أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
| موضوع: لا تقنط من رحمة الله الأربعاء 28 يونيو 2023, 8:53 pm | |
| لا تقنط من رحمة الله وحكي عن الحسن البصري رضي الله عنه: أنه تاب على يده شاب يقال له العباس، وكان كثير المعاصي، ثم تاب ثم نكث سبعين مرة يتوب وينكث حتى كان آخر عمره وقد حضرته الوفاة، قال لوالدته أدركيني بالشيخ حتى أجدد التوبة على يديه، فلعل الله يقبلني. فأتت العجوز إلى الشيخ وسلمت عليه، وقالت له: أنا أم العباس، وقد حضرته الوفاة وهو يريد تجديد التوبة على يديك، فقال لها: إذهبي فلا حاجة لي فيمن يتوب وينكث، فرجعت باكية، وقالت: ويحك يا عباس إن الشيخ قد أبى أن يأتيك لقبح أفعالك، فقال: إلهي وسيدي ومولاي، إن الشيخ قطعني فلا تقطعني ولا تقطع رجائي منك. ثم قال لوالدته: إذا أنا متّ فضعي رجلك على وجهي، وضعي في رقبتي حبلاً، واسحبيني في الأسواق وقولي هذا جزاء من عصى الله، فلعله يراني فيرحمني بفضله وكرمه. فهمت أن تضع رجلها على وجهه، وإذا بهاتف يقول: لا تضعي قدمك موضع السجود، واعلمي أن الله سبحانه وتعالى قد غفر له وأعتقه من النار، فجهزته ووارته بالتراب وانصرفت. فرأى الشيخ البصري رب العزة في المنام، وهو يقول: "يا حسن، ما حملك على أن تقنط عبدي من رحمتي، أليس أنا الذي خلقته ورحمتي وسعت كل شيء، وعزتي وجلالي لئن عدت إلى مثلها لأمحونك من ديوان الصالحين". وحكي أن شاباً دخل على الدنيوري، فرآه يعظ الناس، فقال له: يا شيخ ألا ترى ما نزل بي كلما وقفت على باب المولى صرفني بقواطع المحن والبلوى، وكلما ترددت عليه غلبني الحياء منه، فقال له الشيخ: كن على باب مولاك كالولد الصغير مع أمه، كلما طردته ترامى عليها، فلا يزال كذلك حتى تكون هي التي تضمه إليها، يا أخي، إذا وليت عن بابه فباب من تقصد؟ وأنشدوا في المعنى شعراً: قم واعتذر عن قبائح سلفت... وسله يعفو عن الذي كانا فإن مولى الجميع ذو كرم... يبدل السيئات غفرانا ويُحكى أن رجلاً أصاب ذنباً فنُودي في سِرّهِ: قم أخرج واطلب لك شفيعاً يشفع لك عند مولاك، فخرج فلقيه رجل في الطريق، فقال له: يا عبد الله إلى أين تريد، فقال: أريد من أتشفَّعُ به وأتوصَّلُ به إلى ربي فيقيل توبتي، فقال له: إرجع فإنه أرحم بك، فقال: لا بدلي من ذلك، ثم سار فلقيه رجل من بعض الأولياء، فقال: مرحباً بك يا حبيب الله، مرحباً بالعبد المُعتذر من ذنبه، المستقيل من عثرته، إعلم أن الله تعالى قد قبل توبتك، وإذا بمناد من قبل السماء ثلاث مرات: قبلت. وقيل في المعنى شعر: ما اعتذاري وما يكون جوابي... ما اعتذاري إذا قرأت كتابي عن معاص أتيتها باغتراري... بعد موتي بموقفي للحساب يا عظيم الجلال مالي عذر... فاعف عن زلتي وعظم مصابي قال بعض السادات الصالحين: "قال الله تبارك وتعالى في بعض كتبه المنزلة: "يا ابن آدم تسألني فأمنعك لعلمي بما يصلحك، ثم تلح علي في السؤال فأجود بكرمي عليك فأعطيك ما سألتني وتستعين به على المعاصي، ثم أستر عليك ثم تعود إلى المعاصي فأستر عليك، فكم من جيل أصنعه معك، وكم من قبيح تصنعه معي، يوشك أن أغضب عليك فلا أرضى بعدها أبداً".
|
|