جميع الدروس والمحاضرات التي بثتها قناة المجد الفضائية
متنوعة وشاملة ومتميزة لعدة مشايخ أفاضل
الفهرس في آخر الصفحات
إعداد وتنسيق فاعل خير
برنامج كلمة مضيئة
ضيف الحلقة :
فضيلة الشيخ أحمد القطان - الكويت
موضوع الحلقة :
اليوم الأخر ( قصور وخدم أهل الجنة )
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم النبيين وأحبكم في الله أجمعين ما جاء في مساكن أهل الجنة وقصورها ودرجاتها عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
إن أهل الجنة ليتراءون أهل الغرف من فوقهم كما يتراءون الكوكب الدري الغابر في الأفق من المشرق والمغرب لتفاضل ما بينهم قالوا يا رسول الله تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم قال بلى والذي نفسي بيده رجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين. رواه البخاري ومسلم.. وفي هذا الحديث يبين النبي صلى الله عليه وسلم درجات أهل الجنة وغرف أهل الجنة والمسافات الهائلة فيما بينهم ثم يبين عبادة من عباداتهم وهي آمنوا بالله وصدقوا المرسلين والصحابة عندما سمعوا هذه الصفات العظيمة لتلك الغرف وتلك الدرجات ظنوا أنها للمرسلين فقط فلهذا رددوا أحبتي في الله آمنا بالله وصدقنا المرسلين آمنت بالله وآياته آمنت بالله ورسله آمنت بالله وكتبه آمنت بالله ورسوله فالإنسان عندما يعلن هذا وتستقر هذه العقيدة في قلبه وهاتان الصفتان من أركان الإيمان مما يبين أن الناس يتمايزون يوم القيامة بعقائدهم آمنوا بالله صدقوا المرسلين وأركان الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقضاء والقدر خيره وشره من الله تعالى وأيضاً أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن في الجنة غرفاً يُرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها أعدها الله لمن أطعم الطعام وأفشى السلام وصلى بالليل والناس نيام أحبتي في الله هذا حديث أبي مالك والعجيب في هذه الأحاديث أنها تجمع بين العمل والجزاء تلاحظ أنه لما وصف الجنة وغرفها ماذا قال في نهاية الحديث أعدها لمن؟ لمن أطعم الطعام وأفشى السلام وصلى بالليل والناس نيام فإطعام الطعام عبادة بل هي من أحب العبادات إلى الله وكان الإمام أبو حنيفة رحمه الله يهتم بهذه العبادة العظيمة ويشرف عليها بنفسه ويشهدها.. يجمع الفقراء والمساكين والأرامل ويهيئ لهم الطعام وأنا أعلم كثيراً من المحسنين في هذه الأمة قد تعاملوا مع مطاعم يدفعون لها شهرياً لأولئك الجوعى وإفطار الصائم في رمضان في الحرمين الشريفين وفي المساجد في العالم العربي والإسلامي والموائد العظيمة التي تعقد للمساكين إن جزاء ذلك.. هذه الجنة وهذه الغرف الجميلة لمن أطعم الطعام وأفشى السلام وإفشاء السلام أن تسلم على من عرفت ومن لم تعرف وصلى بالليل والناس نيام ما ألذ المناجاة عندما تؤخر إلى الجوف الأخير من الليل.. ساعة نزول الرب إلى السماء الدنيا يقول هل من سائل فأعطيه؟ هل من مستغفر فأغفر له؟ هل من داعٍ فأستجيب له؟ يقول أنا الملك حتى ينفجر الفجر وهو ينادي عباده أما أهل الذنوب والمعاصي فهم لا يرجون.. نائمون وأما أهل الطاعات فهم يقومون ويقومون نعم كما أخبر الله عنهم في كتابه الكريم ) كَانُواْ قَلِيلاً مِّن اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ (17) وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُون (18) ( الذاريات والقرآن في قيام الليل يرتقي في العباد في القوام الصوام درجات درجات فمرة يقول عن حالهم وعن صفاتهم ) قُمِ الْلَّيْلَ إِلاَّ قَلِيلا (2) نِّصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً (4) ( المزمل ثم يرتقي أكثر من ذلك كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون ثم يرتقي درجة ثالثة فيقول عنهم ) تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (16) فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّآ أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَآءً بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ (17) ( السجدة ثم يرتقي درجة رابعة فيصبح مبيتهم هو القيام ذاته ) يِبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِيَاما ( الفرقان (آية:64) فالمبيت عند الناس له معنى والمبيت عندهم له معنى أخر بعد أن تجافت جنوبهم عن المضاجع ذاقوا مبيتاً أخر غير الفراش الدافئ والنوم الهادئ وإنما هو مبيت يقومون لله رب العالمين نعم يبيتون لربهم سجداً وقياما من يرد عيش الجنان من يرد حور الجنان فليدع عنه التواني وليصل صوماً بصوم إن هذا العيش فاني عندما يجن عليك الليل يا أخي الكريم فتستيقظ فتقول لا آله إلا الله الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور ثم تتوضأ ثم تقول :
اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا آله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك ثم تصف قدميك وتكبر بركعتين تقول اللهم لك الحمد أنت قيوم السماوات والأرض ومن فيهن ولك الحمد أنت ملك السماوات والأرض ومن فيهن ولك الحمد أنت نور السماوات والأرض ومن فيهن ولك الحمد أنت الحق ووعدك الحق ولقائك حق والجنة حق والنار حق والنبيون حق ومحمد صلى الله عليه وسلم حق والساعة حق اللهم لك أسلمت وبك أمنت وعليك توكلت وإليك أنبت وبك خاصمت وإليك حاكمت فاغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أنت أعلم به مني أنت المقدم وأنت المؤخر وأنت على كل شيء قدير تناجي ربك ثم تقرأ الفاتحة ثم تقرأ سورة من كتاب الله ثم تركع وتطيل في الركوع سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة سبحان ربي العظيم وبحمده سبحانك اللهم ربنا وتسأل الله المغفرة ثم ترفع فتحمد الله وتثني عليه سمع الله لمن حمد اللهم ربنا ولك الحمد حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك وكما يحب ربنا أن يحمد وينبغي له عدد ما أحاط به علمك وخط به قلمك وأحصاه كتابك وبلغ فيه لطفك وأدركه بصرك وقهره ملكك ووسعته رحمتك ورضيته نفسك أهل الثناء والمجد أحق ما قال العبد وكلنا لك عبد لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد اللهم لك الحمد كله ولك الملك كله وبيدك الخير كله وإليك يرجع الأمر كله علانيته وسره لك الحمد إنك على كل شيء قدير فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقف ساعة كاملة كقيامه وركوعه يثني على ربه ويحمده سبحانه وتعالى ثم تخر ساجداً فتناجي ربك وأنت ساجد في قيام الليل فاسجد واقترب نعم يا أخي المسلم ناجي ربك وأنت ساجد اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك وأعوذ بك منك لا أحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك أحبتي في الله لمن هذه الجنة هذه الجنة لمن أطعم الطعام وأفشى السلام وصلى بالليل والناس نيام إن الناس اليوم في زحمة العمل والإداريات والسياسيات والأخبار والفتن والقتل والحروب والكوارث ما الذي يخفف عليهم هذا الهم وتلك القسوة ويعود بهم إلى الروحانية إنه قيام الليل وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِّنَ الْلَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ ذلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ (114) وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (115) فَلَوْلاَ كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُوْلُواْ بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الأَرْضِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّنْ أَنجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مَآ أُتْرِفُواْ فِيهِ وَكَانُواْ مُجْرِمِينَ (116) وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ (117) هود أيها الغرباء أنتم من أهلها من أهل هذه الأرض من أهل القيام بكم الله يحفظ البلاد ويحفظ العباد وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ هود (آية:17)
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته 0