منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

IZHAR UL-HAQ

(Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.

أحْـلامٌ مِـنْ أبِـي (باراك أوباما) ***

 

 تفسير سورة إبراهيم (14)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

تفسير سورة إبراهيم (14) Empty
مُساهمةموضوع: تفسير سورة إبراهيم (14)   تفسير سورة إبراهيم (14) Emptyالإثنين 23 فبراير 2015, 5:35 pm

تفسير سورة إبراهيم (عليه السلام)

بسم الله الرحمن الرحيم

الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (1) اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَوَيْلٌ لِلْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ (2) الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ (3) وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (4) وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (5) 


{ شرح الكلمات } :

{ آلر } : هذا احد الحروف المقطعة تكتب آلر وتقرأ ألف لام رَا والتفويض فيها أسلم وهو قول الله أعلم بمراده بذلك .

{ كتاب } : اي هذا كتاب عظيم .

{ أنزلناه إليك } : يا محمد صلى الله عليه وسلم .

{ من الظلمات } : أي من ظلمات الكفر الى نور الإيمان .

{ العزيز الحميد } : أي المحمود بالآئه .

{ عن سبيل الله } : أي الإسلام .

{ عوجاً } : أي معوجة .

{ بآياتنا } : أي المعجزات التسع : العصا ، اليد ، الطوفان ، الجراد ، القمل ، الضفادع ، الدم ، والطمس والسنين ونقص الثمرات .

{ وذكرهم بأيام الله } : أي ببلائه ونعمائه .


{ معنى الآيات } :

قوله تعالى : { الر } الله اعلم بمراده وقوله : { كتاب أنزلناه } اي هذا كتاب عظيم القدر انزلناه إليك يا رسولنا لتخرج الناس من الظلمات اي من الظلمات الكفر والجهل الى نور الايمان والعلم لاشرعي ، وذلك { بإذن ربهم } اي بتوقيفه ومعونته { الى صراط العزيز الحميد } اي الى طريق العزيز الغالب الحميد اى المحمود بآلائه وافضلاته على عباده وسائر مخلوقاته { الله الذي له ما في السموات وما في الأرض } خلقاً وملكاً وتصريفاً وتدبيراً ، هذا هو الله صاحب الموصل الى الاسعاد والاكمال البشري ، والكافرون معرضون بل ويصدون عنه فويل لهم من عذاب شديد ، الكافورن { الذين يستحبون الحياة الدنيا } اي يفضلون الحياة الدنيا فيعلمون للدنيا ويتركون العمل للاخرة لعدم إيمانهم بها { ويصدون } أنفسهم وغيرهم ايضاً { عن سبيل الله } اي الاسلام { ويبغونها عوجاً } اي معوجة انهم يريدون من الاسلام ان يوافقهم في اهوائهم وما يشتهون حتى يقبلوه ويرضوا به دنيا قال تعالى : { أولئك في ضلال بعيد } إنهم بهذا السلوك المتثمل في ايثار الدنيا على الاخرة والصد على الاسلام ، ومحاولة تسخير الاسلام لتحقيق اطماعهم وشهواتهم في ضلال بعيد لا يمكن لصاحبه ان يرجع منه الى الهدى ، وقوله تعالى في الآية ( 4 ) من هذا السياق { وما ارسلنا من رسول الا بلسان قومه } اي بلغتهم التي يتخاطبون بها ويتفاهمون لحمكة ان يبين لهم ، والله بعد ذلك يضل من يشاء إضلاله حسب سنته في الاضلال ويهدي من يشاء كذلك { وهو العزيز } الغالب الذي لا يمانع في شي ، اراده { الحكيم } الذي يضع مل شيء في موضعه فلذا هو لا يضل الا من رغب في الاضلال وتكلف له وأحبه وآثره ، وتنكر للهدى وحارب المهتدين والداعين الى الهدى ، وليس من حكمته تعالى ان يضل من يطلب الهدى ويسعى اليه ويلتزم طريقه ويحبه ويحب اهله ، وقوله تعالى : { ولقد ارسلنا موسى } اي موسى نبي بني إسرائيل { بآياتنا } اي بحججنا وادلتنا الدالة على رسالته والهادية الى ما يدعو اليه وهي تسع آيات منها اليد والعصى { ان أخرج قومك من الظلمات الى النور } أي اخرج قومك من ظلمات الشرك الى نور التوحيد ، { وذكرهم بأيام الله } أي وقلنا له : ذكرهم بأيام الله وهي بلاؤه ونعمه اذا انجاهم من عذاب آل فرعون وأنعم عليهم بمثل المن والسلوى ، وذلك ليحملهم على الشكر لله بطاعته وطاعة رسوله ، وقوله تعالى : { ان في ذلك لآيات لكل صبار شكور } أي إن في ذلك التذكير بالبلاء والنعماء لدلالات في التذكير هم أهل الصبر والشكر بل هم الكثيروا الصبر والشكر ، ون غيرهم فلا يرى في ذلك دلالة ولا علامة .


{ هداية الآيات } :

{ من هداية الآيات } :

1- اقامة الحجة على المكذبين بالقرآن الكريم ، اذ هو مؤلف من الحروف المقطعة مثل آلر وطسم وآلم وحم ، ولم يستطيعوا بمثله بل بسورة مثله .

2- بيان ان الكفر ظلام ، والايمان نور .

3- بيان الحكمة في ارسال الله تعالى الرسل بلغات اقوامهم .

4- تقرير ان الذي يخلق الهداية هو الله واما العبد فليس له اكثر من الكسب .

5- فضيلة التذكير بالخير والشكر ليشكر الله ويتقى .

6- فضيلة الصبر والشكر .


وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنْجَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ (6) وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ (7) وَقَالَ مُوسَى إِنْ تَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ (8) أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّهُ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ وَقَالُوا إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ (9) 


{ شرح الكلمات } :

{ وإذ قال موسى } : أي اذكر اذ قال موسى .

{ يسومونكم } : يذيقونكم .

{ ويستحون نساءكم } : أي يستبقونهنَّ .

{ بلاء من ربكم عظيم } : أي ابتلاء واختبار ، ويكون الخير والشر .

{ وإ ذ تأذن ربكم } : اي اعلم ربكم .

{ بالبينات } : بالحجج الواضحة على صدقهم في دعوة النبوة والتوحيد والبعث الاخر .

{ فردوا أيديهم في أفواههم } : أي فرد الأمم ايديهم في أفواههم اي اشاروا اليهم ان اسكتوا .

{ مريب } : موقع في الريبة .


{ معنى الآيات } :

{ واذ قال موسى لقومه } اي اذكر يا رسولنا اذ قال موسى لقومه من بني إسرائيل { اذكروا نعمة الله عليكم } أي لتشكروها بتوحيده وطاعته ، فإن من ذكر شكر وبين لهم نوع النعمة وهي انجاؤهم من فرعون وملائه اذ كانوا يعذبونهم بالاضطهاد والاستعباد ، فقال : { يسومونكم سوء العذاب } اي يذيقونكم سوء العذاب وهو اسوأة وأشده ، { ويذبحون أبناءكم } اي الاطفال المولودين ، لان النكهة او رجال السياسة قالوا لفرعون : لا يبعد ان يسقط عرشك وتزول دولتك على أيدي رجل من بني اسرائيل فأمر بقتل المواليد فور ولادتهم فيقتلون الذكور ويستبقون الإناث للخدمة ولعدم الخوف منهن وهو معنى قوله : { ويستحيون نساءكم } وقوله تعالى : { وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم } فهو بالنظر الى كونه عذاباً بلاء الشر ، وفي كونه نجاة منه ، بلاء الخير ، وقوله تعالى : { وإذ تأذن ربكم ) هذا من قول موسى لبني إسرائيل اي اذكر لهم اذ أعلم ربكم مقسماً لكم ( لئن شكرتم } نعمي بعبادتي وتوحيدي فيها وطاعتي وطاعة رسولي بامتثال الأوامر واجتناب النواهي { أزيدنكم } في الانعام والاسعاد { ولئن كفرتم } فلم تشكروا نعمي فعصيتموني وعصيتم رسولي اي لأسلبنها منكم واعذبكم بسلبها من ايديكم { ان عذابي لشديد } فاحذروه واخشوني فيه ، وقوله تعالى : { وقال موسى } أي لبني إسرائيل { إن تكفروا أنتم } نعم الله فلم تشكروها بطاعته { ومن في الأرض جميعاً } وكفرها من في الارض جميعاً { فان الله لغني } عن سائر خلفه لا يفتقر الى احد منهم { حميد } اي محمود بنعمه على سائر خلقه ، وقوله : { ألم يأتكم } هذا قول موسى لقومه وهو يعظهم ويذكرهم : { الم يأتيكم نبأ الذين من قبلكم قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم لا يعلمهم } اي لا يعلم عددهم ولا يحصيهم { الا الله ) جاءتهم رسلهم بالبينات } اي الحجج والبراهين على صدق دعوتهم وما جاء به من الدين الحق ليعبد الله وحده ويطاع وتطاع رسله فيكمل الناس بذلك ويسعدوا ، وقوله : { فردوا أيديهم } اي ردت الامم المرسل اليهم الى افواهم تغيظاً على أنبيائهم وحنقاً ، او اشاروا اليهم بالسكوت فاسكتوهم رداً لدعوة الحق التي جاؤوا بها ، وقالوا لهم : { إنا كفرنا بما ارسلتم به } اي بما جئتهم به من الدين الاسلامي والدعوة اليه ، { وإنا لفي شك مما تدعوننا اليه مريب } اي موقع في الريبة التي هي قلق النفس واضطرابها بها لعدم سكونها للخبر الذي يلقى اليها ، وهذا ما زال السياق طويلاً وينتهي بقوله تعالى : { واستفتحوا وخاب كل جبار عنيد } { هداية الآيات } :


{ من هداية الآيات } :

1- مشروعية التذكير بنعم الله لنشكر ولا نكفر .

2- وعد الله تعالى بالمزيد من النعم لمن شكر نعم الله عليه .

3- كفر النعم سبب زوالها .

4- بيان غنى الله تعالى المطلق على سائر خلقه فالناس ان شكروا لأنفسهم وإن كفروا كفروا على أنفسهم اي شكرهم ككفرهم عائد على انفسهم .

5- التذكير بقصص السابقين وأحوال الغابرين مشروع وفيه فوائد عظيمة .


قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى قَالُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا تُرِيدُونَ أَنْ تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (10) قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِنْ نَحْنُ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَمَا كَانَ لَنَا أَنْ نَأْتِيَكُمْ بِسُلْطَانٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (11) وَمَا لَنَا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آذَيْتُمُونَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ (12) وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ (13) وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِهِمْ ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ (14) 


{ شرح الكلمات } :

{ أفي الله شك } : أي لا شك في وجود الله ولا في توحيده ، اذ الاستفهام . إنكاري .

{ الى أجل مسمى } : أي الى أجل الموت .

{ بسلطان مبين } : بحجة ظاهرة تدل على صدقكم .

{ يمن على من يشاء } : أي بالنبوة والرسالة على من يشاء لذلك .

{ وقد هدانا سبلنا } : اي طرقة التي عرفناه بها وعرفنا عظيم قدرته وعز سلطانه .

{ لنخرجكم من ارضنا } : أي من ديارنا لو لتعودون في ديننا .

{ لمن خاف مقامي } : أي وقوفه بين يدي يوم القيامة للحساب والجزاء .


{ معنى الآيات } :

ما زال السياق في ما ذكر به موسى قومه بقوله : { ألم يأتكم نبأ الذين من قبلكم قوم نوح . . . } فقوله تعالى : { قالت رسلهم } اي قالت الرسل الى اولئك الامم الكافرة { افي الله شك } ؟ اي كيف يكون في توحيد الله شك وهو فاطر السموات والأرض ، فخالق السموات والارض وحده لا يعقل ان يكون له شريك في عبادته ، ان لا اله الا هو وقوله : { يدعوكم } الى الايمان والعمل الصالح الخالي من الشرك { ليغفر لكم من ذنوبكم } وهو كل ذنب بينكم وبين ربكم من كبائر الذنوب وصغائرها اما مظالم الناس فردها اليهم تغفر لكم وقوله : { ويؤخركم الى اجل مسمى } اي يؤخر العذاب عنكم لتموتوا بآجالكم المقدرة لكم ، وقوله : { قالوا } اي قالت الأمم الكافرة لرسلهم ( إن أنتم الا بشر مثلنا ) أي ما أنتم الا بشر مثلنا ، ( تريدون ان تصدونا ) اي تصرفونا { عما كان يعبد آباؤنا } من آلهتنا أي اصنامهم وأوثانهم التي يدعون انها آلهة ، وقولهم : { فأتونا بسلطان مبين } قال الكافرون للرسل ائتونا بسلطان مبين اي بحجة ظاهرة تدل على صدقكم انكم رسل الله الينا فاجابت الرسل قائلة ما اخبر تعالى به عنهم بقوله : { قالت لهم رسلهم ان نحن الا بشر مثلكم } اي ما نحن الا بشر مثلكم فمالا تستطيعونه أنتم لا نستطيعه نحن { ولكن الله يمن على من يشاء } اي الا ان الله يمن على من يشاء بالنبوة فمن علينا بها فنحن ننبئكم بما أمرنا الله ربنا وربكم ان ننبئكم به كما نامركم وندعوكم لا من تلقاء أنفسنا ولكن بما أمرنا ان نأمركم به وندعوكم اليه ، { ووما كان لنا ان نأتيكم بسلطان الا باذن الله } اي بإرادته وقدرته فهو ذو الارادة التي لا تحد والقدرة التي لا يعجزها شيء ولذا توكلنا عليه وحده وعليه { فليتوكل المؤمنون } فإنه يكفيهم كل ما يهمهم ، ثم قالت الرسل وهي تعظ اقوامها بما تقدم : { وما لنا الا نتوكل على الله وقد هدانا سبلنا } أي طرقنا التي عرفناه بها وعرفنا عظمته وعزة سلطانه فأي شيء يجعلنا لا نتوكل عليه وهو القوي العزيز { ولنبصرن على ما آذيتمونا } بالسنتكم وأيديكم متوكلين على الله حتى ينتقم الله تعالى لنا منكم ، { وعلى الله فليتوكل المتوكلون } إذ هو الكافل لكل من يثق فيه ويفوض امره اليه متوكلاً عليه وحده دون سواه ، وقوله تعالى : { وقال الذين كفروا لرسلهم لنخرجنكم من ارضنا او لتعودن في ملتنا هذا اخبار منه تعالى على ما قالت الأمم الكافرة لرسلها : قالوا موعدين مهددين بالنفي والابعاد من البلاد لكل من يرغب عن دينهم ويعبد غير آلهتكم :

{ لنخرجنكم من ارضنا او لتعودن في ملتنا } أي ديننا الذي نحن عليه وهذا أوحى الله تعالى الى رسله بما اخبر تعالى به : { فأوحى إليهم ربهم لنهلكن الظالمين ولنسكننكم الأرض من بعدهم } قال لنهلكن الظالمين ولم يقل لنهلكنهم إشارة الى علة الهلاك وهي الظلم هو الشرك والافساد ليكون ذلك عظة للعالمين ، وقوله تعالى : { ذلك } أي الانجاء للمؤمنين والاهلاك للظالمين جزاءً { لمن خاف مقامي } أي الوقوف بين يدي يوم القيامة { وخاف وعيد } على ألسنة رسلي بالعذاب لمن كفر بي واشرك في عبادتي ومات على غير توبة الى من كفره وشركه وظلمه .


{ هداية الآيات }

{ من هداية الآيات } :

1- بطلان الشك في وجود الله وعلمه وقدرته وحكمته ووجوب عبادته وحده لذلك لكثرة الادلة وقوة الحجج ، وسطوع البراهين .

2- بيان ما كان اهل الكفر يقابلون به رسل الله والدعاة اليه سبحانه وتعالى وما كانت الرسل ترد به عليهم .

3- وجوب التوكل على الله تعالى ، وعدم صحة التوكل على غيره إذ لا كافي الا الله .

4- وجوب الصبر على الاذى في سبيل الله وانتظار الفرج باخذ الظالمين .

5- عاقبة الظلم وهي الخسران والدمار لا تتبدل ولا تتخلف وإن طال الزمن .


وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ (15) مِنْ وَرَائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ (16) يَتَجَرَّعُهُ وَلَا يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِنْ وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ (17) مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لَا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلَى شَيْءٍ ذَلِكَ هُوَ الضَّلَالُ الْبَعِيدُ (18) أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ (19) وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ (20)


{ شرح الكلمات } :

{ واستفتحوا } : أي طلب الرسل الفتح لهم اي النصر على اقوامهم الظالمين .

{ وخاب } : أي خسر وهلك .

{ كل جبار عنيد } : أي ظالم يجبر الناس على مراده عنيد كثير العناد .

{ من ماء صديد } : أي هو ما يخرج سائلاً من اجواف اهل النار مختلطاً من قيح ودم وعرق .

{ يتجرعه ولا يكاد يسيغه } : أي يبتلعه مرة بعد مرة لمرارته ولا يقارب ازدراده لقبحه ومراراته .

{ ويأتيه الموت من كل مكان } : أي لشدة ما يحيط به من العذاب فكل أسباب الموت حاصلة ولكن لا يموت .

{ اعمالهم كرماد } : أي الصالحة منها كصلة الرحم وبر الوالدين وإقراء الضيف وفك الأسير والفاسدة كعبادة الأصنام بالذبح لها والنذر والحلف والعكوف حولها كرماد .

{ لا يقدرون مما كسبوا على شيء } : أي لا يحصلون من اعمالهم التي كسبوها على ثواب وان قل لأنها باطلة بالشرك .

{ وما ذلك على الله بعزيز } : أي بصعب ممتنع عليه .


معنى الآيات : 

هذا اخر حديث ما ذكر به موسى قومه من انباء الامم السابقة على بنى اسرائيل ، قال تعالى في الاخبار عنهم : { واستفتحوا وخاب كل جبار عنيد } أي واستفتح الرسل أي طلبوا من الله تعالى ان يفتح عليهم بنصر على اعدائه واستجاب الله لهم ، { وخاب كل جبار عنيد } اي خسر وهلك كل ظالم طاغ معاند للحق وأهله ، وقوله { من ورائه جهنم } أي امامة جهنم تنتظره سيدخلها بعد هلاكه ويعطش ويطلب الماء فتسقيه الزبانية { من ماء صديد } اي وهو صديد اهل النار وهو ما يخرج من قيح ودم وعرق ، { يتجرعه } ، اي يبتلعه جرعة بعد اخرى لمرارته { ولا يكاد يسيغه } أي يدخله جوفه الملتهب عطشاً لقبحه ونتنه ومرارته وحرارته ، وقوله تعالى : { ويأتيه الموت من كل مكان وما هو بميت } أي ويأتي هذا الجبار العنيد والذي هو في جهنم يقتله الظمأ فيسقى بالماء الصديد يأتيه الموت لوجود أسبابه وتوفرها من كل مكان اذ العذاب محيط به من فوقه ومن تحته وعن يمينه وعن شماله وما هو بميت لأن الله تعالى لم يشأ ذلك قال تعالى : { لا يموت فيها ولا يحيا } وقال : { لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها } ومن وراء ذلك العذاب الذي هو فيه { عذاب } أي لون آخر من العذاب { غليظ } أي شديد لا يطاق ، وقوله تعالى : { مثل الذين كفروا بربهم أعمالهم كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف } اي شديد هبوب الرياح فيه { لا يقدرون مما كسبوا } أي من اعمال في الدنيا { على شيء } أي من الثواب والجزاء والحسن عليها ، هذا مثل أعمالهم الصالحة كأنواع الخير والبر والطالحة والكفر وعبادة غير الله مما كانوا يرجعون نفعه ، الكل يذهب ذهاب رماد حملته الريح وذهبت به ، مشتدة في يوم عاصف شديد هبوب الريح فيه .

وقوله تعالى : { ذلك هو الضلال البعيد } أي ذلك الذي دل عليه المثل هو الضلال البعيد لمن وقع فيه إذ ذهب كل عمله سدى بغير طائل فلم ينتفع بشيء منه وأصبح من الخاسرين .

وقوله تعالى : { ألم تر ان الله خلق السموات والأرض بالحق } أي الم تعلم أيها الرسول ان الله خلق السموات والأرض بالحق أي من اجل الانسان ليذكر الله تعالى ويشكره فإذا تنكر لربه فكفر به وأشرك غيره في عبادته عذبه بالعذاب الأليم الذي تقدم وصفه في هذا السياق لان الله تعالى لم يخلق السموات والأرض عبثاً وباطلاً بل خلقهما وخلق ما فيهما من أجل ان يذكر فيهما ويشكر ترك الذكر والشكر عذبه أشد العذاب وأدومه وأبقاه ، وقوله تعالى : { أن يشأ يذهبكم } ايها الناس المتمردون على طاعته المشركون به { ويأت بخلق جديد } غيركم يعبدونه ويوحدونه { وما ذلك على الله بعزيز } اي بممتنع ولا متعذر لآن الله على كل شيء قدير .


{ هداية الآيات }

{ من هداية الآيات } :

1- إنجاز وعد لله لرسله في قوله : ( فأوحى اليهم ربهم لنهلكن الظالمين ) الآية .

2- خيبة وخسران عامة أهل الشرك والكفر والظلم .

3- عظم عذاب يوم القيامة وشدته .

4- بطلان أعمال المشركين والكافرين وخيبتهم فيها اذ لا ينتفعون بشيء منها .

5- عذاب اهل الكفر والشرك والظلم لازم لانهم لم يذكروا ولم يشركوا والذكر والشكر علة الوجود كله فلما عبثوا بالحياة استحقوا عذاباً أبدياً .


وَبَرَزُوا لِلَّهِ جَمِيعًا فَقَالَ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ قَالُوا لَوْ هَدَانَا اللَّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِنْ مَحِيصٍ (21) وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (22) وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ (23)


{ شرح الكلمات } :

{ وبرزوا لله جميعاً } : أي برزت الخلائق كلها لله وذلك يوم القيامة .

{ إنا كنا لكم تبعاً } : أي تابعين لكم فيما تعتقدون وتعلمون .

{ فهل أنتم مغنون عنا } : أي دافعون عنا بعض العذاب .

{ ما لنا من محيص } : أي من ملجأ ومهرب أو منجا .

{ لما قضي الأمر } : بإدخال اهل الجنة واهل النار النار .

{ ما انا بمصرخكم } : أي بمغيثكم مما أنتم فيه من العذاب والكرب .

{ تجري من تحتها الأنهار } : أي من تحت قصورها وأشجارها الأنهار الأربعة : الماء واللبن والخمر والعسل .


{ معنى الآيات } :

في هذه الآية عرض سريع للموقف وما بعده من استقرار اهل النار في النار وأهل الجنة في الجنة يقرر مبدأ الوحي والتوحيد والبعث الآخر بأدلة لا ترد ، قال تعالى : { وبرزوا لله جميعاً } أي خرجت البشرية من قبورها مؤمنوها وكافروها صالحوها وفاسدوها { فقال الضعفاء } اي الاتباع { للذين استكبروا } اي الرؤساء والموجهون للناس بما لديهم من قوة وسلطان { إنا كنا لكم تبعاً } أي أتباعاً في عقائدهم وما تدينون به ، { فهل أنتم مغنون عنا من عذاب الله من شيء } ؟ أي فهل يمكنكم ان ترفعوا عنا بعض العذاب بحكم تعيتنا لكم فاجابوهم بما أخبر تعالى به عنهم : { قالوا لة هدانا الله لهديناكم } اعترفوا الان ان الهداية بيد الله واقروا بذلك ، ولكنا ضللنا فاضللناكم { سواء علينا اجزعنا } اليوم { أم صبرنا مالنا من محيص } اي من مخرج من هذا العذاب ولا مهرب ، وهنا يقوم إبليس خطيباً فيهم بما اخبر تعالى عنه بقوله : { وقال الشيطان } اي ابليس عدو بنى آدم { لما قضى الأمر } بأذن اهل الجنة الجنة وادخل اهل النار النار { ان الله وعدكم وعد الحق } بان من آمن وعمل صالحاً مبتعداً عن الشرك والمعاصي ادخله جنته وأكرمه في جواره ، وان من كفر وأشرك وعصى ادخله النار وعذبه عذاب الهون في دار البوار { ووعدكتم } بان الله ووعيده ليس بحق ولا واقع { فاخلفتكم } فيما وعدتكم به ، وكنت في ذلك كاذباً عليكم مغرراً بكم ، { وما كان لي عليكم من سلطان } اي من قوة مادية اكرهتكم على اتباعي ولا معنوية ذات تأثير خارق للعادة اجبرتكم بها على قبول دعوتي { الا أن دعوتكم } اي لكن دعوتكم { فاستجبتم لي } اذا { فلا تلموموني ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم } أي مزيل صراخكم بنا اغثيكم به من نصر وخلاص من هذا العذاب { وما انتم } أيضاً { بمصرخي } ، اي بمغيثي { إني كفرت بما اشركتمون من قبل } اذ كل عابد لغير الله في الواقع هو عابد للشيطان اذ هو الذي زين له ذلك ودعاه اليه ، و { ان الظالمين لهم عذاب اليم } اي المشركين لهم عذاب اليم موجع ، وقوله تعالى : { وادخل الذين آمنوا } اي وادخل الله الذين آمنوا اي صدقوا بالله وبرسوله وبما جاء به رسوله { وعملوا الصالحات } وهي العبادات التي تعبد الله بها عباده فشرعها في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم { جنات } بساتين { تجري من تحتها الأنهار } اي من خلال قصورها وأشجارها انهار الماء واللبن والخمر والعسل { خالدين فيها } لا يخرجون منها ولا يبغون عنها حولاً ، وقوله تعالى : { بإذن ربهم } أي ان ربهم هو الذي اذن لهم بدخولها والبقاء فيها ابداً ، وقوله : { تحيتهم فيها سلام } اي السلام عليكم يحييهم ربهم وتحييهم الملائكة ويحيي بعضهم بعضاً بالسلام وهي كلمة دعاء بالسلامة من كل العاهات والمنغصات وتحية بطلب الحياة الأبدية .


{ هداية الآيات }

{ من هداية الآيات } :

1- بيان ان التقيلد والتبعية لا تكون عذراً لصاحبها عند الله تعالى .

2- بيان ان الشيطان هو المعبود من دون الله تعالى اذ هو الذي دعا الى عبادة غير الله وزينها للناس .

3- تقرير لعلم الله بما لم يكن كيف يكون اذ ما جاء في الايات من حوار لم يكن بعد ولكنه في علم الله كائن كما هو وسوف يكون كما جاء في الآيات لا يختلف منه حرف واحد .

4- وعيد الظالمين بأليم العذاب .

5- العمل لا يدخل الجنة الا بوصفه سبباً لا غير ، والا فدخول الجنة يكون بإذن الله تعالى ورضاه .

يتبع إن شاء الله...



تفسير سورة إبراهيم (14) 2013_110


عدل سابقا من قبل أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn في الأربعاء 09 يونيو 2021, 1:20 am عدل 2 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

تفسير سورة إبراهيم (14) Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة إبراهيم (14)   تفسير سورة إبراهيم (14) Emptyالإثنين 23 فبراير 2015, 5:40 pm

بسم الله الرحمن الرحيم

أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (24) تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (25) وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ (26) يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ (27) أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ (28) جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ (29) وَجَعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ (30)


{ شرح الكلمات } :

{ كلمة طيبة } : هي لا اله الا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم .

{ كشجرة طيبة} : هي النخلة .

{ كشجرة خبيثة } : هي الحنظل .

{ اجتثت } : أي اقتلعت جثتها اي جسمها وذاتها .

{ بالقول الثابت } : هو لا اله الا الله .

{ وفي الآخرة } : اي في القبر فيجيب الملكين هما لا يسألانه عنه حيث يسالانه عن ربه ودينه ونبيه .

{ بدلوا نعمة الله كفراً : أي بدلوا التوحيد والاسلام بالجحود والشرك .

{ دار البوار } : أي جهنم .

{ وجعلوا لله اندادا } : أي شركاء .


{ معنى الايات } :

الآيات في تقرير التوحيد والعبث والجزاء ، قوله تعالى : { ألم تر } أيها الرسول أي ألم تعلم { كيف ضرب الله مثلاً كلمة طيبة } هي كلمة الايمان يقولها المؤمن { كشجرة طيبة } وهي النخلة { أصلها ثابت } في الأرض { وفرعها } عال { في السماء } ، { تؤتي أكلها } تعطي اكلها اي ثمرها الذي يؤكل منها كل حين بلحا وبسراً ومنصفاً ورطباً وتمراً وفي الصباح والمساء { بإذن ربها } أي بقدرته وتسخيره فكلمة الايمان لا اله الا الله محمد رسول الهه تثمر للعبد اعمالاً صالحة كل حين فهي في قلبه والاعمال الصالحة الناتجة عنها ترفع الى الله عز وجل ، وقوله تعالى : { ويضرب الله الامثال لناس لعلهم يتذكرون } أي كما ضرب هذا المثال للمؤمن والكافر في هذا السياق يضرب الامثال للناس مؤمنهم وكافرهم لعلهم يتذكرون اي رجاء ان يتذكروا فيتعظوا فيؤمنوا ويعملوا الصالحات فينجوا من عذاب الله ، وقوله : { ومثل كلمة خبيثة } هي كلمة الكفر في قلب الكافر { كشجرة خبيثة } هي الحنظل مُرة ولا خير فيها ولا اصل لها ثابت ولا فرع لها في السماء { اجتثت } اي اقتلعت واستؤصلت { من فوق الأرض مالها من قرار } اي لاثبات لها ولا تثمر الا ما فيها من مرارة وسوء طعم بركة وقوله تعالى : { يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة } هذا وعد الله تعالى لعباده المؤمنين الصادقين بانه يثبتهم على الايمان مهما كانت الفتن والمحن حتى يموتوا على الايمان { وفي الآخرة } أي في القبر اذ هو عتبة الدار الآخرة عندما يسألهم الملكان عن الله وعن الدين والنبي من بك ؟ ما دينك ؟ من نبيك ؟ فيثبتهم بالقول الثابت وهو الايمان واصله لا اله الا الل محمد رسول الله والعمل الصالح الذي هو الاسلام وقوله تعالى : { ويضل الله الظالمين } مقابل هداية المؤمنين فلا يوقفهم للقول الثابت حتى يموتوا فيهلكوا على الكفر ويخسروا ، ذلك لإصرارهم على الشرك ودعوتهم اليه وظلم المؤمنين وأذيتهم من اجل ايمانهم ، وقوله تعالى : { ويفعل الله ما يشاء } تقرير لارادته الحرة فهو عز وجل يثبت من يشاء ويضل من يشاء فلا اعتراض عليه ولا نكير مع العلم انه يهدي ويضل بحكم عالية تجعل هدايته كاضلاله رحمة وعدلاً .

وقوله تعالى : { ألم تر } اي الم ينته الى عملك ايها الرسول { الى الذين بدلوا نعمة الله } التي هي الاسلام الذي جاءهم به رسول الله بما فيه من الهدى والخير فكذبوا رسول الله وكذبوا بما جاء به ورضوا بالكفر وأنزلوا بذلك قومهم الذين يحثونهم على الكفر ويشجعونهم على التكذيب انزلوهم { دار البوار } فهلك من هلك في بدر كافراً الى جهنم ، ودار البوار هي جهنم يصلونها اي يحترقون بحرها ولهيبها { وبئس القرار } أي المقر الذي أحلوا قومهم فيه ، وقوله تعالى : { وجعلوا لله انداداً ليضلوا عن سبيله } اي جعل اولئك الذين بدلوا نعمة الله كفراً وهو كفار مكة لله انداداً اي شركاء عبدوها وهي اللات والعزى وهبل ومناة ، وغيرها من آلهتهم الباطلة ، جعلوا هذه الأنداد ودعوا الى عبادتها ليضلوا ويضلوا غيرهم عن سبيل الله التي هي الاسلام الموصل الى رضا الله تعالى وجواره الكريم ، وقوله تعالى : { قل تمتعوا } أي بما أنتم فيه من متاع الحياة الدنيا { فإن مصيركم } اي نهاية امركم { الى النار } حيث تصبرون اليه بعد موتكم ان اصررتم على الشرك والكفر حتى متم على ذلك .


هداية الايات

من هداية الآيات :

1- استحسان ضرب الأمثال لتقريب المعاني الى الاذهان .

2- المقارنة بين الايمان والكفر ، وكلمة التوحيد وكلمة الكفر وما يثمره كل واحد من هذه الأصناف من خير وشر .

3- بشري المؤمن بتثبيت الله تعالى له على إيمانه حتى يموت مؤمناً وبالنجاة من عذاب القبر حيث يجيب منكراً ونكيراً على سؤالهما إياه بتثبيت الله تعالى له .

4- الأمر في قوله تعالى تمتعوا ليس للإباحة ولا للوجوب وإنما هو للتهديد والوعيد .


قُلْ لِعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خِلَالٌ (31) اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهَارَ (32) وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ (33) وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ (34)


{ شرح الكلمات } :

{ لا بيع فيه ولا خلال } : هذا هو يوم القيامة لا بيع فيه ولا فداء ولا مخالة تنفع ولا صداقة .

{ الفلك } : اي السفن فلفظ الفلك دال على متعدد ويذكر ويؤنث .

{ دائبين } : جاريين في فلكهما لا يفتران أبداً حتى نهاية الحياة الدنيا .

{ لظلوم كفار } : كثير الظلم لنفسه ولغيره ، كفار عظيم الكفر هذا ما لم يؤمن ويهتد فإن آمن واهتدى سلب هذا الوصف منه .


{ معنى الايات } :

لما امر الله تعالى رسوله ان يقول لأولئك الذين بدلوا نعمة الله كفراً { قل تمتعوا فإن مصيركم الى النار } أمر رسوله أيضاً ان يقول للمؤمنين . . يقيموا الصلاة وينفقوا من اموالهم سراً وعلانية ليتقوا ذلك العذاب يوم القيامة الذي توعد به الكافرون فقال : { قل لعبادي الذين آمنوا يقيموا الصلاة } اي يؤدوها على الوجه الذي شرعت عليه فيتموا ركوعوها وسجودها ويؤدوها في اوقاتها المعنية وفي جماعة وعلى طهارة كاملة مستقبلين بها القبلة حتى تثمر لهم زكاة انفسهم وطهارة ارواحهم { وينفعوا } ويوالوا الانفاق في كل الاحيان { سراً وعلانية } ، { من قبل ان يأتي يوم } وهو يوم القيامة { لا بيع فيه ولا خلال } لا شراء فيحصل المرء على ما يفدي به نفسه من طريق البيع ، ولا خلة اي صداقة تنفعه ولا شفاعة الا باذن الله تعالى .

وقوله تعالى { الله الذي خلق السماوات والأرض } اي انشاهما وابتدأ خلقهما { وانزل من السماء ماء } هو ماء الأمطار { فأخرج به من الثمرات } والحبوب { رزقاً لكم } تعيشون به وتتم حياتكم عليه { وسخر لكم الفلك } اي السفن { لتجري في البحر بأمره } اي بإذنه وتشخيره تحملون عليها البضائع والسلع من اقيلم الى اقليم وتركبونها كذلك { وسخر لكم الانهار } الجارية بالمياه العذبة لتشربوا وتستقوا مزارعكم وحقولكم { وسخر لكم الشمس والقمر دائبين } لا يفترن ابدأ في جربهما وتنقلهما في بروجهما لمنافعكم التي لا تتم الا على ضوء الشمس وحرارتها ونور القمر وتنقله في منازله { وسخر لكم الليل والنهار } الليل لتسكنوا فيه وتستريحوا والنهار لتعملوا فيه وتكسبوا ارزاقكم { وآتاكم من كل ما سألتموه } مما انتم في حاجة إليه لقوام حياتكم ، هذا هو الله المستحق لعبادتكم رغبة فيه ووهبة منه ، هذا هو المعبود الحق الذي يجب ان يعبد وحده لا شريك له وليس الك الاصنام والاوثان التي تعبدونها وتدعون الى عبادتها حتى حملكم ذلك على الكفر والعناد بل والظلم والشر والفساد .

وقوله تعالى { وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها } اي بعد ان عدد الكثير من نعمة اخبر انه لا يمكن للانسان ان يعد نعم الله عليه ولا ان يحصيها عداً بحال من الاحوال ، وقرر حقيقة في آخر هذه الموعظة والذكرى وهي ان الانسان اذا حرم الايمان والهداية الربانية ( ظلوم ) اي كثير الظلم كفور كثير الكفر عظيمة ، والعياذ بالله تعالى من ذلك .


هداية الآيات

من هداية الايات :

1- وجوب إقام الصلاة وإيتاء الزكاة والاكثار من الصدقات لاتقاء عذاب النار .

2- جواز صدقة العلن كصدقة السر وان كانت الاخيرة افضل .

3- التعريف بالله عز وجل اذ معرفة الله تعالى هي التي تثمر الخشية منه تعالى .

4- وجوب عبادة الله تعالى وبطلان عبادة غيره .

5- وصف الانسان بالظلم والكفر وشدتهما ما لم يؤمن ويستقيم على منهج الاسلام .


وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ (35) رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (36) رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ (37) رَبَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ وَمَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ (38) الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ (39) رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ (40) رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ (41) 


{ شرح الكلمات } :

{ هذا البلد آمنا } : أي اجعل مكة بلداً آمناً يأمن كل من دخله .

{ واجنبيني } : بعدني .

{ أن نعبد الأصنام } : عن أن نعبد الأصنام .

{ اضللن كثيراً من الناس } : أي بعبادتهم لها .

{ من تبعني فإنه مني } : أي من اتبعني على التوحيد فهو من اهل بيتي .

{ من ذريتي } : أي من بعض ذريتي وهو إسماعيل عليه السلام وأمه هاجر .

{ بواد غير ذي زرع } : أي مكة اذ لا مزارع فيها ولا حولها يومئذ .

{ تهوي إليهم } : تحن اليهم وتميل رغبة في الحجو والعمرة .

{ على الكبر إسماعيل واسحق } : أي مع الكبر إذ كانت سنه يومئذ تسعاً وتسعين سنة وولد له إسحق وسنه مائة واثنتا عشرة سنة .

{ ولوالدي } : هذا قبل أن يعرف موت والده على الشرك .

{ يوم يقوم الحساب } : أي يوم يقوم الناس للحساب .


معنى الآيات :

ما زال السياق في تقرير التوحيد والنبوة والبعث والجزاء وقد تضمنت هذه الآيات ذلك ، فقوله تعالى : { وإذ قال إبراهيم } أي أذكر إذ قال إبراهيم فكيف يذكر ما لم يوح الله تعالى إليه بذلك ففسر هذا نبوة الله ونزل الوحي إليه ، وقوله : { رب اجعل هذا البلد آمنا } أي ذا فيأمن من دخله على نفسه وماله والمراد من البلد مكة .

وقوله : { واجنبني وبني ان نعبد الأصنام } فيه تقرير للتوحيد الذي هو عبادة الله وحده ومعنى اجنبني أبعدني أنا وأولادي وأحفادي وقد استجاب الله تعالى له فلم يكن في أولاده وأولاد اولاده مشرك ، وقوله : { رب إنهن أظللنن كثيراً من الناس } تعليل لسؤاله ربه أن يجنبه وبنيه عبادتها ، واضلال الناس كان بعبادتهم لها فضلوا في أودية الشرك ، وقوله : { فمن تبعني } أي من اولادي { فإنه مني } أي على ملتي وديني ، { ومن عصاني } فلم يتبعني على ملة الاسلام ان تعذبه فذاك وان تغفر له ولم تعذبه ( فإنك غفور رحيم ) ، وقوله : ( ربنا إني اسكنت من ذريتي ) أي من بعض ذريتي وهو اسماعيل مع امه هاجر ( بواد غير ذي زرع ) هو مكة اذ ليس فيها ولا حولها زراعة يومئذ والى آماد بعيدة وأزمنة عديدة ( عند بيتك المحرم ) قال هذا بإعلام من الله تعالى له انه سيكون له بيت في هذ الوادي ومعنى المحرم أي الحرام وقد حرمته تعالى فمكة حرام الى يوم القيامة لا يصاد صيدها ولا يختلي خلاها ولا تسفك فيها دماء ولا يحل فيها قتال ، وقوله : ( ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوى إليهم ) هذا دعاء بان ييسر الله تعالى عيش سكان مكة ليعبدوا الله تعالى فيها بإقام الصلاة ، فإن قلوب بعض الناس عندما تهفوا الى مكة وتميل الى الحج والعمرة تكون سبباً في نقل الأرزاق والخيرات الى مكة ، وقوله : ( وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون ) دعاء آخر بأن يرزق الله بنيه من الثمرات ليشكروا الله تعالى على ذلك فوجود الأرزاق والثمرات موجبة للشكر ، إذ النعم تقتضي شكراً ، وقوله : ( ربنا إنك تعلم ما نخفي وما نعلن وما يخفى على الله من شيء في الارض ولا في السماء ) اراد به أم ما سأل إنما سأل إنما هو من باب إظهار العبودية لله والتخشع لعظمته والتذلل لعزته والافتقار الى ما عنده ، وإلا فالله اعلم بحاله وما يصلحه هو وبنيه ، وما هم في حاجة إليه لأنه تعالى يعلم كل شيء ولا يخفى عنه شيء في الارض ولا في السماء . .

وقوله : ( الحمد الله الذي وهب لي على الكبر إسماعيل واسحق على كبر سنه ، والاعلام بان الله تعالى سميع دعاء من يدعوه وينيب اليه ، وقوله : ( رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ) أيضاً من يقيم الصلاة ، لان الصلاة هي علة الحياة إذ هي الذكر والشكر فمتى أقام العبد الصلاة فأداها بشروطها وأركانها كان من الذاكرين الشاكرين ، ومتى تركها العبد كان من الناسين الغافلين وكان من الكافرين ، وأخيراً ألح على ربه في قبول دعائه وسأل المغفرة له ولوالديه وللمؤمنين يوم يقوم الناس للحساب وذلك يوم القيامة .


{ هداية الايات } :

{ من هداية الآيات } :

1- فضل مكة وشرفها وأنها حرم آمن من أي ذو أمن .

2- الخوف من الشرك لخطره وسؤال الله تعالى الحفظ من ذلك .

3- علاقة الايمان والتوحيد اولى من علاقة الرحم والنسب .

4- اهمية إقام الصلاة وان من لم يرد ان يصلي لا حق له في الغذاء ولذا يعدم ان أصر على ترك الصلاة .

5- بيان استجابة دعاء إبراهيم عليه السلام فيما سأل ربه تعالى فيه .

6- وجوب حمد الله وشكره على ما ينعم به على عبده .

7- مشروعية الاستغفار للنفس وللمؤمنين والمؤمنات .

8- تقرير عقيدة البعث والحساب والجزاء .


وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ (42) مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ (43) وَأَنْذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ مَا لَكُمْ مِنْ زَوَالٍ (44) وَسَكَنْتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الْأَمْثَالَ (45) وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ (46) 


{ شرح الكلمات } :

{ عما يعمل الظالمون } : أي المشركون من اهل مكة وغيرهم .

{ ليوم تشخص فيه الأبصار } : أي تنفتح فلا تغمض لشدة ما ترى من الأهوال .

{ مهطعين مقنعي رؤوسهم } : أي مسرعين الى الداعي الذي دعاهم الى الحشر ، رافعي رؤوسهم .

{ وأفئدتهم هواء } : أي فارغة من العقل لشدة الخوف والفزع .

{ نجب دعوتك } : أي على لسان رسولك فنعبدك ونوحدك ونتبع الرسل .

{ ما لكم من زوال } : أي عن الدنيا الى الآخرة .

{ وقد مكروا مكرهم } : أي مكرت قريش بالنبي صلى الله عليه وسلم حيث أرادوا قتله او حبسه أو نفيه .

{ وإن كان مكرهم لتزول منه } : أي لم يكن مكرهم بالذي تزول منه الجبال فإنه تافه { الجبال } : لا قيمة له فلا تعبأ به ولا تلتفت اليه .


معنى الآيات : 

في هذا السياق الكريم تقوية رسول الله صلى الله عليه وسلم وحمله على الصبر ليواصل دعوته الى ربه الى ان ينصرها الله تعالى وتبلغ المدى المحدد لها والأيام كانت صعبة على رسول الله وأصحابه لتكالب المشركين على أذاهم ، وازدياد ظلمهم لهم فقال تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم : { ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون } من قومك انه ان لم ينزل بهم نقمة ولم يحل بهم عذابه إنما يريد ان يؤخرهم { ليوم تشخص فيه الابصار } أي تنفتح فلا تغمض ولا تطرف لشدة الأهوال وصعوبة الأحوال ، { مهطعين } أي مسرعين { مقنعي رؤوسهم } اي حال كونهم مهطعين مقنعي رؤوسهم أي رافعين رؤوسهم مسرعين للداعي الذي دعاهم الى المحشر ، قال تعالى : { واستمع يوم يناد المنادي من مكان قريب } { لا يرتد إليهم طرفهم } أي لا تغمض أعينهم من الخوف { وأفئدتهم } أي قلوبهم { هواء } أي فارغة من الوعي والادراك لما اصابها من الفزع والخوف ثم امر تعالى رسوله في الآية ( 44 ) بإنذار الناس مخوفاً لهم من عاقبة امرهم اذ استمروا على الشرك بالله والكفر برسوله وشرعه ، { يوم يأتيهم العذاب فيقول الذين ظلموا } أي أشركوا بربهم ، وآذوا عباده المؤمنين ( ربنا أخرنا الى أجل قريب ) أي يطلبون الإنظار والإمهال { نجب دعوتك } أي نوحدك ونطيعك ونطيع رسولك ، فيقال لهم : توبيخاً وتقريعاً وتكذيباً لهم : { أو لم تكونوا اقسمتم } أي حلفتم { من قبل ما لكم من زوال } اي أطلبتم الآن التأخير ولم تطلبوه عندما قلتم ما لنا من زوال ولا ارتحال من الدنيا الى الآخرة ، { وسكنتم في مساكن الذين ظلموا أنفسهم } بالشرك والمعاصي { وتبين لكم } أي عرفتم { كيف فعلنا بهم } أي بإهلاكنا لهم وضربنا لكم الأمثال في كتبنا وعلى ألسنة فيوبخون هذا التوبيخ ولا يجابون لطلبهم ويقذفون في الجحيم ، وقوله تعالى : { وقد مكروا مكرهم } أي وقد مكر كفار قريش برسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قرروا حبسه مغالاً في السجن حتى الموت او قتله ، أو نفيه وعزموا على القتل ولم يستطيعوه { وعند الله مكرهم } أي علمه ما أرادوا به ، وجزاؤهم عليه ، وقوله : { وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال } أي ولم يكن مكرهم لتزول منه الجبال فإنه تافه لا وزن ولا اعتبار فلا تحفل به أيها الرسول ولا تلتفت ، فإنه لا يحدث منه شيء ، وفعلاً قد خابوا فيه أشد الخيبة .


هداية الآيات :

من هداية الآيات :

1- تأخير العذاب عن الظلمة في كل زمان ومكان لم يكن غفلة عنهم ، وإنما هو تأخيرهم الى يوم القيامة او الى ان يحين الوقت المحدد لأخذهم .

2- بيان أهوال يوم القيامة وصعوبة الموقف فيه حتى يتمنى الظالمون الرجوع الى الدنيا ليؤمنوا ويطيعوا ويوحدوا ربهم في عبادته .

3- التنديد بالظلم وبيان عقاب الظالمين بذكر أحوالهم .

4- تقرير جريمة قريش في ائتمارها على قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم .


فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ (47) يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ (48) وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ (49) سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّارُ (50) لِيَجْزِيَ اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (51) هَذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ (52)


{ شرح الكلمات } :

{ إن الله عزيز } : أي غالب لا يحال بينه وبين مراده بحال من الأحوال .

{ ذو انتقام } : أي صاحب انتقام ممن عصاه وعصى رسوله .

{ يوم تبدل الأرض } : أي اذكر يا رسولنا للظالمين يوم تبدل الأرض .

{ وبرزوا لله } : أي خرجوا من القبور لله ليحاسبهم ويجزيهم .

{ مقرنين } : أي مشدودة أيديهم وأرجلهم الى رقابهم .

{ في الأصفاد } : الأصفاد جمع صفد وهو الوثائق من حبل وغيره .

{ سرابيلهم } : أي قمصهم التي يلبسونها من قطران .

{ أولوا الألباب } : أصحاب العقول .


معنى الآيات :

ما زال السياق في تسلية الرسول صلى الله عليه وسلم والمؤمنين وهم يعانون من صلف المشركين وظلمهم وطغيانهم فيقول تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم : { فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله } إنه كما لم يخلف رسلة الأولين لا يخلفك أنت ، إنه لا بد منجز لك ما وعدك من النصر على أعدائك فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل ولا تسعجل لهم . { إن الله عزيز } أي غالب لا يغلب على أمره ما يريده لا بد واقع { ذو انتقام } شديد ممن عصاه وتمرد على طاعته وحارب اولياءه ، واذكر { يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات } كذلك { وبرزوا } أي ظهروا بعد خروجهم من قبورهم في طريقهم الى المحشر إجابة منهم لدعوة الداعي وقد برزوا { لله والواحد القهار } ، و { ترى المجرمين يومئذ } يا رسولنا تراهم { مقرنين في الاصفاد } مشدودة أيديهم وأرجلهم الى اعناقهم ، هؤلاء المجرمون اليوم بالشرك والظلم والشر والفساد اجرموا على انفسهم أولاً ثم على غيرهم ثانياً سواء ممن ظلموهم وآذوهم أو منن دعوهم الى الشرك وحملوهم عليه ، الجميع قد اجرمو في حقهم ، { سرابيلهم } قمصانهم التي على أجسامهم { من قَطران } وهو ما تدهن به الإبل : مادة سوداء محرفة للجسم أو من نحاس إذ قُريء من قِطرٍآن أي من نحاس أحمي عليه حتى بلغ المنتهى في الحرارة { وتغشى وجوهم النار } أي وتغطي وجوهم النار بلهبها ، هؤلاء هم المجرمون في الدنيا بالشرك والمعاصي ، وذها هو جزاؤهم يوم القيامة ، فعل تعالى هذا بهم { ليجزي الله كل نفس بما كسبت ان الله سريع الحساب } فما بين إن وجدوا في الدنيا ان انتهوا الى نار جهنم واستقروا في أتون جحيمها الا كمن دخل مع باب وخرج مع آخر ، وأخيراً يقول تعالى : { هذا بلاغ للناس ولينذروا به وليعلموا أنما هو اله واحد وليذكروا أولوا الألباب } اي هذا القرآن بلاغ للناس من رب الناس قد بلغه إليهم رسول رب الناس { ولينذروا به } أي بما فيه من العظات والعبر والعرض الألوان العذاب وصنوف الشقاء لأهل الإجرام والشر والفساد ، { وليعلموا } أي بما فيه من الحجج والدلائل والبراهين { أنما هو إله واحد } أي معبود واحد لا ثاني له وهو الله جل جلاله ، فلا يعبدوا معه غيره إذ هو وحده الرب والإله الحق ، وما عداه فباطل ، { وليذكر اولوا الألباب } أي وليتعظ بهذا القرآن أصحاب العقول المدركة الواعية فيعلموا على إنجاء انفسهم من غضب الله وعذابه ، وليفوزوا برحمته ورضوانه .


هداية الآيات

من هداية الآيات :

1- بيان صدق وعد الله من وعدهم من رسله واوليائه .

2- بيان أحوال المجرمين في العرض وفي جهنم .

3- بيان العلة في المعاد الآخر وهو الجزاء على الكسب في الدنيا .

4- قوله تعالى في آخر آية من هذه السورة : ( هذا بلاغ للناس ولينذروا به وليعلموا أنما هو إله واحد وليذكر أولوا الألباب ) هذه الآية صالحة لأن تكون عنواناً للقرآن الكريم إذ دلت على مضمونة كلاملاً مع وجازة اللفظ وجمال العبارة ، والحمد لله اولاً وآخراً .



تفسير سورة إبراهيم (14) 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
تفسير سورة إبراهيم (14)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» سورة إبراهيم
» (14) سورة إبراهيم
» سورة إبراهيم
» سورة إبراهيم
» سورة إبراهيم الآيات من 31-35

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: مجمـــوعــة تفاســـــير :: أيســـر التفاســــير-
انتقل الى: