منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

soon after IZHAR UL-HAQ (Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.


 

 رسائل تربوية إلى ضيوف الرحمن (30 رسالة)

اذهب الى الأسفل 
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى



عدد المساهمات : 49193

رسائل تربوية إلى ضيوف الرحمن (30 رسالة) - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: رسائل تربوية إلى ضيوف الرحمن (30 رسالة)   رسائل تربوية إلى ضيوف الرحمن (30 رسالة) - صفحة 2 Emptyالخميس 8 أكتوبر - 17:23

ذكر الله تعالى وفضله 
الحمد لله الذي أذن للمؤمنين بذكره ، والصلاة والسلام على خير من ذكر ربه في سره وعلنه ، نبينا محمدٍ بن عبد الله الأمين ، وعلى آله وصحبه والتابعين ، أما بعد : 
رسائل تربوية إلى ضيوف الرحمن (30 رسالة) - صفحة 2 M3N4NET-110161-1
فمن المعلوم أن لذكر الله سبحانه وتعالى تأثيرًا عظيمًا في حياة المسلم الدنيوية والأُخروية ، فبذكره ( جل وعلا ) تطمئن القلوب ، وتُحط الخطايا والذنوب ، وتزول القسوة من النفوس ، ويُحصِّن الله الذاكر من الشيطان وجنده ، وما شُرعت الأعمال الصالحة ومنها الحج والعُمرة إلا لإقامة ذكر الله سبحانه وتعالى ، فهو خير الأعمال ، وأزكاها عند الله سبحانه ، وأرفعها درجة ، وهو خيرٌ للعبد من إنفاق الذهب والفضة والجهاد في سبيل الله تعالى لما جاء في الحديث عن ذلك ، وقد أمر الله جل وعلا عباده بكثرة الذكر لأنه سبيل الفلاح ، فقال سبحانه: "وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ" ( سورة الجمعة : من الآية 10 ) .


وثبت في الحديث الصحيح عن أبي موسى ( رضي الله عنه ) ، أن النبي ( صلى الله عليه وسلّم ) ، قال: "مثلُ الذي يُذكرُ الله ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت" ( رواه البخاري ، الحديث رقم 6407 ، ص 1112 ) .
وممَّا يؤسفُ له أن كثيرًا من الناس يغفلون أو يتغافلون عن هذا الفضل العظيم ، ويفرِّطون فيه حينما لا يهتمون به ، ولا يعطونه بعض وقتهم ؛ فما أن تنتهي الصلاة حتى تراهم يتقافزون من أماكنهم في صفوف المصلين متوجهين إلى خارج المسجد ، وكأنهم لم يعلموا ولم يسمعوا بقوله ( صلى الله عليه وسلّم ): "خصلتان - أو خَلتان - لا يُحافظ عليهما عبدٌ مسلمٌ إلا دخل الجنة ، هما يسيرٌ ، ومن يعمل بهما قليل : يُسبح في دُبُر كل صلاة عشراً ، ويحمد عشراً ، ويُكبِّر عشراً ، فذلك خمسون ومئةٌ باللسان ، وألفٌ وخمس مئةٍ في الميزان" ( رواه أبو داوود ، الحديث رقم 5056 ، ص 758 ) . وقوله ( صلى الله عليه وسلّم ) في حديثٍ آخر: "معقباتٌ لا يخيبُ قائلُهن ، أو فاعلهُنَّ دبر كل صلاةٍ مكتوبةٍ ، ثلاثاً وثلاثين تسبيحة ، وثلاثاً وثلاثين تحميدة، وأربعًا وثلاثين تكبيرة" (رواه مسلم، الحديث رقم 1349 ، ص 242 ) .


ومن الضروري أن يعلم الجميع أن ذكر الله تعالى غير محصورٍ في مجرد التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير ؛ فله العديد من الكيفيات والصيغ المختلفة التي بيّنتها الأحاديث النبوية الصحيحة ، وهناك قراءة بعض السور والآيات القرآنية الكريمة التي يترتب على الإتيان بها والـمُحافظة عليها في أوقاتٍ معينةٍ عظيم الأجر وجـزيل الثواب للعبد مـصداقًـا لقوله تعالى: "وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا" ( سورة الأحزاب : من الآية 35 ) .


وليس هذا فحسب ؛ فلذِكر الله تعالى منافع نفسيةٍ عظيمةٍ لما يُدخله على نفس الذاكر من الهدوء والسكينة ، ولما يترتب على الإتيان به من حصول الطمأنينة التي يقول فيها الحق جل في عُلاه: "الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ" ( سورة الرعد : 28 ) . 


وختامًا: 
نسأل الله تعالى أن يوفقنا جميعًا لصالح القول والعمل ، كما نسأله جل في عُلاه أن يجعلنا من الذاكرين الله تعالى كثيرًا والذاكرات ، والحمد لله رب العالمين .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى



عدد المساهمات : 49193

رسائل تربوية إلى ضيوف الرحمن (30 رسالة) - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: رسائل تربوية إلى ضيوف الرحمن (30 رسالة)   رسائل تربوية إلى ضيوف الرحمن (30 رسالة) - صفحة 2 Emptyالخميس 8 أكتوبر - 17:25

من منافع الحج
الحمد لله الذي فرض على المستطيعين من عباده حج البيت الحرام ، والصلاة والسلام على خير معلمٍ وإمام ، وعلى آله وصحبه الكرام ، أما بعد: 
رسائل تربوية إلى ضيوف الرحمن (30 رسالة) - صفحة 2 Images?q=tbn:ANd9GcSWeMRPChgWkZQ1FowDSQqkxOgdRCqEoJ0Uot6BMHUqb3apY8ZQuQ
فللحج منافع عظيمة لا تكاد تُحصى كما أخبر الله تعالى في كتابه الكريم بقوله سبحانه: "لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ" ( سورة الحج : من الآية 28 ) . وهي منافع شاملة وجامعة إذ إن فيها المنافع الدنيوية والمنافع الأُخروية ؛ فالحج من أفضل الأعمال عند الله تعالى ولاسيما أن الحج المبرور كما جاء في الحديث النبوي الشريف ليس له جزاءٌ إلا الجنة ، ويأتي من منافع الحج أنه فرصةٌ لعمل الخيرات والطاعات ، وتقديم القُربات ، ومضاعفة الحسنات ، وتكفير الذنوب والخطايا والسيئات . 


كما أن من منافع الحج أنه عبادةٌ يجتمع فيها من الفضائل مالا يجتمع في غيرها من العبادات والطاعات الأُخرى ؛ فهو عبادةٌ تشتمل على المنافع والعبادات البدنية كزيارة المسجد الحرام والصلاة فيه ، والطواف بالكعبة المشرّفة ، والسعي بين الصفا والمروة ، والوقوف بعرفة ، والمبيت بمزدلفة ، ورمي الجمار ، وذبح الهدي والأضاحي ، والحلق أو التقصير ، وغيرها .
كما أنه يشتمل على المنافع والعبادات المالية مثل نفقة الحج وتكاليفه ، وثـمن الهدي أو الأُضحية ، وما قد يُقدمه الحاج في أوجه البِر الأُخرى من النفقات والصدقات . 


وهناك المنافع والعبادات القولية كالتلبية ، وترديد الأذكار ، والدعاء ، والتكبير ، وتلاوة القرآن الكريم ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وإفشاء السلام ، والدعوة إلى الله ، وإسداء النصيحة ، والتوجيه والإرشاد ، ونحوها .
ويشتمل الحج على المنافع والعبادات السلوكية كتربية النفس على الصبر ، والاحتمال ، والتواضع ، والتسامح ، والمساواة ، ولين الجانب ، والبذل ، والعطاء . 


وهناك العبادات والمنافع الاجتماعية التي يأتي من أبرزها زيادة أواصر الأُخوة الإيمانية بين المسلمين ، واجتماعهم الأخوي على صعيد واحدٍ في زمنٍ واحد ، وترسيخ مبادئ الولاء والبراء بينهم ، ونحو ذلك . 
كما أن في الحج منفعةٌ عظيمةٌ تتمثل في كونه مناسبةُ سنويةٌ مُتكررةٌ لتجديد معنى وحدة الأمة واتحادها ولم شملها ، وانتشالها من التيه والتفكُّك ، وفيه توحيد للأمة تحت راية الإسلام ، وتذكيرٌ لها بأن الطريق إلى توحيدها وجمعها ليس له طريق غير طريق " لبيك اللهم لبيك " .


ويأتي من المنافع الدينية للحج أنه يعمل على ربط المسلم علميًا وعمليًا بهدي القرآن الكريم وسُنة النبي الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم سواءً أكانت ( قوليةً أم عملية ) ، والتي لا غنى عن معرفتها والتفقه فيها للحاج حتى يتمكن من أداء نُسكه على الوجه الصحيح الذي جاءت به آيات الكتاب وأحاديث الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) .


وليس هذا فحسب ، فهناك الكثير من المنافع الدنيوية التي تحصل في الحج كأن يكون موسمًا للكثير من أنواع التجارة المباحة التي يستفيد منها الناس من خلال عمليات التبادل التجاري للسلع المختلفة ، والبيع ، والشراء ، والتكسُب الحلال ، وتبادل الخبرات في هذا الشأن ، ونحو ذلك .


وختامًا: 
أسأل الله تعالى أن يجعل لنا من منافع الحج نصيبًا نسعدُ به في الدنيا ونفرحُ به في الآخرة ، والحمد لله رب العالمين .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى



عدد المساهمات : 49193

رسائل تربوية إلى ضيوف الرحمن (30 رسالة) - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: رسائل تربوية إلى ضيوف الرحمن (30 رسالة)   رسائل تربوية إلى ضيوف الرحمن (30 رسالة) - صفحة 2 Emptyالخميس 8 أكتوبر - 17:31

الإحرام في الحج
الحمد لله رب الأرباب ، منشئ السحاب، مُعتق الرقاب، مُسبب الأسباب، والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين، شفيع المذنبين، وحبيب رب العالمين، وعلى آله وصحبه والتابعين، 
رسائل تربوية إلى ضيوف الرحمن (30 رسالة) - صفحة 2 N4hr_14016919951
أما بعد: 
فيُعدُّ الإحرام أحد شروط صحة أداء الحج، ويُقصد به أن يلبس الحاج أو المعتمر بعد الاغتسال قطعتين من القماش الذي لا مخيط فيه، بحيث يكون أحدهما إزارًا يستر النصف الأسفل، والثاني رداء ًيستر النصف الأعلى كاملاً، والأفضل أن يكونا أبيضين للرجال؛ أما المرأة فلها أن تلبس ما شاءت من الثياب الساترة، وأن تحذر التشبه بالرجال أو التبرج أو نحو ذلك، وأن لا تُخصص للعمرة لونًا معينًا فإن ذلك غير وارد. 


وعلى من لبس ملابس الإحرام ألا ينسى سُنة التطيب عن الإحرام في الرأس واللحية، لـما جاء في الصحيحين من حديث أم المؤمنين عائشة (رضي الله عنها) أنها قالت: "كنت أُطيب رسول الله (صلى الله عليه وسلّم) لإحرامه حين يُـحرم ، ولحله قبل أن يطوف بالبيت" (رواه البخاري، الحديث رقم 1539، ص 249). 


كما أن للمُحرم أن يُصلي ركعتين بعد الإحرام بنية سنة الوضوء، وأن ينوي الإحرام بالعمرة أو الحج، وأن يجهر بها قائلاً: "لبيك عمرةً" أو "لبيك حجًا"، أو "لبيك اللهم عمرة"، أو "لبيك اللهم حجًا". 


وهنا تجدر الإشارة إلى أن على النساء عدم الجهر بالنية أو التلبية، كما أن من يُسر الإسلام وسماحته أن أباح للمحرم عندما يخاف من عائق يعوق إتمام نسكه أن يشترط عند إحرامه، فيقول: ((إن حبسني حابسٌ فمحلي حيث حبستني))، وعند ذلك يُـشرع للمحـرم البدء في التلبية الـمشروعة الثابتة، فقد ورد عن ابن عمرٍ -رضي الله عنهما- أن تلبية رسـول الله (صلى الله عليه وسلّم): "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والمُلك، لا شريك لك" (رواه البخاري، الحديث رقم 1549، ص 251). 


كما أن للمسلم أن يرفع الصوت بالتلبية، وأن يحرص على الإكثار منها حتى يبدأ الطواف بالبيت الحرام، أما النساء فلهن أن يُلبين بصوتٍ منخفض. 


وهنا يجب على المحرم أن يجتنب جميع محظورات الإحرام؛ فلا يأخذ من شعره أو أظفاره شيئا، ولا يتطيب بعد الإحرام في بدنه أو إحرامه، ولا يقتل الصيد، ولا يُغطي رأسه بغطاءٍ ملاصق، ولا يقطع شيئًا من شجر الحرم ونباته الأخضر، ولا يلتقط لقطته إلا لتعريفها، ولا يُباشر زوجه بشهوةٍ سواءً أكان ذلك باللمس أو التقبيل أو نحوهما، ولا يلبس المخيط سواءً أكان ذلك قميصًا، أو ثوبًا، أو سروالاً، أو عمامةً، أو خفًا، أو نحوها، وعلى المرأة ألاَّ تلبس النقاب أو البرقع أو نحوهما. 


وألاَّ تلبس القُفازين في يديها لورود النهي عن ذلك؛ إلا أن من الواجب عليها متى كانت بحضرة رجالٍ أجانب أن تُغطي وجهها بالخمار ونحوه. 


كما أن مما ينبغي التنبيه عليه أنه لا بأس للمُحرم بلبس النعلين، والخاتم غير المذهب، وسماعة الأذن، والنظارة الطبية أو الشمسية، والساعة، والحزام، ولا بأس له بتغيـير ملابس الإحرام وغسلها وتنظيفها، وغسل الرأس والبدن، ونحو ذلك مما بيّنه أهل العلم في هذا الشأن. 


وختامًا: 
نسأل الله تعالى التوفيق والسدّاد والهداية والرشاد، والحمد لله رب العباد. 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى



عدد المساهمات : 49193

رسائل تربوية إلى ضيوف الرحمن (30 رسالة) - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: رسائل تربوية إلى ضيوف الرحمن (30 رسالة)   رسائل تربوية إلى ضيوف الرحمن (30 رسالة) - صفحة 2 Emptyالخميس 8 أكتوبر - 17:33

من معاني الإحرام 
الحمد لله العزيز الغفور ، والصلاة والسلام على أتقى آمرٍ وأبر مأمور ، أما بعد: 
رسائل تربوية إلى ضيوف الرحمن (30 رسالة) - صفحة 2 Images?q=tbn:ANd9GcSW2xd6dUdmYo9h0sJ2YvZf5Y0N0KGoldp2phQ6B1wIbfOOdDo4
فليس الإحرام مجرد رداءٍ يلبسه المُحرم أثناء أدائه لنُسُكه ، كما أنه ليس مجرد شعارٍ يميز الحاج و المعتمر عن غيرهما من الناس ؛ ولكنه عبادةٌ يؤديها المسلم إتباعًا واقتداءً ، فهو نية الدخول في الحج أو العمرة أو فيهما معًا ، ويكون الإحرام - في الغالب - من المواقيت ( وهي الأماكن ) التي عينها النبي ( صلى الله عليه وسلّم ) ليُحرم منها من أراد الحج أو العُمرة ، وعلى الرغم من كونه عبادة إلا أن له منافع أُخرى يأتي من أبرزها ما يلي:
أولاً ) أن في تجرد المحرم من ثيابه دلالةٌ على تجرُده في رحلة الحج من متاع الدنيا وزينتها وهو ما يُمكن ملاحظته عندما يطرح الجميع ما عليهم من الملابس والثياب ، ويتخلصون من كل أنواع الزينة المباحة ليكون مظهرهم واحدًا وزيهم متشابهًا في تلك الرحلة التي لا يبتغون فيها سوى مرضاة الله تعالى وعفوه وغُفرانه .


ثانيًا ) أن في ارتداء الحاج أو المعتمر للباس الإحرام دلالةٌ على أن المحرم يكون في أعلى درجات التذلُل والخُضوع حين وقوفه بين يدي الله تعالى ، وحين الطواف ببيته المعظم ، وعند السعي بين الصفا والمروة ، وعند الوقوف بالمشاعر المقدّسة والتنقل بينها .


ثالثًا ) أن في الإحرام مساواةٌ بين الحُجاج في ملبسهم الموحد الذي يؤدون الفريضة فيه ، فلا فرق فيه بين غني وفقير ، ولا بين أبيض ولا أسود ، ولا كبير ولا صغير ، زيهم واحد ، وربهم واحد ، وقبلتهم واحدة ، وشعارهم الذي يرددونه واحد .


رابعًا ) أن في تجريد معظم أعضاء جسم الإنسان من الثياب عند لبس الإحرام تعريضًا للرأس ، والرقبة ، واليدين ، والساقين ، للهواء الطلق ، ولأشعة الشمس ، وغيرها من الظروف الجوية التي لها أثرٌ واضحٌ في إكساب الجسم شيئًا من النشاط والحيوية ؛ حيث يستريح فيها الجسم ويسترجع قواه ، ويستعيد نشاطه عند تعرض مسام الجسم للهواء الطلق ونحو ذلك مما لا يتحقق في حياة الإنسان العادية .


خامسًا ) أن في الإحرام مدعاةٌ للنظافة الشخصية ؛ إذ إن الحاج أو المُعتمر عندما يعزم على الإحرام فإنه يُسن له تنظيف جسمه ، والاغتسال ، والتطيب وفي ذلك منافعٌ عظيمةً تتمثل في تخليص الجسم مما قد يُسبب له الأذى مثل: الشعر الطويل سواءً في رأسه أو شاربه ، والأظفار ، وشعر العانة ، وشعر الإبطين ، ونحو ذلك مما قد يكون مظنة اجتماع الجراثيم والميكروبات والقذر ونحوه . كما أن آثار الحركة الكثيرة في الحج قد تتسببُ في تحمل بعض أعضاء الجسم للغبار والأتربة ، وخروج العرق ، وهذا قد يسُد مسام الغُدد العرقية فيؤدي إلى بعض الأمراض الجلدية ، وبقاء بعض النفايات السامة داخل الجسم ؛ الأمر الذي يوجب على الحاج أن يعتني بتنظيف أعضاء جسمه ، وتخليصها من تلك الأتربة والغبار والعرق ونحوه .


سادسًا ) أن في الإحرام من المواقيت وقبل الوصول إلى حرم الله الآمن تربيةٌ للإنسان على استشعار عظمة هذا الحرم ، وأنه قد أقبل إلى مكانٍ مُقدسٍ ، فعليه أن يستحضر ذلك ، وأن يدخل في معاهدة سلامٍ مع هذا المكان بمن فيه من الناس ، وما فيه من المخلوقات والكائنات الأُخرى ؛ لأنه يكون بدخوله ذلك في حرم الله وحماه الآمن الذي قال فيه تعالى: "وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِناً" ( سورة آل عمران : من الآية 97 ) .


وختامًا: 
أسأل الله تعالى أن يتقبل من عباده حجهم ودعاءهم واستغفارهم ، وأن يُيسر لهم إتمام مناسكهم على النحو الذي يُرضيه سبحانه ، والحمد لله رب العالمين .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى



عدد المساهمات : 49193

رسائل تربوية إلى ضيوف الرحمن (30 رسالة) - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: رسائل تربوية إلى ضيوف الرحمن (30 رسالة)   رسائل تربوية إلى ضيوف الرحمن (30 رسالة) - صفحة 2 Emptyالخميس 8 أكتوبر - 17:38

ظاهرة الافتراش في الحج ومساوئها
رسائل تربوية إلى ضيوف الرحمن (30 رسالة) - صفحة 2 P12
الحمد لله الذي أرشد إلى تقوى القلوب بتعظيم المشاعر ، والصلاة والسلام على من اهتدى بهديه الأكابر و الأصاغر ، أما بعد : 
فلا شك أن موسم الحج يُعد اجتماعًا إيمانيًا مباركًا للملايين من المسلمين الذين يفدون إلى هذه البقاع الطاهرة لأداء هذه الفريضة المباركة التي تجمع أُناسًا من بقاعٍ شتى ، ولغاتٍ مختلفة ، وعاداتٍ وتقاليد وثقافاتٍ متباينة ؛ الأمر الذي ينتج عنه بعض المشكلات الكبرى التي يأتي من أبرزها و أخطرها ظاهرة الافتراش التي تُعد من أبرز المشكلات التي تظهر بوضوح في موسم الحج من كل عام ، ولاسيما في مشعر منى ، حيث يكثر انتشار هذه الظاهرة تحت الجسور ، وفي الشوارع ، وعلى الأرصفة ؛ وبين المخيمات بشكلٍ عشوائيٍ يترتب على وجوده الكثير من المتاعب والمُشكلات التي تكون نتائجها ( في الغالب ) مؤسفةً ومؤلمة للجميع لا سمح الله ، وعلى الرغم من كونها ظاهرةً سلبيةً إلا أنها تتكررُ كل عامٍ ، وعلى وجه الخُصوص في المنطقة المُجاورة للجمرات ، والطُرق المؤدية إلى جسر الجمرات بمنطقة منى .


وهنا نُشير إلى أن من أهم المساوئ والسلبيات التي غالبًا ما تنتج عن هذه الظاهرة الخاطئة ما يلي :
= أولاً / أن ظاهرة الافتراش تتسبب في إعاقة حركة السير في المناطق التي تنتشر فيها سواءً للحجاج الذين يؤدون مناسكهم ، أو لبعض آليات ومركبات الجهات الرسمية التي تُقدِّم الخدمات للحجاج كالمستشفيات ، والدفاع المدني ، والهلال الأحمر ، والإسعاف ، ونحوها ؛ الأمر الذي يحول دون تقديم الكثير من الخدمات عند حصول ما يستدعي وجودها .


= ثانيًا / أن ظاهرة الافتراش بشكلها العشوائي يُتيح الفرصة لأعدادٍ كبيرةٍ من المُتخلفين عن السفر ، والذين لا يحملون تصاريح لأداء مناسك الحج فيندسُّون بين الحُجاج ومن ثم يُسهمون في مُضايقتهم ومزاحمتهم وعرقلة سيرهم ، وفي ذلك ما فيه من المخاطر الكبيرة واحتمال وقوع الكوارث المؤسفة التي لا تُحمد عقباها لا سمح الله .


= ثالثًا /  أن ظاهرة الافتراش سببٌ رئيسٌ في انتشار بعض ألوان الجرائم كالسرقات وفقدان الممتلكات ونحو ذلك من المخاصمات والمنازعات التي عادةً ما يقوم بها ضعاف الأنفس نتيجةً للفوضى والعشوائية .


= رابعًا / أن ظاهرة الافتراش تؤدي إلى حصول الزحام الشديد ، وربما تكون سببًا في حصول التدافع بين أفواج الحجاج الذين يتنقلون بين المشاعر ، كما أنه قد يترتب عليها سقوط بعض الحجاج على الأرض ولاسيما من النساء والأطفال وكبار السن ، أو تعثرهم في المفترشين وأمتعتهم الأمر الذي تنتج عنه كثيرٌ من الحوادث المؤلمة والمناظر المؤسفة . 


= خامسًا / أن ظاهرة الافتراش تؤدي بطبيعة الحال إلى انعدام النظافة ، وانتشار المخلفات التي تُُحيط بالمفترشين من كل مكان ، الأمر الذي لابُد وأن ينتج عنه حصول الكثير من المخاطر الصحية والبيئية ، وانتشار العدوى ببعض الأمراض ، وغير ذلك مما يؤثر على سلامة الحجاج واحتمال تعريضهم للخطر لا سمح الله .


فيا عباد الله :
 لنحذر من هذه الظاهرة السلبية ، ولنحرص جميعًا على معالجتها ، والإسهام الإيجابي في القضاء عليها حتى نسلّم جميعًا من مضارها و مخاطرها ، والله تعالى نسأل أن ينفعنا جميعًا بما نقول ونسمع ونقرأ ، والحمد لله رب العالمين .      
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى



عدد المساهمات : 49193

رسائل تربوية إلى ضيوف الرحمن (30 رسالة) - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: رسائل تربوية إلى ضيوف الرحمن (30 رسالة)   رسائل تربوية إلى ضيوف الرحمن (30 رسالة) - صفحة 2 Emptyالخميس 8 أكتوبر - 18:02

من الأبعاد التربوية للحج (1)
رسائل تربوية إلى ضيوف الرحمن (30 رسالة) - صفحة 2 188426431268
الحمد لله الذي افترض على القادرين من عباده الحج إلى بيته الحرام، وجعل ذلك أحد أركان الإسلام، والصلاة والسلام على أفضل مرسلٍ وأكمل إمام.


أما بعد: 
فإن الحج ركنٌ من أركان الإسلام الخمسة، وفريضةٌ افترضها الله تعالى على عباده لمن استطاع إليه سبيلا. 


وهو إلى جانب ذلك مؤتمرٌ تربويٌ وموسمٌ تعليميٌ ينبغي على الأمة المسلمة أن تستفيد منه بشكلٍ دوريٍ، وأن تخرج منه في كل عامٍ بأكبر قدرٍ من الفوائد والمنافع التي يمكن أن تترتب على مختلف الأبعاد التربوية لهذه الفريضة العظيمة التي تنعكس آثارها ونتائجها على سلوك وتربية الإنسان المسلم بخاصة، وحياة المجتمع الإسلامي بعامة. 


ولعل من أبرز الأبعاد التربوية لفريضة الحج ما يلي: 
أولاً/ تربية الإنسان المسلم على تعظيم حرمات الله جل وعلا: فعلى المسلم الذي يأتي حاجًا أو معتمرًا إلى هذه البقاع المقدسة أن يعظم حرمات الله، وأن يعرف لهذه المشاعر حقها، فيخلص العبادة فيها لله وحده لا شريك له، وأن يعلم أنه بمجرد دخوله إلى الديار المقدسة إنما يدخل في معاهدة سلام مع الوجود كله، لأن الله تعالى أمر عبادة بأن يكون حرَمُه أمنًا، والمعنى الذي يُشير إليه هذا الوصف يقتضي أن يكون من دخله آمنًا على نفسه وعرضه وماله؛ وليس هذا فحسب، بل إن الحيوان والنبات وما في حكمهما يشترك في هذه المعاهدة الأمنية التي يؤكدها قوله تعالى: }وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِناً{ (سورة آل عمران: من الآية 97).


وهذا فيه بُعدٌ تربويٌ إنسانيٌ يفرض على الحاج والمعتمر أن يكون في رحلته إلى هذه الديار المقدسة عاقدًا العزم على تعظيم حرمات الله تعالى، وعدم إيذاء من فيها من الكائنات، وما فيها من المكونات لما يترتب على ذلك من الوعيد الشديد بالعذاب الأليم الذي جاء في معنى قوله تعالى: }ومن يُرد فيه بإلحادٍ بظُلمٍ نُذِقه من عذابٍ أليم{ (سورة الحج: 25). 


ثانيًا/ تحقيق معنى الإخلاص الكامل لله وحده لا شريك له وهو ما يمكن أن يتحقق للإنسان المسلم عندما يقصد هذه الديار المقدسة متجردًا من كل الأغراض الدنيوية والغايات الحياتية، وعندما تكون غايته مُتمثلةً في طاعة الله والامتثال لأمره، والطمع في مرضاته جل جلاله. 


وهذا فيه بُعدٌ تربوي ذاتي يتمثل في أهمية تربية النفس البشرية على إخلاص النية وصلاح الطوية في مُختلف الأقوال والأعمال فرديةً كانت أو جماعية.


ثالثًا/ تربية الإنسان المسلم على الامتثال والإتباع لهدي سيدنا محمدٍ (صلى الله عليه وسلّم) الذي صح عنه أنه قال: "خذوا عني مناسككم". 


ولا يكون هذا الإتباع للسنة النبوية إلا بسؤال أهل العلم الموثوق في دينهم وأمانتهم، ومعرفة الكيفية الصحيحة لأداء المناسك والشعائر المختلفة، والابتعاد عن البدع والضلالات، وتصحيح الأخطاء التي يقع فيها كثيرٌ من الحجاج بقصدٍ أو بغير قصد. 


وهنا بعدٌ تربويٌ روحيٌ عظيمٌ يتمثل في أن تمام العمل لا يمكن أن يتحقق على الوجه الصحيح إلا إذا كان موافقًا للمنهج الرباني المستمد من كتاب الله العظيم، وسنة الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم؛ إضافةً إلى صحة وسلامة الإتباع لهدي النبوة ومنهجها الصحيح الذي لا شك فيه ولا ريب. 


وفّق الله الجميع لكل قولٍ سديد، وفعلٍ رشيد، والحمد لله رب العالمين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى



عدد المساهمات : 49193

رسائل تربوية إلى ضيوف الرحمن (30 رسالة) - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: رسائل تربوية إلى ضيوف الرحمن (30 رسالة)   رسائل تربوية إلى ضيوف الرحمن (30 رسالة) - صفحة 2 Emptyالخميس 8 أكتوبر - 18:07

من الأبعاد التربوية للحج ( 2 )
رسائل تربوية إلى ضيوف الرحمن (30 رسالة) - صفحة 2 159680b
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.


أما بعد: 
فاستكمالاً لما سبق الحديث عنه حول أبرز الأبعاد التربوية لفريضة الحج.


نُشير إلى بعض هذه الأبعاد فيما يلي:
رابعًا/ تدريب النفس البشرية خلال رحلة الحج على الالتزام بالنظام والانضباط السلوكي لما يترتب على ذلك من إنجاح هذا الموسم الإيماني العظيم، عن طريق الالتزام الفردي والجماعي بالتعليمات التنظيمية، والبُعد عن الفوضى والعشوائية، والحرص على إتباع إرشادات السلامة، والمشاركة الفردية والجماعية في التنظيم، والحرص على التوعية الشاملة الصحيحة التي تكفل -بإذن الله تعالى- لكل من التزم بها أداء شعائر الحج ومناسكه أداءً سليمًا. 


وفي هذا بُعدٌ تربويٌ تنظيمي يُربي النفوس على الدقة والنظام، والالتزام بهما في مختلف شؤون الحياة. 


خامسًا/ تربية المسلم نفسه على حسن التعامل مع إخوانه المسلمين من الحجاج والمعتمرين الذين تربطه بهم رابطة الأخوة الإيمانية المتمثلة في قوله تعالى: }إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ{ (سورة الحجرات: من الآية 10).  


وفي هذا بُعدٌ تربوي أخلاقي يفرض على الحاج والمعتمر والزائر أن يحسن التعامل مع إخوانه الحجاج، وأن يتخلق معهم بالأخلاق الحسنة، وأن يُحسن مصاحبتهم ومعايشتهم، وأن يتحمل ما قد يحصل منهم من أخطاء أو نحو ذلك بأن يتعامل مع الموقف في حدود وضوابط الأخوة الإيمانية التي جمعتهم جميعًا في هذه البقاع الطاهرة ضيوفًا للرحمن في حرم الله الآمن يطلبون رحمته ويرجون غفرانه.


سادسًا/ تربية الإنسان المسلم على حب الخير للجميع انطلاقـًا من مبدأ محبة المسلم لأخيه المسلم، والعمل على إتاحة الفرصة لآخرين من المسلمين الذين لم يسبق أن تيسرت لهم فرصة أداء مناسك الحج والعمرة والزيارة، والذين هم في شوقٍ شديدٍ وحاجةٍ ماسةٍ إلى مساهمة إخوانهم في تحقيق هذا الأمل الذي تنشده أنفسهم، وتهفوا إليه أفئدتهم. 


وهذا فيه بعدٌ تربويٌ اجتماعيٌ يتمثل في تحقيق انتماء الفرد المسلم إلى مجتمعه الإسلامي الذي يعيش فيه، ويتفاعل مع من فيه وما فيه، فيفرح لفرحهم ويتألم لألمهم.


سابعًا/ تربية الإنسان المسلم على مبدأ الانتماء للأُمة المسلمة، وهو بُعدٌ تربويٌ يتجسد في أبهى صوره وأجمل معانيه عندما يلتقي الملايين من أبناء الإسلام في هذه البقاع المقدسة، مُستجيبين لأمر الله تعالى، ومُتحملين في سبيل ذلك ألوانًا من المتاعب والمشقات، ومُضحين في سبيل الوصول إليها بتضحياتٍ كثيرةٍ تؤكد كلها على وحدة الأمة المسلمة، وقوة الرابطة الإيمانية بينهم.


ثامنًا/ تربية المسلم على اغتنام الوقت وحُسن استثماره فيما يُقربه إلى الله تعالى ولاسيما أن الوقت هو الحياة، فكان لزامًا على الحاج أن يحرص على وقته من الضياع، وأن يلتزم بمواعيده في حله وترحاله، وأن يكون دقيقًا و مُنضبطًا في كل شأنه حتى يكون عمله كاملاً وتامًا بإذن الله تعالى.   


وختامًا:
أسأل الله تعالى أن يتقبل من عباده، وأن يجعل حجهم مبرورًا، وسعيهم مشكورًا، وذنوبهم مغفورةً، إنه سميع مجيب. 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى



عدد المساهمات : 49193

رسائل تربوية إلى ضيوف الرحمن (30 رسالة) - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: رسائل تربوية إلى ضيوف الرحمن (30 رسالة)   رسائل تربوية إلى ضيوف الرحمن (30 رسالة) - صفحة 2 Emptyالخميس 8 أكتوبر - 18:14

من أخطاء الحُجاج في يوم عرفة
رسائل تربوية إلى ضيوف الرحمن (30 رسالة) - صفحة 2 9k=
الحمد لله الذي فضل يوم عرفة على سائر أيام العام، وأكمل فيه الدين وأتمَّ الإنعام، والصلاة والسلام على خير الخلق والأنام، نبينا محمدٍ بن عبد الله السيد الإمام، وعلى آله وصحبه الكرام.


أما بعد: 
فيوم عرفة هو اليوم التاسع من شهر ذي الحجة، وهو يومٌ عظيم جاء في فضله أنه خيرُ يومٍ طلعت عليه الشمس، وأنه يوم العتق من النار، وأنه يوم المباهاة، وهو يوم تتوافد فيه جموع الحجيج إلى صعيد عرفات للوقوف به منذ طلوع الشمس حتى غروبها، وعلى الرغم من عظيم منزلة هذا اليوم وكريم أجره وثوابه إلاّ أن هناك عددًا من الأخطاء والمُخالفات التي قد تحصل من بعض الحجاج سواءً أكانت بقصدٍ أو بدون قصد..


ومنها: أولاً:
النزول خارج حدود عرفة وعدم تقصي حدودها، وهذا خطأ قد يُبطل الحج؛ لأن من وقف خارج حدود عرفة فاته الحج، حيث إن الوقوف بعرفة ركنٌ لا يصح الحج بدونه.


ثانيًا:
 استقبال الجبل المُسمى (جبل الرحمة) في عرفات عند الدعاء ولو كانت القبلة خلف ظهر الداعي أو عن يمينه أو شماله، وهذا كله مخالف للسُنَّة؛ إذ إن على الحاج أن يستقبل القبلة عند الدعاء، ولا بأس أن يجعل الجبل بين يديه تجاه القبلة.


ثالثًا 
/ اعتقاد البعض بوجوب صعود الجبل والصلاة في أعلاه، وهذا أمرٌ لم يثبت عن النبي (صلى الله عليه وسلم) فعله، وما تزاحمُ الناس على الجبل والتعبد بالصعود إليه إلا بدعةٌ محدثةٌ؛ إضافةً إلى ما قد يترتب على ذلك من المشقة والخطر وتعريض النفس للهلاك. 


رابعًا:
الانشغال في يوم عرفة بما لا فائدة منه سواءً أكان ذلك قوليًا أم عمليًا، وصرفُ الوقت فيما لا نفع فيه كالأحاديث الدنيوية، والانشغال بالطعام والشراب، والإكثار من النوم؛ وهذا كله مخالفٌ للسُنَّة التي تحث المسلم على التفرغ في هذا اليوم المُبارك للإكثار من العبادة والتقرب إلى الله تعالى بالدعاء، والذكر، وتلاوة القرآن الكريم، والصلاة النافلة. 


وهنا تجدر الإشارة إلى أن تقديم صلاة العصر مع الظهر للحُجاج في هذا اليوم جاء لإتاحة الفرصة لهم حتى يتفرغوا لعبادة الله بقية النهار، والانشغال بطاعته حتى تغرب الشمس.


خامسًا:
الانصراف من عرفة قبل غروب الشمس، وهذا مخالفٌ للسُنَّة؛ فمن خرج من حدود عرفة قبل الغروب ولم يرجع، فقد ترك واجبًا من واجبات الحج، وعليه فدية.


سادسًا:
الاندفاع الشديد والإسراع بالخروج من عرفة إلى مزدلفة مع ما يصاحب ذلك من الفوضى، والإزعاج، والعشوائية، وانعدام السكينة، وحصول الخصام بين الناس، وهذا كله مخالفٌ للسُنَّة النبوية التي ثبت عن ابن عباسٍ -رضي الله عنهما- أنه قال: إنه دفع مع النبي (صلى الله عليه وسلّم) يوم عرفة فسمع النبي (صلى الله عليه وسلم) وراءه زجرًا شديدًا وضربًا للإبل، فأشار بسوطه إليهم وقال: "أيها الناس، عليكم بالسكينة، فإن البِرَّ ليس بالإيضاع" (أي السرعة) (رواه البخاري، الحديث رقم 1671، ص 271).


سابعًا:
 تأخير صلاة المغرب والعشاء حتى يتم الوصول إلى مزدلفة الأمر الذي قد يستدعي خروج الوقت، وهذا خطأ، فينبغي أن تُصلى المغرب والعشاء جمعًا ولو في الطريق ولكن قبل خروج وقتها، ولو لم يصل الحاج إلى مزدلفة.


وختامًا:
أبتهل إلى الله تعالى أن يوفق الجميع لما يُحبه ويرضاه من القول والعمل، والحمد لله رب العالمين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى



عدد المساهمات : 49193

رسائل تربوية إلى ضيوف الرحمن (30 رسالة) - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: رسائل تربوية إلى ضيوف الرحمن (30 رسالة)   رسائل تربوية إلى ضيوف الرحمن (30 رسالة) - صفحة 2 Emptyالخميس 8 أكتوبر - 18:21

من أخطاء الطواف بالكعبة المُشرفة


الحمد لله الذي جعل بيته الحرام مثابةً للناس وأمنًا، والصلاة والسلام على من أمره الله بأن يولي وجهه شطر المسجد الحرام، وعلى آله وصحبه الكرام.


أما بعد: 
فيكون الطواف بالكعبة المُشرفة سبعة أشواطٍ، بحيث يجعل الطائف الكعبة على يساره، وهو عبادةٌ عظيمة وجليلة يقوم بها المسلم سواءً أكان حاجًا أم معتمرًا أم متطوعًا، وقد جاء في فضلها عن ابن عباس (رضي الله عنهما) أن النبي (صلى الله عليه وسلّم) قال: "الطواف حول البيت مثلُ الصلاة؛ إلا أنكم تتكلمون فيه، فمن تكلَّم فيه فلا يتكلمنَّ إلا بخير" (الترمذي، الحديث رقم 960، ص 230). 


ويأتي من أبرز المخالفات التي يقع فيها بعض الناس عند طوافهم بالكعبة ما يلي: 
رسائل تربوية إلى ضيوف الرحمن (30 رسالة) - صفحة 2 05
أولاً:
البدء بالطواف قبل محاذاة الحجر الأسود، أو بدءاً من على مستوى باب الكعبة، وهذا خطأ وغلو، لأن السُنَّة بدء الطواف باستلام الحجر الأسود إن تمكن المسلم من ذلك أو الاكتفاء بالإشارة إليه فقط.


ثانيًا:
عدم الطواف بالبيت كاملاً كأن يُطافُ بالكعبة وحدها، ولا يُطاف بحِجر إسماعيل معها؛ وهذا خطأ كبيرٌ، فالحِجرُ جزءٌ من الكعبة، ولا يصح الطواف بدونه، ومن وقع في ذلك فعليه الإعادة.


ثالثًا:
تقبيل الركن اليماني من الكعبة، والسُنَّة مسحُه باليد اليمنى إن تيسر ذلك ، فإن لم يتيسر فعلى الطائف أن يمضي دون الإشارة إليه أو الوقوف عنده.


رابعًا:
المزاحمة، والمشاتمة، ورفع الصوت، والمدافعة، وربما إيذاءُ الغير من أجل تقبيل الحجر الأسود، وهذا أمرٌ مخالفٌ للسُنَّة النبوية وتعاليم الدين الحنيف.


خامسًا:
التمسح بالحجر الأسود أو التبرك به، أو التمسح بحيطان وأركان الكعبة، أو كسوتها، أو بالمقام ونحوها. 
وهذا مُخالفٌ لسُنَّة النبي (صلى الله عليه وسلّم) وهديه الكريم الذي لم يصح أنه مَسحَ سوى الركن اليماني باليد اليمنى ، والحجر الأسود من الكعبة عند استلامه .


سادسًا:
تخصيص كل شوط من أشواط الطواف أو السعي بدعاءٍ معين، والاعتماد على ما يتداوله بعض الحجاج والمعتمرين من كتيباتٍ وأدعيةٍ لم يُنزل الله بها من سلطان ، فلم يثبت عن النبي (صلى الله عليه وسلّم) أنه خصص دعاءً لكل شوط أو نحو ذلك؛ سوى ما  صحَّ عن عبد الله بن السائب عن أبيه -رضي الله عنهم- أنه قال: سمعتُ النبي (صلى الله عليه وسلّم) يقول ما بين الركن اليماني والحِجْر: "ربنا آتنا في الدنيا حسنةً ، وفي الآخرة حسنةً، وقنا عذاب النار" (رواه الحاكم، ج 2، الحديث رقم 3098، ص3042).


سابعًا:
ترديد الأدعية الجماعية خلف من يدعو بشكلٍ مُزعجٍ، وأصواتٍ مرتفعة، تُذهبُ الخشوع، وتُشوش على الطائفين؛ إضافةً إلى أن في ذلك مخالفةً للسُنَّة، فالمشروع أن يدعو كل شخص لنفسه، ولمن شاء بدون رفع الصوت.


ثامنًا:
الوقوف عند محاذاة الحجر الأسود والتكبير ثلاثًا، وهذا خطأٌ شائعٌ، ومدعاةٌ لحدوث الزحام في ذلك المكان، ويترتب عليه تعطيل حركة الطواف، والصحيح أن على الطائف أن يُكبر مرةً واحدةً وهو سائرٌ بدون وقوفٍ أو تعطيلٍ للآخرين.


وختامًا: 
وفق الله الجميع لما يُحبه ويرضاه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49193
العمر : 72

رسائل تربوية إلى ضيوف الرحمن (30 رسالة) - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: رسائل تربوية إلى ضيوف الرحمن (30 رسالة)   رسائل تربوية إلى ضيوف الرحمن (30 رسالة) - صفحة 2 Emptyالخميس 8 أكتوبر - 20:17

من أخطاء السعي بين الصفا و المروة 
الحمد لله الذي جعل الحج المبرور مُكفِّرًا للخطايا والذنوب، والصلاة والسلام على كريم السجايا وحبيب القلوب.


أما بعد: 
فيكون السعي بين الصفا والمروة سبعة أشواطٍ، بحيث يبدأ الحاج أو المعتمر من الصفاء وينتهي بالمروة.


ومن أبرز المخالفات التي يقع فيها البعض عند أدائهم للسعي ما يلي:
رسائل تربوية إلى ضيوف الرحمن (30 رسالة) - صفحة 2 130
أولاً) 
تلاوة قوله تعالى: }إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ{ (سورة البقرة: 158) في كل شوط من أشواط السعي وهذا غير صحيح؛ لأن الصواب قراءتُها مرةً واحدةً عند الاقتراب من الصفا في بداية السعي فقط.


ثانيًا) 
الاستمرار في السعي عند إقامة الصلاة؛ وهذا خطأ، فالواجب على من أدركته الصلاة وهو في السعي أن يقطع سعيه، ويؤدي الفريضة حتى لا تفوته صلاة الجماعة، وحتى لا يُحرم من فضلها وثوابها في الحرم المكي، ثم يُكملُ السعي من حيث قطع الشوط. 


ثالثًا) 
اعتقاد أن الوضوء لازم للسعي، وهذا أمرٌ غيرُ صحيح، فلا يلزم للسعي الطهارة، وإن كان الساعي على طهارة عند سعيه كان ذلك أحسن، إلا أنه غيرُ لازم. 


رابعًا) 
اعتقاد البعض بضرورة مواصلة السعي بعد الطواف مباشرة، وهذا خطأ، فالصحيح أن للمسلم الراحة بينهما ولو بين الأشواط، فلا يكلف الله نفسًا إلا وسعها. 


خامسًا) 
الركض الشديد بين الصفا والمروة، وهذا خطأ، والصحيح أن يكون السير بين الصفا والمروة عاديًا، إلا ما بين العلمين الأخضرين؛ فالأفضل السعيُ الشديد بينهما للرجال فقط دون النساء. 


سادسًا) 
رفع الصوت بالدعاء أو ترديد الدعاء الجماعي بشكلٍ يُشوش على الآخرين، ويقطع خشوعهم، وهذا من الأخطاء التي يقع فيها بعض الساعين ولاسيما أن من آداب الدعاء المناجاة والخشية والخشوع والانكسار ولا ينبغي فيه الصُراخ والصياح والإزعاج.


سابعًا) 
اعتبار الشوط الواحد من الصفا إلى الصفا مرة أخرى، وهذا خطأ مبنيٌ على الجهل؛ لأن عدد الأشواط بذلك يكون أربعة عشر شوطًا، والصحيح أن الشوط في السعي يبدأ بالصفا وينتهي بالمروة، وهكذا حتى ينتهي السعي عند المروة بنهاية الشوط السابع.


ثامنًا) 
تخصيص بعض الأدعية لأشواط السعي، وهذا غيرُ صحيح؛ فليس هناك دعاءٌ محددٌ لكل شوطٍ، وإنما على الحاج أو المعتمر الانشغال في سعيه بذكر الله جل وعلا، أو قراءة القرآن الكريم، أو الدعاء لنفسه ولإخوانه المسلمين بصالح الدعاء.


تاسعًا) 
الاضطباع في السعي، وهذا خطأ؛ فالاضطباع لا يكون إلاَّ في طواف القدوم فقط، أما في بقية المناسك فلا يُشرع الاضطباع، وعلى الحاج أو المعتمر تغطيةُ كتفيه بالإحرام وعدم كشفهما، لأن ذلك لم يثبت عن الرسول (صلى الله عليه وسلّم).


عاشرًا) 
الصعود إلى أعلى الصفا وأعلى المروة، وهذا خطأ، وفيه تعبٌ ومشقةٌ، والسُنَّة أن يرتفع الساعي قليلاً، ولو لم يبلغ آخرهما.


وختامًا: 
أسأل الله تعالى أن يُلهمنا الصواب، وأن يوفقنا جميعًا لاتباع هدي نبيه محمد (صلى الله عليه وسلّم).
والحمد لله رب العالمين.


رسائل تربوية إلى ضيوف الرحمن (30 رسالة) - صفحة 2 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49193
العمر : 72

رسائل تربوية إلى ضيوف الرحمن (30 رسالة) - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: رسائل تربوية إلى ضيوف الرحمن (30 رسالة)   رسائل تربوية إلى ضيوف الرحمن (30 رسالة) - صفحة 2 Emptyالخميس 8 أكتوبر - 20:24

من الدروس التربوية للأيام العشر 
رسائل تربوية إلى ضيوف الرحمن (30 رسالة) - صفحة 2 Dlb37657-1
الحمد لله الذي جعل لعباده مواسم يتقربون إليه فيها بالقول الطيب والعمل الصالح، والصلاة والسلام على نبينا محمدٍ بن عبد الله الذي ما من خيرٍ إلا دل أُمته عليه وأمرها به، ولا شرٍ إلا حذرها منه ونهاها عنه، وعلى آله وصحبه والتابعين.


أما بعد: 
فتُعد الأيام العشرة الأولى من شهر ذي الحجة من الأيام العظيمة الفضل التي جاء عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أنه قال في شأنها: يقول رسول الله (صلى الله عليه وسلّم): "ما من أيامٍ العمل الصالح فيها أحبُّ إلى الله من هذه الأيامِ (يعني أيامَ العشر)، قالوا: يا رسول الله، ولا الجهادُ في سبيل الله؟ قال: ولا الجهادُ في سبيل الله إلا رجلٌ خرج بنفسه وماله فلم يرجعْ من ذلك بشيء" (ابن حبان، ج 3، الحديث رقم 324، ص 30). 
ومعنى هذا أن هناك بعض الدروس والمضامين التربوية التي حث عليها هذا الحديث..


ومنها ما يلي: 
(أولاً) 
استمرارية تواصل المسلم طيلة حياته مع خالقه العظيم لتحقيق معنى العبودية الحقة، والطاعة الصادقة، والامتثال الخالص، وهذا فيه تأكيدٌ على أن حياة الإنسان المسلم كلها طاعةٌ لله تعالى ولا تكاد تنقطع من أداء نوعٍ من أنواع العبادة. 


(ثانيًا) 
شمول العمل الصالح المتقرب به إلى الله سبحانه وتعالى لكل ما يُقصد به وجه الله تعالى وابتغاء مرضاته، سواءً أكان ذلك قولاً أم فعلاً، وهو ما يُشير إليه قوله (صلى الله عليه وسلّم): "العمل الصالح"؛ ففي التعريف بأل الجنسية عموميةٌ وعدم تخصيص؛ بحيث يشمل الإكثار من الأعمال الصالحة، وفتح باب التنافس فيها حتى يُقبل كل إنسان على ما يستطيعه من عمل الخير كالعبادات المفروضة، والطاعات المطلوبة  من حجٍ وعمرةٍ، وصلاةٍ وصيامٍ، وصدقةٍ وذكرٍ ودعاءٍ... إلخ. 


وهنا بُعدٌ تربويٌ لا ينبغي إغفاله يتمثل في أن تعدد العبادات وتنوعها يُغذي جميع جوانب النمو الجسمية والروحية والاجتماعية والنفسية والعقلية عند الإنسان المسلم. 


كما أن في ذلك توجيهًا تربويًا لإطلاق استعدادات الفرد وطاقاته لبلوغ غاية ما يصبو إليه من أعمال العبادات والطاعات على طريق اتصالها بالخالق العظيم سبحانه وتعالى. 


(ثالثًا) 
تكريم الإسلام وتعظيمه لأحد أركان الإسلام العظيمة، وهو الحج كنُسكٍ عظيمٍ ذي مضمونٍ تربويٍ بارزٍ، يتمثل في تجرد الفرد المسلم من أهوائه ودوافعه المادية، وتخلصه من المظاهر الدنيوية وإشباعه للجانب الروحي.  


ويتطلب ذلك تهيئةً وإعدادًا تنهض به الأعمال الصالحات التي أشاد بها حديث المصطفى (صلى الله عليه وسلّم) لما في هذه الأعمال من حسن التمهيد لاستقبال أعمال الحج وأدائها بشكلٍ يتواكب ومنـزلة الحج.


(رابعًا) 
تربية الإنسان المسلم على أهمية إحياء مختلف السُنن والشعائر الدينية المتنوعة طيلة حياته؛ لاسيما وأن باب العمل الصالح مفتوحٌ لا يُغلق منذ أن يولد الإنسان وحتى يموت انطلاقا من توجيهات النبوة التي حثت على ذلك ودعت إليه.  


وليس هذا فحسب؛ فهذه الأيام العظيمة زاخرةٌ بكثيرٍ من الدروس والمضامين التربوية التي علينا أن نُفيد منها في كل جزئيةٍ من جزئيات حياتنا، وأن نستلهمها في كل شأن من شؤونها ، والله الهادي إلى سواء السبيل. 


رسائل تربوية إلى ضيوف الرحمن (30 رسالة) - صفحة 2 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49193
العمر : 72

رسائل تربوية إلى ضيوف الرحمن (30 رسالة) - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: رسائل تربوية إلى ضيوف الرحمن (30 رسالة)   رسائل تربوية إلى ضيوف الرحمن (30 رسالة) - صفحة 2 Emptyالخميس 8 أكتوبر - 20:29

من منافع الحج الكُبرى
رسائل تربوية إلى ضيوف الرحمن (30 رسالة) - صفحة 2 Images?q=tbn:ANd9GcTdUp7gGpjCI1aKEJvDtLRGX0NxG9WiC1CQrpGDcGXVE2CyHJld
الحمد لله الذي خلق كل شيءٍ فقدّره تقديرًا، والصلاة والسلام على من أرسله ربه للناس بشيرًا ونذيرًا، وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا مُنيرًا، وعلى آله وصحبه وسلّم تسليمًا كثيرًا.


أما بعد: 
فالحج عبادةٌ تكاد تجمع فضل أركان الإسلام لما فيها من الشمولية، وما لها من المنافع الكثيرة جداً في مختلف جوانب الحياة. 


وإذا كان الكثير من الناس يحصرون تلك المنافع في بعض الجوانب الدنيوية غالبًا؛ فإن للحج منافع أُخرى عظيمة جدًا في الجانب الأُخروي الذي هو غاية الغايات من حياة الإنسان، وفيما يلي عرضٌ لبعض منافع الحج العُظمى التي تظهر في مُختلف الجوانب الدنيوية والأُخروية..


ومنها ما يلي:  
(أولاً) الفوز بدخول الجنة: 
وكفى بذلك منفعةً متى أكرم الله العبد بذلك الفوز العظيم مصداقًا لما جاء عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي (صلى الله عليه وسلّم) قال: "العُمرة إلى العمرة كفارةٌ لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاءٌ إلا الجنة" (رواه البخاري، الحديث رقم 1773، ص 285).


(ثانيًا) غفران الذنوب: فقد صحّ عن أبي هريرة (رضي الله عنه)، أنه قال: سمعت النبي (صلى الله عليه وسلّم) يقول: "مَنْ حج لله فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أُمه" (رواه البخاري، الحديث رقم 1521، ص 246).


(ثالثًا) تعظيم شعائر الله تعالى لتحقيق التقوى:
وذلك من خلال أداء مناسك الحج وشعائره التي يجب أن يكون أداءً مصحوبًا بالتعظيم؛ لأنها فرائض الله تعالى، وسُنن نبيه (صلى الله عليه وسلّم)، ومتى عُظمت كان هذا مؤدٍ إلى تحقيق وتعميق التقوى في النفوس مصداقًا لقوله تعالى: "ذلك ومن يُعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب" (سورة الحج: الآية 32).


(رابعًا) تحقيقٌ مبدأ الأُخوة الإيمانية بين أبناء المسلمين عن طريق تكوين العلاقات الإيجابية بينهم في مختلف المجالات والميادين الحياتية التي يكون موسم الحج فرصةً عظيمةً يُمكن للحاج من خلالها أن يتعَّرف على إخوانه المسلمين القادمين من مشارق الأرض ومغاربها، وأن يلتقي بهم، ويجتمع معهم في جوٍ إيمانيٍ زاخرٍ بأعظم معاني الأخوة الإيمانية الصادقة التي لا فرق فيها بين عربيٍ ولا عجميٍ إلا بالتقوى. 


(خامسًا) تربية الحاج التربية السِلمية: 
حيث إن في قيام الإنسان بالحج وأدائه الصحيح لشعائره ومناسكه تربيةٌ سلميةٌ مثاليةٌ على الكيفية التي ينبغي أن يعيش الإنسان بها حياته في أمنٍ وأمان، وسِلمٍ وسلام مع ما حوله من حوله. 


(سادسًا) توسيع أُفق المسلم فكريًا وثقافيًا: 
وهو ما يتحقق من خلال التقاء المسلم بإخوانه المسلمين القادمين من كل مكان في هذه المناسبة حيث يتم بينهم التعارف والتفاهم وسماع وجهات النظر المختلفة، إضافةً إلى تبادل الآراء وتطارح الأفكار والرؤى؛ الأمر الذي يُسهم في فهم الواقع والقدرة على حُسن تدبير الأمور، والعمل على تبادل الخبرات وتحقيق الأهداف والغايات على مستوى الأمة بعامة. 


وختامًا: 
هذه بعض منافع الحج العظمى التي تجعل من هذه العبادة العظيمة زاخرةً بالكثير من المعاني التي علينا جميعًا أن نستلهمها، وأن نسعى لتأكيد معانيها السامية في حياتنا، والله الهادي إلى سبيل الرشاد.


رسائل تربوية إلى ضيوف الرحمن (30 رسالة) - صفحة 2 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49193
العمر : 72

رسائل تربوية إلى ضيوف الرحمن (30 رسالة) - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: رسائل تربوية إلى ضيوف الرحمن (30 رسالة)   رسائل تربوية إلى ضيوف الرحمن (30 رسالة) - صفحة 2 Emptyالخميس 8 أكتوبر - 20:33

إرشادات صحية للحُجاج: 1
الحمد لله الذي شـرع لنا نا يُقربُنا إليه ويُدنينا، والصلاة والسلام على من بعثه الله بالهدى ودين الحق شرعةً وتوحيدًا ودينا.
رسائل تربوية إلى ضيوف الرحمن (30 رسالة) - صفحة 2 Images?q=tbn:ANd9GcSwk8SOT0levaR89hiYw3Zz0oOHpx51Aoc6B5WVAvNmaI5eoWaj
أما بعد:  
فيا أخي المسلم: 
أنت في موسمٍ عظيمٍ ومناسبةٍ يجتمع فيها جموعٌ هائلةٌ من الناس الذين جاءوا من كل مكان؛ الأمر الذي قد يترتب عليه انتشار بعض الأمراض والأوبئة لا سمح الله، لذا يجب على كل فردٍ أن يحرص على سلامته، وأن يجتهد في وقاية نفسه ووقاية الآخرين من ذلك، وهو ما لا يمكن أن يتحقق إلا بفضل الله تعالى ثم إتباع بعض الإرشادات الصحية التي يأتي من أبرزها ما يلي:


1= ليكن أداؤك للمناسك المطلوبة باعتدالٍ ويُسرٍ وسهولة، واعلم أن الله تعالى لا يُكلف نفسًا إلا وسعها، وهذا يعني أن عليك أن تحرص على عدم إجهاد نفسك أو الإثقال عليها أو تحميلها ما لا تُطيق.


2= حافظ على نظافة جسمك وملبسك ومكان إقامتك، فإن النظافة من الإيمان، وهي من سمات الإنسان المسلم في كل وقتٍ وحين، كما أنها عنصرٌ مهمٌ للوقاية -بإذن الله تعالى- من كثيرٍ من الأمراض التي لا شك أنها تنتشر ويزداد خطرُها عند انعدام النظافة وانتشار القاذورات والمُخلفات والأوساخ.


3= تجنب أداء الشعائر في الأوقات التي تكون فيها درجة الحرارة مرتفعةً؛ ولاسيما إذا كانت تحتاج لمجهودٍ عضلي، لأن الجسم قد يتعرَّض خلال ذلك للكثير من المضار والمخاطر الصحية جراء ذلك، وهو ما لا يتفق مع تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف الذي نهى عن تعريض النفس للخطر أو التهلكة، وعليك باستخدام وسائل الوقاية المختلفة والمناسبة عندما تكون مُضطرًا لذلك.


4= احرص على منح الجسم قسطًا وافرًا من الراحة قبل وبعد أداء كل شعيرةٍ من الشعائر؛ فإن في ذلك إعادةٌ لحيوية الجسم، وعدم إرهاقه أو استهلاك طاقته، وعليك أن تلزم الراحة التامة عند الإصابة بأي مرضٍ لئلا تؤذي نفسك أو تنقل العدوى لغيرك.


 5= عليك باستخدام الكمّامات والأقنعة الطبية التي تُغطي الفم والأنف، وخاصةً في الأماكن التي يكثُر فيها الازدحام لما لها -بإذن الله تعالى- من دورٍ وقائيٍ في التقليل من خطر العدوى ببعض الأمراض. 


6= تجنب قضاء الحاجة في طرقات الحُجاج وأماكن إقامتهم؛ وعليك بالحرص على وضع البقايا والمُخلفات في الأماكن المُخصصة لها، وعدم الإلقاء بها في الطُرق والممرات التي يمر بها الحجاج أثناء تنقلهم بين المشاعر، فإن في ذلك السلوك إيذاءٌ للمسلمين وعرقلةٌ لسيرهم، كما أنه مدعاةٌ لانتشار الكثير من المخاطر الصحية والبيئية.


7= تجنب تناول المواد المنبهة، واحذر من السهر المفرط، وإياك أن تستهلك طاقتك الجسمانية في الذهاب والإياب الذي لا فائدة ولا نفع منه، واحرص على منح الجسم ما يحتاج إليه من الراحة جسميًا وذهنيًا. 


وختامًا: 
أسأل الله تعالى لنا ولجميع إخواننا الحُجاج السلامة والعافية، والله الهادي إلى سواء السبيل.


رسائل تربوية إلى ضيوف الرحمن (30 رسالة) - صفحة 2 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49193
العمر : 72

رسائل تربوية إلى ضيوف الرحمن (30 رسالة) - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: رسائل تربوية إلى ضيوف الرحمن (30 رسالة)   رسائل تربوية إلى ضيوف الرحمن (30 رسالة) - صفحة 2 Emptyالخميس 8 أكتوبر - 20:42

إرشادات صحية للحُجاج: 2
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام التامَّان الأكملان على مَنْ لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه.
رسائل تربوية إلى ضيوف الرحمن (30 رسالة) - صفحة 2 036dd8127e
أما بعد:
فنتابع في هذه الحلقة تقديم بعض الإرشادات الصحية التي -لا شك- أن لها دورًا كبيرًا -بإذن الله تعالى- في وقاية وسلامة الحاج من كثيرٍ من المخاطر الصحية المحتملة..


ومن هذه الإرشادات ما يلي:
(1) ضرورة الاهتمام بأخذ التطعيمات الطبية المطلوبة والخاصة بموسم الحج قبل البدء فيه بوقتٍ كافٍ، فهي أمرٌ لازمٌ لوقاية الحاج -بإذن الله تعالى- من الأمراض المختلفة التي تنتشر -غالبًا- في موسم الحج كأمراض البرد، والإنفلونزا بأنواعها، والحمى الشوكية، وبعض أنواع الالتهابات.  


(2) الحذر عند استخدام الحاج لأمواس الحلاقة ونحوها، وعدم استخدام الأمواس التي سبق استعمالها حتى يقي نفسه -بإذن الله تعالى- من الإصابة ببعض الأمراض التي يمكن أن تنتقل عدواها عن طريق الدم.


(3) الحذر من شُرب الماء المُثلّج أو شديد البرودة وغيره من السوائل، والعصيرات، والمُرطبات، وعدم تعريض الجسم المُتعرق لأجهزة التكييف بشكلٍ مُباشر لما قد يترتب على ذلك من التعرض لبعض العوارض المرضية المفاجئة التي قد تؤذي الحاج وتؤثر على نشاطه، وربما تمنعه من إكمال أدائه للمناسك.


(4) الحرص على الاهتمام بالنظافة الشخصية لما لها من دورٍ بارزٍ في وقاية الحاج -بإذن الله تعالى- من حصول بعض المتاعب الصحية، لاسيما التسلُخات الجلدية التي كثيرًا ما تعطل حركته، وتُسبب له أنواعًا مختلفةً من الآلام والأوجاع والمتاعب. 


(5) الحرص على شُرب كمياتٍ كافيةٍ من السوائل غير المثلّجة كالماء النقي والعصيرات ونحوها لتجنب الإصابة بالإنهاك الحراري أو الجفاف الذي قد يحصل للحاج نتيجةً لما يفقده جسمه من السوائل ولاسيما في الجو الحار وعند الزحام. 


(6) عدم الإسراف في تناول الأطعمة والمأكولات، ولاسيما الدسمة منها لأن كثرة الطعام تُعيق حركة الجسم وتمنع نشاطه .


(7) عدم اصطحاب الأطفال ولاسيما الصغار منهم في رحلة الحج إلا عند الضرورة، مع مراعاة الاهتمام بهم، والعناية بمُراقبتهم، وإبعادهم عن أماكن الزحام الشديد والتجمعات الكبيرة حتى لا يكونوا عرضةً للعدوى أو الإصابة بالأمراض المختلفة نظرًا لضعف المناعة لديهم. 


(8) على الحُجاج الذين يُعانون من بعض الأمراض الخطيرة أو المُزمنة أن يستخدموا ما يُسـمى (سوار المعصم)، الذي جرت العادة أن يُربط في يد الحاج، وفيه بياناتٌ كاملةٌ عنه، وعن حملته، وعن حالته الصحية لتسهيل عملية إسعافه عند حدوث طارئ ما.


( 9 ) الامتناع عن تناول الأطعمة أو المشروبات التي لا تُضمنُ سلامتها ونظافتها، ولاسيما تلك التي تكون مع الباعة المتجولين لاحتمال تعرضها للتلوث، ولعدم توافر شروط السلامة في إعدادها. 


وختامًا: 
نسأل الله لنا ولحُجاج بينه الصحة والسلامة، والعفو والعافية، وأن يجمع لهم بين الأجر والثواب، وصلى الله وسلّم على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين.       


خـاتمــة:
الحمد لله الذي خلق فسوى والذي قدّر فهدى، والصلاة والسلام على خير من طاف وسعى، وأكرم من لبى ودعا، وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين، والتابعين وتابع التابعين، ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.


أما بعد: 
فقد طفنا في الصفحات السابقات طوافًا سريعًا مع عددٍ من الرسائل التربوية التوعوية التي توجهنا بها لإخواننا الأفاضل من ضيوف الرحمان الذين قصدوا بيت الله الحرام طاعةً لله سبحانه وتعالى، وامتثالاً لأمره جل في عُلاه، واقتداءً بهدي نبيه ومُصطفاه عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، والتي حاولت من خلالها توجيه مجموعةٍ من النصائح والتوجيهات والإرشادات والتنبيهات في قالبٍ أدبيٍ جميلٍ وخطابٍ دعويٍ لطيفٍ، مؤملاً أن تُسهم -ما أمكن- في رفع مستوى الوعي عند الإخوة القراء، وتعريفهم بما يجب عليهم أن يكونوا على إلمامٍ جيدٍ به من الأحكام، والآداب، والضوابط الشرعية التي -لا شك- أن الإلمام بها، والعمل بموجبها كفيلٌ -إن شاء الله تعالى- بأداء المناسك على الوجه المطلوب الذي يجعل العمل مقبولاً والسعي مشكورًا بإذن الله تعالى.


وفي ختام هذه الرسائل:
أسأل الله تعالى أن يتقبلها مني، وممن أسهم في إخراجها، وطباعتها، ونشرها، وتوزيعها، وأن يُلهمنا جميعًا العلم النافع والعمل الصالح، وأن نكون ممن يُتبعُ الاستماع والاطلاع بُالإتيان بأحسن العمل مصداقًا لقوله تعالى: "الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الأَلْبَابِ" (سورة الزمر: 18). 
وصلى الله وسلم على سيدنا ونبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين. 
---------------------------------
الفهرس 
التسلسل     الموضــــــــــــــوع
1 إرشادات وتوجيهات للدعاة في موسم الحج
2 من معاني الحج و أسراره
3 الحج رفقٌ وسكينةٌ وخشوع
4 الحج يُسرٌ ولطف لا هلاكٌ وعنف
5 الحج محبةٌ للخير
6 مناسبة الحج موسمٌ للطاعات
7 من مخالفات الزائرين للمسجد النبوي
8 الحج واحترام النظام
9 من مخالفات الحاجات والمعتمرات
10 من الأخطاء و المُخالفات عند أداء المناسك ( 1 )  
11 من الأخطاء و المُخالفات عند أداء المناسك ( 2 )  
12 حـياة المسلم عبادة
13 من آداب المسلم في موسم الحج
14 من فضائل مكة المُكرّمة
15 من فضائل المدينة المنوّرة
16 من صور إيذاء الـمصلين في المساجد
17 ذكر الله تعالى و فضله
18 من منافع الحج
19 الإحرام في الحج
20 من معاني الإحرام
21 ظاهرة الافتراش في الحج ومساوئها
22 من الأبعاد التربوية للحج ( 1 )
23 من الأبعاد التربوية للحج ( 2 )
24 من أخطاء الحُجاج في يوم عرفة
25 من أخطاء الطواف بالكعبة المُشرَّفة
26 من أخطاء السعي بين الصفا و المروة
27 من الدروس التربوية للأيام العشر
28 من منافع الحج الكُبرى
29 إرشادات صحية للحُجاج ( 1 )
30 إرشادات صحية للحُجاج ( 2 )
خاتمة.


رسائل تربوية إلى ضيوف الرحمن (30 رسالة) - صفحة 2 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
رسائل تربوية إلى ضيوف الرحمن (30 رسالة)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 2 من اصل 2انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2
 مواضيع مماثلة
-
» (100) فائدة تربوية للصيــــام
» وقفات تربوية مع شهر شعبان
» رسائل مُفِيدة في الحجِّ
» وقفات تربوية مع شهر شعبان
» قطوف تربوية من كتاب العيال لابن أبي الدنيا

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: فقـه وأحكـام وفتـاوى الحـج والعُمـرة :: كتابات في الحج والعمرة-
انتقل الى: