ضيف الحلقة :
الشيخ سعيد بن مسفر القحطاني ( مكة المكرمة - السعودية )
موضوع الحلقة :
أمراض القلب ( كراهية الطاعات )
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء وسيد المرسلين سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين.
أما بعد فسلام الله عليكم أيها الأخوة المشاهدون ورحمته وبركاته وأسعد الله جميع أوقاتكم وحياكم الله في حلقة جديدة من برنامجكم كلمة مضيئة ، إضاءتنا هذا اليوم ستكون متعلقة بعلامة من علامات مرض القلب مرض القلب آفة وعلة ومصيبة من آثارها على الإنسان الدمار في الدنيا والآخرة ليس مرض القلب كمرض الجسد مرض الجسد بسيط أولا إذا احتسبه الإنسان ورضي به كقضاء وقدر من الله فإنه يثاب عليه من الله عز وجل ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا مرض يضاعف له المرض قال ( إني أوعك كما يوعك رجلين منكم ) وكان المفروض بحقه وهو أحب خلق الله إلى الله أن يوعك بتخفيف أو لا يوعك أصلا لكن لأن الله يحبه يضاعف له من الوعكة في المرض من باب التكفير للخطيئة والرفع للدرجة صلوات الله وسلامه عليه وكما قال عليه الصلاة والسلام ( أشد الناس بلاء الأنبياء فالأمثل فالأمثل يبتلى الرجل على قدر دينه ) فلا تكره أخي يعني إذا جاءك شيء من المرض فإن الله سبحانه وتعالى عدل ولا يمكن أن يبتليك بالمرض إلا وهو يدخر لك عند الله أجرا عليه إذا احتسبته أما الذي لا يحتسب ويتبرم ويتسخط من القضاء والقدر ومن المرض فهذا يحرمه الله الأجر مع ما يناله من المرض فمرض الدنيا قد يكون فيه خير للإنسان أي نعم لكن مرض القلب لا ليس فيه خير للإنسان في أي حال من الأحوال مرض القلب معناته دمار هلاك ليه لأنك لا تستطيع أن تعيش وقلبك مريض الحياة العيشة الإيمانية الصحيحة طيب كيف أنا أدري أن عندي مرض في قلبي هناك علامات وأعراض يوضحها العلماء نتكلم إن شاء الله عن واحد منها وهو أن صاحب القلب المريض تثقل عليه الطاعات ويكره الطاعات ولا يدانيها ولا يحبها لا لأنها ماهي زينة لا الطاعات زينة ولو نظر الإنسان إليها بعين العقل والمنطق وبتجرد لوجد أنه ما من أمر به إلا وفيه خير للإنسان في الدنيا والآخرة وما من أمر حذر الله منه وحرمه إلا وفيه ضرر على الإنسان في الدنيا وفي الآخرة
لكن لماذا النفس المريضة والقلب المريض لايحب الطاعات ليش لا لأنها ماهي طيبة لا ولكن لأنه هو مريض وضرب العلماء على هذا مثالا قالوا إذا وضعت السفرة المملوءة بشتى أنواع الأطعمة الأرز واللحوم والخضار والفواكه والحلويات والأشياء الجميلة ثم جئت في المريض الذي على سريره وقلت له اتفضل اتفضل بالله هل يأكل لا ما يستطيع كل قال والله ما أستطيع ما أقدر ليش الطعام طيب قال لا بس ما أقدر الطعام طيب لكن الرجل مريض كذلك موائد الدين الصلاة الزكاة الصوم الحج البر الصلة الدعوة كل هذه موائد فيها أعظم أنواع الأطعمة القلبية والروحية لماذا صاحب القلب المريض ما يريدها السبب واضح أيها الأخوة السبب واضح هو لا يريدها لأنها ماهي زينة هي زينة لكن لأنه هو مريض القلب ولذا تجد الطاعة دائما ثقيلة على صاحب القلب المريض وإذا مارسها يمارسها بفتور وبمعض وبكسل كما أخبر الله عز وجل عن المنافقين وهم أصحاب القلوب المريضة يقول الله عز وجل ( إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى ) ما يقومون نشيطين لأ ومن علامات الكسل أنه إذا أذن يطالع في الساعة أذن معنى أذن يقوم لأن المنادي يقولك حي على الصلاة حي ما قال ردد وراي ولذا تقول لما يقول المؤذن الله أكبر تقول الله أكبر أشهد أن لا إله إلا الله تقول أشهد أن لا إله إلا الله لكن حي على الصلاة إيش تقول تقول لا حول ولا قوة إلا بالله ما تقول حي على الصلاة لا الإجابة عملية ليست الإجابة لفظية تقول لا حول ولا قوة إلا بالله وتقوم أي نعم لكن المنافق صاحب القلب المريض إذا أذن قال دوبه أذن ما عنه إشراق ماعنده رغبة ما عنده تطلع ما عنده حب لأن يلبي داعي الله فيجلس إلى أن تقرب الإقامة فإذا أقيمت الصلاة ومعه واحد قاله قم قامت الصلاة قال يا شيخ خلنا الإمام يسرع أي نعم الإمام يسرع وما نصل إلا ويكون سلم والمسجد بعيد أي نعم وأنا لسه ما توضيت خلنا نصلي هنا يا شيخ طيب فوتها طيب نصلي الحين قال يا شيخ سمعت المشايخ والعلماء يقولون إن صلاة العشاء آخر شيء آخر الليل أفضل فإيش رأيك نخليها أفضل سبحان الله يبحث عن الأفضل الآن وهو مريض قلب لايريد أن يصلي فيخليها مثلا إلى الساعة واحدة بالليل ويجي الواحدة من الليل يجي يصلي يقوله الشيطان تصلي لا يا شيخ أي نعم والعياذ بالله ليه لأنه مريض قلب ولو كان صاحب قلب سليم لأصبح يبادر إلى طاعة الله وهذا ماكان عليه السلف رحمة الله تعالى عليهم فإنه يؤثر عنهم أشياء ما نكاد نصدقها هذا سعيد بن المسيب إمام التابعين رحمة الله تعالى عليه يقول والله ماخرجت من بيتي يوما إلى المسجد فلقيني الناس وقد صلوا مستحيل ولا نظرت إلى ظهر مصلي منذ عرفت نفسي يعني ما نظر إلى ظهر مصلي يعني ما يصلي في الصف الثاني أي نعم ولا سمعت الأذان من خارج المسجد منذ أربعين سنة ، أربعين سنة ما سمع الاذان من خارج المسجد يسمعه وهو في المسجد ولهذا كان السلف رضي الله عنهم ما ينتظرون أنه يأذن الأذان عندهم الإعلان بدخول الوقت ماهو الإعلان أنكم تجون هم يجون قبل الأذان قلوبهم معلقة معلقة بالمساجد فيجون قبل الأذان لكن اليوم الله المستعان حتى في صلاة الجمعة وقد كنت قبل فترة أصلي الجمعة في مسجد كبير ودعاني الإمام قال لي تعال يا شيخ سعيد صلي بنا الجمعة فجئت وحضرت موضوعا ودخلت من باب الإمام وسلمت وإذا ليس أمامي في المسجد إلا بعدد أصابع يدي وبعدين هدول القدام نايمين كل واحد ماسك عمود يتكئ عليه.
هذه علامة من علامات مرض القلب اسمعها أخي واجري فحصا لقلبك واسأل نفسك كيف أنت عند الطاعات هل تحب الطاعات ، هل تقبل عليها هل تبادر إليها أي نعم هذه علامة من علامات صحة قلبك إن كان عندك كسل في القلب وعندك فتور وعندك ضعف ولا تريد الطاعات فاعلم أن هذا من علامات مرض القلب أسأل الله سبحانه وتعالى أن يعطيك قلبا سليما وسارع في العلاج بالكتاب والسنة قبل أن يكون العلاج في النار ، أسأل الله عز وجل أن يحفظنا وإياكم وأن يهبنا قلوبا سليمة إنه ولي ذلك والقادر عليه وحتى ألقاكم إن شاء الله في حلقة أخرى أستودعكم الله وفي أمان الله وحسن رعايته والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .