رحمة الحيوان في الإسلام
تأليف الأستاذ/ منير عرفة
https://www.facebook.com/monir
تمھل أيھا الراجى وأنصت
فكـــــــم لله فى الناس بقايا
ولا تأخــــــذ ببادرة الأمور
فكم قالوا فـى زواياھا خبايا
مقدمة:
الحمد الله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين، والمبعوث رحمة للعالمين، سيدنا ومولانا محمد صلى االله عليه وسلم، وبعد.
فقد آلمنى أن بعض الدول الأوربية قد منعت تصدير البھائم إلى دول إسلامية، وذلك لرؤيتھم فيديو لبعض الجزارين وھم يعاملون الحيوان قبل ذبحه بكل قسوة وعنف.
وقد زعموا أن الإسلام يدعو أتباعه للتعامل بوحشية مع الحيوان.
فھالنى أن يُلصق ذلك بالإسلام .
لذا جمعت ھذا الكتاب المختصر ليكون رسالة إلى كل إنسان على وجه الأرض -مسلمًا كان أو غير مسلم- ليرى كيف جاء الإسلام ليكون رحمة بجميع الكائنات.
فقد أمر الاسلام بمعاملة الحيوان معاملة ترقى على ما يفعله المسلمون اليوم.
كما ترقى على كل ما وصلت إليه الإنسانية حتى فى تلك الدول التى تدعى التعامل الرحيم مع ھذه الكائنات -فى الظاھر- إلا إنه عند الفحص والتأمل نجدھا تقوم ليل نھار على الصيد الجائر، وعلى تدمير موطن ھذه الكائنات مثل قطع الغابات الذى يؤدى إلى انقراض واختفاء ألاف الأنواع من النباتات والحيوانات على حد سواء.
فضلا عن التلوث الضخم الذى يقضى على ھذه الكائنات.
والعجب أنھم فى ھذه الدول وھم يدمرون ھذه الحيوانات بھذا الكم الهائل الذى يفوق ما أحدثته البشرية على طول عمرھا تتسلط الكاميرات على حالات فردية لكلب أو قطة مظھرين الرحمة بھذه الكائنات!!!
وقد حرصت فى ھذا الكتاب أن أترك النصوص من الكتاب والسنة ھى التى تتكلم، ولم أخرج عن ذلك إلا فيما ندر.
صحيح أن واقع بعض المسلمين وسلوكياتھم تخالف تعاليم وھدى الإسلام، ليس فى رعاية الحيوان فقط بل فى كثير من الأمور الأخرى.
لكن معظم المسلمين وغالبھم لا يرضى عن ھذه التصرفات الشاذة التى توجد فى كل أمة وليس فقط فى المسلمين.
ھذا، واالله أسأل أن ينفعنى بھذا العمل فى الدنيا والآخرة، وأن يجعله حجة لنا لا علينا.
باب بعض أسماء السور القرآنية:
البقرة والأنعام والنحل والنمل والعنكبوت والعاديات والفيل.
باب بعض أسماء الحيوانات التى وردت فى القرآن الكريم:
البغل، البقرة، البعير، البعوضة، الجمل، الجراد، الحية، الخنزير، الذئب، الذباب، السبع، الضأن، الضفادع، الطير، العجل، العنكبوت، الغراب، الغنم، الفيل، القمل، الكلب، الماعز، النعجة، الناقة، النحل، النمل، الھدھد.
باب الحيوانات مع أنبياء االله والصالحين:
ناقة صالح، حوت يونس، غنم وطير داود، جياد وھدھد ونمل سليمان، طير إبراھيم، حمار الرجل الصالح العُزير، كلب أصحاب الكھف، وغُراب ابنىّ آدم.
عَنْ أَبِي ھُرَيْرَةَ رَضِيَ االلهَّ عَنْه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى االلهَّ عَلَيْه وَسَلَّمَ قَالَ: (مَا بَعَثَ االلهَّ نَبِياً إِلاَّ رَعَى الْغَنَمَ فَقَالَ أَصْحَابُه وَأَنْتَ فَقَالَ نَعَمْ كُنْتُ أَرْعَاھَا عَلَى قَرَارِيطَ لأِھْلِ مَكَّةَ).
باب ناقة النبى القصواء وحماراه يعفور وعفير:
قَالَ ابْنُ عُمَرَ أَرْدَفَ النَّبِيُّ صَلَّى االله عَلَيْه وَسَلَّمَ أُسَامَةَ عَلَى الْقَصْوَاءِ.
وَقَالَ الْمِسْوَرُ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى االله عَلَيْه وَسَلَّمَ (مَا خَلأَتْ الْقَصْوَاءُ).
قال ابن حجر فتح البارى فى سياق الأثر السابق: القصواء والعضباء اسم لناقة واحدة.
عَنْ مُعَاذٍ رَضِيَ االله عَنْه قَالَ كُنْتُ رِدْفَ النَّبِيِّ صَلَّى االله عَلَيْه وَسَلَّمَ عَلَى حِمَارٍ يُقَالُ لَه عُفَيْرٌ فَقَالَ يَا مُعَاذُ ھَلْ تَدْرِي حَقَّ االله عَلَى عِبَادِهِ وَمَا حَقُّ الْعِبَادِ عَلَى االله قُلْتُ االله وَرَسُولُه أَعْلَمُ قَالَ فَإِنَّ حَقَّ االله عَلَى الْعِبَادِ أَنْ يَعْبُدُوهُ وَلاَ يُشْرِكُوا بِه شَيْئًا وَحَقَّ الْعِبَادِ عَلَى االله أَنْ لاَ يُعَذِّبَ مَنْ لاَ يُشْرِكُ بِه شَيْئًا فَقُلْتُ يَا رَسُولَ االلهَّ أَفَلاَ أُبَشِّرُ بِه النَّاسَ قَالَ لاَ تُبَشِّرْھُمْ فَيَتَّكِلُوا.
* قال الحافظ الدمياطى: عفير أھداه المقوقس، ويعفور أھداه فروة بن عمرو.
باب خلق االله وإعجازه :
قال تعالى: (وَالأْنْعَامَ خَلَقَھَا لَكُمْ فِيھَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْھَا تَأْكُلُونَ * وَلَكُمْ فِيھَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ * وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيه إِلاَّ بِشِقِّ الأْنْفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ * وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوھَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ).
وقال تعالى: (يَا أَيُّھَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَه إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ االله لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَه وَإِنْ يَسْلُبْھُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لاَ يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْه ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ).
وقال تعالى: (أَفَلاَ يَنْظُرُونَ إِلَى الإْبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ).
باب التفكر فى تسخيرھا:
قال تعالى: (وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاھَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ االله لَكُمْ فِيھَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ االله عَلَيْھَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُھَا فَكُلُوا مِنْھَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاھَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ * لَنْ يَنَالَ االله لُحُومُھَا وَلاَ دِمَاؤُھَا وَلَكِنْ يَنَالُه التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَھَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا االله عَلَى مَا ھَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ).
وقال تعالى: ( لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُھُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْه وَتَقُولُوا سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا ھَذَا وَمَا كُنَّا لَه مُقْرِنِينَ).
وقال تعالى: (وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيه إِلاَّ بِشِقِّ الأْنْفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ * وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوھَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ).
عن أبى ھريرة أن رَسُولُ االله صَلَّى االله عَلَيْه وَسَلَّمَ قال: (إِيَّاكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا ظُھُورَ دَوَابِّكُمْ مَنَابِرَ، فَإِنَّ االله عَزَّ وَجَلَّ سَخَّرَھَا لَكُمْ لَتُبَلِّغُكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيه إِلاَّ بِشِقِّ الأْنْفُسِ وَجَعَلَ لَكُمُ الأْرْضَ فَعَلَيْھَا فَاقْضُوا حَاجَتَكُمْ).
عَنْ سَھْلِ بْنِ مُعَاذٍ، عَنْ أَبِيه قَالَ: قَالَ رَسُولُ االله صَلَّى االله عَلَيْه وَسَلَّمَ: (ارْكَبُوا ھَذِهِ الدَّوَابَّ سَالِمَةً وَايْتَدِعُوھَا سَالِمَةً وَلا تَتَّخِذُوھَا كَرَاسِيَّ).
ايتدعوھا تعني اتركوھا ورفھوا عنھا.
قال صَلَّى االله عَلَيْه وَسَلَّمَ: (اتَّقُوا االله فِي ھَذِهِ الْبَھَائِمِ الْمُعْجَمَةِ، ارْكَبُوھَا صَالِحَةً، وَكُلُوھَا صَالِحَةً).
وللحديث قصة أنه صلى االله عليه وسلم مر ببعير مناخ على باب المسجد من أول النھار، ثم مر به آخر النھار وھو على حاله حتى قد لحق ظھره ببطنه فقال ھذا الحديث.
باب النھى عن تسخيرھا فى غير ما خُلقت له:
عَنْ أَبِي ھُرَيْرَةَ أنَّ رَسُولُ االلهَّ صَلَّى االله عَلَيْه وَسَلَّمَ قَالَ: (بَيْنَا رَجُلٌ يَسُوقُ بَقَرَةً إِذْ رَكِبَھَا فَضَرَبَھَا، قَالَتْ: إِنَّا لَمْ نُخْلَقْ لِھَذَا، إِنَّمَا خُلِقْنَا لِلْحِرَاثَة).
عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ الْھُذَلِيِّ، عَنْ أَبِيه، قَالَ: (نَھَى رَسُولُ االله صَلَّى االله عَلَيْه وَسَلَّمَ عَنْ جُلُودِ السِّبَاعِ أَنْ تُفْرَشَ.
باب التفكر فى ما ينتج منھا:
قال تعالى: (وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأْنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِه مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ).
وقال تعالى: (وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ . ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِھَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُه فِيه شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآَيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ).
وقال تعالى: (وَاالله جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَنًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الأْنْعَامِ بُيُوتًا تَسْتَخِفُّونَھَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ وَمِنْ أَصْوَافِھَا وَأَوْبَارِھَا وَأَشْعَارِھَا أَثَاثًا وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ).
باب الحيوانات نعمة تستوجب الحمد:
قال تعالى: (وَالَّذِي خَلَقَ الأْزْوَاجَ كُلَّھَا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ وَالأْنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ . لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُھُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْه وَتَقُولُوا سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا ھَذَا وَمَا
كُنَّا لَه مُقْرِنِينَ . وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ).
قال تعالى: (فَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ االله حَلاَلاً طَيِّبًا وَاشْكُرُوا نِعْمَةَ االله إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ . إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُھِلَّ لِغَيْرِ االله بِھِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَإِنَّ االله غَفُورٌ رَحِيمٌ).
باب تسبيح الكائنات الله تعالى:
قال تعالى: (تُسَبِّحُ لَه السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالأْرْضُ وَمَنْ فِيھِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لاَ تَفْقَھُونَ تَسْبِيحَھُمْ إِنَّه كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا).
عن أَبي ھُرَيْرَةَ -رضي االله عنه- قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ االله -صلى االله عليه وسلم- يَقُولُ: (قَرَصَتْ نَمْلَةٌ نَبِيا مِنَ الأَنْبِيَاءِ، فَأَمَرَ بِقَرْيَةِ النَّمْلِ فَأُحْرِقَتْ، فَأَوْحَى االله إِلَيْه أَنْ قَرَصَتْكَ نَمْلَةٌ أَحْرَقْتَ أُمَّةً مِنَ الأُمَمِ تُسَبِّحُ).
باب أمم أمثالكم:
قال تعالى: (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأْرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْه إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّھِمْ يُحْشَرُونَ).
قال تعالى: (وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالأْرْضَ وَمَا بَيْنَھُمَا لاَعِبِينَ).
عَنْ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ عَنْ عَبْدِ االله بْنِ مُغَفَّلٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ االله صَلَّى االله عَلَيْه وَسَلَّمَ: (لَوْلاَ أَنَّ الْكِلاَبَ أُمَّةٌ مِنْ الأْمَمِ لأَمَرْتُ بِقَتْلِھَا).
قال النووي: أجمعوا على قتل العقور، واختلفوا فيما لا ضرر فيه، قال إمام الحرمين: أمر النبي صلى االله عليه وسلم بقتلھا كلھا ثم نسخ ذلك إلا الأسود البھيم، ثم استقر الشرع على النھي عن قتل جميع الكلاب حيث لا ضرر فيھا حتى الأسود البھيم انتھى.
عن أَبي ھُرَيْرَةَ -رضي االله عنه- قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ االله -صلى االله عليه وسلم- يَقُولُ: قَرَصَتْ نَمْلَةٌ نَبِيا مِنَ الأَنْبِيَاءِ، فَأَمَرَ بِقَرْيَةِ النَّمْلِ فَأُحْرِقَتْ، فَأَوْحَى االله إِلَيْه أَنْ قَرَصَتْكَ نَمْلَةٌ أَحْرَقْتَ أُمَّةً مِنَ الأُمَمِ تُسَبِّحُ).
باب المحافظة عليھا من مواضع التھلكة:
عَنْ عَبْدِ االله بْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى االله عَلَيه وَسَلَّمَ أَنَّه قَالَ: (أَلا كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِه).
وعن عمر بن الخطاب رضى االله عنه أنه قال: (لو ماتت شاة على شط الفرات ضائعة لظننت أن االله تعالى سائلي عنھا يوم القيامة).
باب المحافظة عليھا حال الغزو والفتوحات:
روى محمد بن عمر الأسلمي في مغازيه عن عبد االله بن أبي بكر بن حزم رضي االله تعالى عنه قال: (لما سار رسول االله صلى االله عليه وسلم من العرج في فتح مكة رأى كلبة تھرّ على أولادھا وھن حولھا يرضعنھا، فأمر رجلاً من أصحابه يقال له جعيل بن سراقة أن يقوم حذاءھا، لا يعرض أحد من الجيش لھا، ولا لأولادھا).
وباستقراء الأحاديث الشريفة اتفق علماء الإسلام إلى أنَّه لا يُقتل راھب فى صومعة ولا شيخ ولا صبى ولا امرأة ولا عامل ما دام ھؤلاء لم يشتركوا فى الحرب، ولا يُقْطَعُ شجر ولا يُخَرَّبُ عامر، ولا يُؤْذَى حيوان، ولا يُحْرَقُ زرع.
ومَن يُخالف ذلك من المسلمين فقد خالف تعاليم الإسلام الواضحة، ويُحاسب عن ذلك.
باب التوازن فى خلق الكائنات:
قال تعالى: (إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ).
قال تعالى: (فَأَوْحَيْنَا إِلَيْه أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا فَإِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ فَاسْلُكْ فِيھَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَھْلَكَ إِلاَّ مَنْ سَبَقَ عَلَيْه الْقَوْلُ مِنْھُمْ وَلاَ تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّھُمْ مُغْرَقُونَ).
قال تعالى: (وَالأْرْضَ مَدَدْنَاھَا وَأَلْقَيْنَا فِيھَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيھَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ . وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيھَا مَعَايِشَ وَمَنْ لَسْتُمْ لَه بِرَازِقِينَ).
قال تعالى: (وَالسَّمَاءَ رَفَعَھَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ . أَلاَّ تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ . وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلاَ تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ).
باب المحميات الطبيعية:
قال تعالى: (وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُمًا).
عَنْ عَبْدِ االله بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ االله عَنْھُمَا قَالَ قَالَ رَسُولُ االله صَلَّى االله عَلَيْه وَسَلَّمَ -يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ عن ھذا البلد الأمين مكة: (فَھُوَ حَرَامٌ بِحُرْمَةِ االله إلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ . لاَ يُعْضَدُ شَوْكُه ، وَلاَ يُنَفَّرُ صَيْدُهُ ، وَلاَ يَلْتَقِطُ لُقْطَتَه إلاَّ مَنْ عَرَّفَھَا . وَلاَ يُخْتَلَى خَلاَهُ).
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ أَنَّ رَسُولَ االله صَلَّى االله عَلَيْه وَسَلَّمَ قَالَ: (إنِّي حَرَّمْتُ الْمَدِينَةَ حَرَامٌ مَا بَيْنَ مَأْزِمَيْھَا أَنْ لاَ يُھْرَاقَ فِيھَا دَمٌ وَلاَ يُحْمَلَ فِيھَا سِلاَحٌ وَلاَ يُخْبَطَ فِيھَا شَجَرٌ إلاَّ لِعَلْفٍ).
عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ االله صَلَّى االله عَلَيْه وَسَلَّمَ: (إنَّ إبْرَاھِيمَ حَرَّمَ مَكَّةَ وَإِنِّي حَرَّمْتُ الْمَدِينَةَ مَا بَيْنَ لاَبَتَيْھَا لاَ يُقْطَعُ عِضَاھھَا وَلاَ يُصَادُ صَيْدُھَا).
عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ االله عَنْھَا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى االله عَلَيْه وَسَلَّمَ قَالَ: (خَمْسٌ فَوَاسِقُ يُقْتَلْنَ فِي الْحِلِّ وَالْحَرَمِ الْغُرَابُ وَالْحِدَأَةُ وَالْكَلْبُ الْعَقُورُ وَالْعَقْرَبُ وَالْفَأْرَةُ).
ويقاس على الكلب العقور كل مؤذى من السباع.
باب الأجر فى تربية الحيوان:
عَنْ أَبِي ھُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ االله صَلَّى االله عَلَيْه وَسَلَّمَ قَالَ: (بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي بِطَرِيقٍ اشْتَدَّ عَلَيْه الْعَطَشُ فَوَجَدَ بِئْرًا فَنَزَلَ فِيھَا فَشَرِبَ ثُمَّ خَرَجَ فَإِذَا كَلْبٌ يَلْھَثُ يَأْكُلُ الثَّرَى مِنْ الْعَطَشِ فَقَالَ الرَّجُلُ لَقَدْ بَلَغَ ھَذَا الْكَلْبَ مِنْ الْعَطَشِ مِثْلُ الَّذِي كَانَ بَلَغَ بِي فَنَزَلَ الْبِئْرَ فَمَلأَ خُفَّه ثُمَّ أَمْسَكَه بِفِيه فَسَقَى الْكَلْبَ فَشَكَرَ االله لَه فَغَفَرَ لَه قَالُوا يَا رَسُولَ االله وَإِنَّ لَنَا فِي الْبَھَائِمِ أَجْرًا فَقَالَ نَعَمْ فِي كُلِّ ذَاتِ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أَجْرٌ).
عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: أَقْبَلَ عَلَيْنَا النَّبِيُّ صَلَّى االله عَلَيْه وَسَلَّمَ فَقَالَ: (لَمْ يَمْنَعْ قَوْمٌ زَكَاةَ أَمْوَالِھِمْ إِلاَّ مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنَ السَّمَاءِ، وَلَوْلاَ الْبَھَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا).
باب إياك والحلوب:
واستضاف أحد الأنصار رسول االله صلى االله عليه وسلم وبعض أصحابه وأخذ المدية ليذبح فقال له رسول االله صلى االله عليه وسلم: (إِيَّاكَ وَالْحَلُوبَ).
النھى عن التصرية:
عَنْ أَبِي ھُرَيْرَةَ قَالَ: نَھَى رَسُولُ االله -صَلَّى االله عَلَيْه وَسَلَّمَ- عَنِ التَّلَقِّي، وَأَنْ يَبِيعَ مُھَاجِرٌ لأعْرَابِيٍّ، وَأَنْ تَسْأَلَ الْمَرْأَةُ طَلاَقَ أُخْتِھَا، وَأَنْ يَسْتَامَ الرَّجُلُ عَلَى سَوْمِ أَخِيه، وَعَنِ التَّصْرِيَةِ وَالنَّجْشِ.
قال الشافعى: التصرية ھو ربط أخلاف الناقة أو الشاة وترك حلبھا حتى يجتمع لبنھا فيكثر فيظن المشترى أن ذلك عادتھا فيزيد فى ثمنھا لما يرى من كثرة لبنھا.
وقيل: ھو ترك حلب الحيوان مدة ليجتمع لبنه فتظھر كثرة لبنه.
ولا يخفى ما فيه من الإضرار بالبھيمة والتدليس على المشترى.
باب الانتفاع بجلودھا:
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ مَرَّ رَسُولُ االله صَلَّى االله عَلَيْه وَسَلَّمَ بِشَاةٍ مَيِّتَةٍ كَانَ أَعْطَاھَا مَوْلاَةً لِمَيْمُونَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى االله عَلَيْه وَسَلَّمَ فَقَالَ: (ھَلاَّ انْتَفَعْتُمْ بِجِلْدِھَا قَالُوا يَا رَسُولَ االله إِنَّھَا مَيْتَةٌ فَقَالَ رَسُولُ االله صَلَّى االله عَلَيْه وَسَلَّمَ إِنَّمَا حُرِّمَ أَكْلُھَا).
باب من المحرمات:
قال تعالى: ( حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُھِلَّ لِغَيْرِ االله بِه وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالأْزْلاَمِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ).
قال تعالى: (.. وَيُحِلُّ لَھُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْھِمُ الْخَبَائِثَ..).
عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ أَنَّ رَسُولَ االله صَلَّى االله عَلَيْه وَسَلَّمَ نَھَى عَنْ أَكْلِ كُلِّ ذِي نَابٍ مِنْ السِّبَاعِ وَعَنْ لُحُومِ الْحُمُرِ الأْھْلِيَّةِ.
وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ االلهُ عَنْهما قَالَ: (نَھَى رَسُولُ االله صلى االله عليه وسلم عَنْ أَكْلِ الجَلاَّلَةِ وَأَلْبَانِھَا).
وعنه رَضِيَ االلهُ عَنْه قَالَ: نَھَى رَسُولُ االله عَنِ الجَلاَّلَةِ فِي الإبلِ أَنْ يُرْكَبَ عَلَيْھَا).
الجلاّلة -بتشديد اللام التى تلى الجيم-: ھي الحيوان الذي أكثر أكله العذرة والنجاسات، سواء كان من الإبل، أو البقر، أو الغنم، أو الدجاج، أو الحمام أو غيرھا حتى يتغير ريحھا.
وقد ورد النھي عن أكل لحمھا، وشرب لبنھا، وركوبھا بلا حائل، وأكل بيضھا.
فإذا حبست بعيدة عن العذرة، وعلفت الطاھر زمناً، فطاب لحمھا، وزالت رائحتھا، وذھب اسم الجلاّلة عنھا حلّت، وجاز أكلھا.
باب النھى عن لعن أو سب الحيوان:
عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ بَيْنَمَا رَسُولُ االله صَلَّى االله عَلَيْه وَسَلَّمَ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ وَامْرَأَةٌ مِنْ الأْنْصَارِ عَلَى نَاقَةٍ فَضَجِرَتْ فَلَعَنَتْھَا فَسَمِعَ ذَلِكَ رَسُولُ االله صَلَّى االله عَلَيْه وَسَلَّمَ فَقَالَ: ( خُذُوا مَا عَلَيْھَا وَدَعُوھَا فَإِنَّھَا مَلْعُونَةٌ قَالَ عِمْرَانُ فَكَأَنِّي أَرَاھَا الآْنَ تَمْشِي فِي النَّاسِ مَا يَعْرِضُ لَھَا أَحَدٌ . قَالَ عِمْرَانُ فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْھَا نَاقَةً وَرْقَاءَ).
وَعَنْ أَبِي بَرْزَةَ رَضِيَ االله عَنْه قَالَ بَيْنَمَا جَارِيَةٌ عَلَى نَاقَةٍ عَلَيْھَا بَعْضُ مَتَاعِ الْقَوْمِ؛ إذْ بَصُرَتْ بِالنَّبِيِّ صَلَّى االله عَلَيْه وَسَلَّمَ وَتَضَايَقَ بِھِمْ الْجَبَلُ، فَقَالَتْ: حَلِ اللَّھُمَّ الْعَنْھَا، قَالَ: (فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى االله عَلَيْه وَسَلَّمَ لاَ تُصَاحِبُنَا نَاقَةٌ عَلَيْھَا لَعْنَةٌ).
عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ االله صَلَّى االله عَلَيْه وَسَلَّمَ: (لاَ تَسُبُّوا الدِّيكَ فَإِنَّه يُوقِظُ لِلصَّلاَةِ).
يتبع إن شاء الله...