حب الدنيا والرياسة
-------------------
حب الدنيا والرياسة هو الذي عمر النار بأهلها، والزهد في الدنيا والرياسة هو الذي عمر الجنة بأهلها.
قال الإمام العلامة شيخ الإسلام ابن القيم فى كتابه الرائع عدة الصابرين:
فكل خطيئة في العالم أصلها حب الدنيا ولا تنس خطيئة الأبوين قديماً، فإنما كان سببها حب الخلود في الدنيا ولا تنس ذنب إبليس وسببه حب الرياسة التي محبتها شر من محبة الدنيا وبسببها كفر فرعون وهامان وجنودهما وأبو جهل وقومه واليهود.
فحب الدنيا والرياسة هو الذي عمَّر النار بأهلها، والزهد في الدنيا والرياسة هو الذي عمَّر الجنة بأهلها.
والسكر بحب الدنيا أعظم من السكر بشرب الخمر بكثير وصاحب هذا السكر لا يفيق منه إلا في ظلمة اللحد ولو انكشف عنه غطاؤه في الدنيا لعلم ما كان فيه من السكر وأنه أشد من سكر الخمر، والدنيا تسحر العقول أعظم سحر.
قال يحيى بن معاذ الرازي:
الدنيا خمر الشيطان مَنْ سكر منها فلا يفيق الا في عسكر الموتى نادماً بين الخاسرين وأقل ما في حبها أنه يُلهى عن حب الله وذكره، ومَنْ ألهاه ماله عن ذكر الله فهو من الخاسرين.
واذا لها القلب عن ذكر الله سكنه الشيطان وصرَّفه حيث أراد ومن فقهه في الشر أنه يرضيه ببعض أعمال الخير ليُريه أنه يفعل فيها الخير وقد تعبَّد لها قلبه فأين يقع ما يفعله من البر مع تعبُّده لها.
وقد لعنه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ودعا عليه فقال:
(لُعِنَ عبد الدينار والدرهم) وقال صلى الله عليه وسلم: (تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم، إن أعطى رضي وإن مُنع سخط) وهذا تفسير منه صلى الله عليه وسلم وبيان لعبوديتها.