أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: نسمات ونبضات (3) علاقتها مع نفسها الثلاثاء 03 أكتوبر 2017, 6:29 pm | |
|
نسمات ونبضات (3) علاقتها مع نفسها زبيــدة الأنصــاري غفر الله لها ولوالديها وللمسلمـين =================== المقدمة الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد: فأضع بين يدي أختي المسلمة الجزء الثالث من «نسمات ونبضات» وهو خاص بعلاقتها مع نفسها.
وهو أمر مهم وجانب غفل عنه كثير من الأخوات المسلمات.
أدعو الله عز وجل أن يبارك في هذا الجهد وأن يجعله صوابًا خالصًا لوجه الكريم. المؤلفة ========== علاقتها مع نفسها 1- ليست مجرد دمية ولا ببغاء تردد كل ما يقال.. وتلبس كل ما يصنع لها.. وتملأ فكرها بكل ما يكتب وتنساق وراء كل نزوة... وتجري خلف كل بريق خادع.. إنها متميزة في العقيدة والفكرة والسلوك.. ونمط الحياة.. تزن الأمر بميزان السماء.. تنظر إلى الحياة من خلال القرآن.. وتنظر وهي في الدنيا إلى الدار الآخرة.. تتخذ من الإسلام منهجًا وطريقًا ومن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أسوة حسنة وقدوة.
2- شدة حيائها لا تمنعها من طلب العلم والتفقه في الدين.. جريئة بأدب لا يمنعها من الخير.. لأن ترك ذلك عجز ومهانة.. تقول عائشة رضي الله عنها: «نعم النساء نساء الأنصار؛ لم يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدين».. وقال تعالى: "وَاللهُ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ".
3- حاولوا أن يغيروا منها.. في طبيعتها.. وسلوكها.. لكنهم لم ينجحوا.. ولن ينجحوا في تغيير فطرتها التي فطرها الله تعالى عليها.. وحاولوا إخراجها من البيت لمزاحمة الرجال في المكاتب والأسواق.. زينوا لها أعمال الرجال وأنها لا يمكن أن تنال قدرها ومكانتها إلا بذلك.. سخروا لها وسائلهم المختلفة من ثقافة وإعلام.. أصدروا المجلات والكتب.. أنتجوا الأفلام والمسلسلات التي تصور المرأة التي لزمت البيت أنها مسلوبة الحرية.. وأن المرأة التي انصرفت إلى تربية أطفالها محرومة من حقوقها.. وأن المرأة التي اهتمت زوجها مغلوبة على أمرها.. فغيروا بذلك عقول كثير من النساء.. لكنهم لم يستطيعوا أن يغيروا.. لأنها علمت بأن النساء اللاتي استجبن لتلك الدعوات وجربنها سنوات طويلة لم يشعرن بسعادة حقيقة.. حرمن من أنوثتهن.. وفقدن الاستقرار.. وصرن يشكون من نقمة التحرر.. ويبدين شوقهن للعودة إلى البيت والاستقرار فيه تحت ظل رجل يوفر للمرأة ما تحتاج ويكفيها مشقة العمل.. وسط أطفال توفر لهم الحب والحنان... تحيطهم بالرعاية والاهتمام.
4- جمعت لذة القلب والروح.. ولذة البدن.. أخذت من لذاتها المباحة على وجه لا ينقص حظها من الدار الآخرة.. ولا يقطع عليها لذة الأنس بربها.. فهي ممن قال الله تعالى فيهم: "قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ".. وتجاهد نفسها ألا تكون ممن يقال لهم يوم استيفاء اللذات: "أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا".
5- لا تبالي بأعراف أهلها وأقربائها.. ولا تهتم بعادات مجتمعها ما دامت مخالفة لما شرعه الله تعالى.. ولا تجعلها حاجزًا يمنعها من المعروف ومانعًا يصدها عن الخير.. إنها الداعية التي تصد التيار.. وتقاوم المنكر.. وتحارب البدعة.. هي القدوة التي تنشئ المعروف.. وتقيم السنة.. وتكون المثال الذي يحتذي فيكون لها أجر العاملات والمقتديات بها.
6- من شرف نفسها وعلو همتها.. أنها لا تنتظر الثناء، بل تسارع وتعجل إلى ربها غير ملتفتة.. تنظر إلى ثواب ربها وما ادخره لعباده المؤمنين.. فلا تلتفت لأحد يعوقها... ولا إلى ثناء يغريها.. لا تلتفت إلى عوائق الطريق.. ولا إلى علائق الدروب.. دافعها الإخلاص للسير دون خوف أو وجل.. دون تلبث أو اغترار.. أو التفات لغير المقصود.
7- ينساب شعاع جهدها على الطريق.. نفضت عنها غبار الخمول والغفلة.. بذرت في حقلها الصغير.. والكبير بذورها الخيرة الصالحة.. لقد حان الوقت الذي تكون فيه خليفة خديجة وعائشة وفاطمة وسمية -رضي الله عنهن-.. ليملأ صوتها أسماع الدنيا أعنف وأقوى من الأصوات الصاخبة هنا وهناك.. تزعم أنها تطالب بحقوق مفقودة.. لأنها تعلم أن الله تعالى أعطاها حقوقًا عادلة تناسب طبيعتها وفطرتها.. أعطاها حق الحياة كالرجل بعد أن كانت توأد في التراب.. "وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ...".. أعطاها حق الأمومة بعد أن كانت تعامل معاملة العبيد.. "وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ".. حقوق أخرى كثيرة أقامت لها الكرامة في الأرض.. فحفظت إيمانها.. وإسلامها.. بقلبها وجهدها.. وسيرتها.. قلبًا وقالبًا.. فدحضت بشخصيتها أفكار المغرضين.. وعمل الهدامين.
8- تدرك غاية الحياة إدراكًا واضحًا.. ليست ممن تغرها الحياة وتخدعها فيكون عملها لها.. واطمئنانها بها.. وليست بالشاردة عنها الهاربة إلى قمم الجبال والفلوات تتعبد الله تعالى في صومعة.. إنها تدرك أن الدنيا معبر.. وطريق.. وأنها فانية زائلة.. لا توجه همها لها.. ولا تجعل منطلقها في العمل المنفعة الدنيوية المحضة.. ولا تهملها.. بل تستعمرها بأمر الله تعالى وتسيرها الوجهة التي يريدها الله تعالى.. فتجعل الدنيا مزرعة الآخرة.. تكون في الدنيا بجسدها تعمل هنا.. وقلبها وغايتها هناك.
9- تتمسك بالحق وتجاهد في سبيله.. تأخذ بالأسباب التي تثبتها عليه.. ومع ذلك كله قد تتعثر قدماها.. فتكبو.. أو تنحرف عن الصراط المستقيم.. فتقصر في فعل واجب.. أو ترتكب محظورًا حرمه الله تعالى.. وهنا تتدى صفتها كمسلمة حقة.. إن عثارها وانحرافها لا يستمر.. إنها سريعًا ما تتذكر فتصبر.. تعترف بزلتها.. تندم على ذنبها فترجع مهرولة إلى ربها عز وجل.. سائلة إياه العفو والمغفرة.. "قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ".
10- هيمنت رسالتها على قلبها.. فخضعت غرائزها ودوافعها جميعًا لها.. تغضب.. وتخاف.. وتحب أبناءها.. وتجمع المال وتدخره.. وتستعلي.. وتتواضع.. ولكنها تغضب في سبيل رسالتها.. وتخاف من أجلها.. تحب أبناءها إذا أعانوها على حملها.. تجمع المال لتنفقه في سبيل رسالتها.. وتستعلي على أعداء الرسالة.. وتتواضع لأصحابها.. أصبحت قوى نفسها جنودًا طيعة خاضعة لقيادتها.. فاندفعت إلى غايتها.. لا يعوقها صراع داخلي.. ولا يقف في سبيلها عائق خارجي.. تتوجه بكل طاقاتها.. لا تقر ولا تستقر.. لا تعرف كللاً ولا مللاً.. طلبًا لسعادة المصير.
11- صاحبة همة عالية.. لها قلب كبير لا يتعب.. فلا يبلغ منزلة إلا ابتدأ التعب ثانية ليبلغ منزلة أعلى.. لها فكر رباني شامخ.. غناها في قلبها.. وقوتها في إيمانها.. موضعها في الحياة موضع النافع قبل المنتفع.. إن استبدت بالناس الشهوات والمطامع تسامت عليها.. واستبد بها الشوق والحنين.. إلى أن تلقى ربها..
12- تحذر من قرينة السوء.. تحذر من معسولة الكلام.. من تدس السم في الدسم.. تحذر ممن أعطاها الله تعالى بلاغة في الكلام فتسخره في الطعن في الإسلام وشرعه.. وتعظيم الكفر ونظمه.. تحذر ممن لا تهتم بالمعاصي ولا تبالي بالمنكرات.. فكم من فتاة تحطمت حياتها بسبب قرينة السوء.. تنبهت لذلك.. ونظرت لمن حولها.. من تصاحب..؟ فتبحث عن صديقة طيبة تعينها على الخير.. وتذكرها به كلما نسيت.. وتكون بها من الأخلاء المتقين.. المتحابين في الله تعالى: "وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً * يَا وَيْلَتَا لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلانًا خَلِيلاً * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنْسَانِ خَذُولاً".
13- الله سبحانه أمرها بالصلاة والصيام والحج.. وهو سبحانه الذي أمرها بالحجاب.. فهي تلتزم به وبكل ما أمر به.. تطيعه في ترك جميع ما نهى عنه.. إنها تعلم أنه ليس هناك خيار لمؤمن ولا مؤمنة إلا الالتزام بدين الله تعالى.. أو الإعراض عنه.. "وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِينًا".. ولا تفعل مثل بعضهن ممن يعلمن شيئًا من الأحكام ويتركن بعضها.. يتركن الحجاب ويسفرن عن المفاتن اتباعًا للهوى.. وتكبرًا عن الحق.. وإصرارًا على المعصية.. ممن ينطبق عليهن قول الله تعالى: "أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ".
14- تصبر على أذى الناس لالتزامها بدين ربها وتمسكها بآدابه وأحكامه لتكون من الفائزات يوم القيامة.. تدرك أن من يسخر منها إنما يتبع سبيل الفسق.. وطريق الفجور.. وهذا يكفيها حجة لتكون من الصابرات.. المحتسبات.. المتمسكات بالدين والخلق القويم.. مفتخرة بإسلامها.. معتزة به وبأحكامه.. "إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ * فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ * إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ".
15- عبادتها لله تعالى ليست بمعزل عن سلوكها وأخلاقها في الحياة.. بل هي طريقها للارتقاء إلى الأفق الوضيء.. والزاد الذي تقطع به الطريق.. صلتها بالله تعالى تأتيها بالمدد.. تطهر قلبها وتزكيه.. ترتفع بها على عرف الناس وتقاليد المجتمع.. فتقود الأخريات.. إلى النور الذي تراه.. لا أن يقدنها إلى الظلماء والجاهلية.. والتي تغرق فيها الحياة كلما انحرفت عن طريق الله تعالى.
16- من عالمها الأرضي.. تستشرف الجنة بنعيمها.. بأنهارها.. وأشجارها.. وأطيارها.. وأسرتها المرفوعة.. ونمارقها المصفوفة.. وأكوابها.. وثمارها.. تستشعر الصفاء.. والأخوة العالية المتقابلة.. -صلى الله عليه وسلم-إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ-صلى الله عليه وسلم-.. فتعمل جادة للوصول إلى الأبدية العليا.. لا تثنيها عقبات.. ولا تقف في طريقها مكاره.. أعدت لكل شيء عدته.. وتسامت على رغبات الهوى.. وترفعت عن سفاسف الأمور.. وتضاءلت أمامها كل محاب الحياة إلا ما أحل الله تعالى لها.. ابتغاء الدرجات العلى من الجنة.
17- أدبها مع ربها سبحانه.. استلزم لديها التأدب مع شرعه وكتابه.. والتأدب مع سنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-.. مع العلماء والدعاة إلى الله تعالى.. والذين هم أولياء الله عز وجل.. الذين يحملون الكتاب والسنة.. لأنها تدرك أن من أساء الأدب معهم فقد أساء الأدب مع الله تعالى.. ومع رسوله -صلى الله عليه وسلم-.. لأن تلك الإساءة لن تقف عند أشخاصهم بل ستتعدى إلى ما يحملونه من علم الكتاب والسنة.. قال -صلى الله عليه وسلم-: «قال الله تعالى في الحديث القدسي: مَنْ عادى لي وليًا فقد آذنته بالحرب»..
18- تتحرى ألا تتكلم في أمر من أمور الدين إلا عن علم وبصيرة امتثالاً لقوله تعالى: "وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ".. وإذا لم تعلم ولم تستبصر.. تسأل أهل الذكر كما أمردها الله تعالى بقوله: "فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ"..
19- لا تخلط الحق بالباطل.. لا تأخذ من الأدلة ما يحلو لها.. وتنسى أو تتناسى ما لا تريده.. لا تضرب آيات الله تعالي بعضها ببعض.. أو تأخذ الأحاديث دون نظر واعتبار.. وتقبل ما يناسبها.. وتكتم ما لا يوافق أهواءها.. فتلبس الحق بالباطل وتتصف بخصال بني إسرائيل الجاهلية.. والتي نهاهم عنها رب العالمين.. "وَلا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ".
20- قلبها بين مخافتين.. بين أجل قد مضى ما تدري ما الله تعالى صانع فيه.. وبين أجل قد بقي لا تدري ما الله تعالى قاض فيه.. فتزودت من دنياها لآخرتها.. ولزمت محاسبة نفسها.. علمت أن الخير كل الخير في محاسبة النفس.. والشر كل الشر في اتباع الهوى.. "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ".. |
|
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| |