بسم الله الرحمن الرحيم
وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (75) بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ (76) إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (77)
*****************************************************************************
شرح الكلمات :
{ إن تأمنه } : ائتمنه على كذا وضعه عنده أمانة وأمنه عليه فلم يخفه .
{ قنطار } : وزن معروف والمراد هنا أنه من ذهب بدليل الدينار .
{ إلا ما دمت عليه قائماً } : أي ملازماً له تطالبه به ليل نهار .
{ الأمّيين } : العرب المشركين .
{ سبيل } : أي لا يؤاخذنا الله إن نحن أكلنا أموالهم لأنهم مشركون .
{ بلى } : أي ليس الأمر كما يقول يهود من أنه ليس عليهم حرج ولا إثم في أكل أموال العرب المشركين بل عليهم الإِثم والمؤاخذة .
{ لا خلاق لهم } : أي لاحظ ولا نصيب لهم في خيرات الآخرة ونعيم الجنان .
{ لا يزكيهم } : لا يطهرهم من ذنوبهم ولا يكفرهم عنهم .
معنى الآيات :
ما زال السياق الكريم في هتك أستار أهل الكتاب وبيان نفسيّاتهم والمريضة وصفاتهم الذميمة ففي هذه الآية ( 75 ) يخبر تعالى أن فى اليهود من إن منته على أكبر مال أداه إليك وافياً كاملاً ، ومنهم من إذا أمنته على دينا فأقل خانك فيه وأنكره عليك فلا يؤديه إليك إلا بمقاضاتك له وملازمتك إياه . . فقال تعالى في خطاب رسوله : { ومن أهل الكتاب من إن تأمنه بقنطار يؤده إليك ، ومنهم من إن تأمنه بدنيار لا يؤده إليك إلا ما دمت عليه قائماً } ويعلل الرب تعالى سلوكهم هذا بأنهم يقولون { ليس علينا في الأميين السبيل } أي لا حرج علينا ولا إثم في أكل أموال العرب لأنهم مشركون فلا نؤاخذ بأكل أموالهم وكذّبهم الله تعالى في هذه الدعوة الباطلة فقال تعالى : { ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون } أي أنه كذب على الله ولكن يكذبون ليسوِّغوا كذبهم وخيانتهم .
وفي الآية الثانية ( 76 ) يقول تعتالى : { بلى } أي ليس الأمر كما يدعون بل عليهم الإِثم والحرج والمؤاخذة ، وإنما لا إثم ولا حرج ولا مؤاخذة على من أوفى بعهد الله تعالى فآمن برسوله وبما جاء به ، واتقى الشرك والمعاصي فهذا الذي يحبه الله فلا يعذبه لأنه عز وجل يحب المتقين . وأما الآية الأخيرة ( 77 ) فيتوعد الرب تعالى بأشد أنواع العقوبات أولئك الذين يعاهدون ويخونون ويحلفون ويكذبون من أجل حطام الدنيا ومتاعها القليل فيقول { إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمناً قليلاً أولئك لا خلاق لهم في الآخرة } أى لا حظ ولا نصيب لهم في نعيم الدار الآخرة ولا يكلمهم تشريفاً لهم وإكراماً ، ولا يزكيهم بالثناء عليهم ولا بتطهيرهم من ذنوبهم ، ولهم عذاب مؤلم في دار الشقاء عذاب دائم مقيم .
هداية الآيات
من هداية الآيات :
1- يجب أن لا يُغْتَّر بالهيود ولا يوثف فيهم لما عرفوا به من الخيانة .
2- من كذب على الله أحرى به أن يكذب على الناس .
3- بيان اعتقاد اليهود في أن البشرية غير اليهود نجس وأن أموالهم وأعراضهم مباحة لليهود حلال لهم؛ لأنهم المؤمنون في نظرهم وغيرهم الكفار .
4- عظم ذنب من يخون عهده من أجل المال ، وكذا من يحلف كاذباً لأجل المال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من حلف على يمين يستحق بها مالاً وهو فيها فاجر لقي الله وهو عليه غضبان » .
*****************************************************************************
وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (78)
*****************************************************************************
شرح الكلمات :
{ وإن منهم لفريقاً } : طائفة من اليهود المعاصرين للنبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة النبويّة .
{ يلوون ألسنتهم } : يحرفون ألسنتهم بالكلام كأنهم يقرأون الكتاب .
{ وما هو من الكتاب } : وليس هو من الكتاب .
{ ويقولون على الله الكذب } : أي يكذبون على الله لأغراض ماديّة .
معنى الآية :
ما زال السياق في اليهود وبيان فضائحهم فأخبر تعالى أن طائفة منهم يلوون ألسنتم بمعنى يحرفون نطقهم بالكلام تمويهاً على السامعين كأنهم يقرأون التوراة وما أنزل الله فيها ، وليس هو من الكتاب المنزل في شيء بل هو الكذب البَحْت ، ويقولون لكم إنه من عند الله وما هو من عند الله ، ويقولون على الله الكذب لأجل الحفاظ على الحطام الخسيس والرئاسة الكاذبة .
هداية الآية
من هداية الآية :
1- بيان مكر اليهود وتضليلهم للناس وخداعهم لهم باسم الدين والعلم .
2- جرأة اليهود على الكذب على الناس وعلى الله مع علمهم بأنهم يكذبون وهو قبح أشدّ وظلم أعظم .
3- التحذير للمسلم من سلوك اليهود في التضليل والقول على الله والرسول لأجل الأغراض الدنيويّة الفاسدة .
*****************************************************************************
مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ (79) وَلَا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلَائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (80)
*****************************************************************************
شرح الكلمات :
{ ما كان لبشر } : لم يكن من شأن الإِنسان الذى يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة .
{ الكتاب والحكم والنبوة } : الكتاب : وحي الله المكتوب والحكم : بمعنى الحكمة وهي الفقه في أسرار الشرع ، والنّبُوة : ما يشرّف الله تعالى به عبده من إنبائه بالغيب وتكليمه بالوحي .
{ ربانيين } : جمع ربّانى : من ينسب إلى الربّ لكثرة عبادته وغزارة علمه ، أو إلى الربان وهو الذي يربّ الناس فيصلح أمورهم ويقوم عليها .
{ أرباباً } : جمع ربّ بمعنى السيد المعبود .
{ أيأمركم بالكفر } : الإِستفهام للإِنكار ، والكفر هنا الردة عن الإِسلام .
معنى الآيتين :
ما زال السياق فى الرد عل أهل الكتاب وفي هذه الآية ( 79 ) الرد على وفد نصارى نجران خاصة وهم الذين يؤلهون المسيح عليه السلام . قال تعالى : ليس من شأن أي إنسان يعطيه الله الكتاب أي نزل عليه كتاباً ويعطيه الحكم فيه وهو الفهم والفقه في أسراره ويشرفه بالنبوة فيوحى اليه ، ويجعله فى زمرة أنبيائه ، ثم يدعو الناس الى عبادة نفسه فيقول للناس كونوا عباداً لى من دون الله . إن هذا منا كان ولن يكون أبداً . ولا مما هو متصور الوقوع مثل هذا الكمال لا يقول للناس كونوا عباداً لى ولكن يقول لهم كونوا ربانيين تصلحون الناس وتهدونهم الى ربهم ليكملوا بطاعته ويسعدوا عليها ، وذلك بتعليمهم الكتاب وتدريسه ودراسته .
هذا معنى الآية ( 79 ) أما الآية ( 80 ) فإن الله تعالى يخبر عن رسوله محمد صلى الله عليه وسلم أنه لا يأمر الناس بعبادة غير ربّه تعالى سواء كان ذلك الغير ملكاً مكرماً أو نبيّاً مرسلا ، وينكر على من نسبوا ذلك إليه صلى الله عليه وسلم فيقول : { أيأمركم بالكفر بعد إذ أنتم مسلمون } فهذ لا يصح منه ولا يصدر عنه بحال .
هداية الآيتين
من هداية الآيتين :
1- لم يكن من الممكن لمن آتاه الله الكتاب والحكمة وشرفه بالنبوة أن يدعو الناس لعبادة نفسه فضلاً عن عبادة غيره .
2- سادات الناس هم الربانيون الذين يربون الناس بالعلم والحكمة فيصلحونهم ويهدونهم .
3- عظماء الناس من يعلمون الناس الخير ويهدونهم إليه .
4- السجود لغير الله تعالى كفر لما ورد أن الآية نزلت رداً على ما أرادوا أن يسجدوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال تعالى : { أيأمركم بالكفر بعد إذ أنتم مسلمون } ؟!
*****************************************************************************
وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ (81) فَمَنْ تَوَلَّى بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (82) أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ (83)
*****************************************************************************
شرح الكلمات :
{ الميثاق } : العهد المؤكد باليمين .
{ لما آتيتكم } : مهما آتيتكم .
{ لتؤمنُنّ } : لتصدقن برسالته .
{ أأقررتم } : الهمزة الأولى للاستفهام التقريري وأقررتم بمعنى اعترفتم .
{ إصري } : عهدي وميثاقي .
{ فمن تولى } : رجع عما اعترف به وأقرّ .
{ الفاسقون } : الخارجون عن طاعة الله ورسوله .
{ أفغير دين الله يبغون } : الاستفهام للإِنكار ، ويبغون بمعنى يطلبون .
{ وله أسلم } : انقاد وخضع لمجاري أقدار الله وأحكامه عليه .
معنى الآيات :
ما زال السياق في الرد على نصارى نجارن فيقول تعالى لرسوله أذكر لهم ما أخذ الله على النّبيين وأممهم من ميثاق أنه مهما آتاهم من كتاب وحكمة ثم جاءهم رسول مصدق لما معهم من النور والهدى ليؤمننّ به ولينصرنه على أعدائه ومناوئيه من أهل الكفر وأنه تعالى قررهم فأقروا واعترفوا ثم استشهدهم على ذلك فشهدوا وشهد تعالى فقال : { وأنا معكم من الشاهدين } ثم أكد تعالى ذلك مرة أخرى بأن من يعرض عن هذا الميثاق ولم يف به يعتبر فاسقاً ويلقى جزاء الفاسقين فقال تعالى : { فمن تولى بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون } وقد نقض هذا الميثاق كلٌّ من اليهود والنصارى ، إذ لم يؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم وبما جاء به وقد أخذ عليهم الميثاق بالإِيمان به ، وبنصره ، فكفروا به ، وخذلوه ، فكانوا بذلك الفاسقين المستوجبين لعذاب الله .
ثم وبخ تعالى أهل الكتاب قائلا : { أفغير دين الله -يريد الاسلام- يبغون } أي يطلبون ، ولله أسلم أي انقاد وخضع من في السموات من الملائكة والأرض من سائر المخلوقات الأرضية طوعاً أو طرها : طائعين أو مكريهن وفوق هذا أنّكم ترجعون إليه فيحاسبكم ، ويجزيكم بأعمالكم .
هذا ما تضمنته الآية الأخيرة ( 83 ) إذ قال تعالى { أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السموات والأرض طوعاً وكرهاً وإليه يرجعون } .
هداية الآيات
من هداية الآيات :
1- بيان سنة الله تعالى في الأنبياء السابقين وهي أن يؤمن بعضهم ببعض وينصر بعضهم بعضاً .
2- كفر أهل الكتاب وفسقهم بنقضهم الميثاق وتوليهم عن الإِسلام وإعراضهم عنه بعد كفرم بالنبيّ محمد صلى الله عليه وسلم وقد أخذ عليهم الميثاق بأن يؤمنوا به ويتبعوه .
3- بيان عظم شأن العهود والمواثيق بأن يؤمنوا به ويتبعوه .
4- الإِنكار على مَنْ يَعْرِض عن دين الله الإِسلام . مع أن الكون كلّه خاضع منقاد لأمر الله ومجاري أَقداره مسلم له .
*****************************************************************************
قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (84) وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (85)
*****************************************************************************
شرح الكلمات :
{ الأسباط } : جمع سِبْط والسِّبط الحفيد ، والمراد بالأسباط هنا أولاد يعقوب الانثا عشر والأسباط في الهيود كالقبائل فى العرب .
{ يبْتغ } : يطلب ويريد ديناً غير الدين الإِسلامي .
{ الخاسرين } : الهالكين بالخلد في نار جهنم والذين خسروا كل شيء حتى أنفسهم .
معنى الآيات :
ما زال السايق في حجاج أهل الكتاب فبعد أن وبخهم تعالى بقوله في الآيات السابقة أفغير دين الله تبتغون يا معشر اليهود والنصارى؟ فإن قالوا : نعم فقل أنت يا رسولنا آمنا بالله وما أنزل علينا من وحيٍ وشرع وأمنا بما أنزل على إبراهيم خليل الرحمن وما أنزل على ولديه اسماعيل واسحق ، وما أنزل على يعقوب واولاده الاسباط ، وآمنا بما أوتي موسى من التوراة وعيسى من الإِنجيل ، وما أوتى النبيّون من ربهم لا نفرق بين أحدهم من أنبيائه بل نؤمن بهم وبما جاءوا به فلا نؤمن ببعض ونكفر ببعض كما هي حالكم يا معشر اليهود والنصارى . ونحن لله تعالى مسلمون أي منقادون مطيعون لا نعبده بغير ما شرع ولا نعبد معه سواه . هذا معنى الآية الأولى ( 84 ) . أما الآية الثانية ( 85 ) فإن الله تعالى يقرر أن كل دين غيره الاسلام باطل ، وان من يطلب ديناً غير الاسلام ديناً فلن يقبل منه بحال ويخسر في الآخرة خسراناً كبيراً فقال تعالى : { ومن يبتغ غير الاسلام ديناً فلن يقبل منه وهو فى الآخرة من الخاسرين } الذين يخسرون أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ، وذلك هو الخسران المبين .
هداية الآيتين
من هداية الآيتين :
1- لا يصح إيمان عبد يؤمن ببعض الرسل ويكفر ببعض ، كما لا يصح ايمان عبد يؤمن ببعض ما أنزل الله تعالى على رسله ويكفر ببعض .
2- الإِسلام : هو الإِنقياد ولخضوع لله تعالى وهو يتنافى مع التخيير بين رسل الله ووحيه اليهم .
3- بطلان سائر الأديان والملل سوى الدين الإِسلامى وملة محمد صلى الله عليه وسلم .
*****************************************************************************
كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (86) أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (87) خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ (88) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (89)
*****************************************************************************
شرح الكلمات :
{ كيف يهدى الله قوما } : الاستفهام هنا للاستبعاد ، والهداية الخروج من الضلال .
{ البينات } : الحجج من معجزات الرسل وآيات القرآن المبيّنة للحق فى المعتقد والعمل .
{ الظالمين } : المتجاوزين الحد في الظلم المسرفين فيه حتى أصبح الظلم وصفاً لازماً لهم .
{ لعنة الله } : طرد الله لهم من كل خير ، ولعنة الملائكة والناس دعاؤهم عليهم بذلك .
{ ولا هم ينظرون } : ولا هم يمهلون من أَنْظَره إذا أمهله ولم يعجِّل بعذابه .
{ أصلحوا } : أصلحوا ما أفسدوه من أنفسهم ومن غيرهم .
معنى الآيات :
ما زال السياق في أهل الكتاب وإن تناولت غيرهم ممن ارتد عن الإِسلام من بعض الأنصار ثم عاد إلى الإِسلام فأسلم وحسن إسلامه ففي كل هؤلاء يقول تعالى : { كيف يهدى الله قوماً كفرا بعد إيمانهم } فقد كفر اليهود بعيسى عليه السلام ، وشهدوا أن الرسول محمداً حق وجاءتهم الحجج والبراهين على صدق نبوته وصحة ما جاء به من الدين الحق ، والله حسب سنته في خلقه لا يهدي من أسرف في الظلم وتجاوز الحد فيه فأصبح الظلم طبعاً من طباعه فلهذا كانت هداية من هذه حاله مستبعدة للغاية ، وإن لم تكن مستحيلة ثم أخبر تعالى عنهم متوعداً لهم فقال : { أولئك جزاؤهم أن عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين } { خالدين فيها } أي في تلك اللعنة الموجبة لهم عذاب النار { لا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينظرون } أي ولا يمهلون ليعتذروا ، أولا يخفف عنهم العذاب . نثم لم لم تكن توبتهم مستحيلة ولأن الله تعالى يحب توبة عباده ويقبلها منهم قال تعالى فاتحاً باب رحمته لعباده مهما كانت ذنوبهم { إلا الذين تابوا من بعد ذلك } الكفر والظلم ، { وأصلحوا } نفوسهم بالإِيمان وصالح الأعمال { فإن الله غفور رحيم } فكان هذا كالوعد منه سبحانه وتعالى بأن يغفر لهم ذنوبهم ويرحمهم بدخول الجنة .
هداية الآيات
من هداية الآيات :
1- التوغل في الشر والفساد أو الظلم والكفر قد يمنع العبد من التوبة . ولذا وب على العبد إذا أذنب ذنباً أن يتوب منه فوراً ، ولا يواصله مصراً عليه خشية أن يحال بينه وبين التوبة .
2- التوبة مقبولة متى قامت على أسسها واستوفت شروطها ومن ذلك الإِقلاع عن الذنب فوراً ، والندم على ارتكابه ، والاستغفار والعزم على العودة إلى الذنب الذي تاب منه ، وإصلاح ما أفسده مما يمكن إصلاحه .
*****************************************************************************
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الضَّالُّونَ (90) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْءُ الْأَرْضِ ذَهَبًا وَلَوِ افْتَدَى بِهِ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (91)
*****************************************************************************
شرح الكلمات :
{ الكفر } : الجحود لله تعالى والتكذيب لرسوله وما جاء به من الدين والشرع .
{ بعد إيمانهم } : أي ارتدوا عن الإِسلام إلى الكفر .
{ الضالون } : المخطئون طريق الهدى .
{ ملء الأرض } : ما يملأها من الذهب .
{ ولو افتدى به } : ولو قدمه فداء لنفسه من النار ما قبل منه .
معنى الآيتين :
ما زال السياق في أهل الكتاب وهو هنا في اليهود خاصة إذ أخبر تعالى عنهم أنهم كفروا بعد إيمانهم كفروا بعيسى والإِنجيل بعد إيمانهم بموسى والتوراة . ازدادوا كفراً بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن فلن تقبل توبتهم إلا إذا تابوا بالإِيمن بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن لكنهم مصرون على الكفر بهما فكيف تقبل توبتهم إذاً مع اصرارهم على الكفر ، ولذا أخبر تعالى أنهم هم الضالون البالغون أبعد الحدود في الضلال ومن كانت هذه حاله فلا يتوب ولا تقبل توبته ، ثم قرر مصيرهم بقوله عز وجل : { إن الذين كفروا وهم كفار فلن يقبل من أحدهم ملء الأرض ذهباً } يريد يوم القيامة مع أنه لا مال يومئذ ولكن من باب الفرض والتقدير لا غير : فلو أن لأحدهم ملء الأرض ذهباً وقبل منه فداء لنفسه من عذاب الله لافتدى ، ولكن هيهات هيهات إنه يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون ، ولكن من جاء ربّه بقلب سليم من الشرك والشك وسائر أمراض القلوب نجا من النار ودخل الجنة بإذن الله تعالى .
هداية الآيتين
من هداية الآيتين :
1- سنة الله فيمن توغل في الكفر أو الظلم أو الفسق وبلغ حداً بعيداً أنه لا يتوب .
2- اليأس من نجاة من مات كافراً يوم القيامة .
3- لا فدية تقبل يوم القيامة من أحد ولا فداء لأحد فيه .
*****************************************************************************
لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ (92)
*****************************************************************************
شرح الكلمات :
{ لن تنالوا } : لن تحصلوا عليه وتظفرا به .
{ البرّ } : كلمة جامعة لكل خير ، والمراد به هنا ثوابه وهو الجنة .
{ تنفقوا } : تتصدقوا .
{ مما تحبون } : من المال الذي تحبونه لأنفسكم وهو أفضل أمولكم عندكم .
{ من شيء } : يريد قَلَّ أو كثر .
{ فإن الله به عليم } : لازمه أن يجزيكم به بحسب كثرته أو قلته .
معنى الآية الكريمة :
يخبر تعالى عباده المؤمنين الراغبين في بره تعالى وإفضاله بأن ينجيهم من النار ويدخلهم الجنة بأنهم لن يظفروا بمطلوبهم من برّ ربهم حتى ينفقوا من أطيب أموالهم وأنفسها عندهم وأحبّها إليهم . ثم أخبرهم مطمئناً لهم على أنفاقهم أفضل أموالهم بأن ما ينفقونه من قليل أو كثير نفيس أو خسيس هو به عليم وسيجزيهم به ، وبهذا حبّب إليهم الإِنفاق ورغبهم فيه فجاء أبو طلحة رضى الله عنه يقول يا رسول الله ان الله تعالى يقول : { لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون } ، وإن من أحب أموالي إليّ بيرحا ( حديقة ) فاجعلها حيث أراك الله يا رسول الله ، فقال له صلى الله عليه وسلم مال رابح و رائج اجعلها في أقربائك فجعلها في أقربائه حسان بن ثابت وأبي بن كعب رضي الله عنهم أجمعين .
هداية الآية
من هداية الآية :
1- البر وهو فعل الخير يهدي إلى الجنّة .
2- لن يبلغ العبد برّ الله وما عنده من نعيم الآخرة حتى ينفق من أحب أمواله اليه .
3- لا يضيع المعروف عند الله تعالى قل أو كثر طالما أريد به وجهه تعالى .
*****************************************************************************
كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلًّا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (93) فَمَنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (94) قُلْ صَدَقَ اللَّهُ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (95) إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ (96) فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ (97)
*****************************************************************************
شرح الكلمات :
{ الطعام } : اسم لكل ما يطعم من أنواع المأكولات .
{ حِلٌّ } : الحِل : الحلال ، وسمي حلالاً لانحلال عقدة الحظر عنه .
{ بني إسرائيل } : أولاد يعقوب الملقب بإسرائيل المنحدرون من أبنائه الأثني عشر إلى يومنا هذا .
{ حرّم } : حظر ومنع .
{ التوراة } : كتاب أنزل على موسى عليه السلام وهو من ذريّة إسرائيل .
{ فاتلوها } : اقرأوها على رؤوس الملأ لنتبين صحة دعواكم من بطلانها .
{ افترى الكذب } : اختلقه وزوره وقاله .
{ ملة إبراهيم } : دينه وهي عبادة الله تعالى بما شرع ، ونبذ الشرك والبدع .
{ حنيفاً } : مائلا عن الشرك إلى التوحيد .
{ ببكة } : مكة .
{ للعالمين } : للناس أجمعين .
{ مقام إبراهيم } : آية من الآيات وهو الحجر الذي قام عليه أثناء بناء البيت فارتسمت قدماه وهو صخر فكان هذا آية .
{ من دخله } : الحرم الذى حول البيت بحدوده المعروفة .
{ آمناً } : لا يخاف على نفس ولا مال ولا عرض .
{ الحج } : قصد البيت للطواف به وأداء بقية المناسك .
{ سبيلاً } : طريقاً والمراد القدرة على السير إلى البيت والقيام بالمناسك .
معنى الآيات :
ما زال السياق في الحجاج مع أهل الكتاب فقد قال يهود للنبي صلى الله عليه وسلم كيف تدعى أنك على دين إبراهيم ، وتأكل ما هو محرم فى دينه من لحوم الإِبل وألبانها فرد الله تعالى على هذا الزعم الكاذب بقوله : كل الطعا كان حلاً أي حلالاً لبني إسرائيل وهم ذرية يعقوب الملقب بإسرائيل ، ولم يكن هناك شيء محرم عليهم في دين إبراهيم اللهم إلا ما حرم اسرائيل « يعقوب » على نفسه خاصة وهو لحوم الإِبل وألبانها لنذر نذره وهو أنه مرض مرضاً آلمه فنذر لله تعالى إن شفاه تَرَكَ أحب الطعام والشراب إليه ، وكانت لحوم الإِبل وألبانها من أحب الأطعمة والأشربة إليه فتركها لله تعالى ، هذا معنى قوله تعالى : { كل الطعام كان حلاً لبني إسرائيل إلا ما حرم إسرائيل على نفسه } من قبل أن تنزل التوراة ، إذ التوراة نزلت على موسى بعد إبراهيم ويعقوب بقورن عدة ، فكيف تدعون أن إبراهيم كان لا يأكل لحوم الإِبل ولا يشرب ألبانها فأتوا بالتوراة فاقرؤوها فسوف تجدون أن ما حرم الله تعالى على اليهود دائماً كان لظلمهم واعتدائهم فحرم عليهم أنواعاً من الأطعمة ، وذلك بعد إبراهيم ويعقوب بقرون طويلة . قال تعالى في سورة النساء : { فبظلم من الذين هادوا ( اليهود ) حرمنا عليهم طيبات أُحِلَّت لهم } وقال في سورة الأنعام : { وعلى الذين هادو حرمنا كل ذي ظفر ومن البقر والغنم حرمنا عليهم شحومها } الآية .
ولما طُولبوا بالإِتيان بالتوراة وقراءتها بهتوا ولم يفعلوا فقامت الحجة لرسول الله صلى الله عليه وسلم عليهم .
