| 30 قصة من قصص البحار في القرآن - المقدمة | |
|
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644
| موضوع: رد: 30 قصة من قصص البحار في القرآن - المقدمة الإثنين 02 نوفمبر 2015, 8:27 am | |
| 16- قصة الجنتين والنهر تخبرنا آيات القصة عن وجود رجلين في الماضي، كان بينهما صلة وصحبة، أحدهما مؤمن، والآخر كافر، وقد أَبهمت الآيات اسمَيّ الرجُلَيْن، كما أبهمت تحديد زمانهما ومكانهما وقومهما، فلا نعرف مَنْ هما، ولا أين عاشا، ولا في أيِّ زمان وُجِدا.
ابتلى الله الرجُلَ المؤمن بضيق ذات اليد، وقلة الرزق والمال والمتاع، لكنه أنعم عليه بأعظم نعمة، وهي نعمة الإيمان واليقين والرضا بقدر الله وابتغاء ما عند الله، وهي نِعَمٌ تفوق المال والمتاع الزائل.
أما صاحبه الكافر فقد ابتلاه الله بأن بَسَط له الرزق، ووسَّع عليه في الدنيا، وآتاه الكثير من المال والمتاع، ليبلوه هل يشكر أم يكفر؟ وهل يطغى أم يتواضع؟
جعل الله لذلك الكافر جنَّتَيْن، والمراد بالجنّة هو البستان أو "المزرعة"، أي إنه كان يملك مزرعتين، ووصفت الآيات المزرعتين بقول الله تعالى: "وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلاً رَّجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعاً {32} كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئاً وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَراً {33}" الكهف. كانتا مزرعتين من أعناب، وكانتا "مُسوَّرَتَيْن" بأسرابِ النخل من جميع الجهات، وكان صاحبهما يزرع الزرع بين الأعناب، وقد فجَّرَ الله له نهرًا، فكان يجري بين المزرعتين، وكان صاحبهما يجني ثمارَهما، ثمار الأعناب، وثمار النخل، وثمار الزرع.
كانت المزرعتان مِن أعناب، مزروعة فيهما بتناسق، وكان النخل سورًا محيطًا بهما، وكان الزرع والخضار والبقول يزرع بين أسراب الأعناب، وكان النهر بينهما وقنواته تجري وسطهما.
أُعجِبَ الرجلُ الكافر بجنَّتيه، وافتخرَ بمزرعتَيْه، واعتزَّ بهما، ودخلهما وهو ظالمٌ لنفسِه، كافرٌ بربِّه، متكبرٌ على الآخرين، وقال: إنهما مزرعتان دائمتان أبَدِيَّتان لن تبيدا أبدًا، وأنا أغنى الناس وأسعدهم بهما، وهما كل شيء، وليس هناك بعث ولا آخرة ولا جنة غير هاتين الجنتين.
ولاحظ صاحبه المؤمن الفقير الصابر غرورَه وبطرَه، فذكّره بالله، ودعاه إلى الإيمان بالله وشكره، والاعتماد عليه وليس على مزرعتيه، ودعاه إلى أن يقول: [مَاشَاء اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ]، وحذَّره مِن عاصفة أو صاعقة تأتي عليهما وتحرقهما.
ولكن الكافرَ المغرور أسكرته نشوة التملُّك، فرفض كلام وتحذير وتوجيه صاحبه المؤمن، وزاد اعتزازه بمزرعتيه واعتماده عليهما، وحصل ما حذَّره منه صاحبه المؤمن، فأرسل الله على مزرعتيه صاعقة، فأحرقتهما!! أحرقت العنب والنخل والزرع، وقضت على الشجر والزرع والثمر، ولم يبقَ مِن المزرعتين شيء، كل هذا جرى في ساعة من ساعات الليل.
وفي الصباح ذهب المغرور إلى جنتيه كعادته، فإذا بهما فانيتان بائدتان، فأسقط في يديه، وشعر بالندم وأيقن بالخسارة، التي أتت على كل ما يملك، وتمنى لو استجاب لنصح صاحبه المؤمن، ولكن متى؟ بعد فوات الأوان!
وعلّق القرآن على هذه القصة، فقال تعالى: (هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَوَاباً وَخَيْرٌ عُقْباً) الكهف: 44، وقال تعالى: {أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَن تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاء فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ} البقرة: 266، وقال تعالى: {كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئاً وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَراً} الكهف: 33، وقال تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْراً فَمَن يَأْتِيكُم بِمَاء مَّعِينٍ} الملك: 30. |
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644
| موضوع: رد: 30 قصة من قصص البحار في القرآن - المقدمة الإثنين 02 نوفمبر 2015, 8:28 am | |
| 17-الملكة بلقيس واللجة كان قوم ملكة سبأ باليمن بلقيس يعبدون الأجرام السماوية والشمس على وجه الخصوص، و كانوا يتقربون إليها بالقرابين، ويسجدون لها من دون الله، وهذا ما لفت انتباه الهدهد الذي كان قد بعثه سليمان -عليه السلام- ليبحث عن موردٍ للماء. وبعد الوعيد الذي كان قد توعده سليمان إياه لتأخره عليه بأن يعذبه إن لم يأت بعذرٍ مقبول عاد الهدهد وعذره معه فقد وجد الهدهد أن أهل سبأ على الرغم مما آتاهم الله من النعم إلا أنهم يسجدون للشمس من دون الله. فما كان من سليمان عليه السلام المعروف بكمال عقله وسعة حكمته إلا أن يتحرّى صدق كلام الهدهد، وأرسل إلى بلقيس ملكة سبأ بكتابٍ يتضمن دعوته لهم إلى طاعة الله ورسوله والإنابة والإذعان، وأن يأتوه مسلمين خاضعين لحكمه وسلطانه.
كانت بلقيس حينها جالسة على سرير مملكتها المزخرف بأنواع من الجواهر واللآلئ والذهب مما يسلب الألباب ويذهب بالمنطق والأسباب، ولما عُرف عن بلقيس من رجاحة وركازة العقل فإنها جمعت وزراءها وعلية قومها، وشاورتهم في أمر هذا الكتاب. في ذلك الوقت كانت مملكة سبأ تشهد من القوة ما يجعل الممالك الأخرى تخشاها، وتحسب لها ألف حساب، فكان رأي وزرائها أنهم قوم أولوا قوةٍ وأولوا بأس شديدٍ في إشارةٍ منهم إلى اللجوء للحرب والقوة.
إلا أن بلقيس صاحبة العلم والحكمة والبصيرة النافذة ارتأت رأياً مخالفاً لرأيهم، فهي تعلم بخبرتها وتجاربها في الحياة أن الملوك إذا دخلوا قريةً أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة وبصرت بما لم يبصروا ورأت أن ترسل إلى سليمان بهديةٍ مع علية قومها وقلائهم، عله يلين أو يغير رأيه، منتظرةٌ بما يرجع المرسلون.
ولكن سليمان -عليه السلام- رد عليهم برد قوي منكر لصنيعهم ومتوعد إياهم بالوعيد الشديد.
عندها أيقنت بلقيس بقوة سليمان وعظمة سلطانه، وأنه لا ريب نبي من عند الله -عز وجل-، فجمعت حرسها وجنودها واتجهت إلى الشام حيث سليمان عليه السلام.
وكان عرش بلقيس وهي في طريقها إلى سليمان -عليه السلام- مستقراً عنده، فقد أمر جنوده بأن يجلبوا له عرشها، فأتاه به رجلٌ عنده علم الكتاب قبل أن يرتد إليه طرفه، ومن ثم غّير لها معالم عرشها، ليعلم أهي بالذكاء والفطنة بما يليق بمقامها وملكها؟.
ومشت بلقيس على الصرح الممرد من قوارير والذي كان ممتداً على عرشها، إلا أنها حسبته لجةً أي بحر من الماء فكشفت عن ساقيها وكانت مخطئة بذلك عندها عرفت أنها وقومها كانوا ظالمين لأنفسهم بعبادتهم لغير الله -تعالى- وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين.
وتقول المراجع التاريخية أن سليمان -عليه السلام- تزوج من بلقيس، وأنه كان يزورها في سبأ بين الحين والآخر، وأقامت معه سبع سنين وأشهراً، و توفيت فدفنها في تدمر.
وقد ظهر تابوت بلقيس في عصر الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك وعليه كتابات تشير إلى أنها ماتت لإحدى وعشرين سنة خلت من حكم سليمان، وفتح التابوت فإذا هي غضّة لم يتغير جسمها، فرفع الأمر إلى الخليفة فأمر بترك التابوت مكانه وبنى عليه الصخر.
قال تعالى: "قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مِّن قَوَارِيرَ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ" النمل: 44.
|
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644
| موضوع: رد: 30 قصة من قصص البحار في القرآن - المقدمة الإثنين 02 نوفمبر 2015, 8:29 am | |
| 18- ذو القرنين والعين الحمأة ذو القرنين ملك صالح، آمن بالله وبالبعث وبالحساب، فمكّن الله له في الأرض، وقوّى ملكه، ويسر له فتوحاته.
بدأ ذو القرنين التجوال بجيشه في الأرض، داعياً إلى الله، فاتجه غرباً، حتى وصل للمكان الذي تبدو فيه الشمس كأنها تغيب من وراءه كأنها تغرب في عين حارة ذات طين أسود، وربما يكون هذا المكان هو شاطئ المحيط الأطلسي، حيث كان يظن الناس ألا يابسة وراءه.
فألهمه الله -أو أوحى إليه- أنه مالك أمر القوم الذين يسكنون هذه الديار، فإما أن يُعذبهم أو أن يُحسن إليهم.
فما كان من الملك الصالح، إلا أن وضّح منهجه في الحكم، فأعلن أنه سيُعاقب المعتدين الظالمين في الدنيا، ثم حسابهم على الله يوم القيامة، أما مَنْ آمن، فسيُكرمه ويُحسن إليه.
بعد أن انتهى ذو القرنين من أمر الغرب، توجه للشرق، فوصل لأول منطقة تطلع عليها الشمس، وكانت أرضاً مكشوفة لا أشجار فيها ولا مرتفعات تحجب الشمس عن أهلها، فحكم ذو القرنين في المشرق بنفس حكمه في المغرب، ثم انطلق.
وصل ذو القرنين في رحلته، لقوم يعيشون بين جبلين أو سدّين بينهما فجوة، وكانوا يتحدثون بلغتهم التي يصعب فهمها، وعندما وجدوه ملكاً قوياً طلبوا منه أن يساعدهم في صد يأجوج ومأجوج بأن يبني لهم سداً لهذه الفجوة، مقابل خراج من المال يدفعونه له.
فوافق الملك الصالح على بناء السد، لكنه زهد في مالهم، واكتفى بطلب مساعدتهم في العمل على بناء السد وردم الفجوة بين الجبلين. استخدم ذو القرنين وسيلة هندسية مميزة لبناء السّد، فقام أولاً بجمع قطع الحديد ووضعها في الفتحة حتى تساوى الركام مع قمتي الجبلين، ثم أوقد النار على الحديد، وسكب عليه نحاساً مذاباً ليلتحم وتشتد صلابته، فسُدَّت الفجوة، وانقطع الطريق على يأجوج ومأجوج، فلم يتمكنوا من هدم السّد ولا تسوّره.
وأمن القوم الضعفاء من شرّهم، بعد أن انتهى ذو القرنين من هذا العمل الجبار، نظر للسّد، وحمد الله على نعمته، وردّ الفضل والتوفيق في هذا العمل لله سبحانه وتعالى، فلم تأخذه العزة، ولم يسكن الغرور قلبه.
قال تعالى: {حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِندَهَا قَوْماً قُلْنَا يَاذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَن تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَن تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْناً} الكهف: 86.
|
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644
| موضوع: رد: 30 قصة من قصص البحار في القرآن - المقدمة الإثنين 02 نوفمبر 2015, 8:31 am | |
| 19- أنهار الجنة وعيونها كلنا نعلم أن الجنة درجات أعلاها الفردوس الأعلى وهو تحت عرش الرحمن جل وعلا ومنه تخرج أنهار الجنة الأربعة الرئيسية: (نهر الماء - نهر اللبن - نهر الخمر - نهر العسل).
وأعلى مقام فى الفردوس الأعلى هو: - مقام الوسيلة وهو مقام سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم القيامة.
- ثم غرف أهل عليين وهى قصور متعددة الأدوار من الدر والجوهر تجرى من تحتها الأنهار يتراءون لأهل الجنة كما يرى الناس الكواكب والنجوم فى السماوات العلا وهى منزلة الأنبياء والشهداء والصابرين من أهل البلاء والأسقام والمتحابين فى الله.
- وفى الجنة غرف من الجواهر الشفافة يرى ظاهرها من باطنها وهى لمَنْ أطاب الكلام وأطعم الطعام وبات قائماً والناس نيام ثم باقى أهل الدرجات وهى مائة درجة وأدناهم منزلة مَنْ كان له ملك مثل عشرة أمثال أغنى ملوك الدنيا.
وللجنة أنهار وعيون تنبع كلها من الأنهار الأربعة الخارجة من الفردوس الأعلى، وقد ورد ذكر أسماء بعضها فى القرآن الكريم والأحاديث الشريفة منها: نهر الكوثر: وهو نهر أعطى لرسول الله صلى الله عليه وسلم فى الجنة ويشرب منه المسلمون فى الموقف يوم القيامة شربة لا يظمأون من بعدها أبداً بحمد الله وقد سميت احدى سور القرآن باسمه وهي سورة الكوثر وصفه رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن حافتاه من قباب اللؤلؤ المُجوف وترابه المِسك وحصباؤه اللؤلؤ وماؤه أشد بياضاً من الثلج وأحلى من السكر وآنيته من الذهب والفضه.
نهر البيدخ: وهو نهر يغمس فيه الشهداء فيخرجون منه كالقمر ليلة البدر وقد ذهب عنهم ما وجدوه من أذى الدنيا.
نهر بارق: وهو نهرعلى باب الجنة يجلس عنده الشهداء فيأتيهم رزقهم من الجنة بكرة وعشياً.
عين تسنيم: وهى أشرف شراب أهل الجنة وهو من الرحيق المختوم ويشربه المُقربون صرفاً ويمزج بالمسك لأهل اليمين.
عين سلسبيل: وهى شراب أهل اليمين ويمزج لهم بالزنجبيل. عين مزاجها الكافور: وهى شراب الأبرار.
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سيحان وجيحان والفرات والنيل كل من أنهار الجنة.
وجميع أشربة هذه الأنهار والعيون: - لا تسكر. - ولا تصدع. - ولا تذهب العقل بل تملأ شاربيها سروراً ونشوة لا يعرفها أهل الدنيا. - يطوف عليهم بها ولدان مخلدون كأنهم لؤلؤ منثور بكؤوس من ذهب وقوارير من فضه وطعام أهل الجنة من اللحم والطير والفواكه وكل ما اشتهت أنفسهم.
قال تعالى: {مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاء غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاءً حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعَاءهُمْ محمد: 15، وقال تعالى: {فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ} الرحمن: 50، وقال تعالى: {فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ} الرحمن: 66، وقال تعالى: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ} الحجر: 45، وقال تعالى: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ} الذاريات: 15، وقال تعالى: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلَالٍ وَعُيُونٍ} المرسلات: 41، وقال تعالى: {فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ} الغاشية: 12، وقال تعالى: يُسْقَوْنَ مِن رَّحِيقٍ مَّخْتُومٍ {25} خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ {26} وَمِزَاجُهُ مِن تَسْنِيمٍ {27} عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ {28} المطففين، وقال تعالى: {عَيْناً فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلاً} الإنسان: 18، وقال تعالى: {عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيراً} الإنسان: 6، وقال تعالى: إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ {1} فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ {2} إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ {3} الكوثر.
|
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644
| موضوع: رد: 30 قصة من قصص البحار في القرآن - المقدمة الإثنين 02 نوفمبر 2015, 8:33 am | |
| 20- العين الآنية في جهنم روي عن عمرو بن ميمون أنه قال: مرَّ النبي صلى اللّه عليه وسلم على امرأة تقرأ: }هل أتاك حديث الغاشية{ فقام يستمع، ويقول: نعم قد جاءني.
وقوله تعالى: }وجوه يومئذ خاشعة{ أي ذليلة، وقال ابن عباس: تخشع ولا ينفعها عملها، وقوله تعالى} عاملة ناصبة{ أي قد عملت عملاً كثيراً ونصبت فيه، وصليت يوم القيامة ناراً حامية.
عن أبي عمران الجوني قال: مرَّ عمر بن الخطاب رضي اللّه تعالى عنه بدير راهب، قال، فناداه: يا راهب، فأشرف، قال، فجعل عمر ينظر إليه ويبكي، فقيل له: يا أمير المؤمنين ما يبكيك مَنْ هذا؟ قال: ذكرت قول اللّه عزَّ وجلَّ في كتابه: }عاملة ناصبة * تصلى ناراً حامية{ فذاك الذي أبكاني، قال ابن عباس: }عاملة ناصبة{ النصارى.
وعن عكرمة والسدي: عاملة في الدنيا بالمعاصي، ناصبة في النار بالعذاب والإهلاك، قال ابن عباس: }تصلى ناراً حامية{ أي حارة شديدة الحر، }تسقى من عين آنية{ أي قد انتهى حرها وغليانها وهو قول ابن عباس ومجاهد والحسن والسدي.
قوله تعالى: تسقى من عين آنية الآني: الذي قد انتهى حره من الإيناء، بمعنى التأخير ومنه "آنيت وآذيت"، وآناه يؤنيه إيناء، أي أخره وحبسه وأبطأه، ومنه يطوفون بينها وبين حميم آن، وفي التفاسير من عين آنية أي تناهى حرها فلو وقعت نقطة منها على جبال الدنيا لذابت.
وقال الحسن: آنية أي حرها أدرك أوقدت عليها جهنم منذ خلقت، فدفعوا إليها ورداً عطاشاً، وعن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال: بلغت أناها، وحان شربها.
قال تعالى: {تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ} الغاشية: 5. |
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644
| موضوع: رد: 30 قصة من قصص البحار في القرآن - المقدمة الإثنين 02 نوفمبر 2015, 2:04 pm | |
| 21- مرج البحرين يلتقيان المقصود بالبحرين هما النوعان المشهوران من المياه الموجودة على وجه الأرض: النوع الأول: الأنهار العذبة. والنوع الثاني: البحار المالحة. والدليل على هذا التفسير قوله تعالى في وصف البحرين-: (هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ).
فالدليل ينصر ما ذهب إليه الأكثرون، خلافاً لِمَنْ قال هما بحران: بحر في السماء، وبحر في الأرض، أو بحر فارس والروم، أو بحر المشرق والمغرب، أو غيرها من الأقوال الغريبة التي لا يصدق عليها أن أحدها عذب فرات، والآخر ملحٌ أجاج.
وأما البرزخ المذكور بين البحرين في هذه الآيات، فللعلماء فيه قولان: التفسير الأول: أن المقصود بالبرزخ الحاجز بين البحرين (الأنهار والبحار) هو الأراضي الواسعة التي تفصل الأنهار عن البحار، بحيث لا تختلط المياه فيهما، بل لكل منهما مجراه ومستقره الذي يستقل به عن الآخر، وهذا هو التفسير الظاهري عند أكثر المفسرين.
يقول الحافظ ابن كثير رحمه الله: (وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا) أي: بين العذب والمالح، (برزخاً) أي: حاجزاً، وهو اليَبَس من الأرض، (وَحِجْرًا مَحْجُورًا) أي: مانعاً أن يصل أحدهما إلى الآخر" انتهى من "تفسير القرآن العظيم".
ويقول أيضاً رحمه الله: قوله: (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ) قال ابن عباس: أي: أرسلهما، وقوله: (يلتقيان) قال ابن زيد: أي: منعهما أن يلتقيا، بما جعل بينهما من البرزخ الحاجز الفاصل بينهما.
والمراد بقوله: (البحرين) الملح والحلو، فالحلو هذه الأنهار السارحة بين الناس، (بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لا يَبْغِيَانِ) أي: وجعل بينهما برزخاً، وهو: الحاجز من الأرض، لئلا يبغي هذا على هذا، وهذا على هذا، فيفسد كل واحد منهما الآخر، ويزيله عن صفته التي هي مقصودة منه.
ويقول العلامة السعدي رحمه الله: "المراد بالبحرين: البحر العذب، والبحر المالح، فهما يلتقيان كلاهما، فيصب العذب في البحر المالح، ويختلطان ويمتزجان، ولكن الله تعالى جعل بينهما برزخاً من الأرض، حتى لا يبغي أحدهما على الآخر، ويحصل النفع بكل منهما، فالعذب منه يشربون وتشرب أشجارهم وزروعهم، والملح به يطيب الهواء ويتولد الحوت والسمك واللؤلؤ والمرجان، ويكون مستقراً مسخراً للسفن والمراكب" انتهى من "تيسير الكريم الرحمن".
التفسير الثاني: أن بين البحرين، العذب والفرات، حاجزاً لا يظهر للعيان، خلقه الله بقدرته، يمنع به اختلاط الماء العذب بالماء المالح رغم التقاء الماءين في نهاية مصب الأنهار، نقله القرطبي عن ابن عباس.
قال الإمام القرطبي رحمه الله: (وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حاجِزاً) مانعاً من قدرته؛ لئلا يختلط الأجاج بالعذب.
وقال ابن عباس: سلطاناً من قدرته، فلا هذا يغير ذاك، ولا ذاك يغير هذا، والحجز المنع "تفسير القرطبي".
ويقول العلامة الأمين الشنقيطي رحمه الله: وهذا الحاجز هو اليبس من الأرض الفاصل بين الماء العذب، والماء الملح على التفسير الأول.
وأما على التفسير الثاني: فهو حاجز من قدرة الله غير مرئي للبشر "أضواء البيان".
ويقول العلامة الطاهر بن عاشور رحمه الله: جعل الحاجز بين البحرين من بديع الحكمة، وهو حاجز معنوي حاصل من دفع كلا الماءين أحدهما الآخر عن الاختلاط به، بسبب تفاوت الثقل النسبي لاختلاف الأجزاء المركب منها الماء الملح والماء العذب، فالحاجز حاجز من طبعهما، وليس جسماً آخر فاصلاً بينهما.
ويقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: وقال بعض أهل العلم: بل البرزخ أمرٌ معنوي يحول بين المالح والعذب أن يختلط بعضهما ببعض.
وقالوا: إنه يوجد الآن في عمق البحار عيونٌ عذبة تنبع من الأرض، حتى إن الغواصين يغوصون إليها ويشربون منها كأعذب ماء، ومع ذلك لا تفسدها مياه البحار، فإذا ثبت هذا فلا مانع من أن نقول بقول علماء الجغرافيا وقول علماء التفسير، والله على كل شيءٍ قدير.
ويقول الشيخ صالح الفوزان حفظه الله: البرزخ: إما عازل بينهما، وإما حاجز بينهما من الأرض، وهذا من قدرة الله سبحانه وتعالى، حيث إن هذه البحار تتجاور ويلتقي بعضها ببعض ولا يؤثر بعضها على بعض، لا المالح ينقلب إلى عذب، ولا العذب ينقلب إلى مالح، بل كل منهما يبقى بخصوصياته "مجموع فتاوى فضيلة الشيخ صالح بن فوزان".
ولا مانع من اختيار كلا القولين في تفسير الآية، إذ يصدق كل منهما ولا تعارض بينهما، فالحاجز يصدق على اليابسة التي فصلت بين الأنهار والبحار، ويصدق على الحاجز المعنوي (فرق الكثافة) الذي يتحدث عنه علماء البحار اليوم، وهذا من اختلاف التنوع وليس من اختلاف التضاد.
قال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخاً وَحِجْراً مَّحْجُوراً} الفرقان: 53، وقال تعالى: {أَمَّن جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَاراً وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَاراً وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزاً أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} النمل: 61.
وقال تعالى:
{وَمَايَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَمِن كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْماً طَرِيّاً وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ لِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} فاطر: 12، وقال تعالى: مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ {19} بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَّا يَبْغِيَانِ {20} الرحمن.
|
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644
| |
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644
| موضوع: رد: 30 قصة من قصص البحار في القرآن - المقدمة الإثنين 02 نوفمبر 2015, 2:15 pm | |
| 23- البحار من آيات الله تعالى من حكمة الله وتقديره أنه جعل البحار تشغل ثلاثة أرباع مساحة الأرض تقريباً وجعل مياهها مالحة كى تبقى صالحة دون فساد أو عطن على مر الدهور والأعوام وهى رغم أنها مالحة إلا أنها مخزن للماء العذب الذى لولاه لانعدمت الحياة على وجه الأرض.
ولهذه البحار فوائد عظيمة منها: - أنها مخزن الماء العذب فالعالم والذى يمنحنا الله إياه عن طريق تبخره بواسطة أشعة الشمس وسقوطه على صورة أمطار تروى الزرع والضرع وتنبع بواسطتها الأنهار. - أنها تنظم حرارة الأرض بين الليل والنهار والصيف والشتاء.
- أنها يذوب فيها جزء كبير من ثانى أكسيد الكربون الملوث للجو واللازم لاتمام عملية التمثيل الضوئى حيث تقوم النباتات البحرية بتحليله إلى الكربون اللازم لانتاج الطاقة الضوئية والمواد العضوية التى تتغذى عليها الأحياء البحرية والأكسجين اللازم لتنفس الأسماك. - أنها مصدر هام لغذاء الإنسان وبها ثروات نافعة كالبترول واللؤلؤ والمرجان.
- أنها وسيلة هامة لنقل البضائع والمسافرين بين أرجاء العالم المختلفة. - أن قاع البحر كتاب مفتوح لمعرفة تاريخ الأرض وتطور الحياة فيها. - أشارت أحدث الأبحاث العلميه إلى أهمية الإستحمام في البحر والجلوس على شاطئه للتخلص من الأمراض النفسية والعضوية, خاصة أن العلاج في المياه المالحه أحد طرق العلاج المعترف بها في الأوساط الطبيه على المستوى العالمي، ويشير الأطباء إلى أن ملح البحر له مفعول تنظيفي هائل إلى جانب أثره المرطب للجلد, وذلك إذا تم تدليك الجسم به. - لذلك فإن الإستحمام بمياه البحر يؤدي إلى إستعادة بشرة الجلد حيويتها وسلامتها, كما يعمل على إزالة قشورالجلد وتنشيط مسامه, والحد من المتاعب الجلديه وحب الشباب وإلتهاب الثنايا والإحمرار, وكذلك يحافظ على نعومة الجلد ووقايته وشفائه من القروح والإكزيما, لذلك هناك إتجاه إلى الإستفاده من المنتجات البحرية وإستخدامها في أشكال عديدة مثل الصابون والكريم والمراهم.
- وأثبتت الأبحاث العلمية الحديثه أهمية الإستحمام في البحر للتخلص من الإجهاد والإكتئاب والأرق والتوتر العصبي الزائد والإستحمام داخل البحر يعرض الجسم لضغط يختلف بإختلاف العمق, فالعمق العادي له أثر إيجابي في تنشيط الدورة الدموية وتخفف الآم الروماتيزم والتصلب والتشنج العضلي, وهذه الإستجابه ناتجة عن توفر العوامل الثلاثه من ضغط وحرارة وأملاح في مياه البحر.
قال الله تعالى: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخِّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} البقرة: 164.
وقال تعالى: {اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَّكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الأَنْهَارَ} إبراهيم: 32.
وقال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُواْ مِنْهُ لَحْماً طَرِيّاً وَتَسْتَخْرِجُواْ مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} النحل: 14.
وقال تعالى: {رَّبُّكُمُ الَّذِي يُزْجِي لَكُمُ الْفُلْكَ فِي الْبَحْرِ لِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ إِنَّهُ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً} الإسراء: 66.
وقال تعالى: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً} الإسراء: 70.
وقال تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّمَاء أَن تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} الحج: 65.
وقال تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِنِعْمَتِ اللَّهِ لِيُرِيَكُم مِّنْ آيَاتِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ} لقمان: 31.
وقال تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ الْجَوَارِ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ} الشورى: 32.
وقال تعالى: {اللَّهُ الَّذِي سخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} الجاثية :12.
وقال تعالى: {وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ} الرحمن: 24. |
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644
| موضوع: رد: 30 قصة من قصص البحار في القرآن - المقدمة الإثنين 02 نوفمبر 2015, 2:22 pm | |
| 24- صيد البحر أحل الله تعالى للناس صيد البحر في وقت الإحرام للحج وللعمرة بعكس صيد البر من الطيور فهو محرم في وقت الحج والعمرة.
والمراد بالبحر جميع المياه، قال عمر رضي الله عنه: صيده ما اصطيد وطعامه ما رمي به.
وعن ابن عباس وابن عمر وأبي هريرة: طعامهما قذفه الماء إلى الساحل ميتاً.
وقال قوم: هو المالح منه وهو قول سعيد بن جبير وعكرمة وسعيد بن المسيب وقتادة والنخعي.
وقال مجاهد: صيده: طريه، وطعامه: مالحه، متاعا لكم أي: منفعة لكم، وللسيارة يعني: المارة.
وجملة حيوانات الماء على قسمين: سمك وغيره، أما السمك فميتته حلال مع اختلاف أنواعها. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أحلت لنا ميتتان ودمان: الميتتان هما الحوت والجراد، والدمان هما الكبد والطحال" ولا فرق بين أن يموت بسبب أو بغير سبب، وعند أبي حنيفة لا يحل إلا أن يموت بسبب من وقوع على حجر أو انحسار الماء عنه ونحو ذلك.
أما غير السمك فقسمان: - قسم يعيش في البر: كالضفدع والسرطان، فلا يحل أكله. - وقسم يعيش في الماء ولا يعيش في البر إلا عيش المذبوح: فاختلف القول فيه، فذهب قوم إلى أنه لا يحل شيء منها إلا السمك، وهو معنى قول أبي حنيفة رضي الله عنه وذهب قوم إلى أن ميت الماء كلها حلال لأن كلها سمك، وإن اختلفت صورها، كالجريث يقال له حية الماء، وهو على شكل الحية وأكله مباح بالاتفاق، وهو قول أبي بكر وعمر وابن عمر وابن عباس وزيد بن ثابت وأبي هريرة، وبه قال شريح والحسن وعطاء، وهو قول مالك وظاهر مذهب الشافعي.
وذهب قوم: إلى أن ما له نظير في البر يؤكل، فميتته من حيوانات البحر حلال، مثل بقر الماء ونحوه، وما لا يؤكل نظيره في البر لا يحل ميتته من حيوانات البحر، مثل كلب الماء والخنزير والحمار ونحوها.
وقال الأوزاعي: كل شيء عيشه في الماء فهو حلال، قيل: فالتمساح؟ قال نعم.
وقال الشعبي: لو أن أهلي أكلوا الضفادع لأطعمتهم.
وقال سفيان الثوري: أرجو أن لا يكون بالسرطان بأساً. وظاهر الآية: حجة لمَنْ أباح جميع حيوانات البحر، وكذلك الحديث.
أخبرنا أبو الحسن السرخسي أنا زاهر بن أحمد أنا أبو إسحاق الهاشمي أنا أبو مصعب عن مالك عن صفوان بن سلمان عن سعيد بن سلمة من آل بني الأزرق أن المغيرة بن أبي بردة وهو من بني عبد الدار أخبره أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول: سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إنا نركب في البحر ونحمل معنا القليل من الماء، فإن توضأنا به عطشنا، أفنتوضأ بماء البحر؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هو الطهور ماؤه الحل ميتته.
أخبرنا عبد الواحد المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف أنا محمد بن إسماعيل أنا مسدد أنا يحيى عن ابن جريج أخبرني عمر أنه سمع جابراً رضي الله عنه يقول: غزوت جيش الخبط وأمر أبو عبيدة، فجعنا جوعاً شديداً فألقى البحر حوتاً ميتاً لم نر مثله، يُقال له العنبر، فأكلنا منه نصف شهر، فأخذ أبو عبيدة عظماً من عظامه، فمر الراكب تحته.
وأخبرني أبو الزبير أنه سمع جابراً يقول: قال أبو عبيدة: كلوا فلما قدمنا المدينة ذكرنا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال: كلوا رزقاً أخرجه اللهُ إليكم، أطعمونا إن كان معكم, فأتاه بعضهم بشيء منه فأكلوه. قال الله تعالى: {أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعاً لَّكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُماً وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِيَ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ} المائدة: 96. |
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: 30 قصة من قصص البحار في القرآن - المقدمة الإثنين 02 نوفمبر 2015, 2:27 pm | |
| 25- علم الله تعالى بما في أعماق البحار أعماق البحر أضخم بيئة على سطح الأرض ومع ذلك أقلها حظاً من حيث المعرفة.
والبحار تغطي نحو ثلثي سطح الأرض، وتشمل كل المياه التي يزيد عمقها على ألف متر تحت مستوى سطح البحر.
لقد افترض معظم الناس على مدى قرون، أن الأعماق الباردة والمظلمة للمحيط لا تصلح سوى للقليل من الحياة أو لا تصلح لأية حياة على الإطلاق.
ولكن اختراع أنواع جديدة من المركبات المعدة للاستخدام تحت سطح البحر والتطورات التقنية الأخرى التي حدثت خلال القرن العشرين، مكنت الناس من استكشاف هذه المساحات الواسعة. لقد اكتشف العلماء عددًا كبيرًا من الكائنات الحية في أعماق البحار، وتعد بعض مخلوقات المياه العميقة من ضمن أكثر المخلوقات غرابة على وجه الأرض.
تحتوي أجزاء من أعماق البحر على عدد من الحيوانات يفوق ما يستطيع الجليد البحري إعاشته، وفي هذه المناطق، تقوم بعض الكائنات الحية المتخصصة بتصنيع المواد المغذية من المواد الكيميائية في عملية تسمى التركيب الكيميائي.
تتميز الحياة في أعماق البحر بأنها غير مألوفة، حتى بالنسبة لمعظم علماء الأحياء، ويعتقد علماء المحيطات أن الحيوانات التي تعيش في أعماق البحار، تماثل من حيث التنوع والعدد، تلك التي تعيش في الغابات الاستوائية المطيرة والشعب المرجانية.
وفي الواقع، قد يكون هناك عشرة ملايين نوع أو أكثر من الحيوانات التي تعيش في المياه العميقة، وتتميز العديد من المخلوقات بأجساد جميلة ولكنها غريبة التكوين، ساهمت في تشكيلها عوامل مثل البرودة الشديدة، وانعدام الضوء، وأطنان الضغط التي ترزح تحتها في أعماق المحيط.
ويمكن تقسيم أنواع الحياة في أعماق البحر إلى ثلاث مجموعات هي: (1) المخلوقات المجهرية: التي تسمى الكائنات الحية المجهرية. (2) اللافقاريات: وهي حيوانات بدون عمود فقري. (3) الأسماك.
الكائنات الحية المجهرية: تشكل أكبر مجموعة من الكائنات الحية في أعماق البحر، وتتكون معظم الكائنات الحية المجهرية التي تعيش في المياه العميقة من البكتيريا وحيدة الخلية، التي توفر الغذاء للعديد من المخلوقات الأخرى.
وتكون البكتيريا في بعض الأماكن من الكثرة بحيث تشكل مستعمرات ضخمة شبيهة بالسجاد. اللافقاريات: أكثر أنواع الحيوانات شيوعًا في أعماق البحر، وتعيش العديد من الديدان، والسرطانات، واللافقاريات الصغيرة الأخرى تحت الرواسب الموجودة في قاع المحيط. وتسكن العديد من اللافقاريات الأخرى في المياه الموجودة بالقرب من القاع. الأسماك: هي الفقاريات (الحيوانات التي لها عمود فقري) الوحيدة التي تعيش في أعماق البحار، وتختلف أسماك أعماق المحيط بصورة كبيرة عن الأسماك التي تعيش في المياه الضحلة.
فعمظم أسماك المياه العميقة تكون بالغة الصغر بحيث لا يتجاوز طولها بضع سنتميترات.
تتميز أسماك المياه العميقة، مثل العديد من اللافقاريات، بجلد هلامي يمكنها من الصمود للضغط في أعماق المحيط، وتكون مهاراتها في السباحة عادة ضعيفة. لقد بدأ المكتشفون وعلماء البحار لتوهم في فهم أعماق البحر. فحتى منتصف القرن التاسع عشر اعتقد معظم العلماء أنه توجد حياة محدودة أو لا توجد حياة على الاطلاق في قاع المحيط.
وفي السبعينيات من القرن التاسع عشر، بدأ الناس في العثور على كائنات الأعماق عن طريق استخدام شباك التقاط المحار.
فهم يقومون بانزال هذه المغرفات تحت سطح المحيط ويستخرجون عينات من قاع البحر.
وفي الثلاثينيات من القرن العشرين، بدأ العلماء في تطوير مركبات للغطس مكنتهم من استكشاف المحيط على أعماق أكبر فأكبر.
وفي عام 1967م، استخدم علماء الأحياء البحرية لأول مرة مزلجة الأعماق، وهي أداة لجمع العينات البحرية تشبه المغرفة.
وقد احتوت عينات أعماق البحر التي تم جمعها بهذه الآلة، على عدد من الحيوانات يفوق بكثير ما هو موجود في العينات التي جمعت من المياه الضحلة.
وقد أعطت هذه الاكتشافات العلماء فكرة أكثر دقة عن التنوع الواسع للحياة في قاع المحيط.
وفي أواخر السبعينيات من القرن العشرين، بدأ العلماء في مشاهدة الحياة في قاع المحيط على نحو مباشر، عبر نوافذ المركبات البحرية المعروفة باسم غواصات الأعماق. كما قام العلماء أيضًا باستكشاف المياه العميقة باستخدام المركبات التي يجري تشغيلها عن بعد والروبوتات (الإنسان الآلي) التي يتم إنزالها من سفن الأبحاث.
وعلى الرغم من هذا التقدم، إلا أن نسبة أعماق البحر التي جرى استكشافها حتى نهاية القرن العشرين تقل حسب تقديرات الباحثين عن 1%، فسبحان الله رب العالمين الذي يعلم ما في البحر.
قال تعالى: {وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ} الأنعام: 59. |
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: الهول في ظلمات البحار الإثنين 09 نوفمبر 2015, 8:28 pm | |
| 26- الهول في ظلمات البحار هناك حقائق في أعماق البحار تم اكتشافها بعد اختراع الغواصات، الإنسان في تاريخه الطويل ركب البحر على سفينة، أما أن يغوص في أعماق البحر بغواصة يرى كل شيء في الأعماق السحيقة هذا شيء جاء متأخراً.
لا أحد يعلم أن في البحر طبقة عليا وطبقة سفلى، البحر بحران؛ بحرٌ فوق وبحرٌ تحت، ولكل بحر موج، ولكل بحر تيارات مائية، لذلك عندما اكتشف الإنسان هذه التيارات المائية في أعماق البحار، ماذا فعل؟
أصبح بالغواصات ينزل إلى هذه الأعماق ويطفئ المحركات فتمشي، ينتقل من مكان إلى آخر من دون صوت محرك يكشف وجوده، في بحر آخر موج أول وثان وثالث، وهذا البحر الآخر ظلامٌ دامس، فأشعة الشمس ينعدم ضوءها كلياً فيما قرأت بعد مئتي متر.
يقول لك: ظلمات ثلاثة ظلمة البحر، وظلمة الليل، وظلمة الموج، فالأمواج السفلية في الطبقة السفلى من البحر، له أمواج، وله خصائص، وله تيارات، وله حركة، لا علاقة لها بالبحر العلوي أبداً. هذه حقيقة تم الوصول اليها بعد اقامة مئات من محطات البحرية، والتقاط الصور بالأقمار الصناعية.. والذي قال هذا الكلام هو البرفيسورشرايدر.. وهو من أكبر علماء البحار بألمانيا الغربية.. الذي يقول: إذا تقدم العلم فلابد أن يتراجع الدين.. لكنه عندما سمع معاني آيات القرآن الكريم بهت وقال: إن هذا لا يمكن أن يكون كلام بشر.
ويأتي البروفيسور دورجاروا أستاذ علم جيولوجيا البحار ليعطينا ما وصل إليه العلم فيقول: لقد كان الإنسان في الماضي لا يستطيع أن يغوص بدون إستخدام الآلآت أكثر من عشرين متراً.
ولكننا نغوص الآن في أعماق البحار بواسطة المعدات الحديثة فنجد ظلاما شديدا على عمق مائتي متر.
فالمعروف أن ألوان الطيف سبعة: الأحمر والأصفر والأزرق والأخضر والبرتقالي إلى آخره.. فإذا غصنا في أعماق البحر تختفي هذه الألوان واحد بعد الآخر.. وآخر الألوان إختفاء هو اللون الأزرق على عمق مائتي متر.
كل لون يختفي يعطي جزءاً من الظلمة إلى أن يصل إلى الظلمة الكاملة وثبت علمياً أن هناك فاصلاً بين الجزء العميق من البحر والجزء العلوي.
وأن هذا الفاصل مملوء بالامواج فكأن هناك أمواجاً على حافة الجزء العميق المظلم من البحر وهذه لا نراها وهناك أمواج على سطح البحر وهذه نراها.
فكأنها موج من فوقه موج وهذه حقيقة علمية مؤكدة ولذلك قال البروفيسور دورجاروا عندما سمع الآيات القرآنية؛ إن هذا لا يمكن أن يكون علماً بشرياً. قال تعالى: {قُلْ مَن يُنَجِّيكُم مِّن ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً لَّئِنْ أَنجَانَا مِنْ هَـذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ} الأنعام: 63.
وقال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُواْ بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} الأنعام: 97.
وقال تعالى: {هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُواْ بِهَا جَاءتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءهُمُ الْمَوْجُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُاْ اللّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنجَيْتَنَا مِنْ هَـذِهِ لَنَكُونَنِّ مِنَ الشَّاكِرِينَ} يونس: 22.
وقال تعالى: {وَإِذَا مَسَّكُمُ الْضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَن تَدْعُونَ إِلاَّ إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الإِنْسَانُ كَفُوراً} الإسراء: 67.
وقال تعالى: {أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ} النور: 40.
وقال تعالى: {أَمَّن يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَن يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} النمل: 63. |
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: 30 قصة من قصص البحار في القرآن - المقدمة الإثنين 09 نوفمبر 2015, 8:37 pm | |
| 27-كلمات الله تعالى مقارنة بماء البحر يقول الله تعالى: قل يا محمد لو كان ماء البحر مداداً للقلم الذي تكتب به كلمات ربى وحكمه وآياته الدالة عليه، لنفد البحر أي: لفرغ البحر قبل أن يفرغ من كتابة ذلك ولو جئنا بمثله أي: بمثل البحر آخر، ثم آخر، وهلم جرا، بحور تمده ويكتب بها، لما نفدت كلمات الله، كما قال تعالى : "ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله إن الله عزيز حكيم" لقمان: 27. قال الربيع بن أنس: إن مَثَلَ علم العباد كلهم في علم الله كقطرة من ماء البحور كلها، وقد أنزل الله ذلك: قل لو كان البحر مداداً لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مدداً.
يقول: لو كان البحر مداداً لكلمات الله، والشجر كله أقلام، لانكسرت الأقلام وفني ماء البحر، وبقيت كلمات الله قائمة لا يفنيها شيء; لأن أحداً لا يستطيع أن يقدر قدره ولا يثني عليه كما ينبغي، حتى يكون هو الذي يثني على نفسه، إن ربنا كما يقول وفوق ما نقول، إن مثل نعيم الدنيا أولها وآخرها في نعيم الآخرة، كحبة من خردل في خلال الأرض كلها.
وقال الحسن البصري: لو جعل شجر الأرض أقلاماً، وجعل البحر مداداً، وقال الله: "إن من أمري كذا، ومن أمري كذا" لنفد ما في البحور، وتكسرت الأقلام.
وقال قتادة: قال المشركون إنما هذا كلام يوشك أن ينفد، فقال الله تعالى: ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام أي: لو كان شجر الأرض أقلاماً، ومع البحر سبعة أبحر، ما كان لتنفد عجائب ربي وحكمته وخلقه وعلمه.
قال الله تعالى:
{قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَاداً لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَداً} الكهف: 109.
وقال تعالى:
{وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} لقمان: 27. |
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: ظهور الفساد في البحر الإثنين 09 نوفمبر 2015, 8:42 pm | |
| 28- ظهور الفساد في البحر ----------------------- عقد علماء البيئة اجتماعاً في فرنسا عام 2007م وخرجوا بثلاث نتائج اتفق عليها أكثر من 500 عالم من مختلف دول العالم:
1- لقد بدأت نسب التلوث تتجاوز حدوداً لم يسبق لها مثيل من قبل في تاريخ البشرية، وهذا يؤدي إلى إفساد البيئة في البر والبحر.
ففي البر هنالك فساد في التربة، وفساد في المياه الجوفية وتلوثها، وفساد في النباتات، حيث اختل التوازن النباتي على اليابسة.
وفي البحر بدأت الكتل الجليدية بالذوبان بسبب ارتفاع حرارة الجوّ، وبدأت الكائنات البحرية بالتضرر نتيجة ذلك.
إذن هنالك فساد في البيئة.
2- اتفق 500 عالم على أن الإنسان هو المسؤول عن هذا الإفساد للبيئة، ويقولون: إن الناس بسبب إفراطهم وعدم مراعاتهم للتوازن البيئي الطبيعي، فالحروب والتلوث والإفراط في استخدام التكنولوجيا، دون مراعاة البيئة وقوانينها، كل ذلك أدى إلى تسارع في زيادة نسبة الكربون في الجوّ حيث تضاعفت نسبته أكثر من عشرة أضعاف منذ بداية الثورة الصناعية (أي منذ 300 سنة).
وهناك ظاهرة تسمى الاحتباس الحراري، فالغازات الناتجة عن المصانع والسيارات تُحبس داخل الغلاف الجوي وترفع درجة حرارته وتلوث الجوّ والبر والبحر، وتؤدي إلى ازدياد نسبة الكربون، وقد أكد العلماء إن الناس هم الذين سببوا هذا الإفساد في البيئة وأخلّوا بالتوازن الطبيعي لها.
3- وجّه العلماء في نهاية اجتماعهم نداء عاجلاً وإنذاراً لجميع دول العالم أن يتخذوا الإجراءات السريعة والمناسبة للحدّ من التلوث لتلافي الأخطار القادمة الناتجة عن التلوث الكبير في الجو والبحر واليابسة.
والإعجاز العلمي في آية واحدة من القرآن الكريم، فقد تحدث القرآن الكريم في آية من آياته عن هذه النتائج الثلاثة بدقة مذهلة.
يقول تعالى: (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) [الروم: 41].
فقد تضمنت هذه الآية الكريمة إشارة إلى النتائج الثلاثة التي اتفق عليها العلماء اليوم وهي:
1- (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ): اتفق العلماء على أن الفساد في البيئة وكلمة الفساد تشمل التلوث والتغيرات المناخية وكل شيء جاوز الحدّ، ومن معاني الفساد (الجدْب) أي التصحر، وهو ما يحدث اليوم على الأرض حيث يؤكد العلماء أن المساحة الخضراء تتقلص بفعل البشر وسوف تزداد الأراضي الجافة والمتصحرة في الأعوام القادمة بسبب زيادة التلوث.
ويؤكدون أيضاً أن الفساد البيئي يشمل البرّ والبحر، تماماً كما جاء في الآية الكريمة. 2- (بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ): يؤكد العلماء أن التلوث والفساد البيئي في البر والبحر إنما نتج عن الإنسان، فالناس هم المسؤولون عن هذا التغير البيئي الخطير، تماماً كما حدثنا القرآن قبل ألف وأربع مئة سنة.
3- (لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ): وتتضمن هذه الآية تحذيراً للناس في أن يرجعوا إلى الإصلاح في الأرض وتدارك هذا الفساد البيئي الذي نتج بسبب تجاوزهم الحدود التي خلق الله الأرض عليها وأن يعيدوا للغلاف الجوي توازنه ويقللوا من كمية الملوثات التي يطلقونها كل يوم والتي تقدر بملايين الأطنان!! هذا التحذير هو نفسه الذي أطلقته منظمة الأمم المتحدة قبل أيام!!
إذن الآية الكريمة تحدثت ظهور الفساد الذي يشمل البر والبحر، وقد عبّر القرآن عن ذلك بكلمة (ظَهَرَ) بالماضي لأن القرآن لا ينطق إلا بالحق فالمستقبل بالنسبة لله تعالى هو حقيقة واقعة لا مفر منها وكأنها وقعت في الماضي وانتهى الأمر، ولذلك جاء التعبير عن هذه الحقيقة العلمية بالفعل الماضي. كذلك تحدثت الآية الكريمة عن المسؤول عن هذا الفساد البيئي وحددّت الفاعل وهو الإنسان، وتحدثت عن إمكانية الرجوع إلى العقل والمنطق وإلى العمل على إعادة التوازن للأرض.
واليوم يخبرنا العلماء أن نسبة التلوث ازدادت من جديد فنجد العلماء يطلقون الصيحات المحذرة للبشر ألا يلوّثوا هذه الأرض لأن ذلك سيؤدي إلى الكثير من الكوارث البيئية ولذلك فقد سبق القرآن هؤلاء العلماء للإشارة إلى هذه الحقيقة العلمية فأكد لنا القرآن أن الأرض كانت ذات يوم غير صالحة للحياة فأصلحها الله وأمرنا ألا نفسد فيها وأن ندعو الله ليجنبنا شر الكوارث.
قال الله تعالى: (وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) [الأعراف: 56].
وفي ظل هذه الإشارات المظلمة لمستقبل الأرض، تأتي إشارة نبوية كريمة بالأمل لنا نحن المسلمين عندما أكد لنا بأن البلاد العربية وهي في معظمها صحارى سوف تعود مروجاً وأنهاراً، يقول عليه الصلاة والسلام: (لا تقوم الساعة حتى تعود أرض العرب مروجاً وانهاراً) [رواه مسلم].
في هذا الحديث الشريف بشرى للمسلمين أن الأنهار والمياه والأمطار سوف تكثر وستكون سبباً في جعل هذه الصحارى مليئة بالغابات والأشجار والبحيرات، وهذا ما يؤكده العلماء في أبحاثهم حديثاً.
ولذلك ينبغي علينا أن نكثر من الدعاء لله تعالى وأن نكثر من الاستغفار فالله تعالى يقول على لسان نبيه نوح عليه السلام: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا) [نوح: 10-12].
وتشير الصور الملتقطة بالأقمار الاصطناعية إلى أن منطقة الربع الخالي وهي من صحراء خالية اليوم، كانت ذات يوم مغطاة بغطاء نباتي كثيف وكانت البحيرات والأنهار تنتشر فيها، وسوف تعود مستقبلاً لتمتلئ بالأنهار والمروج. قال الله تعالى: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} الروم: 41. |
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: 29- البحر المسجور الإثنين 09 نوفمبر 2015, 8:46 pm | |
| 29- البحر المسجور تمتد التصدعات الأرضية لتشمل قاع البحار والمحيطات، ففي قاع البحار هناك تصدعات للقشرة الأرضية وشقوق يتدفق من خلالها السائل المنصهر من باطن الأرض.
وقد اكتشف العلم الحديث هذه الشقوق حيث تتدفق الحمم المنصهرة في الماء لمئات الأمتار، والمنظر يوحي بأن البحر يحترق! هذه الحقيقة حدثنا عنها القرآن عندما أقسَم الله تعالى بالبحر المسجور أي المشتعل، يقول عز وجل: (والبحر المسجور) [الطور: 6].
إن القرآن لو كان صناعة بشرية لامتزج بثقافة عصره، فمنذ أربعة عشر قرناً لم يكن لدى إنسان من الحقائق إلاَّ الأساطير والخرافات البعيدة عن الواقع، وإن خلوّ القرآن من أيٍّ من هذه الأساطير يمثل برهاناً مؤكداً على أنه كتاب ربِّ العالمين، أنزله بقدرته وبعلمه.
ولكن قد يتساءل المرء عن سرّ وجود هذه الصدوع.
ولماذا جعل الله الأرض متصدعة في معظم أجزائها؟ إن الجواب عن ذلك بسيط، فلولا هذه الصدوع، ولو كانت القشرة الأرضية كتلة واحدة لا شقوق فيها، لحُبس الضغط تحتها بفعل الحرارة والحركة وأدَّى ذلك إلى تحطم هذه القشرة وانعدمت الحياة. لذلك يمكن القول إن هذه الصدوع هي بمثابة فتحات تتنفس منها الأرض، وتخرج شيئاً من ثقلها وحرارتها وضغطها للخارج.
وبتعبير آخر هي صمام الأمان الذي يحفظ استقرار الأرض وتوازنها.
إن حقيقة البحر المشتعل أو (البحر المسجور) أصبحت يقيناً ثابتاً.
فنحن نستطيع اليوم مشاهدة الحمم المنصهرة في قاع المحيطات وهي تتدفق وتُلهب مياه المحيط ثم تتجمَّد وتشكل سلاسل من الجبال قد يبرز بعضها إلى سطح البحر مشكلاً جزراً بركانية.
هذه الحقيقة العلمية لم يكن لأحد علم بها أثناء نزول القرآن ولا بعده بقرون طويلة، فكيف جاء العلم إلى القرآن ومَنْ الذي أتى به في ذلك الزمان؟
إنه الله تعالى الذي يعلم السرَّ وأخفى والذي حدثنا عن اشتعال البحار ويحدثنا عن مستقبل هذه البحار عندما يزداد اشتعالها: (وإذا البحار سُجّرت) [التكوير: 6]، ثم يأتي يوم لتنفجر هذه البحار، يقول تعالى: (وإذا البحار فُجّرت) [الانفطار: 3].
وهنا نكتشف شيئاً جديداً في أسلوب القرآن أنه يستعين بالحقائق العلمية لإثبات الحقائق المستقبلية، فكما أن البحار نراها اليوم تشتعل بنسبة قليلة، سوف يأتي ذلك اليوم عندما تشتعل جميعها ثم تنفجر، وهذا دليل علمي على يوم القيامة.
وتظهر هذه الصورة حمم منصهرة تتدفق في قاع المحيط، توضح كيف تحمي ماء البحر، فهو بحر مسجور كما وصفه الله تعالى. وهذه صورة حقيقية للبحر المسجور الذي أقسم الله به، ولم يكتشف العلماء حقيقته إلا بعد أربعة عشر قرناً، وهذا المشهد يؤكد صحة ما جاء في القرآن بعكس ما يدعيه الملحدون من أن القرآن من تأليف محمد صلى الله عليه وسلم. المصدر: موقع عبد الدائم الكحيل.
قال الله تعالى: {وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ} الطور: 6. وقال تعالى: {وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ} التكوير: 6. قال تعالى: {وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ} الانفطار: 3. |
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: 30- الاستغفار سبب لجريان الأنهار الإثنين 09 نوفمبر 2015, 8:49 pm | |
| 30- الاستغفار سبب لجريان الأنهار الاستغفار وهو طلب مغفرة الذنوب وستر العيوب من الله الغفور الرحيم, وقد جعل الله عز وجل للمستغفرين الصادقين ثواباً عظيماً دنيوياً، ثم في الآخرة.
وللاستغفار ثمرات كثيرة بيَّنها القرآن الكريم, منها هُطول الأمطار وجريان الأنهار:
- قال نبي الله هود عليه السلام: (ويا قومِ استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدراراً ويزدكم قوةً إلى قوتكم ولا تتولوا مجرمين) سورة هود: 52.
- وقال نوح عليه السلام في سورة نوح: (فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفاراً, يُرسل السماء عليكم مدراراً, ويمددكم بأموالٍ وبنين ويجعل لكم جناتٍ ويجعل لكم أنهاراً).
فترى أنَّ نوح عليه السَّلام يجعل الاستغفار سبباً مؤثراً في نزول المطر وكثرة الأموال وجريان الأنهار، ووفرة الأولاد.
وإنكار تأثير الاستغفار في هذه الكائنات أشبه بكلمات الملاحدة. قال الله تعالى: "فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً {10} يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً {11} وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً" {12} نوح. |
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: 31- طلبات الكفار حتى يؤمنوا بالله تعالى الإثنين 09 نوفمبر 2015, 8:53 pm | |
| 31- طلبات الكفار حتى يؤمنوا بالله تعالى
قوله تعالى: "وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعاً" نزلت في رؤساء قريش مثل عتبة وشيبة ابني ربيعة، وأبي سفيان والنضر بن الحارث، وأبي جهل وعبد الله بن أبي أمية، وأمية بن خلف وأبي البختري، والوليد بن المغيرة وغيرهم.
وذلك أنهم لما عجزوا عن معارضة القرآن ولم يرضوا به معجزة، اجتمعوا -فيما ذكر ابن إسحاق وغيره- بعد غروب الشمس عند الكعبة، ثم قال بعضهم لبعض: ابعثوا إلى محمد صلى الله عليه وسلم فكلموه وخاصموه حتى تعذروا فيه، فبعثوا إليه أن أشراف قومك قد اجتمعوا إليك ليكلموك فأتهم، فجاءهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يظن أن قد بدا لهم فيما كلمهم فيه بدو، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم حريصاً يحب رشدهم ويعز عليه عنتهم، حتى جلس إليهم فقالوا له: يا محمد! إنا قد بعثنا إليك لنكلمك، وإنا والله ما نعلم رجلاً من العرب أدخل على قومه ما أدخلت على قومك؛ لقد شتمت الآباء وعبت الدين وشتمت الآلهة وسفهت الأحلام وفرَّقت الجماعة، فما بقي أمر قبيح إلا قد جئته فيما بيننا وبينك: - فإن كنت إنما جئت بهذا الحديث تطلب به مالاً جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثرنا مالاً.
- وإن كنت إنما تطلب به الشرف فينا فنحن نسودك علينا.
- وإن كنت تريد به ملكا ملكناك علينا.
- وإن كان هذا الذي يأتيك رئياً تراه قد غلب عليك -وكانوا يسمون التابع من الجن رئياً- فربما كان ذلك بذلنا أموالنا في طلب الطب لك حتى نبرئك منه أو نعذر فيك.
فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مابي ما تقولون ماجئت بما جئتكم به أطلب أموالكم ولا الشرف فيكم ولا المُلك عليكم ولكن الله بعثني إليكم رسولاً وأنزل عليَ كتاباً وأمرني أن أكون لكم بشيراً ونذيراً فبلغتكم رسالات ربي ونصحت لكم فإن تقبلوا مني ما جئتكم به فهو حظكم في الدنيا والآخرة وإن تردوه علي أصبر لأمر الله حتى يحكم الله بيني وبينكم".
قالوا: يا محمد، فإن كنت غير قابل منا شيئاً مما عرضناه عليك، فإنك قد علمت أنه ليس من الناس أحد أضيق بلداً ولا أقل ماءً ولا أشد عيشاً منا، فسل لنا ربك الذي بعثك بما بعثك به:
- فليسير عنا هذه الجبال التي قد ضيقت علينا.
- وليبسط لنا بلادنا وليخرق لنا فيها أنهاراً كأنهار الشام.
- وليبعث لنا من مضى من آبائنا.
- وليكن فيمن يبعث لنا قُصي بن كلاب؛ فإنه كان شيخ صدق فنسألهم عما تقول، أحقٌ هو أم باطل، فإن صدقوك وصنعت ما سألناك صدقناك، وعرفنا به منزلتك من الله تعالى، وأنه بعثك رسولاً كما تقول.
فقال لهم صلوات الله عليه وسلامه: "ما بهذا بعثت إليكم إنما جئتكم من الله تعالى بما بعثني به وقد بلّغتكم ما أرسلتُ به إليكم فإن تقبلوه فهو حظكم في الدنيا والآخرة وإن تردوه عليَّ أصبر لأمر الله حتى يحكم اللهُ بيني وبينكم).
قالوا: فإذا لم تفعل هذا لنا فخذ لنفسك! سل ربك أن يبعث معك ملكاً يُصدقك بما تقول ويراجعنا عنك، واسأله فليجعل لك جناناً وقصوراً وكنوزاً من ذهب وفضة يُغنيك بها عما نراك تبتغي؛ فإنك تقوم بالأسواق وتلتمس المعاش كما نلتمس، حتى نعرف فضلك ومنزلتك من ربك إن كنت رسولاً كما تزعم.
فقال لهم رسول الله: "ما أنا بفاعل وما أنا بالذي يسأل ربه هذا وما بعثت بهذا إليكم ولكن الله بعثني بشيراً ونذيراً -أو كما قال- فإن تقبلوا مني ما جئتكم به فهو حظكم في الدنيا والآخرة وإن تردوه علي أصبر لأمر الله حتى يحكم الله بيني وبينكم).
قالوا: فأسقط السماء علينا كسفاً كما زعمت أن ربك إن شاء فعل؛ فإنا لن نؤمن لك إلا أن تفعل.
قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ذلك إلى الله -عز وجل- إن شاء أن يفعله بكم فعل).
قالوا: يا محمد، فما علم ربك أنا سنجلس معك ونسألك عما سألنا عنه ونطلب منك ما نطلب، فيتقدم إليك فيُعلمك بما تراجعنا به، ويُخبرك ما هو صانع في ذلك بنا إذ لم نقبل منك ما جئتنا به، إنه قد بلغنا إنما يُعلمك هذا رجل من اليمامة يقال له الرحمن، وإنا والله لا نؤمن بالرحمن أبداً، فقد أعذرنا إليك يا محمد، وإنا والله لا نتركك وما بلغت منا حتى نهلكك أو تهلكنا.
وقال قائلهم: نحن نعبد الملائكة وهي بنات الله.
وقال قائلهم: لن نؤمن لك حتى تأتي بالله والملائكة قبيلاً.
فلما قالوا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، قام عنهم وقام معه عبد الله بن أبي أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، وهو ابن عمته، هو لعاتكة بنت عبد المطلب، فقال له: يا محمد عرض عليك قومك ما عرضوا فلم تقبله منهم.
- ثم سألوك لأنفسهم أموراً ليعرفوا بها منزلتك من الله كما تقول، ويصدقوك ويتبعوك فلم تفعل.
- ثم سألوك أن تأخذ لنفسك ما يعرفون به فضلك عليهم ومنزلتك من الله فلم تفعل.
- ثم سألوك أن تعجل لهم بعض ما تخوفهم به من العذاب فلم تفعل.
ثم قال: فوالله لا أؤمن بك أبداً حتى تتخذ إلى السماء سلماً، ثم ترقى فيه وأنا أنظر حتى تأتيها، ثم تأتي معك بصك معه أربعة من الملائكة يشهدون لك أنك كما تقول، وأيم الله لو فعلت ذلك ما ظننت أني أصدقك ثم انصرف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهله حزيناً أسفاً لما فاته ممَّا كان يطمع به من قومه حين دعوه، ولما رأى من مباعدتهم إياه، كله لفظ ابن إسحاق.
وذكر الواحدي عن عكرمة عن ابن عباس -رضي الله عنهم-: فأنزل الله تعالى: "وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعاً".
وقال تعالى: "وَقَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ يَنبُوعاً {90} أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الأَنْهَارَ خِلالَهَا تَفْجِيراً {91}" الإسراء. <<<<<<<<<<<<<<<<>>>>>>>>>>>>> تم الانتهاء من هذا الكتاب بإذن الله تعالى ومشيئته يوم الأربعاء 12 من رجب 1434هـ الموافق 22 من مايو 2013م. أحمد علي محمد علي مرسي -------------------------------- ahmedaly240@hotmail.com ahmedaly2407@gmail.com |
|
| |
| 30 قصة من قصص البحار في القرآن - المقدمة | |
|