|
| 30 قصة من قصص البحار في القرآن - المقدمة | |
| | |
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52465 العمر : 72
| موضوع: 30 قصة من قصص البحار في القرآن - المقدمة الأربعاء 21 أكتوبر 2015, 1:42 pm | |
| 30 قصة من قصص البحار في القرآن تأليف: أبو إســــــــــلام أحمد بن عـلي غفر الله تعالى له ولوالـديه وللمسلميـن ------------------------------------- حقوق المؤلف: حقوق الترجمة لأي لغة عالمية وحقوق الطبع والنشر والنسخ والنقل والتوزيع مكفولة للجميع, ولجميع كتبي المنشورة من قبل وللتي ستنشر إن شاء الله تعالى مستقبلاً إن أحيانا الله تعالى, بشرط عدم التبديل والتغيير في الكتب ولا في أي جزء منها من أول الغلاف إلى آخر صفحة منها.
(نسأل الله تعالى حسن النية وقبولها كعلم ينتفع به بعد مماتنا.. آمين) عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية أو علم يُنتفع به أو ولدٍ صالح يدعو له) تحقيق الألباني: (صحيح) انظر حديث رقم: 793 في صحيح الجامع. ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, المؤلف طبيب بيطري: أحمد علي محمد علي مرسي الشهير بـ/ أبو إسلام أحمد بن علي جمهورية مصر العربية - الإسكندرية ahmedaly240@hotmail.com ahmedaly2407@gmail.com ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم (ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب). وبعد: قال تعالى: (مَرَجَ الْبَحْرَيْن ِيَلْتَقِيَانِ {19} بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَّا يَبْغِيَان {20}) سورة الرحمن، كان العرب قديماً يستخدمون مصطلح بحر على أي تجمع للماء الكثير مالحاً كان أو عذباً، يقول الله تعالى: {وَهُو َالَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْن هَذَا عَذْب ٌفُرَات ٌوَهَذَا مِلْحٌ أُجَاج وَجَعَل َبَيْنَهُمَا بَرْزَخاً وَحِجْراً مَّحْجُوراً} سورة الفرقان 53.
وعند البحث في القرآن الكريم وجدنا أنه قد تم ذكر البحر في القرآن الكريم (44) مرة, وجاء ذكر النهر (51) مرة وكذلك تتبعنا عيون وآبار الماء المذكورة في القرآن الكريم ووجدنا قد ذكرت أكثر من (20) مرة وقد تتبعنا قصص البحار والأنهار وعيون الماء والآبار المذكورة بالقرآن الكريم وقدمنا مختصر لكل قصة من هذه القصص والآيات القرآنية الخاصة بكل قصة مع ذكر الآيات القرآنية الخاصة بكل قصة.
نبتهل إلى الله تعالى أن يتقبل عملنا هذا خالصاً لوجهه الكريم, عسى أن ينفع به وأن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه, وأن نعي ونتأسى ونتبع سنة النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم فإنها خير الطريق إلى جنة الخلد بإذن الله تعالى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحَسُنَ أولئكَ رفيقاً. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. المؤلف/ أبو إسلام أحمد بن علي ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, الفهــــــــرس: حقوق المؤلف ............................... 2 مقدمة ........................................ 3 الفهــــــــــــــــــــرس: .................... 4 1- البحر في قصة نوح -عليه السلام- .... 6 2- البحر في قصة يونس -عليه السلام- .. 15 3- قصة موسى المولود –عليه السلام- مع نهر النيل ..... 19 4- قصة موسى الشاب -عليه السلام- مع بئر ماء مدين ... 22 5- قصة موسى -عليه السلام- وشق البحر لفلقين عظيمين .. 26 6- قصة موسى -عليه السلام- مع عجل السامري الذي نسفه في البحر ..... 30 7- قصة موسى -عليه السلام- مع الخضر عند مجمع البحرين .. 34 8- قصة عيون موسى -عليه السلام- ... 43 9- ابتلاء الله تعالى لقوم فرعون بالطوفان ... 45 10- قصة القرية التي كانت حاضرة البحر ... 48 11- النهر في قصة طالوت وجالوت ....... 54 12- قصة ناقة صالح -عليه السلام- مع عين الماء ... 58 13- قصة أيوب -عليه السلام- مع عين الماء .. 65 14- نهر ماء لمريم -عليها السلام- ............ 67 15- فرعون مصر يفتخر بنهر النيل ....... 70 16- قصة الجنتين والنهر .................... 73 17- الملكة بلقيس واللجة ................. 76 18- ذو القرنين والعين الحمأة .................. 80 19- أنهار الجنة وعيونها .................. 82 20- العين الآنية في جهنم ................... 86 21- مرج البحرين يلتقيان .................. 89 22- رحمة الله تعالى تفجر الأنهار من الأحجار .... 94 23- البحر من آيات الله تعالى ................ 97 24- صيد البحر ....................... 102 25- علم الله تعالى بما في أعماق البحار ......... 106 26- الهول في ظلمات البحار .................110 27- كلمات الله تعالى مقارنة بماء البحر ............ 113 28- ظهور الفساد في البحر ......................... 115 29- البحر المسجور ................ 120 30- الاستغفار سبب لجريان الأنهار ............... 123 31- طلبات الكفار حتى يؤمنوا بالله تعالى ........... 125 الختام ................... 128. |
| | | أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52465 العمر : 72
| | | | أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52465 العمر : 72
| | | | أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52465 العمر : 72
| | | | أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52465 العمر : 72
| موضوع: 4- قصة موسى الشاب–عليه السلام- مع بئر ماء مدين الأربعاء 21 أكتوبر 2015, 2:08 pm | |
| 4- قصة موسى الشاب–عليه السلام- مع بئر ماء مدين أحمد علي محمد علي مرسي ------------------------------ كبر موسى في بيت فرعون، كان موسى يعلم أنه ليس ابناً لفرعون، إنما هو واحد من بني إسرائيل، وكان يرى كيف يضطهد رجال فرعون وأتباعه بني إسرائيل، وكبر موسى وبلغ أشده وراح يتمشى فيها فوجد رجلاً من اتباع فرعون وهو يقتتل مع رجل من بني إسرائيل، واستغاث به الرجل الضعيف فتدخل موسى وأزاح بيده الرجل الظالم فقتله.
كان موسى قوياً جداً، ولم يكن يقصد قتل الظالم، إنما أراد إزاحته فقط، لكن ضربته هذه قتلته، ففوجئ موسى به وقد مات وقال لنفسه: (هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ)، ودعا موسى ربه: (قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي)، وغفر الله تعالى له، (إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ).
أصبح موسى (فِي الْمَدِينَةِ خَائِفًا يَتَرَقَّبُ)، كان هذا حال موسى، حال إنسان مطارد، فهو خائف، يتوقع الشر في كل خطوة، وهو مترقب، يلتفت لأوهى الحركات وأخفاها، ووعد موسى بأن لا يكون ظهيراً للمجرمين، لن يتدخل في المشاجرات بين المجرمين والمشاغبين ليدافع عن أحد من قومه، وفوجئ موسى أثناء سيره بنفس الرجل الذي أنقذه بالأمس وهو يناديه ويستصرخه اليوم.
