abou khaled مشرف منتدى الكتابات العامة والإسلامية
عدد المساهمات : 749
| موضوع: ابك على أنك لا تعلم عيبك السبت 05 ديسمبر 2015, 5:32 pm | |
| ابك أنك لا تعلم عيبك، إليك فقط يا مَنْ تفهمنى السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ------------------------------------ انا الآن فى خلوة من نفسى، رأيت نفسى سارحاً بعيوب الناس وتصرافاتهم الخاطئة، ثم افقت من هذا، فسرحت فى عيوبى فلاحظت أن عيوبى أكثر وأكثر.
هذا هو لسان حال المهتمين بالأفعال والأقوال، إليك يا مَنْ تقول لنفسك: انظر ماذا يفعل هذا الرجل إن الله معذبه لا محالة.. انظر إلى تلك الفتاة الغير محتشمة ستهبط فى قعر جهنم.. انظر أنظر أنظر، وفى آخر الأمر تقول اللهم عافنا..
يــــــــــــــــــا مَنْ قلت هذا: هل نظرت لنفسك وأنت تصلى وتسرح؟. هل نظرت لنفسك وأنت تغتاب الناس؟. هل نظرت لنفسك وأنت تقطع الرحم؟. هل نظرت لنفسك وأنت تسب وتلعن؟. هل نظرت لعيبك وحاولت اصلاحه؟.
"بل الإنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره".
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يبصر أحدكم القذى في عين أخيه وينسى الجذع في عينه" أخرجه ابن حبان وصححه الألباني، وقال عون بن عبد الله: "لا أحسب الرجل ينظر في عيوب الناس إلا من غفلة قد غفلها عن نفسه"، وعن محمد بن سيرين قال: "كنا نحدث أن أكثر الناس خطايا أفرغهم لذكر خطايا الناس".
ولى ولك علاج لهذا المرض الزميم: 1- أول طريقة في ذلك أن ينظر الإنسان لنفسه بعين التواضع من حيث هو مقصر ناقص الأداء, فإن أصل العيوب تكون من معصية أو غفلة أو إحساس الإنسان بالرضا عن نفسه, فيستحسن أحوالها, فتحجب عنه عيوبه.
2- أما الطريقة الثانية لكشف عيوب النفس فهي الصحبة الصالحة والصداقة الوفية, فهو يرى سلوكياتهم الطيبة وخصالهم العليا, ويتعلم منهم, وقد يجد من الصديق الصالح النصيحة الصريحة والتوجيه المستقيم, فالمسلم مرآة أخيه.
3- عليه ألا يفرح بمدح الناس له ولا بتعظيمهم لأفعاله, بل يجب أن ينظر لنفسه أنه لا يستحق الثناء منهم على شىء هو يعلم أنه ستحقه, كما كان الصالحون يقولون إذا ما مدحوا: "اللهم اغفرلي ما لا يعلمون واجعلني خيراً مما يظنون ولا تؤاخذني بما يقولون", وقد ذمَّ الله قوماً أحبوا أن يُمدحوا بما لم يفعلوا.
4- أن يستفيد المرء بمعرفة عيوب نفسه من ألسنة أعداءه, فإن عين السخط تبدي المساوىء, ولعل انتفاع الإنسان بعدو مُشاحن يذكر عيوبه, أكثر من انتفاعه بصديق مُداهن يُخفي عيوبه ويُثني عليه.
البصير بنفسه جعلها محلاً للشكوك ولا الريب, فيصون جوارحه من الحرام, ويبني شخصيته على أسس متينة تبعده عن ألسنة القيل والقال, فهو عفيف روَّج للرذيلة, وضع نفسه في موضع لا يليق به.
والبصير بنفسه يعلو بها, ومهما أثقل عليها فهو سبيل لإصلاحها, وهو مقدمة للإقدام على الله سبحانه بأمل صالح وعهد وضاء.
اللهم اغفر ذنوبنا واستر عيوبنا ويمِّن كتابنا ويسر حسابنا وضاعف ثوابنا.
|
|