منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
الحــواس فـي القـــرآن الكـــريــم أحكـام صـلاة المـريض وطهـارته إلــــــــى كــــــــــل زوجـيــــــــــن مـــن أقـــــوال شيـــــخ الإســــلام لا عـلـيـك مـا فـاتـك مـن الـدنـيــا رؤية الخاطب مخطوبته قبل العقد شــاعر العـاميــة بيــرم التـونسي أحْلامٌ مِنْ أبِي باراك أوباما كُــــتُـبٌ غَــــــيُّـرَتْ الـعَـالَــــــمْ مــصـــــر التي فـي خــاطـــــري الزعيـم الثــائر أحـمـــد عـــرابي مـحـاسـن العقيـــدة الإسـلامـيـــة الرحـالة: أبي الحسن المسعـودي رضـــي الله عـنـهـــم أجـمـعـــين الأسئلة والأجــوبــة في العقيــدة النـهـضــة اليـابـانـيــة الـحـديثــة الحجاج بـن يــوســف الـثـقـفــي قـصــة حـيـاة ألـبرت أيـنـشـتــاين الأمثـــال لأبـي عبيــد ابن ســلام الإسـلام بيـن الـعـلـم والـمــدنـيــة
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

soon after IZHAR UL-HAQ (Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.


 

 تفسير سورة الفرقان (25)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 51137
العمر : 72

تفسير سورة الفرقان (25) Empty
مُساهمةموضوع: تفسير سورة الفرقان (25)   تفسير سورة الفرقان (25) Emptyالخميس 02 يناير 2014, 2:12 am

تفسير سورة الفرقان (25)

بسم الله الرحمن الرحيم

{تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً {1} الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً {2} وَاتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً لَّا يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلَا يَمْلِكُونَ لِأَنفُسِهِمْ ضَرّاً وَلَا نَفْعاً وَلَا يَمْلِكُونَ مَوْتاً وَلَا حَيَاةً وَلَا نُشُوراً {3}}

شرح الكلمات:

{ تبارك } : أي تكاثرت بركته وعمت الخلائق كلها.

{ الذي نزل الفرقان } : أي الله الذي نزل القرآن فارقاً بين الحق والباطل.

{ على عبده } : أي محمد صلى الله عليه وسلم.

{ ليكون للعالمين نذيرا } : أي ليكون محمد صلى الله عليه وسلم نذيراً للعالمين من الإنس والجن أي مخوفاً لهم من عقاب الله وعذابه إن كفروا به ولم يعبدوه ويوحدوه.

{ فقدره تقديرا } : أي سواه تسوية قائمة على أساس لا اعوجاج فيه ولا زيادة ولا نقص عما تقتيه الحكمة والمصلحة.

{ ضراً ولا نفعاً } : أي لا دفع ضر ولا جلب نفع.

{ موتاً ولا حياة ولا نشوراً } :أي لا يقدرون على إماتة أحد ولا إحيائه ولا بعثاً للأموات.

معنى الآيات:

يثني الرب تبارك وتعالى على نفسه بأنه عَظُم خيره وعمت بركته المخلوقات كلها الذي نزل الفرقان الكتاب العظيم الذي فرق به بين الحق والباطل والتوحيد والشرك والعدل والظلم أنزله على عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم ليكون للعالمين الإنس والجن نذيراً ينذرهم عواقب الكفر والشرك والظلم والشر والفساد وهي عقاب الله وعذابه في الدنيا والآخرة وقوله: { الذي له ملك السموات والأرض } خلقاً وملكاً وعبيداً وهو ثناء بعد ثناء وقوله: { ولم يتخذ ولداً ولم يكن له شريك في الملك وخلق كل شيء فقدره تقديراً } وهو ثناء آخر عظيم أثنى تبارك وتعالى فيه على نفسه بالملك والقدرة والخلق والعلم والحكمة وقوله: { واتخذوا من دونه آلهة } أصناماً { لا يخلقون شيئاً وهو يخلقون ولا يملكون لأنفسهم } فضلاً عن غيرهم من عابديهم { ضرّاً ولا نفعاً } أي دفع ضرٍ ولا جلب نفع، ولا يملكون موتاَ لأحد ولا حياة لآخر ولا نشوراً للناس يوم القيامة. أليس هذا موضع تعجب واستغراب أمع الله الذي عمت بركته الأكوان وأنزل الفرقان ملك ما في السموات والأرض تنزه عن الولد والشريك وتعالى عن ذلك علواً كبيراً، وخلق كل شيء فقدره تقديراً تيخذون من دونه آلهة أصناماً لا تدفع عن نفسها ضراً ولا تجلب لها نفعاً ولا تملك موتاً ولا حياة ولا نشوراً فسبحان الله أين يذهب بعقول الناس، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

هداية الآيات:

من هداية الآيات:

1- مظاهر ربوبية الله تعالى الموجبة لألوهيته وهو إفاضة الخير على الخلق والملك والقدرة والعلم والحكمة.

2- التنديد بالشرك والمشركين.

3- تقرير التوحيد والنبوة والبعث والجزاء.

{وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ فَقَدْ جَاؤُوا ظُلْماً وَزُوراً {4} وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً{5} قُلْ أَنزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً {6} وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ لَوْلَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيراً {7} أَوْ يُلْقَى إِلَيْهِ كَنزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْهَا وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلاً مَّسْحُوراً {8} انظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلاً {9}}

شرح الكلمات:

{ افك افتراه }: أي ما القرآن إلا كذباً افتراه محمد وليس هو بكلام الله تعالى هكذا قالوا.

{ ظلماً وزوراً }: أي فرد الله عليهم قولهم بقوله فقد جاءوا ظلماً حيث جعلوا الكلام المعجز الهادي إلى الإسعاد والكمال البشري إفكا مختلقاً وزوراً بنسبة ما هو برىء منه إليه.

{ اكتتبها }: أي طلب كتابتها له فكتبت له.

{ يعلم السر }: أي ما يسره أهل السماء والأرض وما يخفونه في نفوسهم.

{ أو يلقى إليه كنز }: أي من السماء فينفق منه ولا يحتاج معه إلى الضرب في الأسواق.

{ جنة يأكل منها } : بستان فيه ما يغنيه من أنواع الحبوب والثمار.

{ رجلاً مسحوراً } :مخدوعاً مغلوباً على عقله.

{ ضربوا لك الأمثال } : أي بالسحر والجنون والشعر والكهانة والكذب وما إلى ذلك.

{ فضلوا فلا يستطيعون سبيلاً } : فضلوا الطريق الحق وهو أنه لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله فلا يهتدون.

معنى الآيات:

يخبر تعالى عن أولئك المشركين الحمقى الذين اتخذوا من دون الله رب العالمين آلهة أصناماً لا تضر ولا تنفع أنهم زيادة على سفههم في اتخاذ الأحجار آهلة يعبدونها قالوا في القرآن الكريم والفرقان العظيم ما هو إلا إفك أي كذب اختلقه محمد وأعانه عليه قوم آخرون يعنون اليهود ساعدوه على الإتيان بالقرآن. فقد جاءوا بهذا القول الكذب الممقوت ظلماً وزوراً ظلماً لأنهم جعلوا القرآن المعجز الحامل للهدى والنور جعلوه كذبا وجعلوا البريء من الكذب والذي لم يكذب قط كاذباً فكان قولهم فيه زوراً وباطلاً. وقوله تعالى: { وقالوا أساطير الأولين اكتتبها فهي تملي عليه بكرة وأصيلا } هذه الآية نزلت رداً على شيطان قريش النضر بن الحارث إذ كان يأتي الحرة ويتعلم أخبار ملوك فارس ورستم. وإذا حدث محمد صلى الله عليه وسلم قومه محذراً إياهم أن يصيبهم ما أصاب الأمم قبلهم فإذا قام صلى الله عليه وسلم من المجلس جاء هو فجلس وقال تعالوا أقص عليكم إني أحسن حديثاً من محمد، ويقول إن ما يقوله محمد هو من أكاذيب القصاص وأساطيرهم التي سطروها في كتبهم فهو يحدث بها وهي تملى عليه أي يمليها عليه غيره صباحاً ومساءاً فرد تعالى هذه الفرية بقوله لرسوله: { قل أنزله } أي القرآن { الذي يعلم السر في السموات والأرض } أي سر ما يسره أهل السموات وأهل الأرض فهو علام الغيب المطلع على الضمائر العالم بالسرائر، ولولا أن رحمته سبقت غضبه لأهلك من كفر به وأشرك به سواه { إنه كان غفوراً رحيماً } يستر زلات من تاب إليه ويرحمه مهما كانت ذنوبه.

وقوله تعالى: {وقالوا: ما لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق لولا أنزل إليه ملك فيكون معه نذيراً أو يلقى إليه كنز أو تكون له جنة يأكل مناه وقال الظالمون إن تتبعون إلا رجلاً مسحوراً } هذه كلمات رؤوساء قريش وزعمائها لما عرضوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يترك دعوته إلى ربه مقابل ما يشاء من ملك أو مال أو نساء أو جاه فرفض كل ذلك فقالوا له إذاً فخذ لنفسك لماذا وأنت رسول الله تأكل الطعام وتمشي في الأسواق تطلب العيش مثلنا فسل ربك ينزل إليك ملكاً فيكون معك نذيراً أو يلقي إليك بكنز من ذهب وفضة تعيش بهما أغنى الناس، أو يجعل لك جنة من نخيل وعنب، أو يجعل لك قصوراً من ذهب تتميز بها عن الناس وتمتاز فيعرف قدرك وتسود قومك وقوله تعالى: { وقال الظالمون } أي للمؤمنين من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم إن تتبعون إلا رجلاً مسحوراً أي انكم باتباعكم محمداً فيما جاء به ويدعو إليه ما تتبعون إلا رجلاً مسحوراً، أي مخدوعاً مغلوباً على عقله لا يدري ما يقول ولا ما يفعل أي فاتركوه ولا تفارقوا ما عليه آباؤكم وقومكم.

