تعريف موجز بالشيخ المحدث:
مقبل بن هادي الوادعي
الاسم:
مُقْبلُ بنُ هَادِي بنِ مُقْبِلِ بنِ قَائِدَةَ الهَمْدَاني الوادعِيُّ
تاريخ الوفاة:
1422هـ
ترجمة المصنف:
مُقْبلُ بنُ هَادِي بنِ مُقْبِلِ بنِ قَائِدَةَ (اسم رجل) الهَمْدَاني الوادعِيُّ
هو أحد علماء السلفية باليمن وأحد رواد الحديث، قام بالدعوة السلفية في اليمن، وأنشأ مدرسة علمية سلفية بدماج سماها بدار الحديث يفد إليها الطلاب من أنحاء اليمن، ومن بلدان أخرى، وتخرَّج على يديه شيوخ أنشئوا مدارس في عدد من مناطق اليمن.
نشأته:
ولد في قرية دماج التابعة لمحافظة صعدة باليمن، ولم يؤرخ ميلاده على وجه التحديد لكونه نشأ في بيئة أُمِّيَّة، ولكن يعتقد أنه في حدود عام 1351هـ، وقد نشأ يتيم الأب، وهو من قبيلة وادعة من هَمْدان.
طلبه للعلم:
كانت بداية طلبه للعلم في اليمن وكانت مقتصرة على إجادة القراءة والكتابة وشيء من تلاوة القرآن، ثم رحل إلى السعودية وتأثر هناك بالواعظين وأرشده أحدهم إلى كتاب فتح المجيد شرح كتاب التوحيد لأحد أحفاد الشيخ محمد بن عبد الوهاب فتأثر به جدًّا ولما رجع إلى اليمن أخذ ينكر ما عليه أهل بلده من الأمور المخالفة للعقيدة مما استفاده من ذلك الكتاب، فأرغم على الدراسة في مسجد الهادي بصعدة الذي يدرس المذهب الزيدي الهادوي، ثم لما قامت الثورة في اليمن رحل إلى السعودية حيث درس هناك بمعهد الحرم المكي حتى أتم المرحلة الثانوية، ثم بالجامعة الإسلامية، فدرس بكلية أصول الدين انتظاماً، وبكلية الشريعة انتساباً، ثم واصل دراسته فيها حتى حصل على الماجستير في تخصص علم الحديث، ثم أقبل على كتب السنة، والتفسير، وكتب الرجال، ينهل منها، ويستمد منها مؤلفاته القيمة. فجزاه الله خيراً.
محنته:
أثناء تحضير الشيخ للماجستير قبض عليه في السعودية بتهمة كتابة الرسائل لجهيمان العتيبي، ثم رحِّل إلى اليمن.
قال الشيخ في ترجمته:
ولما وصلت إلى اليمن عدت إلى قريتي ومكثت بها أُعلِّمُ الأولاد القرآن، فما شعرت إلا بتكالب الدنيا عليَّ، فكأني خرجت لخراب البلاد والدين والحكم، وأنا آنذاك لا أعرف مسئولاً ولا شيخ قبيلة، فأقول: حسبي الله ونعم الوكيل، وإذا ضقت ذهبت إلى صنعاء أو إلى حاشد، أو إلى ذمار، وهكذا إلى تعز، وإب، والحديدة، دعوة وزيارة للإخوان في الله.
مشايخه:
تتلمذ الشيخ مقبل على مشايخ عدة، وفي مدارس متنوعة، وفنون متفرعة:
فمن مشايخه في اليمن:
1. أبو الحسين مجد الدين المؤيدي، يقول عنه الشيخ: استفاد منه كثيراً في النحو في نجران.
2. إسماعيل حطبة.
3. محمد بن حسن المتميز.
4. قاسم بن يحيى شويل.
ومن مشايخه الآخرين:
1. العلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني، رحل من الجامعة الإسلامية قبل أن يدخلها الشيخ، إلا أنه كان يزور طلبة العلم في المدينة، وينصحهم فربما يأتي، وقد صار بعضهم من جماعة التكفير فيبقى معهم في مشادة حتى يهديهم الله على يديه، وكان الشيخ يحضر جلساته الخاصة بطلبة العلم "قواعد في الحديث" لا العامة لأن المحاضر يتنزل على مستوى الحاضرين فكان يتجه إلى المكتبة.
2. العلامة الفقيه (والمحدث) عبد العزيز بن عبد الله بن باز، كان يحضر دروسه في "صحيح مسلم" في الحرم المدني.
3. محمد بن عبد الله الصومالي، درس عنده سبعة أشهر، أو أكثر واستفاد منه كثيراً في علم الحديث، ومعرفة رجال الشيخين، يقول عنه الشيخ: لعل أمثاله قليل في معرفة رجال الشيخين أو ليس له مثيل. اهـ
4. عبد الله بن محمد بن حميد، درسه في " التحفة السنية " وكان يتعجب من إجابات الشيخ واعتراضاته، وكان يتوسع فتفرق الطلاب، فقال للشيخ: وأنت انصرف.
5. حماد بن محمد الأنصاري، من مشايخه في الدراسات العليا.
6. يحيى بن عثمان الباكستاني، من مشايخه في الحرم المكي درس عنده في "صحيح البخاري" و"صحيح مسلم" و"تفسير ابن كثير".
7. عبد العزيز بن راشد النجدي، من مشايخه في الحرم المكي يقول عنه الشيخ: كان له معرفة قوية بعلم الحديث، وينفر عن التقليد، وهو خريج الأزهر، وكان متشدداً في التضعيف حتى أنه ألف "تيسير الوحيين في الاقتصار على القرآن والصحيحين "، وكان يقول - -: الصحيح الذي في غير الصحيحين يعد على الأصابع فبقيت كلمته في ذهني منكراً لها حتى عزمت على تأليف "الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين" فازددت يقيناً ببطلان كلامه، وقد أنكر عليه الشيخ فقال: هذا من أجل العامة، وأما أنتم فلو تقرءون في التوراة والإنجيل ما منعتكم.
8. القاضي يحيى الأشول، صاحب معمرة درسه في "سبل السلام" وفي أي شيء يطلب.
9. عبد الرزاق الشاحذي المحويتي، كان يدرسه فيما يطلب.
10. محمد بن عبد الله السبيل، درس عنده في علم الفرائض.
11. محمد الأمين المصري، استفاد منه في علم الحديث وهو من مشايخه في الدراسات العليا.
12. السيد محمد الحكيم المصري، المدافع والمشرف على رسالة الماجستير درس عنده في "سبل السلام" وهو من مشايخه في كلية الدعوة.
13. محمود عبد الوهاب فايد، من مشايخه في كلية الدعوة درس التفسير قال فيه الشيخ: قوي ومحقق.
14. عبد العزيز السبيل، من مشايخه في معهد الحرم المكي.
15. بديع الدين الراشدي، يقول الشيخ: كان يبغض التقليد.
16. محمد تقي الدين الهلالي.
17. طه الزيني.
18. عبد العظيم فياض.
19. عبد المحسن العباد تتلمذ عليه بالأسئلة.
20. الشيخ محمد الأمين الشنقيطي، تتلمذ عليه بالأسئلة وعرض المشكلات، يقول الشيخ: كان آية من آيات الله في الحفظ ما رأت عيني مثله يسرد الفوائد سردًا دون أن يتعتع، وقد نصح الشيخ بحضور دروسه إلا أنه كان يؤثر العكوف على الكتب والقراءة الهادئة.
يقول الشيخ: على أن أكثر استفادتي من الكتب فليبلغ الشاهد الغائب. اهـ
21. محمد بن سنان الحدائي، درس عنده بالرياض في مدرسة تحفيظ القرآن.
مؤلفاته:
كتب الشيخ في فنون متشعبة، وأبواب متفرعة وإليك ما طبع منها:
في التفسير:
1. تحقيق وتخريج مجلدين من "تفسير ابن كثير" إلى سورة المائدة والباقي يقوم به الطلاب.
2. الصحيح المسند من أسباب النزول.
في العقيدة:
1. الشفاعة.
2. الجامع الصحيح في القدر.
3. الصحيح المسند من دلائل النبوة.
4. صعقة الزلزال لنسف أباطيل الرفض والاعتزال.
5. السيوف الباترة لإلحاد الشيوعية الكافرة.
6. رياض الجنة في الرد على أعداء السنة.
7. الطليعة في الرد على غلاة الشيعة.
8. بحث حول القبة المبنية على قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم.
9. الإلحاد الخميني في أرض الحرمين.
10. فتوى في الوحدة مع الشيوعيين.
11. إرشاد ذوي الفطن لإبعاد غلاة الروافض من اليمن، حاشية على الرسالة الوازعة للمعتدين ليحيى بن حمزة.
12. ردود أهل العلم على الطاعنين في حديث السحر.
13. المخرج من الفتنة.
14. هذه دعوتنا وعقيدتنا.
15. إيضاح المقال في أسباب الزلزال.
في الحديث ومصطلحة:
1. الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين، في مجلدين صنعه على عينه صنع من طب لمن حب وقد رتبه ترتيباً فقهياً في ستة مجلدات سماه " الجامع الصحيح مما ليس في الصحيحين ".
2. تتبع أوهام الحاكم في المستدرك، التي لم ينبه عليها الذهبي في خمسة مجلدات مع المستدرك.
3. تحقيق ودراسة الإلزامات والتتبع للدارقطني.
4. تراجم رجال الحاكم الذين ليسوا من رجال تهذيب التهذيب، في مجلدين.
5. تراجم رجال الدارقطني الذين ليسوا في تهذيب التهذيب، ولا رجال الحاكم، وشاركه بعض تلامذته.
6. نشر الصحيفة في ذكر الصحيح من أقوال أئمة الجرح والتعديل في أبي حنيفة.
7. المقترح في أجوبة أسئلة المصطلح.
8. أحاديث معلة ظاهرها الصحة.
9. غارة الفصل في الرد على المعتدين على كتب العلل.
في فقه السنة القائم على الأحاديث النبوية:
1. الجامع الصحيح مما ليس في الصحيحين، نهج في ترتيبه وتبويبه منهج إمام هذه الصنعة الإمام البخاري في صحيحه-ستة مجلدات.
2. الجمع بين الصلاتين في السفر.
3. شرعية الصلاة في النعال.
4. تحفة الشباب الرباني في الرد على الإمام محمد بن علي الشوكاني في شأن الاستمناء.
5. تحريم الخضاب بالسواد.
6. حكم تصوير ذوات الأرواح.
الفتاوى والردود:
1. غارة الأشرطة على أهل الجهل والسفسطة، في مجلدين.
2. قمع المعاند وزجر الحاقد الحاسد.
3. تحفة المجيب على أسئلة الحاضر والغريب.
4. إجابة السائل عن أهم المسائل.
5. المصارعة.
6. الفواكه الجنية في المحاضرات والخطب السنية.
7. إقامة البرهان على ضلالات عبد الرحيم الطحان.
8. قرة العين بأجوبة العلابي وصاحب العدين.
9. ترجمة أبي عبد الرحمن مقبل بن هادي الوادعي.
10. الباعث على شرح الحوادث.
11. ذم المسألة.
12. مقتل الشيخ جميل الرحمن الأفغاني.
13. فضائح ونصائح.
14. البركان لنسف جامعة الإيمان ومعه الرد على يوسف بن عبد الله القرضاوي.
15. رثاء الشيخ عبد العزيز بن باز.
تلاميذه:
تلاميذ الشيخ يعدَّون بالآلاف ذلك لأنه متفرغ للتدريس بدار الحديث التي أسسها بدماج وهؤلاء مجموعة من أبرز تلاميذه:
1. محمد بن عبد الوهاب الوصابي.
2. محمد بن عبد الله الإمام.
3. عبد العزيز بن يحيى البرعي.
4. عبد الله بن محمد عثمان الذماري.
5. يحيى بن علي الحجوري.
6. عبد الرحمن بن مرعي العدني.
7. محمد بن صالح الصوملي.
8. أحمد بن إبراهيم بن أبي العينين المصري.
9. مصطفى بن العدوي.
10. أسامة بن عبد اللطيف القوصي.
11. أحمد بن سالم الزبيدي.
12. أحمد بن سعيد بن علي الأَشهَبِي الحُجَري.
13. أحمد بن عبد الله بن غالب الغِبَّاني الوصابي.
14. أحمد بن عثمان العَدَني.
15. أحمد بن علي بن مُثَنَّى أبومالك الرَيَاشِي.
16. أحمد بن محمد القَدَسِي.
17. أحمد بن محمد بن منصور.
18. توفيق بن محمد بن نصر البَعْدَاني.
19. تركي بن عبد الله مقود الوادعي.
20. جميل بن عبده بن قائد الصِّلْوِي.
21. حسن بن إبراهيم بن نُور أبوعزيز المَرْوَعِي.
22. خالد بن إبراهيم المصري.
23. خالد بن عبد الله الغِبَّاني الوُصَابي.
24. خَالِدُ بنُ عَبُود بَاعَامِر أَبِوبِلالٍ الحَضْرَمِي.
25. ردمان بن أحمد بن علي الحبيشي.
26. رشاد بن أمين بن قاسم الحبيشي.
27. صادق بن محمد بن صالح البيضاني.
28. صالح بن أحمد بن ثابت اليافعي البيضاني.
29. صالح بن عبد الله البكري اليافعي.
30. صالح بن قايد الوادعي.
31. عادل بن محمد السياغي.
32. عايض مسمار.
33. عبد الله بن عيسى أبو رواحة الموري.
34. عبد الله بن عمر بن مرعي بن بريك العدني.
35. عبد الحميد بن يحيى بن زيد الحجوري الزعكري.
36. عبد الرحمن بن محمد بن صالح العَيزَرِي، أبوالحسن.
37. عبد الرزاق النهمي.
38. عبد الرقيب بن علي أبو الفداء الإبي.
39. عبد المجيد بن قائد الشميري.
40. عبد المصور بن محمد بن غالب العَرُومِي البعداني.
41. عثمان بن عبد الله أبوعبدالله السالمِي العُتْمِي.
42. علي بن أحمد بن حسن الرازحي.
43. علي بن محمد المغربي أبوعبدالله المصري.
44. قاسم بن أحمد بن سيف أبوعبدالله التَّعِزِّي.
45. محمد بن علي بن حِزَام البعداني.
46. محمد الصغير بن قائد الحُجَري.
47. محمد بن يحيى أبوعبدالقهار الحُطَامِي الوُصَابي.
48. مصطفى بن محمد بن مَبْرَم اللَّوْدَرِي أبوسليمان.
49. معمر بن عبد الجليل القدسي.
50. نعمان بن عبد الكريم الوَتَر أبوعبدالرحمن.
51. نور الدين بن علي السِّدعِي.
52. ياسر بن عبده بن محمد أبوعمار العدني.
53. أبوبكر بن ماهر بن عطية بن جمعة المصري.
وصيته:
هذا نص وصيته المنشور على موقعه:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحَمدُ لله ربِّ العالمين وصلَّى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريك (له) وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله.
أما بعد:
فيقول الله سبحانه وتعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ المَوتِ وَإنَّمَا تُوَفَّوْنَ أجُورَكُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الجَنَّةِ فَقَدْ فَازَ وَمَا الحَيَاةُ الدُّنْيَا إلَّا مَتَاعُ الغُرُورِ} ويقول سبحانه وتعالى: {أيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكُكمُ المَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ}.
ويقول سبحانه وتعالى: {قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم}، ويقول سبحانه وتعالى: {فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون}، وروى الترمذي في جامعه بسند صحيح عن أبي عزة يسار عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((إذا أراد الله قبض عبد بأرض جعل له إليها حاجة))، هذا الحديث كثيرًا ما أقرؤه على إخواننا في رحلاتنا فإنا لا نستغرب أن يغدر بنا الأعداء فإن دعوةً واجهت الباطل متوقع أن يغدر بها أصحاب الباطل، ولعله قد قدر الله أن أموت على فراشي وكنت أرغب أن يختم لي بالشهادة مع الدعوة الحمد لله على ما قدر الله على أنه قد قال غير واحد من العلماء أن الرد على أهل البدع بمنزلة الجهاد في سبيل الله بل أفضل من الجهاد في سبيل الله، ولكن أسأل الله أن يرزقني الإخلاص فيما بقي من العمر.
وبعد هذا فأوصي أقربائي جميعًا بالصبر والاحتساب، وليعلموا أن الله لن يضيعهم وعليهم بما عَلّمَ النبيُ صلى الله عليه وعلى آله وسلم أم سلمة أن تقول: ((اللهم ابدلني زوجًا خيرًا من أبي سلمة)) الحديث.
كما أني أوصي الأقرباء حفظهم الله ووفقهم لكل خير بأخينا الشيخ أحمد الوصابي خيرًا وألاَّ يصدقوا فيه، وأوصيهم بالشيخ الفاضل يحيى بن علي الحجوري خيرًا وألا يرضوا بنزوله عن الكرسي فهو ناصح أمين، وكذا بسائر الطلاب الحراس الأفاضل، وبقية الطلاب الغرباء؛ فهم صابرون على أمور شديدة يعلمها الله من أجل طلب العلم فأحسنوا إليهم فإن الله سبحانه وتعالى يقول: {فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظًا غليظ القلب لانفضوا من حولك}، والغريب يتألم من أي كلمة لا سيما وبعضهم أتى من بلده متنعمًا فارفقوا بهم حفظكم الله.
وإياكم أن تختلفوا دعوا الأمر في مسألة الطرد لأحمد الوصابي والشيخ يحيى والحراس.
وأوصي قبيلتي وادعة أعزهم الله بطاعته أن يحافظوا على دار الحديث فإنه يعتبر عزًا لهم، وقد قاموا بنصرة الدعوة في بدء أمرها فجزاهم الله خيرًا.
وأوصي إخواني في الله أهل السنة بالإقبال على العلم النافع والصدق مع الله والإخلاص، وإذا نزلت بهم نازلة اجتمع لها أولو الحل والعقد: كالشيخ محمد بن عبد الوهاب والشيخ أبي الحسن المأربي، والشيخ محمد الإمام، والشيخ عبد العزيز البرعي، الشيخ عبد الله بن عثمان، والشيخ يحيى الحجوري، والشيخ عبد الرحمن العدني، وأنصحهم أن يستشيروا في قضاياهم الشيخ الفاضل الواعظ الحكيم الشيخ محمد الصومالي فإني كنت أستشيره ويشير علي بالرشد.
وأطلب من جميع من ذُكر ومن سائر أهل السنة المسامحة خصوصًا طلبة العلم بدماج فإني ربما آثرت بعض المجتهدين ولكن لا عن هوًى.
واعلموا حفظكم الله أني خرجت إلى اليمن لا أملك شيئًا فعلى هذا فالسيارات ومكائن الآبار لمصلحة طلبة العلم تحت نظر الشيخ أحمد الوصابي والشيخ يحيى الحجوري، والأخوة الحراس ينفذ أمرهم إن لم يختلفوا.
هذا وأسأل (الله) أن يثبتنا وإياكم بالقول الثابت في الحياة الدنيا والآخرة وأن يعيذنا وإياكم من فتنة المحيا والممات، إنه على كل شيء قدير.
وفاته:
كانت وفاته مع غروب شمس السبت 30 ربيع الآخر 1422هـ في مدينة جدة بعد رحلة علاجية دامت أكثر من سنة، عن عمر ناهز السبعين عامًا فنسأل الله أن يغفر له ويدخله جنته.
قالوا عن الشيخ مقبل:
* قال الشيخ الألباني:
أما بالنسبة للشيخ مقبل فأهل مكة أدرى بشعابها، والأخبار التي تأتينا منكم أكبر شهادة؛ لكون الله قد وفقه توفيقًا ربما لا يعرف له مثيلٌ بالنسبة لبعض الدعاة الظاهرين اليوم على وجه الأرض.
* الشيخ عبد العزيز بن باز سأله سائل من أهل اليمن:
أين يذهب ليطلب العلم؟ فقال: اذهب إلى الشيخ مقبل. اهـ.
* الشيخ محمد بن صالح العثيمين:
نقل عنه الشيخ عبد الله بن عثمان الذماري أنه قال:
إن الشيخ مقبلًا إمام إمام إمام.
* قال الشيخ ربيع بن هادي المدخلي في كتابه بسير أسلافهم حفاظ الحديث السابقين واللاحقين:
وقد عرفت هذا الرجل بالصدق والإخلاص، والعفة، والزهد في الدنيا، والعقيدة الصحيحة والمنهج السلفي السليم، والرجوع إلى الحق على يد الصغير والكبير. وقد بارك الله في دعوته فأقبل عليها الناس، فله ولتلاميذه آثار كبيرة في شعب اليمن، يشهد بذلك كل ذي عقل ودين وإنصاف.
وقال أيضًا في نصيحته أهل اليمن بتاريخ 1/5/1422هـ:
هذا ما نعزيكم به في حامل لواء السنة والتوحيد، ذلكم الداعي إلى الله المجدد بحق في بلاد اليمن، وامتدت آثار دعوته إلى أصقاع شتى من أصقاع الأرض، وأقول لكم ما أعتقده: إن بلادكم بعد القرون المفضلة عرفت السنة، ومنهج السلف الصالح، على تفاوت في الظهور والقوة، ومع ذلك فلا أعرف نظيرًا لهذا العهد الذي مَنَّ الله به عليكم وعلى أهل اليمن، على يدي هذا الرجل الصالح المحدث الزاهد الورع الذي داس الدنيا وزخارفها تحت قدميه. اهـ
* الشيخ أحمد بن يحيى النجمي يقول في زيارته لدار الحديث بدماج:
الحمد لله على قضاء الله وقدره، ولابد من الصبر؛ فالناس كلهم إلى الموت، ولكن من خلّف مثل هذا لا يعتبر مات، فإنه قد أسس، وإنه قد أصلح، وإنه قد دعا، وإنه قد بذل جهدًا نغبطه عليه، ونحسب أنه عند الله من فضلاء الأتقياء، ومِن عِلية الأولياء، نحسبه كذلك والله حسبنا جميعًا، ولكنّا نرى هذا نراه بأعيننا ونلمسه بحواسنا ونعرف والحمد لله أنه عمل خيرًا كثيرًا، قلّ أن يصل إليه أحد، وما هذه المراكز التي انبثقت في اليمن جميعًا إلا حسنة من حسناته، إلا من بعض حسناته، وكل أصحاب المراكز من تلاميذه، وكلهم اقتدوا به. اهـ
المصادر للتوسع:
* ترجمة أبي عبد الرحمن مقبل بن هادي الوادعي، بقلم صاحب الترجمة -الطبعة الرابعة- دار الآثار صنعاء.
* الشيخ مقبل ودار الحديث بدماج، معمر بن عبد الجليل القدسي، دار الاثار-صنعاء.
* الإبهاج بترجمة العلامة المحدث أبي عبد الرحمن مقبل بن هادي الوادعي ودار الحديث بدماج، بقلم أبي إبراهيم حميد بن قائد بن علي العتمي، دار شرقين صنعاء.
* إعلام الأجيال بكلام الإمام الوادعي في الفرق والكتب والرجال، مجموعة، دار الآثار-صنعاء.
* نبذة يسيرة من حياة أحد اعلام الجزيرة، أبوهمام الصومعي، مجالس الهدى-الجزائر.
* نبذة مختصرة من حياة نصائح والدي العلامة مقبل بن هادي الوادعي وسيرته العطرة، أم عبد الله بنت الشيخ مقبل بن هادي الوادعي، دار الآثار-صنعاء.
كتب المصنف بالموقع "المكتبة الشاملة":
=======================
- الصحيح المسند من أسباب النزول.
- أحاديث معلة ظاهرها الصحة.
- رجال الحاكم في المستدرك.
- تراجم رجال الدارقطني في سننه.
- الشفاعة.
- المقترح في أجوبة بعض أسئلة المصطلح.
- تحفة المجيب على أسئلة الحاضر والغريب.
- ردود أهل العلم على الطاعنين في حديث السحر.
- غارة الفصل على المعتدين على كتب العلل.
- مجموعة رسائل علمية.
- مشاهداتي في المملكة العربية السعودية.
- مقتل الشيخ جميل الرحمن الأفغاني.
- الباعث على شرح الحوادث.
- نشر الصحيفة في ذكر الصحيح من أقوال أئمة الجرح والتعديل في أبي حنيفة.
- الإلحاد الخميني في أرض الحرمين.