منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

IZHAR UL-HAQ

(Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.

أحْـلامٌ مِـنْ أبِـي (باراك أوباما) ***

 

 الآثار النفسية لهجر القرآن الكريم على حياة الفرد المسلم وسبل علاجها

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52683
العمر : 72

الآثار النفسية لهجر القرآن الكريم على حياة الفرد المسلم وسبل علاجها  Empty
مُساهمةموضوع: الآثار النفسية لهجر القرآن الكريم على حياة الفرد المسلم وسبل علاجها    الآثار النفسية لهجر القرآن الكريم على حياة الفرد المسلم وسبل علاجها  Emptyالثلاثاء 06 أكتوبر 2015, 8:58 pm

الآثار النفسية لهجر القرآن الكريم على حياة الفرد المسلم وسبل علاجها  Untit232

الآثار النفسية لهجر القرآن الكريم على حياة الفرد المسلم وسبل علاجها 

إعداد الأستاذ الدكتور:

عبد الفتاح عبد الغني الهمص

غفر الله لنا وله ولوالديه وللمسلمين

-------------------------

ملخص البحث: 

هدفت الدراسة إلى الكشف عن الآثار النفسية لهجر القرآن الكريم على حياة الفرد المسلم وسبل علاجها، واتبع الباحث المنهج الوصفي التحليلي، ولتحقيق أهداف الدراسة اتبع الباحث المقابلة مع أهل الاختصاص، كأسلوب تحليل المحتوى من ناحية كيفية، كأحد تقنيات المنهج الوصفي. 


وتبلورت الدراسة حول الأسئلة التالية: 

ما مظاهر هجر القرآن الكريم؟ وما الآثار النفسية لهجر القرآن الكريم على حياة الفرد المسلم؟ وما الخطة العلاجية لمواجهة الآثار السلبية لهجر القرآن الكريم؟ وتوصلت الدراسة إلى أن من أهم مظاهر هجر القرآن الكريم: القول فيه بغير الحق، والإعراض فيه واللغو عنه، وترك تلاوة القرآن بالكلية، ونسيان القرآن بعد حفظه.


أمّا من أهم الآثار النفسية لهجره على حياة الفرد المسلم: 

قسوة القلب، وتغلب الشيطان وأعوانه من شياطين الجن والإنس، وحرمان الفرد المسلم من فضل التلاوة والتعبد بها، والحرمان من شفاعته له يوم القيامة، ولمواجهة الآثار النفسية لهجر القرآن الكريم أن يكون الفرد المسلم من أتباع القرآن الكريم؛ لأنه سبب نجاته، وخروجه من الضنك والضلال الذي يحياه، ولا يمكن للفرد المسلم أن يواجه قضايا عصره وزمانه؛ إلا بالقرآن الكريم.


وتوصلت الدراسة إلى التوصيات التالية: 

أن القرآن المجيد أنزله الله تعالى على قلب نبيّه محمد صلى الله عليه وسلم؛ لأنّه العضو الوحيد في الإنسان القادر على استقبال وتلقي "القول الثقيل" كما أنزله الله تبارك وتعالى، والقلب الذي يستقبل القرآن الكريم قلب لابد أن يستولى عليه الشعور بأنّه حين يقبل على القرآن إنّما يقترب من حضرة القدس، فالقرآن كلام الله تعالى فإن لم يشاهد حضرة القدس، ولم يسمع فإن الله منزل القرآن بسمعه ويراه. 

فعليك أن تدرك أنّه يسمعك إن أحسنت التلاوة فتلوت القرآن حق تلاوته، أو أسأت الترتيل؛ فإن رضي الله تعالى تلاوتك؛ طهّرك، وهيأ قلبك لاستقبال نفحاته، وجعل بينك وبين الذين لا يؤمنون حجاباً مستوراً فلا يصلك أذاهم ولا ينال منك مكرهم، وطهّرك تطهيراً.


مقدمة:

أنزل الله تعالى القرآن الكريم على قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ودعانا إلى تدبره وفهمه والعمل به كما أراد وبيّن في محكم التنزيل. وأول مراحل التعامل الرباني مع القرآن الكريم هي التلاوة والقراءة, حيث كان أول ما أوحي به إلى الحبيب محمد عليه الصلاة والسلام قوله تعالى: "اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ، خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ، اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَم" (1)، وقد أمر الله تعالى عباده بتلاوة القرآن الكريم في آيات كثيرة قال تعالى: "وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَن تَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَداً" (2). 

إن القرآن الكريم كتاب الله الذي منه بدأ وإليه يعود، نزل به الروح الأمين على قلب محمد صلى الله عليه وسلم بلسان عربي مبين لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنزيل من حكيم حميد، تكفل الله بحفظه فقال تعالى: "إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ" (3)، تعبدنا الله بتلاوته وتدبر آياته ومعانيه: "أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا" (4)، كتاب جمع الله فيه خيري الدنيا والآخرة، قال تعالى: "إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً" (5)، من تمسك به نجا ومن أعرض عنه فقد ضل وفاز بالردى قال تعالى:"وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى" (6)، كتاب معجز بسوره وآياته وحروفه، قال تعالى: "أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً" (7).

وحين سئلت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم، كيف كان؟ وكيف تصفه؟! قالت كلمتها الحكيمة الوجيزة العظيمة: "كان خُلُقُهُ القرآن"، وهذا الذي قالته عائشة رضي الله عنها يمكن تعميمه في جميع جوانب الحياة، فإذا سألنا عن اعتقاد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقد كانت عقيدته القرآن، وإذا سألنا عن تصوُّره؟ فقد كان تصوره القرآن، وإذا سألنا عن شريعته؟ فقد كانت شريعته القرآن. وإذا سألنا عن علمه؟ فقد كان علمه القرآن، وإذا سألنا عن عبادته؟ فقد كانت عبادته القرآن، وإذا سألنا عن سنّته وسيرته؟ فإنَّ سنّته وسيرته هي القرآن.. 


فالقرآن المجيد كان حاضراً مهيمناً بقوة في كل شأن من شئون رسول الله صلى الله عليه وسلم جليلاً كان أم دقيقاً، وكان حاضراً في كل شأن بحيث لا يمكن تجاهله أو تناسيه أو الإعراض عن استدعائه في أيّ شأن من الشئون دون تفريق بين ما يعد شأناً دنيويّاً أو شأناً أخرويّاً، غيبيّاً أو من عالم الشهادة فكانت حياته صلى الله عليه وسلم وحياة أهل بيته وآله وصحابته بصفة عامة القرآن، منه وبه يستمد النور، وبه تصاغ الحياة، وبآياته المحكمة ترسى دعائم المدنيَّة والحضارة، وتبنى الأمَّة وتحقّق شهودها الحضاريّ.

فجاءت النصوص الكريمة من الكتاب والسنّة ترشد الأمّة إلى تعاهد القرآن بالتلاوة والتدبر، وتحذر كل الحذر من التقصير في حقِّه، أو هجران تلاوته والعمل به، ولقد حكى الله عز وجل شكوى الرسول الله صلى الله عليه وسلم لربه هجران قومه للقرآن فقال سبحانه: "وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً" (8)، وتوعّد الله سبحانه الذين يعرضون عنه فقال: "...وَقَدْ آتَيْنَاكَ مِن لَّدُنَّا ذِكْراً، مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وِزْراً" (9)، ثم صوّر حالة ذلك المعرض يوم القيامة فقال: "وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى" (10).

وقد ذكر ذلك (غازي الشبيب) في دراسته التي أعدها بعنوان: "تواري الثقافة القرآنية.. الأسباب والحلول" أن الذين يتعاملون مع القرآن الكريم تعاملاً سطحياً، ولم يُعطوا القرآن الأولوية والمكانة المناسبة له، وإنما حُجِّم دوره في مراسيم الافتتاح وفي الجنائز ودفن الموتى أو في الوصفات العلاجية وغيرها (11). 


ومن أنواع هجر القرآن الكريم: 

هجر سماعه وتلاوته:‏ 

فلا يوجد على وجه البسيطة كتاب يحرّم هجره، ويجب تعاهده وتلاوته؛ إلا القرآن الكريم، فإن هذا من خصائصه التي لا يشاركه فيها أي كتاب، ‏وقد أثنى الله عز وجل على الذين يتعاهدون كتاب ربهم بالتلاوة فقال: "... مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَآئِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللّهِ آنَاء اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ" (12)، وحتى لا يقع الناس في هجران القرآن، فقد بحث العلماء مسألة: في كم من المدّة يقرأ القرآن، وقالوا: "يُكره للرجل أن يمر عليه أربعون يوماً لا يقرأ فيها القرآن".‏ 


‎وكذلك هجر العمل به والوقوف عند حلاله وحرامه:‏

فيحرم هجر العمل بالقرآن الكريم؛ لأن القرآن إنما نزل لتحليل حلاله وتحريم حرامه والوقوف عند حدوده، فلا يجوز ترك العمل بالقرآن، فإن العمل به هو المقصود الأهم والمطلوب الأعظم من إنزاله.‏ 


وهجر تحكيمه والتحاكم إليه:‏ 

فقد أنزل الله عز وجل كتابه الكريم حتى يحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه، ونهاهم سبحانه عن تحكيم أو تحاكم إلى غير القرآن، ‏فالقرآن الكريم هو دستور المسلمين، وهو الحكم فيما اختلفوا فيه من أمور دينهم ودنياهم، فلا يجوز هجره لابتغاء الحكم في غيره.‏ 


كذلك هجر تدبره وتفهمه وتعقل معانيه:‏ 

فتدبر القرآن الكريم وتعقل معانيه مطلب شرعي، دعا إليه القرآن وحثّت عليه السنة المطهرة، وعمل به الصحابة والتابعون ومن بعدهم، قال تعالى: "كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ..." (13)، وفي قوله تعالى: "أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا" (14)، وعليه فلا يجوز هجر تدبره وتأمل معانيه وأحكامه، وكذلك هجر الاستشفاء به والتداوي به في أمراض القلوب والأبدان، ‏وقد‏ وردت نصوص كثيرة في أن القرآن الكريم شفاء، قال تعالى: "وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَاراً" (15)، وقوله تعالى: "...قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء" (16).


