اغتنم العشر من ذي الحجة... التجارة الرابحة مع الله
الناس في الدنيا ... كالتجار في السوق
فماداموا في هذه الدنيا فالسوق قائمة وميدان المتاجرة مفتوح والثمن موجود والسلعة غالية ،
وأعظم الناس عقلاً من استغل وجوده في هذا السوق قبل أن ينفض وينتهي .
والمتاجرة في السوق مع من؟
إنها مع الغني الكريم ، مع الواسع العليم الذي لا تنقص خزائنه ولا ينفد ما عنده .
مع الذي المتاجرة معه لا تبور[لا تخسر أبداً]
{إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ}
أعظم التجارة كسبا التجارة مع الله
كم هي مكاسب المتاجرين في الدنيا ؟
ما هي نسبة الربح إلى رأس المال ؟
نسبٌ ضئيلة جداً ولكن في المتاجرة مع الله الأضعاف المضاعفة الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف ويضاعف تعالى لمن يشاء .
يعيش المسلمون في هذه الأيام موسمًا عظيمًا، وأيامًا فاضلة، رفع الله شأنها، وأعلى مكانها، وميّزها عن بقية أيام العام،
وجعلها غُرّة في جبين الدهر، ألا وهي أيام العشر، أعني العشر الأول من ذي الحجة،
هذه الأيام المباركة التي اختصها الله بمزيد من الشرف والكرامة، وجعلها ميدانًا للمنافسة في الخيرات،
والمسابقة بين المؤمنين في مجال الباقيات الصالحات، وموسمًا عظيمًا للتجارة الرابحة مع الله
ستندم أن رحلت بغير زاد *** وتشقى إذ يناديك المنادي
فما لك ليس يعمل فيك وعظ *** ولا زجر كأنك من جمادي
فتب عما جنيت وأنت حي *** وكن متيقظا قبل الرقاد
أترضى أن تكون رفيق قوم *** لهم زاد وأنت بغير زاد
ألاما أحوجنا إلى الرجوع إلى ربنا، نَطْرُقُ بابَهُ ونلوذ بجنابه،
نرجو رحمتَه ونخشى عذابه فهو الذي فَتَحَ أبوابَ رحمتهِ للتائبين وبذلَ جودَه وكرمَهُ للمنيبين
فطوبى لمَن رَفَعَ أَكُفَ الضَّراعة إلى الله قائلاً:
إلهي عبدُك الجاني أتاكا مُقِراً بالذنوب وقد دعاكا
فإن تغفر فأنتلذاك أهل ٌ وإن تغضبْ فمن يرحم سواكا