ضيف الحلقة :
فضيلة الشيخ عبد القادر شيبة الحمد
موضوع الحلقة :
نساء في بيت النبي( صلى الله عليه وسلم ) / زواج النبي صلى الله عليه وسلم من خديجة
الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على خاتم النبيين وإمام المرسلين وعلى آله وصحابته الطيبين الطاهرين ومن سلك سبيلهم وترسم خطاهم ونهج مناهجهم إلى يوم الدين أما بعد خديجة بنت خويلد رضي الله عنها تلتقي في عامود نسب رسول الله صلى الله عليه وسلم عند قصي لأنها خديجة بنت خويلد ابن أسد ابن عبد العزة ابن قصي وحبيب الله ورسوله وسيد خلقه محمد صلى الله عليه وسلم محمد ابن عبد الله ابن عبد المطلب ابن هاشم ابن عبد مناف ابن قصي فهي من أقرب نساء النبي صلى الله عليه وسلم له نسباً مع أم حبيبة بنت أبي سفيان لأن أم حبيبة هي بنت أبو سفيان صخر بن حرب بن أمية ابن عبد شمس ابن عبد مناف ابن قصي وعاشرت خديجة رسول الله صلى الله عليه وسلم كأكمل ما تكون امرأة مع أكمل رجل يعني كأن الله سبحانه ساق لأكمل خلقه أكمل النساء لتكون زوجة لحبيب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وقد تميزت عن نساء العالمين بمزايا حسن الخلق الطهارة إتقان الرأي وإحسان الرأي جزالة الفكر حسن التدبير وسنعرض بعض صور هذه المميزات في خديجة أثناء الحديث عنها رضي الله عنها عاشرت خديجة النبي صلى الله عليه وسلم وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم طبعاً هو سنه خمس وثلاثون سنة هدمت قريش الكعبة بسبب سلجائها وبنتها من جديد وعندما أرادوا إعادة الحجر الأسود إلى مكانه اختلفت القبائل قبائل قريش كل قبيلة تقول أنا أحق بوضع الحجر في مكانه وكادوا يتقاتلون بعد بناء الكعبة وقبل وضع الحجر الأسود في مكانه ثم اتفقوا على أن يحكموا أول داخل من هذا الباب ليكون الحكم بينهم ليقضي على هذه الفتنة وكان أول داخل هو حبيب الله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم ففرحت كل قبائل قريش فرحاً عظيماً عندما رأوا النبي هو الذي سيحكم بينهم وقالوا هذا الصادق الأمين يعني صار هذا لقب يدور على كل ألسنة قبائل قريش في مكة ومن حولها أنه الصادق الأمين وجاء النبي عليه السلام ووضع ثوباً ووضع عليه الحجر ثم أمر كل قبيلة أن تأخذ بطرف من الثوب وأن تعيد الحجر إلى مكانه فتشترك كل القبائل في وضع الحجر في مكانه وينته النزاع بينهم من أول ما صار هذا الأمر يعني متداولاً في قريش ببركة هذا الرجل العظيم حبيب الله كلهم كانوا يحبونه ولما بعث كانوا كلهم يعتقدون أنه صادق وأول ولذلك ما أنزل عليه وأنذر عشرتك الأقربين خرج على جبل الصفا ونادى بأعلى صوته يا معشر قريش يا بني عبد شمس يا بني عبد مناف يا بني هاشم يا بني كذا يا بني كذا يدعو القبائل وكل قبيلة تقول هذا الصوت ما سمعناه يعني بهذا الحال من قبل هذا لا بد أن يكون أصاب مكة أمر عظيم فاجتمعت عليه القبائل وجعل الرجل إذا لم يستطع أن يذهب بنفسه أرسل رسولاً ليشهد الخبر فلما اجتمعوا قال لهم أرأيتكم لو أخبرتكم أنه وراء مكة جيشاً يريد أن يغير عليكم أكنتم مصدقي قالوا :
ما جربنا عليك كذباً قط أنت الصادق الأمين إلا أبا لهب قال لما قال لهم إني رسول الله لكم بين يدي عذاب شديد قالت كل قريش صدق في قلبها لا بألسنتها إلا أبا لهب أظهر العداوة عمه أخو أبيه وهو عمه أخو أبيه هو الذي أظهر عداوة للرسول صلى الله عليه وسلم كانت خديجة قبل ذلك رأت أن رسول الله أنجبت من حبيب الله ورسوله أولاً سمته القاسم سماه النبي القاسم وأكبر أبناء رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يكنى به يقال أبو القاسم وزينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة يعني أكثر أهل العلم منسبين على أن فاطمة هي أصغر بنات النبي محمد فاطمة الزهراء البتول وهي الوحيدة التي بقي للرسول نسل منها يعني لم يبقى لرسول الله نسل يقال من أبناء النبي إلا أبناء فاطمة لم يبقى لرسول الله نسل فقد مات القاسم قبل البعثة وماتت زينب بعد البعثة بسنتين يوم غزوة بدر وانتصار المسلمين فيها وماتت رقية وتزوج عثمان بن عفان بعد زينب رقية وماتت بعد يعني جلست مع النبي من السنة الثالثة من الهجرة يعني بعد أختها بسنة جلست مع النبي إلى السنة الثامنة إلى فتح مكة وتوفيت رضي الله عنها ولما في أخر الوقت حبب إلى رسول الله أن يختلي عن الناس ولا تنكر عليه خديجة ذلك بل تؤيده في كل ما يحب وفي كل ما تراه يفعله فكان يذهب إلى غار حراء ويجلس في الغار في غار حراء يتعبد الليالي ذوات العدد يتحنث يتعبد على ما جاءه من نبوة إبراهيم عليه السلام حتى فإذا انتهى الزاد رجع إلى خديجة وزودته بمثلها إلى يوم كان النبي جالساً في الغار فجاءه الملك وهو بغار حراء قال فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال اقرأ قلت ما أنا بقارئ قال فأخذني فغطني ثانية حتى بلغ مني الجهد يعني كدت أموت من شدة الضمة اللي ضمها الملك للنبي عليه
الصلاة والسلام قال فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال اقرأ قلت ما أنا بقارئ يعني أنا ما درست ولا تعلمت الكتابة ولا ذهبت إلى مدرس معلم قال فأخذني فغطني الثالثة حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم فرجع بها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى خديجة يرجف فؤاده وقال:
زملوني زملوني دثروني دثروني فغطته وهذه إعادة طبعاً في أن الإنسان إذا أصيب بشيء من الرعب والخوف فإذا غطي واستراح ذهب عنه المرض فلما ذهب عنه الرعب وأخبرها الخبر قال يا خديجة لقد خشيت على نفسي ماذا قالت هذه المرأة العظيمة الصديقة وزيرة الصيت حبيبة الله الذي بشرها الله أرسل إليها جبريل بالسلام عليها من ربها وبشرها ببيت في الجنة من قصب لا نصب فيه ولا صخب كما جاء في البخاري في أكثر من رواية في البخاري وغيره في أكثر من رواية فلما سمعت خديجة ما أخبرها به رسول الله وقال لقد خشيت على نفسي قالت كلا والله في رواية أبي ذر الهروي كلا والله لا يحزنك الله أبداً وفي رواية غير أبي ذر كلا والله لا يخزيك الله أبداً ثم عللت بعلل تدل على ارتفاع قدرها وثبات عقلها وأنها تعتبر يعني عن مئات الرجال العقلاء يعني أكمل من كثير من كثير من أعقل الرجال الذين عرفتهم الإنسانية قالت كلا والله لا يحزنك الله أبداً هذه رواية أبي ذر ورواية غير أبي ذر الهروي كلا والله لا يخزيك الله إنك لتصل الرحم وتحمل الكل وتكسب المعدوم وتقري الضيف وتعين على نوائب الحياة يعني طبعاً هذا إذا سرى في خلق رجل ماذا يكون الرجال عنده إذا اجتمعت هذه الأخلاق العالية والشمم الكريمة والمزايا الطيبة في شخص هذا ماذا يوصف بأنه أكمل الرجال على الإطلاق ثم ذهبت به إلى ابن عمها ورقة ابن نوفل وورقة ابن نوفل ابن أسد ابن عبد العزة ابن قصي يعني نوفل والد ورقة هو عم خديجة ذهبت به إلى ورقة ابن نوفل ابن أسد ابن عبد العزة ابن قصي وكان ورقة قد تنصر في الجاهلية ذهب إلى الشام وتنصر فيها وتعلم اللغة العبرانية وكان يكتب من الإنجيل بالعبرانية أو الآرامية ما شاء أن يكتب فذهبت به إلى ورقة وقالت يا ابن عم اسمع من ابن أخيك هو ابن عمها اسمع من ابن أخيك لأنه في منزلة ابن الأخ للنبي محمد عليه الصلاة والسلام عن منزلة الأب في منزلة عبد الله بينه وبين قصي هذا هو العامود عامود النسب يا ابن عم اسمع من ابن أخيك قال يا ابن أخي:
ماذا تسمع قال كذا وكذا قال هذا الناموس يعني هذا الوحي هذا الناموس الذي أنزله الله على موسى ما قال على عيسى لأنه طبعاً الذي نزل على موسى والصلاة على عيسى واليهود ينكرون ذلك هذا الناموس الذي أنزله الله على موسى ليتني فيها جزعاً إذ يخرجك قومك يعني ليتني شاباً قوياً نشيطاً عندما يعاديك أهلك وقومك وعشيرتك عندما تدعوهم إلى الله عز وجل ليتني فيها جزعاً لكن لم ينشب ورقة أن توفي لم ينشب ورقة لم يلبس أن توفي ورجع النبي عليه الصلاة والسلام وهو يحمل هذا وبدأ يدعو إلى الله عز وجل سراً واستمر يدعو سراً ثلاث سنوات وكانت خديجة كما قلت وزيرة الصيت الصديقة لا يسمع النبي كلمة وطبعاً كانوا في الأول يهابون النبي محمد قريش عندما بدا يتسرب خبر الدعوة سراً وقد استمرت ثلاث سنوات وكانت خديجة أول من آمن من هذه الأمة بحبيب الله ورسوله صدقت وآوت ونصرت وأزرت واتبعت النور الذي أنزل معه وكان كذلك أبو بكر أول رجل اسلم من الرجال وعلي ابن أبي طالب كان في حجر النبي محمد لأن أعيال أبو طالب محتاج من كثرة العيال إلى أن يساعد فأخذ العباس عقيل ابن أبي طالب وأخذ النبي محمد علي بن أبي طالب ورباه في بيته فكان سنه حوالي ثمن سنوات فأسلم فعلي أول من أسلم من الشباب أو الصبيان وخديجة أول من آمن من النساء وأبو بكر أول من آمن من الرجال وزيد بن حارثة مولى النبي صلى الله عليه وسلم هو أول من آمن من الموالي والعبيد والى حلقة قادمة إن شاء الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.