وقوله تعالى : فمن افترى على الله الكذب بعد قيام الحجة بأن الله تعالى لم يحرم على إبراهيم ولا على بني إسرائيل شيئاً من الطعام والشراب إلا بعد نزول التوراة باستثناء ما حرم إسرائيل على نفسه من لحمان الإِبل وألبانها ، فأولئك هم الظالمون بكذبهم على الله تعالى وعلى الناس .
ومن هنا أمر الله تعالى رسوله أن يقول : صدق الله فيما أخبر به رسوله ويخبره به وهو الحق من الله ، إذا فاتبعوا يا معشر اليهود ملة إبراهيم الحنيف الذي لم يكن أبداً من المشركين .
هذ ما تضمنته الآيات الثلاث : 93- 94- 95 وأما قوله تعالى : { إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركاً وهدى للعالمين } فإنه متضمن الرّد على اليهود الذين قالوا إن بيت المقدس هي أول قبلة شرع للناس استقبالها فَلِمَ يعدل محمد وأصحابه عنها إلى استقبال الكعبة؟ وهي متأخرة الوجود فأخبر تعالى أن أول بيت وضع للناس هو الكعبة لا بيت المقدس وأنه جعله مباركاً يدوم بدوام الدنيا والبركة لا تفارقه فكل من يلتمسها بزيارته وحجه والطواف به يجدها ويحظى بها ، كما جعله هدى للعالمين فالمؤمنون يأتون حجاجاً وعماراً فتحصل لهم بذلك أناع من الهداية ، والمصلون في مشارق الأرض ومغاربها يستقبلونه في صلاتهم ، وفي ذلك من الهداية للحصول على الثواب وذكر الله التقرب إليه أكبر هداية وقوله تعالى فيه آيات بينات يريد : في المسجد الحرام دلائل واضحات منها مقام إبراهيم وهو الحجر الذي كان يقوم عليه أثناء بناء البيت حيث بقي أثر قدميه عليه مع أنه صخرة من الصخور ومنها زمزم والحِجْر والصفا والمروة وسائر المشاعر كلها آيات ومنها الأمن التام لمن دخله فلا يخاف غير الله تعالى . قال تعالى : { ومن دخله كان آمناً } ثم هذا الأمن له والعرب يعيشون في جاهلية جهلاء وفوضى لا حد لها ، ولكن الله جعل في قلوبهم حرمة الحرم وقدسيته ووجوب آمن كل من يدخله ليحجه أو يعتمره ، وقوله تعالى { ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً } ، لمَّا ذكر تعالى البيت الحرام وما فيه من بركات وهدايات وآيات ألزم عباده المؤمنين به وبرسوله بحجة ليحصل لهم الخير والبركة والهداية ، ففرضه بصيغة ولله على الناس وهي أبلغ صيغ الإِيجاب ، واستثنى العاجزين عن حجه واعتماره بسبب مرض أو خوف أو قلة نفة للركوب والإِنفاق على النفس والأهل أيام السفر .
وقوله تعالى في آخر الآية : { ومن كفر فإن الله غني عن العالمين } فإنه خبر منه تعالى بأن من كفر بالله ورسوله وحج بيته بعد ما ذكر من الآيات والدلائل الواضحات فإنه لا يضر إلا نفسه أما الله تعالى فلا يضره شيء وكيف وهو القاهر فوق عباده والغنى عنهم أجمعين .
هداية الآيات
من هداية الآيات :
1- ثبوت النسخ في الشرائع الإِلهية ، إذ حرم الله تعالى على اليهود بعض ما كان حِلاً لهم .
2- إبطال دعوى اليهود أن إبراهيم كان محرماً عليه لحوم الإِبل وألبانها .
3- تقرير النبوة المحمدية بتحدي اليهود وعجزهم عن دفع الحق الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم .
4- البيت الحرام كان قبل بيت المقدس وأن البيت الحرام أول بيت وضع للتعبد بالطواف به .
5- مشروعية طلب البركة بزيارة البيت وحجه والطواف به والتعبد حوله .
6- وجوب الحج على الفور لمن لم يكن له مانع يمنعه من ذلك .
7- الإِشارة إلى كفر من يترك الحج وهو قادر عليه ، ولا مانع يمنعه منه غير عدم المبالاة .
يتبع إن شاء الله...