ولهجر القرآن الكريم أسباب كثيرة أهمها: 

البعد عن الله تبارك وتعالى، وضعف الإيمان الذي يصور للإنسان السعادة في الملهيات الكثيرة، كالإعلام الفاسد الذي غزى بيوتنا، 

والتشاغل بما هو غير مفيد ومضيع للوقت، وكذلك التعليم الذي ركن القرآن وجعله أقل من ثانوي في حياة الطلاب والطالبات وتعظيم العلوم الدنيوية وجعل لها نصيب الأسد من أوقات الدراسة، وإذا أصبح العبد وأمسى وليس همُّه إلا الله وحده، تحمل الله سبحانه حوائجه كلها، وحمل عنه كل ما أهمه، وفرَّغ قلبه لمحبته، ولسانه لذكره، وجوارحه لطاعته،  

وإن أصبح وأمسى والدنيا همُّه، حمَّله الله همومها وغمومها وأنكادها ووكله إلى نفسه، فشغل قلبه عن محبته بمحبة الخلق، ولسانه عن ذكره بذكرهم، وجوارحه عن طاعته بخدمتهم وأشغالهم.

فهو يكدح كدح الوحش في خدمة غيره، كالكير ينفخ بطنه ويعصر أضلاعه في نفع غيره، فكل من أعرض عن عبودية الله وطاعته ومحبته، بُلِيَ بعبودية المخلوق ومحبته وخدمته، قال تعالى: "وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ" (17). 

وكذلك عدم الإيمان واليقين بأن في هذا الكتاب الكريم شفاء لكل داء.. مهما كان شكل الداء ونوعه.. فلو أننا سمعنا باسم فلان عنده الحل لكل المشكلات لرأينا الناس كلها هرعت إليه حتى ولو طلب أغلى الأسعار.. فما بالنا تركنا ما بين أيدينا وانطلقنا نبحث عمن يحل مشاكلنا..؟ الأمر فقط يحتاج منا تفهم وتدبر لكلام الله لنكتشف ونتلمس مواطن العلاج (18). 


مشكلة الدراسة:

إنَّ من أهم ما ابتليت به الأمَّة وأدى إلى بروز كثير من الأزمات، وظهور العديد من الظواهر السلبيَّة والمشكلات "حالة هجر القرآن" التي سقطت فيها من كانت تدعى "أمَّة القرآن" وترَّدت فيها حتى ألفتها فتحولت إلى حالة متأصّلة، وظاهرة ملازمة دون أن يشعر الكثيرون بها.

وقد لاحظ الباحث أن الكثيرون من المسلمين يرون أن العلاقة بينهم وبين القرآن ما تزال علاقة قويَّة متينة، إذ ما من دولة من دول المسلمين إلا وهي تقوم بطبع القرآن الكريم وتوزيعه بأعداد تقل أو تكثر، وتقوم في الكثير منها مدارس لتحفيظ القرآن الكريم والعناية به، وتقدم دروساً قرآنيَّة في مراحل التعليم بأشكال كثيرة وترصد الجوائز لحفظه وتجويده... وبالتالي فإنَّ بعض الناس -بل أغلبهم- لا يستطيعون أن يلمسوا أو يسلّموا بأنَّ هناك حالة هجر بين القرآن والمسلمين الذين هم الأمَّة التي تكونت بهذا القرآن، خاصَّة وهم يسمعون آيات الكتاب الكريم صباح مساء إن شاءوا تنطلق من العديد من الفضائيَّات والمحطات الإذاعيَّة المتخصّصة بالقرآن الكريم أو المشتركة مع برامج أخرى.

ولذلك فإنَّ حالة الهجر هذه قد لا يسلم الكثيرون بوجودها؛ لكنَّنا -مع أخذ ذلك كلّه بنظر الاعتبار- نؤكد أنَّها حالة قائمة، وأنَّ الدليل عليها سائر المظاهر السلبيَّة التي تنتشر في كياننا الاجتماعيّ كلِّه، وتنخر في سائر جوانبه من انحرافات في العلاقات بين الحاكم والمحكوم، وخروج عن موازين العدل والأمانة في كثير من النظم واضطراب في برامج التعليم والتنمية والاقتصاد والعلائق الاجتماعيَّة، وفساد في الأخلاق ونظم الحياة على اختلافها (19).


في ضوء ما سبق يمكن أن تصاغ مشكلة الدراسة في الإجابة عن الأسئلة البحثية التالية:

- ما مظاهر هجر القرآن الكريم من وجهة نظر أفراد العينة (أساتذة الجامعات)؟ 

- ما الآثار النفسية لهجر القرآن الكريم على حياة الفرد المسلم؟

- ما الخطة العلاجية لمواجهة الآثار السلبية لهجر القرآن الكريم؟


أهداف الدراسة:

- معرفة مظاهر هجر القرآن الكريم من وجهة نظر أفراد العينة.

- الكشف عن الآثار النفسية لهجر القرآن الكريم على حياة الفرد المسلم.

- توضيح الخطة العلاجية لمواجهة الآثار السلبية لهجر القرآن الكريم.


أهمية الدراسة:

- تتناول الدراسة موضوعاً على درجة كبيرة من الأهمية، وخاصة الآثار النفسية المترتبة على هجر القرآن الكريم على حياة الفرد المسلم.

- يزيد من أهمية هذه الدراسة بعد الكثيرين من الباحثين والمهتمين عن تناول الأثر النفسي الذي يترتب على حياة الفرد المسلم عند هجره القرآن الكريم.

- قد تفيد هذه الدراسة المهتمين بشئون تدريس القرآن الكريم في المساجد والمدارس والمؤسسات الدينية وغيرها في مختلف مجالات الحياة التربوية.


إجراءات الدراسة:

قام الباحث بإجراء مقابلة مع عينة من الأساتذة المتخصصين بهدف الوصول لأسس الخطة العلاجية حول أسئلة الدراسة، وتم استيضاح بعض النقاط والتي دارت في مجملها حول تساؤلات الدراسة، كأسلوب تحليل للمحتوى من ناحية كيفية، كأحد تقنيات المنهج الوصفي.


مصطلحات الدراسة:

القرآن الكريم: 

اسم لكلام الله وهو بمعنى المقروء، ويسمى المقروء عادة على عادة العرب في تسميتها المفعول باسم المصدر ثم اشتهر ثم اشتهر الاستعمال في هذا واقترن به العرف الشرعي فصار القرآن اسماً لكلام الله وقيل: هو اسم علم لكتاب الله غير مشتق كالتوراة والإنجيل (20)، أو هو المنزّل على الرسول صلى الله عليه وسلم، المكتوب في المصاحف، المنقول عنه نقلاً متواتراً بلا شبهة (21).


هجر القرآن: 

الهجر لغةً: 

انظر صفة الهجر وتفهمه من هجرانه وترك العمل به وامتثال أوامره واجتناب زواجره من هجرانه والعدول عنه إلى غيره من شعر أو قول أو غناء أو لهو أو كلام أو طريقة مأخوذة من غيره من هجرانه (22).


هجر القرآن اصطلاحاً: 

لم تذكر كتب المصطلحات "هجر القرآن" مصطلحاً ويمكن في ضوء ما أوردته كتب اللغة وما ذكره المفسرون أن هجر القرآن له جانبان: أحدهما يتعلق بالقرآن دون أخذ له، وهذا صنيع الكفار، والمنافقين، والآخر يتعلق به بعد الإقرار بأنه كلام الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ومن هؤلاء صنف يحفظ القرآن أو شيئاً منه، ثم يهجر القراءة حتى ينسى ما قد يكون حفظه منه، وعلى ذلك فإن هجر القرآن هو الإعراض عنه أو اللغة فيه والقول فيه بغير الحق، كالزعم بأنه سحر أو شعر ونحو ذلك من سيء القول، وترك تلاوته أوالعمل به أونسيانه بعد الحفظ (23). 

     

وقد عرفه الباحث إجرائياً بأنه: 

"هجر القرآن إهمال الحكمة المرتبطة بالقرآن الكريم, وإبعاد القرآن عن الحياة الفردية العملية بأي شكل من أشكال الهجر: كهجر قراءته، أو هجر تدبّره، أو هجر سماعه وتلاوته، أو هجر تحكيمه والتحاكم إليه، أو هجر تدبره وتفهمه وتعقل معانيه".


أهم نتائج الدراسة:

إجابة التساؤل الأول:

والذي نصه: ما مظاهر هجر القرآن الكريم من وجهة نظر أفراد العينة (أساتذة الجامعات)؟ 

إنّ ظاهرة هجر القراءة والتلاوة من المظاهر البارزة في المجتمع الإسلامي حتى أصبح القرآن الكريم لا يُتلى إلاّ على الأموات، وحتّى أنّ أحدنا إذا سمع قائلاً يقول (الفاتحة) يتبادر إلى ذهنه أنّ هناك ميتاً!! ومَعَ كُلّ دعوات القرآن للتلاوة والترتيل، ومَعَ كُلّ دعوات الرسول صلى الله عليه وسلم، فإننا لا نجدُ آذاناً صاغيّة إلاّ عند القليل القليل من المؤمنين!! فيبدو أن الهجر القرآني واضحاً وجليّاً، وهذا مما يحزُ في النفس.


ولتبيان مظاهر الهجر فإن من أهمها:

أولاً- القول فيه بغير الحق: 

وهذا صنيع الكفار الذي حُكي عنهم على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: "وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً" (24)، أي قالوا فيه غير الحق من أنه سحر أو شعر (25)، وقال الطبري: يعني قولهم فيه السيئ من القول، فقالوا غير الحق (26).

إنَّ الأمَّة في وقتها الحالي وإن أكثرت من قراءة القرآن وطباعته ومدارسة تفسيره وقراءته وخصّصت المحطات القرآنيَّة والفضائيّات لترديد آياته, فإنَّها في حالة هجر للقرآن الكريم من حيث العمل به, وتدبُّر معانيه ودلالاته, ومعرفة المراد به وبناء الحياة بمقتضاه وإن انشغلت ألسنتها وأسماعها به، فذلك لا يخرجها من الاتصاف بحالة الهجر، ولن تخرج من ذلك حتى تصبح صلتها به ألفاظاً ومعاني وتأويلاً وتطبيقاً، ومعايشةً كاملة, فزوال وجه من أوجه الهجر لا يخرجها من صفة الهجر. وهجر القرآن خطيئة كبيرة وخطأ عظيم ما كان لمؤمن ولا مؤمنة أن يقع فيه, إذا تبين هذا فلابد لنا من تتبع مظاهر الهجر لنعرف كيف نتجاوزها, وكيف نتخلص منها, وكيف ننقذ أنفسنا من الوقوع بين أولئك الذين اتخذوا هذا القرآن مهجوراً (27).

إن آيات القرآن خزائن العلم، فكلّما فتحتَ خُزانة ينبغي لك أن تنظر ما فيها، كذلك الذينَ يريدون أن يتدبروا القرآن ألاّ يكن همهم آخر السورة، وأن يقرءوا القرآن  ليبكوا فإن لم يبكوا فليتباكوا.


ثانياً – الإعراض عن القرآن واللغو فيه: 

وقد ورد هذا المعنى في تفسير الآية السابقة، يقول الطبري: وذلك أن الله أخبر عنهم بأنهم قالوا: "وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ" (28)، وذلك هجرهم إياه (29).

ومن المصائب التي نراها في أوساط المسلمين بل والمؤمنين هي أنّهم في كلامهم ومحادثاتهم لا يختلفونَ قبل قراءة القرآن وبعده، بل إنهم يزدادونَ صراخاً ودوّياً حينما يُقرأ القرآن على مسامعهم، وكأنّ الله سبحانه أمر في قرآنه باللغو حينَ الاستماع بقوله تعالى: "وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ" (30)،! إن القرآن لم يقبل منّا بالسماع فحسب، بل أراد منّا الاستماع، وهو السماع الواعي المتدبر، وإنّكَ إذا رأيتَ هذه الظاهرة السيئة جدّاً، ظاهرة اللغو والقرآن يُتلى، لترحمت على السامعين فضلاً عن المستمعين! ومن الغريب أنّكَ لا ترى استنكاراً لهذه الظاهرة الغريبة المنكرة!! واكبر الظن أن هؤلاء (اللاغين) لا يعرفون قيمة الاستماع إلى القرآن الكريم، ويحسبون ذلك من الأمور العاديّة، بينما الآية المباركة والروايات صريحة بضرورة الاستماع والإنصات، وفيهما انفتاح لباب الرحمة الإلهية التي تتطلعُ إليها قلوبُ المؤمنين لقوله تعالى: "وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ" (31)، إنّها الرحمة الإلهيّة التي تهبط على هؤلاءِ المنصتين المستمعين. 


ويستعرضُ لنا القرآن الكريم استماع المؤمنين الصالحين بقوله: "... إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّداً، وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً، وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً" (32)، ويصفُ القرآن حالة الأجيال الإيمانية على طولِ التأريخ حينما يستمعونَ إلى آيات الله بقوله: "أُوْلَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَن خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيّاً" (33).

ويرسمُ القرآن حال المؤمنين وهم يستمعون القرآن: "اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ..." (34)، إنّهُ الاستماعُ الخاشع، والعيش الكريم في أجواء القرآن، والخرورُ للأذقان سجّداً وبكيّا، وقشعريرة الجلود ثم لين الجلود والقلوب معاً! فأينَ نحنُ من هؤلاء! 


ثالثاً- ترك تلاوة القرآن بالكلية: 

وهذا المعنى قد أورده القرطبي في الآية الكريمة السابقة عندما ذكر: وقيل معنى مهجوراً أي متروكاً، وما جاء عن ابن عباس رضى الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب" (35).

إنّ ظاهرة هجر القراءة والتلاوة من المظاهر البارزة في المجتمع الإسلامي حتى أصبح القرآن الكريم لا يُتلى إلاّ على الأموات، وحتّى أنّ أحدنا إذا سمع قائلاً يقول (الفاتحة) يتبادر إلى ذهنه أنّ هناك ميتاً!!، وتتبادرُ إلى أنفِهِ رائحة السدرِ والكافور!!. ومَعَ كُلّ دعوات القرآن للتلاوة والترتيل، ومَعَ كُلّ دعوات الرسول صلى الله عليه وسلم، والأئمة رضوان الله عليهم، فإننا لا نجدُ آذاناً صاغيّة إلاّ عند القليل القليل من المؤمنين!! قال تعالى: "...وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً" (36)، وقوله:  "...فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ..." (37)، ويحذّرنا الرسول الكريم من أن نعيش في يومٍ في عداد الغافلين فعن ابن عمر رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ قرأَ في ليلة عشر آيات لم يُكتب من الغافلين، ومَنْ قرأَ في ليلة بمائة آية كُتبَ من القانتين، ومَنْ قرأ بمائتي آية كتب من الفائزين" (38)، ومما يثير العجب والدهشة أنّ كثيراً من المؤمنين لا يجيدونَ قراءة القرآن وتلاوته، ولا يميّزون بينّ الإخفاء والإدغام. 

وقد يتخّوف بعض المؤمنين من التلاوة لأنه لا يعرف أحكامها، وترتيل القرآن من الأمور الأساسية في تكوين الشخصية الإيمانية حيث تمنحها القراءة رقّةً وقوّة معاً، رقة في المشاعر والأحاسيس، وقوّة في المواقف الصعبة التي يَكتنفها المصاعب والمتاعب والآلام. 



ولهذا جاءَ الأمر القرآني لرسولِ الله صلى الله عليه وسلم: "يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ، قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً، نِصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً، أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً" (39)، كُلُّ ذلكَ استعداداً للحمل الثقيل والمسؤولية الكبيرة قال تعالى: "إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً" (40). 

وجاءَ التخفيف للمؤمنين بقوله تعالى: "...فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُم مَّرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّه ...ِ"(41)، ولكن لابُدّ من مواصلة القراءة اليومية بقدر الإمكان ولهذا قال تعالى: "...فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ..." (42)، ومن سمات المتقين الأساسيّة وطبيعتهم اليوميّة الليليّة هي تحزين النفس بالقرآن من خلالِ تلاوتهِ وترتيله.

ومن المشاهَد أن كثيراً من الناس لديهم وقت بل أوقات لقراءة الصُّحُف اليومية، وأوقات أخرى لِمتابعة الأخبار اليومية، وأوقات للهو والعَبَث؛ إلا أنه ليس لدى أكثرهم وقتٌ للقرآن، الذي فيه سَعادتهم وفَلاحُهم وشِفاؤهم ونجاتهم، وفيه رِضا ربِّهم، فإن الإنسان إذا أحبّ إنساناً أو عالِماً أكثر قراءة كلامه، ولله المثل الأعلى، فمن أحبّ الله وصَدَق في محبته أكثر مِن تلاوة كلامه، وتدبّر معانِيه، وتفهّم مَقاصِده، كما أن قراءة القرآن مِن أسباب محبة الله للعبد. 

يتبع إن شاء الله...



الآثار النفسية لهجر القرآن الكريم على حياة الفرد المسلم وسبل علاجها  2013_110


عدل سابقا من قبل أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn في الخميس 27 مايو 2021, 3:59 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52683
العمر : 72

الآثار النفسية لهجر القرآن الكريم على حياة الفرد المسلم وسبل علاجها  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الآثار النفسية لهجر القرآن الكريم على حياة الفرد المسلم وسبل علاجها    الآثار النفسية لهجر القرآن الكريم على حياة الفرد المسلم وسبل علاجها  Emptyالثلاثاء 06 أكتوبر 2015, 9:09 pm

الآثار النفسية لهجر القرآن الكريم على حياة الفرد المسلم وسبل علاجها  Z
رابعاً- نسيان القرآن بعد حفظه: 
وإلى هذا المعنى أشارت الآيات الكريمة في قوله تعالى: "وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى، قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً، قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى" (43).
وهجر الحفظ، فقد يحفظُ أحدنا أشعاراً كثيرة لشعراء، وقد يحفظُ نصوصاً كبيرة لأدباء وبُلغاء، أما أن نحفظ القرآن فهذا ما يندر وجوده هذهِ الأيام حتّى في أوساط المؤمنين الدارسين، ولهذا فإنكَ إذا سَمعتُ أحدهم يستشهد بآيةٍ مباركة يرتبك يتلعثم، بينما ينطلقُ لسانُهُ مغرّداً في القصائد الشعريّة، وهذه ظاهرة مَرَضيّة. 

لقد كانَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حريصاً على حفظ القرآن حتى انّهُ كانَ يسبق جبرائيل عليه السلام -هكذا قيل- قبل أن يُكمل المقطع القرآني النازل عليه، فجاءَ القرآن ليطمئنهُ على حفظه، وهذا نفهمهُ من ظاهر قوله: "لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ، إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ، فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ، ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ" (44).
إن لقارئ القرآن الكريم منزلةً عظيمةً، ومكانة مرموقة لا يرقى إليها أحد، فهذا الرسول الكريم يُطمئن قارئ القرآن فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة، ريحها طيب وطعمها طيب، ومَثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن مثل التمرة لا ريح لها وطعمها حلو ومَثل المنافق الذي يقرأ القرآن مثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مر ومَثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة ليس لها ريح وطعمها مر" (45)، وعن بن عباس رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الرجل الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب" (46). 

خامساً- هجر العلم والعمل:
إن الذينَ يقرأون القرآن كانوا إذا تعلموا من النبي صلى الله عليه وسلم عشر آيات لم يتجاوزوها حتى يعلموا ما فيها من العلم والعمل.. فتعلموا القرآن والعلم والعمل جميعاً. ولهذا كانوا يبقونَ مدّة في حفظ السورة، وفي قوله تعالى: "الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاَوَتِهِ أُوْلَـئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمن يَكْفُرْ بِهِ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ" (47)، ويذكر جلال الدين السيوطي (48): (حق تلاوته) يقرءونه كما أنزل. 
إنّ من السهل أن ترتل قوله تعالى: "...وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ" (49)، ولكن السعي لتطبيق هذه الآية على الأرض يحتاجُ مزيداً من الدموع والدماء، والقتلى والشهداء! وإنّ من اليسير أن تقرأ قوله تعالى: "...أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ..." (50).
إنَّ الأمَّة المسلمة منذ بدأت حالة الهجر الجزئيّ للقرآن الكريم وتجاوزتها إلى مساحات من الهجر أوسع تراجعت ففقدت وحدتها وعزتها وكرامتها في فترات كثيرة من التاريخ حتى بلغ التراجع غايته ومنتهاه. وفي عصرنا هذا قامت محاولات تجديدية وإصلاحيَّة كثيرة بعضها حاولت تقليد الآخر وإتباع نهجه وسلوك سبيله فما زادها ذلك إلا خبالاً وتشتّتاً وتراجعاً ومع سائر المحاولات التي يقوم الآخر بها لتعزيز هذا الاتجاه فإنَّ الأمَّة قد اقتنعت الاقتناع التام بفشله وعجزه عن تحقيق أي خير لها (51).

ومن الصعب جدّاً أن تشخّصَ "أولي الأمر" وتسير تحتَ رايتهم! وما أيسر وأسهل قراءة الآية في قوله تعالى: "... ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ" (52)، ولكن ما أصعب وأعسر تجسيدها، فهي تحتاجٌ إلى أمرين: ما يُوفَّق لهذه الخصلة الحميدة إلا الذين صبروا أنفسهم على ما تكره, وأجبروها على ما يحبه الله, وما يُوفَّق لها إلا ذو نصيب وافر من السعادة في الدنيا والآخرة (53). 
الصبر الكبير والحظ العظيم في قوله تعالى: "وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ" (54) ، والتعبير بـ (يلقاها) يشعر بعسر التلقي البالغ، وتكرار (يلقّاها) يرسُم لكَ ضخامة هذا الأمر وصعوبته. ولهذا ينبغي أن نعرف حقيقتين قرآنيتين أساسيتين: الأولى: إنَّ القرآن سهلٌ وميسر لقوله تعالى: "وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ"(55)؟ الثانية: إنَّ القرآن ثقيلٌ وعسير، قال تعالى: "إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً" (56).
إنّ القول الثقيل لا يتمثّل في الثقل المادي فيما قد توحي بهِ الروايات التي تعبّر عن الضغط الذي كان يتعرض لهُ النبي صلى الله عليه وسلم في جسده في تأثيراته الشديدة القاسية عندَ نزول الوحي عليه؛ بل يتمثلُ في ثقل الأعباء الملقاة على عاتق الإنسان، المسلم الذي يواجه التحديات من موقع الإيمان الذي يثبت في كُلّ حالات الاهتزاز الروحي الذي يعملُ على إسقاط الواقع من حوله". 

إذن ثقلُ القرآن الكريم من ثقل المسؤوليّة الكبيرة،والأهداف الكبيرة، والهموم الكبيرة.. "يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ، قُمْ فَأَنذِرْ، وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ، وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ، وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ، وَلَا تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ، وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ" (57)، إنّها المسؤوليات الجسام، والمهام العظام، من القيام المستمر، والانتزاع من التدثر والفراش والدفء إلى الجهاد والكفاح، وإنها الرسالةُ التي تحتاجُ إلى المزيد من البذل والعطاء، والدموع والبكاء، كما وتحتاجُ بعد كُلّ ذلك إلى الشعور بالتقصير، ورؤية ما أعطاه وبذله صغيراً وحقيراً (ولا تمنن تستكثر)!! فعن عبد الرحمن بن سائب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن هذا القرآن نزل بحزن فإذا قرأتموه فابكوا فإن لم تبكوا فتباكوا وتغنوا به فمَنْ لم يتغن به فليس منا" (58) .

إجابة التساؤل الثاني:
والذي نصه: ما الآثار النفسية لهجر القرآن الكريم على حياة الفرد المسلم؟
إن من أهم الآثار النفسية لهجر القرآن الكريم على حياة الفرد المسلم، تتمثل في الآتي: 
1-  تقطيع الأواصر، وقسوة القلب، والجفوة بين الناس، وضمور معاني الرحمة والتواصل؛ لأن القرآن الكريم يعمل على ترقيق القلوب المؤمنة فهي تطمئن بذكر الله، لقوله تبارك وتعالى: "...أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ" (59)، فنعوذ بالله من القلب القاسي.
2- تغلب الشيطان وأعوانه من شياطين الجن والإنس على الإنسان؛ لأن ذكر الله تعالى خير حافظ للعبد، فالله خير حافظ وهو أرحم الراحمين. وقد ورد عن النبي –صلى الله عليه وسلم- أن البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة لا تأتيه البطلة، وهم شياطين الجن والإنس. 
3- حرمان العبد من فضل التلاوة والتعبد بها، فقد فوت العبد على نفسه بهجرانه للقرآن أجراً عظيماً، وفضلاً كبيراً قال تعالى: "وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً" (60).
4- ومن آثار هجر القرآن هجر السنة فتكثر الأهواء ويقل العلم وينتشر الجهل وكل هذه عوامل على انتشار البدع وتحكيم الهوى (61)، قال تعالى: "أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ" (62).
5-   فوات الأجر والمثوبة والبركات والخيرات، فحرمان العبد من فضل التلاوة والتعبد بها، فقد فوت العبد على نفسه بهجرانه للقرآن أجراً عظيماً، وفضلاً كبيراً، قال تعالى: "وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً" (63).
6-  عتاب وشكوى الرسول عليه الصلاة والسلام ممن هجر القرآن، والقرآن إما أن يكون قائدًا إلى الجنة أو سائقًا إلى النار والعياذ بالله، فالحرمان من شفاعته له يوم القيامة كما جاء في الحديث، فعن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "اقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه" (64).
7-  عصيان الله تعالى ورسوله عليه الصلاة والسلام، وضعف الصلة بالله تعالى، فموت السنّة وانتشار البدعة بسبب الإعراض عن كتاب الله، ومن هجر القرآن هجر السنة فتكثر الأهواء ويقل العلم وينتشر الجهل وكل هذه عوامل على انتشار البدع وتحكيم الهوى (65)، "أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ" (66).
8-  الخسران المبين في الدنيا والآخرة، قال تعالى: "فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُم مِّن دُونِهِ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ" (67).


9- تعطل كثير من الطاقات والقدرات أو خدرها وقلة فاعليتها، فالذي يتفكر في أحوال المسلمين يجد إعراضًا عن كتاب الله تعالى وهجرًا له أدى إلى الأوضاع والأحوال البائسة والمريرة التي نحياها، وتشمل في ثناياها الحيرة والقلق والضنك والمعاناة والانقطاع عن مدد الحياة الرباني ومنظم كيانها ومُسير سفينتها في بحر الحياة المتلاطم بالأمواج وساحاتها التي تعج بدفقات الألم والأمل ومعاني العطاء المتجدد إذا علمت الطاقات طبقًا لدليل إعمالها ومنهاج تحفيزها ونبراس توظيفها في الاتجاه الصحيح (68). 
10-  جفاء الطبائع، وحدة المزاج، وتكدر الخواطر وغلظة الشعور، وسوء الخلق والأدب، فقد ذكر (عبد الفتاح الهمص) أن الشعور بالعجز والكسل يصيب الإنسان بالإحباط والإكتئاب ويفقد الإنسان القدرة على العمل والإنتاج، ويؤثر على العطاء ويجعل الإنسان مهتزاً غير قادر على تحمل المسئولية (69). 
11-  زيادة المعاناة الشخصية والعائلية, ومعاناة المجتمع بأكمله, وكل ذلك عندما يهجر الفرد المسلم القرآن الكريم، وقد ذكر (عبد الكريم رضوان) أن الدين يبدل النفس ويغيرها جوهرياً ويخرجها من الظلمات إلى النور، ومن حضيض الشهوات إلى ذروة الكمالات الخلقية، فالإنسان المؤمن لا يشعر بالقلق؛ لأنه يعلم بأن الله معه ويستجيب له إذا دعاه، وهو يرتبط دائماً بربه في أعماله، فمن الحاجات الأساسية للإنسان أن يشعر بالأمن والطمأنينة، ليكون مستريح الضمير وفي مأمن من العقاب الرباني (70). 
الآثار النفسية لهجر القرآن الكريم على حياة الفرد المسلم وسبل علاجها  Images_5v20
إجابة التساؤل الثالث:
والذي نصه: ما الخطة العلاجية لمواجهة الآثار السلبية لهجر القرآن الكريم؟
يحمل القرآن في طياته القيم والمفاهيم والبرامج التي يحتاجها الفرد المسلم في حياته، والقرآن مشروع تحرير وتنوير قال تعالى: "يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ" (71)، وعلى الرغم من أننا نقرأ هذه الآية وأمثالها ولكنها لا تحرك فينا ساكناً؛ ذلك لأننا نعيش حالة الهجر مع القرآن، كالولد الذي يسمع كلمات أبيه دون أن يعمل على تطبيقها استهانة واستخفافاً...
إن أمتنا الإسلامية تمتلك أفضل البرامج وأفضل القيم لإدارة حياتها؛ وأول برنامج يراه القرآن الحكيم هو العلم والتعلم ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ﴾ (72)، فما هي مدى استجابتنا للقراءة والمطالعة؟ وأين نحن من الشورى أين التعاون والوحدة أين النظام أين وصلنا بمستوانا السياسي والاجتماعي والديني.. إن تخلفنا في كل ذلك مؤشر واضح على داء الهجر الذي انتابنا فصار القرآن لا يتجاوز تراقينا، ينبغي لنا أن نراجع أنفسنا (حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا) على الصعيدين الظاهري والعملي، ماذا تركنا وماذا ينبغي علينا أن نصل وماذا نترك حتى يصدق علينا أننا متمسكون بالقرآن بعيدين ممن يقف الرسول صلى الله عليه وسلم في قبالهم وهو ينادي ﴿يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً﴾.

وقد وضع الباحث خطة علاجية تتمثل بالخطوات الآتية:
 -تعلم العلم الشرعي من القرآن والسنة: 
عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خيركم مَنْ تعلم القرآن وعلمه" (73).

- المواظبة على قراءة القرآن الكريم بتدبر وخشوع وحضور قلب مع قراءة تفسير القرآن: 
عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"يُقال لصاحب القرآن: اقرأ وارتق ورتّل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها" (74).

- قراءة سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه: 
قال تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ" (75)، وما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف، فعن عمران بن حصين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "خير أمتي قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم" (76).  

- الصدقة والحرص على صدقة السر: 
قال تعالى: ﴿قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ" (77)، وقال سبحانه: ﴿...وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلأنفُسِكُمْ وَمَا تُنفِقُونَ إِلاَّ ابْتِغَاء وَجْهِ اللّهِ وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ" (78). 
وما ذكرته السنّة النبوية، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من يوم يُصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقاً خلفاً، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكاً تلفاً" (79)، وعن أبي أمامة صديّ بن عجلان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا ابن آدم إنك إن تبذل الفضل خيرٌ لك وإن تمسكه شر لك، ولا تلام على كفاف وابدأ بمن تعول واليد العليا خيرٌ من اليد السفلى"(80).  

- العطف على الفقراء والمساكين والأرامل والمسح على رأس اليتيم: 
قال تعالى: ﴿...وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ" (81)، وقال سبحانه: ﴿فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ" (82)، وما ورد في السنّة، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كافل اليتيم له أو لغيره أنا وهو كهاتين في الجنّة" (83).
 
- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: 
قال تعالى: ﴿وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ" (84)، ومن الأحاديث النبوية، عن أبي سعيد الخدري قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "مَنْ رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان" (85) .

- بر الوالدين والإحسان إليهما:
قال تعالى: ﴿ وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ...." (86)، وقال سبحانه: ﴿وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ..." (87)، وما ورد في السنّة النبوية المطهرة، فعن أبي عبد الرحمن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم: أي العمل أحب إلى الله تعالى؟ قال: "الصلاة على وقتها" قلت: ثم أي؟ قال: "بر الوالدين" قلت: ثم أي؟ قال: "الجهاد في سبيل الله" (88) .

- صلة الأرحام: 
قال تعالى: ﴿...وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ..." (89)، وما جاء في السنّة، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله تعالى خلق الخلق حتى إذا فرغ منهم قامت الرحم فقالت: هذا مقام العائذ بك من القطيعة؟ قال: نعم أما ترضين أن أصل مَنْ وصلكِ وأقطع مَنْ قطعكِ؟ قالت: بلى، قال: فذلك لكِ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اقرءوا إن شئتم: "فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ" (91). 

- زيارة المرضى وتخفيف آلامهم ومواساتهم: 
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "حق المسلم على المسلم خمس: رد السلام، وعيادة المريض، وإتباع الجنائز، وإجابة الدعوة، وتشميت العاطس" (92).

- زيارة مغاسل الموتى "حضور تغسيل الأموات إذا تيسر ذلك":
الاتعاظ برؤية الميت إذا تيسر ذلك؛ وذلك من أجل العبرة والعظة، فقد دخل أبو بكر الصديق رضي الله عنه على النبي صلى الله عليه وسلم وحضنه، وقال: واخليلاه، واحبيباه، واأبتاه، وقبّل النبي صلى الله عليه وسلم وقال: طبت حياً وطبت ميتاً يا رسول الله وأخذ رأس النبي عليه الصلاة والسلام، بين يديه وأخذ يتأمل ملامح وجهه الشريف ثم قال: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، أما الموتة التي كتب الله عليك فقد ذقتها... ثمّ لن يصيبك بعدها موتة ابدأ ثم أعد رأس النبي عليه السلام إلى الوسادة ورد الغطاء على وجهه (93).

- زيارة المقابر: 
عن ابن مسعود رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كنت نهيتكم عن زيارة القبور فمن أراد أن يزور القبور فليزر فإنها تذكرنا الآخرة" (94).

- الإكثار من ذكر الله تعالى: 
قال عز وجل: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً، وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً" (95)، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم" (96).

- قيام الليل والحرص على ذلك: 
قال تعالى: "وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَّحْمُوداً" (97)، وقال أيضاً: ﴿ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ...." (98)، وقال أيضاً: ﴿كَانُوا قَلِيلاً مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ" (99). 
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم من الليل حتى تتفطّر قدماه فقلت له: لم تصنع هذا يا رسول الله وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: "أفلا أكون عبداً شكوراً (100).

- التواضع وحسن الخلق: 
قال تعالى: "وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ" (101)، وقال أيضاً: ﴿...وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ" (102)، وعن أنس رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خُلُقَاً" (103).  

- التبكير للصلاة في المسجد: 
فقد ورد في الحديث الشريف، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا يزال أحدكم في صلاة ما دامت الصلاة تحبسه لا يمنعه أن ينقلب إلى أهله إلاّ الصلاة" (104)، وفي حديث آخر، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا يزال العبد في صلاة ما كان في المسجد ينتظر الصلاة " (105). 

 - إفشاء السلام على مَنْ عرفت ومَنْ لم تعرف: 
قال تعالى: ﴿وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا ..." (106)، وقال سبحانه: ﴿هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ* إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَاماً قَالَ سَلَامٌ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ" (107)، وجاء في السنّة النبوية المطهرة، عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: أن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الإسلام خير؟ قال: "تطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف" (108). 
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أوَ لا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم" (109).
 
 - محاسبة النفس: 
قال تعالى: "يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَةٌ" (110)، وعن أبي يعلى شدّاد بن أوس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الكيّس من دان نفسه، وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني" (111). 

- صفاء النفوس: 
قال تعالى: ﴿وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا* فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا* قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا* وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا" (112)، وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يدخل الجنّة أقوام أفئدتهم مثل أفئدة الطير" (113).  

- أداء النوافل: 
قال تعالى: "ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ" (114)، وعن أم المؤمنين أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان رضي الله عنهما قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما من عبد مسلم يصلي لله تعالى في كل يوم ثنتي عشرة ركعة تطوعاً غير الفريضة إلا بنى الله له بيتاً في الجنّة" (115). 
يتبع إن شاء الله...


الآثار النفسية لهجر القرآن الكريم على حياة الفرد المسلم وسبل علاجها  2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52683
العمر : 72

الآثار النفسية لهجر القرآن الكريم على حياة الفرد المسلم وسبل علاجها  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الآثار النفسية لهجر القرآن الكريم على حياة الفرد المسلم وسبل علاجها    الآثار النفسية لهجر القرآن الكريم على حياة الفرد المسلم وسبل علاجها  Emptyالثلاثاء 06 أكتوبر 2015, 9:43 pm

الآثار النفسية لهجر القرآن الكريم على حياة الفرد المسلم وسبل علاجها  Images?q=tbn:ANd9GcTfG4wZcRr4TPWR-ujpdNR_EbJj1p4EPCyOp0WG8In3Ko0XcIut
 - الجليس الصالح "مجالس الصالحين": 
قال تعالى: "وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً" (116)، وقال سبحانه: ﴿قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً" (117)، وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تصاحب إلا مؤمناً، ولا يأكل طعامك إلا تقيّ" (118). 
وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "المرء مع مَنْ أحب" (119).


 - الحرص على التزوّد من الدنيا بالعمل الصالح: 
قال تعالى: ﴿...وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ" (120).
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي فقال: " كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل" (121). 

- الزهد بالدنيا، والإعراض عنها، وأخذ الكفاية من متاعها: 
قال تعالى: ﴿إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالأَنْعَامُ حَتَّىَ إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ" (122)، وقال سبحانه: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ  (123). 
وجاء في السنّة المطهرة، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الدنيا حلوة خضرة وإن الله تعالى مستخلفكم فيها فينظر كيف تعملون فاتقوا الدنيا واتقوا النساء" (124). 
وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة" (125).

- تذكر يوم القدوم والعرض على الله يوم القيامة للحساب: 
قال تعالى: ﴿ يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَةٌ﴾ (126)، وعن عدي بن حاتم قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " ما منكم من أحد إلاّ وسيكلمه الله يوم القيامة ليس بين الله وبينه ترجمان" (127).

- حب الغير للغير: 
قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ..." (128)، وقال سبحانه: ﴿مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ...﴾ (129)، وما جاء في السنّة النبوية المطهرة، فعن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ثلاث مَنْ كنّ فيه وجد بهنّ حلاوة الإيمان: أن يكون اللهَ ورسولهُ أحبَّ إليه ممّا سواهما، وأن يُحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يُقذف في النار" (130).

- عدم الانتقام للنفس، والعفو عن من ظلمك: 
قال تعالى: ﴿خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ﴾ (131)، وفي الحديث الشريف، عن سهل بن معاذ بن أنس الجهني عن أبيه رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "مَنْ كظم غيظاً وهو يستطيع أن ينفذه دعاه اللهُ يوم القيامة على رءوس الخلائق حتى يُخيّره في أي الحور شاء" (132).  

 - دعوة غير المسلمين إلى الإسلام: 
قال تعالى: ﴿ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ...﴾ (133)، وما ورد في السنّة المطهّرة، فعن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه قال له: " يا معاذ أنْ يهدي الله على يديك رجلاً من أهل الشرك خير لك من أن يكون لك حمر النعم" (134).

- حفظ الجوارح مما يغضب الله: 
وقد ذكر (سفر الحوالي) أنه من الواجب علينا جميعاً أن نوصي أنفسنا، ويوصي بعضنا بعضًا بحفظ هذه الجوارح التي ائتمننا الله تبارك وتعالى عليها، فإن الله عز وجل لمَّا قال: ﴿إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْأِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولاً﴾ (135) فإنه يدخل في ذلك حفظ هذا البدن الذي أعطاك الله تبارك وتعالى إياه وامتن به عليك، كما قال الله عز وجل: ﴿وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ (136) وهذا فيه حض وحث وتنبيه أن نشكر نعمة الله تبارك وتعالى على ما أعطانا من هذه الأعضاء ومن هذه الجوارح، والتي ميزنا الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بها عن سائر خلقه، وفضلنا بها عن باقي ما خلق من الدواب، فجعل لنا سمعًا وأبصارًا وأفئدة وعقولاً نهتدي بها، ونعرف الحق من الباطل، والهدى من الضلال، والتوحيد من الشرك، والسنّة من البدعة، والطاعة من المعصية، والحسنة من السيئة، ونعمل بمقتضى ذلك بجوارحنا الظاهرة؛ لأن هذه من نعم الله العظيمة، والواجب فيها أن نشكر الله تبارك وتعالى عليها، وأن نراعي حق الأمانة الذي ائتمنا عليها، فالمال أمانة، واليد أمانة، والعين أمانة، والقلب أمانة، وكل ذلك مما يجب علينا جميعًا أن نحفظه، وأن نعتني ونهتم به، ونتوقع السؤال عنه بين يدي الله تبارك وتعالى(137)، كما قال عز وجل: ﴿وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولً﴾ (138).

- الكسب الحلال: 
عن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا عمرو نعمّا بالمال الصالح للرجل الصالح" (139).

- الإسهام قدر المستطاع في بناء المساجد: 
قال تعالى: ﴿إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّهَ فَعَسَى أُوْلَـئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ﴾ (140)، وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ بنى لله مسجداً ولو كمفحص قطاة لبيضها بنى اللهُ له بيتاً في الجنّة" (141).

- زيارة البيت الحرام لأداء العمرة مع الاستطاعة: 
قال تعالى: ﴿...وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ﴾ (142). 
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما والحج المبرور ليس له جزاءٌ إلا الجنة" (143).

- الهدية "تهادوا تحابوا": 
للهدية أثرٌ عجيبٌ وعميقٌ في نفوس من نهاديهم، فبها يزول ما بين النفوس من جفاءٍ ووحشةٍ، وبها ترق القلوب، وتصفو النفوس، وتزداد المودَّة والألفة، ويعمق الحب، وتوثق الروابط؛ ولهذا يوصينا النبي صلى الله عليه وسلم بأن يهادي بعضُنا بعضًا فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تهادوا فإن الهدية تذهب وغر الصدر" (144).

- الدعاء لإخوانك المسلمين بظهر الغيب: 
قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ....﴾ (145), وما جاء في السنّة النبوية المطهّرة، فعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: "دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة؛ عند رأسه ملك موكل كلما دعا لأخيه بخير قال الملك الموكل به: آمين ولك بمثل" (146).  

 - الرفق بالحيوان والإحسان إليه: 
فعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "عُذّبت امرأةٌ في هرّةٍ حبستها حتى ماتت فدخلت فيها النار لا هي أطعمتها وسقتها إذ هي حبستها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض" (147).

 - المكث بالمسجد بعد الصلوات:
"وخصوصاً بعد صلاة الفجر حتى طلوع الشمس قدر رمح ثم صلاة ركعتين": عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط" (148).

 - زيارة المؤسسات الخيرية والاطلاع على أحوال المسلمين في العالم: 
قال تعالى: ﴿....وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ...﴾ (149). 

 - تجهيز غاز في سبيل الله: 
قال تعالى: ﴿لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُـلاًّ وَعَدَ اللّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً﴾ (150)، عن زيد بن خالد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "مَنْ جهّز غازياً في سبيل الله فقد غزا ومَنْ خلّف غازياً في أهله بخير فقد غزا" (151).

 - إنظار المعسر أو التجاوز عن شيء من دينه: 
قال تعالى: ﴿وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَن تَصَدَّقُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ (152).

 - صيام التطوع: 
عن معاذة العدوية أنها سألت عائشة رضي الله عنها: أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم من كل شهر ثلاثة أيام؟ قالت: نعم، فقلت: من أي الشهر كان يصوم؟ قالت: لم يكن يبالي من أي الشهر يصوم" (153).

 - إصلاح ذات البين: 
قال تعالى: (لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ...﴾ (154)، وقال سبحانه: "...فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ..." (155)، وقال أيضاً: "...وَالصُّلْحُ خَيْرٌ...." (156)، وما ورد في السنّة المطهّرة، فعن أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ليس الكذّاب الذي يصلح بين الناس فينمي خيراً أو يقول خيراً" (157).

 - تذكر الجنة ونعيمها وقصورها وأنهارها وزوجاتها وغلمانها والحياة الأبدية التي لا موت فيها ولا تعب ولا نصب وأعظم من ذلك رؤية الله رب العالمين: 
قال تعالى: "إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ* ادْخُلُوهَا بِسَلاَمٍ آمِنِينَ* وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ* لاَ يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُم مِّنْهَا بِمُخْرَجِينَ﴾ (158)، وقال سبحانه: "يَا عِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ* الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ* ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ* يُطَافُ عَلَيْهِم بِصِحَافٍ مِّن ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ* وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ* لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْهَا تَأْكُلُونَ﴾ (159)، وورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بوصفه الجنّة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر، ثم الذين يلونهم على أشد كوكب درّيّ في السماء إضاءةً، لا يبولون، ولا يتغوّطون، ولا يتفلون، ولا يمتخطون، أمشاطهم الذهب، ورشحهم المسك، ومجامرهم الألوة –عود الطيب– أزواجهم الحور العين على خلق رجل واحد على صورة أبيهم آدم، ستون ذراعاً في السماء" (160).

- تذكر النار وجحيمها وسعيرها وأغلالها وزقومها وأوديتها وعقاربها وحياتها وطول المكث فيها:
ونعوذ بالله ونستجير بالله من عذاب جهنم، قال تعالى: "إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً، إِنَّهَا سَاءتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً" (161)، وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يؤتى بجهنم يومئذ لها سبعون ألف زمام، مع كل زمام سبعون ألف ملك يجروّنها: (162).

 - التحدث بنعم الله سبحانه وتعالى: 
قال تعالى: "وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ" (163)، وقال سبحانه: "وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ" (164)، وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ" (165).

 - مراقبة الله في السر والعلن: 
قال تعالى: "الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ" (166)، وقال سبحانه: "إِنَّ اللّهَ لاَ يَخْفَىَ عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء" (167)، وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ببعض جسدي فقال: " اعبد الله كأنك تراه وكن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل" (168).

 - تذكر الموت وسكراته: 
قال تعالى: "كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ" (169)، وقال سبحانه: "حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ* لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ* فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءلُونَ* فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ* وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ* تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ" (170)، وجاء في السنّة النبوية المطهّرة، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: "خطّ النبي صلى الله عليه وسلم خطّاً مربعاً وخطّ خطاً في الوسط خارجاً منه وخطّ خططاً صغاراً إلى هذا الذي في الوسط من جانبه الذي في الوسط فقال: هذا الإنسان وهذا أجله محيط به – أو قد أحاط به – وهذا الذي هو خارج أمله وهذه الخطط الصغار الأعراض؛ فإن أخطأه هذا نهشه هذا؛ وإن أخطأه هذا نهشه هذا" (171).
 - تذكر القبر ووحشته وظلمته وسؤال الملكين: عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه وقال: "استغفروا لأخيكم وسلوا له التثبيت، فإنه الآن يُسأل" (172).

 - الدعاء والإلحاح على الله سبحانه وتعالى: 
إظهارًا العبد افتقاره إلى الله - جل وعلا ومع الإلحاح في الدعاء؛ فإن الله يحب من عباده الإكثار من الدعاء والإلحاح فيه "وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ "(173)، ومن السنّة النبوية المطهّرة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء" (174).

- الحذر... الحذر من الاستمرار والتهاون بالذنوب: 
عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِيَّاكُمْ ‏ ‏وَمُحَقَّرَاتِ ‏‏ الذُّنُوبِ كَقَوْمٍ نَزَلُوا فِي بَطْنِ وَادٍ فَجَاءَ ذَا بِعُودٍ وَجَاءَ ذَا بِعُودٍ حَتَّى أَنْضَجُوا خُبْزَتَهُمْ وَإِنَّ ‏‏ مُحَقَّرَاتِ ‏‏ الذُّنُوبِ مَتَى يُؤْخَذْ بِهَا صَاحِبُهَا تُهْلِكْهُ" (175).

إن الاستمرار على الذنوب والتهاون بها سبب رئيس في قسوة القلوب، وهجرها كتاب ربها، ولربما لا يوفق العبد بحسن الخاتمة، والعمر فرصة واحدة ولن يتكرر واستفد من وجودك في هذه الحياة بعمل الصالحات والتزود منها، والتخلص من الذنوب والمعاصي، ولا تطل الأمل فقد يفاجئك الموت هذه الليلة على فراشك، فعلينا بالتوبة والرجوع إلى الله قبل فوات الأوان وقبل حضور الأجل، قال تعالى: "وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ" (176).

لله أشد فرحاً بتوبة عبده، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:‏ "لَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ حِينَ يَتُوبُ إِلَيْهِ مِنْ أَحَدِكُمْ كَانَ عَلَى ‏رَاحِلَتِهِ ‏‏بِأَرْضِ فَلَاةٍ ‏ ‏فَانْفَلَتَتْ ‏مِنْهُ وَعَلَيْهَا طَعَامُهُ وَشَرَابُهُ فَأَيِسَ مِنْهَا فَأَتَى شَجَرَةً فَاضْطَجَعَ فِي ظِلِّهَا قَدْ أَيِسَ مِنْ ‏رَاحِلَتِهِ ‏‏فَبَيْنَمَا هُو كَذَلِكَ إِذَا هُوبِهَا قَائِمَةً عِنْدَهُ فَأَخَذَ ‏ ‏بِخِطَامِهَا ‏ ‏ثُمَّ قَالَ مِنْ شِدَّةِ الْفَرَحِ اللَّهُمَّ أَنْتَ عَبْدِي وَأَنَا رَبُّكَ أَخْطَأَ مِنْ شِدَّةِ الْفَرَحِ" (177)، قال تعالى: "قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُو الْغَفُورُ الرَّحِيمُ"(178).
--------------------------------------
الخاتمة:
1- إن هجر الفرد المسلم للقرآن الكريم يجعله يتراجع ويفقد وحدته وعزته وكرامته، فالقلوب إذا لم تعمر بالقرآن سكنتها الشياطين.
2- هجر القرآن الكريم يضعف الإيمان بالله – عز وجل – وسائر المغيبات.
3- إن من هجر القرآن ترك تدبره وترك العمل به وامتثال أوامره واجتناب زواجره.
4- الذي يقرأ القرآن ليتكسب به الأموال يأتي يوم القيامة وليس في وجهه مُزعة لحم.
5- من يقرأ القرآن ولا يعمل بموجبه تكون قراءته عليه، وليس له.
6- من قرأ القرآن ليُقال إنه قارئ وليرائي بين الناس فهو منافق ومن أول مَنْ يُسحب على وجهه في النار يوم القيامة.
7- الهجر صفة قبيحة تسخط الله – عز وجل – على المتهاجرين.
8- الهجر سبب في تأخير المغفرة من الله –عز وجل- .
9- الهجر من حبائل الشيطان يغوي بها أتباعه حتى يسوقهم إلى الجحيم.
---------------------------
وفي ضوء ما تم عرضه ومناقشته توصي الدراسة بما يلي:
أولاً: 
يتوجب على الفرد المسلم أن يبدأ بإعادة بناء معرفته بالقرآن المجيد وذلك بأن يدرك عن اعتقاد يقينيّ أنَّ القرآن المجيد تركه الله فينا بعد رسوله، وبعد ختم النبوة ليكون النبي  المقيم والرسول الخالد يحمل إلينا الهداية والتسديد والترشيد والمنهج القويم في كل ما نحن بحاجة إلى هداية وتسديد وترشيد فيه من شئون وشجون الدنيا والآخرة. 

ثانياً: 
اليقين بأنَّنا سوف نجد في القرآن سبيل الهداية إلى كل ما نحن بحاجة إلى الوصول إلى سبيل الهداية فيه فإنّه ما تنزل بأحد من أهل الأرض نازلة إلا وفي القرآن المجيد سبيل الهدى والطريق الأقوم لمعالجتها.

ثالثاً: 
أن نوقن بأنَّ القرآن الكريم يكفينا عما سواه، ويغنينا عما عداه فنقرؤه وكلّنا ثقة بأنَّنا سوف نجد بغيتنا فيه وسوف نحصل على مرادنا منه إن شاء الله: "أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (179)"، ولا ينبغي أن تستعجل النتائج ونحن نقرأ القرآن، بل نصبر، ونقرؤه وننتظر كرمه ونفهم أفهامنا وطاقاتنا، لا القرآن المجيد، ونستمر بالتلاوة والترتيل والتدبُّر حتى يفتح الله سبحانه وتعالى لنا من كرم القرآن ومن رحمته ما يفتح.

رابعاً: 
أن ندرك أن لهذا القرآن مداخل عديدة لتلاوته "حق التلاوة" وترتيله حق الترتيل ولابد لنا من ملامسة هذه المداخل وإدراكها والتدرُّب على استعمالها، وتذوق حلاوة التلاوة في استحضارها، ومنها: مدخل العبادة، ومدخل الأزمة، ومدخل الجمع بين القراءتين أو القراءات، ومدخل القيم والمقاصد وما إلى ذلك.

خامساً: 
كما أن للقرآن المجيد منهجيَّة معرفيَّة قد اشتمل القرآن على محدّداتها لابد للفرد المسلم من إدراكها وفهمها والتدرُّب على استعمالها ومن هذه المحدِّدات "التصديق والهيمنة والاستيعاب والتجاوز". 
والمسلمون اليوم أحوج ما يكونون لإعادة بناء علاقتهم بالقرآن بشكل سليم، ووضع حد لحالة الهجر والفصام بينهم وبينه وإزالة سائر العوائق والحجب بينهم وبينه. 
وأن يدركوا أنَّ القرآن الكريم وإن كان الله سبحانه وتعالى قد يسره للذكر لكن قارئه يحتاج مع ذلك التيسير إلى إدراك خصائص القرآن ومعرفة القرآن والإلمام بمنهجيَّته وإدراك خصائص خطابه لعله يتمكن من الوصول إلى حالة النظر الخالي من الشوائب التي تحول بين قلب الإنسان وبين فهم معاني القرآن وملامستها.

سادساً: 
إنَّ القرآن المجيد "لا يمسُّه إلا المطهرَّون" و"المطهّرون" غير "المتطهرين" فالمتطهّر هو: من طهَّر نفسه بنفسه وهو أمر مطلوب ولاشك مع القرآن المجيد؛ أمّا "المطهَّر" فهو مَنْ طهَّره الله سبحانه وتعالى أو مَنْ طهّره غيره.
يتبع إن شاء الله...


الآثار النفسية لهجر القرآن الكريم على حياة الفرد المسلم وسبل علاجها  2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52683
العمر : 72

الآثار النفسية لهجر القرآن الكريم على حياة الفرد المسلم وسبل علاجها  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الآثار النفسية لهجر القرآن الكريم على حياة الفرد المسلم وسبل علاجها    الآثار النفسية لهجر القرآن الكريم على حياة الفرد المسلم وسبل علاجها  Emptyالثلاثاء 06 أكتوبر 2015, 9:48 pm

