمنة وتطاولها كثيرٌ منهم، حتى أكابر العلماء، واعْتَبرْ ذلك بالمشهور المتداول بين النَّاس من تسمية ميقات المدينة بآبار على، حتى نسى الكثيرون بهذا الاسم ((ذا الحليفة))، واعْتَبرْه كذلك بجبل ((قزح))، وهو جبلٌ صغيرٌ بالمزدلفة يتعلق به نسكٌ معروفٌ من مناسك الحج، ولا يعرفه الآن عُظم أهل مكة.

وعليه فلا ينبغى توهيم ثقات الرواة وأثباتهم بمثل هذه الاحتمالات (27).

* ما رواه أنس بن مالك -رضي الله عنه- مرفوعاً وفيه أن النبي (صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ) نظر إلى المدينة فقال: "اللهم إني أحَرِّمُ ما بين لابتيها بمثل ما حَرَّمَ إبراهيمُ مَكَّةَ، اللّهُمَّ بَارِكْ لَهُمْ فِي مُدِّهِمْ وَصَاعِهِمْ"(28).

قال الدكتور: يحي بن إبراهيم اليحي:
وبناءً على ذلك؛ فإن هذين الحديثين يبينان الجهات الأربع للمدينة، فمن جهة الشمال: جبل ثور * وهو جبل صغير شمالي أحد * ومن جهة الجنوب: جبل عير * وهو ممتد في الشرق إلى الغرب ويشرف طرفه الغربي على ذي الحليفة، وطرفه الشرقي على المنطقة المتصلة بمنطقة قباء من جهة الجنوب الغربي، ومن جهة الشرق: الحرة الشرقية * وهي إحدى اللابتين حيث إن المراد باللابة الحَرَّة، وهي الأرض التي قد ألبستها حجارة سُود، ومن الغرب: الحَرَّةِ الغربية * وهي اللابة الأخرى (29).

وقد صرَّح النووي -رحمه الله- وغيره بدخول الحرَّتين في حَرَمِ المدينة (30).
==========
الـهـــــــوامــش:
--------------------
(1) رواه البخاري برقم: (1738)، ومسلم، (1382).
(2) ماذا تعني لك المدينة - د.يحي بن ابراهيم اليحي.
(3) قصيدة بعنوان: أنا المدينة- أحمد عبد الرحمن الليفان- البيان رجب 1422- العدد 167 –ص: 140
(4) قال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- في القول المفيد (1 / 289): ولا يقال: المنورة، لأن كل بلد دخله الإسلام فهو منوَّر بالإسلام، ولأن ذلك لم يكن معروفاً عند السلف، وكذلك جاء اسمها في القرآن بالمدينة فقط، لكن لو قيل: المدينة النبوية لحاجة تمييزها؛ فلا بأس... وقال الشيخ بكر أبو زيد –حفظه الله–: المدينة النبوية،هذا هو التعبير المنتشر عند الأخباريين والمؤرخين وأصحاب المغازي والسير، وشراح السنة والأثر، وأما وصفها بـ: (المنورة) فلا أعلمه إلا في كتب المتأخرين.
وتأريخ الإمام ابن شبة المطبوع هذا العام عام 1403 هـ. باسم (تاريخ المدينة المنورة) تصرف من الناشر، وإلا فإن هذا العنوان لم يكن عند من ذكره، ولم يسمه به مؤلفه كما حصل بالتتبع، وهذه المدينة هي بحق (المدينة النبوية المنورة)، وكيف لا يكون كذلك وهي بلدة حلها النبي (صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ) حياً وميتاً واستوطنها الصحابة -رضي الله عنهم-، وشاهدت الوحي والتنزيل، على أني قد وجدت لهذا الوصف تخريجاً في قول حسان -رضي الله عنه- يرثي النبي (صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ) فيقول:
بطيبة رسم للرسول ومعهد * منير وقد تعفو الرسوم وتمهد
(5) موقع شبكة المدينة المنورة على شبكة الانترنت
(6) المدينة المنورة بين يديك –أحمد الجهني- ص: 65 (بتصرف يسير)
(7) بحث تفصيلي عن رافضة المدينة النخاولة -لأبو عبد الله الأثري- ص: 3
(8) موقع: طيبة الطيبة
http: http://www.taiba.ogg/aticle-view.php?id=80
(9) مسلم (1378)
(10) بحث تفصيلي عن رافضة المدينة النخاولة - لأبوعبدالله الأثري- ص: 4
(11) فتح الباري (4/115)
(12) سورة التوبة (120)  
(13) رواه البخاري (1871) ومسلم (3353)
(14) تاريخ المدينة-ابن النجار-ص: 56
(15) ذكر ابن حجر كلاما نفيسا في هذه المسألة يرجع إليه في الفتح: (4/115).
(16) رواه مسلم برقم (1385).
(17) رواه البخاري (1387)، ومسلم (2466)
(18) رواه مسلم برقم (2942).
(19) رواه البخاري (3744)، ومسلم (2454) وأحمد (20616)،
(20) النبذة اللطيفة في فضائل المدينة-ص: 18
(21) تفسير ابن كثير 8/68.
(22) رسالة: صفات المدينة النبوية د. يحي بن إبراهيم اليحي ص: 1
(23) صححه ابن حجر في الفتح(7/377)، (13/341).
(24) رواه الإمام أحمد والترمذي وقال حديث حسن صحيح.
(25) المدينة المنورة بين يديك –أحمد الجهني- ص: 28
(26) البخاري (6755)، ومسلم (1370).
(27) النبذة اللطيفة في فضائل المدينة الشريفة- ص72
(28) رواه البخاري (2893)، ومسلم (1365).
(29) مقتطف من مقال "حدود المدينة حرسها الله" موقع: طيبة الطيبة  http: http://www.taiba.og
(30) شرح صحيح مسلم للنووي (9/136).



آداب زيارة المدينة في ضوء الكتاب والسُّنَّة 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
آداب زيارة المدينة في ضوء الكتاب والسُّنَّة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» التَّعزية وأحكامُها في ضوء الكتاب والسُّنَّة
» لفصْل التاسع: زيارة المدينة المنورة
» ذكر آداب زيارة قبر الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم
» زكــــاة الفطر آداب، وأحكام، وشروط، ودرجات، ومسائل في ضوء الكتاب والسنة
» زيارة القبور يوم العيد

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: فـضــــائل الـشهـــور والأيـــام :: منتدى الحج والعمرة :: آداب زيـــارة الـمـدينــــة الـمـنــــورة-
انتقل الى: