ي بيتنا مشكلة
كيف أتخلص من الغضب؟
سؤال:
أنا امرأة متزوجة منذ عامين ومشكلتي أنني سريعة الانفعال والأسوأ من ذلك أنني أعجز عن حبس مشاعري في صدري، فبمجرد وقوع خلاف بيني وبين زوجي لا يهدأ لي بال ولا يقر لي قرار إلا حينما أحدث شقيقتي أو صديقتي بما حصل فأجد في ذلك متنفساً عما في قلبي من هموم فتهدأ أعصابي وأعود لحالتي الطبيعية، وأنا أفضل أن أتخلص من حالة الشكوى هذه فكيف؛ مع العلم أنني في حياتي الزوجية أشعر بالوفاق والوئام ولكن لا بد من وجود منغصات بين فترة وأخرى.
الجواب:
لا بد أن تعلمي أن أصل مشكلتك هي سرعة الانفعال (الغضب) وليس التشكي للآخرين؛ لأن الأخيرة نتيجة للأولى؛ ولذا فإني أنصحك بمجاهدة نفسك حتى تتغلبي عليها وتخضعيها للحق في غضبها ورضاها.
ولعل من الأمور التي يستعان بها في علاج الغضب أو سرعة الانفعال:
1- البعد عن أسباب الخلاف؛ وذلك بإيثار طاعة الزوج على رغبات النفس طاعة لله عز وجل تماماً كما يمتنع الصائم عن شهوات نفسه حال صومه.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "المرأة إذا صلت خمسها، وصامت شهرها، وأحصنت فرجها, وأطاعت زوجها، فلتدخل من أي أبواب الجنة شاءت" حسنه الألباني.
2- إلزمي السكوت عند الغضب حتى لا تنطقي كلاماً تندمين عليه.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إذا غضب أحدكم فليسكت" صححه الألباني.
3- اتركي المكان الذي أنت فيه، كأن تنتقلي من الصالة إلى الغرفة أو بالعكس والمهم أن تتحولي عن موقع الشجار.
ولذلك خرج علي رضي الله عنه عند خلافه مع فاطمة رضي الله عنها إلى المسجد.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ كظم غيظاً، ولو شاء يُمضيه أمضاه ملأ الله قلبه رضاً يوم القيامة" صحيح الجامع.
أما ما يتعلق بإخبارك لأختك والقريبات بما حصل من مشكلات مع زوجك فلا شك أنه خلاف ما ينبغي أن تتصف به المرأة الصالحة من كتمان لأسرار بيتها وعدم إفشائها إلا لمصلحة شرعية كأخذ المشورة والنصيحة ممن ترجى نصيحته ويوثق بمشورته .
وأرى أن تلجئي إلى الله بكثرة الذكر والدعاء.
قال نبي الله يعقوب عليه السلام: (إنما أشكو بثي وحزني إلى الله) يوسف: 86.
وعليكِ أن تكثري من الاستعاذة كي يذهب غيظك وتنطفئ جمرة غضبك وتهدأ نفسك.
عن سلمان بن صرد رضي الله عنه قال: كنت جالساً مع النبي صلى الله عليه وسلم: ورجلان يستبان، فاحمر وجه أحدهما وانتفخت أوداجه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إني لأعلم كلمة لو قالها ذهب عنه ما يجد، لو قال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم" رواه البخاري.
والله تعالى أعلم.