أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: حجاب المرأة المسلمة الإثنين 20 مارس 2017, 9:28 pm | |
| حجاب المرأة المسلمة ============ السؤال: قضية الحجاب من القضايا التي يجب معالجتها في بلاد الإسلام، وما زالت بعض فتيات المسلمين يرتدين "البانطلون" بحجة أنه يستر الجسم، فما رأيكم في تلك القضية وكيفية حسمها ومعالجتها معالجة إسلامية؟
الجواب: في تلك القضية خاطب الله تعالى المؤمنين والمؤمنات، فقال تعالى: (يا أيها النبيّ قُل لأزواجِك وبناتِك ونساءِ المؤمنين يُدنِينَ عليهنَّ مِن جلابِيبِهنَّ) (الأحزاب: 59).
ما معنى (يُدنِينَ)؟ الإدناء: تقريب شيء من شيء.
وهنا يقول: (يُدنِينَ عليهنَّ).
فماذا يُدنِينَ؟ (مِن جلابِيبِهنَّ).
يُدنِينَها من ماذا؟ قالوا: يُدنِينَها من الأرض، كما قال سبحانه وتعالى: (قُطُوفُها دانيةٌ) (الحاقة: 23) أي: قُطُوف العنب دانية، يعني: قريبة حتى تكون سهلة الجَنَى.
إذًا (يُدنِينَ عليهنَّ مِن جلابِيبِهنَّ) أي يُقرِّبنَ الجلابيب من الأرض.
لماذا؟ لأجل ستر الجسم، وما دام (عليهنَّ) إذًا فكلها تكون مستورة الجسد.
ما هو الجلباب؟ اختلفوا فيه، الجلباب: هو الثوب الذي يُلبس فوق الثوب الداخليّ. فأحدنا يلبس قميصًا وسروالًا، ثم الجلباب أو الجلابية، فالجلابية تكون سابغة، ويصح أن يكون القميص قصيرًا، أما الجلابية فتكون سابغة وقريبة من الأرض.
أو أصل الجلباب: الخمار الذي يغطي الرأس ثم يضربونه على جيوبهنَّ.
لكن هذا صحيح قد يكون غير كاشف إنما المرأة لها أشياء عورة؛ جسم يكشف وجسم يُوصَف وجسم يُلتفَت إليه، فيشترط في الحجاب بالنسبة للمرأة ألاَّ يكون كاشفًا، أي لا يُظهر أيَّ جزء من جسمها.
لكن قد يكون اللباس أو الجلباب غير كاشف لكنه لضيقه الشديد يصف تفاصيل الجسم ومع ذلك فهو طويل ويسمونه "مكسي" فهو غير كاشف إلا أنه واصف، والواصف عادة يكون على ثلاثة "الصدر والخصر والردفَين" فساعةَ ألّا يكون اللباس كاشفًا لكنه يحدد هذه الأجزاء فهو غير كاشف إلا أنه واصف.
وقيل: الخمار ليس لتغطية الرأس وفتحة الرقبة وهي "الجيوب" فحسب بل يتعداها لينزل ويستر هذا الأجزاء. وهي مبالغة في التستر.
فاللباس الشرعيّ للمرأة لا يكون كاشفًا ولا يكون واصفًا.
بَقيَ شيء آخر وهو ألّا يكون لافتًا، ولذلك هناك بعض تعابير أدبية قالها بعض الناس.
قالوا: مبالغة المرأة في تبرُّجها إلحاح منها في عرض نفسها على الرجل كأنها تدعوه للنظر إليها.
فلو كانت بنتًا فهذا ربما كان معقولًا حتى تتزوج، لكن المتزوجات لماذا يفعلن ذلك؟
وقال تعالى في حيثية أمره: (ذلك أدنَى أن يُعرَفنَ فلا يُؤذَينَ) (الأحزاب: 59).
فلم نساءُ النبيّ وبناتُه ونساءُ المؤمنين يَلبَسنَ الثياب الطويلة؟ ليُعلَم أنهَّن لَسْنَ من هؤلاء فلا يَتعرض لهنَّ أحد، إنما لو كان غير ذلك لَعَلِمَ الجميع أنهنَّ لَسْنَ منهنَّ، وهنَّ يَعرِضنَ أنفسَهنَّ.
(ذلك أدنَى أن يُعرَفنَ) بأنهنَّ لَسْنَ ممَّن يَعرِضنَ أنفسهنَّ عرضًا مهيِّجًا لافتًا.
وما دُمنَ يُعرَفنَ فلن يَنالهنَّ إيذاء ولو بكلمة (ذلك أدنَى أن يُعرَفنَ فلا يُؤذَينَ وكان اللهُ غفورًا رحيمًا).
ولماذا جاء في الآية هنا قوله تعالى: (وكان اللهُ غفورًا رحيمًا)؟ ذلك حتى إن كان قد حدث شيء من هذا قبل ذلك يغفره الله تعالى؛ لأنه ليس لدينا عقوبات سابقة للمفعول.
وأيضًا فإن الحق ـ سبحانه وتعالى ـ حينما طلب من المرأة ستر مفاتنها أراد أن يؤمن حياتها.
كيف؟ ما معنى تأمين الحياة؟ عندما يأخذون منّا قسط تأمين ونحن موظفون لكي يُعطونا فيما بعد، إذًا أخَذَ منك وأنت واجدٌ ليُعطيَك وأنت غيرُ واجد، فالله سبحانه أمَرَك بالستر في سنٍّ تَفتن فيها ليَحميَك في شيخوختك ممن تُفتَن عنه، هذا هو تأمين الحياة (ذلك أدنَى أن يُعرَفنَ فلا يُؤذَينَ) ولو بالقول (وكان اللهُ غفورًا رحيمًا). |
|