حديث (مَنْ قال في رجب أستغفر الله لا إله إلا هو) موضوع لا يصح
السؤال:
جاءني هذا الحديث على الهاتف، وأريد معرفة صحته، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (مَنْ قال في رجب أستغفر الله الذي لا إله إلا هو، وحده لا شريك له وأتوب إليه مائة مرة، وختمها بالصدقة، ختم الله له بالرحمة والمغفرة، ومَنْ قالها أربعمائة مرة كتب الله له أجر مائة شهيد) جزاكم الله خيراً.
الجواب :
الحمد لله
ليس لهذا الحديث أصل في كتب السنة والآثار، ولا تعرف روايته لدى أحد من أهل العلم، وكذلك لم نجده في الكتب التي تعتني بالأحاديث المكذوبة والموضوعة.
وإنما وجدناه في بعض كتب الشيعة المليئة بالمكذوبات المروية من غير إسناد ولا توثيق، فقد ذكره ابن طاووس –علي بن موسى بن جعفر– المتوفى سنة (664هـ) في كتابه "إقبال الأعمال" (3/216)، ولم نقف للحديث على أصل في كتاب أقدم منه من كتب الشيعة، وابن طاووس ذكره معلقاً من غير إسناد فقال: فصل فيما نذكره من فضل الاستغفار والتهليل والتوبة في شهر رجب: وجدنا ذلك مروياً عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: (مَنْ قال في رجب: أستغفر الله الذي لا إله إلا هو لا شريك له وأتوب إليه، مائة مرة، وختمها بالصدقة، ختم الله له بالرحمة والمغفرة، ومَنْ قالها أربعمائة مرة كتب الله له أجر مائة شهيد، فإذا لقي الله يوم القيامة يقول له: قد أقررت بملكي، فتمنَّ عليَّ ما شئت حتى أعطيك، فإنه لا مقتدر غيري)" انتهى. وعنه تنقل بعض كتبهم الأخرى مثل: " وسائل الشيعة " (10/484) للحر العاملي (ت1104هـ)، وغيرها.
وبهذا تتضح علامات الوضع على هذا الحديث:
أولها:
خلو الحديث من الإسناد.
ثانيها:
تفرد كتب الرافضة بذكر الحديث، ومن كتبهم اشتهر الحديث في بعض المنتديات والمواقع على شبكة الإنترنت، وهكذا يجب الحذر من كثير من الأحاديث التي تروى في المنتديات، ويكون مصدرها كتب الرافضة المكذوبة.
ثالثها:
تعلق الحديث بفضائل شهر رجب، والواجب الحذر عند جميع ما يروى في هذا الباب، فقد كثرت فيه الموضوعات حتى ألف فيها بعض العلماء تأليفاً خاصاً، مثل الحافظ ابن حجر رحمه الله في كتابه: "تبيين العجب بما ورد في فضل رجب".
وقال رحمه الله:
"لم يرد في فضل شهر رجب ولا في صيامه ولا في صيام شيء منه معين ولا في قيام ليلة مخصوصة فيه - حديث صحيح يصلح للحجة، وقد سبقني إلى الجزم بذلك الإمام أبو إسماعيل الهروي الحافظ، رويناه عنه بإسناد صحيح، وكذلك رويناه عن غيره، ولكن اشتهر أن أهل العلم يتسامحون في إيراد الأحاديث في الفضائل وإن كان فيها ضعف، ما لم تكن موضوعة، وينبغي مع ذلك اشتراط أن يعتقد العامل كون ذلك الحديث ضعيفاً، وأن لا يشهر بذلك، لئلا يعمل المرء بحديث ضعيف، فيشرع ما ليس بشرع، أو يراه بعض الجهال فيظن أنه سنة صحيحة" انتهى من "تبيين العجب" (ص/11).
رابعها:
المجازفة في الأجر، حيث رتب على عمل يسير في شهر رجب أجر مائة شهيد وزيادة، ومثله لم يرد في الشريعة الصحيحة.
والله أعلم.
الإسلام سؤال وجواب.