وقوله تعالى: { انظر كيف ضربوا كيف شبهوا لك الأشباه وضربوا لك الأمثال الباطلة فقالوا فيك مرة هو ساحر، وشاعر وكاهن ومجنون فضاعوا في هذه التخرصات وضلوا طريق الحق فلا يرجى لهم هداية بعد، وذلك لِبُعْدِ ضلالهم فلا يقدرون على الرجوع إلى الحق وهو معنى قوله: { فلا يستطيعون سبيلاً }.

هداية الآيات:

من هداية الآيات:

1- بيان ما قابل به المشركون دعوة التوحيد من جلب كل قول وباطل ليصدوا عن سبيل الله وما زال هذا دأب المشركين إزاء دعوة التوحيد إلى اليوم وإلى يوم القيامة.

2- تقرير الوحي الإلهي والنبوة المحمدية.

3- بيان حيرة المشركين إزاء دعوة الحق وضربهم الأمثال الواهية الرخيصة للصَّدِّ عن سبيل الله، وقد باءت كل محاولاتهم بالفشل والخيبة المرة.

{تَبَارَكَ الَّذِي إِن شَاء جَعَلَ لَكَ خَيْراً مِّن ذَلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَيَجْعَل لَّكَ قُصُوراً {10} بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ وَأَعْتَدْنَا لِمَن كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيراً {11} إِذَا رَأَتْهُم مِّن مَّكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظاً وَزَفِيراً {12} وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَاناً ضَيِّقاً مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُوراً{13} لَا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُوراً وَاحِداً وَادْعُوا ثُبُوراً كَثِيراً {14} قُلْ أَذَلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ كَانَتْ لَهُمْ جَزَاء وَمَصِيراً {15} لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاؤُونَ خَالِدِينَ كَانَ عَلَى رَبِّكَ وَعْداً مَسْؤُولاً {16}}

شرح الكلمات:

{ تبارك } : أي تقدس وكثر خيره وعمت بركته.

{ خيراً من ذلك } : أي الذي اقترحه المشركون عليك.

{ ويجعل لك قصوراً } : أي كثيرة لا قصراً واحداً كما قال المشركون.

{ بل كذبوا بالساعة } : أي لم يكن المانع لهم من الإيمان كونك تأكل الطعام وتمشي في الأسواق بل تكذيبهم بالبعث والجزاء هو السبب في ذلك.

{ تغيظاً وزفيراً } : أي صوتاً مزعجاً من تعظيها على أصحابها المشركين بالله الكافرين به.

{ مقرنين } : أي مقرونة أيديهم مع أعناقهم في الأصفاد.

{ دعوا هنالك ثبوراً } : أي نادوا يا ثبورنا أي يا هلاكنا إذ الثبور الهلاك.

{ كانت لهم جزاءً ومصيراً } : أي ثواباً على إيمانهم وتقواهم، ومصيراً صاروا إليها لا يفارقونها.

{ وعداً مسؤلا } : أي مطالباً به إذ المؤمنون يطالبون به قائلين ربنا وآتنا وعدتنا والملائكة تقول ربنا وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم.

معنى الآيات:

ما زال السياق الكريم في الرد على مقترحات المشركين على رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ قالوا لولا أنزل إليه ملك، أو يلقى إليه كنزٌ وتكون له جنة يأكل منها فقال تعالى: لرسول صلى الله عليه وسلم: { تبارك الذي إن شاء جعل لك خيراً من ذلك } أي الذي اقترحوه وقالوا خذ لنفسك من ربك بعد أن رفضت طلبهم بترك دعوتك والتخلي عن رسالتك { جنات تجري من تحتها الأنهار } أي من خلال أشجارها وقصورها، { ويجعل لك قصوراً } لا قصراً واحداً كما قالوا، ولكنه لم يشأ ذلك لك من هذه الدار لأنها دار عمل ليست دار جزاء وراحة ونعيم فربك قادر على أن يجعل لك ذلك ولكنه لم يشأه والخير فيما يشاءه، فاصبر فإن المشركين لم يكن المانع لهم من الإيمان هو كونك بشراً تأكل الطعام وتمشي في الأسواق، أو أن الله تعالى لم ينزل إليك ملكاً بل المانع هو تكذيبهم بالساعة فعلة كفرهم وعنادهم هي عدم إيمانهم بالبعث والجزاء فلو آمنوا بالحياة الثانية لطلبوا كل سبب ينجي من عذابها ويحصل نعيمها { بل كذبوا بالساعة واعتدنا لمن كذب بالساعة } أي القيامة { سعيراً } أي ناراً مستعرة أو هي دركة من دركات النار تسمى سعيراً.

وقوله تعالى: { إذا رأتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيظاً وزفيراً } هذا وصف للسعير وهو أنها إذا رأت أهلها من ذوي الشرك والظلم والفساد من مكان بعيد تغيظت عليهم تغيظاً وزفرت زفيراً مزعجاً فيسمعونه فترتعد له فرائضهم، { وإذا ألقوا منها مكاناً ضيقاً مقرنين } مشدودة أيديهم إلى أعناقهم بالأصفاد { دَعَوْا هنالك } أي نادوا بأعلى اصواتهم يا ثبوراه أي يا هلاكاه أحضر فهذا وقت حضورك: فيقال لهم: خزياً وتبكيتا وتحسيراً: { لا تدعوا اليوم ثبوراً واحداً وادعوا ثبوراً كثيراً } ، فهذا أوآن هلاككم وهزيكم وعذابكم وهنا تعالى لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم { قل } لأولئك المشركين المكذبين بالبعث والجزاء: { أذلك } أي المذكور من السعير والإلقاء فيها مقرونة الأيدي بالأعناق وهم يصرخون يدعون بالهلاك { خير أم دنة الخلد التي وعد المتقون } أي التي وعد الله تعالى بها عباده الذين اتقوا عذابه بالإيمان به وبرسوله وبطاعة الله ورسوله قطعاً جنة الخلد خير ولا مناسبة بينها وبين السعير، وإنما هو التذكير لا غير وقوله: { كانت لهم } أي جنة الخلد كانت لأهل الإيمان والتقوى { جزاء } أي ثواباً، { ومصيراً } يصيرون إليه لا يفارقونه وقوله تعالى: { لهم فيها ما يشاءون } أي فيها من أنواع المطاعم والمشارب والملابس والمساكن وقوله: { خالدين } أي فيها لا يموتون ولا يخرجون، وقوله: { كان على ربك وعداً مسئولاً } أي تفضل ربك أيها الرسول بها فوعد بها عباده المتقين وعداً يسألونه إياه فينجزه لهم فهم يقولون: { ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك }، { والملائكة تقول ربنا وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم إنك أنت العزيز الحكيم }

هداية الآيات:

من هداية الآيات:

1- بيان أن مرد كفر الكافرين وظلم الظالمين وفساد المفسدين إلى تكذيبهم بالبعث والجزاء في الدار الآخرة فإن من آمن بالبعث الآخر سارع إلى الطاعة والاستقامة.

2- تقرير عقيدة البعث الآخر بوصف بعض ما يتم فيه من الجزاء بالنار والجنة.

3- فضل التقوى وأنها ملاك الأمر فمن آمن واتقى فقد استوجب الدرجات العلى جعلنا الله تعالى من أهل التقوى والدرجات العلى.

{وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَقُولُ أَأَنتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَؤُلَاء أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ {17} قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنبَغِي لَنَا أَن نَّتَّخِذَ مِن دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاء وَلَكِن مَّتَّعْتَهُمْ وَآبَاءهُمْ حَتَّى نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْماً بُوراً {18} فَقَدْ كَذَّبُوكُم بِمَا تَقُولُونَ فَمَا تَسْتَطِيعُونَ صَرْفاً وَلَا نَصْراً وَمَن يَظْلِم مِّنكُمْ نُذِقْهُ عَذَاباً كَبِيراً {19} وَما أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيراً {20}}

شرح الكلمات:

{ يحشرهم } : أي يجمعهم.

{ وما يعبدون من دون الله } : من الملائكة والأنبياء والأولياء والجن.

{ أم هم ضلوا السبيل } : أي طريق الحق بأنفسهم بدون دعوتكم إياهم إلى ذلك.

{ سبحانك } : أي تنزيهاً لك عما لا يليق بجلالك وكمالك.

{ ولكن متعتهم } : أي بأن أطلت أعمارهم ووسعت عليهم أرزاقهم.

{ وكانوا قوماً بوراً } : أي هلكى، إذ البوار الهلاك.

{ ومن يظلم منكم } : أي ومن يشرك منكم أيها الناس.

{ وجعلنا بعضكم لبعض فتنة } : أي بليّة فالغني مبتلَى بالفقير، والصحيح بالمريض، والشريف بالوضيع فالفقير يقول ما لي لا أكون كالغني والمريض يقول مالي لا أكون كالصحيح، والوضيع يقول ما لي لا أكون كالشريف مثلاً.

{ أتصبرون } : أي اصبروا على ما تسمعون مِمَّن ابتليتم بهم، إذ الاستفهام للأمر هنا.

{ وكان ربك بصيراً } : أي بمن يصبر وبمن يجزع ولا يصبر.

معنى الآيات:

ما زال السياق الكريم في تقرير عقيدة البعث والجزاء بذكر مظاهر لها في القيامة إذ إنكار هذه العقيدة هو سبب كل شر وفساد في الأرض فقوله تعالى: { ويوم يحشرهم وما يعبدون من دون الله } أي اذكر يا رسولنا يوم يحشر الله المشركين وما كانوا يعبدونهم من دوننا كالملائكة والمسيح والأولياء والجن. { فيقول } لمن كانوا يعبدونهم { آنتم اضللتم عبادي هؤلاء أم هم ضلوا السبيل؟ } أي ما أضللتموهم ولكنهم ضلوا طريق الحق بأنفسهم فلم يهتدوا إلى عبادتي وحدي دون سواي، فيقول المعبودون { سبحانك } أي تنزيهاً لك وتقديساً عن كل ما لا يليق بجلالك وكمالك { ما كان ينبغي لنا أن نتخذ من دونك من أولياء } أي لا يصح منا اتخاذ أولياء من دونك فندعو عبادك إلى عبادتهم فنضلهم بذلك، { ولكن متعهم } يا ربنا { وآباءهم } من قبلهم بطول الأعمار وسعة الأرزاق فانغمسوا في الشهوات والملاذ { حتى نسوا الذكر } أي نسوا ذكرك وعبادتك وما جاءتهم به رسلك فكانوا بذلك قوماً بوراً أي هلكى خاسرين.

وقوله تعالى: { فقد كذبوكم بما تقولون } يقول تعالى للمشركين فقد كذبكم من كنتم تشركون به، فقامت الحجة عليكم فانتم الآن لا تستطيعون صرفا للعذاب عنكم ولا نصراً أي ولا تجدون من ينصركم فيمنع العذاب عنكم.

وقوله تعالى: { ومن يظلم منكم نذقه عذاباً كبيراً } هذا خطاب عام لسائر الناس يقول تعالى للناس ومن يشرك منكم بي أي يعبد غيري نذقه أي يوم القيامة عذاباً كبيراً وقوله تعالى: { وما أرسلناك قبلك } أي يا رسولنا { من المرسلين إلا إنهم ليأكلون الطعام ويمشون في الأسواق إذاً فلا تهتم بقول المشركين ما لهذا الرسول يأكل الطعام } ولا تحفل به فإنهم يعرفون ذلك ولكنهم يكابرون ويجاحدون.

وقوله تعالى: { وجعلنا بعضكم لبعض فتنة } أي هذه سنتنا في خلقنا نبتلي بعضهم ببعض فنبتلي المؤمن بالكافر والغني بالفقير والصحيح بالمريض والشريف بالوضيع، وننظر من يصبر ومن يجزع ونجزي الصابرين بما يستحقون والجزعين كذلك.

وقوله تعالى: { أتصبرون } هذا الاستفهام معناه الأمر أي اصبروا إذاً ولا تجزعوا أيها المؤمنون من أذى المشركين والكافرين لكم. وقوله تعالى: { وكان ربك بصيرا } أي وكان ربك أيها الرسول بصيراً بمن يصبر وبمن يجزع فاصبر ولا تجزع فإنها دار الفتنة والامتحان وإنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب.

هداية الآيات:

من هداية الآيات:

1- تقرير عقيدة البعث والجزاء.

2- يالهول الموقف إذا سئل المعبودون عمن عبدوهم، والمظلومون عمن ظلموهم.

3- براءة الملائكة والأنبياء والأولياء من عبادة من عبدوهم.

4- خطورة طول العمر وسعة الرزق إذ غالباً ما ينسى العبد بهما ربه ولقاءه.

5- تقرير أن الدنيا دار ابتلاء فعلى أولى الحزم أن يعرفوا هذا ويخلصوا منها بالصبر والتحمل في ذات الله حتى يخرجوا منها ولو كفافاً لا لهم ولا عليهم.

{وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءنَا لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْمَلَائِكَةُ أَوْ نَرَى رَبَّنَا لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنفُسِهِمْ وَعَتَوْ عُتُوّاً كَبِيراً {21} يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلَائِكَةَ لَا بُشْرَى يَوْمَئِذٍ لِّلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْراً مَّحْجُوراً {22} وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُوراً {23} أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُّسْتَقَرّاً وَأَحْسَنُ مَقِيلاً {24}}

شرح الكلمات:

{ لا يرجون لقاءنا } : أي المكذبون بالبعث إذ لقاء العبد ربه يكون يوم القيامة.

{ لولا أنزل علينا الملائكة } : أي هلاَّ أنزلت علينا ملائكة تشهد لك بأنك رسول الله.

{ أو نرى ربنا } : أي فيخبرنا بأنك رسول وأن علينا أن نؤمن بك.

{ استكبروا في أنفسهم } : أي في شأن أنفسهم ورأوا أنهم أكبر شيء وأعظمه غروراً منهم.

{ وعتوا عتواً كبيراً } : أي طغوا طغياناً كبيراً حتى طالبوا بنزول الملائكة ورؤية الرب تعالى.

{ ويقولون حجراً محجوراً } : أي تقول لهم الملائكة حراماً محرماً عليكم البشرى.

{ وقدمنا إلى ما عملوا } : أي عمدنا إلى أعمالهم الفاسدة التي لم تكن على علم وإخلاص.

{ هباء منثوراً } : الهباء ما يرى من غبار في شعاع الشمس الداخل من الكوى.

{ وأحسن مقيلاً } : المقيل مكان الاستراحة في نصف النهار في أيام الحر.

معنى الآيات:

ما زال السياق الكريم في ذكر أقوال المشركين من قريش فقال تعالى { وقال الذين لا يرجون لقاءنا } وهم المكذبون بالبعث المنكرون للحياة الثانية بكل ما فيها من نعيم وعذاب { لولا أنزل عيلنا الملائكة } أي هلا أنزل الله علينا الملائكة تشهد لمحمد بالنبوة { أو نرى ربنا } فيخبرنا بأن محمداً رسوله وأن علينا أن نؤمن به وبما جاء به ودعا إليه. قال تعالى { لقد استكبروا في أنفسهم وعتوا عتواً كبيراً } أي وعزتنا وجلالنا لقد استكبر هؤلاء المشركون المكذبون بالبعث في شأن أنفسهم ورأوا أنهم شيء كبير وعتوا أي طغوا طغياناً كبيراً في قولهم هذا الذي لا داعي إليه إلا الشعور بالكبر، والطغيان النفسي الكبير، وقوله { يوم يرون الملائكة } أي الذين يطالبون بنزولهم عليهم، وذلك يوم القيامة. لا بشرى يومئذ للمجرمين أي الذين أجرموا على أنفسهم فأفسدوها بالشرك والظلم الفساد: { ويقولون } أي وتقول لهم الملائكة { حجراً محجوراً } أي حراماً محرماً عليكم البشرى بل هي للمؤمنين المتقين.

وقوله تعالى: { وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثوراً } أي وعمدنا إلى أعمالهم التي لم تقم على مبدأ الإيمان والإخلاص والموافقة للشرع فصيرناها هباءً منثوراً كالغبار الذي يرى في ضوء الشمس الداخل مع كوة أو نافذة لا يقبض باليد ولا يلمس بالأصابع لدقته وتفرقه فكذلك أعمالهم لا ينتفعون منها بشيء لبطلانها وعدم الاعتراف بها.

وقوله تعالى: { أصحاب الجنة } أي أهلها الذين تأهلوا لها بالإيمان والتقوى يومئذ أي يوم القيامة الذي كذب به المكذبون خير مستقراً أي مكان استقرار وإقامة وأحسن مقيلا أي مكان استراحة من العناء في نصف النهار أي خير وأحسن من أهل النار المشركين المكذبين وفي هذا التعبير إشارة إلى أن الحساب قد ينقضي في نصف يوم الحساب وذلك أن الله سريع الحساب.

هداية الآيات:

من هداية الآيات:

1- بيان ما كان عليه غلاة المشركين من قريش من كبر وعتو وطغيان.

2- إثبات رؤية الملائكة عند قبض الروح، ويوم القيامة.

3- نفي البشرى عن المجرمين وإثباتها للمؤمنين المتقين.

4- حبوط عمل المشركين وبطلانه حيث لا ينتفعون بشيء منه البتة.

5- انتهاء حساب المؤمنين قبل نصف يوم الحساب الذي مقداره خمسون ألف سنة.

يتبع إن شاء الله...



تفسير سورة الفرقان (25) 2013_110


عدل سابقا من قبل أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn في الأربعاء 09 يونيو 2021, 6:13 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 51137
العمر : 72

تفسير سورة الفرقان (25) Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة الفرقان (25)   تفسير سورة الفرقان (25) Emptyالخميس 02 يناير 2014, 2:31 am

بسم الله الرحمن الرحيم

تفسير سورة الفرقان (25) 5555555555

{وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاء بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنزِيلاً {25} الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ وَكَانَ يَوْماً عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيراً {26} وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً {27} يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَاناً خَلِيلاً {28} لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولاً {29}}

شرح الكلمات:

{ بالغمام } : أي عن الغمام وهو سحاب أيض رقيق كالذي كان لبني إسرائيل في التيه.

{ الملك } : أي الملك الحق لله ولم يبق لملوك الأرض وماليكها ملك في شيء ولا لشيء.

{ على الكافرين عسيراً } : أي صعباً شديداً.

{ يعض الظالم على يديه } : أي ندماً وأسفاً على ما فرط ف جنب الله.

{ سبيلا } :أي طريقاً إلى النجاة بالإيمان والطاعة.

{ لم أتخذ فلاناً خليلاً } : أي أبي بن خلف خليلاً صديقاً ودوداً.

{ لقد أضلني عن الذكر } : أي عن القرآن وما يدعو إليه من الإيمان والتوحيد والعمل الصالح.

{ وكان الشيطان } : شيطان الجن وشيطان الإنس معاً.

معنى الآيات:

ما زال السياق الكريم في عرض مظاهر القيامة وبيان أحوال المكذبين بها فقال تعالى { ويوم } أي اذكر { يوم تشقق السماء بالغمام } أي عن الغمام ونُزّل الملائكة تنزيلاً وذلك لمجيء الرب تبارك وتعالى لفصل القضاء، وقوله تعالى { الملك يومئذ الحق } أي الثابت للرحمن عز وجل لا لغيره من ملوك الدنيا ومالكيها، وكان ذلك اليوم يوماً على الكافرين عسيراً لا يطاق ولا يحتمل ما فيه من العذاب والأهوال وقوله { يوم يعض الظالم على يديه } أي المشرك الكافر بيان لعسر اليوم وشدته حيث يعض الظالم على يديه تندماً وتحسراً وأسفاً على تفريطه في الدنيا في الإيمان وصالح الأعمال... يقول يا ليتني أي متمنياً: { اتخذت مع الرسول سبيلا } أي طريقاً إلى النجاة من هول هذا اليوم وذلك بالإيمان والتقوى. وينادي مرة أخرى قائلاً { يا ليتني } أى يا هلكتي احضري فهذا وقت حضورك، ويتمنى مرة أخرى فيقول { يا ليتني لم اتخذ فلاناً خليلاً } وهو شيطان من الإنس أو الجن كان قد صافاه ووالاه في الدنيا فغرر به وأضله عن الهدى. فال في تحسر { لقد أضلني عن الذكر } أي القرآن بعد إذ جاءني من ربي بواسطة الرسول وفيه هداي وبه هديتي، قال تعالى: { وكان الشيطان للإنسان خذولاً } أي يورطه ثم يتخلى عنه وتيركه في غير موضع وموطن.

هداية الآيات:

من هداية الآيات:

1- تقرير عقيدة البعث والجزاء بذكر البعث والجزاء وبذكر أحوالها وبعض أهوالها.

2- إثبات مجيء الرب تبارك وتعالى لفصل القضاء يوم القيامة.

3- تندم الظلمة وتحسرهم على ما فاتهم من الإيمان والطاعة لله ورسوله.

4- بيان سوء عاقبة موالاة شياطين الإنس والجن وطاعتهم في معصية الله ورسوله.

5- تقرير مبدأ أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب إذ عقبة بن أبي معيط هو الذي أطاع أبي بن خلف حيث آمن، ثم لامه أُبيُّ بن خلف فارتد عن الإسلام فهو المتندم المتحسر القائل { يا ليتني لم أتخذ فلاناً خليلاً لقد أضلني عن الذكر... }.

{وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً {30} وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً مِّنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِياً وَنَصِيراً {31} وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً {32} وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً {33} الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلَى جَهَنَّمَ أُوْلَئِكَ شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضَلُّ سَبِيلاً {34}}

شرح الكلمات:

{ مهجوراً } : أي شيئاً متروكاً لا يلفت إليه.

{ هادياً ونصيراً } : أي هادياً لك إلى طريق الفوز والنجاح وناصراً لك على كل إعدائك.

{ جملة واحدة } : أي كما نزلت التوراة والإنجيل والزبور دفعة واحدة فلا تجزئه ولا تفريق.

{ لتثبت به فؤادك } : أي نقوي قلبك لتتحمل أعباء الرسالة وأبلاغها.

{ ورتلناه ترتيلاً } : أي أنزلناه شيئاً فشيئاً آيات بعد آيات وسورة بعد أخرى ليتيسر فهمه وحفظه.

{ شر مكاناً } : أي ينزلونه وهو جهنم والعياذ بالله منها.

معنى الآيات:

ما زال السياق الكريم في عرض أحوال البعث الآخر الذي أنكره المشركون وكذبوا فقال تعالى { وقال الرسول: يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجوراً } هذه شكوى الرسول صلى الله عليه وسلم بقومه إلى ربه ليأخذهم بذلك. وهجرهم للقرآن تركهم سماعه وتفهمه والعمل بما فيه. وقوله تعالى: { وكذلك جعلنا لكل نبي عدواً من المجرمين } أي وكما جعلنا لك أيها الرسول أعداء لك من مجرمي قومك جعلنا لكل نبي قبلك عدواً من مجرمي قومه، إذاً فاصبر وتحمل حتى تبلغ رسالتك وتؤدي أمانتك، والله هاديك إلى سبيل نجاحك وناصرك على أعدائك. وهذا معنى قوله تعالى { وكفى بربك هادياً ونصيراً }. وقوله تعالى: { وقال الذين كفروا لولا نُزلَ عليه القرآن جملة واحدة } أي وقال المكذبون بالبعث المنكرون للنوبة المحمدية المشركون بالله آلهة من الأصنام هلا نزل عليه القرآن مرة واحدة مع بعضه بعضاً لا مفرقاً آيات وسوراً أي كما نزلت التوراة جملة واحدة والإنجيل الزبور وهذا من باب التعنت منهم والاقتراحات التي لا معنى لها إذ هذا ليس من شأنهم ولا مما يحق لهم الخوض فيه، ولكنه الكفر والعناد. ولما كان هذا مما قد يؤلم الرسول صلى الله عليه وسلم رد تعالى عليهم بقوله { كذلك } أي أنزلناه كذلك منجماً ومفرقاً لحكمة عالية وهي تقوية قلبك وتثبيته لأنه كالغيث كلما أنزل أحيا موات الأرض وازدهرت به ونزوله مرة بعد مرة أنفع من نزول المطر دفعة واحدة. وقوله تعالى: { ورتلناه ترتيلا } أي أنزله مرتلاً أي شيئاً فشيئاً ليتيسر حفظه وفهمه والعمل به.

وقوله تعالى: { ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيراً } هذا بيان الحكمة في نزول القرآن مفرقاً لا جملة واحدة وهو أنهم كلما جاءوا بمثل أو عرض شبهة ينزل القرآن الكريم بإبطال دعواهم وتفنيد كذبهم، وإلغاء شبهتهم، وإحقاق الحق في ذلك وبأحسن تفسير لما اشتبه عليهم واضطربت نفوسهم فيه وقوله تعالى { الذين يحشرون على وجوههم إلى جهنم أولئك شر مكاناً وأضل سبيلاً } أي أولئك المنكرون للبعث المقترحون نزول القرآن جملة واحدة هم الذين يحشرون على وجوههم تسحبهم الملائكة على وجوههم إلى جهنم لأنهم مجرمون بالشرك والتكذيب والكفر والعناد أولئك البعداء شر مكاناً يوم القيامة، واضل سبيلاً في الدنيا، إذ مكانهم جهنم، وسبيلهم الغواية والضلالة والعياذ بالله من ذلك.

هداية الآيات:

من هداية الآيات:

1- شهادة الرسول صلى الله عليه وسلم على من هجروا القرآن الكريم فلم يسمعوه ولم يتفهموه ولم يعملوا به، وشكواه إياهم إلى الله عز وجل.

2- بيان سنة الله في العباد وهي أنه ما من نبي ولا هاد ولا منذر إل وله عَدُوًّ من الناس وذلك لتعارض الحق مع الباطل، فينجم عن ذلك عداء لازم من أهل الباطل لأهل الحق.

3- بيان الحكمة في نزول القرآن منجماً شيئاً فشيئاً مفرقاً.

4- بيان أن المجرمين يحشرون على وجوههم لا على أرجلهم إلى جهنم إهانة لهم وتعذيباً.

{وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَا مَعَهُ أَخَاهُ هَارُونَ وَزِيراً {35} فَقُلْنَا اذْهَبَا إِلَى الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَدَمَّرْنَاهُمْ تَدْمِيراً {36} وَقَوْمَ نُوحٍ لَّمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ أَغْرَقْنَاهُمْ وَجَعَلْنَاهُمْ لِلنَّاسِ آيَةً وَأَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ عَذَاباً أَلِيماً {37} وَعَاداً وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُوناً بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيراً {38} وَكُلّاً ضَرَبْنَا لَهُ الْأَمْثَالَ وَكُلّاً تَبَّرْنَا تَتْبِيراً {39} وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ أَفَلَمْ يَكُونُوا يَرَوْنَهَا بَلْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ نُشُوراً {40}}

شرح الكلمات:

{ الكتاب }: أي التوراة.

{ وزيراً }: أي يشد أزره ويقويه ويتحمل معه أعباء الدعوة.

{ إلى القوم الذين كذبوا }: هم فرعو وآله.

{ لما كذبوا الرسل }: أي نوحاً عليه السلام.

{ وجعلناهم للناس آية }: أي علامة على قدرتنا في إهلاك وتدمير الظالمين وعبرة للمعتبرين.

{ وعاداً وثمود }: أي اذكر قوم عاد وثمود إلخ..

{ وأصحاب الرس }: الرس بئر رس فيها قوم نبيهم، أي رموه فيها ودسوه في التراب.

{ وقروناً بين ذلك كثيراً }: أي ودمرنا بين من ذكرنا من الأمم قروناً كثيراً.

{ تبرنا تتبيرا }: أي دمرناهم تدميراً.

{ التي أمطرت مطر السوء }: هي سدوم قرية قوم لوط.

{ لا يرجون نشوراً }: أي لا يؤمنون بالبعث والجزاء الآخر.

معنى الآيات:

قوله تعالى: { ولقد آتينا موسى الكتاب } هذا شروع في عرض أمم كذبت رسلها وردت دعوة الحق التي جاءوا بها فأهلكهم الله تعالى ليكون هذا عظة للمشركين لعلهم يتعظون فقال تعالى وعزتنا لقد آتينا موسى بن عمران الكتاب الذي هو التوراة { وجعلنا معه أهاه هارون وزيراً } أي معيناً، فقلنا أي لهما { اذهبا إلى القوم الذين كذبوا بآياتنا } وهم فرعون وملأه فأتوهم فكذبوهما فدمرناهم تدميراً كاملاً حيث أغرقوا في البحر، وقوله تعالى: { وقوم نوح } أي اذكر قوم نوح أيضاُ فإنهم لما كذبوا الرسل أي كذبوا نوحاً ومن كذب رسولاً فكأنما كذب عامة الرسل أغرقناهم بالطوفان وجعلناهم للناس بعدهم آية أي عبرة للمعتبرين وقوله { وأعتدنا } أي وهيأنا للظالمين في الآخرة عذاباً أليماً أي موجعاً زيادة على هلاك الدنيا، وقوله { وعاداً وثمود وأصحاب الرس } أي أهلكنا الجميع ودمرناهم تدميراً لما كذبوا رسلنا وردوا دعوتنا، وقروناً أي وأهلكنا قروناً بين ذلك الذي ذكرنا كثيراً.

وقوله { وكلاً ضربنا له الأمثال } أي إقامة للحجة عليهم فما أهلكناهم إلا بعد الإنذار والإعذار لهم. وقوله { وكلاً تبرنا تبتيراًً } أي أهلكناهم إهلاكاً لتكذيبهم رسلنا وردهم دعوتنا. وقوله: { ولقد أتوا على القرية التي أمطرت مطر السوء } أي ولقد مر أي كفار قريش على القرية التي أمطرت مطر السوء أي الحجارة وهي قرى قوم لوط سدوم وعمورة وغيرها فأهلكهم لتكذيبهم رسولهم وإتيانهم الفاحشة وقوله تعالى { أفلم يكونوا يرونها } في سفرهم إلى الشام وفلسطين. فيعتبروا بها فيؤمنوا وهو استفهام تقريري وإذا كانوا يمرون بها وفكنهم لم يعتبروا لعلة وهي أنهم لا يؤمنون بالبعث الآخر وهو معنى قوله تعالى { بل كانوا لا يرجون نشوراً } فالذي لا يرجو أن يبعث ويحاسب ويجزى لا يؤمن ولا يستقيم أبداً.

هداية الآيات:

من هداية الآيات:

1- بيان سنة الله تعالى في إهلاك الأمم بعد الإنذار والإعذار إليها.

2- بيان عاقبة المكذبين وما حل بهم ومن دمار وعذاب.

3- بيان علة تكذيب قريش للرسول صلى الله عليه وسلم وما جاء به وهي تكذيبهم بالبعث والجزاء فلهذا لم تنفعهم المواعظ ولم تؤثر فيهم العبر.

{وَإِذَا رَأَوْكَ إِن يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُواً أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولاً {41} إِن كَادَ لَيُضِلُّنَا عَنْ آلِهَتِنَا لَوْلَا أَن صَبَرْنَا عَلَيْهَا وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ الْعَذَابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلاً {42} أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً {43} أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً {44}}

شرح الكلمات:

{ إن يتخذونك } : أي ما يتخذونك.

{ إلا هزواً } : أي مهزوءاً به.

{ أهذا الدي بعث الله رسولاً } : أي في دعواه لا أنهم معترفون برسالته والاستفهام للتهكم والاحتقار.

{ ن كان ليضلنا عن آلهتنا } : أي قارب أن يصرفنا عن آلهتنا.

{ لولا أن صبرنا عليها } : أي لصرفنا عنها.

{ أرأيت من اتخذ آلهه هواه } : أي أخبرني عمن جعل هواه معبوده فأطاع هواه. فهل تقدر على هدايته.

{ إن هم إلا كالأنعام } : أي ما هم إلا كالأنعام في عدم الوعي والإدراك.

معنى الآيات:

قوله تعالى { وإذا رأوك إن يتخذونك إلا هزواً } يخبر تعالى رسوله عن أولئك المشركين المكذبين بالبعث أنهم إذا رأوه في مجلس أو طريق ما يتخذونه لا هزوا أي مهزوءاً به احتقاراً وازداءً له فيقولون فيما بينهم، { أهذا الذي بعث الله رسولاً } وهو استفهام احتقار وزدراء لأنهم لا يعتقدون أنه رسول الله ويقولون { إن كاد ليضلنا عن آلهتنا } أي يصرفنا عن عبادة آلهتنا لولا أن صبرنا وثبتنا على عبادتها. وهذا القول منهم نابج عن ظلمة الكفر والتكذيب بالبعث وقوله تعالى { وسوف يعلمون حين يرون العذاب } في الدنيا أو في الآخرة أي عندما يعاينون العذاب يعرفون من كان أضل سبيلاً هم أم الرسول والمؤمنون، وفي هذا تهديد ووعيد بقرب عذابهم وقد حل بهم في بدر فذلوا وأسروا وقتلوا وتبين لهم أنهم أضل سبيلاً من النبىّ وأصحابه. وقوله تعالى لرسوله وهو يسليه ويخفف عنه آلام إعراض المشركين عن دعوته { أرأيت من اتخذ إلهه هواه } أخبرني عمن جعل معبوده هواه فلا يعبد غيره فكلما اشتهى شيئاُ فعله بلا عقل ولا روية ولا فكر فقد يكون لأحدهم حجر يعبده فإذا رأى حجراً احسن منه عبده وترك الأول فهذا لم يعبد إلا هواه وشهوته فهل مثل هذا الإنسان الهابط على مستوى دون البهائم تقدر على هدايته يا رسولنا؟ { أفأنت تكون عليه وكيلاً } أي حفيظاً تتولى هدايته أم أنك لا تقدر فاتركه لنا يمضي فيه حكمنا.

وقوله { أم تحسب } أيها الرسول أن أكثر هؤلاء المشركين يسمعون ما يقال لهم ويعقلون ما يطلب منهم إن هم إلا كالأنعام فقط بل هم أضل سبيلاً من الأنعام إذ الأنعام تعرف طريق مرعاها وتستجيب لنداء راعيها وهم على خلاف ذلك فجهلوا ربهم الحق ولم يتسجيبوا لنداء رسوله إليهم.

هداية الآيات:

من هداية الآيات:

1- بيان ما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يلاقي في سبيل الدعوة من سخرية به واستهزاء.

2- يتجاهل الإنسان الضال الحق وينكره حتى إذا عاين العذاب عرف ما كان ينكر، وآمن بما كان يكفر.

3- هداية الإنسان ممكنة حتى إذا كفر بعقله وآمن بشهوته وعبد هواه تعذرت هدايته وأصبح أضل من الحيوان وأكثر خسراناً منه.

{أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاء لَجَعَلَهُ سَاكِناً ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلاً {45} ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضاً يَسِيراً {46} وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاساً وَالنَّوْمَ سُبَاتاً وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُوراً {47} وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُوراً {48} لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَّيْتاً وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَاماً وَأَنَاسِيَّ كَثِيراً {49}}

شرح الكلمات:

{ ألم تر إلى ربك كيف مد الظل } : أي ألم تنظر إلى صنيع ربك في الظل كيف بسطه.

{ ولو شاء الله لجعله ساكناً } : أي ثابتاً على حاله ي الطول والامتداد ولا يقصر ولا يطول.

{ ثم جعلنا الشمس عليه دليلاً } : أي علامة على وجوده إذ لولا الشمس لما عرف الظل.

{ ثم قبضناه إلينا قبضاً يسيرا } : أي أزلناه بضوء الشمس على مهل جزءاً فجزءاً حتى ينتهي.

{ ثم جعلنا الليل لباساً } : أي يستركم بظلمه كما يستركم اللباس.

{ والنوم سباتاً } : أي راحة لأبدانكم من عناء عمل النهار.

{ وجعل النهار نشوراً } : أي حياة إذ النوم بالليل كالموت والانتشار بالنهار كالبعث.

{ بشراً بين يدي رحمته } : أي مبشرة بالمطر قبل نزوله، والمطر هو الرحمة.

{ ماء طهوراً } : أي تتطهرون به من الأحداث والأوساخ.

{ لنحيي به بلدة ميتاً } : أي بالزروع والنباتات المختلفة.

{ أنعاماً وأناسي كثيراً } : أي حيواناً وأناساً كثيرين.

{ ولقد صرفناه بينهم } : أي المطر فينزل بأرض قوم ولا ينزل بأخرى لحكم عالية.

{ ليذكروا } : أي يذكروا فضل الله عليهم فيشكروا فيؤمنوا ويوحدوا.

{ فأبى أكثر الناس إلا كفوراً } : أي فلم يذكروا وأبى أكثرهم إلا كفوراً جحوداً للنعمة.

معنى الآيات:

قوله تعالى { ألم تر إلى ربك كيف مد الظل } هذا شروع في ذكر مجموعة من أدلة التوحيد وهي مظاهر لربوبية الله تعالى المقتضية لألوهيته فأولاً الظل وهو المشاهد من وقت الإسفار إلى طلوع الشمس وقد مدّه الخالق عز وجل أي بسطه في الكون، ثم تطلع الشمس فتأخذ في زواله وانكماشه شيئاً فشيئاً، ولو شاء الله تعالى لجعله ساكناً لا يبارح ولا يغادر ولكنه حسب مصلحة عباد جعله يتقاصر ويقبض حتى تقف الشمس في كبد السماء فيستقر ثم لما تدحض الشمس مائلة إلى الغروب يفيء أي يرجع شيئاً فشيئاً فيطول تدريجياً لتعرف به ساعات النهار وأوقات الصلوات حتى يبلغ من الطول حداً كبيراً كما كان في أول النهار ثم يقبض قبضاً يسيراً خفياً سريعاً حين تغرب الشمس ويغشاه ظلام الليل. هذه آية من آيات قدرة الله وعلمه حكمته ورحمته بعباده تجلت في الظل الذي قال تعالى فيه { ألم تر } أيها الرسول أي تنظر إلى صنيع ربك جل جلاله { كيف مد الظل، ولو شاء لجعله ساكناً } ينتقل، { ثم جعلنا الشمس عليه دليلاً } إذ بضوءها يعرف، فلولا الشمس لما عرف الظل وقوله تعالى { ثم قبضناه إلينا قبضاُ يسيراً } حسب سنته ففي خفاء كامل وسرعة تامة يقبض الظل نهائياً ويحل محله الظلام الحالك.

وثانياً: في الليل والنهار قال تعالى: { وهو الذي جعل لكم الليل لباساً } أي ساتراً يستركم بظلامه كما تستركم الثياب، { والنوم سباتاً } أي حياة بعد وفاة والنوم فيتنشر فيه الناس لطلب الرزق بالعمل بالأسباب والسنن التي وضع الله تعالى لذلك.

وثالثا: إرسال الرياح للقاح السحب للإِمطار لإحياء الأرض بعد موتها بالقحط والجدب قال تعالى: { وهو الذي أرسل الرياح } هو لا غيره من الآلهة الباطلة { أرسل الرياح بشراً بين يدي رحمته } أي مبشرات بالمطر متقدمة عليه وهو الرحمة وهي بين يديه فمن يفعل هذا غير الله؟ الله إنه لا أحد.

ورابعاً: إنزال الماء الطهور العذب الفرات للتطهير به وشرب الحيوان والإنسان قال تعالى { وأنزلنا من السماء ماء طهوراً لنحيي به بلدة ميتاً ونسقيه مما خلقنا أنعاماً } أي إبلاً وبقراً وغنماً { وأناسي كثيراً } أي وأناساً كثيرين وهم الآدميون ففي خلق الماء وإنزاله وإيجاد حاجة في الحيوان والإنسان إليه ثم هدايتهم لتناوله وشربه كل هذا آيات الربوبية الموجبة لتوحيد الله تعالى.

وخامساً: تصريف المطر بين الناس فيمطر في أرض ولا يمطر في أخرى حسب الحكمة الإلهية والتربية الربانية، قال تعالى: { ولقد صرفناه بينهم } أي بين الناس كما هو مشاهد إقليم يسقى وآخر يحرم، وقوله تعالى: { فأبى أكثر الناس إلا كفوراً } أي جحوداً لإنعام الله عليهم وربوبيته عليهم وأولهيته لهم. وهو أمر يقتضي التعجب والاستغراب هذه مظاهر الربوبية المقتضية للألوهية، { وأبى أكثر الناس إلا كفوراً } والعياذ بالله تعالى.

هداية الآيات:

من هداية الآيات:

1- عرض الأدلة الحسية على وجوب عبادة الله تعالى وتوحيده فيها ووجوب الإيمان بالبعث والجزاء الذي أنكره المشركون فضلوا ضلالاً بعيداً.

2- بيان فائدة الظل إذ به تعرف ساعات النهار وبه يعرف وقت صلاة الظهر والعصر فوقت الظهر من بداية الفيء، أي زيادة الظل بعد توقفه من النقصان عند وقوف الشمس في كبد السماء، ووقت العصر من زيادة الظل مثله بمعنى إذا دخل الظهر والظل أربعة أقدام أو ثلاثة أو أقل أو أكثر فإذا زاد مثله دخل وقت العصر فإن زالت الشمس على أربعة أقدام فالعصر يدخل عندما يكون الظل ثمانية أقدام وإن زالت الشمس على ثلاثة أقدام فالعصر على ستة أقدام وهكذا.

3- الماء الطهور وهو الباقي على أصل خلقته فلم يخالطه شيء يغير طعمه أو لونه أو ريحه، وبه ترفع الأحداث وتغسل النجاسات، ويحرم منعه عمن احتاج إليه من شرب أو طهارة.

{وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُوراً {50} وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيراً {51} فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَاداً كَبِيراً {52} وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخاً وَحِجْراً مَّحْجُوراً {53} وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاء بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيراً {54} وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنفَعُهُمْ وَلَا يَضُرُّهُمْ وَكَانَ الْكَافِرُ عَلَى رَبِّهِ ظَهِيراً {55} وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّراً وَنَذِيراً {56}}

شرح الكلمات:

لبعثنا في كل قرية نذيراً : أي رسولاً ينذر أهلها عواقب الشرك والكفر.

{ وجاهدهم به جهاداً كبيراً } : أي بالقرآن جهاداً كبيراً تبلغ فيه أقصى غاية جهدك.

{ مرج البحرين } : أي خلط بينهما وفي نفس الوقت منع الماء الملح أن يفسد الماء العذب.

{ وجعل بينهما برزخاً } : أي القرآن جهاداً كبيراً تبلغ فيه أقصى غاية جهدك.

{ مرج البحرين }: أي خلط بينهما وفي نفس الوقت منع الماء الملح أن يفسد الماء العذب.

{ وجعل بينهما برزخاً }: أي حاجزاً بين الملح منهما والعذب.

{ وحجراً محجوراً }: أي وجعل بينهما سداً مانعاً فلا يحلو الملح، ولا يملح العذب.

{ خلق من الماء بشراً }: أي خلق من الماء الإنسان والمراد من الماء النطفة.

{ فجعله نسباً وصهراً }: أي ذكراً وأنثى أي نسباً ينسب إليه، وصهراً يصهر إليه أي يتزوج منه.

{ ما لا يضرهم ولا ينفعهم }: أي أصناماً لا تضر ولا تنفع.

{ وكان الكافر على ربه ظهيرا }: اي معيناً للشيطان على معصية الرحمن.

معنى الآيات:

ما زال السياق في تعداد مظاهر الربوبية المستلزمة للتوحيد قال تعالى { ولو شئنا لبعثنا في كل قرية نذيراً } أي في كل مدينة نذيراً أي رسولاً ينذر الناس عواقب الشرك والكفر، ولكنا لم نشأ لحكمة اقتضتها ربوبيتنا وهي أن تكون أيها الرسول أفضل الرسل وأعظم منزلة وأكثرهم ثواباً فحبوناك بهذا الفضل فكنت رسول كل القرى أبيضتها وأسودها فاصبر وتحمل، واذكر شرف منزلتك { فلا تطع الكافرين } في أمر أرادوه منك { وجاهدهم } به أي بالقرآن وكله حجج وبينات جهاداً كبيراً تبلغ فيه اقصى جهدك. بعد هذه الجملة الاعتراضية من الكلام الإلهي قال تعالى مواصلاً ذكر مظاهر ربوبيته تعالى على خلقه. 

{ وهو الذي مرج البحرين } الملح والعذب أي أرسلهما مع بعضهما بعضاً { هذا عذب فرات } أي حلو { سائغ شرابه، وهذا ملح اجاج } أي لا يشرب { وجعل بينهما برزخاً وحجراً محجوراً } أي ساتراً مانعا من اختللاط العذب بالملح مع وجودهما في مكان واحد، فلا يبغي هذا على هذا بأن يعذب الملح أو يملح العذب. وقوله تعالى { وهو الذي خلق من الماء بشراً أي من المني ونطفته خلق الإنسان وجعله ذكراً وأنثى وهو معنى قوله نسباً وصهراً أي ذوي نسب ينسب إليهم وهم الذكور، وذوات صهر يصاهر بهن وهن الإناث. 

وقوله تعالى: { وكان ربك قديراً } أي على فعل ما يريده من الخلق والإيجاد أو التحويل والتبديل، والسلب والعطاء هذه مظاهر الربوبية المقتضية لعبادته وتوحيده والمشركون يعبدون من دونه أصناماً لا تنفعهم إن عبدوها، ولا تضرهم إن لم يعبدوها وذلك لجهلهم وظلمة نفوسهم فيعبدون الشيطان إذ هو الذي زين لهم عبادة الأصنام وبذلك كان الكافر على ربه ظهيرا إذ بعبادته للشيطان يعينه على معصية الرب تبارك وتعالى وهو معنى قوله تعالى، ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم وكان الكافر على ربه ظهيرا. أي معيناً للشيطان على الرحمن والعياذ بالله تعالى. وقوله تعالى: { وما أرسلناك إلا مبشراً ونذيراً } يقول تعالى لرسوله إنا لم نرسلك لغير بشارة المؤمنين بالجنة ونذارة الكافرين بالنار أما هداية القلوب فهي إلأينا من شئنا هدايته اهتدى ومن لم نشأها ضل. إلا أن الله يهدي ويضل حسب سنن له قد مر ذكرها مرات.

هداية الآيات:

من هداية الآيات:

1- الإشارة إلى الحكمة في عدم تعدد الرسل في زمن البعثة المحمدية والاكتفاء بالرسول محمد صلى الله عليه وسلم.

2- حرمة طاعة الكافرين في أمور الدين والشرع.

3- من الجهاد جهاد الكفار والملاحدة بالحجج القرآنية والآيات التنزيلية.

4- مظاهر العلم والقدرة الإلهية في عدم اختلاط البحرين مع وجودهما في مكان واحد.

وفي خلق الله تعالى الإنسان من ماء وجعله ذكراً وأنثى للتناسل وحفظ النوع.

5- التنديد بالمشركين والكافرين المعينين للشيطان على الرحمن.

يتبع إن شاء الله...



تفسير سورة الفرقان (25) 2013_110


عدل سابقا من قبل أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn في الأربعاء 09 يونيو 2021, 6:14 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 51137
العمر : 72

تفسير سورة الفرقان (25) Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة الفرقان (25)   تفسير سورة الفرقان (25) Emptyالخميس 02 يناير 2014, 3:06 am

بسم الله الرحمن الرحيم

تفسير سورة الفرقان (25) Images?q=tbn:ANd9GcTzqUXamoQamGgnuZSJgWJ4TbPKEDRGI0oIItNPRDObqGA4I4-A

{قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلَّا مَن شَاء أَن يَتَّخِذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلاً {57} وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيراً {58} الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيراً {59} وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُوراً {60} تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاء بُرُوجاً وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجاً وَقَمَراً مُّنِيراً {61} وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُوراً {62}}

شرح الكلمات:

{ عليه من أجر } : أي على البلاغ من أجر اتقاضاه منكم.

{ سبيلا } : أي طريقاً يصل به إلى مرضاته والفوز بجواره، وذلك بإنفاق ماله في سبيل الله.

{ وسبح بحمده } : أي قل سبحان الله وبحمده.

{ في ستة أيام } : أي من أيام الدنيا التي قدرها وهي الأحد... والجمعة.

{ ثم استوى على العرش } : العرش سرير الملك والاستواء معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب.

{ فاسأل به خبيراً } : أي أيها الإنسان إسأل خبيراً بعرش الرحمن ينبئك فإنه عظيم.

{ وزادهم نفوراً } : أي القول لهم اسجدوا للرحمن زادهم نفوراً من الإيمان.

{ جعل في السماء بروجاً } : هي إنثا عشر برجاً انظر تفصيلها في معنى الآيات.

{ سراجاً } : أي شمساً.

{ خلفة } : أي يخلف كل منهما الآخر كما هو مشاهد.

{ أن يذكر } : أي ما فاته في أحدهما فيفعله في الآخر.

{ أو أراد شكوراً } : أي شكراً لنعم ربه عليه فيهما بالصيام والصلاة.

معنى الآيات:

بعد هذا العرض العظيم لمظاهر الربوبية الموجبة للألوهية أمر الله تعالى رسوله أن يقول للمشركين ما أسألكم على هذا البيان بينت لكم ما تعرفون به إلهكم الحق فتعبدونه وتكملون على عبادته وتسعدون أجراً أي مالاً، لكن من شاء أن ينفق من ماله في وجوه البر والخير يتقرب به إلى فله ذلك ليتخذ بنفقته في سبيل الله طريقاً إلى رضا ربه عنه ورحمته له.

وقوله { وتوكل على الحي الذي لا يموت } يأمر تعالى رسوله أن يمضي في طريق دعوته مبلغاً عن ربه داعياً إليه متوكلاً أي مفوضاً أمره إليه إذ هو الحي الذي لايموت وغيره يموت، وأمره أن يستعين على دعوته وصبره عليها بالتسبيح فقال { وسبح بحمده } أي قل سبحان الله وبحمده، وسبحانك اللهم وبحمدك وهو أمر بالذكر والصلاة وسائر العبادات فإنها العون الكبير للعبد على الثبات والصَّبْر. وقوله تعالى { وكفى به بذنوب عباده خبيراً } أي فلا تكرب لهم ولا تحزن عليهم من أجل كفرهم وتكذيبهم وشركهم فإن ربك عالم بذنوبهم محص عليهم أعمالهم وسيجزيهم بها في عاجل أمرهم أو آجله، ثم أثنى تبارك وتعالى على نفسه بقوله { الذي خلق السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام } مقدرة بأيام الدنيا أولها الأحد وآخرها الجمعة، ثم استوى على العرش العظيم استواء يليق بجلاله وكماله. { الرحمن } الذي عمَّت رحمته العالمين { فاسأل به خبيراً } أي فاسأل يا محمد بالرحمن خبيراً بخلقه فإنه خالق كل شيء والعليم بكل شيء فهو وحده العليم بعظمة عرشه وسعة ملكه وجلال وكمال نفسه لا إله إلا هو ولا رب سواه وقوله { وإذا قيل لهم اسجدوا للرحمن } أي وإذا قال لهم الرسول أيها المشرك اسجدوا للرحمن ولا تسجدوا لسواه من المخلوقات. قالوا منكرين متجاهلين { ما الرحمن؟ } أنسجد لما تأمرنا أي أتريد أن تفرض علينا طاعتك { وزادهم } هذا القول { نفوراً } ، أي عبداً واستنكاراً للحق العياذ بالله تعالى.

وقوله تعالى { تبارك الذي جعل في السماء بروجاً } أي تقدس وتنزه أن يكون له شريك في خلقه أو في عبادته الذي بعظمته جعل في السماء بروجاً وهي البروج الاثنا عشر بالحمل والثور والجوزاء والسرطان والأسد والسنبلة والميزان والعقرب والقوس والجدي والدلو والحوت. 

والكواكب السبعة السيارة هي: المريخ، والزهرة وعطارد، والقمر، والشمس، والمشتري، وزحل فهذه الكواكب تنزل في البروج كالقصور لها.

وقوله تعالى { وجعل فيها سراجاً } هو الشمس { وقمراً منيراً } هو القمر أي تعاظم وتقدس الذي جعل في السماء بروجاً وجعل فيها سراجاً وقمراً منيراً وقوله { وهو الذي جعل الليل والنهار خلفه } أي يخلف بعضهما بعضاً فلا يجتمعان أبداَ وفي ذلك من المصالح والفوائد مالا يقادر قدره ومن ذلك أن من نسي عملاً بالنهار يذكره في الليل فيعمله، ومن نسي عملاً بالليل يذكره بالنهار فيعمله، وهو معنى قوله { لمن أراد أن يذكر } وقوله { أو أراد شكوراً } فإن الليل والنهار ظرفان للعبادة الصيام بالنهار والقيام بالليل فمن أراد أن يشكر الله تعالى على نعمه فقد وهبنا له فرصة لذلك وهو الليل للتهجد والقيام والنهار للجهاد والصيام.

هداية الآيات:

من هداية الآيات:

1- دعوة الله ينبغي أن لا يأخذ الداعي عليها أجراً ممن يدعوهم إلى الله تعالى ومن أراد أن يتطوع من نفسه فينفق في سبيل الله فذلك له.

2- وجوب التوكل على الله فإنه الحي الذى لا يموت وغيره يموت.

3- وجوب التسبيح والذكر والعبادة وهو هي زاد العبد وعدته وعونه.

4- مشروعية السجود عند قوله تعالى وزادهم نفوراً للقارىء والمستمع.

5- صفة استواء الرحمن على عرشه فيجب الإيمان بها على ما يليق بجلال الله وكماله ويحرم تأويلها بالاستيلاء والقهر ونحوهما.

6- الترغيب في الذكر والشكر، واغتنام الفرص للعبادة والطاعة.

{وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَاماً {63} وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِيَاماً {64} وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً {65} إِنَّهَا سَاءتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً {66} وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً {67} وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً {68} يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً {69} إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً {70}}

شرح الكلمات:

{ يمشون على الأرض هوناً } : في سكينة ووقار.

{ وإذا خاطبهم الجاهلون } : أي بما يكرهون من الأقوال.

{ قالوا سلاماً } : أي قولاً يسلمون به من الإثم، ويسمى هذا سلام المتاركة.

{ سجداً وقياماً } : أي يصلون بالليل سجداً جمع ساجد.

{ إن عذابها كان غراماً } : أي عذاب جهنم كان لازماً لا يفارق صاحبه.

{ إنها ساءت متسقراً ومقاماً } : أي بئست مستقراً وموضع إقامة واستقرار.

{ لم يسرفوا ولم يقتروا } : أي لم يبذروا ولم يضيقوا.

{ وكان بين ذلك قواماً } :أي بين الإسراف والتقتير وسطاً.

{ التي حرم الله } : وهي كل نفس آدمية إلا نفس الكافر المحارب.

{ إلا بالحق } : وهو واحد من ثلاث: كفر بعد إيمان أو زنى بعد إحصان أو قتل ظلم وعدوان.

{ يلق أثاماً } : أي عقوبة شديدة.

{ يبدل الله سيئاتهم حسنات } : بأن يمحو بالتوبة سوابق معاصيهم، ويثبت مكانها لواحق طاعاتهم.

معنى الآيات:

لما أنكر المشركون الرحمن { وقالوا وما الرحمن } وأبوا أن يسجدوا للرحمن، وقالوا أن محمداً ينهانا عن الشرك وهو يدعو مع الله الرحمن فيقول يا الله يا رحمن، ناسب لتجاهلهم هذا الاسم الرحمن أن يذكر لهم صفات عباد الرحمن ليعرفوا الرحمن بعباده على حد " خيركم من إذا رُؤي ذُكر الله " فقال تعالى { وعباد الرحمن } ووصفهم بثمان صفات وأخبر عنهم بما أعده لهم من كرامة يوم القيامة، الأولى في قوله { الذي يمشون على الأرض هوناً } أي ليسوا جبابرة متكبرين، ولا عصاة مفسدين ولكن يمشون متواضعين عليهم السكينة والوقار، { وإذا خاطبهم الجاهلون } أي السفهاء بما يكرهون من القول قالوا قولاً يسلمون به من الإثم فلم يردوا السيئة بالسيئة ولكن بالحسنة.

الثانية: في قوله { والذين يبيتون لربهم سجداً وقياماً } أي يقضون ليلهم بين السجود والقيام يصفون أقدامهم ويذرفون دموعهم على خدودهم خوفاً من عذاب ربهم.

والثالثة: في قوله { والذين يقولون ربنا اصرف عنا عذاب جهنم } إنهم لقوة يقينهم كأنهم شاعرون بلهب جهنم يدنو من وجوههم فقالوا { ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراما } أي مُلحّاً لازماً لا يفارق صاحبه، { إنها ساءت } أي جهنم { مستقراً ومقاماً } أي بئست موضع إقامة واستقرار.

والرابعة: في قوله { والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا } في إنفاقهم فيتجاوزوا الحد المطلوب منهم، ولم يقتروا فيقصروا في الواجب عليهم وكان إنفاقهم بين الإسراف والتقتير قواماً أي عدلاً وسطاً.

والخامسة: { والذين لا يدعون مع الله إلهاً آخر } أي لا يسألون غير ربهم قضاء حوائجهم كما لا يشركون بعبادة ربهم أحداً { ولا يقتلون النفس التي حرم الله } قتلها وهي كل نفس آدمية ما عدا نفس الكافر المحارب فإنها مباحة القتل غير محرمة. { إلا بالحق } وهو واحدة من ثلاث خصال بينها الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث الصحيحين " لا يحل دم امرىء مسلم إلا بإحدى ثلاث: الثيب الزاني والنفس بالنفس والتارك لدينه المفارق للجماعة "

{ ولا يزنون } أي لا يرتكبون فاحشة الزنا والزنا نكاح على غير شرط النكاح المباح وقوله تعالى { ومن يفعل ذلك } هذا كلام معترض بين صفات عباد الرحمن. أي ومن يفعل ذلك المذكور من الشرك بدعاء غير الرب أو قتل النفس بغير حق، أو زنا { يلق إثاماً } أي عقاباً { يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه } أي في العذاب { مهاناً } مخزياً ذليلاً، وقوله تعالى { إلا من تاب } من الشرك وآمن بالله وبلقائه وبرسوله وما جاء به من الدين الحق { وعمل صالحاً } من إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وصيام رمضان وحج بيت الله الحرام { فأولئك } المذكورون أي التائبون { يبدل الله سيئاتهم حسنات } أي يمحو سيآتهم بتوبتهم ويكتب لهم مكانهم صالحات أعمالهم وطاعاتهم بعد توبتهم { وكان الله غفوراً رحيماً } ذا مغفرة للتائبين من عباده ذا رحمة بهم فلا يعذبهم بعد توبته عليهم، وقوله { ومن تاب } من غير هؤلاء المذكورين أي رجع إلى الله تعالى بعد غشيانه الذنوب { وعمل صالحاً } بعد توبته { فإنه يتوب إلى الله متاباً } أي يرجع إليه تعالى مرجعاً مرضياً حسناُ فيكرمه وينعمه في دار كرامته.

هدايته الآيات:

من هداية الآيات:

1- بيان صفات عباد الرحمن الذين بهم يعرف الرحمن عز وجل.

2- فضيلة التواضع والسكينة في المشي والوقار.

3- فضيلة رد السيئة بالحسنة والقول السليم من الإثم.

5- فضيلة الاعتدال والقصد في النفقة وهي الحسنة بين السيئتين.

6- حرمة الشرك وقتل النفس والزنى وأنها أمهات الكبائر.

7- التوبة تجب ما قبلها.والندب إلى التوبة وأنها مقبولة ما لم يغرغر.

{وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَاباً {71} وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً {72} وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمّاً وَعُمْيَاناً {73} وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً {74} أُوْلَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَاماً {75} خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً {76} قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَاماً {77}}

شرح الكلمات:

{ لا يشهدون الزور }: أي لا يحضرون مجالسة ولا يشهدون بالكذب والباطل.

{ وإذا مروا باللغو }: أي بالكلام السيء القبيح وكل مالا خير فيه.

{ مروا كراماً }: أي معرضين عنه مكرمين أنفسهم عن سماعة أو المشاركة فيه.

{ وإذا ذكروا بآيات ربهم }: أي إذا وعظوا بآيات القرآن.

{ لم يخروا عليها صماً وعمياناً } : أي لم يطأطئوا رؤوسهم حال سماعها عمياً لا يبصرون ولا يصماً لا يسمعون بل يصغون يسمعون ويعون ما تدعو إليه ويبصرون ما تعرضه.

{ قرة أعين } : أي ما تقر به أعيننا وهو أن تراهم مطيعين لك يعبدونك وحدك.

{ واجعلنا للمتقين إماماً } : أي من عبادك الذين يتقون سخطك بطاعتك قدوة يقتدون بنا في الخير.

{ يجزون الغرفة } : أي الدرجة العليا في الجنة.

{ بما صبروا } : أي على طاعتك بامتثال الأمر واجتناب النهي.

{ حسنت مستقراً ومقاماً } : أي صلحت وطابت مستقراً لهم أي موضع استقرار وإقامة.

{ ما يعبأ بكم ربي } : أي ما يكترث ولا يعتد بكم ولا يبالي.

{ لولا دعاؤكم } : إياه، ودعاؤه إياكم لعبادته بذكره وشكره.

{ فسوف يكون لزاماً } : أي العذاب لزاماً أي لازماً لكم في بدر ويوم القيامة.

معنى الآيات:

ما زال السياق الكريم في ذكر صفات عباد الرحمن الذي تجاهله المشركون وقالوا: وما الرحمن فها هي ذي صفات عباده دالة عليه وعلى جلاله وكماله، وقد مضى ذكر خمس صفات:

والسادسة: في قوله تعالى { والذين لا يشهدون الزور } الزور هو الباطل والكذب وعباد الرحمن لا يحضرون مجالسه ولا يقولونه ولا يشهدونه ولاينطقون به { وإذا أمروا باللغو } وهو كل عمل وقول لا خير فيه { مروا كراماً } أي مكرمين أنفسهم من التلوث به، بالوقوع فيه.

والسابعة: في قوله تعالى { والذين إذا ذكروا بآيات ربهم } أي إذا ذكرهم أحد بآيات القرآن كتاب ربهم عز وجل لم يحنوا رؤوسهم عليها صماً حتى لا يسمعوا مواعظها ولا عمياناً حتى لا يشاهدوا آثار آياتها بل يحنون رؤوسهم سامعين لها واعين لما تقوله وتدعو إليه مبصرين آثارها مشاهدين وقائعها متأثرين بها.

والثامنة: فى قوله تعالى { والذين يقولون } أي في دعائهم { ربنا هب لنا } أي أعطنا { من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين } أي ما تقر به أعيننا وذلك بأن نراهم يتعلمون الهدى ويعملون به طلباً لمرضاتك يا ربنا { واجعلنا للمتقين } من عبادك الذين يتقون سخطك بطاعتك بفعل أمرك وأمر رسولك واجتناب نهيك ونهي رسولك { واجعلنا للمتقين إماما } أي قدوة صالحة يقتدون بنا في الخير يا ربنا. قال تعالى مخبراً عنهم بما أنعم به عليهم. { أولئك } أي السامون أنفساً العالون أرواحاً { يجزون الغرقة } وهي الدرجة العليا في الجنة { بما صبروا } على طاعة مولاهم، وما يلحقهم من أذى في ذات ربهم { ويلقون فيها } أي تتلقاهم الملائكة بالتهاني والتحيات { تحية وسلاماً } أي بالدعاء بالحياة السعيدة والسلامة من الآفات إذ هي حياة بلا ممات، وسعادة بلا منغصات.

وقوله تعالى { خالدين فيها } أي في تلك الغرفة في أعلى الجنة { حسنت مستقراً } أي طابت موضع إقامة واستقرار. إلى هنا انتهى الحديث عن صفات عباد الرحمن وبيان جزائهم عند ربهم. وقوله تعالى: { قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم } أي قل يا رسولنا لأولئك المشركين المنكرين للرحمن { ما يعبأ بكم ربي } أي ما يكترث لكم أو يبالي بكم { لولا دعاؤكم } إياه أي عبادة من يعبده منكم إذ الدعاء هو العبادة ما أبالي بكم ولا أكترث لكم. أما وقد كذبتم بي وبرسولى فلم تعبدوني ولم توحدوني وإذاً { فسوف يكون } العذاب { لزاماً } وقد أذقتموه يوم بدر، وسوف يلازمهم في قبورهم إلى نشورهم، وسوف يلاحقهم حتى مستقرهم في جهنم.

هداية الآيات:

من هداية الآيات:

1- حرمة شهود الزور وحرمة شهادته.

2- فضيلة الإعراض عن اللغو فعلاً كان أو قولاً.

3- فضيلة تدبر القرآن وحسن الاستماع لتلاوته والاتعاظ بمواعه والعمل بهدايته.

4- فضيلة علو الهمة وسمو الروح وطلب الكمال والقدوة في الخير.

5- لا قيمة للإنسان وهو أشرف الحيوانات لولا عبادته الله عز وجل فإذا لم يعبده كان شر الخليقة.



تفسير سورة الفرقان (25) 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
تفسير سورة الفرقان (25)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: مجمـــوعــة تفاســـــير :: أيســـر التفاســــير-
انتقل الى: