51- إذا أسلم رجل بعد مضي أيام من شهر رمضان فهل يُطالب بصيام الأيام السابقة؟
هذا لا يُطالب بصيام الأيام السابقة؛ لأنه كان كافراً فيها، والكافر لا يُطالب بقضاء ما فاته من الأعمال الصالحة؛ لقول الله تعالى: {قُل لِلَّذِينَ كَفَرُواْ إِن يَنتَهُواْ يُغْفَرْ لَهُمْ مَّا قَدْ سَلَفَ}، ولأن الناس كانوا يسلمون في عهد الرسول صلى الله عليه وسلّم ولم يكن يأمرهم بقضاء ما فاتهم من صوم، ولا صلاة ولا زكاة، ولكن لو أسلم في أثناء النهار فهل يلزمه الإمساك والقضاء؟ أو الإمساك دون القضاء؟ أو لا يلزمه إمساك ولا قضاء؟ ففي هذه المسألة خلاف بين أهل العلم، والقول الراجح إنه يلزمه الإمساك دون القضاء، فيلزمه الإمساك لأنه صار من أهل الوجوب ولا يلزمه القضاء، لأنه قبل ذلك ليس من أهل الوجوب، فهو كالصبي إذا بلغ في أثناء النهار فإنه يلزمه الإمساك ولا يلزمه القضاء على القول الراجح في هذه المسألة أيضاً.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله.
مسائل في أحكام الســفر:
==============
52- ما حكم الصلاة والصيام في السفر؛ هل الإتمام والصيام أفضل أم الأخذ بالرخصة المشروعة أفضل؟ مع العلم أن البعيد قريب في وقتنا الحاضر وليس هناك صعوبة في السفر؟
يجوز الإفطار للمسافر في رمضان وقصر الصلاة الرباعية، وذلك أفضل من الصيام والإتمام، لِمَا ثبت من قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن اللهَ يُحب أن تؤتى رُخصه كما يُحب أن تؤتى عزائمه)) ولقوله صلى الله عليه وسلم: ((ليس من البر الصَّوم في السفر)).
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء.
53- على مسافة كم من الكيلو مترات يجب الإفطار وماذا لو صام ولم يفطر؟
رخَّص بعض العلماء في قصر الصلاة الرباعية والفطر في نهار رمضان وفي كل ما يسمى سفراً وحدَّد جمهور العلماء المسافة بثمانين كيلو متر تقريباً، ومَنْ صام في السفر الذي يُشرع فيه الإفطار فصيامه صحيح للأدلة الدالة على ذلك، ولا حرج عليه إلا إذا أضرَّ به الصوم فإنه يتأكد عليه الإفطار ولقوله صلى الله عليه وسلم: ((ليس من البر الصوم في السفر)).
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء.
54- رجل مسافر بالطائرة من الرياض إلى القاهرة في رمضان فهل يجوز له الفطر؟
الفطر في السفر من باب الرخص تيسيراً من الله جل وعلا لعباده، ودافعاً لما يشق عليهم والأخذ بما رخصه الله محبوب إلى الله، ((فإن الله تبارك وتعالى يُحب أن تؤتى رخصه كما يكره أن تؤتى معصيته))، وإذا سافر الإنسان من الرياض إلى القاهرة مثلا فله أن يُفطر، وإن صام فصيامه صحيح.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء.
55- إذا سافرت سفر قصر من بلد سكني إلى بلد آخر، ثم أقمت فيه ثلاثة أيام وقد نويت هذه الإقامة قبل أن أبدأ بها، فهل يجب علي الصوم إن كنت في شهر رمضان، وهل أقصر الصلاة أو أتمها؟
إذا كان الواقع كما ذكرت من أنك سافرت سفراً تقصر فيه الصلاة ثم أقمت أثنائه ثلاثة أيام بنية الإقامة شرع لك أن تفطر وأن تقصر الصلاة الرباعية مدة الأيام الثلاثة التي أقمتها؛ لأن إقامة هذه المدة لا تقطع حكم السفر ولو كانت إقامتك إياها بنية حين بدأتها، لما ثبت من أن النببي صلى الله عليه وسلم أقام بمكة في حجة الوداع أربعة أيام واستمر في قصره الصلاة، ولك أن تصوم إن شئت وعليك أن تصلي من الناس الفريضة أربعاً ولا تصل منفرداً.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء.