الآثار النفسية لهجر القرآن الكريم على حياة الفرد المسلم وسبل علاجها  600502484
المراجع:
1. سورة العلق: الآيات (1-3)
2. سورة الكهف، الآية (27)
3. سورة الحجر: الآية (9)
4. سورة محمد: الآية (24)
5. سورة الإسراء: الآية (9)
6. سورة طه: الآية (124)
7. سورة النساء: الآية (82)
8. سورة الفرقان: الآية (30)
9. سورة طه: الآيتان (99-101)
10. سورة طه: الآية (124)
11. الشبيب، غازي، (2007): تواري الثقافة القرآنية.. الأسباب والحلول، العدد الأول، مجلة القرآن نور،
http://www.qrnoor.net/mag/index.php?option=com_content&task=view&id=18
12. سورة آل عمران: الآية (113)
13. سورة ص: الآية (129)
14. سورة محمد: الآية (24)
15. سورة الإسراء: الآية (82)
16. سورة فصلت: الآية (44)
17. سورة الزخرف: الآية (36)
18. دار فاطمة النسائية، عالم بلا مشكلات، http://www.noo-problems.com/vb/showthread.php?t=29967
19. العلواني، طه جابر، هجران الأمَّة للقرآن، هل من سبيل إلى إزالة أسبابه؟،
     http://www.eiiit.org/eiiit/news_read.asp?id=51
20. القرطبي، أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح الأنصاري الخزرجي، تفسير القرطبي، ج 2، دار الشعب، القاهرة، مصر، ص 298.
21. فقيهي، محمد حنيف، (1987)، إعجاز القرآن عند عبد القاهر الجرجاني عن كتابه: أسرار البلاغة ودلائل الإعجاز، ط2، المكتبة العصرية، بيروت، لبنان، ص 181
22. الحفني، عبد المنعم، (2004)، تفسير القرآن العظيم، ج 3، مكتبة مدبولي، القاهرة، مصر، ص 329
23. منظور، جمال الدين أبو الفضل محمد بن مكرم بن علي بن أحمد، (1955)، لسان العرب، ج1، تحقيق: عبد الله الكبير، محمد أحمد حسب الله، دار صادر للطباعة والنشر، بيروت، لبنان، ص 182.
24. سورة الفرقان: الآية (30)
25. تفسير القرطبي، مرجع سبق ذكره، ج13، ص 20.
26. الطبري، أبو جعفر محمد بن جرير بن خالد بن جرير، (2001)، تفسير الطبري، ج9، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت، لبنان، ص385.  
27. العلواني، طه جابر، (2008): هجران الأمَّة للقرآن, هل من سبيل إلى إزالة أسبابه؟ ، المعهد العالمي للفكر الإسلامي، آذار. 
28. سورة فصلت: الآية (26)
29. تفسير الطبري، مرجع سبق ذكره، ج9،ص385.
30. سورة الأعراف: الآية (204)
31. سورة الأعراف: الآية (204)
32. سورة الإسراء: الآيتان (107-109)
33. سورة مريم: الآية (58)
34. سورة الزمر: الآية (23)
35. الشيباني، أحمد بن حنبل أبو عبد الله، (ب.ت)، مسند أحمد، مؤسسة قرطبة، مصر، رقم الحديث 1947.
36. سورة المزمل: الآية (4)
37. سورة المزمل: الآية (20)
38. الدارمي، أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن بن الفضل بن بهران بن عبد الصمد، (1900)، سنن الدارمي، دار إحياء السنة النبوية، رقم الحديث 3322، كتاب: فضائل القرآن، باب:من قرأ بمائتي آية.
39. سورة المزمل: الآيات (1-4)
40. سورة المزمل: الآية (5)
41. سورة المزمل: الآية (20)
42. سورة المزمل: الآية (20)
43. سورة طه: الآيات: (24-26)
44. سورة القيامة: الآيات: (16-19)
45. المغيرة، محمد بن إسماعيل، (1987)، صحيح البخاري، تحقيق: عبد العزيز بن باز، رقم الحديث 5007، كتاب، الأطعمة، باب: ذكر الطعام، دار الفكر، بيروت.
46. مسند أحمد، مرجع سبق ذكره، رقم الحديث 1846، كتاب: ومن مسند بني هاشم، باب: بداية مسند عبد الله بن العباس. 
47. سورة البقرة: الآية (121)
48. السيوطي، جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد بن سابق الدين الخضيري، والمحلي، جلال الدين محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم، (2004)،   تفسير الجلالين، مراجعة: محمد محمد تامر، مؤسسة المختار للنشر والتوزيع.
49. سورة المائدة: الآية (44)
50. سورة النساء: الآية (59)
51. هجران الأمَّة للقرآن, هل من سبيل إلى إزالة أسبابه؟ مرجع سبق ذكره.
52. سورة فصلت: الآية (34)
53. القرني، عائض بن عبد الله، (ب.ت)، التفسير الميسر، سورة فصلت، آية (35)،  ص 480.
54. سورة فصلت: الآية (35)
55. سورة القمر: الآية (17)
56. سورة المزمل: الآية (5)
57. سورة المدثر: الآيات (1-7)
58. ابن ماجة، الحافظ أبي عبد الله محمد بن يزيد الربعي القزويني، (1996)، سنن ابن ماجة، تعليق: محمد ناصر الدين الألباني، رقم الحديث1327، كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها، باب فيحسن الصوت بالقرآن، مكتبة المعارف للنشر والتوزيع، الرياض، السعودية.
59. سورة الرعد: الآية (28)
60. سورة الفرقان: الآية (30)
61. الحمود، إبراهيم بن ناصر، (2007): القرآن 
يحصن قلوب المؤمنين ضد الوقوع في المعاصي، مجلة مجمع الأمل للصحة النفسية، ، السعودية،  
     http://www.alamal.med.sa/index.htm  
62. سورة المائدة: الآية (50)
63. سورة الفرقان: الآية (30)
64. الإمام مسلم، أبو الحسين مسلم بن حجاج القشيري النيسابوري، (1955)، صحيح مسلم، رقم الحديث 1337 ، كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب فضل قراءة القرآن وسورة البقرة، دار إحياء الكتب العربية، القاهرة، مصر.
65. الحمود، إبراهيم بن ناصر، القرآن يحصن قلوب المؤمنين ضد الوقوع في المعاصي، مجلة الدعوة، العدد 1999، 23 جمادي الأولى 1426هـ، 30 يونيو 2005، http://www.alamal.med.sa/quran.shtml 
66. سورة المائدة: الآية (50)
67. سورة الزمر: الآية (15)
68. كيف ترتقي بإنسان لا يقرأ القرآن، مجلة الفرقان، السنة السابعة، العدد(57)، رمضان، 1427هـ، 
http://www.islammemo.cc/article1.aspx?id=19590
69. الهمص، عبد الفتاح (2005)، " فاعلية برنامج إرشادي في تخفيف أعراض الاكتئاب النفسي لدى زوجات شهداء انتفاضة الأقصى" ، رسالة دكتوراه، كلية التربية، البرنامج المشترك، غزة، فلسطين، ص 182.
70. رضوان، عبد الكريم (2002)، " القلق لدى مرضى السكر بمحافظة غزة وعلاقته ببعض المتغيرات" ، رسالة ماجستير، كلية التربية، قسم علم النفس، الجامعة الإسلامية، غزة، فلسطين، ص 36.
71. سورة الأعراف: الآية (157)
72. سورة العلق: الآية (1)
73. البخاري، مرجع سبق ذكره، رقم الحديث 4639، كتاب: فضائل القرآن، باب: خيركم من تعلم القرآن وعلمه.
74. الترمذي، أبي عيسى محمد بن عيسى بن سورة بن موسى السلمي، (1987)، تحقيق: محمد شاكر، رقم الحديث 2838، كتاب: فضائل القرآن عن رسول الله، باب: ما جاء فيمن قرأ حرفاً من القرآن ماله من الأجر، دار الكتب العلمية للنشر والتوزيع، بيروت، لبنان.
75. سورة التوبة: الآية (119)
76. صحيح البخاري، مرجع سبق ذكره، رقم الحديث 3377، كتاب: المناقب، باب: فضائل أصحاب النبي.
77. سورة سبأ: الآية، (39)
78. سورة البقرة: الآية، (272)
79. صحيح مسلم، مرجع سبق ذكره، رقم الحديث1678، كتاب: الزكاة، باب: في المنفق والممسك.
80. صحيح مسلم، مرجع سبق ذكره، رقم الحديث 1718، كتاب: الزكاة، باب: بيان أن اليد العليا خير من اليد السفلى.
81. سورة الحجر: الآية، ( 88 )
82. سورة الضحى: الآية، (9)
83. صحيح مسلم، مرجع سبق ذكره، رقم الحديث 5296، كتاب: الزهد والرقائق، باب: الإحسان إلى الأرملة والمسكين واليتيم.
84. سورة آل عمران: الآية، (104)
85. صحيح مسلم، مرجع سبق ذكره، رقم الحديث 70، كتاب: الإيمان، باب: بيان كون النهي عن المنكر.
86. سورة النساء: الآية،(36)
87. سورة لقمان: الآية، (14)
88. صحيح البخاري، مرجع سبق ذكره، رقم الحديث 5513، كتاب: الأدب، باب: قول الله تعالى ووصينا الإنسان بوالديه حسناً.
89. سورة النساء: الآية، (1 )
90. مسند أحمد، مرجع سبق ذكره، رقم الحديث 8017، كتاب: باقي مسند المكثرين، باب: باقي المسند السابق.
91. سورة محمد: الآية، (22)
92. صحيح البخاري، مرجع سبق ذكره، رقم الحديث 1164، كتاب: الجنائز، باب: الأمر بإتباع الجنائز.
93. المغامسي، صالح بن عواد، طبت حياً وميتاً صلى الله عليه وسلم.
                   http://www.hawahome.com/vb/t61721.html
94. سنن ابن ماجة، مرجع سبق ذكره، رقم الحديث 1560، كتاب: ما جاء في الجنائز، باب: ما جاء في زيارة القبور.
95. سورة الأحزاب: الآيتان، (41-42)
96. صحيح البخاري، مرجع سبق ذكره، رقم الحديث 5927، كتاب: الدعوات، باب: فضل التسبيح.
97. سورة الإسراء: الآية، (79)
98. سورة السجدة: الآية، (16)
99. سورة الذاريات: الآية، (17)
100. صحيح البخاري، مرجع سبق ذكره، رقم الحديث 4460، كتاب: تفسير القرآن، باب: ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته.
101. سورة القلم: الآية، (4)
102. سورة آل عمران: الآية، (134)
103. صحيح مسلم، مرجع سبق ذكره، رقم الحديث 1045، كتاب: المساجد ومواضع الصلاة، باب: جواز الجماعة في نافلة.
104. صحيح مسلم، مرجع سبق ذكره، رقم الحديث 1062، كتاب: المساجد ومواضع الصلاة، باب: فضل صلاة الجماعة وانتظار الصلاة.
105. صحيح البخاري، مرجع سبق ذكره، رقم الحديث 170، كتاب: الوضوء، باب: من لم ير الوضوء إلا من المخرجين من القبل والدبر.
106. سورة النساء: الآية، (86)
107. سورة الذاريات: الآيتان، (24-25)
108. صحيح البخاري، مرجع سبق ذكره، رقم الحديث 11، كتاب: الإيمان، باب: إطعام الطعام من الإسلام.
109. صحيح مسلم، مرجع سبق ذكره، رقم الحديث 81، كتاب: الإيمان، باب: بيان أنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون.
110. سورة الحاقة: الآية، (18)
111. سنن الترمذي، مرجع سبق ذكره، رقم الحديث 2383، كتاب: صفة القيامة والرقائق والورع عن رسول الله ، باب: منه.
112. سورة الشمس: الآيات، (7-10)
113. صحيح مسلم، مرجع سبق ذكره، رقم الحديث 5074، كتاب: الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب: يدخل الجنة أقوام أفئدتهم مثل أفئدة الطير.
114. سورة فاطر: الآية، (32)
115. صحيح مسلم، مرجع سبق ذكره، رقم الحديث 1199، كتاب: صلاة المسافرين وقصرها، باب: فضل السنن الراتبة قبل الفرائض وبعدهن.
116. سورة الكهف: الآية، (60)
117. سورة الكهف: الآية، (60)
118. سنن الترمذي، مرجع سبق ذكره، رقم الحديث 2318، كتاب: الزهد عن رسول الله، باب: ما جاء في صحبة المؤمن.
119. صحيح البخاري، مرجع سبق ذكره، رقم الحديث 5702، كتاب: الأدب، باب: علامة حب الله عز وجل.
120. سورة البقرة: الآية، (197 )
121. صحيح البخاري، مرجع سبق ذكره، رقم الحديث 5937، كتاب: الرقائق، باب: قول النبي كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل.
122. سورة يونس: الآية، (24 )
123. سورة فاطر: الآية، ( 5)
124. صحيح مسلم، مرجع سبق ذكره، رقم الحديث 4925، كتاب: الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب: أكثر أهل الجنة الفقراء وأكثر أهل النار النساء.
125. صحيح مسلم، مرجع سبق ذكره، رقم الحديث 3366، كتاب : الجاد والسير، باب: غزوة الأحزاب وهي الخندق.
126. سورة الحاقة: الآية، (18 (
127. صحيح البخاري، مرع سبق ذكره، رقم الحديث 6058، كتاب: الرقاق، باب: من نوقش الحساب عذّب.
128. سورة الحشر: الآية، (9)
129. سورة الفتح: الآية، (29)
130. صحيح البخاري، مرجع سبق ذكره، رقم الحديث 15، كتاب: الإيمان، باب: حلاوة الإيمان.
131. سورة الأعراف: الآية، (199 )
132. سنن الترمذي، مرجع سبق ذكره، رقم الحديث 1944، كتاب: البر والصلة عم رسول الله، باب: في كظم الغيظ.
133. سورة النحل: الآية، (125)
134. مسند أحمد، مرجع سبق ذكره، رقم الحديث 21059، كتاب: مسند الأنصار، باب: حديث معاذ بن جبل.
135. سورة الأحزاب: الآية، (72)
136. سورة النحل: الآية، (78)
137. الحوالي، سفر، (2007): حفظ الجوارح،
http://akhawat.islamway.com/forum/lofiversion/index.php?t52231.html 
138. سورة الإسراء: الآية، (36(
139. مسند أحمد، مرجع سبق ذكره، رقم الحديث 17134، باب: بقية حديث عمرو بن العاص عن النبي، كتاب: مسند الشاميين.
140. سورة التوبة: الآية، (18)
141. مسند أحمد، مرجع سبق ذكره، رقم الحديث 2050، كتاب: ومن مسند بني هاشم، باب: بداية مسند عبد الله بن العباس.
142. سورة آل عمران:  الآية، (97)
143. صحيح البخاري، مرجع سبق ذكره، رقم الحديث 1650، كتاب: الحج، باب: وجوب العمرة وفضلها.
144. مسند أحمد، مرجع سبق ذكره، رقم الحديث: 8882، كتاب: باقي مسند المكثرين، باب: باقي المسند السابق.
145. سورة الحشر: الآية، (10)
146. صحيح مسلم، مرجع سبق ذكره، رقم الحديث 4914، كتاب: الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب: فضل الدعاء للمسلمين بظهر الغيب.
147. صحيح البخاري، مرجع سبق ذكره، رقم الحديث 2192، كتاب: المساقاة، باب: فضل سقي الماء.
148. صحيح مسلم، مرجع سبق ذكره، رقم الحديث 369، كتاب: الطهارة، باب: فضل إسباغ الوضوء على المكاره.
149. سورة المائدة: الآية،(2)
150. سورة النساء: الآية، (95)
151. صحيح البخاري، مرجع سبق ذكره، رقم الحديث 2631، كتاب: الجهاد والسير، باب: من جهّز غازياً أو خلفه بخير.
152. سورة البقرة: الآية، (280)
153. صحيح مسلم، مرجع سبق ذكره، رقم الحديث 1974، كتاب: الصيام، باب: استحباب صيام ثلاثة أيام من كل شهر وصوم يوم.
154. سورة النساء: الآية، (114(
155. سورة الأنفال: الآية، (1)
156. سورة النساء: الآية،(128)
157. صحيح البخاري، مرجع سبق ذكره، رقم الحديث 2495، كتاب: الصلح، باب: ليس الكاذب الذي يصلح بين الناس.
158. سورة الحجر: الآيات،(45- 48)
159. سورة الزخرف: الآيات، (68 – 73)
160. صحيح البخاري، مرجع سبق ذكره، رقم الحديث 3080، كتاب: أحاديث الأنبياء، باب: خلق آدم وذريته.
161. سورة الفرقان: الآيتان،(65-66)
162. صحيح مسلم، مرجع سبق ذكره، رقم الحديث 5076، كتاب: الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب: في شدة حر نار جهنم وبعد قعرها.
163. سورة الضحى: الآية، (11)
164. سورة النحل: الآية، (18)
165. صحيح البخاري، مرجع سبق ذكره، رقم الحديث 5933، كتاب: الرقائق، باب: لا عيش إلا عيش الآخرة.
166. سورة الشعراء: الآية، (218 )
167. سورة آل عمران: الآية، (5)
168. مسند أحمد، مرجع سبق ذكره، رقم الحديث 5881، كتاب: مسند المكثرين من الصحابة، باب: باقي المسند السابق.
169. سورة آل عمران: الآية، (185)
170. سورة المؤمنون: الآيات، (99-114)
171. صحيح البخاري، مرجع سبق ذكره، رقم الحديث 5938، كتاب: الرقاق، باب: في الأمل وطوله.
172. السجستاني، سليمان بن الأشعث بن إسحاق بن بشير بن شداد بن عمر الأزدي، سنن أبي داود، رقم الحديث 2804، كتاب الجنائز، باب الاستغفار عند الميت في وقت الانصراف.
173. سورة غافر: الآية، (60)
174. صحيح مسلم، مرجع سبق ذكره، رقم الحديث 744، كتاب: الصلاة، باب: ما يقال في الركوع والسجود.
175. مسند أحمد، مرجع سبق ذكره، رقم الحديث 3627، باب: مسند عبد الله بن مسعود، كتاب: مسند المكثرين من الصحابة.
176. سورة النساء: الآية، (18)
177. صحيح مسلم، مرجع سبق ذكره، رقم الحديث 4928، كتاب: التوبة، باب: في الحض على التوبة والفرح بها.
178. سورة الزمر، الآية، (53)
179. سورة العنكبوت: الآية (51)
---------------------------
إعداد
الدكتور/ عبد الفتاح عبد الغني الهمص
أستاذ الصحة النفسية المساعد
كلية التربية / قسم علم النفس


الآثار النفسية لهجر القرآن الكريم على حياة الفرد المسلم وسبل علاجها  2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
الآثار النفسية لهجر القرآن الكريم على حياة الفرد المسلم وسبل علاجها
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» القرآن الكريم
» فتاوى القرآن الكريم
» طريقة حفظ القرآن الكريم
» المعوق في القرآن الكريم
» الفراسة فى القرآن الكريم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: كتابات في القرآن-
انتقل الى: