(مَكَانَة أُم الْمُؤْمِنِيْن عِنْد الْصَّحَابَة وَالْتَّابِعِيْن)
صلاح إسكينيد
-------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آلـه وصحبه ومن اهتدى بهديه...
أما بعد:
فلقد كان الصحابة والتابعين يُكِنُّوْن لعائشة -رَضِي الْلَّه عَنْهَا- كُل الْحُب وَالْوِد وَالِإِحْتِرَام وَالْتَّقْدِيْر، فَهِي زَوْج الْنَّبِي صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم، وَأَحَب نِسَائِه إِلَيْه، وَهِي أُم الْمُؤْمِنِيْن، وَهِي بِنْت أَبِي بَكْر الْصِّدِّيق -رَضِي الْلَّه عَنْه- وَكَانُوْا يَرْجِعُوْن إِلَيْهَا فِيْمَا أُشْكل عَلَيْهِم وَيَسْتُنَيَرُون بِرَأْيِهِا وَبِفْقَهِهَا فِيْمَا يَرُد إِلَيْهِم.
فعن أبي أَبِي بُرْدَة عن أبي موسى الأشعري -رَضِي الْلَّه عَنْه- قال: [مَا أُشكلَ عَلَيْنَا أَصْحَاب رَسُوْل الْلَّه -صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم- حَدِيْث قَط فَسَأَلْنَا عَائِشَة -رَضِي الْلَّه عَنْهَا- إِلَا وَجَدْنَا عِنْدَهَا مِنْه عِلْمَاً]. رواه الترمذي في سننه [5/ 517] [3883] وقال: حديث حسن صحيح غريب.
وابن عدي الجرجاني في الكامل [3/ 196]، وأورده أبو إسحاق الشيرازي في طبقات الفقهاء [ص47]، والصالحي الشامي في سبيل الهدى والرشاد [11/ 179]، والتبريزي في مشكاة المصابيح [3/ 350] [6185]، والسيوطي في اسعاف المبطأ برجال الموطأ [ص131]، وحسنه الذهبي في سير أعلام النبلاء [2/ 179]، وصححه الألباني في تحقيق المشكاة [3/ 350] [6185].
وعن هشام بن عروة أن أباه -عروة بن الزبير بن العوام- ذكر عائشة -رَضِي الْلَّه عَنْهَا- فقال: [كَانَت أَعْلَم الْنَّاس بِالْحَدِيْث، وَأَعْلَم الْنَّاس بِالْقُرْآَن، وَأَعْلَم الْنَّاس بِالْشِّعْر].
أخرجه الفيسَويّ في المعرفة والتاريخ [1 /489]، والحاكم في المستدرك [4 /12]، وإسناده صحيح.
وعن عَطَاء بْن رَبَاح قال: [كَانَت عَائِشَة -رَضِي الْلَّه عَنْهَا- أَفْقَه الْنَّاس، وَأَعْلَم الْنَّاس، وَأَحْسَن الْنَّاس رَأْيَا فِي الْعَامَّة]. أخرجه الحاكم في المستدرك [4/ 12]، وأورده المزي في تهذيب الكمال [35/ 234]، وإسناده صحيح.
وعن مَسْرُوْق بِن الْأَجْدَع قال: [لَقَد رَأَيْت الْأَكَابِر مِن أَصْحَاب رَسُوْل الْلَّه -صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم- يَسْأَلُوْن عَائِشَة -رَضِي الْلَّه عَنْهَا- عَن الْفَرَائِض]. أخرجه ابن سعد في طبقاته [2/ 375]، وأبي يوسف الفسَويّ في المعرفة والتاريخ [489] \"واللفظ له\"، والطبراني في المعجم الكبير [23/ 181] [291]، والحاكم في المستدرك [4/ 12]، وحسنه الهيثمي في مجمع الزوائد [9/ 242].
-------------------------------------
المراجع:
1. سنن الترمذي لأبي عيسى الترمذي، طبعة دار الحديث - القاهرة - (1426هـ 2005م)، تحقيق: أحمد شاكر + د. مصطفى الذهبي.
2. الكامل في ضعفاء الرجال لإبن عدي الجرجاني، طبعة دار الفكر -بيروت- الطبعة الثالثة (1409هـ 1998م)، تحقيق: د.سهيل زكار.
3. طبقات الفقهاء لأبي إسحاق الشيرازي، طبعة دار الرائد العربي -بيروت- الطبعة الأولى (1970م)، تحقيق: إحسان عباس.
4. سُبل الهدى والرشاد في سيرة خير العبَاد ، طبعة دار الكتب العلمية -بيروت- الطبعة الأولى (1414هـ 1993م) ، تحقيق: عادل أحمد عبد الموجود + علي محمد عوض.
5. مشكاة المصابيح لمحمد الخطيب التبريزي، طبعة المكتب الإسلامي -بيروت- الطبعة الثالثة (1405هـ 1985م)، تحقيق: محمد ناصر الدين الألباني.
6. اسعاف المبطأ برجال الموطأ، طبعة دار الهجرة -دمشق- الطبعة الأولى (1410هـ 1990م)، تحقيق: موفق جبرا.
7. سير أعلام النبلاء للذهبي، طبعة مؤسسة الرسالة -بيروت- الطبعة التاسعة (1413هـ 1993م)، تحقيق: شعيب الأرناؤط.
8. الطبقات الكبرى لمحمد بن سعد، طبعة دار صادر -بيروت- الطبعة الأولى (1968م) تحقيق: إحسان عباس.
9. المعجم الكبير لأبي القاسم الطبراني، طبعة مكتبة العلوم والحكم -المدينة المنورة- الطبعة الثانية (1404هـ)، تحقيق: حمدي عبد المجيد السلفي.
10. المستدرك لأبي عبد الله الحاكم النيسابوري ن طبعة دار الكتب العلمية -بيروت- الطبعة الأولى (1411هـ-1990م)، تحقيق: مصطفى عبد القادر.
11. مجمع الوزائد ومنبع الفوائد للهيثمي، طبعة دار الكتب العلمية -بيروت- (1408هـ 1988م).
12. المعرفة والتاريخ لأبي يوسف الفَسَويّ، طبعة مؤسسة الرسالة -بيروت- الطبعة الثانية (1401هـ)، تحقيق: د. أكرم ضياء العمري.
13. تهذيب الكمال في أسماء الرجال لأبي الحجاج يوسف المزي، طبعة مؤسسة الرسالة -بيروت- الطبعة الأولى، تحقيق: د. بشار عواد معروف.