الباب الثاني في العقل والذكاء والحمق وذمه وغير ذلك
نص الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه العزيز ومنزل خطابه الوجيز على شرف العقل وقد ضرب الله سبحانه وتعالى الأمثال وأوضحها وبين بدائع مصنوعاته وشرحها فقال تعالى: ( وسخر لكم الليل والنهار والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون ) وروي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال أول ما خلق الله تعالى العقل فقال له أقبل فأقبل ثم قال له أدبر فأدبر فقال عز من قائل وعزتي وجلالي ما خلقت خلقا أعز علي منك بك آخذ وبك أعطي وبك أحاسب وبك أعاقب وقال أهل المعرفة والعلم العقل جوهر مضيء خلقه الله عز وجل في الدماغ وجعل نوره في القلب يدرك به المعلومات بالوسائط والمحسوسات بالمشاهدة.
واعلم أن العقل ينقسم إلى قسمين قسم لا يقبل الزيادة والنقصان وقسم يقبلهما فأما الأول فهو العقل الغريزي المشترك بين العقلاء.
وأما الثاني فهو العقل التجريبي وهو مكتسب وتحصل زيادته بكثرة التجارب والوقائع وباعتبار هذه الحالة يقال أن الشيخ أكمل عقلا وأتم دراية وإن صاحب التجارب أكثر فهما وأرجح معرفة ولهذا قيل من بيضت الحوادث سواد لمته وأخلقت التجارب لباس جدته وأراه الله تعالى لكثرة ممارسته تصاريف أقداره وأقضيته كان جديرا برزانة العقل ورجاحة الدراية وقد يخص الله تعالى بألطافه الخفية من يشاء من عباده فيفيض عليه من خزائن مواهبه رزانة عقل وزيادة معرفة تخرجه عن حد الاكتساب ويصير بها راجحا على ذوي التجارب والآداب.
ويدل على ذلك قصة يحيى بن زكريا عليهما السلام فيما أخبر الله تعالى به في محكم كتابه العزيز حيث يقول: ( وآتيناه الحكم صبيا ) فمن سبقت له سابقة من الله تعالى في قسم السعادة وأدركته عناية أزلية أشرقت على باطنه أنوار ملكوتية وهداية ربانية فاتصف بالذكاء والفطنة قلبه وأسفر عن وجه الإصابة ظنه وإن كان حديث السن قليل التجربة كما نقل في قصة سليمان بن داود عليهما السلام وهو صبي حيث رد حكم أبيه داود عليه السلام في أمر الغنم والحرث.
وشرح ذلك فيما نقله المفسرون أن رجلين دخلا على داود عليه السلام أحدهما صاحب غنم والآخر صاحب حرث فقال أحدهما إن هذا دخلت غنمه بالليل إلى حرثي فأهلكته وأكلته ولم تبق لي فيه شيئا فقال داود عليه السلام الغنم لصاحب الحرث عوضا عن حرثه فلما خرجا من عنده مرا على سليمان عليه السلام وكان عمره إذ ذاك على ما نقله أئمة التفسير إحدى عشر سنة فقال لهما ما حكم بينكما الملك فذكرا له ذلك فقال غير هذا أرفق بالفريقين فعادا إلى داود عليه السلام وقالا له ما قاله ولده سليمان عليه السلام فدعاه داود عليه السلام وقال له ما هو الأرفق بالفريقين فقال سليمان تسلم الغنم إلى صاحب الحرث وكان الحرث كرما قد تدلت عناقيده في قول أكثر المفسرين فيأخذ صاحب الكرم الأغنام يأكل لبنها وينتفع بدرها ونسلها ويسلم الكرم إلى صاحب الأغنام ليقوم به فإذا عاد الكرم إلى هيئته وصورته التي كان عليها ليلة دخلت الغنم إليه سلم صاحب الكرم الغنم إلى صاحبها وتسلم كرمه كما كان بعناقيده وصورته فقال له داود القضاء كما قلت وحكم به كما قال سليمان عليه السلام وفي هذه القصة نزل قوله تعالى: ( وداود وسليمان إن يحكمان في الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم وكنا لحكمهم شاهدين ففهمناها سليمان وكلا آتينا حكما وعلما ) فهذه المعرفة والدراية لم تحصل لسليمان بكثرة التجربة وطول المدة بل حصلت بعناية ربانية وألطاف إلهية.
وإذا قذف الله تعالى شيئا من أنوار مواهبه في قلب من يشاء من خلقه اهتدى إلى مواقع الصواب ورجح على ذوي التجارب والاكتساب في كثير من الأسباب ويستدل على حصول كمال العقل في الرجل بما يوجد منه وما يصدر عنه فإن العقل معنى لا يمكن مشاهدته فإن المشاهدة من خصائص الأجسام فأقول يستدل على عقل الرجل بأمور متعددة منها ميله إلى محاسن الأخلاق وإعراضه عن رذائل الأعمال ورغبته في إسداء صنائع المعروف وتجنبه ما يكسبه عارا ويورثه سوء السمعة.
وقد قيل لبعض الحكماء بم يعرف عقل الرجل فقال بقلة سقطه في الكلام وكثرة إصابته فيه فقيل له فإن كان غائبا فقال بإحدى ثلاث إما برسوله وإما بكتابه وإما بهديته فإن رسوله قائم مقام نفسه وكتابه يصف نطق لسانه وهديته عنوان همته فبقدر ما يكون فيها من نقص يحكم به على صاحبها وقيل من أكبر الأشياء شهادة على عقل الرجل حسن مداراته للناس ويكفي أن حسن المداراة يشهد لصاحبه بتوفيق الله تعالى إياه فإنه روي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال من حرم مداراة الناس فقد حرم التوفيق فمقتضاه أن من رزق المداراة لم يحرم التوفيق وقالوا العاقل الذي يحس المداراة مع أهل زمانه.
وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الجنة مائة درجة تسعة وتسعون منها لأهل العقل وواحدة لسائر الناس وقال علي بن عبيدة العقل ملك والخصال رعية فإذا ضعف عن القيام عليها وصل الخلل إليها فسمعه أعرابي فقال هذا كلام يقطر عسله وقيل بأيدي العقول تمسك أعنة النفوس وكل شيء إذا كثر رخص إلا العقل فإنه كلما كثر غلا وقيل لكل شيء غاية وحد والعقل لا غاية له ولا حد ولكن الناس يتفاوتون فيه تفاوت الأزهار في المروج واختلف الحكماء في ماهيته فقال قوم هو نور وضعه الله طبعا وغريزة في القلب كالنور في العين وهو يزيد وينقص ويذهب ويعود وكما يدرك بالبصر شواهد الأمور كذلك يدرك بنور القلب المحجوب والمستور وعمى القلب كعمى البصر قال الله تعالى: ( فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمي القلوب التي في الصدور ) وقيل محل العقل الدماغ وهو قول أبو حنيفة رحمه الله تعالى.
وذهب جماعة إلى أنه في القلب كما روي عن الشافعي رحمه الله تعالى واستدلوا بقوله تعالى: ( فتكون لهم قلوب يعقلون بها ) وبقوله تعالى: ( إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب ) أي عقل وقالوا التجربة مرآة العقل ولذلك حمدت أراء المشايخ حتى قالوا المشايخ أشجار الوقار لا يطيش لهم سهم ولا يسقط لهم فهم وعليكم بآراء الشيوخ فإنهم إن عدموا ذكاء الطبع فقد أفادتهم الأيام حيلة وتجربة.
قال الشاعر:
( ألم تر أن العقل زين لأهله ... ولكن تمام العقل طول التجارب )
وقال آخر:
( إذا طال عمر المرء في غير آفة ... أفادت له الأيام في كرها عقلا )
وقال عامر بن عبد قيس إذا عقلك عقلك عما لا يعنيك فأنت عاقل ويقال لا شرف إلا شرف العقل ولا غنى إلا غنى النفس وقيل يعيش العاقل بعقله حيث كان كما يعيش الأسد بقوته حيث كان.
قال الشاعر:
( إذا لم يكن للمرء عقل فإنه ... وإن كان ذا بيت على الناس هين )
( ومن كان ذا عقل أجل لعقله ... وأفضل عقل من يتدين ).
وقالوا العاقل لا تبطره المنزلة السنية كالجبل لا يتزعزع وإن اشتدت عليه الريح والجاهل تبطره أدنى منزلة كالحشيش يحركه أدنى ريح وقيل لعلي رضي الله عنه صف لنا العاقل قال هو الذي يضع الشيء مواضعه قيل فصف لنا الجاهل قال قد فعلت يعني الذي لا يضع الشيء مواضعه وقال المنصور لولده خذ عني ثنتين لا تقل من غير تفكير ولا تعمل بغير تدبير وقال أدرشير أربعة تحتاج إلى أربعة الحسب إلى الأدب والسرور إلى الأمن والقرابة إلى المودة والعقل إلى التجربة وقال كسرى أنو شروان أربعة تؤدي إلى أربعة العقل إلى الرياسة والرأي إلى السياسة والعلم إلى التصدير والحلم إلى التوقير.
وقال القاسم بن محمد من لم يكن عقله أغلب الخصال عليه كان حتفه من أغلب الخصال عليه وقيل أفضل العقل معرفة العاقل بنفسه وقيل ثلاثة هن رأس العقل مداراة الناس والاقتصاد في المعيشة والتجبب إلى الناس وقيل من أعجب برأي نفسه بطل رأيه ومن ترك الاستماع من ذوي العقول مات عقله وعن عمرو ابن العاص رضي الله تعالى عنه أنه قال أهل مصر أعقل الناس صغارا وارحمهم كبارا وقيل العاقل المحروم خير من الأحمق المرزوق وقيل لا ينبغي للعاقل أن يمدح امرأة حتى تموت ولا طعاما حتى يستمرئه ولا يثق بخليل حتى يستقرضه وقيل طول اللحية أمان من العقل وسئل بعضهم أيما أحمد في الصبا الحياء أم الخوف قال الحياء لأن الحياء يدل على العقل والخوف يدل على الخبن.
وقيل غضب العاقل على فعله وغضب الجاهل على قوله وقال أبو الدرداء رضي الله تعالى عنه قال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يا عويمر ازدد عقلا تزدد من الله تعالى قربا قلت بأبي وأمي ومن لي بالعقل قال اجتنب محارم الله تعالى وأد فرائض الله تعالى تكن عاقلا ثم تنقل إلى صالح الأعمال تزدد في الدنيا عقلا وتزدد من الله قربا وعزا وحكى بعض أهل المعرفة قال حياة النفس بالروح وحياة الروح بالذكر وحياة القلب بالعقل وحياة العقل بالعلم.
ويروي عن علي بن ابي طالب كرم الله وجهه أنه كان ينشد هذه الأبيات ويترنم بها:
( إن المكارم أخلاق مطهرة ... فالعقل أولها والدين ثانيها )
( والعلم ثالثها والحلم رابعها ... والجود خامسها والعرف ساديها )
( والبر سابعها والصبر ثامنها ... والشكر تاسعها واللين عاشيها )
( والعين تعلم من عيني محدثها ... إن كان من حزبها أو من أعاديها )
( والنفس تعلم أني لا أصدقها ... ولست أرشد إلا حين أعصيها ).
وقال بعض الحكماء العاقل من عقله في إرشاد ورأيه في إمداد فقوله سديد وفعله حميد والجاهل من جهله في إغراء فقوله سقيم وفعله ذميم ولا يكتفي في الدلالة على عقل الرجل الاغترار بحسن ملبسه وملاحة سمته وتسريح لحيته وكثرة صلفته ونظافة بزته إذ كم من كنيف مبيض وجلد مفضض وقد قال الأصمعي رأيت بالبصرة شيخا له منظر حسن وعليه ثياب فاخرة وحوله حاشية وهرج وعنده دخل وخرج فأردت أن اختبر عقله فسلمت عليه وقلت ما كنية سيدنا فقال أبو عبد الرحمن الرحيم مالك يوم الدين قال الأصمعي فضحكت منه وعلمت قلة عقله وكثرة جهله ولم يدفع ذلك عنه غرارة خرجه ودخله وقد يكون الرجل موسوما بالعقل مرموقا بعين الفضل فيصدر منه حالة تكشف عن حقيقة حاله وتشهد عليه بقلة عقله واختلاله.
وقيل إن إياس بن معاوية القاضي كان من أكابر العقلاء وكان عقله يهديه إلى سلوك طرق لا يكاد يسلكها من لم يهتد إليها فكان من جملة الوقائع التي صدرت منه وشهدت له بالعقل الراجح والفكر القادح أنه كان في زمانه رجل مشهور بين الناس بالأمانة فاتفق أن رجلا أراد أن يحج فأودع عند ذلك الرجل الأمين كيسا فيه جملة من الذهب ثم حج فلما عاد من حجه جاء إلى ذلك الرجل وطلب كيسه منه فأنكره وجحده فجاء إلى القاضي إياس وقص عليه القصة فقال القاضي هل أخبرت بذلك أحدا غيري قال لا قال فهل علم الرجل أنك أتيت إلي قال لا قال انصرف وأكتم أمرك ثم عد إلي بعد غد فانصرف ثم إن القاضي دعا ذلك الرجل المستودع فقال قد حصل عندي أموال كثيرة ورأيت أن أودعها عندك فاذهب وهيىء لها موضعا حصينا فمضى ذلك الرجل وحضر صاحب الوديعة بعد ذهاب الرجل فقال له القاضي إياس امض إلى خصمك واطلب منه وديعتك فإن جحدك فقل له امض معي إلى القاضي إياس أتحاكم أنا وأنت عنده فلما جاء إليه دفع إليه وديعته فجاء إلى القاضي وأعلمه بذلك ثم إن ذلك الرجل المستودع جاء إلى القاضي طامعا في تسليم المال فسبه القاضي وطرده وكانت هذه الواقعة مما تدل على عقله وصحة فكره.
ولما مات بعض الخلفاء اختلفت الروم واجتمعت ملوكها فقال الآن يشتغل المسلمون بعضهم ببعض فتمكننا الغرة منهم والوثبة عليهم وعقدوا لذلك المشورات وتراجعوا فيه بالمناظرات وأجمعوا على أنه فرصة الدهر وكان رجل منهم من ذوي العقل والمعرفة والرأي غائبا عنهم فقالوا من الحزم عرض الرأي عليه فلما أخبروه بما أجمعوا عليه قال لا أرى ذلك صوابا فسألوه عن علة ذلك فقال في غد أخبركم إن شاء الله تعالى فلما أصبحوا أتوا إليه وقالوا قد وعدتنا أن تخبرنا في هذا اليوم بما عولنا عليه فقال سمعا وطاعة وأمر بإحضار كلبين عظيمين كان قد أعدهما ثم حرض بينهما وحرض كل واحد منهما على الآخر فتواثبا وتهارشا حتى سالت دماؤهما فلما بلغا الغاية فتح باب بيت عنده وارسل على الكلبين ذئبا كان قد أعده لذلك فلما أبصراه تركا ما كانا عليه وتألفت قلوبهما ووثبا جميعا على الذئب فقتلاه فأقبل الرجل على أهل الجمع فقال مثلكم مع المسلمين مثل هذا الذئب مع الكلاب لا يزال الهرج بين المسلمين ما لم يظهر لهم عدو من غيرهم فإذا ظهر تركوا العداوة بينهم وتألفوا على العدو فاستحسنوا قوله واستصوبوا رأيه فهذه صفة العقلاء.
وأما ذم الأحمق فقد قال ابن الأعرابي الحماقة مأخوذة من حمقت السوق إذا كسدت فكأنه كاسد العقل والرأي فلا يشاور ولا يلتفت إليه في أمر من الأمور والحق غريزة لا تنفع فيها الحيلة وهو داء دواؤه الموت.
قال الشاعر:
( لكل داء دواء يستطب به ... إلا الحماقة أعيت من يداويها )
والحمق مذموم قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الأحمق أبغض الخلق إلى الله تعالى إذ حرمه أعز الأشياء عليه وهو العقل ويستدل على صفة الأحمق من حيث الصورة بطول اللحية لأن مخرجها من الدماغ فمن افرط طول لحيته قل دماغه ومن قل دماغه قل عقله ومن قل عقله فهو أحمق وأما صفته من حيث الأفعال فترك نظره في العواقب وثقته بمن لا يعرفه والعجب وكثرة الكلام وسرعة الجواب وكثرة الالتفات والخلو من العلم والعجلة والخفة والسفه والظلم والغفلة والسهو والخيلاء إن استغنى بطر وإن افتقر قنط وإن قال أفحش وإن سئل بخل وإن سأل ألح وإن قال لم يحسن وإن قيل له لم يفقه وإن ضحك قهقه وإن بكى صرخ وإن اعتبرنا هذه الخلال وجدناها في كثير من الناس فلا يكاد يعرف العاقل من الأحمق قال عيسى عليه السلام عالجت الأبرص والأكمة فأبرأتهما وعالجت الأحمق فأعياني والسكوت عند الأحمق جوابه ونظر بعض الحكماء إلى أحمق على حجر فقال حجر على حجره.
وحكي أن احمقين اصطحبا في طريق فقال أحدهما للآخر تعال نتمن على الله فإن الطريق تقطع بالحديث فقال أحدهما أنا أتمنى قطائع غنم أنتفع بلبنها ولحمها وصوفها وقال الآخر أنا أتمنى قطائع ذئاب أرسلها على غنمك حتى لا تترك منها شيئا قال ويحك أهذا من حق الصحبة وحرمة العشرة فتصايحا وتخاصما واشتدت الخصومة بينهما حتى تماسكا بالأطواق ثم تراضيا من أن أول من يطلع عليهما يكون حكما بينهما فطلع عليهما شيخ بحمار عليه زقان من عسل فحدثاه بحديثهما فنزل بالزقين وفتحهما حتى سال العسل على التراب قال صب الله دمي مثل هذا العسل إن لم تكونا أحمقين.
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال كان رجل يتعبد في صومعة فأمطرت السماء وأعشبت الأرض فرأى حماره يرعي في ذلك العشب فقال يا رب لو كان لك حمار لرعيته مع حماري هذا فبلغ ذلك بعض الأنبياء عليهم الصلاة والسلام فهم أن يدعو عليه فأوحى الله إليه لا تدع عليه فإني أجازي العباد على قدر عقولهم ويقال فلان ذو حمق وافر وعقل نافر ليس معه من العقل إلا ما يوجب حجة الله عليه.
وخطب سهل هند ابنة عتبة فحمقته فقال:
( وما هوجي يا هند إلا سجية ... أجر لها ذيلي بحسن الخلائق )
( ولو شئت خادعت الفتى عن قلوصه ... ولا طمت في البطحاء من كل طارق ).
ويقال للأبله السليم القلب هو من بقر الجنة لا ينطح ولا يرمح والأحمق المؤذي هو من بقر سقر والله سبحانه وتعالى أعلم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.