أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
| موضوع: استمسك بلذة طاعة رمضان الأحد 09 يوليو 2017, 11:52 pm | |
| اسـتـمـسـك بـلـذة طـاعــــة رمــضـــان للشيخ: عادل بن عبدالعزيز المحلاوي غـفــــر الله له ولوالديه وللمسـلميـن ===================== بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ كثير من أهل الإيمان - ولعلك أنت منهم - وجد لذة الطاعة في رمضان .
وجد لذة القيام فبكى عند سماع القرآن .
ووجد لذة الدعاء قبيل الغروب فود أن الشمس لا تغيب حتى لا يفقد تلك اللذة .
وجد لذة الصدقة وهو ينفق بانشراح صدر .
وجد لذة الاستغفار قبيل الفجر فقال إن كان أهل الجنة في مثل هذا الحال لهم في حال عجيب .
وجد لذة التلاوة فود أن السورة لا تنتهي ..
في حياة طيبة ود معها أن السنة كلها رمضان .
ولكن ربما بدأ يفقد مثل هذه اللذائذ مع إقبال العيد ، وكثرة التواصل مع الناس ، والانشغال بأمور الدنيا التي غدت لازمه .
ومن هنا جاء الحديث عن لزوم -ولو قسطاً معيناً- من هذه الطاعات، ووجوب السعي الحثيث لتثبيت قربات ليجد الناصح لنفسه من وراءها شيئا من تلك اللذائذ...
فأقول -أولاً-: اعلم أن الدنيا سريعة الزوال، وأن أيامها ولياليها عجيبة التفلت -وواقعك خير شاهد-.
فاجعل من سرعتها فرصة لك تربي بها نفسك للزوم الطاعة ، ودعوةٌ للنفس بجعل حقيقتها -وأنها أيام قلائل تنتقل بعدها لدار الجزاء- عاملاً مهماً للزهد فيها أو الركون لها، وسبباً أيضا لسهولة الطاعة وأن زمانها يسير.
وبين يديك طاعات أراها سبباً لدوام ذلك النور، وإبقاء -ولو جزءاً- من تلك اللذائذ.
ومن ذلك: * التقدم للمسجد عند الفرائض ، وهذا أمر مهم جداً لأن فيه المحافظة على اغتنام قدر كبير من حياتك في الطاعة من صلاة وتلاوة ودعاء ونحوها ، مما يؤثر بشكل كبير في القلب ، يجد معها المؤمن لذة الإيمان وحلاوته.
* الاهتمام بأداء الصلاة بقلب حاضر -فريضتها وسننها- فهي عامل مهم لوجدان اللذة وإدراك السعادة.
* ربما كانت وصيتي لك بالسُّنن الرواتب من نافلة القول، لكن لا بأس بالتذكير بها فهي الحارس الكبير للفريضة ، فاجعلها كالواجبة عليك.
* تلاوة القرآن بتأمل وتدبر، والرجوع لتفسير المعنى سبب عظيم لإبقاء لذة الإيمان، ولا يخفى على مثلك أثر القرآن في القلب، فلا تنقطع عن القرآن مهما ضاق عليك الوقت.
* الزم مجالس العلم وكن كثير الاطلاع في كتب العلماء، فلذة العلم وتحصيله تمنَّاها الملوك وأبناء الملوك.
* الحرص على الخلوة الجزئية في اليوم والليلة "قبيل الفجر وبعده وأول الليل وآخر ساعة في الجمعة ونحوها" فهي ساعات الصفا لأهل الإيمان.
* الحرص على الصدقة ولو باليسير فهي من أعظم أسباب انشراح الصدر وإدراك حلاوة الإيمان.
* إن كنت من أهل بلاد الحرمين أو ميسور الحال، احرص على أن لا تنقطع عن الحرمين الشريفين ففيهما من الأنس ما لا يُعبر عنه.
* الدعاء الدعاء، الزمه في كل ساعة وآن -خصوصاً حال سجودك- فالدعاء يجعل القلب متصلاً اتصالاً عظيماً بربه ومولاه.
* كن شديد الملاحظة لقلبك، فلا يكن فيه إلا محبة الخير للناس، سليم الصدر لإخوانك، فسليم الصدر قد دخل جنة الدنيا قبل جنة الآخرة.
وأخيراً: اعلم أن أعظم مفسد للقلوب، وأكبر سبب لفقدان لذة الطاعات، بل وحلاوة الدنيا هو: الذنوب والمعاصي، فالحذر الحذر منها، ولا تتساهل بها فهي السبيل للحرمان، والطريق الذي متى ما دخله المرء فقد كل خير.
فالله، الله، بمجاهدة النفس للابتعاد عنها.
والله، الله، باستعمال العلاج النافع لها وهو: تجديد التوبة على الدوام، ولزوم عتبة الانكسار بين يدي الملك العلاّم. أسأل الله لي ولك الهداية والثبات، وجميل الحياة وحسن الختام. ================ كتبه: عادل بن عبدالعزيز المحلاوي حساب تويتر: @adelalmhlawi |
|