كان الرجل مشتبكاً في عراك مع أحد المصريين، وأدرك موسى بأن هذا الإسرائيلي مشاغب، أدرك أنه من هواة المشاجرات، وصرخ موسى في الإسرائيلي يعنفه قائلا: (إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُّبِينٌ)، قال موسى كلمته واندفع نحوهما يريد البطش بالمصري، واعتقد الإسرائيلي أن موسى سيبطش به هو، فدفعه الخوف من موسى إلى استرحامه صارخاً، وذكّره بالمصري الذي قتله بالأمس. فتوقف موسى واستدار موسى عائداً ومضى وهو يستغفر ربه وأدرك المصري الذي كان يتشاجر مع الإسرائيلي أن موسى هو قاتل المصري الذي عثروا على جثته أمس ولم يكن أحد من المصرين يعلم من القاتل، فنشر هذا المصري الخبر في أرجاء المدينة، وانكشف سر موسى وظهر أمره، وجاء رجل مصري مؤمن من أقصى المدينة مسرعاً، ونصح موسى بالخروج من مصر، لأن المصريين ينوون قلته.
خرج موسى من مصر على الفور، خائفاً يتلفت ويتسمع ويترقب، في قلبه دعاء لله: (رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)، وكان القوم ظالمين حقاً، ألا يريدون تطبيق عقوبة القتل العمد عليه، وهو لم يفعل شيئا أكثر من أنه مد يده وأزاح رجلا فقتله خطأ؟ وخرج موسى من مصر على عجل، لم يذهب إلى قصر فرعون ولم يغير ملابسه ولم يأخذ طعاماً للطريق ولم يعد للسفر عدته، لم يكن معه دابة تحمله على ظهرها وتوصله، ولم يكن في قافلة، إنما خرج بمجرد أن جاءه الرجل المؤمن وحذره من فرعون ونصحه أن يخرج، فاختار طريقاً غير مطروق وسلكه، دخل في الصحراء مباشرة واتجه إلى حيث قدرت له العناية الإلهية أن يتجه.
لم يكن موسى يسير قاصداً مكاناً معيناً، هذه أول مرة يخرج فيها ويعبر الصحراء وحده، وظل يسير بنفسية المطارد حتى وصل إلى مكان، كان هذا المكان هو مدين، جلس يرتاح عند بئر عظيمة يسقي الناس منها دوابهم، وكان خائفاً طوال الوقت أن يرسل فرعون من وراءه من يقبض عليه.
لم يكد موسى يصل إلى مدين حتى ألقى بنفسه تحت شجرة واستراح، نال منه الجوع والتعب، وسقطت نعله بعد أن ذابت من مشقة السير على الرمال والصخور والتراب، ولم تكن معه نقود لشراء نعل جديدة. ولم تكن معه نقود لشراء طعام أو شراب، لاحظ موسى جماعة من الرعاة يسقون غنمهم، ووجد امرأتين تكفان غنمهما أن يختلطا بغنم القوم، أحس موسى بما يشبه الإلهام أن الفتاتين في حاجة إلى المساعدة.
تقدم منهما وسأل هل يستطيع أن يساعدهما في شيء، فقالت إحداهما: نحن ننتظر أن ينتهي الرعاة من سقي غنمهم لنسقي، سأل موسى: ولماذا لا تسقيان؟ قالت الأخرى: لا نستطيع أن نزاحم الرجال، اندهش موسى لأنهما ترعيان الغنم، والمفروض أن يرعى الرجال الأغنام، فهذه مهمة شاقة ومتعبة وتحتاج إلى اليقظة.
سأل موسى: لماذا ترعيان الغنم؟ فقالت واحدة منهما: أبونا شيخ كبير لا تساعده صحته على الخروج كل يوم للرعي. فقال موسى: سأسقي لكما. وسار موسى نحو الماء. وسقى لهم الغنم مع بقية الرعاة. وفي رواية أن الرعاة قد وضعوا على فم البئر بعد أن انتهوا منها صخرة ضخمة لا يستطيع أن يحركها غير عدد من الرجال. فرفع موسى الصخرة وحده. وسقى لهما الغنم وأعاد الصخرة إلى مكانها، وتركهما وعاد يجلس تحت ظل الشجرة. وتذكر لحظتها الله وناداه في قلبه: (رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ)عادت الفتاتان إلى أبيهما الشيخ. سأل الأب: عدتما اليوم سريعاً على غير العادة؟! قالت إحداهما: تقابلنا مع رجل كريم سقى لنا الغنم. فقال الأب لابنته: اذهبي إليه وقولي له: (إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ) ليعطيك (أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا) ذهبت واحدة من الفتاتين إلى موسى، ووقفت أمامه وأبلغته رسالة أبيها. فنهض موسى وبصره في الأرض. إنه لم يسق لهما الغنم ليأخذ منهن أجراً، وإنما ساعدهما لوجه الله، غير أنه أحس في داخله أن الله هو الذي يوجه قدميه فنهض.
سارت البنت أمامه، هبت الرياح فضربت ثوبها فخفض موسى بصره حياء وقال لها: سأسير أنا أمامك ونبهيني أنت إلى الطريق، وقدم له الشيخ الطعام وسأله: من أين قدم وإلى أين سيذهب؟ حدثه موسى عن قصته، فقال الشيخ: (لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)، هذه البلاد لا تتبع مصر، ولن يصلوا إليك هنا، فاطمأن موسى ونهض لينصرف.
قالت ابنة الشيخ لأبيها همسا: (يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ). سألها الأب: كيف عرفت أنه قوي؟ قالت: رفع وحده صخرة لا يرفعها غير عدد رجال. سألها: وكيف عرفت أنه أمين؟ قالت: رفض أن يسير خلفي وسار أمامي حتى لا ينظر إلي وأنا أمشي، وطوال الوقت الذي كنت أكلمه فيه كان يضع عينيه في الأرض حياءً وأدباً.
وعاد الشيخ لموسى وقال له: أريد يا موسى أن أزوجك إحدى ابنتي على أن تعمل في رعي الغنم عندي ثماني سنوات، فإن أتممت عشر سنوات فمن كرمك، لا أريد أن أتعبك، قال موسى: هذا اتفاق بيني وبينك، والله شاهد على اتفاقنا، وهكذا عاش موسى يخدم الشيخ عشر سنوات كاملة.
قال تعالى: (وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاء مَدْيَنَ قَالَ عَسَى رَبِّي أَن يَهْدِيَنِي سَوَاء السَّبِيلِ {22} وَلَمَّا وَرَدَ مَاء مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاء وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ {23} فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ {24} فَجَاءتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاء قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَاءهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ {25}) القصص.
عدل سابقا من قبل أحمـــــد لبـــــن في الأربعاء 21 أكتوبر 2015, 2:24 pm عدل 1 مرات |
| | | أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52465 العمر : 72
| | | | أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52465 العمر : 72
| | | | أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52465 العمر : 72
| | | | أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52465 العمر : 72
| | | | أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52465 العمر : 72
| | | | أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52465 العمر : 72
| | | | أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52465 العمر : 72
| | | | أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52465 العمر : 72
| | | | أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52465 العمر : 72
| موضوع: قصة أيوب عليه السلام مع عين الماء الإثنين 02 نوفمبر 2015, 8:23 am | |
| 13- قصة أيوب عليه السلام مع عين الماء كان أيوب عليه السلام نبياً كريمًا يرجع نسبه إلى إبراهيم الخليل عليه السلام، قال تعالى: (ومن ذريته داود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون) [الأنعام: 84]، وكان أيوب كثير المال والأنعام والعبيد، وكان له زوجة طيبة وذرية صالحة؛ فأراد الله أن يختبره ويمتحنه، ففقد ماله، ومات أولاده، وضاع ما عنده من خيرات ونعم، وأصابه المرض، فصبر أيوب على ذلك كله، وظل يذكر الله -عز وجل- ويشكره.
ومرت الأيام، وكلما مر يوم اشتد البلاء على أيوب، إلا أنه كان يلقى البلاء الشديد بصبر أشد، ولما زاد عليه البلاء، انقطع عنه الأهل، وابتعد عنه الأصدقاء، فصبر ولم يسخط أو يعترض على قضاء الله.
وظل أيوب في مرضه مدة طويلة لا يشتكي، ولا يعترض على أمر الله، وظل صابرًا محتسبًا يحمد الله ويشكره، فأصبح نموذجاً فريدًا في الصبر والتحمل.
وبعد طول صبر، توجه أيوب إلى ربه؛ ليكشف عنه ما به من الضر والسقم: (أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين) [الأنبياء: 83].
فأوحى الله إلى أيوب أن يضرب الأرض بقدمه، فامتثل أيوب لأمر ربه، فانفجرت عين ماء باردة فاغتسل منها؛ فشفي بإذن الله، فلم يبق فيه جرح إلا وقد برئ منه، ثم شرب شربة فلم يبق في جوفه داء إلا خرج، وعاد سليمًا، ورجع كما كان شابًا جميلاً، قال تعالى: (فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر) [الأنبياء: 84].
ونظرت زوجة أيوب إليه، فوجدته في أحسن صورة، وقد أذهب الله عنه ما كان به من ألم وأذى وسقم ومرض، وأصبح صحيحًا معافى، وأغناه الله، ورد عليه ماله وولده، قال تعالى: (وآتيناه أهله ومثلهم معهم رحمة من عندنا) [الأنبياء: 84].
وقد جعل الله -عز وجل- أيوب -عليه السلام- أسوة وقدوة لكل مؤمن ابتلي في جسده أو ماله أو ولده، حيث ابتلاه الله بما هو أعظم من ذلك فصبر واحتسب حتى فرج الله عنه.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: |
| | | أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52465 العمر : 72
| موضوع: نهر ماء لمريم عليها السلام الإثنين 02 نوفمبر 2015, 8:24 am | |
| 14- نهر ماء لمريم عليها السلام ذاتَ يومٍ خرجتْ مريمُ الصدّيقة عليها السلام مِن محرابها الذي كانتْ تعبدُ الله تعالى فيه فأرسل اللهُ إليها جبريلَ عليه السلام مُتشكّلاً بشكلِ شابٍّ أبيضَ الوجه.
مريمُ عليها السلام لَمّا رأتْ جبريلَ عليه السلام مُتشكّلاً في صورةِ شابٍّ أبيض الوجه لم تعرفْه ففزِعتْ منه واضطَرَبَت وخافتْ على نفسِها منه وظنتْه إنساناً جاءَ ليعتدي عليها، فقالت ما أخبر الله به: (قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَن مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا) [سورة مريم: 18]، أي إن كنت تقياً مطيعًا فلا تتعرضْ إليَّ بسوء.
فقالَ لها إنَّ اللهَ أرسلَه إليها ليهبَها ولدًا صالحًا طاهرًا منَ الذنوب، فقالت مريم: أنَّى يكون لي غلامٌ ولم يقربني زوجٌ ولم أكنْ فاجرةً زانية؟ فأجابها جبريلُ عليه السلامُ عن تعجّبِها بأنّ خَلْقَ ولدٍ من غيرِ أبٍ سَهلٌ هيِّنٌ على الله تعالى، وجعلَه اللهُ علامةً للناس ودليلاً على كمالِ قدرته سبحانه وتعالى وليجعلَه رحمةً ونعمة لِمَنْ اتّبعه وصدّقه وءامن به.
يقول رب العزّة في القرءان العظيم: (فَحَمَلَتْهُ فَانتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا * فَأَجَاءهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا * فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلاَّ تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا * وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا * فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا) [سورة مريم: 22 - 26].
نفخ جبريل عليه السلام في جيبِ دِرعها وهي الفتحةُ عند العُنُق، فحملت بعيسى عليه السلام ثم تنحت بحملها بعيدًا خوف أن يُعيّرَها الناس بولادتها من غير زوج، ثم ألجأها وجع الولادة إلى ساقِ نخلة يابسة وتمنّتِ الموت خوفًا من أذى الناس، وناداها جبريلُ عليه السلام من مكان من تحتها من أسفل الجبل يُطمئنُها ويخبرها أنّ الله تبارك وتعالى جعل تحتها نهرًا صغيراً ويطلبُ منها أن تهُزَّ جذع النخلة ليتساقطَ عليها الرطب الجنيّ الطريّ وأن تأكل وتشرب مما رزقها الله وأن تقرّ عينُها وأن تقول لِمَنْ رءاها وسألها عن ولدها إني نذرت للرحمن أن لا أكلّم أحدًا.
أتتِ السيدة مريم عليها السلام قومَها تحمل مولودَها عيسى عليه السلام على يدِها في بيت لحم، كما أخبرنا الله عز وجل في كتابه: (فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا) [ مريم: 27].
قالوا لها: لقد فعلتِ فِعلة منكرةً عظيمة، ظنوا بها السوء وصاروا يوبخونها ويُؤذونها وهي ساكتة لا تجيب لأنها أخبرتهم أنها نذرت للرحمن صومًا، ولما ضاق بها الحال أشارت إلى عيسى عليه السلام، أنْ كلِّموه، عندها قالوا لها ما أخبر الله به بقوله: (فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا) [مريم: 29].
عند ذلك أنطق الله تعالى بقدرته سيّدَنا عيسى عليه السلام، وكان رضيعًا: "قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً {30} وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَمَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً {31} وَبَرّاً بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيّاً {32} وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّاً {33} مريم.
أول كلمة قالها عيسى عليه السلام، إني عبد الله، اعتراف بالعبودية لله العزيز القهار، هذا أول ما نطق به عليه السلام وهو في المهد قال: (إِنِّي عَبْدُ اللهِ) وقوله:(وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا) أي جعلني نفاعًا معلّمًا للخير حيثما توجهت، ودعا عيسى قومَه إلى الإسلام إلى عبادة الله وحدَه وعدمِ الإشراك به شيئًا ولكنهم كذّبوه وحسدوه وقالوا عنه ساحر ولم يؤمن به إلا القليل.
قال تعالى: فَحَمَلَتْهُ فَانتَبَذَتْ بِهِ مَكَاناً قَصِيّاً {22} فَأَجَاءهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْياً مَّنسِيّاً {23} فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيّاً {24} وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيّاً {25} فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْناً فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْماً فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيّاً {26} مريم. |
| | | أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52465 العمر : 72
| موضوع: رد: 30 قصة من قصص البحار في القرآن - المقدمة الإثنين 02 نوفمبر 2015, 8:26 am | |
| 15- فرعون مصر يفتخر بنهر النيل لقد كان فرعون يتيه بقوته وثروته, وقوة فرعون في ملائه وجنده، وتتركز تلك القوة في قصر فرعون, وثروة فرعون في الأرض الزراعية المصرية، وتتركز تلك الثروة في نهر النيل الذي صارت به مصر مصراً, وقد وقف فرعون يتيه بقوته وثروته: (وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي أَفَلا تُبْصِرُونَ) [الزخرف: 51].
أي تحدث عن قومه "أي قوته" وتحدث عن ثروته "مُلك مصر" و"نهر النيل" وبإرادة الله الواحد القهار كان نهر النيل يعمل ضد فرعون ويتآمر عليه.
بدأ ذلك مع بداية فرعون في اضطهاد بني إسرائيل وذبحه لأطفالهم واستحيائه لنسائهم عندها بدأ النيل يتآمر على فرعون.
حمل النيل التابوت وفيه موسى رضيعاً إلى قصر فرعون ليقوم فرعون نفسه بتربية موسى ورعايته، ثم واصل النيل مؤامراته ضد فرعون فحمل إلى فرعون وآله الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم، وكانت تلك مجرد انذارات فلما لم يتعظ بها فرعون وآله كان غرقه أخيراً في اليم.
ويلاحظ أن كلمة "اليم" لم تأت في القرآن إلا وصفاً للنيل والبحر وفي قصة موسى فقط، والقرآن يستعمل كلمة "اليم" وصفاً للنيل والبحر معاً في قصة موسى، فيقول (أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ) [طه: 39]، وكلمة "اليم" هنا وصف للنيل.
والقرآن يقول: (فَانتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ) [الأعراف: 136] واليم هنا يعني البحر، وعموماً فالبحر معناه في القرآن النهر والبحر المالح، يقول تعالى: (وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَمِن كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ لِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) [ فاطر: 12].
وكان غرق فرعون في البحر الأحمر حين طارد موسى وقومه وهم يهربون منه شرقا: (فَأَتْبَعُوهُم مُّشْرِقِينَ فَلَمَّا تَرَاءى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ قَالَ كَلاَّ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ) [الشعراء: 60 – 63].
على أنه كان للنيل دور آخر في الإجهاز على ما تبقى من قوة فرعون، والله تعالى يقول: (وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُواْ يَعْرِشُونَ) [الأعراف: 137]، والمستفاد من ذلك أن طوفاناً لنهر النيل قام بتدمير منشآت فرعون في مصر، واقترن هذا بتدمير فرعون نفسه وغرقه في البحر الأحمر ونجاة بني إسرائيل، وفرعون في سطوته كان يقول: (وَهَذِهِ الأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي)، أي أنه تحدث عن أنهار وليس نهراً واحداً، ومعنى ذلك أنه أقام منشآت وسدوداً وتحول النهر الواحد إلى أنهار.
وما كان يصنعه فرعون تم تدميره بالطوفان، أي أن النيل -الذي كان من عناصر قوة فرعون- أسهم أيضاً في القضاء على قوة فرعون، أي أن النيل كان نعمة من الله لفرعون فلما طغى تحولت النعمة إلى نقمة، وكفران النعمة هو أسرع الطرق لفقدانها.
قال تعالى: {وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَاقَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ} الزخرف: 51، وقال تعالى: {أَلَمْ يَرَوْاْ كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ مَالَمْ نُمَكِّن لَّكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاء عَلَيْهِم مِّدْرَاراً وَجَعَلْنَا الأَنْهَارَ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ وَأَنْشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قَرْناً آخَرِينَ} الأنعام: 6. |
| | | أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52465 العمر : 72
| موضوع: رد: 30 قصة من قصص البحار في القرآن - المقدمة الإثنين 02 نوفمبر 2015, 8:27 am | |
| 16- قصة الجنتين والنهر تخبرنا آيات القصة عن وجود رجلين في الماضي، كان بينهما صلة وصحبة، أحدهما مؤمن، والآخر كافر، وقد أَبهمت الآيات اسمَيّ الرجُلَيْن، كما أبهمت تحديد زمانهما ومكانهما وقومهما، فلا نعرف مَنْ هما، ولا أين عاشا، ولا في أيِّ زمان وُجِدا.
ابتلى الله الرجُلَ المؤمن بضيق ذات اليد، وقلة الرزق والمال والمتاع، لكنه أنعم عليه بأعظم نعمة، وهي نعمة الإيمان واليقين والرضا بقدر الله وابتغاء ما عند الله، وهي نِعَمٌ تفوق المال والمتاع الزائل.
أما صاحبه الكافر فقد ابتلاه الله بأن بَسَط له الرزق، ووسَّع عليه في الدنيا، وآتاه الكثير من المال والمتاع، ليبلوه هل يشكر أم يكفر؟ وهل يطغى أم يتواضع؟
جعل الله لذلك الكافر جنَّتَيْن، والمراد بالجنّة هو البستان أو "المزرعة"، أي إنه كان يملك مزرعتين، ووصفت الآيات المزرعتين بقول الله تعالى: "وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلاً رَّجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعاً {32} كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئاً وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَراً {33}" الكهف. كانتا مزرعتين من أعناب، وكانتا "مُسوَّرَتَيْن" بأسرابِ النخل من جميع الجهات، وكان صاحبهما يزرع الزرع بين الأعناب، وقد فجَّرَ الله له نهرًا، فكان يجري بين المزرعتين، وكان صاحبهما يجني ثمارَهما، ثمار الأعناب، وثمار النخل، وثمار الزرع.
كانت المزرعتان مِن أعناب، مزروعة فيهما بتناسق، وكان النخل سورًا محيطًا بهما، وكان الزرع والخضار والبقول يزرع بين أسراب الأعناب، وكان النهر بينهما وقنواته تجري وسطهما.
أُعجِبَ الرجلُ الكافر بجنَّتيه، وافتخرَ بمزرعتَيْه، واعتزَّ بهما، ودخلهما وهو ظالمٌ لنفسِه، كافرٌ بربِّه، متكبرٌ على الآخرين، وقال: إنهما مزرعتان دائمتان أبَدِيَّتان لن تبيدا أبدًا، وأنا أغنى الناس وأسعدهم بهما، وهما كل شيء، وليس هناك بعث ولا آخرة ولا جنة غير هاتين الجنتين.
ولاحظ صاحبه المؤمن الفقير الصابر غرورَه وبطرَه، فذكّره بالله، ودعاه إلى الإيمان بالله وشكره، والاعتماد عليه وليس على مزرعتيه، ودعاه إلى أن يقول: [مَاشَاء اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ]، وحذَّره مِن عاصفة أو صاعقة تأتي عليهما وتحرقهما.
ولكن الكافرَ المغرور أسكرته نشوة التملُّك، فرفض كلام وتحذير وتوجيه صاحبه المؤمن، وزاد اعتزازه بمزرعتيه واعتماده عليهما، وحصل ما حذَّره منه صاحبه المؤمن، فأرسل الله على مزرعتيه صاعقة، فأحرقتهما!! أحرقت العنب والنخل والزرع، وقضت على الشجر والزرع والثمر، ولم يبقَ مِن المزرعتين شيء، كل هذا جرى في ساعة من ساعات الليل.
وفي الصباح ذهب المغرور إلى جنتيه كعادته، فإذا بهما فانيتان بائدتان، فأسقط في يديه، وشعر بالندم وأيقن بالخسارة، التي أتت على كل ما يملك، وتمنى لو استجاب لنصح صاحبه المؤمن، ولكن متى؟ بعد فوات الأوان!
وعلّق القرآن على هذه القصة، فقال تعالى: (هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَوَاباً وَخَيْرٌ عُقْباً) الكهف: 44، وقال تعالى: {أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَن تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاء فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ} البقرة: 266، وقال تعالى: {كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئاً وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَراً} الكهف: 33، وقال تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْراً فَمَن يَأْتِيكُم بِمَاء مَّعِينٍ} الملك: 30. |
| | | أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52465 العمر : 72
| موضوع: رد: 30 قصة من قصص البحار في القرآن - المقدمة الإثنين 02 نوفمبر 2015, 8:28 am | |
| 17-الملكة بلقيس واللجة كان قوم ملكة سبأ باليمن بلقيس يعبدون الأجرام السماوية والشمس على وجه الخصوص، و كانوا يتقربون إليها بالقرابين، ويسجدون لها من دون الله، وهذا ما لفت انتباه الهدهد الذي كان قد بعثه سليمان -عليه السلام- ليبحث عن موردٍ للماء. وبعد الوعيد الذي كان قد توعده سليمان إياه لتأخره عليه بأن يعذبه إن لم يأت بعذرٍ مقبول عاد الهدهد وعذره معه فقد وجد الهدهد أن أهل سبأ على الرغم مما آتاهم الله من النعم إلا أنهم يسجدون للشمس من دون الله. فما كان من سليمان عليه السلام المعروف بكمال عقله وسعة حكمته إلا أن يتحرّى صدق كلام الهدهد، وأرسل إلى بلقيس ملكة سبأ بكتابٍ يتضمن دعوته لهم إلى طاعة الله ورسوله والإنابة والإذعان، وأن يأتوه مسلمين خاضعين لحكمه وسلطانه.
كانت بلقيس حينها جالسة على سرير مملكتها المزخرف بأنواع من الجواهر واللآلئ والذهب مما يسلب الألباب ويذهب بالمنطق والأسباب، ولما عُرف عن بلقيس من رجاحة وركازة العقل فإنها جمعت وزراءها وعلية قومها، وشاورتهم في أمر هذا الكتاب. في ذلك الوقت كانت مملكة سبأ تشهد من القوة ما يجعل الممالك الأخرى تخشاها، وتحسب لها ألف حساب، فكان رأي وزرائها أنهم قوم أولوا قوةٍ وأولوا بأس شديدٍ في إشارةٍ منهم إلى اللجوء للحرب والقوة.
إلا أن بلقيس صاحبة العلم والحكمة والبصيرة النافذة ارتأت رأياً مخالفاً لرأيهم، فهي تعلم بخبرتها وتجاربها في الحياة أن الملوك إذا دخلوا قريةً أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة وبصرت بما لم يبصروا ورأت أن ترسل إلى سليمان بهديةٍ مع علية قومها وقلائهم، عله يلين أو يغير رأيه، منتظرةٌ بما يرجع المرسلون.
ولكن سليمان -عليه السلام- رد عليهم برد قوي منكر لصنيعهم ومتوعد إياهم بالوعيد الشديد.
عندها أيقنت بلقيس بقوة سليمان وعظمة سلطانه، وأنه لا ريب نبي من عند الله -عز وجل-، فجمعت حرسها وجنودها واتجهت إلى الشام حيث سليمان عليه السلام.
وكان عرش بلقيس وهي في طريقها إلى سليمان -عليه السلام- مستقراً عنده، فقد أمر جنوده بأن يجلبوا له عرشها، فأتاه به رجلٌ عنده علم الكتاب قبل أن يرتد إليه طرفه، ومن ثم غّير لها معالم عرشها، ليعلم أهي بالذكاء والفطنة بما يليق بمقامها وملكها؟.
ومشت بلقيس على الصرح الممرد من قوارير والذي كان ممتداً على عرشها، إلا أنها حسبته لجةً أي بحر من الماء فكشفت عن ساقيها وكانت مخطئة بذلك عندها عرفت أنها وقومها كانوا ظالمين لأنفسهم بعبادتهم لغير الله -تعالى- وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين.
وتقول المراجع التاريخية أن سليمان -عليه السلام- تزوج من بلقيس، وأنه كان يزورها في سبأ بين الحين والآخر، وأقامت معه سبع سنين وأشهراً، و توفيت فدفنها في تدمر.
وقد ظهر تابوت بلقيس في عصر الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك وعليه كتابات تشير إلى أنها ماتت لإحدى وعشرين سنة خلت من حكم سليمان، وفتح التابوت فإذا هي غضّة لم يتغير جسمها، فرفع الأمر إلى الخليفة فأمر بترك التابوت مكانه وبنى عليه الصخر.
قال تعالى: "قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مِّن قَوَارِيرَ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ" النمل: 44.
|
| | | أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52465 العمر : 72
| موضوع: رد: 30 قصة من قصص البحار في القرآن - المقدمة الإثنين 02 نوفمبر 2015, 8:29 am | |
| 18- ذو القرنين والعين الحمأة ذو القرنين ملك صالح، آمن بالله وبالبعث وبالحساب، فمكّن الله له في الأرض، وقوّى ملكه، ويسر له فتوحاته.
بدأ ذو القرنين التجوال بجيشه في الأرض، داعياً إلى الله، فاتجه غرباً، حتى وصل للمكان الذي تبدو فيه الشمس كأنها تغيب من وراءه كأنها تغرب في عين حارة ذات طين أسود، وربما يكون هذا المكان هو شاطئ المحيط الأطلسي، حيث كان يظن الناس ألا يابسة وراءه.
فألهمه الله -أو أوحى إليه- أنه مالك أمر القوم الذين يسكنون هذه الديار، فإما أن يُعذبهم أو أن يُحسن إليهم.
فما كان من الملك الصالح، إلا أن وضّح منهجه في الحكم، فأعلن أنه سيُعاقب المعتدين الظالمين في الدنيا، ثم حسابهم على الله يوم القيامة، أما مَنْ آمن، فسيُكرمه ويُحسن إليه.
بعد أن انتهى ذو القرنين من أمر الغرب، توجه للشرق، فوصل لأول منطقة تطلع عليها الشمس، وكانت أرضاً مكشوفة لا أشجار فيها ولا مرتفعات تحجب الشمس عن أهلها، فحكم ذو القرنين في المشرق بنفس حكمه في المغرب، ثم انطلق.
وصل ذو القرنين في رحلته، لقوم يعيشون بين جبلين أو سدّين بينهما فجوة، وكانوا يتحدثون بلغتهم التي يصعب فهمها، وعندما وجدوه ملكاً قوياً طلبوا منه أن يساعدهم في صد يأجوج ومأجوج بأن يبني لهم سداً لهذه الفجوة، مقابل خراج من المال يدفعونه له.
فوافق الملك الصالح على بناء السد، لكنه زهد في مالهم، واكتفى بطلب مساعدتهم في العمل على بناء السد وردم الفجوة بين الجبلين. استخدم ذو القرنين وسيلة هندسية مميزة لبناء السّد، فقام أولاً بجمع قطع الحديد ووضعها في الفتحة حتى تساوى الركام مع قمتي الجبلين، ثم أوقد النار على الحديد، وسكب عليه نحاساً مذاباً ليلتحم وتشتد صلابته، فسُدَّت الفجوة، وانقطع الطريق على يأجوج ومأجوج، فلم يتمكنوا من هدم السّد ولا تسوّره.
وأمن القوم الضعفاء من شرّهم، بعد أن انتهى ذو القرنين من هذا العمل الجبار، نظر للسّد، وحمد الله على نعمته، وردّ الفضل والتوفيق في هذا العمل لله سبحانه وتعالى، فلم تأخذه العزة، ولم يسكن الغرور قلبه.
قال تعالى: {حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِندَهَا قَوْماً قُلْنَا يَاذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَن تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَن تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْناً} الكهف: 86.
|
| | | أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52465 العمر : 72
| موضوع: رد: 30 قصة من قصص البحار في القرآن - المقدمة الإثنين 02 نوفمبر 2015, 8:31 am | |
| 19- أنهار الجنة وعيونها كلنا نعلم أن الجنة درجات أعلاها الفردوس الأعلى وهو تحت عرش الرحمن جل وعلا ومنه تخرج أنهار الجنة الأربعة الرئيسية: (نهر الماء - نهر اللبن - نهر الخمر - نهر العسل).
وأعلى مقام فى الفردوس الأعلى هو: - مقام الوسيلة وهو مقام سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم القيامة.
- ثم غرف أهل عليين وهى قصور متعددة الأدوار من الدر والجوهر تجرى من تحتها الأنهار يتراءون لأهل الجنة كما يرى الناس الكواكب والنجوم فى السماوات العلا وهى منزلة الأنبياء والشهداء والصابرين من أهل البلاء والأسقام والمتحابين فى الله.
- وفى الجنة غرف من الجواهر الشفافة يرى ظاهرها من باطنها وهى لمَنْ أطاب الكلام وأطعم الطعام وبات قائماً والناس نيام ثم باقى أهل الدرجات وهى مائة درجة وأدناهم منزلة مَنْ كان له ملك مثل عشرة أمثال أغنى ملوك الدنيا.
وللجنة أنهار وعيون تنبع كلها من الأنهار الأربعة الخارجة من الفردوس الأعلى، وقد ورد ذكر أسماء بعضها فى القرآن الكريم والأحاديث الشريفة منها: نهر الكوثر: وهو نهر أعطى لرسول الله صلى الله عليه وسلم فى الجنة ويشرب منه المسلمون فى الموقف يوم القيامة شربة لا يظمأون من بعدها أبداً بحمد الله وقد سميت احدى سور القرآن باسمه وهي سورة الكوثر وصفه رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن حافتاه من قباب اللؤلؤ المُجوف وترابه المِسك وحصباؤه اللؤلؤ وماؤه أشد بياضاً من الثلج وأحلى من السكر وآنيته من الذهب والفضه.
نهر البيدخ: وهو نهر يغمس فيه الشهداء فيخرجون منه كالقمر ليلة البدر وقد ذهب عنهم ما وجدوه من أذى الدنيا.
نهر بارق: وهو نهرعلى باب الجنة يجلس عنده الشهداء فيأتيهم رزقهم من الجنة بكرة وعشياً.
عين تسنيم: وهى أشرف شراب أهل الجنة وهو من الرحيق المختوم ويشربه المُقربون صرفاً ويمزج بالمسك لأهل اليمين.
عين سلسبيل: وهى شراب أهل اليمين ويمزج لهم بالزنجبيل. عين مزاجها الكافور: وهى شراب الأبرار.
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سيحان وجيحان والفرات والنيل كل من أنهار الجنة.
وجميع أشربة هذه الأنهار والعيون: - لا تسكر. - ولا تصدع. - ولا تذهب العقل بل تملأ شاربيها سروراً ونشوة لا يعرفها أهل الدنيا. - يطوف عليهم بها ولدان مخلدون كأنهم لؤلؤ منثور بكؤوس من ذهب وقوارير من فضه وطعام أهل الجنة من اللحم والطير والفواكه وكل ما اشتهت أنفسهم.
قال تعالى: {مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاء غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاءً حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعَاءهُمْ محمد: 15، وقال تعالى: {فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ} الرحمن: 50، وقال تعالى: {فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ} الرحمن: 66، وقال تعالى: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ} الحجر: 45، وقال تعالى: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ} الذاريات: 15، وقال تعالى: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلَالٍ وَعُيُونٍ} المرسلات: 41، وقال تعالى: {فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ} الغاشية: 12، وقال تعالى: يُسْقَوْنَ مِن رَّحِيقٍ مَّخْتُومٍ {25} خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ {26} وَمِزَاجُهُ مِن تَسْنِيمٍ {27} عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ {28} المطففين، وقال تعالى: {عَيْناً فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلاً} الإنسان: 18، وقال تعالى: {عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيراً} الإنسان: 6، وقال تعالى: إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ {1} فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ {2} إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ {3} الكوثر.
|
| | | أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52465 العمر : 72
| موضوع: رد: 30 قصة من قصص البحار في القرآن - المقدمة الإثنين 02 نوفمبر 2015, 8:33 am | |
| 20- العين الآنية في جهنم روي عن عمرو بن ميمون أنه قال: مرَّ النبي صلى اللّه عليه وسلم على امرأة تقرأ: }هل أتاك حديث الغاشية{ فقام يستمع، ويقول: نعم قد جاءني.
وقوله تعالى: }وجوه يومئذ خاشعة{ أي ذليلة، وقال ابن عباس: تخشع ولا ينفعها عملها، وقوله تعالى} عاملة ناصبة{ أي قد عملت عملاً كثيراً ونصبت فيه، وصليت يوم القيامة ناراً حامية.
عن أبي عمران الجوني قال: مرَّ عمر بن الخطاب رضي اللّه تعالى عنه بدير راهب، قال، فناداه: يا راهب، فأشرف، قال، فجعل عمر ينظر إليه ويبكي، فقيل له: يا أمير المؤمنين ما يبكيك مَنْ هذا؟ قال: ذكرت قول اللّه عزَّ وجلَّ في كتابه: }عاملة ناصبة * تصلى ناراً حامية{ فذاك الذي أبكاني، قال ابن عباس: }عاملة ناصبة{ النصارى.
وعن عكرمة والسدي: عاملة في الدنيا بالمعاصي، ناصبة في النار بالعذاب والإهلاك، قال ابن عباس: }تصلى ناراً حامية{ أي حارة شديدة الحر، }تسقى من عين آنية{ أي قد انتهى حرها وغليانها وهو قول ابن عباس ومجاهد والحسن والسدي.
قوله تعالى: تسقى من عين آنية الآني: الذي قد انتهى حره من الإيناء، بمعنى التأخير ومنه "آنيت وآذيت"، وآناه يؤنيه إيناء، أي أخره وحبسه وأبطأه، ومنه يطوفون بينها وبين حميم آن، وفي التفاسير من عين آنية أي تناهى حرها فلو وقعت نقطة منها على جبال الدنيا لذابت.
وقال الحسن: آنية أي حرها أدرك أوقدت عليها جهنم منذ خلقت، فدفعوا إليها ورداً عطاشاً، وعن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال: بلغت أناها، وحان شربها.
قال تعالى: {تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ} الغاشية: 5. |
| | | أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52465 العمر : 72
| موضوع: رد: 30 قصة من قصص البحار في القرآن - المقدمة الإثنين 02 نوفمبر 2015, 2:04 pm | |
| 21- مرج البحرين يلتقيان المقصود بالبحرين هما النوعان المشهوران من المياه الموجودة على وجه الأرض: النوع الأول: الأنهار العذبة. والنوع الثاني: البحار المالحة. والدليل على هذا التفسير قوله تعالى في وصف البحرين-: (هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ).
فالدليل ينصر ما ذهب إليه الأكثرون، خلافاً لِمَنْ قال هما بحران: بحر في السماء، وبحر في الأرض، أو بحر فارس والروم، أو بحر المشرق والمغرب، أو غيرها من الأقوال الغريبة التي لا يصدق عليها أن أحدها عذب فرات، والآخر ملحٌ أجاج.
وأما البرزخ المذكور بين البحرين في هذه الآيات، فللعلماء فيه قولان: التفسير الأول: أن المقصود بالبرزخ الحاجز بين البحرين (الأنهار والبحار) هو الأراضي الواسعة التي تفصل الأنهار عن البحار، بحيث لا تختلط المياه فيهما، بل لكل منهما مجراه ومستقره الذي يستقل به عن الآخر، وهذا هو التفسير الظاهري عند أكثر المفسرين.
يقول الحافظ ابن كثير رحمه الله: (وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا) أي: بين العذب والمالح، (برزخاً) أي: حاجزاً، وهو اليَبَس من الأرض، (وَحِجْرًا مَحْجُورًا) أي: مانعاً أن يصل أحدهما إلى الآخر" انتهى من "تفسير القرآن العظيم".
ويقول أيضاً رحمه الله: قوله: (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ) قال ابن عباس: أي: أرسلهما، وقوله: (يلتقيان) قال ابن زيد: أي: منعهما أن يلتقيا، بما جعل بينهما من البرزخ الحاجز الفاصل بينهما.
والمراد بقوله: (البحرين) الملح والحلو، فالحلو هذه الأنهار السارحة بين الناس، (بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لا يَبْغِيَانِ) أي: وجعل بينهما برزخاً، وهو: الحاجز من الأرض، لئلا يبغي هذا على هذا، وهذا على هذا، فيفسد كل واحد منهما الآخر، ويزيله عن صفته التي هي مقصودة منه.
ويقول العلامة السعدي رحمه الله: "المراد بالبحرين: البحر العذب، والبحر المالح، فهما يلتقيان كلاهما، فيصب العذب في البحر المالح، ويختلطان ويمتزجان، ولكن الله تعالى جعل بينهما برزخاً من الأرض، حتى لا يبغي أحدهما على الآخر، ويحصل النفع بكل منهما، فالعذب منه يشربون وتشرب أشجارهم وزروعهم، والملح به يطيب الهواء ويتولد الحوت والسمك واللؤلؤ والمرجان، ويكون مستقراً مسخراً للسفن والمراكب" انتهى من "تيسير الكريم الرحمن".
التفسير الثاني: أن بين البحرين، العذب والفرات، حاجزاً لا يظهر للعيان، خلقه الله بقدرته، يمنع به اختلاط الماء العذب بالماء المالح رغم التقاء الماءين في نهاية مصب الأنهار، نقله القرطبي عن ابن عباس.
قال الإمام القرطبي رحمه الله: (وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حاجِزاً) مانعاً من قدرته؛ لئلا يختلط الأجاج بالعذب.
وقال ابن عباس: سلطاناً من قدرته، فلا هذا يغير ذاك، ولا ذاك يغير هذا، والحجز المنع "تفسير القرطبي".
ويقول العلامة الأمين الشنقيطي رحمه الله: وهذا الحاجز هو اليبس من الأرض الفاصل بين الماء العذب، والماء الملح على التفسير الأول.
وأما على التفسير الثاني: فهو حاجز من قدرة الله غير مرئي للبشر "أضواء البيان".
ويقول العلامة الطاهر بن عاشور رحمه الله: جعل الحاجز بين البحرين من بديع الحكمة، وهو حاجز معنوي حاصل من دفع كلا الماءين أحدهما الآخر عن الاختلاط به، بسبب تفاوت الثقل النسبي لاختلاف الأجزاء المركب منها الماء الملح والماء العذب، فالحاجز حاجز من طبعهما، وليس جسماً آخر فاصلاً بينهما.
ويقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: وقال بعض أهل العلم: بل البرزخ أمرٌ معنوي يحول بين المالح والعذب أن يختلط بعضهما ببعض.
وقالوا: إنه يوجد الآن في عمق البحار عيونٌ عذبة تنبع من الأرض، حتى إن الغواصين يغوصون إليها ويشربون منها كأعذب ماء، ومع ذلك لا تفسدها مياه البحار، فإذا ثبت هذا فلا مانع من أن نقول بقول علماء الجغرافيا وقول علماء التفسير، والله على كل شيءٍ قدير.
ويقول الشيخ صالح الفوزان حفظه الله: البرزخ: إما عازل بينهما، وإما حاجز بينهما من الأرض، وهذا من قدرة الله سبحانه وتعالى، حيث إن هذه البحار تتجاور ويلتقي بعضها ببعض ولا يؤثر بعضها على بعض، لا المالح ينقلب إلى عذب، ولا العذب ينقلب إلى مالح، بل كل منهما يبقى بخصوصياته "مجموع فتاوى فضيلة الشيخ صالح بن فوزان".
ولا مانع من اختيار كلا القولين في تفسير الآية، إذ يصدق كل منهما ولا تعارض بينهما، فالحاجز يصدق على اليابسة التي فصلت بين الأنهار والبحار، ويصدق على الحاجز المعنوي (فرق الكثافة) الذي يتحدث عنه علماء البحار اليوم، وهذا من اختلاف التنوع وليس من اختلاف التضاد.
قال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخاً وَحِجْراً مَّحْجُوراً} الفرقان: 53، وقال تعالى: {أَمَّن جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَاراً وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَاراً وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزاً أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} النمل: 61.
وقال تعالى:
{وَمَايَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَمِن كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْماً طَرِيّاً وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ لِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} فاطر: 12، وقال تعالى: مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ {19} بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَّا يَبْغِيَانِ {20} الرحمن.
|
| | | أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52465 العمر : 72
| | | | أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52465 العمر : 72
| موضوع: رد: 30 قصة من قصص البحار في القرآن - المقدمة الإثنين 02 نوفمبر 2015, 2:15 pm | |
| 23- البحار من آيات الله تعالى من حكمة الله وتقديره أنه جعل البحار تشغل ثلاثة أرباع مساحة الأرض تقريباً وجعل مياهها مالحة كى تبقى صالحة دون فساد أو عطن على مر الدهور والأعوام وهى رغم أنها مالحة إلا أنها مخزن للماء العذب الذى لولاه لانعدمت الحياة على وجه الأرض.
ولهذه البحار فوائد عظيمة منها: - أنها مخزن الماء العذب فالعالم والذى يمنحنا الله إياه عن طريق تبخره بواسطة أشعة الشمس وسقوطه على صورة أمطار تروى الزرع والضرع وتنبع بواسطتها الأنهار. - أنها تنظم حرارة الأرض بين الليل والنهار والصيف والشتاء.
- أنها يذوب فيها جزء كبير من ثانى أكسيد الكربون الملوث للجو واللازم لاتمام عملية التمثيل الضوئى حيث تقوم النباتات البحرية بتحليله إلى الكربون اللازم لانتاج الطاقة الضوئية والمواد العضوية التى تتغذى عليها الأحياء البحرية والأكسجين اللازم لتنفس الأسماك. - أنها مصدر هام لغذاء الإنسان وبها ثروات نافعة كالبترول واللؤلؤ والمرجان.
- أنها وسيلة هامة لنقل البضائع والمسافرين بين أرجاء العالم المختلفة. - أن قاع البحر كتاب مفتوح لمعرفة تاريخ الأرض وتطور الحياة فيها. - أشارت أحدث الأبحاث العلميه إلى أهمية الإستحمام في البحر والجلوس على شاطئه للتخلص من الأمراض النفسية والعضوية, خاصة أن العلاج في المياه المالحه أحد طرق العلاج المعترف بها في الأوساط الطبيه على المستوى العالمي، ويشير الأطباء إلى أن ملح البحر له مفعول تنظيفي هائل إلى جانب أثره المرطب للجلد, وذلك إذا تم تدليك الجسم به. - لذلك فإن الإستحمام بمياه البحر يؤدي إلى إستعادة بشرة الجلد حيويتها وسلامتها, كما يعمل على إزالة قشورالجلد وتنشيط مسامه, والحد من المتاعب الجلديه وحب الشباب وإلتهاب الثنايا والإحمرار, وكذلك يحافظ على نعومة الجلد ووقايته وشفائه من القروح والإكزيما, لذلك هناك إتجاه إلى الإستفاده من المنتجات البحرية وإستخدامها في أشكال عديدة مثل الصابون والكريم والمراهم.
- وأثبتت الأبحاث العلمية الحديثه أهمية الإستحمام في البحر للتخلص من الإجهاد والإكتئاب والأرق والتوتر العصبي الزائد والإستحمام داخل البحر يعرض الجسم لضغط يختلف بإختلاف العمق, فالعمق العادي له أثر إيجابي في تنشيط الدورة الدموية وتخفف الآم الروماتيزم والتصلب والتشنج العضلي, وهذه الإستجابه ناتجة عن توفر العوامل الثلاثه من ضغط وحرارة وأملاح في مياه البحر.
قال الله تعالى: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخِّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} البقرة: 164.
وقال تعالى: {اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَّكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الأَنْهَارَ} إبراهيم: 32.
وقال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُواْ مِنْهُ لَحْماً طَرِيّاً وَتَسْتَخْرِجُواْ مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} النحل: 14.
وقال تعالى: {رَّبُّكُمُ الَّذِي يُزْجِي لَكُمُ الْفُلْكَ فِي الْبَحْرِ لِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ إِنَّهُ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً} الإسراء: 66.
وقال تعالى: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً} الإسراء: 70.
وقال تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّمَاء أَن تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} الحج: 65.
وقال تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِنِعْمَتِ اللَّهِ لِيُرِيَكُم مِّنْ آيَاتِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ} لقمان: 31.
وقال تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ الْجَوَارِ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ} الشورى: 32.
وقال تعالى: {اللَّهُ الَّذِي سخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} الجاثية :12.
وقال تعالى: {وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ} الرحمن: 24. |
| | | أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52465 العمر : 72
| موضوع: رد: 30 قصة من قصص البحار في القرآن - المقدمة الإثنين 02 نوفمبر 2015, 2:22 pm | |
| 24- صيد البحر أحل الله تعالى للناس صيد البحر في وقت الإحرام للحج وللعمرة بعكس صيد البر من الطيور فهو محرم في وقت الحج والعمرة.
والمراد بالبحر جميع المياه، قال عمر رضي الله عنه: صيده ما اصطيد وطعامه ما رمي به.
وعن ابن عباس وابن عمر وأبي هريرة: طعامهما قذفه الماء إلى الساحل ميتاً.
وقال قوم: هو المالح منه وهو قول سعيد بن جبير وعكرمة وسعيد بن المسيب وقتادة والنخعي.
وقال مجاهد: صيده: طريه، وطعامه: مالحه، متاعا لكم أي: منفعة لكم، وللسيارة يعني: المارة.
وجملة حيوانات الماء على قسمين: سمك وغيره، أما السمك فميتته حلال مع اختلاف أنواعها. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أحلت لنا ميتتان ودمان: الميتتان هما الحوت والجراد، والدمان هما الكبد والطحال" ولا فرق بين أن يموت بسبب أو بغير سبب، وعند أبي حنيفة لا يحل إلا أن يموت بسبب من وقوع على حجر أو انحسار الماء عنه ونحو ذلك.
أما غير السمك فقسمان: - قسم يعيش في البر: كالضفدع والسرطان، فلا يحل أكله. - وقسم يعيش في الماء ولا يعيش في البر إلا عيش المذبوح: فاختلف القول فيه، فذهب قوم إلى أنه لا يحل شيء منها إلا السمك، وهو معنى قول أبي حنيفة رضي الله عنه وذهب قوم إلى أن ميت الماء كلها حلال لأن كلها سمك، وإن اختلفت صورها، كالجريث يقال له حية الماء، وهو على شكل الحية وأكله مباح بالاتفاق، وهو قول أبي بكر وعمر وابن عمر وابن عباس وزيد بن ثابت وأبي هريرة، وبه قال شريح والحسن وعطاء، وهو قول مالك وظاهر مذهب الشافعي.
وذهب قوم: إلى أن ما له نظير في البر يؤكل، فميتته من حيوانات البحر حلال، مثل بقر الماء ونحوه، وما لا يؤكل نظيره في البر لا يحل ميتته من حيوانات البحر، مثل كلب الماء والخنزير والحمار ونحوها.
وقال الأوزاعي: كل شيء عيشه في الماء فهو حلال، قيل: فالتمساح؟ قال نعم.
وقال الشعبي: لو أن أهلي أكلوا الضفادع لأطعمتهم.
وقال سفيان الثوري: أرجو أن لا يكون بالسرطان بأساً. وظاهر الآية: حجة لمَنْ أباح جميع حيوانات البحر، وكذلك الحديث.
أخبرنا أبو الحسن السرخسي أنا زاهر بن أحمد أنا أبو إسحاق الهاشمي أنا أبو مصعب عن مالك عن صفوان بن سلمان عن سعيد بن سلمة من آل بني الأزرق أن المغيرة بن أبي بردة وهو من بني عبد الدار أخبره أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول: سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إنا نركب في البحر ونحمل معنا القليل من الماء، فإن توضأنا به عطشنا، أفنتوضأ بماء البحر؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هو الطهور ماؤه الحل ميتته.
أخبرنا عبد الواحد المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف أنا محمد بن إسماعيل أنا مسدد أنا يحيى عن ابن جريج أخبرني عمر أنه سمع جابراً رضي الله عنه يقول: غزوت جيش الخبط وأمر أبو عبيدة، فجعنا جوعاً شديداً فألقى البحر حوتاً ميتاً لم نر مثله، يُقال له العنبر، فأكلنا منه نصف شهر، فأخذ أبو عبيدة عظماً من عظامه، فمر الراكب تحته.
وأخبرني أبو الزبير أنه سمع جابراً يقول: قال أبو عبيدة: كلوا فلما قدمنا المدينة ذكرنا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال: كلوا رزقاً أخرجه اللهُ إليكم، أطعمونا إن كان معكم, فأتاه بعضهم بشيء منه فأكلوه. قال الله تعالى: {أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعاً لَّكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُماً وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِيَ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ} المائدة: 96. |
| | | | 30 قصة من قصص البحار في القرآن - المقدمة | |
|
مواضيع مماثلة | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |