أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52683 العمر : 72
| موضوع: تحريم النظرة الإثنين 20 مارس 2017, 9:31 pm | |
| تحريم النظرة ======= السؤال: لماذا حُرِّمت النظرة بين الرجل والمرأة ولم تُحرَّم بالنسبة لباقي مخلوقات الكون؟
الجواب: لأن النظرة هي بداية النزوع بالنسبة للرجل والمرأة، وما دامت النظرة قد بدأت فأنت لا تستطيع أن تتحكم في نفسك بالنسبة لما يمكن أن يحدث بعد ذلك، فالنظرة قد أوجَدَت تغييرًا يقودك إلى المعصية، ولذلك نجد مثلًا عندما حرّم الله ـ سبحانه وتعالى ـ على آدم وحواء أن يأكلَا من الشجرة المحرّمة في الجنة لم يقل لهما: لا تأكلَا من هذه الشجرة.
بل قال جل جلاله: (ولا تَقرَبَا هذه الشجرةَ فتَكونَا من الظالمين) (البقرة: 35).
لماذا لم يقل الله سبحانه وتعالى: لا تأكلَا من هذه الشجرة؟ لأنه أراد أن يَحميَهما من إغراء المعصية.
فلو أنه قال لهما: لا تأكلَا من هذه الشجرة، ربما جلَسَا إلى جوارها فأغراهما لونُ ثمارها أو شكلُ هذه الثمار أو الرائحةُ المنبعثة منها، ولذلك قال لهما سبحانه: (ولا تَقرَبَا هذه الشجرةَ فتَكونَا من الظالمين) ليَقيَهما الإغراءَ الذي يمكن أن يوقعَهما في المعصية.
وكما يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فمن حام حول الحِمَى أوشك أن يقع فيه" (أخرج البخاريّ 52 ومسلم 1599/ 107 واللفظ له، عن النعمان بن بشير رضي الله تعالى عنهما قال: سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: "إن الحلال بيّن وإن الحرام بيّن وبينهما مشتبِهات لا يَعلمُهنَّ كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام، كالراعي يرعى حول الحِمَى يوشك أن يَرتَع فيه، ألَا وإن لكل ملكٍ حِمًى، ألَا وإن حِمَى الله محارمه، ألَا وإن في الجسد مُضغةً إذا صلَحَت صلَح الجسد كله وإذا فسَدَت فسَد الجسد كله، ألَا وهي القلب").
وقال الرسول عليه الصلاة والسلام: "إن الله حَدَّ حدودًا فلا تَعتَدُوها، وفرَض لكم فرائضَ فلا تضيِّعوها، وحرَّم أشياء فلا تَنتهكوها" (رواه الحاكم في المستدرك 4/129/7114 وسكت عنه، ووافقه الذهبيّ).
إذًا فتحريم النظر بين الرجل والمرأة حمايةٌ لهما كلَيهما.
وقالت أم سلمة: كنت عند رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وعنده ميمونة، فأقبَل ابنُ أم مكتوم رضي الله تعالى عنه وكان أعمَى، وذلك بعد أن أُمرنا بالحجاب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "احتَجِبَا منه" فقلنا: يا رسول الله، أليس أعمَى لا يُبصرنا ولا يَعرفنا؟ فقال رسول الله عليه الصلاة والسلام: "أفَعَميَاوَانِ أنتما؟ ألستُما تُبصِرَانِه؟" (رواه أبو داود 4112 وضعفه الألبانيّ في ضعيف أبي داود 887 والأرناؤوط في ابن حبان 5576.
وقال أبو داود: هذا لأزواج النبيّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ خاصةً، ألا ترى إلى اعتداد فاطمة بنت قيس عند ابن أم مكتوم، قد قال النبيّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ لفاطمة بنت قيس: "اعتَدِّي عند ابن أم مكتوم؛ فإنه رجل أعمى تَضَعِينَ ثيابك عنده". أخرجه مسلم 1480/36 وأبو داود 2284 وهو خاصّ بفاطمة بنت قيس وليس لأزواج النبيّ صلى الله عليه وسلم).
والله جل جلاله يقول: (وإذا سألتموهنَّ متاعًا فاسألوهنَّ من وراء حجاب ذلكم أطهرُ لقلوبِكم وقلوبِهنَّ) (الأحزاب: 53).
على أننا لا بد أن نلتفت إلى حقيقة هامة، هي أن الله سبحانه وتعالى يريد أن تعتدل الموازين في كونه، ويريد للعقل الذي ميَّز الله به الإنسان أن يُعطَى حريةَ الاختيار دون أية مؤثرات حتى تستقيم الأمور في الكون، وإظهارُ المرأة لمفاتنها يجعل الميزان يختلّ.
لماذا؟ لأن المرأة إذا تعمّدت إغراء رجل غريب بزينتها والكشف عن جسدها تتدخل في عمل العقل، لأنه في هذه الحالة قد يتخذ قرارًا ويعلم أنه باطل لينال من هذه المرأة أو يُرضيَها، وكلّنا يعلم تأثير النساء في الصفقات التي تحدث في العالم كله، وكيف أنهنَّ يُتَّخَذنَ كوسيلة للإغراء ليقضيَ الإنسان بغير الحق ويختلّ ميزان الحكم. |
|