توبة شاب يمني من السرقة والتصوير المحرم
هذه القصة شبيهة بالتي قبلها، لذا سأذكرها باختصار..
يقول صاحبها:
السرقة كانت هي البداية.. كنت أسرق المال من دكّان أبي، فأصرفه فيما حرّم الله، تارة في شراء الأفلام الساقطة، وتارة في شراء أجود أنواع أقلام التلوين، لأرسم بها صور ذوات الأرواح، وكنت مشتهراً بالرسم في حارتنا، الكل يطلب مني أن أرسم له، فكنت أرسم صوراً مضحكة فيها تشويه لخلق الله..
فالله عزّ وجلّ لم يخلق عيوناً جاحظة، ولا آذاناً كبيرة، ولا رؤوساً أكبر من الأجسام، بل خلق الإنسان في أحسن تقويم، وكان بعض أهل العلم يحذّرني من هذا العمل المحرّم، وأنّ صاحبه يعذّب يوم القيامة، وينصحونني بالتوبة منه، لكنّي لم أستجب لنصحهم..
ظللت على هذه الحال، أسرق، وأشتري ما حرّم الله، حتّى اعتدت شراء الأفلام الساقطة، والمجلات الهابطة، وأقلام التلوين المختلفة، وكنت أشتريها من مكتبة في شارعنا، حتّى قال لي صاحب المكتبة يوماً من الأيّام.
ما هذا الذي تفعله؟! أبوك يشتغل في الدكّان ويتعب، وأنت تأخذ أمواله، وتضيّعها فيما لا فائدة فيه؟ فلم آبه لما يقول..
وذاع صيتي بين الناس ، ونمت موهبتي، حتّى أصبحت معروفاً عند الجميع، وصاروا لجهلهم بخطورة هذا الأمر – يدعونني بـ (الرسّام ).
وذات مرّة، رسمت لصديق لي صورة، وطلبت منه أن يحرقها بعد فترة ظنّاً منّي بأنّ ذلك كاف في النجاة من عذاب الله، وما توعّد به المصوّرين، حتّى فاجأني أخي يوماً بقوله: ألا تعلم يا أخي بأنّ ما تفعله فيه مضاهاة لخلق الله!
وأنّ من يرسم هذه الصور يطلب منه يوم القيامة أن ينفخ فيها الروح، ((وليس بنافخ))، فكيف تنجو من عذاب الله غداً؟
فكانت هذه الكلمات بمثابة المنبّه الذي أيقظني من غفلتي، حيث قمت بعدها بجمع كلّ ما لديّ من تلك التصاوير والرسومات، ووضعها في كيس، وإحراقها خوفاً من عذاب الله تعالى، وإعلاناً للتوبة النصوح..
وإنّي أحذّر كل من ابتلي بذلك من عذاب الله وأنصحه بالتوبة النصوح قبل فوات الأوان.
أخوكم ...