*2* 16 - باب الأمر بالمحافظة على السنة وآدابها
قال اللَّه تعالى (الحشر 7): {وما آتاكم الرسول فخذوه، وما نهاكم عنه فانتهوا}.
قال تعالى (النجم 3، 4): {وما ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى}.
قال تعالى (آل عمران 31): {قل إن كنتم تحبون اللَّه فاتبعوني يحببكم اللَّه، ويغفر لكم ذنوبكم}.
قال تعالى (الأحزاب 21): {لقد كان لكم في رَسُول اللَّهِ أسوة حسنة لمن كان يرجو اللَّه واليوم الآخر}.
قال تعالى (النساء 65): {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم، ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت، ويسلموا تسليماً}.
قال تعالى (النساء 59): {فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى اللَّه والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر}.
قال العلماء: معناه: إلى الكتاب والسنة.
قال تعالى (النساء 80): {من يطع الرسول فقد أطاع اللَّه}.
قال تعالى (الشورى 52، 53): {وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم}.
قال تعالى (النور 63): {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم}.
قال تعالى (الأحزاب 34): {واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات اللَّه والحكمة}. والآيات في الباب كثيرة.
وأما الأحاديث:
156 - فالأول عن أبي هريرة رَضِيِ اللَّهُ عَنْهُ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: <دعوني ما تركتكم؛ إنما أهلك من كان قبلكم كثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم، فإذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه، وإذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم> مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
157 - الثاني عن أبي نجيح العرباض بن سارية رَضِيِ اللَّهُ عَنْهُ قال: وعظنا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم موعظة بليغة، وجلت منها القلوب، وذرفت منها العيون. فقلنا: يا رَسُول اللَّهِ كأنها موعظة مودع فأوصنا. قال: <أوصيكم بتقوى اللَّه والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد[حبشي]، وإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً! فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة> رواه أبو داود والترمذي وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صحيح.
<النواجذ> بالذال المعجمة: الأنياب وقيل الأضراس.
158 - الثالث عن أبي هريرة رَضِيِ اللَّهُ عَنْهُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: <كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى> قيل: ومن يأبى يا رَسُول اللَّهِ؟ قال: <من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى> رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.
159 - الرابع عن أبي مسلم، وقيل: أبي إياس سلمة بن عمر بن الأكوع رَضِيِ اللَّهُ عَنْهُ أن رجلاً أكل عند رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم بشماله فقال: <كل بيمينك> قال: لا أستطيع. قال: <لا استطعت!> ما منعه إلا الكبر، فما رفعها إلى فيه. رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
160 - الخامس عن أبي عبد اللَّه النعمان بن بشير رَضِيِ اللَّهُ عَنْهُ قال سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم يقول: <لَتُسَوُّنَّ صفوفكم أو ليخالفن اللَّه بين وجوهكم> مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
وفي رواية لمسلم: كان رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم يسوي صفوفنا حتى كأنما يسوي بها القداح حتى رأى أنا قد عقلنا عنه. ثم خرج يوماً فقام حتى كاد أن يكبر فرأى رجلاً بادياً صدره فقال: <عباد اللَّه لتسون صفوفكم أو ليخالفن اللَّه بين وجوهكم> .
161 - السادس عن أبي موسى رَضِيِ اللَّهُ عَنْهُ قال: احترق بيت بالمدينة على أهله من الليل، فلما حدث رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم بشأنهم قال: <إن هذه النار عدو لكم فإذا نمتم فأطفئوها عنكم> مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
162 - السابع عنه رَضِيِ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: إن مثل ما بعثني اللَّه به من الهدى والعلم كمثل غيث أصاب أرضاً، فكانت منها طائفة طيبة قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير، وكان منها أجادب أمسكت الماء فنفع اللَّه بها الناس فشربوا منها وسقوا وزرعوا، وأصاب طائفة منها أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ. فذلك مثل من فقه في دين اللَّه ونفعه بما بعثني اللَّه به فعلم وعلم، ومثل من لم يرفع بذلك رأساً ولم يقبل هدى اللَّه الذي أرسلت به> مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
<فقه> بضم القاف على المشهور وقيل بكسرها: أي صار فقيهاً.
163 - الثامن عن جابر رَضِيِ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: مثلي ومثلكم كمثل رجل أوقد ناراً فجعل الجنادب والفراش يقعن فيها وهو يذبهن عنها، وأنا آخذ بحجزكم عن النار وأنتم تفلتون من يدي> رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
<الجنادب> نحو الجراد. والفراش، هذا المعروف الذي يقع في النار.
و <الحجز> جمع حجزة وهي: معقد الإزار والسراويل.
164 - التاسع عنه رَضِيِ اللَّهُ عَنْهُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم أمر بلعق الأصابع والصحفة وقال: <إنكم لا تدرون في أيه البركة> رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
وفي رواية له: <إذا وقعت لقمة أحدكم فليأخذها فليمط ما كان بها من أذى وليأكلها ولا يدعها للشيطان، ولا يمسح يده بالمنديل حتى يلعق أصابعه فإنه لا يدري في أي طعامه البركة>
وفي رواية له: <إن الشيطان يحضر أحدكم عند كل شيء من شأنه حتى يحضره عند طعامه، فإذا سقطت من أحدكم اللقمة فليمط ما كان بها من أذى فليأكلها ولا يدعها للشيطان> .
165 - العاشر عن ابن عباس رَضِيِ اللَّهُ عَنْهُ قال: قام فينا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم بموعظة فقال: <يا أيها الناس إنكم محشورون إلى اللَّه تعالى حفاة عراة غرلاً {كما بدأنا أول خلق نعيده وعداً علينا إنا كنا فاعلين} (الأنبياء 103) ألا وإن أول الخلائق يكسى يوم القيامة إبراهيم عليه السلام، ألا وإنه سيجاء برجال من أمتي فيؤخذ بهم ذات الشمال فأقول: يا رب أصحابي. فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك. فأقول كما قال العبد الصالح: {وكنت عليهم شهيداً ما دمت فيهم} إلى قوله: {العزيز الحكيم} (المائدة 117، 118) فيقال لي: إنهم لم يزالوا مرتدين على
أعقابهم منذ فارقتهم> مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
<غرلاً> : أي غير مختونين.
166 - الحادي عشر عن أبي سعيد عبد اللَّه بن مغفل رَضِيِ اللَّهُ عَنْهُ قال: نهى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم عن الخذف وقال: <إنه لا يقتل الصيد، ولا ينكأ العدو، وإنه يفقأ العين، ويكسر السن> مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
وفي رواية: أن قريباً لابن مغفل خذف فنهاه وقال إن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم نهى عن الخذف وقال: <إنها لا تصيد صيداً> ثم عاد فقال: أحدثك أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم نهى عنه ثم عدت تخذف! لا أكلمك أبداً.
167 - وعن عابس بن ربيعة قال: رأيت عمر بن الخطاب رَضِيِ اللَّهُ عَنْهُ يقبل الحجر (يعني الأسود) ويقول: إني أعلم أنك حجر ما تنفع ولا تضر، ولولا إني رأيت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم يقبلك ما قبلتك. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.