الباب الثاني والعشرون: في اصطناع المعروف وإغاثة الملهوف وقضاء حوائج المسلمين وإدخال السرور عليهم
قال الله تعالى: (ولا تنسوا الفضل بينكم) وقال تعالى: (وتعاونوا على البر والتقوى) وقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من مشى في عون أخيه ومنفعته فله ثواب المجاهدين في سبيل الله، وعن أنس رضي الله عنه أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال الخلق كلهم عيال الله فأحب خلقه إليه أنفعهم لعياله، رواه البزار والطبراني في معجمه، ومعنى عيال الله: فقراء الله تعالى والخلق كلهم فقراء الله تعالى وهو يعولهم.
وروينا في مسند الشهاب عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه قال خير الناس أنفعهم للناس، وعن كثير بن عبيد بن عمرو ابن عوف المزني عن أبيه عن جده رضي الله عنه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): إن لله خلقاً خلقهم لقضاء حوائج الناس آلى على نفسه أن لا يعذبهم بالنار فإذا كان يوم القيامة وضعت لهم منابر من نور يحدثون الله تعالى والناس في الحساب.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): مَنْ سعى لأخيه المسلم في حاجة فقضيت له أو لم تقض غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وكتب له براءتان براءة من النار وبراءة من النفاق، وعن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): مَنْ قضي لأخيه المسلم حاجة كنت واقفاً عند ميزانه فإن رجح وإلا شفعت له، رواه أبو نعيم في الحلية.
وروينا في مكارم الأخلاق لأبي بكر الخرائطي عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): مَنْ مشى في حاجة أخيه المسلم كتب الله له بكل خطوة سبعين حسنة وكفر عنه سبعين سيئة فإن قضيت حاجته على يديه خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه فإن مات في خلال ذلك دخل الجنة بغير حساب، وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): مَنْ مشي مع أخيه في حاجة فناصحه فيها جعل الله بينه وبين النار سبع خنادق ما بين الخندق والخندق كما بين السماء والأرض، رواه أبو نعيم وابن أبي الدنيا.
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): إن لله عند أقوام نعماً يقرها عندهم ما داموا في حوائج الناس ما لم يملوا فإذا ملوا نقلها الله إلى غيرهم، رواه الطبراني، ورينا من طريق الطبراني بإسناد جيد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ما من عبد أنعم الله عليه نعمة فأسبغها عليه ثم جعل حوائج الناس إليه فتبرم فقد عرض تلك النعمة للزوال وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): من أغاث ملهوفا كتب الله له ثلاثا وسبعين حسنة واحدة منها يصلح بها آخرته ودنياه والباقي في الدرجات، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): أتدرون ما يقول الأسد في زئيره: قالوا الله ورسوله أعلم، قال: يقول اللهم لا تسلطني على أحد من أهل المعروف، رواه أبو منصور الديلمي في مسند الفردوس، وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قيل يا رسول الله أي الناس أحب إليك قال أنفع الناس للناس قيل يا رسول الله فأى الأعمال أفضل قال إدخال السرور على المؤمن قيل وما سرور المؤمن قال إشباع جوعته وتنفيس كربته وقضاء دينه ومن مشى مع أخيه في حاجة كأن كصيام شهر واعتكافه ومن مشى مع مظلوم يعينه ثبت الله قدمه يوم تزل الأقدام ومن كف غضبه ستر الله عورته وإن الخلق السيء يفسد العمل كما يفسد الخل العسل وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): من لقي أخاه المسلم بما يحب ليسره بذلك سره الله يوم القيامة، رواه الطبراني في الصغير باسناد حسن.
وروى عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله الباب الثاني والعشرون: في اصطناع المعروف وإغاثة الملهوف وقضاء حوائج المسلمين وإدخال السرور عليهم
قال الله تعالى: (ولا تنسوا الفضل بينكم) وقال تعالى: (وتعاونوا على البر والتقوى) وقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من مشى في عون أخيه ومنفعته فله ثواب المجاهدين في سبيل الله، وعن أنس رضي الله عنه أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال الخلق كلهم عيال الله فأحب خلقه إليه أنفعهم لعياله، رواه البزار والطبراني في معجمه، ومعنى عيال الله: فقراء الله تعالى والخلق كلهم فقراء الله تعالى وهو يعولهم.
وروينا في مسند الشهاب عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه قال خير الناس أنفعهم للناس، وعن كثير بن عبيد بن عمرو ابن عوف المزني عن أبيه عن جده رضي الله عنه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): إن لله خلقاً خلقهم لقضاء حوائج الناس آلى على نفسه أن لا يعذبهم بالنار فإذا كان يوم القيامة وضعت لهم منابر من نور يحدثون الله تعالى والناس في الحساب.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): مَنْ سعى لأخيه المسلم في حاجة فقضيت له أو لم تقض غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وكتب له براءتان براءة من النار وبراءة من النفاق، وعن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): مَنْ قضي لأخيه المسلم حاجة كنت واقفاً عند ميزانه فإن رجح وإلا شفعت له، رواه أبو نعيم في الحلية.
وروينا في مكارم الأخلاق لأبي بكر الخرائطي عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): مَنْ مشى في حاجة أخيه المسلم كتب الله له بكل خطوة سبعين حسنة وكفر عنه سبعين سيئة فإن قضيت حاجته على يديه خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه فإن مات في خلال ذلك دخل الجنة بغير حساب، وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): مَنْ مشي مع أخيه في حاجة فناصحه فيها جعل الله بينه وبين النار سبع خنادق ما بين الخندق والخندق كما بين السماء والأرض، رواه أبو نعيم وابن أبي الدنيا.
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): إن لله عند أقوام نعماً يقرها عندهم ما داموا في حوائج الناس ما لم يملوا فإذا ملوا نقلها الله إلى غيرهم، رواه الطبراني، ورينا من طريق الطبراني بإسناد جيد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ما من عبد أنعم الله عليه نعمة فأسبغها عليه ثم جعل حوائج الناس إليه فتبرم فقد عرض تلك النعمة للزوال وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): من أغاث ملهوفا كتب الله له ثلاثا وسبعين حسنة واحدة منها يصلح بها آخرته ودنياه والباقي في الدرجات، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): أتدرون ما يقول الأسد في زئيره: قالوا الله ورسوله أعلم، قال: يقول اللهم لا تسلطني على أحد من أهل المعروف، رواه أبو منصور الديلمي في مسند الفردوس، وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قيل يا رسول الله أي الناس أحب إليك قال أنفع الناس للناس قيل يا رسول الله فأى الأعمال أفضل قال إدخال السرور على المؤمن قيل وما سرور المؤمن قال إشباع جوعته وتنفيس كربته وقضاء دينه ومن مشى مع أخيه في حاجة كأن كصيام شهر واعتكافه ومن مشى مع مظلوم يعينه ثبت الله قدمه يوم تزل الأقدام ومن كف غضبه ستر الله عورته وإن الخلق السيء يفسد العمل كما يفسد الخل العسل وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): من لقي أخاه المسلم بما يحب ليسره بذلك سره الله يوم القيامة، رواه الطبراني في الصغير باسناد حسن.
وروى عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): مَنْ أدخل على أهل بيت من المسلمين سروراً لم يرض الله له سروراً دون الجنة، رواه الطبراني، وعن جعفر ابن محمد عن أبيه عن جده رضي الله عنه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ما أدخل رجل على المؤمن سرور إلا خلق الله من ذلك السرور ملكاً يعبد الله تعالى ويوحده فإذا صار العبد في قبره أتاه ذلك السرور فيقول له أما تعرفني؟ فيقول له من أنت؟ فيقول أنا السرور الذي أدخلتني على فلان أنا اليوم أؤانس وحشتك وألقنك حجتك وأثبتك بالقول الثابت وأشهد مشاهدك يوم القيامة وأشفع لك إلى ربك وأريك منزلك في الجنة، رواه ابن أبي الدنيا.
وعن علي بن ابي طالب رضي الله عنه يرفعه: إذا أراد أحدكم الحاجة فليبكر لها يوم الخميس وليقرأ إذا خرج من منزله آخر سورة آل عمران وآية الكرسي وإنا أنزلناه في ليلة القدر وأم الكتاب فان فيها حوائج الدنيا والآخرة، وهو حديث مرفوع.
ومن كلام الحكماء:
إذا سألت كريماً حاجة فدعه يفكر فإنه لا يفكر إلا في خير وإذا سألت لئيماً حاجة فعاجله لئلا يشير عليه طبعه أن لا يفعل.
وسأل رجل رجلاً حاجة ثم تواني عن طلبها فقال له المسؤول: أنمت عن حاجتك؟ فقال ما نام عن حاجته مَنْ أسهرك لها ولا عدل بها عن محجة النجح من قصدك بها، فعجب من فصاحته وقضي حاجته وأمر له بمال جزيل.
وقال مسلمة لنصيب: سلني فقال كفك بالعطية أبسط من لساني بالمسألة، فأمر له بألف دينار، وقال علي بن أبي طالب كرم الله وجهه: فوت الحاجة أهون من طلبها إلى غير أهلها، وعنه أيضاً قال: لا تكثر على أخيك بالحوائج فإن العجل إذا أفرط في مص ثدي أمه نطحته.
وقال ذو الرياستين لثمامة بن أشرس: ما أدري ما أصنع بكثرة الطلاب؟ فقال زل عن موضعك وعلى أن لا يلقاك منهم أحد، فقال له: صدقت وجلس لهم في قضاء حوائجهم.
وحدث أبو جعفر محمد بن القاسم الكرخي قال: عرضت على أبي الحسن علي ابن محمد بن الفرات رقعة في حاجة لي فقرأها ووضعها من يده ولم يوقع فيها بشيء فأخذتها وقمت وأنا أقول متمثلاً من حيث يسمع هذين البيتين:
( وإذا خطبت إلى كريم حاجة ... وأبي فلا تقعد عليه بحاجب )
( فلربما منع الكريم وما به ... بخل ولكن سوء حظ الطالب )
فقال وقد سمع ما قلت: ارجع يا أبا جعفر بغير سوء حظ الطالب ولكن إذا سألتمونا الحاجة فعاودونا فإن القلوب بيد الله تعالى فأخذ الرقعة ووقع فيها بما أردت.
وسأل إسحق بن ربعي اسحق بن إبراهيم المصعبي أن يوصل له رقعة إلى المأمون فقال لكاتبه: ضمها إلى رقعة فلان فقال:
( تأن لحاجتي واشدد عراها ... فقد أضحت بمنزلة الضياع )
( إذا شاركتها بلبان أخرى ... أضر بها مشاركة الرضاع )
وقال أبو دقاقة البصرى:
( أضحت حوائجنا اليك مناخة ... معقولة برحابك الوصال )
( أطلق فديتك بالنجاح عقالها ... حتى تثور معا بغير عقال )
وقال سلم الخاسر:
( إذا أَذِنَ اللهُ في حاجة ... أتاك النجاح على رسله )
( فلا تسأل الناس من فضلهم ولكن سل الله من فضله )
ولله در القائل حيث قال:
( أيها المادح العباد ليعطي ... إن لله ما بأيدي العباد )
( فاسأل الله ما طلبت إليهم وارج فرض المقسم الجواد )
وعن عبد الله بن الحسن بن الحسين رضي الله تعالى عنهم قال: أتيت باب عمر بن عبد العزيز في حاجة فقال: إذا كانت لك حاجة إلي فأرسل إلي رسولاً أو أكتب لي كتاباً فإني لأستحي من الله أن يراك ببابي.
وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال: والذي وسع سمعه الأصوات ما من أحد أودع قلباً سروراً إلا خلق الله تعالى من ذلك السرور لطفاً فإذا نزلت به نائبة جرى إليها كالماء في انحداره حتى يطردها عنه كما تطرد غريبة الإبل.
وقال لجابر بن عبد الله الأنصارى رضي الله عنهم: يا جابر مَنْ كثُرَتْ نعم الله عليه كثُرَتْ حوائج الناس إليه فإن قام بما يجب لله فيها عرَّضها للدوام والبقاء وإن لم يقم فيها بما يجب لله عرَّضها للزوال.
نعوذ بالله من زوال النعمة ونسأله التوفيق والعصمة وصلى الله علي سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً دائماً أبداً إلى يوم الدين والحمد لله رب العالمين.