مسائل في القيام و فضل العشر الأواخر من رمضـان:
=============================
56- للعشر الأواخر فضل عظيم ومنزلة كبيرة، فنرجو بيان الفضل في هذه العشر الأواخر؟
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين، وبعد، فهذه العشر الأواخر من رمضان هي أفضل شهر رمضان، ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يخصها بالاعتكاف طلباً لليلة القدر، ويكون فيها ليلة القدر التي قال عنها الله تعالى: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ} وكان النبي صلى الله عليه وسلم يخص هذه الليالي بقيام الليل كله، فينبغي للإنسان في هذه الليالي العشر أن يحرص على قيام الليل، ويطيل فيه القراءة، والركوع، والسجود، وإذا كان مع إمام فليلازمه حتى ينصرف، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((مَنْ قام مع الإمام حتى ينصرف كُتِبَ له قيام ليلة)) وفي آخر هذه الأيام، بل عند انتهائه يكون تكبير الله عز وجل، ويكون دفع زكاة الفطر لقوله تعالى: {وَلِتُكَبِّرُواْ اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} وأمر صلى الله عليه وسلم أن تؤدى قبل الصلاة يوم العيد.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله.
57- اعتاد بعض المسلمين وصف ليلة سبع وعشرين من رمضان بأنها ليلة القدر، فهل لهذا التحديد أصل؟ وهل عليه دليل؟
نعم لهذا التحديد أصل، وهو أن ليلة سبع وعشرين أرجى ما تكون ليلة للقدر كما جاء ذلك في صحيح مسلم من حديث أُبي بن كعب رضي الله عنه، ولكن القول الراجح من أقوال أهل العلم التي بلغت فوق أربعين قولاً أن ليلة القدر في العشر الأواخر ولاسيما في السبع الأواخر منها، فقد تكون ليلة سبع وعشرين، وقد تكون ليلة خمس وعشرين، وقد تكون ليلة ثلاث وعشرين، وقد تكون ليلة تسع وعشرين، وقد تكون ليلة الثامن والعشرين، وقد تكون ليلة السادس والعشرين، وقد تكون ليلة الرابع والعشرين، ولذلك ينبغي للإنسان أن يجتهد في كل الليالي حتى لا يحرم من فضلها وأجرها؛ فقد قال الله تعالى: {إِنَّآ أَنزَلْنَـهُ فِى لَيْلَةٍ مُّبَـرَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ}.. وقال عز وجل: {إِنَّا أَنزَلْنَـهُ فِى لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَآ أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَـئِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ * سَلَـمٌ هِىَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ}.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله.
58- هل لقيام رمضان عدد معين أم لا؟
ليس لقيام رمضان عدد معين على سبيل الوجوب، فلو أن الإنسان قام الليل كله فلا حرج، ولو قام بعشرين ركعة أو خمسين ركعة فلا حرج، ولكن العدد الأفضل ما كان النبي صلى الله عليه وسلّم يفعله، وهو إحدى عشرة ركعة أو ثلاث عشرة ركعة، فإن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها سُئِلت: كيف كان النبي يصلي في رمضان؟ فقالت ((لا يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة))، ولكن يجب أن تكون هذه الركعات على الوجه المشروع، وينبغي أن يطيل فيها القراءة والركوع والسجود والقيام بعد الركوع والجلوس بين السجدتين، خلاف ما يفعله بعض الناس اليوم، يصليها بسرعة تمنع المأمومين أن يفعلوا ما ينبغي أن يفعلوه، والإمامة ولاية، والوالي يجب عليه أن يفعل ما هو أنفع وأصلح.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله.
59- إذا صلى الإنسان خلف إمام يزيد على إحدى عشرة ركعة، فهل يوافق الإمام أم ينصرف إذا أتم إحدى عشرة؟
السُّنَّة أن يوافق الإمام؛ لأنه إذا انصرف قبل تمام الإمام لم يحصل له أجر قيام الليل، والرسول صلى الله عليه وسلّم قال: ((مَنْ قام مع الإمام حتى ينصرف كُتِبَ له قيام ليلة)) من أجل أن يحثنا على المحافظة على البقاء مع الإمام حتى ينصرف، فإن الصحابة رضي الله عنهم وافقوا إمامهم في أمر زائد عن المشروع في صلاة واحدة، وذلك مع أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه حين أتم الصلاة في مِنى في الحج، أي صلاَّها أربع ركعات، مع أن النبي صلى الله عليه وسلّم وأبابكر وعمر وعثمان في أول خلافته، حتى مضى ثماني سنوات، كانوا يصلون ركعتين، ثم صلى أربعاً، وأنكر الصحابة عليه ذلك، ومع هذا كانوا يتبعونه يصلون معه أربعاً، فإذا كان هذا هدي الصحابة وهو الحرص على متابعة الإمام، فما بال بعض الناس إذا رأى الإمام زائداً عن العدد الذي كان النبي صلى الله عليه وسلّم لا يزيد عليه وهو إحدى عشرة ركعة، انصرفوا في أثناء الصلاة، كما نشاهد بعض الناس في المسجد الحرام ينصرفون قبل الإمام بحجة أن المشروع إحدى عشرة ركعة.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله.
مسائل في زكاة الفطر:
============
60- ما حكم زكاة الفطر؟ وعلى مَنْ تجب؟
زكاة الفطر فريضة فرضها رسول الله صلى الله عليه وسلم عند الفطر من رمضان، قال عبدالله بن عمر رضي الله عنهما: ((فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر صاعاً من تمر أو صاعاً من شعير على العبد والحر والذكر والأنثى والصغير والكبير من المسلمين)).
الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله.
61- ما هي زكاة الفطر الواجب علي إخراجها؟ وهل يجب أن تكون بُراً؟ وهل يجوز لي إخراجها نقداً؟
زكاة الفطر صاع من طعام مما يقتاته الآدميون من بُرِ أو تمر أو أرز أو غيرها، قال أبو سعيد الخدري رضي الله عنه: ((كنا نخرج يوم الفطر في عهد النبي صلى الله عليه وسلم صاعاً من طعام، وكان طعامنا الشعير والزبيب والأقط والتمر))، فلا تجزئ الدراهم والفرش واللباس وأقوات البهائم والأمتعة وغيرها، لأن ذلك خلاف ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله.
62- ما هو مقدار الصاع؟
مقدار الصَّاع كيلوان وأربعون غراماً من البُر الجيد، هذا هو مقدار الصاع النبوي الذي قدر به النبي صلى الله عليه وسلم الفطر، ولا حرج في إخراج زيادة على الصَّاع، والزيادة صدقة.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله.
63- ما هو وقت وجوب إخراجها؟
يجب إخراج الفطرة قبل صلاة العيد والأفضل إخراجها يوم العيد قبل الصلاة، وتجزئ قبله بيوم أو بيومين فقط، ولا تجزئ بعد صلاة العيد لحديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم: ((فرض زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمساكين، فمن أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبوله، ومن أدَّاها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات))، ولكن لو لم يعلم بالعيد إلا بعد الصلاة أو كان وقت إخراجها في بر أو بلد ليس فيه مستحق - أجزأ إخراجها بعد الصلاة عند تمكنه من إخراجها.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله.
64- هل تجوز الزكاة عن الجنين في بطن أمه؟
يستحب أن تخرج الزكاة عن الجنين في بطن أمه لفعل عثمان بن عفان رضي الله عنه ولا تجب عليه، لأنها لو تعلقت به قبل ظهوره لتعلقت الزكاة بأجنة السوائم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء.
65 – هل يجوز لي إخراج الزكاة عن أهلي حيث إني صمت شهر رمضان في منطقة غير المنطقة التي يتواجد فيها أهلي؟
زكاة الفطر تخرج في المكان الموجود به الشخص لكن لو أخرجها عنه وكيله أو وليه في بلد غير البلد الموجود بها الشخص جاز.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء.
مسائل في صلاة العيد وأحكـامها:
==================
66 - ما حكـم صلاة العيد؟ وهل هي فرض عين أو فرض كفاية؟
صلاة العيد فيها أقوال ثلاثة للعلماء:
فمنهم مَنْ قال: إنها سُنَّةٌ؛ لأن الأعرابي الذي سأل النبي صلى الله عليه وآله وسلم، لَمَّا أخبره عن الصلوات الخمس قال: هل عليَّ غيرُها؟ قال: ((لا، إلا أن تطوع))، ومنهم مَنْ قال: إنها فرض كفاية، وقال: إنها من شعائر الإسلام الظاهرة، ولهذا تُفعل جماعة وتُفعل في الصحراء، وما كان من الشعائر الظاهرة فهو فرض كفاية كالأذان، ومنهم مَنْ قال: إنها فرض عين، لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، أمر بها حتى النساء الحيض، وذوات الخدور، والعواتق أمرهن أن يخرجن إلى مصلى العيد، والذي أراه أن صلاة العيد فرض عين، وأنه لا يجوز للرجال أن يدعوها، بل عليهم حضورها، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بها بل أمر النساء العواتق وذوات الخدور أن يخرجن إلى صلاة العيد، بل أمر الحيض أن يخرجن إلى صلاة العيد ولكن يعتزلن المصلى، وهذا يدل على تأكدها، وهذا القول الذي قلت إنه الراجح هو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، ولكنها كصلاة الجمعة إذا فاتت لا تقضى لعدم الدليل على وجوب قضائها، ولا يصل بدلها شيئاً؛ لأن صلاة الجمعة إذا فاتت يجب أن يصلي الإنسان بدلها ظهراً، لأن الوقت وقت ظهر، أما صلاة العيد فإذا فاتت فإنها لا تقضى، ونصيحتي لإخواني المسلمين أن يتقوا الله عز وجل، وأن يقوموا بهذه الصلاة التي تشتمل على الخير والدعاء، ورؤية الناس بعضهم بعضاً، وائتلافهم وتحابهم، ولو أن الناس دعوا إلى اجتماع على لهو لرأيت من يصلون إليه مسرعين، فكيف وقد دعاهم الرسول عليه الصلاة والسلام إلى هذه الصلاة التي ينالون بها من ثواب الله سبحانه وتعالى ما يستحقونه بوعده؟! لكن يجب على النساء إذا خرجن إلى هذه الصلاة أن يبعدن عن محل الرجال، وأن يكن في طرف المسجد البعيد عن الرجال، وألا يخرجن متجملات ومتطيبات أو متبرجات، ولهذا لما أمر النبي عليه الصلاة والسلام النساء بالخروج إليها سألنه قلن: يا رسول الله إحدانا لا يكون لها جلباب، قال: ((لتلبسها أختها من جلبابها))، والجلباب الملاءة أو ما يشبه العباءة، وهذا يدل على أنه لابد أن تخرج المرأة متجلببة لأن الرسول صلى الله عليه وسلم عندما سُئِلَ عن المرأة لا يكون لها جلباب لم يقل لتخرج بما تستطيع، بل قال: ((لتلبسها أختها من جلبابها)).
الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله.
67 – ماهي صفة صلاة العيد؟ وما وقتها؟
المشروع فيها:
أن يكبر تكبيرة الإحرام، ويستفتح، ثم يكبر ست تكبيرات، وأما ما يقال بين التكبيرات: فمن العلماء مَنْ يقول: لا ذكر بينها، ومنهم مَنْ يقول: إنه يحمد الله، ويصلّي على النبي صلى الله عليه وسلم، والأمر في ذلك واسع ولله الحمد، ثم يقرأ الفاتحة وسورة معها: إما ((سبح)) وإما ((ق)) في الركعة الأولى، وفي الثانية إذا قام من السجود سيقوم مكبراً، ثم يكبر خمس تكبيرات بعد قيامه، ثم يقرأ الفاتحة وسورة، فإن قرأ في الأولى: ((سبح)) قرأ في الثانية ((الغاشية)) وإن قرأ في الأولى ((ق)) قرأ في الثانية ((اقتربت الساعة وانشق القمر))، ووقت صلاة العيد من ارتفاع الشمس قيد رمح إلى الزوال، إلا أنه يُسَنُّ تقديم صلاة الأضحى وتأخير صلاة الفطر، لِمَا رُويَ أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان يصلي صلاة عيد الأضحى إذا ارتفعت الشمس قيد رمح، وصلاة الفطر إذا ارتفعت قيد رمحين، ولأن الناس في عيد الفطر بحاجة إلى امتداد الوقت، ليتسع وقت إخراج زكاة الفطر، وأما عيد الأضحى فإن المشروع المبادرة بذبح الأضحية، وهذا لا يحصل إلا إذا قدمت الصلاة في أول الوقت.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله.
68 – ما هي أحكام العيد، ما هي السُّنن التي يُسَنُّ فعلها فيه؟
جعل الله في العيد أحكاماً متعددة، منها:
أولاً:
استحباب التكبير في ليلة العيد من غروب الشمس آخر يوم من رمضان إلى حضور الإمام للصلاة، وصيغة التكبير: الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر ولله الحمد، أو يكبر ثلاثاً فيقول: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد، وكل ذلك جائز، وينبغي أن يرفع الإنسان صوته بهذا الذكر في الأسواق والمساجد والبيوت، ولا ترفع النساء أصواتهن بذلك.
ثانياً:
يأكل تمرات وتراً قبل الخروج للعيد؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمرات وتراً، ويقتصر على وتر كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم.
ثالثاً:
يلبس أحسن ثيابه، وهذا للرجال، أما النساء فلا تلبس الثياب الجميلة عند خروجها إلى مصلى العيد؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((وليخرجن تَفِلات)) أي: في ثياب عادية ليست ثياب تبرج، ويحرم عليها أن تخرج متطيبة متبرجة.
رابعاً:
استحب بعض العلماء أن يغتسل الإنسان لصلاة العيد؛ لأن ذلك مروي عن بعض السلف، والغسل للعيد مستحب، كما شرع للجمعة لاجتماع الناس، ولو اغتسل الإنسان لكان ذلك جيداً.
خامساً:
صلاة العيد، وقد أجمع المسلمون على مشروعية صلاة العيد، ومنهم مَنْ قال: هي سُنَّة، ومنهم مَنْ قال: فرض كفاية، وبعضهم قال: فرض عين ومَنْ تركها أثِمْ، والذي يترجَّح لي من الأدلة أنها فرض عين، وأنه يجب على كل ذكر أن يحضر صلاة العيد إلا مَنْ كان له عذر، وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-.
سادساً:
إذا اجتمعت الجمعة والعيد في يوم واحد، فتقام صلاة العيد، وتقام كذلك صلاة الجمعة، كما يدل عليه ظاهر حديث النعمان بن بشير الذي رواه مسلم في صحيحه، ولكن من حضر مع الإمام صلاة العيد إن شاء فليحضر الجمعة، ومن شاء فليصل ظهراً.
سابعاً:
يهنىء الناس بعضهم بعضاً، ولكن يحدث من المحظورات في ذلك ما يحدث من كثير من الناس، حيث يدخل الرجال البيوت يصافحون النساء سافرات بدون وجود محارم، وهذه منكرات بعضها فوق بعض، ونجد بعض الناس ينفرون مِمَّنْ يمتنع عن مصافحة مَنْ ليست محرماً له، وهم الظالمون وليس هو الظالم، والقطيعة منهم وليست منه، ولكن يجب عليه أن يبين لهم ويرشدهم إلى سؤال الثقات من أهل العلم للتثبت، ويرشدهم أن لا يغضبوا لمجرد اتباع عادات الآباء والأجداد؛ لأنها لا تُحَرِّمُ حلالاً، ولا تُحَلِّلُ حراماً، ويبيِّن لهم أنهم إذا فعلوا ذلك كانوا كمَنْ حكى الله قولهم: {وَكَذَلِكَ مَآ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِى قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلاَّ قَالَ مُتْرَفُوهَآ إِنَّا وَجَدْنَآ ءَابَآءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى ءَاثَـارِهِم مُّقْتَدُونَ}.
ثامناً:
ويشرع لِمَنْ خرج لصلاة العيد أن يخرج من طريق ويرجع من آخر اقتداءً برسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا تُسَنُّ هذه السنة في غيرها من الصلوات، لا الجمعة ولا غيرها، بل تختَّصُ بالعيد.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله.
69- ما الحكمة من مخالفة الطريق في الذهاب والعودة من صلاة العيد؟
الحكمة هي المتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً}، ولَمَّا سُئِلَتْ عائشة رضي الله عنها: ما بال الحائض تقضي الصوم ولا تقضي الصلاة؟ قالت -رضي الله عنها-: ((كان يصيبنا ذلك فنؤمر بقضاء الصوم، ولا نؤمر بقضاء الصلاة))، فهذه هي الحكمة، وعلّل بعض العلماء بأنه لإظهار هذه الشعيرة في أسواق المسلمين، وعلّل بعضهم بأنه لأجل أن يشهد له الطريقان يوم القيامة، وقال بعضهم: للتصدُّق على فقراء الطريق الثاني. والله أعلم.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله.
70 - هل تُشرع صلاة العيد في حق المسافر؟
لا تُشرع صلاة العيد في حق المسافر، كما لا تُشرع الجمعة في حق المسافر أيضاً، لكن إذا كان المسافر في البلد الذي تقام فيه صلاة العيد فإنه يؤمر بالصلاة مع المسلمين.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله.
=================
وهذا ونسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يغفر لنا ذنوبنا، ويستر عيوبنا ويختم بالصالحات أعمالنا وآجالنا، ونسأله عز وجل أن يجعل العمل خالصاً لوجهه، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
=======
تم بحمد الله.
=======
فهرس الموضوعات:
============
المقدمة.
مسائل في حكم صيام رمضان والحِكَمِ من الصيام.
مسائل في دخول شهر رمضان والنية.
مسائل في أعمال الخير في رمضان.
مسائل في ما يفسد الصوم.
مسائل في القضاء والكفارات.
مسائل في أحكام السفر.
مسائل في القيام وفضل العشر الأواخر من رمضان.
مسائل في زكاة الفطر.
مسائل في صلاة العيد وأحكامها.