أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
| موضوع: الشيخ أسامة بن ياسين حجازي الإثنين 20 سبتمبر 2010, 7:56 pm | |
| الشيخ أسامة بن ياسين حجازي (1382 – 1419هـ / 1962 – 1999م الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلامُ على أشرف المرسلين، سيدنا ونبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد: فقد قيض الله لهذه الأمة حفظة متقنين وقراء ضابطين واصطفاهم لحمل أمانة تعليم القران ونشره ، ألا وهو الحافظ لكتاب الله ، المتقن المجود ، المقرئ الجامع للقراءات العشر ، المحدث المشارك: الشيخ أسامه حجازي كيلاني الحسني الدمشقي العاتكي الشافعي المدني – رحمه الله برحمته واسكنه فسيح جنته. اسمه ونسبه: هو أسامة بن ياسين بن محمود بن محمد بن محمد بن أحمد بن عبد اللطيف ابن محمد بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن عبد الله بن محمد بن محمد أمين ابن محمد بن عبد القادر بن عبد الرزاق بن شرف الدين بن أ؛مد بن علي الهاشمي ابن شهاب الدين أحمد بن شرف الدين قاسم بن مُحيي الدين بن نور الدين حسين بن علاء الدين علي بن شمس الدين محمد بن سيف الدين يحيى ابن ظهير الدين أحمد بن أبي النصر محمد بن نصر أبي صالح عماد الدين بن قطب جمال العراقي عبد الرزاق ابن السيد القطب الشيخ عبد القادر الجيلاني البغدادي بن موسى ( جنكي دوست ) بن عبد الله بن يحيى الزاهد بن محمد بن داوود بن موسى الثاني بن عبد الله الصالح بن موسى الجون بن عبد الله المحض ابن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه. مولده وأسرته: ولد عام ( 1382هـ - 1962 ) بـ ( الحارة الجديدة ) بمنطقة ( الفخامة ) غرب حي ( باب سريجة ) بدمشق الشام ، لأسرة كيلانية عريقة مشهورة بحي ( قبر عاتكة ) بدمشق ، عُرفَ أجداده بالفضل و العلم. وآخر من أشتهر منهم قائد الثورة ضد المستعمرين الفرنسيين بدمشق الشام وغوطتيها ، بل مُفتي الثورة السورية – ابن عم والد الشيخ أسامة ، البطل المغوار ، والفارس الكرار ، الشيخ الصوفي: محمد حجازي كيلاني. نشأته وطلبه العلم بدمشق: نشأ الشيخ أسامة يتيماً ، فقد توفي والده وهو في الرابعة من عمره ، فكفله أخوه الأكبر نادر ، الذي كان يدرس الطب في ( إسبانيا ). ولما بلغه وفاة والده.... ترك دراسته ورجع إلى ( دمشق ) ؛ ليحوط إخوته ، وليكونوا جميعاً تحت رعاية والدتهم الحنون. كانت أماراتُ النجابة بادية على محياه ، وكذلك علامات النباغة والذكاء والاهتمام بكتاب الله تعالى من ذلك الوقت ، حيثُ فتح عينيه بالمسجد العظيم قُربَ بيتهم مسجد الصحابي زيد بن ثابت الأنصاري – المشهود له ببراعة التوجيه ، وقوة الدعوة ، وصدق الهدف بتأسيس رائد العمل المسجدي في عصره الشيخ عبد الكريم الرفاعي رحمه الله تعالى. وذلك بدفع من أخيه السيد نادر ، وبدافع من رغبته في حفظ القرآن الكريم. وانتظم في حلقاته يَعُبُّ من معينه في العلوم الشرعية والعربية. فحفظ القرآن الكريم وهو في الحادية عشرة من عمره. وكان قد تلقى مبادئ علم التجويد وتصحيح التلاوة على يد الشيخ الدكتور أيمن رشدي سويد حفظه الله. وقرأ ختمةً كاملة بالتجويد والإتقان برواية حفص عن عاصم مع حفظ الجزرية وحل ألفاظها على الحافظ المتقن الشيخ أبي فارس أحمد رباح. ثم زاد حرصه واهتمامه بالقرآن الكريم ، فحفظ الشاطبية والدرة. وقرأ ختمةً أخرى بالجمع – ولم يتجاوز عمره إذا ذاك ثمانية عشر عاماً تقريباً – وأجيز بها من الحافظ المتقن ، المقرئ الجامع ، الفقيه الورع ، شيخ مقارئ مسجد سيدنا زيد بن ثابت المقرئ: أبي الحسن محيي الدين الكردي. درس المرحلة الابتدائية والإعدادية في المدارس الحكومية ، ثم التحق بمعهد الفرقان ، فدرس فيه ثلاث سنوات في الصفوف العليا ، وتخرج بشهادته عام ( 1401هـ ). رحلاتُهُ: لقد حُببَ إليه طلب العلم والتزود منه ، فكان منذ صغره متفرغاً لهُ كلياً. فذكرلشيخه أبي الحسن الكردي – حفظه الله – أنه يريد أن يتلقى الحديث الشريف قراءة بالسند والمتن عن المحدثين الكبار ، وهؤلاء لا يوجدون إلا في ( الهند ) ، وقد عزم على السفر إلى هناك ؛ لأنهُ كان يسمع من الشيخ عبد الكريم الرفاعي – رحمه الله ، الذي كان يعطي اهتماماً بالغاً للشباب في مسجد زيد – أنهُ لا بُد من قراءة الحديث سنداً ومتناً مع الضبط والفهم ، حيث قل ذلك في بلاد ( الشام ) ، فأخذت منه الغيرة على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم مأخذها ، وهم بالذهاب إلى ( الهند ) ، فقال شيخه أبو الحسن في نفسه: لا بد له من مؤانس يكون معه ويعينه على شؤونه ، فعرض عليه ابنته ؛ لتكون زوجة خادمة لمن يخدم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. فكان أن زاد إكرام الله تعالى لأخينا أسامة بزواجه من ابنة شيخه أبي الحسن فصار تلميذاً وصهراً ، بل كان – والله – ولداً باراً للشيخ حفظه الله. ولكنه أراد قبل هذا أن يذهب إلى الحج والزيارة ، فقد تاقت نفسه إلى مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فشد الرحال إليها عام ( 1402هـ ) ، فجاور الحبيب الأعظم صلى الله عليه وسلم ، فكانت نعمةً على نعمة. فعمل بالقرآن الكريم تعليماً وتحفيظاً وتجويداً وإشرافاً ، بدءاً بسجون المدينة المنورة ، ثم بمساجد ومدارس الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم. ومن دقة إتقانه لتعليم التجويد وضبطه لمخارج الحروف وملاحظته لأداء القراءة ، من الوقف والابتداء وغير ذلك مما له علاقة بأحكام – تلاوة كتاب الله تعالى.... عُين رئيساً للتفتيش في مساجد الجمعية المذكورة ، واستمر ذلك مدة ( 11 ) سنة إلى حين عودته إلى ( دمشق ). وفي عام ( 1410هـ ) سافر إلى ( كراتشي ) في الباكستان ، وقدم امتحان شهادة العالمية – ماجستير – في العلوم العربية والإسلامية في الجامعة الفاروقية ، وحصل عليها بدرجة ممتاز. طلبهُ للعلم في المدينة المنورة: وعبر ثمانية عشر عاماً تقريباً قضاها الشيخ أسامة في (المدينة المنورة) تفرغ (رحمه الله) للمزيد من التعلم والتعليم. أما التعلم: فقد كان له منه النصيب الأوفر من خلال احتكاكه بالسادة العلماء في ( المدينة المنورة ) ، فاتصل بعدد منهم ، واستفاد الفوائد العلمية الجليلة ، من نحو وصرف وفقه وتفسير وأدب ، وكذلك علم المواريث وعلم الحديث النبوي الشريف. وكان قد تعرف على المحدث (مولانا محمد عاشقٍ إلهي البِرنيَّ المُظاهريَّ الباكستانيَّ) المجاور في ( المدينة المنورة ) ، وطلب منه القراءة عليه في الأماتِ الست ، فقبلهُ ولازمه الملازمة التامة ، وقرأ عليه (( صحيح البخاري )) قراءة ضبطٍ وإتقان ، وأجازه بما قرأ خاصةً وعامةً. واستغل وجود غيره من أهل الحديث في (المدينة المنورة) وجُلهم من (الهند) و (باكستان). فقرأ (( صحيح مسلم )) على المحدث الشيخ ( حبيب الله قربان علي المظاهري). وقرأ (( سنن أبي داوود )) على المحدث الشيخ (عبد الحنان بن سيد طالب حسين). وقرأ ((سنن الترمذي)) على المحدث الشيخ (عبد الحنان بن شيد طالب حسين اللائلفوري). وقرأ (( سنن النسائي )) وبعضاً من (( مسلم )) على الشيخ المحدث ( جميل أحمد حسين المظاهري ). وقرأ (( سنن ابن ماجه )) على المحدث الشيخ ( حبيب الله قربان علي المظاهري ). وقرأ (( الموطأ )) برواية محمد بن الحسن الشيباني على الشيخ المحدث ( حبيب الله قربان علي المظاهري ). وقرأ ( الشمائل المحمدية ) للإمام الترمذي على المحدثِ الشيخ ( عبد الحنان طالب حسين اللائلفوري ). وقرأ (( الأحاديث المُسلسلة )) بشرائطها على الشيخ المحدث ( محمد عاشق إلهي البرني ). واغتنم وجود بعض علماء ( الشام ) المجاورين بالمدينة المنورة – حرسها الله – فقرأ عليهم، واستفاد منهم ، وهم: - الشيخ العلامة الفقيه الأصولي اللغوي أحمد قلاش ، فقرأ عليه الفقه الشافعي ، وأصوله ، والنحو ، والبلاغة ، والتفسير. - والشيخ العلامة نمر الخطيب ، فقرأ عليه التوحيد ، والمنطق. - كذلك الشيخ ممدوح جنيد الحمصي ، قرأ عليه في الفقه الشافعي. و أنه كان يطلب بإلحاح أن يقرأ على الشيخ أيمن رشدي سويد القراءات العشر الكبرى من طريق (( طيبة النشر )) ، فحفظ منظومة (( الطيبة )) وهي ألف بيت من بحر الرجز ، وفرغ من وقته يومين في الأسبوع ، كان يأتي فيها إلى مدينة ( جدة ) ليقرأ على الشيخ أيمن ، وفي هذا من المشقة ما فيه ، ولكنه يدل على علو همته رحمه الله ، وقد وصل في القراءة إلى أثناء سورة النساء ، وحال سفره إلى ( الشام ) بعد ذلك دون إكمال تلك الختمة ، ولله الأمر من قبل ومن بعد. أما التعليم: فقد قام به الشيخ أسامة – رحمه الله – حق القيام ، وخاصةً تعليم القرآن الكريم والقراءات ، فقد فتح بيته – رحمه الله – لطلاب علم القراءة ، وقام بتعليمهم لله تعالى ، كما فعل ذلك معه شيخه الشيخ أبو الحسن الكردي حفظه الله ، مع التواضع لهم ، ولين الجانب ، والتشجيع المستمر لمزيد من التعلم والتعليم ، مما جعله محبوباً عند أهل القرآن وطلابه ، فاستفاد منه ومن علمه عدد كبير من شباب المسلمين المقيمين في ( المدينة المنورة ). ولقد عرفت الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بـ (المدينة المنورة) للشيخ أسامة حجازي قدره، بعد أن كان فيها مشرفاً على حلقات التحفيظ في مساجد (المدينة المنورة).. فرغته الجمعية لإقراء القرآن الكريم وقراءاته بالختمات الكاملات وبالإسناد المتصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. وللحق والتاريخ ؛ فإن الشيخ أسامة – رحمه الله – يعد حق الرجل الذي أدخل قراءة القرآن الكريم بالأسانيد المتصلة إلى الجمعية الخيرية في ( المدينة المنورة ). صفاته الخَلقِيةُ والخُلُقيةُ وسجاياه: كان أبيض اللون ، أشقر الشعر ، كث اللحية ، طويل القامة ، مليء البدن ، مرح الروح ، عليه سمتُ القرآن ، ونضارةُ أهل الحديث ، مهيباً محبباً ، يهابهُ من يراهُ ، ويقع حبه في قلبه. يضع على رأسه طاقية بيضاء ، وفوقها حطة مع تواضع جم ، وصمتٍ عند مواضع الجد ودعابة في محلها. كان شُعلة من الذكاء ، ذا بديهية حاضرة ، وحافظة عجيبة ، يفيض بالحيوية والنشاط في العلم والتعليم. وكان الشيخ أسامة – رحمه الله – بارع الخط ، متقناً لقواعده ، فكان يكتب بعض اللوحات من الآيات القرآنية ، ثم يأخذا إلى الأستاذ المِفَنَّ ( عثمان طه ) خطاط المصحف الشريف في (المدينة المنورة) فكان يُعجَب بها كثيراً ، ويستغرب ذلك ، حيث أن الشيخ أسامة لم يتعلم قواعد الخط عند أحد. أما حسن أدائه للقرآن وتحقيق حروفه..... فإن القلم يقف عاجزاً عن وصف ذلك. وقد ذُكرَ أن احد المتقنين المصريين ( المقرئ الجامع الشيخ سيبويه رحمه الله ) أنه لما سمع قراءته قال له باللهجة المصرية: ( القراءة دي منين ) حيث أُعجب بقراءته ؛ لقوة مخارج حروفه وروعة أدائه ، فوعده بأن يُقرئه ختمةً بطريق الطيبة ، ولكن توفي الشيخ سيبويه قبل ذلك. وكان براً بأُمه ، حريصاً على رضاها ، لا يتوانى عما تطلبُ ، وفياً لإخوته ، حريصاً على ودهم. تزوج عام ( 1404 هـ ) بابنة شيخه أبي الحسن محيي الدين الكردي ، وأعقب منها ثلاثة في ( المدينة المنورة ) ، وهم: محمد ، وشيماء ، وياسين ، وبنتاً بدمشق سماها : جمانة ، مات بعد أيام من ولادتها. وكان حسن المعاملة لزوجه ، وقد أقرأها عدة كتب. عودتُهُ إلى دمشق الشام: وفي سنة (1418هـ- 1997م) عاد إلى دمشق، وقد اكتملت شخصيته العلمية، ولكن شهرته كانت محدودة إلا في وسط حيه ومحيطه. وكان سبب عودته –على ما ذكره– اهتمامه بخدمة أمه لينال مع إخوته من رضاها ، حيثُ بلغ – رحمه الله – الغاية في بره لأمه ، وليؤدي ما حصل عليه من الحديث الشريف ، الذي كان سبباً لذهابه خارج بلده. وفعلاً ، فبمجرد استقراره في دمشق.... قرر أن يطبع إجازة في كتب الحديث بالسند المتصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كما هو حالُ إجازة القرآن الكريم ، وليكون بذلك قد سبق إلى أمرٍ كاد أن يُفقدَ في بلاد ( الشام ) ، وليحقق أمنية الشيخ عبد الكريم الرفاعي رحمه الله. وفي عام ( 1419هـ ) أُسندَ إليه تحفيظ القرآن الكريم عليه ، وتلقينُ القراءات الشعر بجامع زيد ، وعرض (( صحيح البخاري )) عليه ، وهي الخطوة الأولى التي ينتهجها جامع زيدٍ في حياته ، بقصد تحصيل الرواية وإسماع الحديث وإعطاء الإجازة ، فأقبل عليه الطلبة ، ولمع ذكره ، وسطع نجمعه ، مع أنها أشهر. وكان يشترط في (( البخاري )) حفظ ألف حديث مع السند، ووضع لهم الخطة في ذلك. وأقام دورة لأئمة الجزء في تراويح رمضان أدهشت العقول، وجمع عليه طالبُ القراءات العشر بمدة أربعة أشهر ونصف ، وقد تبين أنه أعطى هذا الطالب من وقته في بيته أكثر من خمس ساعات في اليوم. وتعرف بعد عودته على شيخ جامع للقراءات العشر من طريق الطيبة ببلدة (عربين) ، وهو الشيخ الحافظ الجامع محمد سيد إسماعيل ، فكان يذهب إليه كل يوم اثنين ، ويقرأُ عليه ، وقد لازمهُ مدة ثلاثة أشهر إلى حيث وفاته. وقد رغَّبَ – رحمه الله – بعض الشباب بحفظ أبيات الشاطبية ؛ ليبدؤوا بجمع القراءات العشر ، وجعل لهم مجلساً يشرحُ لهم فيه تلك الأبيات ، ويدربهم على قراءة بعض الآيات جمعاً بالروايات. تلاميذه: اما عن تلاميذه فهم كثر فممن قرأ عليه ختمة كاملة بالقراءات العشرالصغرى من طريقي الشاطبية والدرة الإخوة: 1- الدكتور الجيلاني بن التوهامي مفتاح التونسي، من ( تونس ) ، قرأ الختمة في ( المدينة المنورة ). 2- عبد السلام حمادُ المغربي الإدريسي، من (المغرب)، قرأ الختمة في (المدينة المنورة). 3- بلال ابن الشيخ أسامة ابن الشيخ عبد الكريم الرفاعي، وكان قد أتم الختمة خلال ثمانية أشهر في (المدينة المنورة). 4- إحسان مأمون جويجاتي ، قرأ الختمة خلال أربعة أشهر ونصف في (دمشق). وغيرهم كُثُرٌ من الذين قرؤوا برواية حفصٍ عن عاصم. مصنفاته: 1- جمع –رحمه الله– بعض المنظومات من أُمَّاتِ العلوم في كتاب، وعمره إذ ذاك ثمانية عشر عاماً تقيباً، سماهُ: ((مجموعة مهمات المتون في سبعة من أماتِ الفنون)) فضبط ألفاظها ضبطاً تاماً، وشرح بعض كلماتها، ونشرها باسم دار الروضة العلمية قبل سفره إلى (المدينة المنورة) سنة (1399هـ). 2- بعد عودته من (المدينة المنورة) صنفَ هذا الكتاب ((هل التجويد واجب)) ضمنهُ خلاصة تجاربه في التعليم، فجاء ممتلئاً بالعلم بأسلوب سهلٍ مفهوم. 3- أفرد –رحمه الله– بعض الأحاديث من أبواب ((صحيح البخاري))، وذلك ليقوم الطلابُ بحفظها عن ظهر قلب، ويُعدُ هذا العمل مختصراً لـ: ((صحيح البخاري))، على الكتب والأبواب حسب إرشاد مشايخه الذين أخذ الحديث عنهم. 4- سجل بصوته المبارك عشرة أجزاء من القرآن العظيم بطريقة الحدر، وذلك للمراجعة والصلاة. كما أن له تسجيلات خاصة منزلية ؛ مثل: (سورة يس برواية قالون عن نافع المدني) سجلها سنة ( 1414هـ ) بـ ( المدينة المنورة ). وكذلك ( سورة مريم برواية السوسي عن أبي عمرو ) – ايضاً – سجلها سنة ( 1414هـ ) بـ ( المدينة المنورة ). وأيضاً ( جزء عم ) برواية حفص ، وهو تعليمي بمرتبة التحقيق. عَمِلَ –رحمه الله– في دار السنابل بدمشق مديراً للتحرير، وقد أشرف على مراجعه (رُبعِ العبادات) من كتاب ((البيان في مذهب الإمام الشافعي)). وفاتُهُ: وفي صبيحة يوم الأربعاء (16) جمادى الآخرةِ (1419هـ) قام ليصلي الفجر، وقد أسندته والدته، فنزف وتقيأ دماً وأسلم روحه إلى البارئ جل جلاله شهيداً حميداً. وكان خبر موته صدمة عنيفة عند عارفيه ومحبيه وطُلابه، وقد غص بيته بالمشيعين، وكأنهم غير مصدقين، وكثر الحزن والبكاء عليه. ثم بعد أن غُسل وكُفن صُلي عليه بجامع سيدنا زيد بن ثابت عقب صلاة العصر من ذلك اليوم. وتكلم شيخُ جامع زيد فضيلة الشيخ سارية الرفاعي، وفضيلة شيخ القراء الشيخ كريم راجح، وصلى عليه فضيلة الشيخ صادق حنبكة. وقد غص المسجد بالمصلين، وبدا الأسى والبكاء في وجوه الناس، وكانت دموع شيخه أبي الحسن تنسكب من عينيه مما زاد في الموقف ألماً وحسرة، ثم شُيع على مقبرة الباب الصغير مروراً من حي قبر عاتكة في مشهد لم تشهده ( دمشق) من زمن. وكانت جنازته شرعية، وأقيم عزاؤه في جامع الشيخ عبد الكريم الرفاعي، وألقيت عدة كلمات عنه. * * * غاب الشيخ أسامة، وقد ترك لوعة في القلب، وغصة في النفس، ولا نقول إلا ما يُرضي ربنا، وإنا على فراقك يا أخانا أسامة لمحزونون، وإنا لله وإنا إليه راجعون. نسأل الله تعالى أن يرحم أخانا الشيخ أسامة رحمةً واسعةً، وأن يرفع درجاته ويعلي مقامه، وأن يجعله في الفردوس الأعلى من الجنة من غير سابقة حساب ولا عذاب، مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحَسُنَ أولئك رفيقا، وأن يلحقنا بهم على أحسن حال، آمين يا رب العالمين. وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، والحمد لله رب العالمين. * * * أقوال العلماء فيه: قال عنه شيخه أبو الحسن الكردي شيخ مقارئ جامع زيد: "أبكي علمكَ ، أبكي قراءتكَ ، أبكي حياءكَ وأدبكَ ، لم أسمع مثل قراءتكَ في حياتي". قال عنه الشيخ محمدكريم راجح شيخ قراء الشام: " كان – رحمه الله – قريباً في الوقت الذي ينبغي أن يكونَ فيه قريباً ، وكانَ غريباً في الوقت الذي كان ينبغي أن يكون فيه غريباً ، حتى وصفه البعض بأنه انعزالي ، وفعلاً كان كذلك ، كان يحب العزلة ويحبُ الخفاء ولا يحبُ الظهور ، وكذلك صفةُ الأتقياء الصالحين: ما رأيتُهُ مرة إلا وتذكرت الصلاح وأهله ، فكان بحق من الذين إذا رؤوا..... ذُكِرَ الله، وهذه علامة أولياء الله تعالى". قال الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي: " ارتحل الشيخ أسامة من حياة إلى حياة ، ومن ثم فإن علاقته بهذه الحياة ستستمر بفضل الله تعالى ؛ فالفائدة التي كان الشباب يرونها ، والجهد الذي كان يبذله في سبيل سيسري مرة أخرى ، ولكن عبر نفق خفي آخر لا نستبينه ، ولا نعرف كيف نتعامل معه ؛ ذلك لأن الشيخ أسامة كان من حملة كتاب الله أولاً ، ثم كان ممن يخدم دين الله من خلال كتاب الله ثانياً ، ثم كان ممن يربي الشباب تحت مظلة كتاب الله عز وجل ثالثاً ، هكذا ارتحل إلى الله ، ومن خلال هذا الجهد... انتقل إلى رحاب الله ، فلذلك لن ينقطع رفده عن المساجد وعن أولئك الذين كان يقدم النفع والنصح إليهم ، ولكن من خلال نفق خفي لا نعلمه ، كما قلتُ". مصادر الترجمة: 1- مقدمة كتابه هل التجويد واجب؟ بتصرف. 2- إمتاع الفضلاء بتراجم القراء لالياس البرماوي. |
|