الباب السادس عشر: وحذف الهمزة في الكلام حسن جائز إذا كان هناك ما يدل عليه‏.‏
-------------------------------------------------------------------
فمن ذلك قوله تعالى في قراءة الزهري‏:‏ ‏"‏ سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم ‏"‏ والتقدير‏:‏ أسواء عليهم الإنذار وترك الإنذار فحذف الهمزة‏.‏
ومثله قراءة ابن أبي عبلة في قوله‏:‏ ‏"‏ يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه ‏"‏ بالرفع على معنى‏:‏ أقتال فيه وقيل في قوله تعالى‏:‏ ‏"‏ وذا النون إذ ذهب مغاضباً فظن أن لن نقدر عليه ‏"‏ فحذف الهمزة‏.‏
وقال الأخفش في قوله تعالى‏:‏ ‏"‏ وتلك نعمة تمنها علي ‏"‏ التقدير‏:‏ أو تلك نعمة فحذف الهمزة‏.‏
ومثله‏:‏ ‏"‏ قال هذا ربي ‏"‏‏.‏
أي أهذا ربي فحذف الهمزة فكذلك في أختيها‏.‏
وقيل في قوله تعالى‏:‏ ‏"‏ تلقون إليهم بالمودة ‏"‏‏:‏ أتلقون إليهم بالمودة فحذف الهمزة‏.‏
وقيل في قوله تعالى‏:‏ ‏"‏ أذن مؤذن أيتها العير إنكم لسارقون ‏"‏‏.‏
تقديره‏:‏ أئنكم لأنه في الظاهر يؤدي إلى الكذب‏.‏
وقيل‏:‏ أراد سرقتم يوسف من أبيه لا أنهم سرقوا الصاع‏.‏
وهذا سهو لأن إخوة يوسف لم يسرقوا يوسف وإنما خانوا أباهم فيه وظلموه‏.‏
وقيل‏:‏ قالوه على غلبة الظن ولم يتعمدوا الكذب ويوسف لا علم له فيكون التقدير‏:‏ إنكم وقال ميمون بن مهران‏:‏ ربما كان الكذب أفضل من الصدق في بعض المواطن وهو إذا دعا إلى صلاح لإفساد وجلب منفعة‏.‏