منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

IZHAR UL-HAQ

(Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.

أحْـلامٌ مِـنْ أبِـي (باراك أوباما) ***

 

 كيف نتعامل مع الإرهاب

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

كيف نتعامل مع الإرهاب Empty
مُساهمةموضوع: كيف نتعامل مع الإرهاب   كيف نتعامل مع الإرهاب Emptyالأربعاء 11 يناير 2017, 5:47 pm

كيف نتعامل مع الإرهاب
=============
في إحدى المناسبات العامة، وبينما كان الحضور يتسامرون ويتهامسون كل اثنين أو ثلاثة على حدة، بعضهم يتحدث عن الأسهم، وآخرون عن العقار وجماعة ثالثة تتجادل في أمور تخص كرة القدم والتعصب الرياضي.

فجأة وبلا مقدمات انفضَّ كل رفيق عن رفيقه، واتَّجهت أنظارهم إلى اثنين من الحضور كانا يتهامسان ويتجادلان في أمرٍ ذي أهمية بالنسبة لهم جميعاً، ومع احتدام النقاش وحرارته، ثار أحدهما على صاحبه قائلاً: بل يجب أن نطاردهم ونقاتلهم فلا نبقي منهم أحداً على وجه الأرض، دون أن نسمع منهم أو نلبي لهم مطلباً.

بالطبع كان ذلك بصوت منفعل أثار فضول الحاضرين وأجبرهم على الإنصات والاستماع لما يتحدث به هؤلاء الاشخاص، وما يتوصلان إليه من نتيجة، خاصة وأن هذا الموضوع هو حديث الساعة، ويهم الجميع صغاراً وكبارا، وكل يود لو أدلى بدلوه في هذا الموضوع، وأظهر شيئاً من الولاء والتعاطف لهذا البلد وأهله، وفضفض عن بعض ما يكنه من كراهية وحقد لتلك الأعمال البشعة ومن يقوم بها.

وعلى الرغم من أن تلك المشاعر موجودة في صدر كل واحدٍ منهم إلا أنهم حين طرح ذلك الموضوع المتعلق بكيفية التعامل مع الإرهابيين، وإمكانية التفاوض معهم، وتلبية مطالبهم انقسموا إلى ثلاثة أقسام.

قِسْمٌ:
فضَّل الصمت وعدم الخوض في هذا الموضوع، ولكنه في قرارة نفسه لن يختلف مع ما يتم التوصل إليه، وسوف يقوم باتّباع رأي أقوى الفريقين حجة وأبلغهم خطاباً وأفضلهم منطقاً.

وقِسْمٌ آخر:
كان يرى أنه لابد من التحاور وتلبية المطالب، مهما كانت؛ درءاً للمفسدة وحقناً لدماء المسلمين.

وقِسْمٌ ثالث:
يُصِرُّ على أن هذه المعركة لن تحسم إلا بالقوة.

تكلم أحد الأخوة من القسم المحايد وقال:
أنا أتكلّم عن نفسي ولا أمثّلُ أحداً، وإن كان هناك مَنْ يوافقني الرأي، ولكن المجال مفتوح، وكُلٌ يُدلي بدلوه، وها أنا أناشدكم أن نتكلم بموضوعية قبل كل شيء، بعيداً عن الانفعال، لعل الجميع يستفيد.

ونريد أن نبتعد عن العاطفة والمزايدة غير المجدية في الكلام بل نود أن نسمع من كل فريق وجهة نظره، وأنْ يبين لنا الكيفية التي يرى أنها الأنسب في التعامل مع الحدث، بشرط أن تكون مدعَّـمة بالأدلة والبراهين.

وإن سمحتم لي أن نبدأ بالفريق الذي يرى ضرورة الحوار وتلبية المطالب، فهل بالإمكان أن يتفضل أحد الإخوة ويحدثنا عن وجهة نظره في هذا الموضوع، شريطة أن يصغي الجميع دون مقاطعة أو تعليق، حتى يفرغ الأخ المتحدث من مداخلته، ثم نفسح المجال لمن يريد أن يعلق أو يدلي برأي مختلف.

قام أحد الإخوة ويُدعَى أبا إبراهيم وقال:
أولاً: وقبل كل شيء أحمد الله -تعالى- وأشكره على نعمة الأمن والرخاء اللتين ينعم بهما جميع القاطنين في هذا البلد من مواطنين ومقيمين، ثم إن ما يحدث في بلادنا أمر طبيعي، ولا يجب أن نعطيه أكبر مما يستحق من اهتمام، ونفرّغ أنفسنا، ونترك مشاغلنا، ونضيع أوقاتنا، ونستنزف طاقتنا لمناقشته، ومحاولة القضاء عليه بطريقة عنيفة، والانسياق خلف مَنْ يقومون بأعمال العنف، ومبادلتهم الأسلوب وجعلهم يتحكمون بنا وبالطريقة التي نعالج بها أمورنا.

فنحن مجتمع جبلنا على استخدام اللين في معالجة جُلَّ أمورنا ولا نلجأ للعنف أبداً إلا في أضيق الحدود، متى أجبرنا على ذلك وفي أمورٍ تستحق منا استخدام العنف في المعالجة. أما مع مثل أولئك المُغَرَّر بهم من المراهقين والجَهَلة فواجبنا أن نمد لهم أكفنا، ونفتح لهم صدورنا وآذاننا لنسمع ما يقولون، فربما كانت لهم مطالب لم تلبَ، ومشكلات لم تحل، وشكاوى لم تسمع، ولولا ذلك لما قاموا بما أقدموا عليه من قتل وتدمير.

وأخشى ما أخشاه أن يكون في جعبتهم المزيد، وفي أذهانهم العديد من الأهداف التي ينوون مهاجمتها، إن لم نسمع منهم ونستجيب لمطالبهم، ومهما تكن تلك المطالب، فلن يضيرنا تلبيتها، وبالتأكيد ستكون استجابتنا أخف وطأة من ردود أفعالهم في حال امتنعنا عن الإصغاء والإذعان. وإن سمَّاه بعض الناس إذعاناً وخضوعاً ورضوخاً للمطالب، فيجب علينا أن نقول إنها نوع من الديمقراطية أو الاعتراف  بالمعارضة والسماع لها.

وهذه كما أسلفت وجهة نظري وأظن بعضكم يتفق معي، وبالتأكيد أن بعضكم لديه المزيد من الإيضاح حول موضوع الحوار، ولكن دعونا نسمع رأي الإخوة الذين يفضلون مبدأ القوة وسيلة أساسية في القضاء على تلك الفئة الضالة، وردع من تسول له نفسه سلوك منهجهم، واتّباع طريقتهم في المطالبة والتظلم.

تقدم أحد الحضور، ويكنى بأبي صالح، وقال:
في الحقيقة أنا أتفق مع الأخ أبي إبراهيم في بعض ما قاله، ولكني أختلف معه في جوانب أخرى. أولها: أنه حين تحدَّث عن المطالب والمظالم لم يذكر أي مطلب من مطالبهم، وإن رَدَّدَ بعضهم مواضيع كالبطالة، والغلاء بأصنافه، وانتهاك حُرُمَاتِ الله في بعض مجالات الحياة في مجتمعنا.

ولكن كل تلك المطالب غير صحيحة، ولا يجدر بمن يقتل أخاه المسلم، ويهدم منزله، ويهدر دمه، ويكفّره وييتم طفله، ويرمّل زوجته، ويثكّل أمَّه، أن يدافع عن أيٍ من تلك الأمور آنفة الذكر، وإن وجدت ولا ندعي عدم وجودها، ولكن لا ننس أن جميع المجتمعات في مختلف الأزمنة والعصور والأماكن لم تتحقق بها مثالية مطلقة تنتفي معها الجريمة والتعدي على حق الآخرين وعدم انتهاك حرمات الله.

وإن شئتم فعودوا لأمثلها خير القرون العهد الذي عاش فيه أبو بكر وعمر وعثمان وعلي -رضي الله عنهم- زمن عاش فيه صبي مات حسرةً بسبب ارتكابه معصية. ذلك العصر الذي كان فيه الوحي يتنزل على زعيم الأمة وقائدها ومرشدها ودليلها -صلى الله عليه وسلم-، فيخبره عن كل ما يحدث.

وعلى الرغم من ذلك كله، ففي ذلك الزمان الفاضل، والبقعة المباركة، والصُّحبة الخيّرة، كان هناك المنافق والزَّاني والسَّارق، بل وحتى مدَّعي النُّبوة، في عهدٍ نزل فيه الوحي بقوله تعالى: "مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً" (الأحزاب: 40).

أظننا نتفق على عدم وجود مجتمع مثالي يخلو من الجريمة والمخالفة بشتى أشكالها وأصنافها، إذاً والحالة تلك دعونا نتفق أولاً وقبل كل شيء على أنَّ مَنْ يحاول أو يدَّعي الإصلاح بالعنف والإرهاب والإرجاف والغُلُو والتطرف والتخريب والتدمير ليس مُصلحاً، ولا يجدر بنا أن نطلق عليه أي صفة تحمل الخيرية.

فإذا كان الله -تعالى- يأمر نبيه -صلى الله عليه وسلم- بالدعوة والمجادلة بالحكمة والموعظة الحسنة بقوله تعالى: "ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ" (النحل: 125)، فإن رفض العنف والقوة من باب أولى.

ولكي أزيدكم إقناعاً اسمحوا لي أن أتطرَّق لمبدأ قاله وعمل به صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز -وزير الداخلية ورأس الهرم الأمني في بلد الحرمين الشريفين- حين يقول: (ليس لدينا سوى البندقية والسَّيف لتلك الفئة الباغية) ومبدأ آخر مكمّل للأول (أبوابنا مفتوحة لكل تائب من تلك الفئة الباغية).
 
وأنا على يقين أن الجميع يرحب بالمبدأ الثاني، وهناك فئة لا تحب العمل بالمبدأ الأول، ولكن دعونا وبكل حيادية وتجرُّد نلقي نظرة سريعة على الإرهاب والتطرف بإشكاله على مر العصور، ومن مختلف الفئات، ونرى كيف تمت معالجته والتعامل مع أهله، ومن ثَمَّ يعطي كل واحد منا رأيه حول الطريقة المُثلى في التعامل مع الإرهاب وأهله.

فأقول مستعيناً بالله تعالى:
إنه من المعلوم أن الإرهاب موجود منذ الأزل وليست البشرية حديثة عهدٍ به وهو يصدر من كلا طرفي التجمع البشري الحاكم والمحكوم، فإن صدر من الحاكم سُمّي استبداداً، وإن صدر من المحكوم سُمّي تطرفاً، وإرهابٌ ويصدر من الحاشية أو البطانة القريبة من الحاكم كما أحدثه البرامكة في العصر العباسي.

ولكن دعونا نركّز على الحاكم والمحكوم ونلقي الضوء على الجانب الأهم في حديثنا، وهو الطريقة التي تعامل بها الطرفان مع بعضهما -وأقصد بالطرفين هنا طرفي الفكر المستبد أو المتطرف والفكر الوسط أو المنافح عن الحق- والجانب الثاني يتعلق بالنتيجة التي حسمت الصراع.

ولنبدأ بأهم الأحداث وأكثرها ذكراً في القرآن الكريم، تلك الرسالة المليئة بالأحداث والمتغيرات، حين بعث الله تعالى نبيه موسى -عليه السلام-، وأرسله إلى فرعون، وفي هذه الحادثة جانب مما نراه صراعاً بين الحق والباطل، بين صاحب الفكر المنحرف وهو الحاكم المستبد هنا الذي لا يرى الأمر كما نراه وكما يصفه الله -تعالى-. بل يقلب المفاهيم فيحول المعروف منكراً والإصلاح فساداً، وفي ذات الوقت يدعو للحوار ومقارعة الحجة بالحجة، ولكنه حين يخسر لا يرضخ للمطالب وينفذ ما تعهد به.

ولنذكر سرداً لتلك الحادثة من كتاب الله -تعالى- ونرى كيف كان النقاش والجدال بين الفكرين حيث يقول الله تعالى: "وَقَالَ مُوسَى يَا فِرْعَوْنُ إِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ * حَقِيقٌ عَلَى أَنْ لا أَقُولَ عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ قَدْ جِئْتُكُمْ بِبَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَرْسِلْ مَعِيَ بَنِي إِسْرائيلَ" (الأعراف: 104 - 105).

أراد فرعون أن يرى ما لدى موسى في قوله تعالى: "قَالَ إِنْ كُنْتَ جِئْتَ بِآيَةٍ فَأْتِ بِهَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ * فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ * وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ" (الأعراف: 106 - 107 - 108).

وبعد أن شاهد فرعون بنفسه حقيقة ذلك الرجل وصحة وصدق ما يدعو إليه هل اقتنع؟... لا... بل زعم فرعون وملؤه أن ما جاء به سحر مبين، وأن هدفه من ذلك السحر هو إخراج أهل المدينة منها والاستيلاء على الأرض.

فرأوا ضرورة مقارعته بحجة أقوى من حجته، وتحديه بنفس الوسيلة التي يستخدمها، حيث يقول تعالى: "قَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ * يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ * قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَأَرْسِلْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ * يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ * وَجَاءَ السَّحَرَةُ فِرْعَوْنَ قَالُوا إِنَّ لَنَا لَأَجْراً إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ * قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ" (الأعراف: 109 - 110 - 111 - 112 - 113 - 114).

حتى انتهت تلك المناظرة بهزيمة فرعون وإيمان السحرة، وهذه بحد ذاتها حجة دامغة، فهم أعرف الناس بما جاء به نبي الله موسى -عليه السلام-، وما إيمانهم ورجوعهم عن غيّهم إلا لَمَّا رَأوا من صدق موسى -عليه السلام- وما جاء به. ولكن هل يستجيب صاحب الفكر المتطرف المستبد؟... بالطبع لا... إلا مَنْ رَحِمَ رَبُّك.

ولكن ما هي حجتهم هذه المرة؟
حيث يقول تعالى: "وَقَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ قَالَ سَنُقَتِّلُ ابناءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ" (الأعراف: 127)، إذاً بعد كل ما رَأوا ما زالوا يُكابرون ويتهمون موسى بالإفساد في الأرض. 



ويبدأ الإرهاب الحقيقي بقول فرعون:
سنُقَتِّلُ أبناءهم.. كما يقول -تعالى- في الآية السابقة، ثم يبدأ التخويف والتهديد من الله -تعالى- بمنع القطر وقلة المؤونة لعلهم يعودون حيث يقول تعالى: "وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ" (الأعراف: 130)، ولكن دون استجابة، ثم تجيء عقوبات أشد: "فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُفَصَّلاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْماً مُجْرِمِينَ" (الأعراف: 133).

كل ذلك على فترات متفاوتة لعلهم يرجعون، وفي كل مرة يتعهدون بالإيمان والاتّباع، فضلاً عن إرسال بني إسرائيل، وإخلاء سبيلهم، والكف عن استعبادهم، وعند تلبية مطالبهم، وكشف ما بهم من ضر إذا هم ينكثون، حتى كانت النتيجة النهائية والحل الأمثل من لدن حكيم عليم بالقضاء عليهم وإغراقهم: "فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآياتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ" (الأعراف: 136).

إذا اتضحت لنا طريقة الحسم في واحدة من أعظم ملاحم الحرب الفكري والصراع بين الحق والباطل، ولم تكن نتيجة الإهلاك والتدمير لأولئك المستبدين، بل كانت أيضاً لِمَنْ سبقهم كقوم نوح وعاد وثمود، وإن اختلفت طريقة التنفيذ ولكن النتيجة كانت واحدة.

بل إن إرهاب قريش ومحاولاتهم العديدة الاعتداء على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والتضييق عليه والتخطيط لقتله حتى هاجر وترك أرضه وأعز البقاع إلى نفسه، ولم يمكنه الله -تعالى- منها إلا بعد أن مكن رسوله -صلى الله عليه وسلم-، وأهلك طُغاة قومه في غزواته المتتابعة، حتى دخلها فاتحاً قوياً عزيزاً، وعندها بسط يديه بالعفو وقال كلمته الشهيرة: "اذهبوا فأنتم الطلقاء".

وهو تمكين من لدن عزيز حكيم، وحال يحبه الله -تعالى- لعباده المؤمنين، ويصفهم بعدة أوصاف، من نبذ للفواحش، واستجابة، وصلاة وزكاة حتى يقول -تعالى-: "وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ" (الشورى: 39).

فالأمة المؤمنة هي تلك القادرة على دفع الظلم عنها والقضاء على مَنْ يريد بها سوءاً، وفي المقابل فإنه سبحانه ينهى عن الهوان والدعوة إلى السلم مع الكفار، وهؤلاء المرجفون أشد خطراً منهم، وذلك حين يقول -تعالى-: "فَلا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ" (محمد: 35).

هذا فيما يتعلق بكيفية التعامل مع الحاكم المستبد، ولكن ماذا عن خروج الرعية وتطرفهم وبغيهم؟
وكيف ينبغي التعامل مع مثل تلك الحالات؟ سأورد بعض الأمثلة على الخروج وكيف كان الحوار غير مجدٍ على الإطلاق. ودعوني أذكر على عجل مقتل خليفة المؤمنين عثمان بن عفان -رضي الله عنه- على يد الخوارج في عصره، حين لم يتم التعامل مع تلك الفتنة كما ينبغي، ولم ينته ذلك الفكر عند هذا الحد، بل تعدَّاه إلى مقتل علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- مروراً بمقتل الحسين بن علي -رضي الله عنه-.

وفي كل تلك الأحداث كان باب الحوار مفتوحاً على مصراعيه، ولم يغلق حتى بإراقة دماء المسلمين. ولكن دعونا نتطرَّق لحادثة من أعظم الحوادث والفتن التي حدثت للأمة الإسلامية على مر عصورها وأزمنتها، حادثة بدأت بالحوار الذي لم يكن مُجدياً وانتهت إلى ما لا تُحمد عُقباه.

ففي عهد عبد الملك بن مروان أخذت فئة تطالب بإعادة النظر في الطريقة التي يسير بها الحجاج بن يوسف الثقفي -العراق وأخذوا ينادون بتنحيته وعزله، وكان على رأس تلك الفرقة شخص يدعى عبد الرحمن بن الأشعث-.

وحين كَثُرَ أتباعه وقوي صوته خشي الخليفة عبد الملك بن مروان أن تكون فتنة، خاصة وأن ذلك الشخص مدعومٌ بنخبة من العلماء في ذلك الزمان، وعلى رأسهم التابعي الجليل سعيد بن جبير، والشعبي، فحاول عبد الملك في ذلك الحين محاورتهم وتلبية مطالبهم، شريطة أن يعودوا لرشدهم.

وكان من أهم ما وعد بتنفيذه تحقيق مطلبهم الرئيس وهو عزل الحجاج، لكنهم عندما أحسوا أنَّ الخليفة استجاب لمطالبهم، حَسِبُوهُ ضعفاً منه وطالبوا بالمزيد حتى وصلوا إلى مطالبته بالتنَّحي عن الخلافة لزعمهم أن الفساد قد تفشَّى في عهده.

حينها أحَسَّ عبد الملك بن مروان أن الحوار غير مُجْدٍ معهم، وأمر الحجاج بمقاتلتهم فوقعت معركة عظيمة بينهم، راح فيها خلق كثير، حتى قيل إن عدد القتلى بلغ مئة وخمسين ألف مسلم، وانتهت تلك الموقعة بهزيمة جيش عبد الرحمن بن الأشعث وإخماد الفتنة.

هذه إحدى الحالات، وزمننا المعاصر لا يخلو من الفتن والحوادث التي أشعلها الخوارج والمارقون، ومنها احتلال الحرم المكي الشريف في مطلع القرن الهجري الحالي، ولم تخمد تلك الفتنة بالحوار بل بالبندقية. هذه الحادثة وغيرها الكثير من الحوادث التي لم تحسم إلا بالقوة؛ لأن من يتخذ العنف منهجه ووسيلته في المطالبة لا ينفع معه غير القوة أما التسامح واللين فغير مجدٍ، ولا يزيده إلا طغياناً واستكباراً.

ولتقريب الصورة وطرح الموضوع بشكل أكثر واقعية نضرب مثلاً، فنقول:
لو أن شخصاً أخذ مشرطاً وشق به صدر شخصٍ آخر، وعند سؤاله لِمَ فعلت هذا؟ قال: أنا أمتهن الطب، وأردت إزالة ورم خبيث من داخل جسد ذلك المريض، لقلنا إنه فعل صادر من شخص ذي علم، له الحق فيما أقدم عليه ويستحق الشكر على صنيعه.

ولكن لو أن أحد الأشخاص قام بضرب طفل صغير -وليكن ابن أحدنا- على رأسه فأفقده، الوعي وعند سؤاله إن كان هناك مجال للسؤال قال: رأيته عمل خطأ أو تصرف بطريقة غير مناسبة فأردت نهره وتأديبه، ولم أقصد إيذاءه، فهل نقتنع بقوله؟!. وأنا على يقين، ومدرك تماماً لردة فعل المعني بالأمر، بل وحتى غير المعنيين به، فكلّهم سوف يطالب بالعقاب والاقتصاص من ذلك الفاعل.

فإذا كان الجميع يرفض مثل ذلك الفعل، ويجرّمه ويطالب بمعاقبة مَنْ قام به، ولا يقبل له حجة أبداً، فكيف بنا نرضى بِمَنْ يريد تدمير مجتمع بأكمله، وإشاعة الفوضى في كل أرجائه، وسفك دماء مَنْ يخالفه...
أنرضى عنه ونكافئه بالحوار؟!...
هل نشجعه ونتعاطف معه؟!...

إن كنَّا جرَّمنا مَنْ اعتدى على صبي أخطأ فكيف بنا نقف حيارى مترددين أمام تلك النوعية من البشر، المتعطشة للدماء، المتلبسة رداء الفضيلة، العاكسة صورة سيئة عنا وعن ديننا أمام العالمين!... هل ما زال منا من يتعاطف معهم؟، وقد فاحت رائحتهم النتنة وأفسدت أمزجة مَنْ سمع باعتداءاتهم على الآمنين والمستأمنين في هذا البلد!...

هل ما زلنا نعدّهم جزءاً منّا؟
ورائحة متفجراتهم وبارودهم وآلاتهم التدميرية تزكم أنوفنا، وأحد اعتداءاتهم الآثمة على مبنى أحد المؤسسات الخدمية المدنية، وقتلهم مَنْ كان يقول ربي الله، رغم علمهم أن جميع مَنْ في ذلك المبنى موحدون.

هل سنظل مترددين ولا ندينهم، ونطالب بالحوار معهم، حتى يقال مات ابنك أو بنتك أو أحد أقاربك حين كان يمر مصادفة بأحد المواقع التي انتقاها أولئك المخربون ليصلحوا بها البلاد!... هل ستطالب حينها بمحاورتهم وسماع مطالبهم؟!...

فأنت حينها أحد اثنين:
إما أن تمد يدك لتصافح مَنْ قتل ابنك وتطالب بالعفو عنه ومكافئته على فعلته التي لم تكن الأولى، مخالفاً في ذلك قول الله -تعالى-: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثَى بِالْأُنْثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ" (البقرة: 178). فاللهُ توعَّد مَنْ عاد بالعذاب وشدة العقاب، وأنت تطالب بالصفح والمغفرة، رغم علمك أنها ليست السابقة الأولى لهم، ولن تكن الأخيرة إن تُركوا يسرحون ويمرحون.

والحالة الثانية بالنسبة لك:
أن تشجب وتستنكر وتطالب بمعاقبتهم، وعدم التسامح معهم، وإيصاد جميع أبواب الحوار في وجوه أولئك القتلة، فنقول حينها إنك رجل لا تهتم بأمور المسلمين، ولا تشعر بمصابهم، وتتعامل مع ما يلم بهم من حوادث بمنطق أناني بحت، فحين كانت دماء المسلمين تراق لم تبال، وإن أظهرت تأثرك وعدم رضاك، ولكنك في حقيقة الأمر كنت تبارك الفعل بمطالبتك فتح باب الحوار معهم.

أما حين وقع الفعل بشكل مباشر عليك، اختلفت نظرتك وتبدّلت آراؤك، وتحوّلت وجهتك، وأصبحت تنادي بإدانتهم، بل وتطالب بمعاقبة من يتعاطف معهم ويسوّغ أفعالهم.
إذا كان الحال كما ترى، والأمر قابل للتطور ما لم يحسم بسرعة ويقضى عليهم، فإننا بانتظار المزيد من الضحايا والإفساد، ومن يدري فربما تكون الضحية القادمة هي أنت يا من تنافح عنهم.

أقول هذا الكلام لأوضح وجهة نظر قابلة للخطأ والصواب استقيتها مما فهمته من خلال قراءتي لكتاب الله -تعالى-، ومما درسته من الأحداث التي وردت في الأزمنة السابقة وهي لنا عبرة، ونسأل الله -تعالى- أن نعتبر بغيرنا، لا أن يعتبر غيرنا بنا، وأن نكون قدوة لِمَنْ يسمع عنا ومَنْ يأتي بعدنا.

فقد قال حكيمنا:
إن باب التوبة مفتوح لِمَنْ أناب، وهذا كاف لرجوع الصادقين منهم والمُغرَّر بهم، أما البُغاة المتعطشون للدماء ومريدو الفساد فليس لهم إلا السَّيف والبندقية.
والله -تعالى- أسأل أن نكون قلباً ويداً واحدة، نقف خلف ولاة أمورنا، وندعمهم، ونساندهم، فنستقبل التائب وندله ونساعده، ونمقت الباغي ونقضي عليه.



كيف نتعامل مع الإرهاب 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
كيف نتعامل مع الإرهاب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» كيف نتقي الإرهاب؟
» الباب الثانى: الإرهاب الصهيوني / الإسرائيلي حتى العام 1948
» إرهاب مصطلح الإرهاب
» الفصل الثالث: حكم الإرهاب
» موقف الإسلام من الإرهاب

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: ذم الإرهــــاب والإرهــــابيـين :: حـــوار مـــع الإرهـــاب-
انتقل الى: