ضيف الحلقة :
الشيخ عبد العزيز بن محمد السدحان
موضوع المحاضرة
الفتن
هذا الوقت وقت فتن والفتن تتابع وكما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأنه لا يأتي زمان إلا والذي بعده شر منه كما أخرجه البخاري في الصحيح عن أنس ابن مالك رضي الله تعالى عنه وإننا جميعاً نلحظ هذه الفتن نراها ونقرأها ونسمعها لا في مجتمعنا فحسب بل في الدنيا كلها وهذا مصداق النبوة أو هذا واحد من أدلة مصداق نبوة نبينا صلى الله عليه وسلم لأن علماء المعتقد يقولون إن تحقق ما أخبر أبو مصطفى صلى الله عليه وسلم دليل واحد من أدلة نبوته صلى الله عليه وسلم والفتن على قسمين فتن شهوات وفتن شبهات وفتن الشهوات هي ما يقترفه العبد من الآثام بجارحة اليد أو بجارحة العين أو بجارحة الأذن وما شاكلة ذلك أما الفتنة العظيمة فهي فتنة الشبهات وهي مرض القلب وداء القلب وقد أكثر الله جلّ وعلا في القرآن الكريم وأكثر نبيه صلى الله عليه وسلم في سنته المكرمة عن التحذير والترهيب من الوقوع في هذه الفتن وبالمقابل بين الله وبين رسوله صلى الله عليه وسلم المخرج لمن واقعها أو كاد أن يواقعها وقبل ذلك كله لابد أن نعرف أمراً هو من المسلمات القطعية التي لا يتنازع فيها اثنان من أهل الديانة ذلك الأمر أن الشريعة كاملة شمولية صالحة لكل زمان ومكان مهما تغيرت أحوال الناس وتباعدت أقطارهم وأمصارهم واختلفت ألسنتهم وألوانهم وهذا من عظمة هذه الشريعة القوانين الوضعية نسمع ونقرأ تقديم مادة وتعديل مادة وزيادة مادة وحذف مادة وهكذا لأن عقول البشر قاصرة تتحسن أمراً اليوم وتستقبحه غداً أما الشريعة فحاشا وكلا ولا لعل لأنها تنزيل من حكيم حميد كتاب أنزله الله لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ولهذا قال ربنا ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً لأن طبيعة البشر مهما بلغوا في الذكاء والفطنة إلا أن النقص يعتريهم أما النصوص الشرعية فهي صالحة منذ أن بعث الله محمد صلى الله عليه وسلم إلى الساعة بل إلى قيام الساعة إذا علم هذا فإن من بحث عن مخرج لأي فتنة دقت أو عظمت بحث عن مخرج لها من غير نصوص الشريعة فلا شك أنه يجني على نفسه بل هو واقع في فتنة أكبر مما يبحث عنه ولهذا قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى في كتابه القيم اقتضاء الصراط المستقيم أو عفواً في كتاب النبوات يقول ما معناه ومن فر من حكم الله ورسوله خشية محذور يصيبه في نفسه كان ما يصيبه من المحذور في فراره أكثر مما فر منه مثال ذلك رجل سمع حكماً شرعياً وقد تلبس بمعصية ولكن ثقلت أو أثقل الشيطان عليه ذلك الحكم الشرعي الذي يخالف شهوته أو شبهته ففر من ذلك الحكم من ذلك الدليل والتمس مخرجاً أخر لما وقع فيه فلا شك ولا ريب أن ابتعاده عن الدليل وأن فراره عن النص الشرعي يقوده إلى مفتنة أعظم مما كان واقع فيها إذا علم هذا فلنعلم أن التسليم لأمر الله جلّ وعلا و لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم هو المخرج الوحيد من كل فتنة والعبادات أو العبادة يعظم فضلها وتظهر ثمرتها واضحة جلية في أوقات الفتن ولكن نحتاج جميعاً إلى أن نعرف معنى العبادة العبادة عرفها أهل العلم بتعاريف تختلف في اللفظ لكنها تتفق في المعنى ولعل أجمعها وأوفاها وأشملها ما قرره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى من أن العبادة أسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة وإذا كان ذلك كذلك فيدخل تحت هذا التعريف كل عبادة يتعبد بها العبد ربه قوليه كانت أو فعلية من ذكر أو صلاة أو صيام أو زكاة أو حج أو توكل أو صبر أو خشية إلى أخر أنواع العبادة المقررة في القرآن الكريم وفي السنة النبوية هذا أمر الأمر الثاني مما قرره أهل العلم أن المحافظة واستشعار العبادة والاهتمام بشأنها في أوقات الفتن يعظم أجر صاحبها ويكون نفعها متعدياً إلى غيره وبالمثال يتضح المقال يقول أهل العلم إن العمل الصالح قد يتضاعف أجره قد يعمل العمل أربع أشخاص عمل واحد لكن هذا العمل يزيد أجره بحسب القرائن المحتفة به وفي المقابل العمل السيئ قد يعمل أربعة أشخاص عملاً واحداً ولكن يكون في حق بعضهم أكثر إثماً من غيره أو من الآخرين أمثل ذلك أو على ذلك رجل أفطر في رمضان في جوف بيته يأثم لأنه عصا ربه وارتكب أمراً محظوراً وهتك حرمة الصيام الرجل الأخر أفطر في رمضان لكن أمام الناس إذاً جمع بين إثمين الفطر وماذا والمجاهرة رجل ثالث أفطر في رمضان أمام الناس وقت الصلاة والناس في صلاتهم فهذا جمع بين خطايا ثلاث الفطر والمجاهرة وترك الصلاة الرابع أفطر في نهار رمضان أمام الناس وقت الصلاة وعلى شراب مغصوب مسروق إذاً اجتمع أربعة أمور الفطر والمجاهرة وترك الصلاة والسرقة.
في المقابل رجل حفر بئراً وهذه البئر بجانب النهر يقال هذا عمل خير لكن نفعها قليل وعليه فيكون الأجر قليلاً لكن رجل أخر حفر بئراً في وسط الصحراء في المفاوز والمهالك فلا شك ولا ريب أن حفره للبئر في وسط الصحراء أعظم نفعاً وأكثر أجراً من صاحبه الأول وقد يكون من حفر البئر عند النهر قد أنفق أضعاف أضعاف ما أنفقه الذي حفرها في الصحراء ولكن نفع المتعدي في تلك البئر التي في الصحراء أعظم من هذه البئر المحفورة بجانب النهر عوداً على بدء يقول أهل العلم وقرروا أن العبادة وقت الفتن أعظم أجراً قال لماذا قالوا لأن وقت الفتن تذهل النفس ستفزع القلوب ينتاب الناس أو وينتاب كثيراً من الناس هول وفزع يكثر القيل والقال تكثر الاتهامات والظنون تروج الشائعات في كثير من الأمور ولهذا مثلوا على تقدير هذه القاعدة أي عظم العبادة في وقت الفتن بقول النبي صلى الله عليه وسلم العبادة في الهرج كهجرة إلي وتعلم رعاك الله ماعظم أو ما فضل أجر الهجرة إلى النبي صلى الله عليه وسلم قل مثل هذا في الحديث الأخر من يوقظ صواحب الحجرات يصلينا هذا الكلام قاله النبي صلى الله عليه وسلم عندما قال ويل للعرب من شر قد اقترب فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج قدر هاتين وفي لفظ أخر مقارب ماذا أنزل الله من الفتن ثم أمر بإيقاظ زوجاته رضي الله تعالى عنهن يقول ابن حجر أو غيره من الشراح البخاري وفيه عظيم فعل العبادة في وقت الفتن لأنها تعصم العبد بإذن الله وتحفظ عليه دينه أيضاً مثله بحديث السوق حديث السوق حسنه بعض أهل العلم وكلكم يعرفه وخلاصته أن من دخل السوق فقال لا إله إلا الله وحده لا شريك له إلى أخره كتب الله ألف ألف حسنة ووضع عنه ألف ألف خطيئة يقول بعض الشراح لماذا ضاعف الأجر عظيماً في هذا الذكر مع أن هذا الذكر أو قريب منه قد يقال ولكن الأجر المترتب عليه أقل قالوا لأن السوق مظنة الأيمان الكاذبة ومظنة الغش ومظنة الخداع وخصب الناس في هذه المجتمعات يقل الذاكرين لله تعالى يقل من يتفطن إلى مثل هذه الأذكار فإذا كان قلب العبد معلقاً بربه استشعر هذا هذا الذكر في هذا المكان فدل على أن من استشعر هذا الذكر في هذا المكان على أن القلب أو على أن قلبه معلق بقلبه عز وجل قل مثل هذا في الحرب يا أيها الذين أمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيراً خص الذكر والذكر نوع من العبادة ثم جاءت النتيجة الذكر مقدمة والنتيجة لعلكم تفلحون إذاً العبادة في أوقات الفتن من أسباب الفلاح والنصوص في هذا الباب كثيرة إذاً أول ثمرة من ثمار العبادة في أوقات الفتن أنها تصلح هذا العبد العبادة أدامة أوجبها الله عليك والتكثر من النوافل وبعض الناس يزد في نوافل العبادة ويقول إذا أديت ما أوجب الله علي برئت ذمتي وطهرت ساحتي صحيح لكن لتعلم رعاك الله أن الفرائض التي تؤديها قد يعتريها شوائب من خلل أو رياء أو نقص في أركانها أو واجباتها ولهذا قال أهل العلم المحافظة على النوافل فيها ثلاثة فوائد أول فائدة أنها تزيد العبد محبتاً لله جلّ وعلا قال عليه الصلاة والسلام قال الله تعالى ما تقرب أليا عبدي بشيئاً أحبا عليا مما أفترضه عليه تقربه إليّ بالنوافل ولا يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه ومن ثمار النوافل أنها ترقع ما نقص من الفرائض قال صلى الله عليه وسلم أول ما يحاسب عليه العبد الصلاة فإن كملت وإلا قيل انظروا هل لعبدي من تطوع وكذلك في الصيام والحج والزكاة أو كما قال صلى الله عليه وسلم وثلاثاً ترفع العبد إلى درجة السباقين إلى الخيرات إنهم كانوا يسارعون في الخيرات فكلما كان العبد متكثراً في النوافل محافظاً على الفرائض كان من المسارعين إلى الخيرات إذاً أول ثمرة أنها تزيد حال العبد حسراً وتزيد حال العبد ثباتاً الأمر الثاني أو الثمرة الثانية من ثمار العبادة في أوقات الفتن أن تحفظ جوارحه أن تحفظ جوارحه من التلوث بالخطايا والآثام هذه الفتن التي نعيشها الآن فتن متنوعة فتن شهوات وفتن شبهات يصبح العبد ويمسي يراها ماثلة أمام عينيه يسمعها يقرأها ولكن مع هذا كله مع كل ما يحصل من أعتصم بالله عصمه الله إصلاح الجوارح وحفظ الجوارح من الوقوع في المهالك والمعاصي لأن العبادة تهذب جوارح صاحبها خذ مثلاً المصلي يتورع من أن يقول بلا علم أو أن يتهم أحداً أو أن يصدق إشاعةً سارت بين الناس أو أن يزكي أحداً دون بينة أو أن يقدح أحداً من دون بينة لأن عبادته أثرت عليه أما من أهمل شأن العبادة فهو لما سواها أهمل واضحة وحتى لا أطيل أبين المعاطب أو أبين المخارج التي إذا تمسك بها العبد صلح أمره كله يجمع تلك المخارج مخرج العلم الشرعي العلم الشرعي في الفتن كثيرٌ بإذن الله بإخراج العبد من الفتن وأن يسل نفسه كما تسل شعرة من العجين العلم الشرعي هو البصيرة فيما يرضي الله جل وعلا وفيما يرضي نبيه صلى الله عليه وسلم أما قرأتم خاتمة صورة القصص ورأيتم كيف أن الفتن لما حلت وتعلق بها قوم نجا الله أهل العلم لما خرج قارون في زينته أفترق فيهم اختلف الناس على قسمين فريق قال يا ليتا لنا مثل أوتي قارون إنه لذو حظ عظيم وفريق قال ويلكم ثواب الله خير انظر التناقض والتباين فريق يتمنى ويود أن يحظى أو أن ينال كما نال قارون وفريق أخر يرهب ويحذر من أن قارون ومن كان على شاكلته يسير في طريق الهلاك وأن عاقبة أمره الخصران وهذا ما حصل فلما خسف الله به الأرض ماذا قال الذين تمنوا مكانه قاولوا ويك أن الله وأصبح الذين تبنوا مكانك بالأمس الذين كانوا يتمنون أن يحظوا بما حظي ويك أن الله يبسط الرزق لمن شاء من عباده أما الفريق الأول أهل العلم ما تراجعوا عن مبدأهم لأنهم كانوا على بصيرة قلبية على دراية شرعية بأن قارون يسير إلى مهلكته ولهذا يقول المفسرون أدرى الناس بالفتن بالمخارج أصحاب العلم وقال الذين أوتوا العلم إن الخزية اليوم والسوء على الكافرين من يعرف مواطن الخزي من يعرف أهل السوء من يعرف خداعهم أهل العلم إذاً أعظم أو من أعظم أنواع العبادة التعبد لله في الفتن بطلب العلم الشرعي سماعاً أو سؤالاً أو قراءةً العلم الشرعي في الفتن من أعظم أنواع العبادة بالعلم الشرعي تتقي أن تقول على الله بلا علم ولهذا تلحظ في بعض الناس الجرأة على إصدار الأحكام الشرعية فلان كافر فلان مفتري هذا حق هذا باطل وهذا مداهن وهذا موالي فإذا رأيت أحكامه الشرعية أو رأيت بضاعته في العلم رأيت أن بضاعته أحلى وأنه أبعد من أبعد الناس عن التعبد لله بطلب العلم فلم يستفد من ثمرة العبادة العلمية في أوقات الفتن ولهذا عض أصابع الندم أقوام لم ينتفعوا بالعبادة العلمية فاتهموا أبراء وبرئوا متهمين وقالوا على الله جلّ وعلا بلا علم أيها الأكارم هذا من أخطر الأمور والله ما تناثرت القلوب ولا تباعدت الأبدان ولا زاد تسلط الأعداء إلا بالبعد عن النصوص الشرعية عن العلم الشرعي وبالخوض فيما لا نعلم بأن تدفع بعض الناس عواطفهم أو أرائهم أو قناعتهم الذاتية المجردة عن العلم الشرعي وإلا فبأي حق في أوقات الفتن بعض الناس يتصدر لإصدار الأحكام الشرعية ويتشوق بأن يكون المفتي لجماعته أو لمن يجتمع بهم يتشوف أن يصدر الأحكام الشرعية فإذا سألت عنها أو ناقشته أو رأيت سيرته العلمية رأيت أنه من أفقر الناس علماً وهذا بحد ذاته فتنة تحتاج إلى معالجة لكن ترى أصحاب العلم من أرسخ الناس قدماً عند الفتن ومن أحسنهم منطقاً عند الفتن ومن أقواهم قلباً عند الفتن لما لأن عبادة العلم هذبت جوارحه هذبت قلوبهم هذبت الجوارح الألسنة والأسماع والأبصار وسأضرب مثالاً حتى تعلم أو حتى يقرب أو يقرب الكلام في أوقات الفتن يستحسن بعض الناس أمراً فيدافع عنه بل ويتهم من خالفه بأنه ضعيف الديانة وبأنه من أهل المداهنة ومن أهل أعطاء الدنية في الدين فإذا سألت هذا يا هذا هداك الله لماذا تتهم لماذا تتهم من خالفك أأنت معصوم من الخلل بل أنت لا تعد من صغار طلبة العلم فضل عن كباره فكيف ترفع نفسك وتمدح شخصك وتقدح في غيره وهذا والله من أعظم الآثار السلبية ومن أعظمك ظهور الخلل في من لم ينتفع بالتعبد لله جل وعلا في العلم مجتمعنا مجتمع المسلمين حصون مهددة من داخلها ومن خارجها ومن أعظم أسباب قوة أعداء الله علينا ليس بالسلاح بل والله ببعدنا عن منهج الله جل وعلا ومن أعظم ذلك عدم التسلح بالعلم الشرعي ولو تشعبت قليلاً انظر في بلاد المسلمين وانظر كيف لما تركوا التعبد الله بالعلم وإصلاح أحوالهم على ضوء الأدلة الشرعية كيف ضاعت أوقاتهم وضاعت ثرواتهم وضاعت جهودهم مع كثرة عددهم في كثير من بلاد المسلمين مع الفتن الداخلية والخارجية ترى أنهم ما زالوا أو زال كثير منهم من أبعد الناس عن التعبد لله بالعلم الحق ألا يخجل الإنسان ويبكي الدم بدل الدمع إذا رأى المساجد المحتضنة للأضرحة والقبور في كثير من بلاد المسلمين حتى أن المسافر بعض دول الإسلام يصلي في الحدائق أو في الفنادق من كثرة البدع العقدية التمسح بالأضرحة والطواف حولها والذهاب إلى أبواب السحرة والمشعوذين رايات السحرة مرفوعة وأبوابهم مفتوحة مطروقة والناس عليها في الصباح والمساء انظر لما ابتعدوا عن التعبد الله بطلب العلم الشرعي والسؤال عن المنهج العلمي الحق ضاعت أمورهم ولهذا يقول بعض من كتب يقول أن وزيراًَ يهودياً دخل في أحد الأحياء في فلسطين وكنا هناك صبيان يلعبون الكرة صغار فصافحهم واحداً واحدا إلا أحد الأولاد جدب يده فقال له يا بني لما لم تصافح قال لست والداً لي ولست ولداً لك أنتم يهود مغتصبون لأرضنا سارقون لثرواتنا وقد أخبرنا نبينا صلى الله عليه وسلم أن النصر لنا عليكم ذلك الوزير عنده خلفية بكتب ديانتهم فقال أنا أعلم بما تقول قبل أن تخلق ولكن نعرف من أخبارنا أنكم لن تنتصروا أن النصر لن يكون لكم علينا سيهزمنا قوم لا يكذبون ولا يرأبون ويدهم أو قام على كلامه وكلمتهم واحدة فإذا جاء هؤلاء القوم خرجنا قبل أن نخرج صدق وهو الكذوب من الآثار الضارة المهلكة تناحر المسلمين فيما بينهم لما لأن التعبد لله في أوقات الفتن يضعف عند كثير منهم ومن أعظم أنواع العبادة كما قررت وقلت الجانب العلمي تجد في المجلس الواحد يكثر الخلاف والشقاق وإطلاق التهم جزافاً ولو سألت هؤلاء أنتم في أوقات فتنة وأمة الإسلام محاربة هذا الشقاق وهذا النزاع ما سببه سببه البعد عن العلم الشرعي وعدم توطين النفس على قبول الحكم الشرعي ولو كان مخالفاً وسأختم الكلمة أو هذه الكلمة المختصرة بواقعة وقعت في وقت النبي بعد وقت النبي صلى الله عليه وسلم هذه الواقعة من أعظم الفتن التي وقعت في مجتمع المسلمين ولكن أنظر كيف أن العبادة أثرت على أطهر جيل بعد الأنبياء وهم الصحابة رضي الله تعالى عنهم فتجاوزوا تلك الفتن تجاوزوها بل وحققت لهم أو حقق لهم ذلك المنهج النصر على أعدائهم في الوقت نفسه لما مات النبي صلى الله عليه وسلم يقول عليه الصلاة والسلام من أصابته مصيبة فليتذكر مصيبته فيا فإنها من أعظم المصائب وفاة النبي عليه الصلاة والسلام مفترق طرق تغير التاريخ اختلف الصحابة على أقسام ثلاثة منهم من قال بأنه مات ومنهم من قال بأنه لم يمت ومنهم من توقف وتردد لا بد أن يحسب الأمر الأمر فتنة المرتدون على أطراف المدينة والصحابة على أقسام ثلاثة وهذه من أعظم الفتن التي مرت بأمة الإسلام ما المخرج العبادة العلم المسلك العلمي جاء عمر وقرر بقوة أن النبي عليه الصلاة والسلام يموت وسرت هذه الشائعة فلما بلغ الخبر الصديق وكان في السمحة والسمح في من عويائل المدينة لما طرق الخبر مسامع أذنيه أقبل وانظر كيف شهد التاريخ بعظمة الصديق رضي الله تعالى عنه في هذه المواقف يقول شيخ الإسلام وما اختلف الصحابة في أمر بعد النبي صلى الله عليه وسلم إلا طار الصديق بزمام المسألة وخطابها جاء الصديق فرأى الناس يبكون ورأى عمر يخطب في الناس فلم يكلم أحد هنا منهج علمي أثر العلم في الفتن إذا بلغتك إشاعة فلا تبني عليها حكم فتتهم بريئاً أو تبرأ متهم وأنت قادر على التحقق من صحتها أو عدمها وكان في ذلك مصلحة لك كم سمعنا من إشاعة كم جرت ألسنتنا أو كم فاهت ألسنتنا بإشاعات ندمنا عليها بل بعضهم عض أصابع الندم وتلوث بخطايا وآثام وقت فتن لا تتكلم إلا بعلم أو الصمت بحلم أين أثر صلاتك عليك أين أثر الذكر عليك أين أثر الصيام عليك الشاهد لما جاء الصديق رضي الله تعالى عنه دخل إلى بيت عائشة لم يكلم أحد إشاعة والصديق له مقام بل هو في المقام الأول بعد النبي عليه الصلاة و السلام دخل إلى حجرها فكشف عن وجه النبي عليه الصلاة والسلام وقبله وقال طبت حياً وميتاً تحقق الخبر أنظر كيف تعالج الأمور بالعلم الشرعي ليس بالعواطف أنظر كيف التعبد لله بعدم الخوض بغير بصيرة خرج إلى المسجد فقال اجلس يا عمر يعالج بعلم تأكد أن عمر على خطأ اجلس يا عمر فأبى عمر أن يجلس اجلس يا عمر فأبى عمر أن يجلس هنا أيها الأكارم وبخاصة لشباب الإسلام وقفة دعوية تربوية منهجية أنت تحب شخص وقعت فتنة وعلمتا أنه على خطأ من أثر التعبد عليك وأثر العلم عليك أن لا توافقه على خطأه وأن تبين خطأه وهذا من تمام محبتك له ومن تمام النصح له أجلس يا عمر أبى عمر أن يجلس قام الصديق فتكلم بالعلم وذكر الآية وذكر الكلمة المشهورة التي سجلها التاريخ من كان يعبد محمد فإن محمد قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت ثم ذكر الآية وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل لما سمع الناس هذه الآية قالت عائشة انصرفوا في الطرقات يتلونها كأنها لتوها نزلت قضي الأمر بالعلم الشرعي التعبد لله أن لا تقول على الله إلا بعلم انظر موقف الشريف للفاروق رضي الله عنه لما جاءه العلم وعلم أن رأيه على خطأ ما تردد ولا تلكأ ولا أبت نفسه ولا عظم عليه الأمر ولا غلبه هواه بل أطر نفسه وقال فلما سمعت الصديق يتلوها عقرتني قدماي فجلست فعلمت أنه الحق وهكذا طالب العلم وبخاصة الشاب في أوقات الفتن هذا من أثر التعبد هذا من أثر العبادة في نفس عمر رضي الله عنه الموقف الثاني لما فرغ من أمر الوفاة النبوية بقي مكان الدفن أين يدفن صلى الله عليه وسلم فتنة لا تقول أن حرب المسلمين أعظم هذا الموقف قد يكون من أعظم المواقف التي مرت على أمة الإسلام بل قد يكون أعظم من غزو الفارس والروم لها لو اختلفوا في هذه الأمور لتفرقوا فيما بينهم فأصبحوا أعداء لأنفسهم زيادة على عداء غيرهم لهم في الدفن النبوي قالت المهاجرة قال بعض المهاجرين يدفن في مكة موطن آبائه وأجداده وقال بعض الأنصار يدفن في المدينة آويناه ونصرناه جاء الصديق رضي الله عنه فقال سمعته يقول يدفن النبي حيث قبض أنظر كيف أثر العلم وقت الفتن لما سمع الصحابة ذلك بادروا بالتسليم دون تردد ولهذا ذكروا في مبحث النبوات أن من خصائص الأنبياء عليه السلام أنهم يدفنون في الأماكن التي ماتوا فيها فأزاحوا فراشه الشريف عليه الصلاة والسلام الذي مات عليه ودفنوه وحفروا له في البقعة التي خرجت روحه فيها صلى الله عليه وسلم موقف ثالث ذكره البخاري في الصحيح في كتاب الحدود في باب رجل الحبلة بعد الزنا في نفس الأيام أيام النبوية من يلي أمر الأمة بعد نبيها هذه هي الفتن العظيمة قال بعض الأنصار منا أمير ومنكم أمير أو قال بعضهم أنتم الأمراء ونحن الوزراء الحديث طويل لكن الخلاصة أن عمر قال زورت في نفسي مقاله التزوير في لغة العرب التهيئة يقول زورت في نفسي مقاله حتى أطرحها بين يدي أبي بكر في سقيفة بني ساعده الصديق وعمر ومعهم بعض المهاجرين أمامهم بعض الأنصار وجهاً لوجه وسيصدر من تحت سقف هذه السقيفة أعظم قرار تاريخي بعد وفاة النبي عليه الصلاة والسلام من يلي أمر أمة الإسلام لما اختلف الصحابة فيما بينهم قام الصديق فمدح الأنصار وذكر مئاثرهم وذكر ما لهم في الإسلام ما سبق والفضل والنصرة ثم قال إن هذا الأمر في قريش يا أيها الذين أمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين ثم أخذ بيد عمر وبيد أبي عبيدة وقال لقد رضي لكم أحد هاذين الرجلين ما طلبها لنفسه مع أنه الأحق بها فقال عمر والله ما قال كلمة في مقالته أبغض إليّ من هذه والله لن وقدم لتضرب عنقي أحب إليّ من أن أتقدم على قوم فيهم أبو بكر الصديق ثم قال عمر يا أبا بكر أبسط يدك فبايعه عمر وبايعه المهاجرون والأنصار ثم انتهت الفتنة وطوا الله بساطه بفضله جل وعلا ثم بالمنهج العلمي الذي سلكه الصديق رضي الله تعالى عنه إذا أيها الأكارم وبالأخص من تؤمل الأمة عليهم شباب الإسلام أنتم قدوا في مساجدكم وقدوا في بيوتكم وقدوا في مجتمعاتكم وأنتم من أولى الناس بسلوك المنهج العلمي في أوقات الفتن بالتعبد لله بأن لا تقولوا على الله إلا بعلم وأن نتقبل الحق ولو كان علينا وأن نفرح به وأن نتعبد الله بفرح بالحق إذا بلغنا سواء كان لنا أو كان علينا فيا شباب الإسلام بخاصة ويا معشر المسلمين بعامة الفتن مواطن تمحيص محك للشخص والعبادة بعد فضل الله من أعظم الأمور نجاة لو في نجاة العبد شريطة أن يتعبد الله تعالى على بصيرة مخلصاً لله جل وعلا في عبادته الله ربي وربكم اسأل أن يجعلنا وإياكم من العالمين بعلم والعاملين بصدق وإخلاص ثم أيها الأكارم أختم الكلام في هذه الأزمنة تكاتف أهل الشر أهل الكفر أهل البدع تكاتفوا على المسلمين وهنا ينبغي أن يستشعر العبد أمره وأن يحذر أن يكون عوناً لهم من حيث لا يشعر فتهديد الحصون من داخلها أعظم من تهديدها من داخلها ولذا كان المنافقين في مجتمع المسلمين أكثر ضرراً من الكفار الكفار أمرهم ظاهر لكن المنافق يلبس ثوب الإسلام ويبطن ثوب الكفر فالحذر كل الحذر لا نتسرع بإصدار أحكام شرعية دون بصيرة لا نتسرع بتخطية أقوام دون بصيرة لا نتسرع بإنكار منكر دون بصيرة دون النظرة للمصالح والمفاسد والكلام في هذا يطول ولكن ما ذكر إنما هو من بضاعة علمية يسيرة الله اسأل أن ينفع صاحبها وسامعها أنه سميع مجيب شكر الله لكم حسن أدبكم وإنصاتكم وسماعكم وشكر الله للقائمين على هذا المنشط وشكر الله لقناة المجد حرصها على نشر الخير وفق الله الجميع وصلى الله وسلم على رسوله كذلك إذاعة القرآن الإذاعة الحبيبة في حرصها على تسجيل المحاضرات والندوات وهذا لا شك من باب المشاركة كما ورد في الحديث في السهم الواحد راميه وصانعه ومحتسبه وقف الله الجميع والحمد الله الذي بنعمته تتم الصالحات وصلى الله وسلم على رسول الله .